الكلمـــــة الحـــــرّة
الكلمـــــة الحـــــرّة
الكلمـــــة الحـــــرّة
هل تريد التفاعل مع هذه المساهمة؟ كل ما عليك هو إنشاء حساب جديد ببضع خطوات أو تسجيل الدخول للمتابعة.

الكلمـــــة الحـــــرّة

منتدى ثقافي عام
 
الرئيسيةأحدث الصورالتسجيلدخول

 

 متى يعود زمن الكبار

اذهب الى الأسفل 
2 مشترك
كاتب الموضوعرسالة
bassam65
عضو ماسي
bassam65


عدد المساهمات : 3455
نقاط : 20257
تاريخ التسجيل : 11/11/2009
العمر : 59
الموقع : سوريا

متى يعود زمن الكبار Empty
مُساهمةموضوع: متى يعود زمن الكبار   متى يعود زمن الكبار I_icon_minitimeالأحد ديسمبر 06, 2009 8:09 pm

مقدمة

اسمحوا لي اخوتي الاكارم

بما اننا في زمن الصَّغار السياسي والصِّغار من السياسين او هواة السياسة ان لا يسرقنا هذا الزمان الرديء بكل ما فيه
اسمحوا لي ان اذكر نبذات من التاريخ عن اشخاص على الاقل هم كبار في السياسة وخدمة اوطانهم ان لم نقل في خدمة الاجيال في العالم............................
الرجوع الى أعلى الصفحة اذهب الى الأسفل
bassam65
عضو ماسي
bassam65


عدد المساهمات : 3455
نقاط : 20257
تاريخ التسجيل : 11/11/2009
العمر : 59
الموقع : سوريا

متى يعود زمن الكبار Empty
مُساهمةموضوع: رد: متى يعود زمن الكبار   متى يعود زمن الكبار I_icon_minitimeالأحد ديسمبر 06, 2009 8:15 pm

كرمشاند غاندي

ولد كرمشاند غاندي الملقب ب"ألمهاتما" في الثاني من أكتوبر/تشرين الأول 1869 في بور بندر بمقاطعة غوجارات الهندية من عائلة محافظة لها باع طويل في العمل السياسي، حيث شغل جده ومن بعده والده منصب رئيس وزراء إمارة بور بندر، كما كان للعائلة مشاريعها التجارية المشهورة. وقضى طفولة عادية

سافر غاندي إلى بريطانيا عام 1888 لدراسة القانون، وفي عام 1891 عاد منها إلى الهند بعد أن حصل على إجازة جامعية تخوله ممارسة مهنة المحاماة.
أسس غاندي ما عرف في عالم السياسية ب"المقاومة السلمية" أو فلسفة اللاعنف (الساتياراها)، وهي مجموعة من المبادئ تقوم على أسس دينية وسياسية واقتصادية في آن واحد ملخصها الشجاعة والحقيقة واللاعنف، وتهدف إلى إلحاق الهزيمة بالنظام الشمولي عن طريق الوعي الكامل والعميق بالخطر المحدق بنا
الرجوع الى أعلى الصفحة اذهب الى الأسفل
bassam65
عضو ماسي
bassam65


عدد المساهمات : 3455
نقاط : 20257
تاريخ التسجيل : 11/11/2009
العمر : 59
الموقع : سوريا

متى يعود زمن الكبار Empty
مُساهمةموضوع: رد: متى يعود زمن الكبار   متى يعود زمن الكبار I_icon_minitimeالأحد ديسمبر 06, 2009 8:16 pm

متى يعود زمن الكبار؟
متى يعود زمن الكبار Bhutto_1974
ذو الفقار علي بوتو
ولد ذو الفقار علي بوتو عام 1928 في إقليم السند الذي أصبح تابعا لباكستان بعد عام 1947، لعائلة إقطاعية، وكان الولد الوحيد للسيد شاه نواز بوتو أحد الشخصيات الباكستانية المعروفة.
تلقى بوتو تعليمه الأولي في المدرسة العليا لكاتدرائية بومباي (مومباي حاليا)، ثم سافر إلى الولايات المتحدة الأميركية لاستكمال دراسته العليا في مجال العلوم السياسية بجامعتي كاليفورنيا الجنوبية عام 1947 بركلي عام 1949 ثم جامعة أكسفورد في بريطانيا التي نال منها شهادة في الحقوق.
تزوج ذو الفقار مرتين، الأولى وهو في الثالثة عشرة من عمره من ابنة عمه آن هيريس ولم ينجب منها. والثانية من نصرت إصفهاني، الإيرانية، عام 1951 وأنجب منها أربعة من الأولاد أكبرهم بينظير التي أصبحت أول رئيسة وزراء في باكستان عام 1988.
اشتغل بوتو فور انتهائه من دراساته بالخارج في مهنة المحاماة. ولمع اسمه على المستوى القومي للمرة الأولى عام 1954 بسبب مواقفه الرافضة للدعاوى الانفصالية التي بدأت بوادرها في الظهور بين باكستان الغربية والشرقية.


وأسس عام 1967 حزب الشعب الباكستاني واختير أمينا عاما له وحدد الأسس التي تقوم عليها المنطلقات الفكرية للحزب في النقاط التالية:

- المحافظة على العقيدة الإسلامية. - اعتبار الديمقراطية أساسا لسياسات الحزب. - قيام النظام الاقتصادي على المبادئ الاشتراكية. - حصر السلطة بيد الشعب. وقد لقي هذا الحزب تأييدا واسعا لدى قطاعات عريضة من الباكستانيين وبالأخص في الأوساط الطلابية ولا سيما بعد أن راح بوتو يتهم الجيش بالتقصير في حرب 1965 ويطالب الحكومة بمزيد من الديمقراطية ويتهمها بسوء استعمال السلطة.
تولى الحكم من بعده ذو الفقار علي بوتو الذي فاز حزبه بأغلبية الأصوات في باكستان الغربية أثناء الانتخابات البرلمانية التي كانت قد جرت في ديسمبر/ كانون الأول 1970. وخلال تولي بوتو الرئاسة كان من أهم إنجازاته:
- اتخاذ عدة إجراءات وقرارات هامة لتحديث الصناعة الباكستانية عموما من ناحية وفرض سيطرة الدولة على الصناعات الرئيسية من ناحية أخرى. - قرار انسحاب بلاده من الكومنولث بعد اعتراف بريطانيا والدول الغربية بدولة بنغلاديش الجديدة. - نجاحه في حصول باكستان على مفاعل ذري من فرنسا وهو ما أثار أزمة داخل المعسكر الغربي آنذاك. - توصله عام 1972 إلى اتفاقية سياسية مع الهند عرفت باسم "اتفاقية شملا" مهدت الطريق أمام استعادة باكستان الأراضي التي سيطرت عليها الهند في حرب عام 1971. - انتهاء مشكلة أسرى الحرب الذي ألقت الهند القبض عليهم في باكستان الشرقية عام 1971. - تشجيع صناعة الحديد والصلب في باكستان. - تأميم كل البنوك العاملة في باكستان. - استضافة بلاده للقمة الثانية للدول الإسلامية التي بلغ عدد الحضور آنذاك 38 دولة.
رئيسا للوزراء في عام 1973 وبعد أن أقرت الجمعية الوطنية دستور البلاد أصبح ذو الفقار علي بوتو رئيسا للوزراء.
مر حكم ذو الفقار علي بوتو في منصبه حتى عام 1976 حينما نجح انقلاب عسكري قاده الجنرال ضياء الحق في إلقاء القبض عليه وإيداعه السجن بتهمة الابتعاد عن الممارسات الديمقراطية، ووضع ضباط الانقلاب ابنته بنظير :،التي تولت فيما بعد رئاسة الوزراء بعد اول انتخابات جرت بعد وفاة ضياء الحق بحادث غامض، تحت الإقامة الجبرية، ولم تفلح الوساطات الإسلامية والدولية في الإفراج عنه.
وفي أبريل 1979 نفذ فيه حكم الإعدام ليودع الحياة السياسية الباكستانية عن عمر يناهز 51 عاما
الرجوع الى أعلى الصفحة اذهب الى الأسفل
bassam65
عضو ماسي
bassam65


عدد المساهمات : 3455
نقاط : 20257
تاريخ التسجيل : 11/11/2009
العمر : 59
الموقع : سوريا

متى يعود زمن الكبار Empty
مُساهمةموضوع: رد: متى يعود زمن الكبار   متى يعود زمن الكبار I_icon_minitimeالأحد ديسمبر 06, 2009 8:17 pm


كوامي نكروما

1909م - 1972م





يُعد الزعيم الغاني كوامي نكروما أشهر القادة الأفارقة المقاومين للاستعمار البريطاني في غانا (ساحل الذهب)، ولد نكروما عام 1909، والتحق بدار المعلمين في العاصمة (أكرا)، وبعد تخرجه عمل بالتدريس لفترة قبل أن يلتحق بجامعة (لنكولن) بالولايات المتحدة عام 1935م، أنضم نكروما للمنظمات الطلابية هناك وعمل على التعريف بقضية بلاده، ثم انتقل إلى بريطانيا عام 1945م، ليقوم بنفس الدور قبل أن يعود إلى بلاده عام 1947م.

عاد نكروما إلى غانا بما اكتسبه من خبرة خلال إقامته في أوربا وأمريكا، ليعمل في المجال الوطني، حتى تم اعتقاله عام 1948م لضلوعه في قيادة المظاهرات المُطالبة بالاستقلال، عقب خروجه من السجن أسس صحيفة "إيفنينج نيوز" حاول من خلالها نكروما تعبئة الشعب ضد الاستعمار الإنجليزي لبلاده، في عام 1949 أسس نكروما "حزب المؤتمر الشعبي" داعياً من خلاله إلى ضرورة استقلال البلاد؛ مما أدى إلى اعتقاله مرة أخرى عام 1950م، إلا أن نكروما وحزبه استطاعوا الفوز في الانتخابات التشريعية عن دائرة أكرا، رغم وجوده بالسجن.

خرج نكروما من السجن ليتولى رئاسة الوزراء في مارس 1952م، مواصلاً الكفاح حتى أعلن استقلال غانا في مارس 1957م، ليصبح نكروما بذلك أول رئيس لغانا، عقب الاستقلال. دعا نكروما الشعب والمسئولين إلى التكاتف من أجل إعمار وتنمية بلدهم، بعد أن استبدلوا أسمها الاستعماري القديم (ساحل الذهب) باسمها الحالي غانا، وقاد مشروعاً كبيراً لإقامة الوحدة الأفريقية داعياً الدول الإفريقية إلى الترابط والاجتماع في أكرا عام 1958م، وإمعاناً منه في الوحدة مع إخوانه الأفارقة تزوج نكروما من سيدة مصرية، رشحها له الرئيس جمال عبد الناصر، وفي عام 1959م كان نكروما قد نجح في توقيع معاهدة مع الرئيس الغيني أحمد سيكوتوري، تم بموجبها الإعلان عن اتحاد كل من غانا وغينيا، ليكونا بذلك نواة لوحدة أفريقية كبرى، وفي مايو 1963م كان نكروما من أول مؤسسي (منظمة الوحدة الإفريقية) المنعقدة بإثيوبيا إلى جانب الرئيس المصري جمال عبد الناصر، وإمبراطور إثيوبيا.

في عام 1960م أقر دستور جمهورية غانا، وانتخب نكروما رئيساً لها، ثم أعيد انتخابه مرة أخرى عام 1965، وبالرغم من فشل معارضيه العسكريين في اغتياله عدة مرات، إلا أنهم استطاعوا في فبراير 1966م استغلال فرصة وجوده في زيارة لفيتنام ليُسقطوا نظامه ويستولوا على الحكم، مما اضطره إلى اللجوء للرئيس الغيني أحمد سيكوتوري، الذي رحب به وجعله شريكاً له في الرئاسة بصفة شرفية.

أخذ نكروما يدعوا الشعب الغاني إلى التخلص من حكم العسكريين الذين استولوا على السلطة، ودخلت البلاد في حالة من عدم الاستقرار، تعالت معها الأصوات المطالبة بعودته إلى سدة الحكم، إلا أن المرض كان قد تمكن منه وتدهورت صحته، وفي إبريل 1972م توفي نكروما في رومانيا ونقل ليدفن في غينيا، ثم نقل جثمانه إلى مسقط رأسه في غانا. رحل نكروما بعد أن ترك لنا عدة مؤلفات أوضح فيها وجهة نظره في الحرية، وضرورة الاتحاد والتعاضد بين الدول الإفريقية، وبعد رحلة كفاح طويلة حق له أن يكون من أبرز القادة الأفارقة المُخلصين.

الرجوع الى أعلى الصفحة اذهب الى الأسفل
bassam65
عضو ماسي
bassam65


عدد المساهمات : 3455
نقاط : 20257
تاريخ التسجيل : 11/11/2009
العمر : 59
الموقع : سوريا

متى يعود زمن الكبار Empty
مُساهمةموضوع: رد: متى يعود زمن الكبار   متى يعود زمن الكبار I_icon_minitimeالأحد ديسمبر 06, 2009 8:18 pm


أحمد بن بلة
ولد أحمد بن بلة في 25/12/1916م بمدينة مغنية الجزائرية، إبان الاحتلال الفرنسي للجزائر، تلقى بن بلة تعليمه الأولي بالجزائر، ونشأ كباقي أقرانه في ظروف احتلال قاسية فعاين عن قرب تسلط الفرنسيين في بلاده، وفي عام 1937م التحق بن بلة بالخدمة العسكرية، وباندلاع الحرب العالمية الثانية وما صاحبها من اضطرابات تطلع بن بلة للقيام بعمل جدي من أجل الوطن، حتى حدثت مذبحة عام 1945م التي راح ضحيتها قرابة 40 ألف جزائري، مارس الفرنسيين ضدهم كل وسائل القتل والتعذيب، فانضم بن بلة إلى صفوف الحركة الوطنية، وانتخب عام 1947م مستشارا لبلدية مغنية.<o:p></o:p>
وفي عام 1950م قبض على بن بلة لضلوعه في مهاجمة مكتب بريد وهران، وحكم عليه بالسجن سبع سنوات، إلا أنه استطاع الفرار إلى مصر مُلتحقاً بالمجاهدين الجزائريين والمغاربة العاملين بها بقيادة الأمير عبد الكريم الخطابي، والتقي الرئيس جمال عبد الناصر وتوطدت علاقتهما، وفي عام 1954م انضم بن بلة إلى (جبهة تحرير الجزائر) وشارك في الإعداد للثورة الجزائرية، التي مثلت ضغطاً على الفرنسيين الذين لم يهنئوا بالراحة منذ اندلاع الثورة التونسية عام 1952م وثورة المغرب عام 1953م، ناهيك عن تنسيق المجاهدين الجزائريين مع إخوانهم المغاربة في شن عدة هجمات ضد القوات الفرنسية في وهران أكتوبر 1955م، الأمر الذي زاد من بطش فرنسا بالمجاهدين.<o:p></o:p>
وفي 22/10/1956م أعلنت حكومتي تونس والمغرب - اللاتي كانتا قد حصلتا على الاستقلال- عزمهما على التوسط بين فرنسا ومُجاهدي الجزائر، وعُقد اجتماع في الرباط بين أحمد بن بلة وأربعة زعماء جزائريين وبين محمد الخامس؛ استقل بعده الزعماء الجزائريين طائرة مغربية متوجهين إلى تونس لاستكمال المباحثات، بيد أن السلطات الفرنسية اختطفت الطائرة واعتقلتهم، وخلال فترة الاعتقال دخلت الجزائر في مفاوضات مع فرنسا، أسفرت عن معاهدة "إفيان" وإعلان استقلال الجزائر في يوليو 1962م، وتم الإفراج عن بن بلة ورفاقه، وفي سبتمبر من نفس العام انتخب "فرحات عباس" رئيساً للجمهورية، وأحمد بن بلة رئيساً للوزراء، وفي 13/9/1963م انتخب أحمد بن بلة خلفاً لفرحات كرئيس للجزائر، فجمع بين رئاسة الوزراء والدولة ومنصب القائد الأعلى للقوات المسلحة،<o:p></o:p>
عمل بن بلة بكل جد من اجل عودة الجزائر إلى الحوزة العربية والإسلامية، ووضع حدّ لتبعيتها للرأسمالية الغربية، بعد احتلال دام لأكثر من 130 عاماً، فاستقدم المعلمين العرب من مصر وسوريا والعراق، لتعريب التعليم في الجزائر، ونادى بضرورة إقامة الوحدة بين الدول المغاربية، وعمل على ربط بلاده بأواصر صداقة وعلاقات قوية مع الدول العربية والإسلامية، بخاصة مصر التي وفرت الدعم المادي والمعنوي للجزائر، وعن رئيسها جمال عبد الناصر يقول بن بلة: "أنني أعتبره رجلا عظيماً ساهم في دعم الجزائر أكثر من أي شخص أخر، وقد كان وفيا للثورة الجزائرية في كل مراحلها، والجزائريون مدينون له ويحملونه في وجدانهم وضمائرهم".<o:p></o:p>
آمن بن بلة بالفكر الاشتراكي؛ مما جعله يصطدم ببعض أعضاء جمعية العلماء المسلمين بالجزائر، كما كان الاختلاف في بعض وجهات النظر بينه وبين رفاق الكفاح بمجلس الثورة الجزائري سبباً في شعورهم بالتهميش عقب إعلان الاستقلال، وبعد أن احتفظ بن بلة لنفسه بالعديد من المناصب الهامة، الأمر الذي أدي إلى انقلاب وزير دفاعه (هواري بومدين) عليه، وتم عزل بن بلة وتحديد إقامته في 19/6/1965م.<o:p></o:p>
وبعد أن توفي هواري بومدين وتولى (الشاذلي بن جديد) السلطة؛ تم الإفراج عن بن بلة في عام 1980م فسافر إلى فرنسا ومنها إلى سويسرا، وطاف بالعديد من الدول العربية والأوربية، وعقب تحسن الأحوال في الجزائر عاد بن بلة مرة أخري مبدياً رأيه في السياسة الجزائرية، فطالب بحياة سياسية ديموقراطية تحترم حقوق الإنسان، لكن سرعان ما غادر الجزائر مرة أخري عقب إقالة الشاذلي بن جديد، ليعود مرة أخرى في التسعينات في عهد رئيس الحكومة (بلعيد عبد السلام)، وأياً ما كان عن بن بلة وفترة حكمه إلا أنه سيبقى أحد رموز الوطنية الجزائرية وأحد أعلام استقلالها.<o:p></o:p>

متى يعود زمن الكبار 185671
أحمد بن بلة
الرجوع الى أعلى الصفحة اذهب الى الأسفل
bassam65
عضو ماسي
bassam65


عدد المساهمات : 3455
نقاط : 20257
تاريخ التسجيل : 11/11/2009
العمر : 59
الموقع : سوريا

متى يعود زمن الكبار Empty
مُساهمةموضوع: رد: متى يعود زمن الكبار   متى يعود زمن الكبار I_icon_minitimeالأحد ديسمبر 06, 2009 8:20 pm

متى يعود زمن الكبار؟
متى يعود زمن الكبار 68310
جوزيف بروز تيتو
هو من أبرز قادة الحركة الشيوعية في العالم ، و رئيس جمهورية يوغوسلافيا السابق ، ابان الحكم الشيوعي ، كان من المروجيين و أول مؤسسي حركة دول عدم الإنحياز .
ولد جوزيف بروز في كومروفيتش بكرواتيا التي كانت في ذلك الوقت جزءا من المملكة النمساوية الهنغارية، وكان والده من أصل سلوفاني ووالدته كرواتية. وقد كسبت العائلة رزقها من مزرعة صغيرة كانت تملكها.
على الصعيد الشخصي تزوج تيتو ثلاث مرات كانت الأخيرة عام 1953 من معاونته الصربية جوفانكا بوديسافليتش .
تعلم تيتو مهنة الحدادة، ولكنه لم يستطع ممارستها طويلا. فقد كان عليه أن ينضم إلى الجيش النمساوي خلال الحرب العالمية الأولى. وحارب في الصفوف الأولى ضد الروس، حيث وقع أسيرا و هو مصاب أثناء المعركة. وفي فترة أسره اندلعت الثورة البلشفية في روسيا سنة 1917 بقيادة لينين.أثناء أسره بقي أكثر من سنة في المشفى و بعد خروجه من المشفى أرسل إلى معسكر عمل في جبال الأورال ، اختاره السجناء زعيما لهم ، و بعد ان تم اقتحام السجن من قبل بعض العمال ، فخرج و انضم إلى مجموعة من البلاشفة الروس ، أعتقل مرة ثانية لكنه هرب مرة ثانية ، و في عام 1917 تزوج من بيلاجيجا بيلاسوف ، و في عام 1918 إنظم للحرس الأحمر و انتسب للحزب الشيوعي الروسي
بعد أن أعجب بأفكار لينين واعتنق الشيوعية.
في عام 1934 أنتخب عضو في المكتب السياسي للحزب الشيوعي اليوغسلافي . في عام 1935 كان ممثل الحزب الشيوعي اليوغسلافي في الكومنترون و بقي لمدة عام في الإتحاد السوفيتي عام 1936 كلفه الكومنترون بالعودة لتطهير صفوف الحزب الشيوعي اليوغسلافي
بعد اندلاع الحرب العالمية الثانية اسس تيتو مجلس التحرير الوطني و كان من مهامه التصدي للفاشية ، و في يونيو من عام 1943 قام تيتو بتشكيل حكومة مؤقته ، و بدأت أعمال المقاومة ضد دول المحور و كان تيتو زعيم المقاومة الشيوعية حاولت ألمانيا اغتياله ثلاث مرات عبر انزالات جوية كلها باءت بالفشل ، و في عام 1945 وقع اتفاقية مع الاتحاد السوفيتي تسمح لهم بادخال قواتهم إلى يوغسلافيا في إطار التحالف ضد دول المحور ، و في عام 1945 أصبح رئيس للوزراء و أعلن دستور جديد و بدأ ببناء الجيش اليوغسلافي الذي اصبح من أكثر الجيوش الأوروبية قوة .
كان تيتو من دعاة عدم التحيز و ذلك سبب خلافه مع الاتحاد السوفيتي حيث استمرت العلاقات متوترة حتى بداية الستينات من القرن العشرين ، و قد كانت يوغسلافيا أكثر الدول الشيوعية انفتاح دبلوماسي ، و ذلك لم يمنعها من قطع العلاقات مع تشيلي بعد اعدام سيلفادور ليندي
الرجوع الى أعلى الصفحة اذهب الى الأسفل
bassam65
عضو ماسي
bassam65


عدد المساهمات : 3455
نقاط : 20257
تاريخ التسجيل : 11/11/2009
العمر : 59
الموقع : سوريا

متى يعود زمن الكبار Empty
مُساهمةموضوع: رد: متى يعود زمن الكبار   متى يعود زمن الكبار I_icon_minitimeالأحد ديسمبر 13, 2009 7:33 pm

جومو كينياتا
1891م – 1978م

يُعد الزعيم الإفريقي جومو كينياتا أبو الحركة الوطنية في كينيا، التي كانت انجلترا قد فرضت حمايتها عليها عام 1895م، ولد الزعيم جومو كينياتا عام 1891م وترجع أصوله إلى قبيلة "كيكويو" تلقي كينياتا تعليمه الأولي بإحدى المدارس التبشيرية واعتنق المسيحية، إلا أن اعتناقه للمسيحية لم يحل دون تمسكه بالتقاليد الإفريقية، عمل كينياتا في بداية حياته في إحدى الإرساليات الاسكتلندية فى كينيا، مما أتاح له فرصة قراءة ما أصدرته الإرسالية من كتب ونشرات، الأمر الذي أهله للعمل ككاتب بمحطة مياه نيروبي.
انضم كينياتا عام 1924م إلى رابطة "كيكويو" التي طالبت بريطانيا بالتوقف عن الاستيلاء على الأراضي الزراعية للكينيين، إذ كان النظام القبلي في الزراعة يعتمد على زراعة القبائل لقطعة معينة من الأرض وبعد أن تضعف قدرتها الإنتاجية تتركها القبيلة باحثة على قطعة أرض أخري أكثر خصوبة لتتركها بدورها عائدة مرة أخري لقطعة الأرض الأولي وهكذا، الأمر الذي شجع المستعمرين على ادعاء أن تلك الأراضي لا صاحب لها واعتبروها ملكاً للتاج البريطاني.
وفي محاولة لتفنيد حجج بريطانيا في انتزاع أراضي الأفارقة في كينيا يقول كينياتا في كتابه الشهير "في مواجهة جيل كينيا": "إذا كانت الأم تحمل جنينها في بطنها تسعة أشهر ثم ترضعه عامان؛ فإن الأرض تطعم الإنسان طوال حياته وبها يدفن، وفي أعماقها توجد أجساد الأجداد وأرواح الأقدمين".
ولما كانت معظم القبائل الكينية تنتمي إلي قبيلة كيكويو الأكثر تضرراً من استيلاء المستوطنين على أراضيها؛ لذا فقد أصدر كينياتا عام 1928م جريدة تتحدث باسم قبيلته، وانتخبه شيوخ القبيلة كممثل لها أمام السلطات البريطانية، وفي عام 1929م سافر كينياتا إلى بريطانيا لأول مرة وظل بها قرابة عام عرض خلاله قضية بلاده وما يتعرض له شعبه من اضطهاد وظلم، وفي بريطانيا التقي كينياتا بعدد كبير من الأفارقة الذين كانوا يدرسون أو يعملون هناك، والتقي قادة النقابات العمالية البريطانية والقي عدة محاضرات أوضح فيها الأوضاع المأساوية لشعبه.
وفي عام 1930م عادكينياتا إلى كينيا ليؤسس مدرسة كينية ترسخ العادات والتقاليد الأفريقية بين مواطنيه، متصديا في ذلك لمعارضة المبشرين المسيحيين، وفي عام 1931م عاد كينياتا مرة أخرى إلى بريطانيا وظل بها لعدة سنوات درس خلالها الاقتصاد والعلوم السياسية بغية التذرع بها لمواصلة الجهاد والمطالبة بمزيد من الحقوق السياسية والاقتصادية لأبناء وطنه، في تلك الأثناء انتخب كينياتا رئيساً لاتحاد الأفارقة الذي كان قد تشكل من الأفارقة الموجودين بالمهجر، والذي كان يدعوا إلي ضرورة اتحاد الأفارقة وتعاونهم، وفي عام 1945م عقد الاتحاد مؤتمرا ناقش أوضاع الأفارقة ووسائل توحدهم، وكان حضور كينياتا فيه مميزاً وفعالاً.
وفي عام 1946م عاد كينياتا إلى بلاده بما اكتسبه من خبرة سياسية، مركزاً جهوده في تطوير التعليم والعمل السياسي، وفي عام 1947م انتخب كينياتا رئيساً لإتحاد كينيا الإفريقي، مُعلناً هدفه في تحقيق برنامج إصلاحي واقتصادي وسياسي، ومُطالباً بحقوق الأفارقة فى استرجاع أراضيهم التي انتزعت منهم، كان انتخاب كينياتا رئيسا للاتحاد سبباً في أن بلغ عدد أعضاءه مائتي ألف إفريقي؛ الأمر الذي دفع المستوطنين إلي استنفار الحاكم البريطاني لإيقاف نشاط الاتحاد، وفي أكتوبر 1952م أعلنت حالة الطوارئ في كينيا وألقي القبض على كينياتا وعدد من زعماء الاتحاد، ووجهت إليهم تهمة الشغب وتكوين جناح "ماو ماو" العسكري الذي اتهم بتنفيذ عمليات تصفية وقتل للمستوطنين، وبعد محاكمة صورية حكم على كينياتا بالسجن سبع سنوات، وفي عام 1959م أخرج كينياتا من السجن ليبقى رهن الإقامة الجبرية.
بالرغم من سجن كينياتا إلا أن الشعب الكيني ظل يكافح من أجل الإفراج عنه ليواصل قيادة الحركة الوطنية الكينية، وتحت وطأة ما تعرض له المستوطنين من هجمات وعمليات استنزاف، اضطرت بريطانيا إلى إنهاء حالة الطوارئ فى يناير 1960م وعقدت مؤتمر المائدة المستديرة بلندن، والذي شارك فيه ممثلين عن الحركة الوطنية الكينية، أدي عقد المؤتمر إلي العديد من التطورات كان أهمها إجراء انتخابات المجلس التشريعي في كينيا في نفس العام والتي فاز خلالها حزب اتحاد كينيا الإفريقي بالأغلبية، إلا أن الحزب رفض تشكيل الحكومة إلا بعد الإفراج عن كينياتا، فقامت سلطات الاحتلال بتشكل الحكومة من بعض قادة الأحزاب الكينية الأخرى، وفي أغسطس 1961م أفرج عن كينياتا، وخلال عام 1962م تم وضع دستور جديد لكينيا، وفي انتخابات 1963م انتخب كينياتا رئيساً للوزراء وبعد إعلان استقلال كينيا انتخب كينياتا رئيساً للجمهورية، تمكن كينياتا من إعداد كوادر وطنية يُمكنها قيادة وتطوير دولته الوليدة، وفي أغسطس 1978م توفي كينياتا بعد أن وضع قواعد وأسس دولة كينيا الحديثة.
الرجوع الى أعلى الصفحة اذهب الى الأسفل
bassam65
عضو ماسي
bassam65


عدد المساهمات : 3455
نقاط : 20257
تاريخ التسجيل : 11/11/2009
العمر : 59
الموقع : سوريا

متى يعود زمن الكبار Empty
مُساهمةموضوع: جمال عبد الناصر   متى يعود زمن الكبار I_icon_minitimeالأحد ديسمبر 13, 2009 7:35 pm

ولد جمال عبد الناصر في ١٥ يناير ١٩١٨ في ١٨ شارع قنوات في حي باكوس الشعبي بالإسكندرية .
كان جمال عبد الناصر الابن الأكبر لعبد الناصر حسين الذي ولد في عام ١٨٨٨ في قرية بني مر في صعيد مصر في أسره من الفلاحين، ولكنه حصل على قدر من التعليم سمح له بأن يلتحق بوظيفة في مصلحة البريد بالإسكندرية، وكان مرتبه يكفى بصعوبة لسداد ضرورات الحياة .
جمال عبد الناصر فى المرحلة الابتدائية:

التحق جمال عبد الناصر بروضة الأطفال بمحرم بك بالإسكندرية، ثم التحق بالمدرسة الابتدائية بالخطاطبه في عامي ١٩٢٣ ، ١٩٢٤ .
وفى عام ١٩٢٥ دخل جمال مدرسة النحاسين الابتدائية بالجمالية بالقاهرة وأقام عند عمه خليل حسين في حي شعبي لمدة ثلاث سنوات، وكان جمال يسافر لزيارة أسرته بالخطاطبه في العطلات المدرسية، وحين وصل في الإجازة الصيفية في العام التالي – ١٩٢٦ – علم أن والدته قد توفيت قبل ذلك بأسابيع ولم يجد أحد الشجاعة لإبلاغه بموتها، ولكنه اكتشف ذلك بنفسه بطريقة هزت كيانه – كما ذكر لـ "دافيد مورجان" مندوب صحيفة "الصنداى تايمز" – ثم أضاف: "لقد كان فقد أمي في حد ذاته أمراً محزناً للغاية، أما فقدها بهذه الطريقة فقد كان صدمة تركت في شعوراً لا يمحوه الزمن. وقد جعلتني آلامي وأحزاني الخاصة في تلك الفترة أجد مضضاً بالغاً في إنزال الآلام والأحزان بالغير في مستقبل السنين ".
وبعد أن أتم جمال السنة الثالثة في مدرسة النحاسين بالقاهرة، أرسله والده في صيف ١٩٢٨ عند جده لوالدته فقضى السنة الرابعة الابتدائية في مدرسة العطارين بالإسكندرية .
جمال عبد الناصر فى المرحلة الثانوية:
<A href="http://nasser.bibalex.org/images/fi_megalet_alnadah_01.jpg" target=_blank>عبد الناصر اثناء دراسته فى مدرسة حلوان الثانوية
التحق جمال عبد الناصر في عام ١٩٢٩ بالقسم الداخلي في مدرسة حلوان الثانوية وقضى بها عاماً واحداً، ثم نقل في العام التالي – ١٩٣٠ – إلى مدرسة رأس التين الثانوية بالإسكندرية بعد أن انتقل والده إلى العمل بمصلحة البوسطة هناك .

وفى تلك المدرسة تكون وجدان جمال عبد الناصر القومي؛ ففي عام ١٩٣٠ استصدرت وزارة إسماعيل صدقي مرسوماً ملكياً بإلغاء دستور ١٩٢٣ فثارت مظاهرات الطلبة تهتف بسقوط الاستعمار وبعودة الدستور.
ويحكى جمال عبد الناصر عن أول مظاهرة اشترك فيها: "كنت أعبر ميدان المنشية في الإسكندرية حين وجدت اشتباكاً بين مظاهرة لبعض التلاميذ وبين قوات من البوليس، ولم أتردد في تقرير موقفي؛ فلقد انضممت على الفور إلى المتظاهرين، دون أن أعرف أي شئ عن السبب الذي كانوا يتظاهرون من أجله، ولقد شعرت أنني في غير حاجة إلى سؤال؛ لقد رأيت أفراداً من الجماهير في صدام مع السلطة، واتخذت موقفي دون تردد في الجانب المعادى للسلطة.
ومرت لحظات سيطرت فيها المظاهرة على الموقف، لكن سرعان ما جاءت إلى المكان الإمدادات؛ حمولة لوريين من رجال البوليس لتعزيز القوة، وهجمت علينا جماعتهم، وإني لأذكر أنى – في محاولة يائسة – ألقيت حجراً، لكنهم أدركونا في لمح البصر، وحاولت أن أهرب، لكنى حين التفت هوت على رأسي عصا من عصى البوليس، تلتها ضربة ثانية حين سقطت، ثم شحنت إلى الحجز والدم يسيل من رأسي مع عدد من الطلبة الذين لم يستطيعوا الإفلات بالسرعة الكافية.
ولما كنت في قسم البوليس، وأخذوا يعالجون جراح رأسي؛ سألت عن سبب المظاهرة، فعرفت أنها مظاهرة نظمتها جماعة مصر الفتاة في ذلك الوقت للاحتجاج على سياسة الحكومة.
وقد دخلت السجن تلميذاً متحمساً، وخرجت منه مشحوناً بطاقة من الغضب". (حديث عبد الناصر مع "دافيد مورجان" مندوب "صحيفة الصنداى تايمز" ١٨/٦/١٩٦٢) .
ويعود جمال عبد الناصر إلى هذه الفترة من حياته في خطاب له بميدان المنشية بالإسكندرية في ٢٦/١٠/١٩٥٤ ليصف أحاسيسه في تلك المظاهرة وما تركته من آثار في نفسه: "حينما بدأت في الكلام اليوم في ميدان المنشية. سرح بي الخاطر إلى الماضي البعيد ... وتذكرت كفاح الإسكندرية وأنا شاب صغير وتذكرت في هذا الوقت وأنا اشترك مع أبناء الإسكندرية، وأنا أهتف لأول مرة في حياتي باسم الحرية وباسم الكرامة، وباسم مصر... أطلقت علينا طلقات الاستعمار وأعوان الاستعمار فمات من مات وجرح من جرح، ولكن خرج من بين هؤلاء الناس شاب صغير شعر بالحرية وأحس بطعم الحرية، وآلي على نفسه أن يجاهد وأن يكافح وأن يقاتل في سبيل الحرية التي كان يهتف بها ولا يعلم معناها؛ لأنه كان يشعر بها في نفسه، وكان يشعر بها في روحه وكان يشعر بها في دمه". لقد كانت تلك الفترة بالإسكندرية مرحلة تحول في حياة الطالب جمال من متظاهر إلى ثائر تأثر بحالة الغليان التي كانت تعانى منها مصر بسبب
مقال كتبه جمال عبد الناصر بعنوان "فولتير رجل الحرية"
تحكم الاستعمار وإلغاء الدستور. وقد ضاق المسئولون بالمدرسة بنشاطه ونبهوا والده فأرسله إلى القاهرة.
وقد التحق جمال عبد الناصر في عام ١٩٣٣ بمدرسة النهضة الثانوية بحي الظاهر بالقاهرة، واستمر في نشاطه السياسي فأصبح رئيس اتحاد مدارس النهضة الثانوية.
وفى تلك الفترة ظهر شغفه بالقراءة في التاريخ والموضوعات الوطنية فقرأ عن الثورة الفرنسية وعن "روسو" و"فولتير" وكتب مقالة بعنوان "فولتير رجل الحرية" نشرها بمجلة المدرسة. كما قرأ عن "نابليون" و"الإسكندر" و"يوليوس قيصر" و"غاندى" وقرأ رواية البؤساء لـ "فيكتور هيوجو" وقصة مدينتين لـ "شارلز ديكنز".(الكتب التي كان يقرأها عبد الناصر في المرحلة الثانوية). (الكتب التي كان يقرأها عبد الناصر في المرحلة الثانوية).
كذلك اهتم بالإنتاج الأدبي العربي فكان معجباً بأشعار أحمد شوقي وحافظ إبراهيم، وقرأ عن سيرة النبي محمد وعن أبطال الإسلام وكذلك عن مصطفى كامل، كما قرأ مسرحيات وروايات توفيق الحكيم خصوصاً رواية عودة الروح التي تتحدث عن ضرورة ظهور زعيم للمصريين يستطيع توحيد صفوفهم ودفعهم نحو النضال في سبيل الحرية والبعث الوطني.

الحفلة التمثيلية لمدارس النهضة المصرية تعرض مسرحية يوليوس قيصر ..
وفى ١٩٣٥ في حفل مدرسة النهضة الثانوية لعب الطالب جمال عبد الناصر دور "يوليوس قيصر" بطل تحرير الجماهير في مسرحية "شكسبير" في حضور وزير المعارف في ذلك الوقت.
وقد شهد عام ١٩٣٥ نشاطاً كبيراً للحركة الوطنية المصرية التي لعب فيها الطلبة الدور الأساسي مطالبين بعودة الدستور والاستقلال، ويكشف خطاب من جمال عبد الناصر إلى صديقه حسن النشار في ٤ سبتمبر ١٩٣٥ مكنون نفسه في هذه الفترة، فيقول: "لقد انتقلنا من نور الأمل إلى ظلمة اليأس ونفضنا بشائر الحياة واستقبلنا غبار الموت، فأين من يقلب كل ذلك رأساً على عقب، ويعيد مصر إلى سيرتها الأولى يوم أن كانت مالكة العالم. أين من يخلق خلفاً جديداً لكي يصبح المصري الخافت الصوت الضعيف الأمل الذي يطرق برأسه ساكناً صابراً على اهتضام حقه ساهياً عن التلاعب بوطنه يقظاً عالي الصوت عظيم الرجاء رافعاً رأسه يجاهد بشجاعة وجرأه في طلب الاستقلال والحرية... قال مصطفى كامل ' لو نقل قلبي من اليسار إلى اليمين أو تحرك الأهرام من مكانه المكين أو تغير مجرى [النيل] فلن أتغير عن المبدأ ' ... كل ذلك مقدمة طويلة لعمل أطول وأعظم فقد تكلمنا مرات عده في عمل يوقظ الأمة من غفوتها ويضرب على الأوتار الحساسة من القلوب ويستثير ما كمن في الصدور. ولكن كل ذلك لم يدخل في حيز العمل إلى الآن".(خطاب عبد الناصر لحسن النشار... ٤/٩/١٩٣٥).
خطاب عبد الناصر لحسن النشار عن الحركة الوطنية بين الطلبة لعودة الدستور والاستقلال
ووبعد ذلك بشهرين وفور صدور تصريح "صمويل هور" – وزير الخارجية البريطانية – في ٩ نوفمبر١٩٣٥ معلناً رفض بريطانيا لعودة الحياة الدستورية في مصر، اندلعت مظاهرات الطلبة والعمال في البلاد، وقاد جمال عبد الناصر في ١٣ نوفمبر مظاهرة من تلاميذ المدارس الثانوية واجهتها قوة من البوليس الإنجليزي فأصيب جمال بجرح في جبينه سببته رصاصة مزقت الجلد ولكنها لم تنفذ إلى الرأس، وأسرع به زملاؤه إلى دار جريدة الجهاد التي تصادف وقوع الحادث بجوارها ونشر اسمه في العدد الذي صدر صباح اليوم التالي بين أسماء الجرحى. (مجلة الجهاد ١٩٣٥).
وعن آثار أحداث تلك الفترة في نفسية جمال عبد الناصر قال في كلمة له في جامعة القاهرة في ١٥ نوفمبر ١٩٥٢: "وقد تركت إصابتي أثراً عزيزاً لا يزال يعلو وجهي فيذكرني كل يوم بالواجب الوطني الملقى على كاهلي كفرد من أبناء هذا الوطن العزيز. وفى هذا اليوم وقع صريع الظلم والاحتلال المرحوم عبد المجيد مرسى فأنساني ما أنا مصاب به، ورسخ في نفسي أن على واجباً أفنى في سبيله أو أكون أحد العاملين في تحقيقه حتى يتحقق؛ وهذا الواجب هو تحرير الوطن من الاستعمار، وتحقيق سيادة الشعب. وتوالى بعد ذلك سقوط الشهداء صرعى؛ فازداد إيماني بالعمل على تحقيق حرية مصر".
وتحت الضغط الشعبي وخاصة من جانب الطلبة والعمال صدر مرسوم ملكي في ١٢ ديسمبر ١٩٣٥ بعودة دستور ١٩٢٣.
مجلة الجهاد تنشر أسماء الجرحى فى مظاهرات نوفمبر
وقد انضم جمال عبد الناصر في هذا الوقت إلى وفود الطلبة التي كانت تسعى إلى بيوت الزعماء تطلب منهم أن يتحدوا من أجل مصر، وقد تألفت الجبهة الوطنية سنة ١٩٣٦ بالفعل على أثر هذه الجهود.
وقد كتب جمال في فترة الفوران هذه خطاباً إلى حسن النشار في ٢ سبتمبر ١٩٣٥ قال فيه: "يقول الله تعالى: وأعدوا لهم ما استطعتم من قوة، فأين تلك القوة التي نستعد بها لهم؛ إن الموقف اليوم دقيق ومصر في موقف أدق...".
ووصف جمال عبد الناصر شعوره في كتاب "فلسفة الثورة" فقال: "وفى تلك الأيام قدت مظاهرة في مدرسة النهضة، وصرخت من أعماقي بطلب الاستقلال التام، وصرخ ورائي كثيرون، ولكن صراخنا ضاع هباء وبددته الرياح أصداء واهية لا تحرك الجبال ولا تحطم الصخور".
إلا أن اتحاد الزعماء السياسيين على كلمة واحدة كان فجيعة لإيمان جمال عبد الناصر، على حد تعبيره في كتاب "فلسفة الثورة"، فإن الكلمة الواحدة التي اجتمعوا عليها كانت معاهدة ١٩٣٦ التي قننت الاحتلال، فنصت على أن تبقى في مصر قواعد عسكرية لحماية وادي النيل وقناة السويس من أي اعتداء، وفى حال وقوع حرب تكون الأراضي المصرية بموانيها ومطاراتها وطرق مواصلاتها تحت تصرف بريطانيا، كما نصت المعاهدة على بقاء الحكم الثنائي في السودان.
وكان من نتيجة النشاط السياسي المكثف لجمال عبد الناصر في هذه الفترة الذي رصدته تقارير البوليس أن قررت مدرسة النهضة فصله بتهمة تحريضه الطلبة على الثورة، إلا أن زملائه ثاروا وأعلنوا الإضراب العام وهددوا بحرق المدرسة فتراجع ناظر المدرسة في قراره.
ومنذ المظاهرة الأولى التي اشترك فيها جمال عبد الناصر بالإسكندرية شغلت السياسة كل وقته، وتجول بين التيارات السياسية التي كانت موجودة في هذا الوقت فانضم إلى مصر الفتاة لمدى عامين، ثم انصرف عنها بعد أن اكتشف أنها لا تحقق شيئاً، كما كانت له اتصالات متعددة بالإخوان المسلمين إلا أنه قد عزف عن الانضمام لأي من الجماعات أو الأحزاب القائمة لأنه لم يقتنع بجدوى أياً منها ،"فلم يكن هناك حزب مثالي يضم جميع العناصر لتحقيق الأهداف الوطنية".
كذلك فإنه وهو طالب في المرحلة الثانوية بدأ الوعي العربي يتسلل إلى تفكيره، فكان يخرج مع زملائه كل عام في الثاني من شهر نوفمبر احتجاجاً على وعد "بلفور" الذي منحت به بريطانيا لليهود وطناً في فلسطين على حساب أصحابه الشرعيين.
جمال عبد الناصر ضابطاً:

عبد الناصر وهو فى طالب فى الكلية الحربية بعد ان انتقل اليها من كلية الحقوق
لما أتم جمال عبد الناصر دراسته الثانوية وحصل على البكالوريا في القسم الأدبي قرر الالتحاق بالجيش، ولقد أيقن بعد التجربة التي مر بها في العمل السياسي واتصالاته برجال السياسة والأحزاب التي أثارت اشمئزازه منهم أن تحرير مصر لن يتم بالخطب بل يجب أن تقابل القوة بالقوة والاحتلال العسكري بجيش وطني.
تقدم جمال عبد الناصر إلى الكلية الحربية فنجح في الكشف الطبي ولكنه سقط في كشف الهيئة لأنه حفيد فلاح من بني مر وابن موظف بسيط لا يملك شيئاً، ولأنه اشترك في مظاهرات ١٩٣٥، ولأنه لا يملك واسطة.
ولما رفضت الكلية الحربية قبول جمال، تقدم في أكتوبر ١٩٣٦ إلى كلية الحقوق في جامعة القاهرة ومكث فيها ستة أشهر إلى أن عقدت معاهدة ١٩٣٦ واتجهت النية إلى زيادة عدد ضباط الجيش المصري من الشباب بصرف النظر عن طبقتهم الاجتماعية أو ثروتهم، فقبلت الكلية الحربية دفعة في خريف ١٩٣٦ وأعلنت وزارة الحربية عن حاجتها لدفعة ثانية، فتقدم جمال مرة ثانية للكلية الحربية ولكنه توصل إلى مقابلة وكيل وزارة الحربية اللواء إبراهيم خيري الذي أعجب بصراحته ووطنيته وإصراره على أن يصبح ضابطاً فوافق على دخوله في الدورة التالية؛ أي في مارس ١٩٣٧.
لقد وضع جمال عبد الناصر أمامه هدفاً واضحاً في الكلية الحربية وهو "أن يصبح ضابطاً ذا كفاية وأن يكتسب المعرفة والصفات التي تسمح له بأن يصبح قائداً"، وفعلاً أصبح "رئيس فريق"، وأسندت إليه منذ أوائل ١٩٣٨ مهمة تأهيل الطلبة المستجدين الذين كان من بينهم عبد الحكيم عامر. وطوال فترة الكلية لم يوقع على جمال أي جزاء، كما رقى إلى رتبة أومباشى طالب.
الملازم ثان عبد الناصر
تخرج جمال عبد الناصر من الكلية الحربية بعد مرور ١٧ شهراً، أي في يوليه ١٩٣٨، فقد جرى استعجال تخريج دفعات الضباط في ذلك الوقت لتوفير عدد كافي من الضباط المصريين لسد الفراغ الذي تركه انتقال القوات البريطانية إلى منطقة قناة السويس.
وقد كانت مكتبة الكلية الحربية غنية بالكتب القيمة، فمن لائحة الاستعارة تبين أن جمال قرأ عن سير عظماء التاريخ مثل "بونابرت" و"الإسكندر" و"جاليباردى" و"بسمارك" و"مصطفى كمال أتاتورك" و"هندنبرج" و"تشرشل" و"فوش". كما قرأ الكتب التي تعالج شئون الشرق الأوسط والسودان ومشكلات الدول التي على البحر المتوسط والتاريخ العسكري. وكذلك قرأ عن الحرب العالمية الأولى وعن حملة فلسطين، وعن تاريخ ثورة ١٩١٩.(الكتب التى كان يقرأها عبد الناصر فى الكلية الحربية).
التحق جمال عبد الناصر فور تخرجه بسلاح المشاة ونقل إلى منقباد في الصعيد، وقد أتاحت له إقامته هناك أن ينظر بمنظار جديد إلى أوضاع الفلاحين وبؤسهم. وقد التقى في منقباد بكل من زكريا محيى الدين وأنور السادات.
وفى عام ١٩٣٩ طلب جمال عبد الناصر نقله إلى السودان، فخدم في الخرطوم وفى جبل الأولياء، وهناك قابل زكريا محيى الدين وعبد الحكيم عامر. وفى مايو ١٩٤٠ رقى إلى رتبة الملازم أول.
عبد الناصر مع الحامية المصرية بالسودان
لقد كان الجيش المصري حتى ذلك الوقت جيشاً غير مقاتل، وكان من مصلحة البريطانيين أن يبقوه على هذا الوضع، ولكن بدأت تدخل الجيش طبقة جديدة من الضباط الذين كانوا ينظرون إلى مستقبلهم في الجيش كجزء من جهاد أكبر لتحرير شعبهم. وقد ذهب جمال إلى منقباد تملؤه المثل العليا، ولكنه ورفقائه أصيبوا بخيبة الأمل فقد كان معظم الضباط "عديمي الكفاءة وفاسدين"، ومن هنا اتجه تفكيره إلى إصلاح الجيش وتطهيره من الفساد. وقد كتب لصديقه حسن النشار في ١٩٤١ من جبل الأولياء بالسودان: "على العموم يا حسن أنا مش عارف ألاقيها منين واللا منين.. هنا في عملي كل عيبي إني دغرى لا أعرف الملق ولا الكلمات الحلوة ولا التمسح بالأذيال.
خطاب عبد الناصر لحسن النشار عن وضع الجيش فى جبل الأولياء فى السودان

شخص هذه صفاته يحترم من الجميع ولكن.. الرؤساء. الرؤساء يا حسن يسوءهم ذلك الذي لا يسبح بحمدهم.. يسوءهم ذلك الذي لا يتملق إليهم.. فهذه كبرياء وهم شبوا على الذلة في كنف الاستعمار.. يقولون.. كما كنا يجب أن يكونوا. كما رأينا يجب أن يروا.. والويل كل الويل لذلك... الذي تأبى نفسه السير على منوالهم... ويحزنني يا حسن أن أقول إن هذا الجيل الجديد قد أفسده الجيل القديم متملقاً.. ويحزنني يا حسن أن أقول أننا نسير إلى الهاوية – الرياء – النفاق الملق - تفشى في الأصاغر نتيجة لمعاملة الكبار. أما أنا فقد صمدت ولازلت، ولذلك تجدني في عداء مستحكم مستمر مع هؤلاء الكبار...". (خطاب عبد الناصر لحسن النشار..١٩٤١ ... ينشر لأول مرة) وفى نهاية عام ١٩٤١ بينما كان "روميل" يتقدم نحو الحدود المصرية الغربية عاد جمال عبد الناصر إلى مصر ونقل إلى كتيبة بريطانية تعسكر خلف خطوط القتال بالقرب من العلمين.
ويذكر جمال عبد الناصر: "في هذه المرحلة رسخت فكرة الثورة في ذهني رسوخاً تاماً، أما السبيل إلى تحقيقها فكانت لا تزال بحاجة إلى دراسة، وكنت يومئذ لا أزال أتحسس طريقي إلى ذلك، وكان معظم جهدي في ذلك الوقت يتجه إلى تجميع عدد كبير من الضباط الشبان الذين أشعر أنهم يؤمنون في قراراتهم بصالح الوطن؛ فبهذا وحده كنا نستطيع أن نتحرك حول محور واحد هو خدمة هذه القضية المشتركة".
وأثناء وجوده في العلمين جرت أحداث ٤ فبراير ١٩٤٢ حينما توجه السفير البريطاني – "السير مايلز لامسبون" – ليقابل الملك فاروق بسراي عابدين في القاهرة بعد أن حاصر القصر بالدبابات البريطانية، وسلم الملك إنذاراً يخيره فيه بين إسناد رئاسة الوزراء إلى مصطفى النحاس مع إعطائه الحق في تشكيل مجلس وزراء متعاون مع بريطانيا وبين الخلع، وقد سلم الملك بلا قيد ولا شرط.
ويذكر جمال عبد الناصر أنه منذ ذلك التاريخ لم يعد شئ كما كان أبداً، فكتب إلى صديقه حسن النشار في ١٦ فبراير ١٩٤٢ يقول: "وصلني جوابك، والحقيقة أن ما به جعلني أغلى غلياناً مراً، وكنت على وشك الانفجار من الغيظ، ولكن ما العمل بعد أن وقعت الواقعة وقبلناها مستسلمين خاضعين خائفين. والحقيقة أنى أعتقد أن الإنجليز كانوا يلعبون بورقة واحده في يدهم بغرض التهديد فقط، ولكن لو كانوا أحسوا أن بعض المصريين ينوون التضحية بدمائهم ويقابلوا القوة بالقوة لانسحبوا كأي امرأة من العاهرات.
أما نحن. أما الجيش فقد كان لهذا الحادث تأثير جديد على الوضع والإحساس فيه، فبعد أن كنت ترى الضباط لا يتكلمون إلا عن النساء واللهو، أصبحوا يتكلمون عن التضحية والاستعداد لبذل النفوس في سبيل الكرامة.
خطاب عبد الناصر لحسن النشار يبرز فيه موقفه من أحداث ٤ فبراير ١٩٤٢
وأصبحت تراهم وكلهم ندم لأنهم لم يتدخلوا – مع ضعفهم الظاهر – ويردوا للبلاد كرامتها ويغسلوها بالدماء.. ولكن إن غداً لقريب.. حاول البعض بعد الحادث أن يعملوا شئ بغرض الانتقام، لكن كان الوقت قد فات أما القلوب فكلها نار وأسى. عموماً فإن هذه الحركة أو هذه الطعنة ردت الروح إلى بعض الأجساد وعرفتهم أن هناك كرامة يجب أن يستعدوا للدفاع عنها، وكان هذا درساً ولكنه كان درساً قاسياً". (خطاب عبد الناصر لحسن النشار... ١٦/٢/١٩٤٢).
ررقى جمال عبد الناصر إلى رتبة اليوزباشى (نقيب) في ٩ سبتمبر ١٩٤٢. وفى ٧ فبراير ١٩٤٣ عين مدرساً بالكلية الحربية. ومن قائمة مطالعاته في هذه الفترة يتضح أنه قرأ لكبار المؤلفين العسكريين من أمثال "ليدل هارت" و"كلاوزفيتز"، كما قرأ مؤلفات الساسة والكتاب السياسيين مثل "كرومويل" و"تشرشل". وفى هذه الفترة كان جمال عبد الناصر يعد العدة للالتحاق بمدرسة أركان حرب.
وفى ٢٩ يونيه ١٩٤٤ تزوج جمال عبد الناصر من تحية محمد كاظم – ابنة تاجر من رعايا إيران – كان قد تعرف على عائلتها عن طريق عمه خليل حسين، وقد أنجب ابنتيه هدى ومنى وثلاثة أبناء هم خالد وعبد الحميد وعبد الحكيم. لعبت تحية دوراً هاماً في حياته خاصة في مرحلة الإعداد للثورة واستكمال خلايا تنظيم الضباط الأحرار، فقد تحملت أعباء أسرته الصغيرة - هدى ومنى - عندما كان في حرب فلسطين، كما ساعدته في إخفاء السلاح حين كان يدرب الفدائيين المصريين للعمل ضد القاعدة البريطانية في قناة السويس في ١٩٥١، ١٩٥٢.
تنظيم الضباط الأحرار:

شهد عام ١٩٤٥ انتهاء الحرب العالمية الثانية وبداية حركة الضباط الأحرار، ويقول جمال عبد الناصر في حديثة إلى "دافيد مورجان": "وقد ركزت حتى ١٩٤٨ على تأليف نواة من الناس الذين بلغ استياؤهم من مجرى الأمور في مصر مبلغ استيائي، والذين توفرت لديهم الشجاعة الكافية والتصميم الكافي للإقدام على التغيير اللازم. وكنا يومئذ جماعة صغيرة من الأصدقاء المخلصين نحاول أن نخرج مثلنا العليا العامة في هدف مشترك وفى خطة مشتركة".
وعقب صدور قرار تقسيم فلسطين في سبتمبر ١٩٤٧ عقد الضباط الأحرار اجتماعاً واعتبروا أن اللحظة جاءت للدفاع عن حقوق العرب ضد هذا الانتهاك للكرامة الإنسانية والعدالة الدولية، واستقر رأيهم على مساعدة المقاومة في فلسطين.
وفى اليوم التالي ذهب جمال عبد الناصر إلى مفتى فلسطين الذي كان لاجئاً يقيم في مصر الجديدة فعرض عليه خدماته وخدمات جماعته الصغيرة كمدربين لفرقة المتطوعين وكمقاتلين معها. وقد أجابه المفتى بأنه لا يستطيع أن يقبل العرض دون موافقة الحكومة المصرية. وبعد بضعة أيام رفض العرض فتقدم بطلب إجازة حتى يتمكن من الانضمام إلى المتطوعين، لكن قبل أن يبت في طلبه أمرت الحكومة المصرية الجيش رسمياً بالاشتراك في الحرب. فسافر جمال إلى فلسطين في ١٦ مايو ١٩٤٨، بعد أن كان قد رقى إلى رتبة صاغ (رائد) في أوائل عام ١٩٤٨.
لقد كان لتجربة حرب فلسطين آثاراً بعيدة على جمال عبد الناصر فعلى حد قولة: "فلم يكن هناك تنسيق بين الجيوش العربية، وكان عمل القيادة على أعلى مستوى في حكم المعدوم، وتبين أن أسلحتنا في كثير من الحالات أسلحة فاسدة، وفى أوج القتال صدرت الأوامر لسلاح المهندسين ببناء شاليه للاستجمام في غزه للملك فاروق.
وقد بدا أن القيادة العليا كانت مهمتها شيئاً واحداً هو احتلال أوسع رقعة ممكنة من الأرض بغض النظر عن قيمتها الإستراتيجية، وبغض النظر عما إذا كانت تضعف مركزنا العام في القدرة على إلحاق الهزيمة بالعدو خلال المعركة أم لا.
وقد كنت شديد الاستياء من ضباط الفوتيلات أو محاربي المكاتب الذين لم تكن لديهم أية فكرة عن ميادين القتال أو عن آلام المقاتلين.
وجاءت القطرة الأخيرة التي طفح بعدها الكيل حين صدرت الأوامر إلىّ بأن أقود قوة من كتيبة المشاة السادسة إلى عراق سويدان التي كان الإسرائيليون يهاجمونها، وقبل أن أبدأ في التحرك نشرت تحركاتنا كاملة في صحف القاهرة. ثم كان حصار الفالوجا الذي عشت معاركه؛ حيث ظلت القوات المصرية تقاوم رغم أن القوات الإسرائيلية كانت تفوقها كثيراً من ناحية العدد حتى انتهت الحرب بالهدنة التي فرضتها الأمم المتحدة " في ٢٤ فبراير ١٩٤٩.
وقد جرح جمال عبد الناصر مرتين أثناء حرب فلسطين ونقل إلى المستشفى. ونظراً للدور المتميز الذي قام به خلال المعركة فإنه منح نيشان "النجمة العسكرية" في عام ١٩٤٩.
وبعد رجوعه إلى القاهرة أصبح جمال عبد الناصر واثقاً أن المعركة الحقيقية هي في مصر، فبينما كان ورفاقه يحاربون في فلسطين كان السياسيون المصريون يكدسون الأموال من أرباح الأسلحة الفاسدة التي اشتروها رخيصة وباعوها للجيش.
وقد أصبح مقتنعاً أنه من الضروري تركيز الجهود لضرب أسرة محمد على؛ فكان الملك فاروق هو هدف تنظيم الضباط الأحرار منذ نهاية ١٩٤٨ وحتى ١٩٥٢.
ووقد كان في نية جمال عبد الناصر القيام بالثورة في ١٩٥٥، لكن الحوادث أملت عليه قرار القيام بالثورة قبل ذلك بكثير.
وبعد عودته من فلسطين عين جمال عبد الناصر مدرساً في كلية أركان حرب التي كان قد نجح في امتحانها بتفوق في ١٢ مايو ١٩٤٨. وبدأ من جديد نشاط الضباط الأحرار وتألفت لجنة تنفيذية بقيادة جمال عبد الناصر، وتضم كمال الدين حسين وعبد الحكيم عامر وحسين إبراهيم وصلاح سالم وعبد اللطيف البغدادي وخالد محيى الدين وأنور السادات وحسين الشافعي وزكريا محيى الدين وجمال سالم، وهى اللجنة التي أصبحت مجلس الثورة فيما بعد عام ١٩٥٠، ١٩٥١.
وفى ٨ مايو ١٩٥١ رقى جمال عبد الناصر إلى رتبة البكباشى (مقدم) وفى نفس العام اشترك مع رفاقه من الضباط الأحرار سراً في حرب الفدائيين ضد القوات البريطانية في منطقة القناة التي استمرت حتى بداية ١٩٥٢، وذلك بتدريب المتطوعين وتوريد السلاح الذي كان يتم في إطار الدعوى للكفاح المسلح من جانب الشباب من كافة الاتجاهات السياسية والذي كان يتم خارج الإطار الحكومي.
وإزاء تطورات الحوادث العنيفة المتوالية في بداية عام ١٩٥٢ اتجه تفكير الضباط الأحرار إلى الاغتيالات السياسية لأقطاب النظام القديم على أنه الحل الوحيد. وفعلاً بدئوا باللواء حسين سرى عامر - أحد قواد الجيش الذين تورطوا في خدمة مصالح القصر – إلا أنه نجا من الموت، وكانت محاولة الاغتيال تلك هي الأولى والأخيرة التي اشترك فيها جمال عبد الناصر، فقد وافقه الجميع على العدول عن هذا الاتجاه، وصرف الجهود إلى تغيير ثوري إيجابي.
ومع بداية مرحلة التعبئة الثورية، صدرت منشورات الضباط الأحرار التي كانت تطبع وتوزع سراً. والتي دعت إلى إعادة تنظيم الجيش وتسليحه وتدريبه بجدية بدلاً من اقتصاره على الحفلات والاستعراضات، كما دعت الحكام إلى الكف عن تبذير ثروات البلاد ورفع مستوى معيشة الطبقات الفقيرة، وانتقدت الاتجار في الرتب والنياشين. وفى تلك الفترة اتسعت فضيحة الأسلحة الفاسدة إلى جانب فضائح اقتصادية تورطت فيها حكومة الوفد.
ثم حدث حريق القاهرة في ٢٦ يناير ١٩٥٢ بعد اندلاع المظاهرات في القاهرة احتجاجاً على مذبحة رجال البوليس بالإسماعيلية التي ارتكبتها القوات العسكرية البريطانية في اليوم السابق، والتي قتل فيها ٤٦ شرطياً وجرح ٧٢. لقد أشعلت الحرائق في القاهرة ولم تتخذ السلطات أي إجراء ولم تصدر الأوامر للجيش بالنزول إلى العاصمة إلا في العصر بعد أن دمرت النار أربعمائة مبنى، وتركت ١٢ ألف شخص بلا مأوى، وقد بلغت الخسائر ٢٢ مليون جنيهاً.
وفى ذلك الوقت كان يجرى صراعاً سافراً بين الضباط الأحرار وبين الملك فاروق فيما عرف بأزمة انتخابات نادي ضباط الجيش. حيث رشح الملك اللواء حسين سرى عامر المكروه من ضباط الجيش ليرأس اللجنة التنفيذية للنادي، وقرر الضباط الأحرار أن يقدموا قائمة مرشحيهم وعلى رأسهم اللواء محمد نجيب للرياسة، وقد تم انتخابه بأغلبية كبرى وبرغم إلغاء الانتخاب بتعليمات من الملك شخصياً، إلا أنه كان قد ثبت للضباط الأحرار أن الجيش معهم يؤيدهم ضد الملك، فقرر جمال عبد الناصر – رئيس الهيئة التأسيسية للضباط الأحرار – تقديم موعد الثورة التي كان محدداً لها قبل ذلك عام ١٩٥٥، وتحرك الجيش ليلة ٢٣ يوليو ١٩٥٢ وتم احتلال مبنى قيادة الجيش بكوبري القبة وإلقاء القبض على قادة الجيش الذين كانوا مجتمعين لبحث مواجهة حركة الضباط الأحرار بعد أن تسرب خبر عنها .
وبعد نجاح حركة الجيش قدم محمد نجيب على أنه قائد الثورة - وكان الضباط الأحرار قد فاتحوه قبلها بشهرين في احتمال انضمامه إليهم إذا ما نجحت المحاولة - إلا أن السلطة الفعلية كانت في يد مجلس قيادة الثورة الذي كان يرأسه جمال عبد الناصر حتى ٢٥ أغسطس ١٩٥٢ عندما صدر قرار من مجلس قيادة الثورة بضم محمد نجيب إلى عضوية المجلس وأسندت إليه رئاسته بعد أن تنازل له عنها جمال عبد الناصر.
بيان الثورة:

وفى صباح يوم ٢٣ يوليه وبعد احتلال دار الإذاعة تمت إذاعة بيان الثورة التالي:
"اجتازت مصر فترة عصيبة في تاريخها الأخير من الرشوة والفساد وعدم استقرار الحكم، وقد كان لكل هذه العوامل تأثير كبير على الجيش، وتسبب المرتشون والمغرضون في هزيمتنا في حرب فلسطين، وأما فترة ما بعد الحرب فقد تضافرت فيها عوامل الفساد، وتآمر الخونة على الجيش، وتولى أمره إما جاهل أو فاسد حتى تصبح مصر بلا جيش يحميها، وعلى ذلك فقد قمنا بتطهير أنفسنا، وتولى أمرنا في داخل الجيش رجال نثق في قدرتهم وفى خُلقهم وفى وطنيتهم، ولا بد أن مصر كلها ستتلقى هذا الخبر بالابتهاج والترحيب.
أما من رأينا اعتقالهم من رجال الجيش السابقين فهؤلاء لن ينالهم ضرر، وسيطلق سراحهم في الوقت المناسب، وإني أؤكد للشعب المصري أن الجيش اليوم كله أصبح يعمل لصالح الوطن في ظل الدستور مجرداً من أية غاية، وأنتهز هذه الفرصة فأطلب من الشعب ألا يسمح لأحد من الخونة بأن يلجأ لأعمال التخريب أو العنف؛ لأن هذا ليس في صالح مصر، وإن أي عمل من هذا القبيل سيقابل بشدة لم يسبق لها مثيل وسيلقى فاعله جزاء الخائن في الحال، وسيقوم الجيش بواجبه هذا متعاوناً مع البوليس، وإني أطمئن إخواننا الأجانب على مصالحهم وأرواحهم وأموالهم، ويعتبر الجيش نفسه مسئولاً عنهم، والله ولى التوفيق".
وبعد نجاح الثورة بثلاثة أيام – أي في ٢٦ يوليه – أجبر الملك فاروق على التنازل عن العرش لابنه أحمد فؤاد ومغادرة البلاد. وفى اليوم التالي أعيد انتخاب جمال عبد الناصر رئيساً للهيئة التأسيسية للضباط الأحرار.
وفى ١٨ يونيه ١٩٥٣ صدر قرار من مجلس قيادة الثورة بإلغاء الملكية وإعلان الجمهورية، وبإسناد رئاسة الجمهورية إلى محمد نجيب إلى جانب رئاسته للوزارة التي شغلها منذ ٧ سبتمبر ١٩٥٢، أما جمال عبد الناصر فقد تولى أول منصباً عاماً كنائب رئيس الوزراء ووزير للداخلية في هذه الوزارة التي تشكلت بعد إعلان الجمهورية. وفى الشهر التالي ترك جمال عبد الناصر منصب وزير الداخلية – الذي تولاه زكريا محيى الدين – واحتفظ بمنصب نائب رئيس الوزراء.(قرار المجلس بإلغاء الملكية) .
قرار المجلس بإلغاء الملكية

تعيين جمال عبد الناصر رئيساً لمجلس قيادة الثورة:

وفى فبراير ١٩٥٤ استقال محمد نجيب بعد أن اتسعت الخلافات بينه وبين أعضاء مجلس قيادة الثورة، وعين جمال عبد الناصر رئيساً لمجلس قيادة الثورة ورئيساً لمجلس الوزراء. وفيما يلي البيان الذي أذاعه المجلس بأسباب ذلك الخلاف في ٢٥ فبراير ١٩٥٤:
"أيها المواطنون
"لم يكن هدف الثورة التي حمل لواءها الجيش يوم ٢٣ يوليه سنة ١٩٥٢ أن يصل فرد أو أفراد إلى حكم أو سلطان أو أن يحصل كائن من كان على مغنم أو جاه، بل يشهد الله أن هذه الثورة ما قامت إلا لتمكين المُثل العليا في البلاد بعد أن افتقدتها طويلاً نتيجة لعهود الفساد والانحلال.
لقد قامت في وجه الثورة منذ اللحظة الأولى عقبات قاسية عولجت بحزم دون نظر إلى مصلحة خاصة لفرد أو جماعة، وبهذا توطدت أركانها واطرد تقدمها في سبيل بلوغ غاياتها.
ولا شك أنكم تقدرون خطورة ما أقيم في وجه الثورة من صعاب، خاصة والبلاد ترزح تحت احتلال المستعمر الغاصب لجزء من أراضيها، وكانت مهمة مجلس قيادة الثورة في خلال هذه الفترة غاية في القسوة والخطورة، حمل أفراد المجلس تلك التبعة الملقاة على عاتقهم ورائدهم الوصول بأمتنا العزيزة إلى بر الأمان مهما كلفهم هذا من جهد وبذل.
ومما زاد منذ اللحظة الأولى في قسوة وخطورة هذه التبعة الملقاة على أعضاء مجلس قيادة الثورة أنهم كانوا قد قرروا وقت تدبيرهم وتحضيرهم للثورة في الخفاء قبل قيامهم أن يقدموا للشعب قائداً للثورة من غير أعضاء مجلس قيادتهم وكلهم من الشبان، واختاروا فعلاً فيما بينهم اللواء أركان حرب محمد نجيب ليقدم قائداً للثورة، وكان بعيداً عن صفوفهم، وهذا أمر طبيعي للتفاوت الكبير بين رتبته ورتبهم، وسنه وسنهم، وكان رائدهم في هذا الاختيار سمعته الحسنة الطيبة وعدم تلوثه بفساد قادة ذلك العهد.
وقد أخطر سيادته بأمر ذلك الاختيار قبل قيام الثورة بشهرين اثنين ووافق على ذلك.
وما أن علم سيادته بقيام الثورة عن طريق مكالمة تليفونية بين وزير الحربية فى ذلك الوقت السيد مرتضى المراغى وبينه وفى منزله حتى قام إلى مبنى قيادة الثورة واجتمع برجالها فور تسلمهم لزمام الأمور.
ومنذ تلك اللحظة أصبح الموقف دقيقاً؛ إذ أن أعمال ومناقشات مجلس قيادة الثورة استمرت أكثر من شهر بعيدة عن أن يشترك فيها اللواء محمد نجيب إذ أنه حتى ذلك الوقت وعلى وجه التحديد يوم ٢٥ أغسطس سنة ١٩٥٢ لم يكن سيادته قد ضم إلى أعضاء مجلس الثورة.
وقد صدر قرار المجلس فى ذلك اليوم بضمه لعضويته كما صدر قرار بأن تسند إليه رئاسة المجلس بعد أن تنازل له عنها البكباشى أركان حرب جمال عبد الناصر الذى جدد انتخابه بواسطة المجلس قبل قيام الثورة كرئيس للمجلس لمدة عام ينتهى فى أخر أكتوبر سنة ١٩٥٢.
نتيجة لذلك الموقف الشاذ ظل اللواء محمد نجيب يعانى أزمة نفسية عانينا منها الكثير رغم قيامنا جميعاً بإظهاره للعالم أجمع بمظهر الرئيس الفعلى والقائد الحقيقى للثورة ومجلسها مع المحافظة على كافة مظاهر تلك القيادة.
وبعد أقل من ستة شهور بدأ سيادته يطلب بين وقت وآخر من المجلس منحه سلطات تفوق سلطة العضو العادى بالمجلس، ولم يقبل المجلس مطلقاً أن يحيد عن لائحته التى وضعت قبل الثورة بسنين طويلة إذ تقضى بمساواة كافة الأعضاء بما فيهم الرئيس فى السلطة، فقط إذا تساوت الأصوات عند أخذها بين فريقين فى المجلس فترجح الكفة التى يقف الرئيس بجانبها.
ورغم تعيين سيادته رئيساً للجمهورية مع احتفاظه برئاسة مجلس الوزراء ورئاسته للمؤتمر المشترك إلا أنه لم ينفك يصر ويطلب بين وقت وأخر أن تكون له اختصاصات تفوق اختصاصات المجلس، وكان إصرارنا على الرفض الكلى لكى نكفل أقصى الضمانات لتوزيع سلطة السيادة فى الدولة على أعضاء المجلس مجتمعين.
وأخيراً تقدم سيادته بطلبات محددة وهى:
أن تكون له سلطة حق الاعتراض على أى قرار يجمع عليه أعضاء المجلس، علماً بأن لائحة المجلس توجب إصدار أى قرار يوافق عليه أغلبية الأعضاء.
كما طلب أن يباشر سلطة تعيين الوزراء وعزلهم وكذا سلطة الموافقة على ترقية وعزل الضباط وحتى تنقلاتهم؛ أى أنه طالب إجمالاً بسلطة فردية مطلقة.
ولقد حاولنا بكافة الطرق الممكنة طوال الشهور العشرة الماضية أن نقنعه بالرجوع عن طلباته هذه التى تعود بالبلاد إلى حكم الفرد المطلق، وهو ما لا يمكن نرضاه لثورتنا، ولكننا عجزنا عن إقناعه عجزاً تاماً وتوالت اعتكافاته بين وقت وأخر حتى يجبرنا على الموافقة على طلباته هذه، إلى أن وضعنا منذ أيام ثلاثة أمام أمر واقع مقدماً استقالته وهو يعلم أن أى شقاق يحدث فى المجلس فى مثل هذه الظروف لا تؤمن عواقبه.
أيها المواطنون
لقد احتمل أعضاء المجلس هذا الضغط المستمر فى وقت يجابهون فيه المشاكل القاسية التى تواجه البلاد والتى ورثتها عن العهود البائدة.
يحدث كل ذلك والبلاد تكافح كفاح المستميت ضد مغتصب فى مصر والسودان وضد عدو غادر يرابط على حدودها مع خوضها معركة اقتصادية مريرة وإصلاحاً لأداة الحكم وزيادة الإنتاج إلى أخر تلك المعارك التى خاضتها الثورة ووطدت أقدامها بقوة فى أكثر من ميدان من ميادينها.
واليوم قرر مجلس قيادة الثورة بالإجماع ما يلى:
أولاً: قبول الاستقالة المقدمة من اللواء أركان حرب محمد نجيب من جميع الوظائف التى يشغلها.
ثانياً: يستمر مجلس قيادة الثورة بقيادة البكباشى أركان حرب جمال عبد الناصر فى تولى كافة سلطاته الحالية إلى أن تحقق الثورة أهم أهدافها وهو إجلاء المستعمر عن أرض الوطن.
حل جماعة الاخوان المسلمين
ثالثاً: تعيين البكباشى أركان حرب جمال عبد الناصر رئيساً لمجلس الوزراء.
ونعود فنكرر أن تلك الثورة ستستمر حريصة على مُثلها العليا مهما أحاطت بها من عقبات وصعاب، والله كفيل برعايتها إنه نعم المولى ونعم النصير، والله ولى التوفيق".
وسرعان ما تم تدارك مظاهر ذلك الخلاف فقبل مجلس قيادة الثورة عودة محمد نجيب إلى رئاسة الجمهورية في بيان صدر في ٢٧ فبراير ١٩٥٤.
ثم بدأت بعد ذلك أحداث الشغب التي دبرتها جماعة الإخوان المسلمين التي أصدر مجلس قيادة الثورة قراراً مسبقاً بحلها في ١٤ يناير ١٩٥٤، (قرار المجلس بحل جماعة الإخوان المسلمين) وقد تورط أيضاً بعض عناصر النظام القديم في هذه الأحداث.

السماح بقيام أحزاب وإلغاء الحرمان من الحقوق السياسية
ووقد تجلى الصراع داخل مجلس قيادة الثورة في هذه الفترة في القرارات التي صدرت عنه وفيها تراجعاً عن المضى في الثورة، فأولاً ألغيت الفترة الانتقالية التي حددت بثلاث سنوات، وتقرر في ٥ مارس ١٩٥٤ اتخاذ الإجراءات فوراً لعقد جمعية تأسيسية تنتخب بالاقتراع العام المباشر على أن تجتمع في يوليه ١٩٥٤ وتقوم بمناقشة مشروع الدستور الجديد وإقراره والقيام بمهمة البرلمان إلى الوقت الذي يتم فيه عقد البرلمان الجديد وفقاً لأحكام الدستور الذي ستقره الجمعية التأسيسية. وفى نفس الوقت تقرر إلغاء الأحكام العرفية والرقابة على الصحافة والنشر.
وثانياً: قرر مجلس قيادة الثورة تعيين محمد نجيب رئيساً للمجلس ورئيساً لمجلس الوزراء بعد أن تنحى جمال عبد الناصر عن رئاسة الوزارة وعاد نائباً لرئيس مجلس قيادة الثورة.
وأخيراً قرر مجلس قيادة الثورة في ٢٥ مارس ١٩٥٤ السماح بقيام الأحزاب وحل مجلس قيادة الثورة يوم ٢٤ يوليه ١٩٥٤ أي في يوم انتخاب الجمعية التأسيسية. (قرار المجلس بالسماح بقيام أحزاب).
إرجاء تنفيذ قرارات المجلس التى صدرت فى ٢٥ مارس ١٩٥٤
وبالرغم من إلغاء مجلس قيادة الثورة لتلك القرارات في ٢٩ مارس ١٩٥٤ (قرار المجلس بإرجاء تنفيذ قرارات ٢٥ مارس ١٩٥٤) إلا أن الأزمة التي حدثت في مجلس قيادة الثورة أحدثت انقساماً داخله بين محمد نجيب يؤيده خالد محيى الدين وبين جمال عبد الناصر وباقي الأعضاء.
وقد انعكس هذا الصراع على الجيش، كما حاول السياسيون استغلاله وخاصة الإخوان المسلمين وأنصار الأحزاب القديمة الذين كانوا فى صف نجيب وعلى اتصال به.
وفى ١٧ أبريل ١٩٥٤ تولى جمال عبد الناصر رئاسة مجلس الوزراء واقتصر محمد نجيب على رئاسة الجمهورية إلى أن جرت محاولة لاغتيال جمال عبد الناصر على يد الإخوان المسلمين عندما أطلق عليه الرصاص أحد أعضاء الجماعة وهو يخطب في ميدان المنشية بالإسكندرية في ٢٦ أكتوبر ١٩٥٤، وثبت من التحقيقات مع الإخوان المسلمين أن محمد نجيب كان على اتصال بهم وأنه كان معتزماً تأييدهم إذا ما نجحوا في قلب نظام الحكم. وهنا قرر مجلس قيادة الثورة في ١٤ نوفمبر ١٩٥٤ إعفاء محمد نجيب من جميع مناصبه على أن يبقى منصب رئيس الجمهورية شاغراً وأن يستمر مجلس قيادة الثورة في تولى كافة سلطاته بقيادة جمال عبد الناصر.
إعفاء اللواء محمد نجيب من جميع المناصب التى يشغلها
وفى ٢٤ يونيه ١٩٥٦ انتخب جمال عبد الناصر رئيساً للجمهورية بالاستفتاء الشعبي وفقاً لدستور ١٦ يناير ١٩٥٦ ـ أول دستور للثورة.
وفى ٢٢ فبراير ١٩٥٨ أصبح جمال عبد الناصر رئيساً للجمهورية العربية المتحدة بعد إعلان الوحدة بين مصر وسوريا، وذلك حتى مؤامرة الانفصال التي قام بها أفراد من الجيش السوري في ٢٨ سبتمبر ١٩٦١.
وظل جمال عبد الناصر رئيساً للجمهورية العربية المتحدة حتى رحل في ٢٨ سبتمبر ١٩٧٠.


الرجوع الى أعلى الصفحة اذهب الى الأسفل
bassam65
عضو ماسي
bassam65


عدد المساهمات : 3455
نقاط : 20257
تاريخ التسجيل : 11/11/2009
العمر : 59
الموقع : سوريا

متى يعود زمن الكبار Empty
مُساهمةموضوع: رد: متى يعود زمن الكبار   متى يعود زمن الكبار I_icon_minitimeالأحد ديسمبر 13, 2009 7:38 pm

الرئيس فرانكلين

وثيقة قديمة من الرئيس الأمريكى فرانكلين تحذر من خطر اليهود قبل 200 عام
متى يعود زمن الكبار Franklinadvicenp6

ومن السياسيين الذين أدركوا ببصيرتهم النافذة خطر اليهود على مجتمعاتهم: الرئيس الأمريكي فرانكلين.
ففي القرن الثامن عشر وعلى التحديد في عام (1789م) أصدر بنجامين فرانكلين رئيس الولايات المتحدة الأمريكية وثيقة رسمية لتحذير الأمريكان من اليهود، وقد ألقاها في خطاب رسمي عند وضع دستور الولايات المتحدة جاء فيها: " هناك خطر عظيم يتهدد الولايات المتحدة الأمريكية، وهو خطر اليهود، وفي كل أرض حلّ فيها اليهود أطاحوا بالمستوى الخلقي، وأفسدوا الذمة التجارية، وهم منعزلون لا يندمجون مع غيرهم، وهم منذ أكثر من (1700) عام يندبون حظهم، لأنهم طردوا من ديار آبائهم، ولو ردت إليهم فلسطين فلن يذهبوا جميعهم إليها، لأنهم طفيليات لا يعيش بعضهم على بعض، ولا بد لهم من العيش بين المسيحيين وغيرهم ممن لا ينتمون إلى عرقهم، وإذا لم يبعد هؤلاء اليهود عن الولايات المتحدة بنص دستورها، فإن سيلهم سيتدفق إليها في غضون مائة سنة، وسيتمكنون من أن يحكموا شعبنا ويدمروه، ويغيروا شكل الحكم الذي بذلنا في سبيله دماءنا، وضحينا له بأرواحنا وممتلكاتنا وحرياتنا، ولن تمر مائتا سنة حتى يكون مصير أحفادنا العمل في الحقول لإطعام اليهود، على حين يظل اليهود مسيطرين على المؤسسات المالية، وإذا لم يبعد الشعب الأمريكي اليهود نهائيًا، فسوف يلعنهم أبناؤهم وأحفادهم في قبورهم، كما أن اليهود لن يمارسوا المثل الأمريكية العليا، ولو عاشوا بين الأمريكيين عشرة أجيال، لأن الفهد لا يستطيع إبدال جلده الأرقط. إن اليهود خطر على أمريكا إذا سمح لهم بحرية الدخول، وسيقضون على المؤسسات الأمريكية، وعليه يجب استبعادهم بنص الدستور.
إن ما جاء في هذا الخطاب في القرن الثامن عشر ينطبق تمام الانطباق على اليهود في هذه الأيام، فقد سيطروا على اقتصاد أمريكا وسياسة أمريكا، وقد حل بالشعب الأمريكي ما تنبأ به الزعيم الراحل بنجامين فرانكلين .
وما تخبئه الأيام لأمريكا من كيد اليهود أعظم وأعظم، وكما قال الشاعر العربي قديمًا:
ستبدي لك الأيام ما كنت جاهلاً ويأتيك بالأخبار من لم تزوّد!
أو كما قال الشاعر الآخر:
أمر تهمو أمري بمنعرج اللِّـوى فلم يستنبوا النصح إلا ضحى الغد

__________________
الرجوع الى أعلى الصفحة اذهب الى الأسفل
bassam65
عضو ماسي
bassam65


عدد المساهمات : 3455
نقاط : 20257
تاريخ التسجيل : 11/11/2009
العمر : 59
الموقع : سوريا

متى يعود زمن الكبار Empty
مُساهمةموضوع: رد: متى يعود زمن الكبار   متى يعود زمن الكبار I_icon_minitimeالثلاثاء ديسمبر 22, 2009 2:27 am

متى يعود زمن الكبار؟
متى يعود زمن الكبار 2003-09-20_93ADA38C-B75F-48EE-AB12-9C82F4011C95
ولد شارل ديغول في في 22 تشرين الثاني/ نوفمبر 1890 في مدينة ليل الفرنسية، لأسرة كاثوليكية محافظة.
والده هنري ديغول معلم للتاريخ والأدب.
اختار ديغول العسكرية طريقا له، فدخل كلية سان سير العسكرية وتخرج وهو في الثانية والعشرين ضابطا منها عام 1912.
شارك في الحرب العالمية الأولى وجرح أثناء الحرب عام 1914، كان رئيسه المباشر في الحرب الجنرال فيليب بيتان الذي أصبح في الحرب العالمية الثانية عدوه الأول بسبب تحالف بيتان مع الألمان.
أسره الألمان عام 1916 وظل في الأسر سنتان ونصف، أي حتى انتهاء الحرب وتوقيع هدنة بين فرنسا وألمانيا. يقال إنه حاول الهرب من الأسر خمس مرات ولكنه فشل بسبب طول قامته، فقد كان الحراس يميزونه بسهولة ويكتشفون محاولاته.
لما اندلعت الحرب العالمية الثانية كان ديغول عقيداً في الجيش الفرنسي وقائداً لسرية مدفعية، لكن قادته رفعوا رتبته استثنائيا إلى جنرال، وكلفوه قيادة أكبر فرقة عسكرية في الجيش، وأوكلوا له مهمة صد الهجوم الألماني على باريس بعد انهيار خط ماجينو الدفاعي.
فشل ديغول في صد الهجوم الألماني الساحق، لكن ما أظهره من شجاعة في ميدان القتال عين وزيرا في الحكومة الفرنسية، رفض ديغول معاهدة الهدنة مع الالمان الذين اجتاحوا فرنسا كما رفض الاستسلام، غادر فرنسا سراً عندما تولى الماريشال بيتان السلطة.
سافر ديغول الى بريطانيا وقابل رئيس الوزراء البريطاني ونستون تشرشل ، وأعلن انضمامه للحلفاء في مواجهة ألمانيا النازية رغم توقيع حكومة بلاده اتفاقا مع الزعيم الألماني أودولف هتلر.
عرفه الفرنسيون زعيما في 18 حزيران/يونيو 1940 عندما وجه نداءه الشهير لهم قائلا "أيها الفرنسيون لقد خسرنا معركة لكننا لم نخسر الحرب وسوف نناضل حتى نحرر بلدنا الحبيب من نير الاحتلال الجاثم على صدره".
ومن لندن شكل ديغول حكومة فرنسا الحرة المتحالفة مع الحلفاء في مواجهة حكومة الماريشال بيتان التي تحالفت مع الألمان واتخذت من مدينة فيشي مقرا لها.
وهكذا أصبح لفرنسا حكومتان واحدة تحت سلطة المحتل في فيشي بقيادة بيتان، والأخرى في أحضان الإنجليز عدو فرنسا اللدود سنوات عدة، وفي ظل الحكومتان انقسمت فرنسا على ذاتها قسم مع الماريشال بيتان والآخر مع الجنرال ديغول.
وقد عقدت حكومة فيشي محاكمة غيابية لديغول بتهمة الخيانة العظمى وأصدرت عليه حكما بالإعدام. ورد ديغول الصاع صاعين لبيتان عندما عاد منتصرا مع جيوش الحلفاء بعد أربع سنوات فقد اتهم بيتان بالخيانة العظمى وحكم عليه بالاعدام، لكن الحكم لم ينفذ لكبر سن المتهم والذي كان قد تجاوز التسعين من عمره وقتها.
أثناء الحرب اتفق ديغول مع تشرشل على أن تدفع بريطانيا ميزانية حكومة ديغول في المنفى وأعمال مقاومتها في فرنسا واشترط ديغول أن تكون تلك المبالغ على سبيل الدين لا على سبيل الهبة كيلا يدفع ثمنا سياسيا مقابلها.
وبينما تعامل الحلفاء مع فرنسا الديغولية باعتبارها تمثل نصف الفرنسيين، وأنها ليست أكثر من دولة مهزومة، كان ديغول مسكونا بتاريخ بلاده وأمجادها الغابرة، وسببت هذه المعاملة مشاكل شخصية بين ديغول وحليفيه الرئيسيين تشرشل والرئيس الأميركي روزفلت.
ويروي من أرخوا لعلاقات أقطاب تلك الحرب أن ديغول رد بغضب على تشكيك تشرشل بتمثيله لفرنسا قائلا "أنا أقاوم النازية إلى جانب انجلترا ولكن ليس لصالح انجلترا، وأتحدث باسم فرنسا ولست مسؤولا أمام أحد غيرها".
ديغول القادم من فرنسا المعتدة بتاريخها وثقافتها وتمدنها رغم هزيمتها المذلة أمام الألمان عامل الرئيس الأميركي فرانكلين روزفلت باعتباره أميركيا مغرورا يتحرك بـ "عنجهية اليانكي"، وقد طلب من تشرشل مرة "قل لروزفلت أني أفقر من أن أنحني ذليلا أمام الأميركان".
من جانبه رأى روزفلت في فرنسا مجرد دولة مهزومة وليست شريكا في تحالف المنتصرين، ورأى في ديغول مجرد ديكتاتور أو انتهازي في أحسن الأحوال.
ويقول مؤرخون أن روزفلت ربما كان يسعى للقضاء على قدرات فرنسا الصناعية وتحويلها إلى مجرد دولة تابعة للأنجلوساكسون، أما ديغول فكان يصر على أن بلاده التي تحررت بفضل الحلفاء ليست دولة ثانوية.
تلك النزاعات الشخصية في جلها برزت أحداثا سياسية بين ديغول وحلفائه السابقين، فقد خرج من حلف الأطلسي وراح يتقارب مع الاتحاد السوفيياتي واعترف بالصين الشيوعية فيما اعتبر حينها ضربات موجهة للسياسة الخارجية الأميركية بعد الحرب.
.
في عام 1946 اضطر إلى ترك السلطة في بلاده فعل ما اعتبره أنصاره مؤامرات من الأحزاب ضد سلطته، فاضطر لترك السلطة واستقال لأنه لا يستطيع حكم البلاد كما يريد، فتخلى عن السلطة وعاد ليقيم في قريته كولمبي لدو إغليز.
توالت في أعقاب استقالة ديغول من السلطة عدة وزارات في ظل النظام الذي عرف باسم الجمهورية الرابعة، وتميزت تلك الفترة من حياة فرنسا بالاضطراب السياسي إذ لم تعمر فيه حكومة لأكثر من عام وأحيانا بضعة أشهر.
واصلت الأحزاب حكم فرنسا بشكل مضطرب فلما تصاعدت الثورة الجزائرية وراحت الحكومات الفرنسية تتخبط وهي تبدو عاجزة عن مواجهة الثورة أو الحد من تصاعدها، وفي فترة حكم الإشتراكيين بقيادة غي مولييه وفشلهم في السيطرة على الثورة الجزائرية لم يجد الفرنسيون بداً من اللجوء مجددا لديغول بعد 12 عاما على خروجه من السلطة.
وبعد تردد قبل ديغول تولي السلطة من جديد لإنقاذ بلاده من المستنقع الجزائري، وفي عام 1958 استقبل رئيس الجمهورية رينيه كوتي ديغول قائلا "الآن أصبح الفرنسي الأول رئيساً لفرنسا".
وهكذا تسلم ديغول السلطة من جديد مؤذنا بقيام الجمهورية الفرنسية الخامسة، حاول الجنرال الفرنسي القضاء على ثورة الجزائر أو الحد منها تسلم ديغول الرئاسة الفرنسية عام 1958 وهو يعد الفرنسيين أنه لن يتخلى عن الجزائر، وقد بذل كل ما في وسعه لتنفيذ وعوده وجرب كل الخيارات المتاحة لكه فشل، فاضطر لإعلان أن لا خيار أمام فرنسا إلا الانسحاب من بلد ظلت تحتله قرنا ونصف وتصفه بأنه فرنسا الجنوبية.
لكن قرار الجنرال ديغول خلف تركة سياسة ثقيلة بين الفرنسيين الذين اضطروا لإيواء أكثر من مليون فرنسي كانوا يعيشون في الجزائر، وجنود فرنسا الذين قاتلوا في الجزائر.
في آب/ أغسطس 1962 كادت منظمة الجيش السري المكونة من أوروبيين عائدين وجنرالات فرنسيين لم يسامحوا ديغول على الجلاء عن الجزائر كادت ان تنجح في اغتيال ديغول لكنه نجا بأعجوبة. وكانت محاولتان سابقتان نفذهما اليمين الفرنسي المتطرف ضده قد فشلتا أيضا.
توفي ديغول في 9 تشرين الثاني /نوفمبر 1970 عن عمر كاد أن يكمل الثمانين عاما ودفن في قريته القريبة من مدينة ليل.
ينظر الفرنسيون إلى شارل ديغول إلى انه الاب الروحي للجمهوريه الفرنسة الخامسة ، ويرجع الكثير من الفرنسيين الفضل إلى الجنرال ديغول في استقلال بلادهم من الجيوش النازية اثناء الحرب العالمية الثانية إذ لم يتوقف وهو في لندن من اطلاق الشعارات التي كانت تلهب قلوب الفرنسيين وتدفعهم إلى المقاومة,ومن أشهر نداءاتة "أيها الفرنسيون لقد خسرنا معركة لكننا لم نخسر الحرب وسوف نناضل حتى نحرر بلدنا الحبيب من نير الاحتلال الجاثم على صدره". وينعكس تقدير هذا الرجل بشكل واضح في العاصمة باريس اذ تم تسميه العديد من المرافق الحيوية بأسم الجنرال مثل(المطار,الشوارع,المتاحف ومحطات القطارات)
الرجوع الى أعلى الصفحة اذهب الى الأسفل
bassam65
عضو ماسي
bassam65


عدد المساهمات : 3455
نقاط : 20257
تاريخ التسجيل : 11/11/2009
العمر : 59
الموقع : سوريا

متى يعود زمن الكبار Empty
مُساهمةموضوع: رد: متى يعود زمن الكبار   متى يعود زمن الكبار I_icon_minitimeالثلاثاء ديسمبر 22, 2009 2:29 am

هوشي منه (زعيم فيتنامي)
متى يعود زمن الكبار Ho_Chi_Minh
هوشي منه قائد ثوري فيتنامي قاد الحرب ضد الفرنسيين حتى أخرجهم من فيتنام وضد الأميركيين حتى هزيمتهم في فيتنام. وأصبح رئيسا للوزراء ثم رئيسا لفيتنام الشمالية.
ولد في قرية نجوين فان تانه في وسط فيتنام في 19 أيار/مايو 1890، واسمه الحقيقي نيوجنن شن شونج أما اسم هوشي منه فهو يعني وفقا للغة الفيتنامية الشخص ذو الروح المشعة.
يعتقد انه سافر إلى الولايات المتحدة في بداية حياته حيث عمل في غسل الصحون في الحي الصيني في ولاية نيويورك، وفي العام 1911 توجه إلى فرنسا للعمل هناك حيث عمل على متن احد السفن التي كانت متجه من فيتنام الى مرسيليا وعمل عليها كعامل نظافة ثم كنادل ومن ثم مساعد طاه.
وعندما وصل فرنسا وعمل هناك مساعد طاه، ولم يقف ذلك عقبة في وجه منه إذا دأب خلال وجوده في فرنسا على الذهاب الى المكتبات العامة وقراءة الصحف والتثقف سياسيتا.
وفي الفترة من 1913 حتى 1917 توجه إلى بريطانيا حيث عمل هناك طاهيا تحت إشراف طاه فرنسي في فندق كارلتون في لندن ، والمبنى الآن سفارة لنيوزيلندا ، وكان العديد من الساسة البريطانيون يرتادون ذلك الفندق في ذلك القوت الفندق مقصدا فندقا يرتاده الساسة لتناول الطعام ، وكما ويقول السير مارتن جيلبرت كاتب السيرة الذاتية الرسمية لرئيس الوزراء البريطاني ونستون تشرشل إن ما لا يعرفه أحد هو أن هوشي منه كان يعمل في الفندق في نفس الليلة التي تناول فيها تشرشل العشاء في الشهور الأولى للحرب العالمية الأولى مع ديفيد لويد جورج الذي أصبح فيما بعد رئيسا لوزراء بريطانيا.
استمر في عمله في بريطانيا حتى العام 1917 حيث توجه لفرنسا بعد الحرب العالمية الأولى وهناك تعرف على الشيوعية وفي العام 1920 ساعد في تأسيس الحزب الشيوعي الفرنسي وقد في العام 1923 توجه الى الصين وعاش فيها حتى العام 1938، قبيل انتهاء الحرب العالمية الثانية اصبح رئيسا لحكومة فيتنام التي عارضت الاستعمار الفرنسي للبلاد.

في العام 1946 نشب القتال بين القوات الفرنسية وقوات هوشيه التي كانت تعرف باسم الفيت منّه وبعد أن هُزِم الفرنسيون عام 1954، قَسَّم المؤتمر الدولي فيتنام إلى دولتين، وأصبح رئيسا لفيتنام الشمالية عام 1954.
خلال رئاسته لفيتنام الشمالية أرسل في خمسينيات وستينيات القرن العشرين، قوات لمساعدة الثوار في فيتنام الجنوبية الذين كانوا يحاولون الإطاحة بالحكومة المعادية للشيوعية هناك، فيما بعث الرئيس الأمريكي جون كنيدي بقوات أمريكية لمساندة نجو دن ديم رئيس فيتنام الجنوبية.
إلا أن الثوار الشيوعيون بقيادة هوشيه منه أجبروا الرئيس الأمريكي ريتشارد نيكسون على سحب القوات الأميركية في 8 حزيران/يونيو 1969 بعد أن لحقت بها خسائر كبيرة.
في صباح 2 أيلول/سبتمبر 1969 توفي هوشي منه، وواصل أتباعه ثورتهم على فيتنام الجنوبية حتى سيطروا عليها في العام 1975.
وقد واصل أتباع هو مساعدة الثوار بعد وفاته، في عام 1975 ظفرت القوات الشيوعية بالسيطرة على فيتنام الجنوبية. وسيطروا على عاصمتها سايجون التي أطلقوا عليها اسم زعيمهم وقائدهم هوشي منه.
عرف هوشي منه بخطاباته الحماسية الأبوية إبان حرب فيتنام فقد كان يبدأ خطاباته بقوله أبنائي المواطنين بناتي المواطنات وقد اتسمت خطاباته دائما بالحكمة و الرزانة، وكان يدعوا في خطاباته الى الكفاح ضد الولايات المتحدة وهو المؤسس الفعلي للحكمة القائلة إذا مات أخي أدوس فوقه وأتمم المعركة".
الموسوعة العالمية المجانية
الرجوع الى أعلى الصفحة اذهب الى الأسفل
bassam65
عضو ماسي
bassam65


عدد المساهمات : 3455
نقاط : 20257
تاريخ التسجيل : 11/11/2009
العمر : 59
الموقع : سوريا

متى يعود زمن الكبار Empty
مُساهمةموضوع: رد: متى يعود زمن الكبار   متى يعود زمن الكبار I_icon_minitimeالثلاثاء ديسمبر 22, 2009 2:31 am

محمّد مصدّق (1881- 1967م)

محمد مصدّق ميرزا هدايت. سياسي ورجل دولة إيراني. ورئيس الوزراء (1951-1953). ولد سنة 1881، من أسرة عريقة تنتمي إلى السلالة الحاكمة آنذاك. فقد كان والده، ميرزا هدايت وزيراً للمال. وكانت والدته الأميرة نجم سلطانة من سلالة قاجار التي حكمت إيران حتى عام 1925م. وقد تزوج محمد مصدّق ابنة ناصر الدين شّاه الذي حكم إيران من 1848 إلى 1896م.
درس محمد مصدّق الحقوق في باريس وجنيف، وأصبح وزيراً في آخر حكومات العهد القاجاري، ونادى منذ ذاك بضرورة إجراء إصلاح زراعي وتحديث النظام. وعندما استولى رضا خان على السلطة في عام 1925 عارض مصدق استبداد العاهل الجديد، فنُفي بعيداً عن العاصمة في منطقة نائية متاخمة للحدود مع أفغانستان. وبقي في منفاه إلى عام 1941، عندما تنازل رضا خان عن عرشه لابنه محمد رضا بهلوي. وفي عام 1943 انتخب محمد مصدّق نائباً عن طهران، فحمل المجلس ـ في العام التالي ـ على استصدار قانون يمنع بموجبه منح أي امتياز جديد لاستثمار النفط ـ لأية جهة كانت ـ من دون موافقة المجلس.
وفي عام 1947 أَسس مصدّق حزب الجبهة الوطنية الإيرانية وأصبح يمثل أكبر قوة سياسية في البلاد. وفي مارس 1951م نجح محمد مصدّق في حمل البرلمان على إصدار قرار يقضي بتأميم البترول في إيران. وفي 30/4/1951، عُين مصدّق رئيساً للحكومة. وما لبث أن حدث الخلاف بين مصدّق والشّاه، فقدم مصدّق استقالته فقبلها الشّاه وعين رئيساً جديداً للحكومة. وبعد إعلان الإضراب وحدوث مواجهات بين الجماهير المتظاهرة انتصاراً لمصدّق، وبين قوات الجيش، اضطر الشّاه إلى تكليف مصدّق بتشكيل حكومة جديدة. وفي 13/8/1953 أقال الشّاه حكومة مصدّق وعين الجنرال زاهدي خلفاً له. غير أن مصدّق رفض الانصياع للقرار الإمبراطوري، وهاجت الجماهير وأكرهت الشّاه على مغادرة البلاد في 15/8/1953. وما هي إلا أيام حتى تمكن خصوم مصدّق بالتعاون مع المخابرات الأمريكية، من إعادة الشّاه إلى عرشه في 22/8/1953، حيث اعتُقل مصدّق في 24/8/1953. وبعد محاكمة استمرت بضعة أشهر صدر بحقه حكم بالسجن ثلاثة أعوام تليها إقامة جبرية في داره في مدينة أحمد أباد- مدى الحياة.
الرجوع الى أعلى الصفحة اذهب الى الأسفل
bassam65
عضو ماسي
bassam65


عدد المساهمات : 3455
نقاط : 20257
تاريخ التسجيل : 11/11/2009
العمر : 59
الموقع : سوريا

متى يعود زمن الكبار Empty
مُساهمةموضوع: رد: متى يعود زمن الكبار   متى يعود زمن الكبار I_icon_minitimeالثلاثاء ديسمبر 22, 2009 2:33 am


ثورة مصدق
وقع الانقلاب على حكومة الزعيم الإيراني محمد مصدق يوم التاسع عشر من أغسطس عام 1953، بعد أن احتدم الصراع بين الشاه ومصدق في بداية شهر أغسطس من عام 1953، فهرب الشاه إلى إيطاليا عبر العراق وقبل أن يغادر وقع قرارين: الأول يعزل مصدق والثاني يعين الجنرال فضل الله زاهدي محله. قام زاهدي في التاسع عشر من أغسطس 1953 بقصف منزل مصدق وسط مدينة طهران؛ في حين قام كيرميت روزفلت ضابط الاستخبارات الأميركي والقائد الفعلي للانقلاب الذي أطلقت المخابرات المركزية الأميركية عليه اسماً سرياً هو عملية أجاكس، بإخراج "تظاهرات معادية" لمصدق في وسائل الإعلام الإيرانية والدولية. كما أوعز روزفلت إلى كبير زعران طهران وقتذاك شعبان جعفري بالسيطرة على الشارع، وإطلاق الهتافات الرخيصة التي تحط من هيبة الدكتور مصدق؛ بالتوازي مع اغتيال القيادات التاريخية للجبهة الوطنية التي شكلها مثل الدكتور حسين فاطمي الذي اغتيل بالشارع في رائعة النهار. حوكم مصدق أمام محكمة صورية استفاض بعدها محاميه جليل بزركمهر في كشف أنها لم تكن تتمتع بالحد الأدنى من شروط الحيادية. حَكَمَ نظام الشاه على الدكتور مصدق بالإعدام، ثم خفف الحكم لاحقاً إلى سجن انفرادي لثلاث سنوات؛ ومن ثم إقامة جبرية لمدى الحياة في قرية أحمد آباد، الواقعة في شمالي إيران ليترك الدكتور مصدق نهبا لذكرياته.

الدكتور محمد مصدق ليس مجرد شخصية سياسية تولت منصب رئيس الوزراء في إيران، بل هو زعيم سياسي من طراز رفيع، قاد أول ثورة مدنية في تاريخ الشرق الأوسط ضد أعتى الإمبراطوريات الشرقية آنذاك. والزعيم الشعبي المتحدر من عائلة عريقة تمتد بالنسب إلى سلالة القاجاريين التي حكمت إيران طيلة قرون، تحدى سلطة الشاه محمد رضا بهلوي والمصالح الكونية التي وقفت خلفه بإعلانه تأميم شركة النفط الإنكليزية الإيرانية عام 1951. وهكذا أدخل الزعيم الإيراني الكبير مصطلح التأميم لأول مرة في تاريخ الشرق الأوسط، واليوم لا توجد دولة واحدة في المنطقة لم تربح من الآثار التي خلفتها ثورة مصدق سواء من حيث شيوع التأميم في المنطقة، أو لناحية تعديل التوازن بين الدول الوطنية والشركات الكبرى لصالح الأولى.

جاء مصدق إلى الحكومة الإيرانية قائداً لثورة مدنية حقيقية، ولم يكن مدبراً لانقلاب يضع النياشين والرتب والأوسمة على بزته العسكرية، كما جرى ويجري في الكثير من دول المنطقة. قطع مصدق طريقاً طويلاً قبل أن يصل إلى مركز صنع القرار، حيث بدأ الطريق في عمر الرابعة والعشرين إبان انتخابه نائباً عن أصفهان في البرلمان الإيراني عام 1906. بعدها سافر مصدق إلى فرنسا للدراسة ومن ثم إلى سويسرا لتقديم أطروحة الدكتوراه في القانون الدولي؛ وشغل بعد ذلك منصب وزير المالية في حكومة أحمد قوام السلطنة 1921 ولاحقا وزيرا للخارجية في حكومة مشير الدولة 1923. بعدها أعيد انتخاب مصدق نائباً في البرلمان، فكان أن ظهرت ميوله المعادية للعسكر والعسكرة بأن صوت ضد انتخاب رضا خان شاها على إيران عام 1925. وتوج مصدق نضوجه السياسي بقيادة الجبهة الوطنية أو جبهه ملي التي أسسها سوياً مع الدكتور حسين فاطمي، و أحمد زراكزاده، و على شاكان، و كريم سنجابي وكان من أهدافها تأميم النفط الإيراني.

انتخب البرلمان الإيراني في 28 أبريل 1951 محمد مصدق رئيساً للوزراء بأغلبية 79 صوتا مقابل 12 فقط، وبعد يومين فقط من استلامه السلطة قام مصدق بتأميم النفط الإيراني. تحالف رئيس الوزراء الليبرالي والتحديثي مصدق مع كتل اليسار السياسي مثل حزب توده الشيوعي، ليوازن ضغوطات الشاه من الداخل وإنجلترا والولايات المتحدة الأمريكية من الخارج. كانت إصلاحات مصدق الديمقراطية تضرب في الأساس الشمولي لحكم الشاه، كما أن تأميمه للنفط الإيراني مثل ضربة كبيرة لمصالح إنجلترا وواشنطن. وبالرغم من الشعبية الطاغية التي كانت لمصدق بين الإيرانيين من الطبقات والشرائح الدنيا والمتوسطة تحديدًا، فقد ناصبته طبقة الملاك المتحالفة مع المؤسسة الدينية، العداء بسبب إعلانه عن وضع خطة للإصلاح الزراعي وتحديد الملكية الزراعية. ادعت بريطانيا على مصدق أمام محكمة العدل الدولية بزعم انتهاك حقوقها النفطية، فسافر مصدق إلى مقر المحكمة في لاهاي مترافعاً عن حقوق بلاده النفطية ووصف بريطانيا بأنها "دولة امبريالية تسرق أقوات الإيرانيين المحتاجين".

عاد مصدق إلى بلاده ماراً في طريق عودته بالقاهرة؛ فاستقبله مصطفى النحاس رئيس الوزراء المصري آنذاك بالزينات وأقواس النصر، ورحبت به الجماهير المصرية ترحيباً حاراً على طول الطريق الممتد من المطار إلى فندق شبرد في وسط العاصمة حيث أقام. كانت الفكرة الرئيسية لبرنامج مصدق السياسي هي أن يستفيد الإيرانيون من عوائد نفطهم ولذلك قام بتأميم شركة النفط الأنكلو إيرانية شركة بريتيش بتروليوم الشهيرة حالياً، فقامت إنكلترا بقيادة حصار دولي على النفط الإيراني بدعوى أن إيران انتهكت الحقوق القانونية للشركة التي تملك لندن الشطر الأعظم من أسهمها. وساهم هذا الحصار في تردي مستويات المعيشة للإيرانيين، وشكل المدخل الذي عاد منه الشاه بعد الانقلاب على مصدق ليتربع على عرش الطاووس مجدداً بالدعم الأميركي والإنكليزي. انضم واحد من أبرز رموز المؤسسة الدينية الإيرانية هو آية الله كاشاني إلى حركة مصدق الوطنية، فأفتى بأن "كل من يعارض تأميم النفط الإيراني هو عدو للإسلام".

تمثل الهم الأساسي لمصدق تحديث إيران وبناء اقتصادها وتحريرها من هيمنة الشركات النفطية الكبرى، وبالتوازي مع إصلاح زراعي لإعادة تشكيل الخارطة الاجتماعية في إيران، والأخير بالتحديد ساهم في معاداة الإقطاعيين له. أما أفكار الحياد عن الأحلاف الشرقية والغربية، بالترافق مع تأميم الثروة الوطنية الأساسية النفط فقد حشدت عداء إنكليزياً وأميركياً غير مسبوق للزعيم الإيراني وحكومته الوطنية. وأفتت مجموعة من رجال الدين الإيرانيين قبيل الانقلاب بأن "مصدق معاد للإسلام والشريعة"، بسبب سياسات الإصلاح الزراعي التي طبقها ولتحالفه مع كتل اليسار والليبراليين، وهكذا انسحب آية الله كاشاني من التحالف مع مصدق فاتحاً الطريق أمام خصوم الزعيم في الداخل والخارج للنيل منه. وكان كاشاني قد رشح نفسه رئيسًا للمجلس النيابي، واتهم كتلة مصدق بأنها تقف ضد توليه المنصب، في حين اتهمه أنصار مصدق بتهمة "بيع القضية الوطنية" لمصلحة الشاه. وبعد نجاح الانقلاب كان محمود ابن آية الله أبي القاسم كاشاني، ثاني الخطباء في الراديو الإيراني لتأييد ومباركة الانقلاب على مصدق.

ساهم القمع المتواصل لرموز وأنصار الجبهة الوطنية الليبرالية جبهة ملى، منذ الانقلاب على مصدق وحتى قيام الثورة الإيرانية، في جعلها غير قادرة على خلق تيار سياسي يستقطب على نطاق واسع المعارضة الجماهيرية للشاه وسياساته، برغم الكفاءات المتميزة لأنصار الجبهة الوطنية ونضالهم الدستوري العتيد. فإلى هذه الحملة الإعلامية وتلك الملاحقة الأمنية، يعزى بعض من فشل الجبهة الوطنية في إرساء مشروع المعارضة الجماهيرية المتنامية على مرجعيتها، أي سيادة الشعب والأمة، ومرجعية القانون والدستور. وكانت تلك الحقيقة معطوفة على تهميش دور البرلمان والدستور، هي أبرز دوافع الأجيال الجديدة للالتجاء إلى العمل السري الراديكالي. فحل الشباب الذي لا يملك ميولاً دينية على التيارات الماركسية؛ البانية مراميها على أساس دكتاتورية البروليتاريا، مثل حزب توده الشيوعي ومنظمة فدائيان خلق أو فدائيو الشعب. وبالمقابل اتجه ذوو الميول الدينية إلى التيارات الأصولية، تلك التي انضوت بحلول عام 1977 بكاملها تحت عباءة السيد الخميني، الذي بعث مصطلح ولاية الفقيه إلى الحياة السياسية في إيران.

أجزاء من مقال للدكتور مصطفى اللباد بعنوان "زيارة جديدة إلى الزعيم محمد مصدق" نشر في جريدة النهار اللبنانية بتاريخ 29 أغسطس 2008
الرجوع الى أعلى الصفحة اذهب الى الأسفل
bassam65
عضو ماسي
bassam65


عدد المساهمات : 3455
نقاط : 20257
تاريخ التسجيل : 11/11/2009
العمر : 59
الموقع : سوريا

متى يعود زمن الكبار Empty
مُساهمةموضوع: رد: متى يعود زمن الكبار   متى يعود زمن الكبار I_icon_minitimeالثلاثاء ديسمبر 22, 2009 2:35 am


أشيكاغا تاكا-أوجي



أشيكاغا تاكا-أوجي (باليابانية: 足利 尊氏) عاش (1305-1358 م): قائد ياباني، مؤسس سلالة الـ"أشيكاغا"، وأول الـ"شوغونات" فترة موروماتشي.




المولد والنشأة

ينحدر "تاكا-أوجي" من عائلة الـ"أشيكاغا"، فرع من عشيرة الـ"ميناموتو"، شكلوا جماعة من الـ"ساموراي" وضعت نفسها في خدمة الإمبراطور "سه-ئيوا". سيطرت هذه الطائفة على أراضي شاسعة حول منطقة "أشيكاغا" (ومنها استمدت اسمها)، الواقعة بمقاطعة "شيموتسوكي" (下野) - اليوم "توشيغي" (栃木) -. ولد "تاكا-أوجي" في مقاطعة "كازوتسا" لأب كان حاكما عليها. كانت عائلته تحكم تلك المناطق من قبل عشيرة الـ"هوجو" (الأوصياء على الشوغونات من أسرة الـ"ميناموتو"). دخل "تاكا-أوجي" في خدمة الوصي "هوجو تاكاتوكي" ح(1303-1333 م) وبفضل حنكته أصبح قائدا على جيوشه.


المواجهة مع الإمبراطور

سنة 1331 م يقوم "هوجو تاكاتوكي" بنفي الإمبراطور "غو دائي-غو"، رفض الأخير أن يستسلم للأمر الواقع. بعد بداية محاولات المغول غزو للبلاد، أصبح نظام الشوغانات مشغولا بمواجهة الهجمات القوات المغولية. استغل الإمبراطور المنفي هذا الظرف وجمع من حول الأنصار استعدادا للمواجهة. سنة 1333 م وجه الـ"وصي" (كان يحكم باسم الـ"شوغون") جيشا على رأسه "تاكا-أوجي"، كانت وجهته العاصمة الإمبراطورية، ومهمته قمع التمرد وإخضاع الإمبراطور. استطاع الأخير إقناع القائد الشاب الانضمام إليه، ثم عززت الظروف موقف الإمبراطور عندما انتصر حليفه "نيتا يوشيسادا" ع(1301-1338 م) في "كاماكورا". لم يستطع الوصي"هوجو تاكاتوكي" أن يتحمل الصدمة، ففضل الانتحار. كانت هذا الحدث نهاية فترة شوغونات "كاماكورا"، سميت الفترة التالية باسم "إستعراش كنمو" دامت ثلاث سنوات فقط (1333-1336 م). قام الإمبراطور فور استعراشه (إعادة إلى العرش) بتنصيب ابنه شوغوناً، الأمر الذي أغضب عليه "تاكا-أوجي". أخذ الأخير بزمام الأمور وقام بغزو العاصمة الإمبراطورية "كيوتو"، فر "غو دائي-غو" إلى الشمال من "نارا" وأسس بلاطا جديدا.


الشوغونية

بعد انتصاره في "كيوتو" أمام قوات الإمبراطور، حقق "تاكا-أوجي" انتصارا ثانيا أمام قوات "نيتا يوشيسادا". قام بتنصيب الإمبراطور الجديد "كوميو" (1336-1348 م)، ثم نصب نفسه "شوغونا" سنة 1338 م. أصبح بذلك أول الشوغونات من أسرة الـ"أشيكاغا"، حكمت الأسرة بلاد اليابان طوال "فترة موروماتشي" حتى سنة 1573 م. تسببت حالة التنافس بين البلاطين الإمبراطوريين في قيام حرب أهلية، دامت هذه الحرب طيلة فترة التي عرفت باسم "نان بوكوشو" أو "فترة البلاطين الجنوبي و الشمالي" (南北朝時代)، ودامت حتى 1392 م.
عرف عن "تاكا-أوجي" شغفه بالرسم و الشعر والموسيقى، كما كان شديد التعلق بالمذهب البوذي، كما قام بتشييد العديد من المعابد الخاصة بطائفة "زن" البوذية.
الرجوع الى أعلى الصفحة اذهب الى الأسفل
bassam65
عضو ماسي
bassam65


عدد المساهمات : 3455
نقاط : 20257
تاريخ التسجيل : 11/11/2009
العمر : 59
الموقع : سوريا

متى يعود زمن الكبار Empty
مُساهمةموضوع: رد: متى يعود زمن الكبار   متى يعود زمن الكبار I_icon_minitimeالأربعاء ديسمبر 30, 2009 7:00 pm

أوئي-سوغي كن-شين



أوئي-سوغي كن-شين
"أوئي-سوغي كن-شين" (上杉謙信)
ولــدت في
1530
اليابانتــوفي في
1578
اليابانتــوفيت في
1578
اليابان
أوئي-سوغي كن-شين (上杉謙信) ع(1530-1578 م.): من كبار القادة العسكريين الذين عرفتهم بلاد اليابان، كان حاكما على مقاطعة "إيشيغو" في اليابان أثناء "فترة المقاطعات المتحاربة" (أو "سن غوكو جيدائي").
كان "كن-شي" رابع إخوته، والده "ناغاوو تامه-كاغي" من أتباع سيد عشيرة الـ"أوئي-تسوغي" والذين كانوا حكاما على المقاطعة المحلية. ولد في مقاطعة "إيشيغو" عام 1530 م. اسمه الأصلي "توراشييو". اتخذ بعدها اسمها ثانيا هو "كاغيتورا". التحق سنة 1541 م بأحد الأديرة البوذية وأصبح من الرهبان. عرف أثناء هذه المرحلة باسمه الجديد "شوشيمبو".
سنة 1543 م، عاد "كاغيتورا" إلى موطنه الأصلي في مقاطعة "إيشيغو"، قام بتنحية شقيقه من على الحكم ليحل محله. بدأ عهده بتدعيم سلطته على أرجاء المقاطعة. قام سنة 1552 م بشن بعض الحملات العسكرية ضد منافسيه من عشيرة الـ"تاكيدا". امتدت الحروب بين الطرفين على مدى العشر سنين التالية دون أن يستطيع أي من الخصوم حسمها لصالحه. دارت رحى أكبر المعارك في منطقة "كاواناكاجيما" (الواقعة في مقاطعة "ناغانو") وكانت وقائعها سنوات 1553 م، 1554 م، 1555 م، 1556 م و1563 م.
سنة 1551 م يتلقى سيد مقاطعة "إيشيغو" (الـ"دائي-ميو") "أوئي-تسوغي نوريمازا" هزيمة قاسية على يدي غريمه "هوجو أوجي-ياسو". وجد "نوريمازا" نفسه مضطرا للفرار عند "كاغيتورا" طالبا المعونة والحماية. وافق "كاغيتورا" على ذلك ولكن بشروط. كان من أهمها أن يقوم "نوريمازا" بتبنيه وأن يحمل اسم "أوئي-تسوغي"، كما يخلع عليه ألقابا عديدة أخرى.
سنة 1558 م وبطلب من الـ"شوغون" "أشيكاغا يوشيتيرو"، قام "كاغيتورا" بشن حملات على عشيرة الـ"هوجو". استولى على أثرها على العديد من القلاع في مقاطعة "كانتو". سادت بعدها فترة من السلم بين العشيرتين، كان "أشيكاغا يوشيتيرو" قد أشرف بنفسه على عقد الصلح بينهما. برز "كاغيتورا" أثناء فترة حروبه ضد كل من غريمه الدائم "تاكيدا شين-غن" (武田 信玄) ثم ضد "أودا نوبوناغا" (織田 信長)، رغم أنه لم يستطع أن يحرز انتصارات حاسمه، إلا أن مجرد صموده كل هذه المدة الطويلة أمام خصوم كانوا يفوقونه عدة وعددا كان يشكل انجازا كبيرا في حد ذاته.
منذ سنة 1570 م اتخذ "كاغيتورا" لنفسه اسم "أوئي-تسوغي كن-شين" وبه اشتهر بعدها. قام بالتحالف مع "تاكيدا كاتسو-يوري" وقادة آخرين، شكلوا تحالفا ضد "أودا نوبوناغا" (織田 信長). لم تهمل الظروف "كن-شين" حتى يكمل خططه فتوفي فجأة بعد مرض عضال سنة 1578 م.
الرجوع الى أعلى الصفحة اذهب الى الأسفل
bassam65
عضو ماسي
bassam65


عدد المساهمات : 3455
نقاط : 20257
تاريخ التسجيل : 11/11/2009
العمر : 59
الموقع : سوريا

متى يعود زمن الكبار Empty
مُساهمةموضوع: رد: متى يعود زمن الكبار   متى يعود زمن الكبار I_icon_minitimeالأربعاء ديسمبر 30, 2009 7:04 pm

ايتو هيربومي


إيتو هيروبومي" (باليابانية: 伊藤 博文) عاش (1841-1909 م) من رجال السياسة في اليابان، تولى رئاسة الحكومة لمرات عديدة أثناء فترة مييجي، من أهم أعماله الإصلاحات اقتصادية وإنشاء العملة الوطنية (ين).

//


المولد

كان ابنا بالتبني لأحد رجال الساموراي من معقل الـ"نشوشو" (غربي البلاد). كان والعديد من رجال الإصلاحات من تلاميذ "يوشيده شو-إين". عام 1863 م تم قبوله ليصبح من رجال الساموراي. قام الزعماء في معقله في "تشوشو" بإرساله مع آخرين إلى إنكلترا لدراسة العلوم الغربية. عاد في نفس السنة ليعايش تدمير القوات الغربية لميناء "شيمونوسيكي" في العام الموالي (1864 م).


الإصلاحات

بدأت الإصلاحات سنة 1868 م، فأصبح "إيتو" محافظا على "هيوجو" (محافظة جديدة استحدث أثناء هذه الفترة). تم إرساله إلى الولايات المتحدة الأميركية لدراسة الأنظمة المالية الغربية. بعد عودته كان له الفضل في إطلاق أول عملة وطنية يابانية، الـ"ين" (عام 1870 م). شد سنة 1871 م مع العديد من كبار المسئولين رحالهم إلى الدول الغربية ("بعثة إيواكورا")، استمرت البعثة حتى 1873 م. بعد عودته أصبح مستشارا في الحكومة الجديدة، ثم استخلف "أوكوبو توشيميتشي" على رأس وزارة الداخلية عام 1878 م. تم اختياره لتحضير دستور جديد للبلاد، ثم قاد عام 1885 م أول حكومة تعمل رسميا في ظل هذا الدستور. تولى منصب رئيس الحكومة لمرات عدة (1892-1896 م، 1898-1899 م ثم 1900-1901 م) قاد مفاوضات "شيمونوسيكي" (1895 م) والتي وضعت حدا للحرب الصينية-اليابانية، أصبحت اليابان بعده من كبرى القوى في المنطقة.


في أعلى هرم السلطة

سنة 1903 م تم تعينيه مستشارا لدى البلاط الملكي في كوريا، ثم أصبح (1906-1907 م) القائد العام على كوريا، عمل أثناءها على بسط سيطرة الإدارة اليابانية على البلاد. يوم 22 يونيو 1907 م أعلن الإمبراطور الكوري "كوجونغ" (لآخر الأباطرة من سلالة الـ"يي") تخليه عن السلطة، تبع ذلك موجة عارمة الانتفاضات ضد التواجد الياباني في كوريا، قادت مجموعة من قدماء الجنود في الجيش الكوري هذه الحركة وأطلقوا على أنفسهم اسم "جيوش العدالة" ، لاحقا انظم غليهم العديد من الأهالي والفلاحين، شن هؤلاء حرب عصابات ضد الاحتلال الياباني، دامت هذه حتى 1909 م. كانت لـ"إيتو" مواقف متناقضة أثناء هذه الفترة (حتى 1909 م)، فقد كان المحرض الرئيس في دفع حاكم كوريا (الإمبراطور) للاستقالة، إلا أنه عدل من مواقفه لاحقا، فأعلن تأييده لخطة استقلال كوريا، مبررا ذلك بأن ضم اليابان لكوريا ستنجم عنه عواقب وخيمة. حاول إقناع الحكومة اليابانية بالعدول عن قرار الضم، وأمام رفض الأخيرة، قدم استقالته يوم 15 يونيو 1909 م، كان يخشى أن يتم إقحامه في أي من القرارات التي تنوي الحكومة الإمبراطورية اتخاذها لاحقا في شأن كوريا.


النهاية

أرسل "إيتو" في آخر مهمة لتشاور مع الروس، ومعرفة موقفهم في حال ضم اليابانلكوريا. في يوم 26 ديسمبر 1909 م، يقوم أحد ضباط "جيش العدالة" وهو "آن تشونغ غون" باغتياله في محطة "هاربين". اتخذ العسكريون في الحكومة اليابانية من حادث اغتياله ذريعة لقرار ضم كوريا في نفس السنة.

الرجوع الى أعلى الصفحة اذهب الى الأسفل
bassam65
عضو ماسي
bassam65


عدد المساهمات : 3455
نقاط : 20257
تاريخ التسجيل : 11/11/2009
العمر : 59
الموقع : سوريا

متى يعود زمن الكبار Empty
مُساهمةموضوع: رد: متى يعود زمن الكبار   متى يعود زمن الكبار I_icon_minitimeالأربعاء ديسمبر 30, 2009 7:07 pm

عمر المختار (1862 - 16 سبتمبر/ ايلول1931) الملقب بشيخ الشهداء أو أسد الصحراء. وعمر قائد عربي مسلم حارب الغزاة الايطاليين أكثر من عشرين عاما في اكثر من الف معركة منذ دخولهم أرض ليبيا الى عام 1931.

//


نسبه

هو عمر بن المختار بن عمر من بيت فرحات من قبيلة بريدان وهي بطن من قبيلة المنفة. امه عائشة بنت محارب. حارب الإطاليين وهو يبلغ من العمر 70 عاما ..


مولده ونشأته

ينتسب عمر المختار إلى قبيلة المنفه إحدى كبريات قبائل المرابطين ببرقة, ولد عام 1862م في قرية جنزور بمنطقة دفنة في الجهات الشرقية من برقة التي تقع شرقي ليبيا على الحدود المصرية.
تربى يتيما، حيث وافت المنية والده مختار بن عمر وهو في طريقه إلى مكة المكرمة بصحبة زوجته عائشة.
تلقى عمر المختار تعليمه الأول في زاوية جنزور, ثم سافر إلى الجغبوب ليمكث فيها ثمانية أعوام للدراسة والتحصيل على كبار علماء ومشايخ السنوسية في مقدمتهم الإمام السيد المهدي السنوسى قطب الحركة السنوسية، فدرس اللغة العربية والعلوم الشرعية وحفظ القرآن الكريم عن ظهر قلب، ولكنه لم يكمل تعليمه كما تمنى.
ظهرت عليه علامات النجابة ورزانة العقل،، فاستحوذ على اهتمام ورعاية أستاذه السيد المهدي السنوسى مما زاده رفعة وسمو، فتناولته الألسن بالثناء بين العلماء ومشايخ القبائل وأعيان المدن حتى قال فيه السيد المهدي واصفاً إياه " لو كان عندنا عشرة مثل عمر المختار لاكتفينا بهم".
فقد وهبه الله تعالى ملكات منها جشاشة صوته البدوي وعذوبة لسانه واختياره للألفاظ المؤثرة في فن المخاطبة وجاذبية ساحرة لدرجة السيطرة على مستمعيه وشد انتباههم،
شارك عمر المختار في الجهاد بين صفوف المجاهدين في الحرب الليبية الفرنسية في المناطق الجنوبية (السودان الغربي) وحول واداي. وقد استقر المختار فترة من الزمن في قرو مناضلاً ومقاتلاً, ثم عين شيخاً لزاوية (عين كلك) ليقضي فترة من حياته معلماً ومبشراً بالإسلام في تلك الأصقاع النائية.
وبعد وفاة السيد محمد المهدي السنوسي عام 1902م تم استدعاؤه حيث عين شيخاً لزاوية القصور.]]


معلم يتحول إلى محارب

عاش عمر المختار حرب التحرير والجهاد منذ بدايتها يوماً بيوم, فعندما أعلنت إيطاليا الحرب على تركيا في 29 سبتمبر 1911م, وبدأت البارجات الحربية بصب قذائفها على مدن الساحل الليبي, درنةوطرابلس ثم طبرقوبنغازيوالخمس, كان عمر المختار في تلك الأثناء مقيما في جالو بعد عودته من الكفرة حيث قابل السيد أحمد الشريف, وعندما علم بالغزو الإيطالي سارع إلى مراكز تجمع المجاهدين حيث ساهم في تأسيس دور بنينه وتنظيم حركة الجهاد والمقاومة إلى أن وصل السيد أحمد الشريف قادماً من الكفرة. وقد شهدت الفترة التي أعقبت انسحاب الأتراك من ليبيا سنة 1912م أعظم المعارك في تاريخ الجهاد الليبي, أذكر منها على سبيل المثال معركة يوم الجمعة عند درنة في 16 مايو 1913م حيث قتل فيها للأيطاليين عشرة ضباط وستين جنديا وأربعمائة فرد بين جريح ومفقود إلى جانب انسحاب الإيطاليين بلا نظام تاركين أسلحتهم ومؤنهم وذخائرهم,
ومعركة بو شمال عن عين ماره في 6 أكتوبر 1913, وعشرات المعارك الأخرى.
وحينما عين أميليو حاكماً عسكريا لبرقة, رأى أن يعمل على ثلاث محاور
الأول : قطع الإمدادات القادمة من مصر والتصدي للمجاهدين في منطقة مرمريكا
الثاني : قتال المجاهدين في العرقوب وسلنطه والمخيلي..
والثالث :قتال المجاهدين في مسوس واجدابيا.
لكن القائد الإيطالي وجد نار المجاهدين في انتظاره في معارك أم شخنب وشليظيمة والزويتينة في فبراير 1914م, ولتتواصل حركة الجهاد بعد ذلك حتى وصلت إلى مرحلة جديدة بقدوم الحرب العالمية الأولى.


الفاشيست والمجاهدون

بعد الانقلاب الفاشي في إيطالي في أكتوبر 1922, وبعد الانتصار الذي تحقق في تلك الحرب إلى الجانب الذي انضمت إليه إيطاليا. تغيرت الأوضاع داخل ليبيا واشتدت الضغوط على السيد محمد إدريس السنوسي, واضطر إلى ترك البلاد عاهداً بالأعمال العسكرية والسياسية إلى عمر المختار في الوقت الذي قام أخاه الرضا مقامه في الإشراف على الشئون الدينية.
بعد أن تأكد للمختار النوايا الإيطالية في العدوان قصد مصر عام 1923م للتشاور مع السيد إدريس فيما يتعلق بأمر البلاد, وبعد عودته نظم أدوار المجاهدين, فجعل حسين الجويفي على دور البراعصة ويوسف بورحيل المسماري على دور العبيدات والفضيل بوعمر على دور الحاسة, وتولى هو القيادة العامة.
بعد الغزو الإيطالي على مدينة اجدابيا مقر القيادة الليبية, أصبحت كل المواثيق والمعاهدات لاغية, وانسحب المجاهدون من المدينة وأخذت إيطاليا تزحف بجيوشها من مناطق عدة نحو الجبل الأخضر, وفي تلك الأثناء تسابقت جموع المجاهدين إلى تشكيل الأدوار والإنضواء تحت قيادة عمر المختار, كما بادر الأهالي إلى إمداد المجاهدين بالمؤن والعتاد والسلاح, وعندما ضاق الإيطاليون ذرعا من الهزيمة على يد المجاهدين, أرادوا أن يمنعوا عنهم طريق الإمداد فسعوا إلى احتلال الجغبوب ووجهت إليها حملة كبيرة في 8 فبراير 1926م, وقد شكل سقوطها أعباء ومتاعب جديدة للمجاهدين وعلى رأسهم عمر المختار, ولكن الرجل حمل العبء كاملاً بعزم العظماء وتصميم الأبطال.
ولاحظ الإيطاليون أن الموقف يملي عليهم الاستيلاء على منطقة فزان لقطع الإمدادات على المجاهدين, فخرجت حملة في يناير 1928م, ولم تحقق غرضها في احتلال فزان بعد أن دفعت الثمن غاليا. ورخم حصار المجاهدين وانقطاعهم عن مراكز تموينهم, إلا أن الأحداث لم تنل منهم وتثبط من عزمهم, والدليل على ذلك معركة يوم 22 أبريل التي استمرت يومين كاملين, انتصر فيها المجاهدون وغنموا عتادا كثيرا.
مفاوضات السلام في سيدي ارحومة :
وتوالت الانتصارات, الأمر الذي دفع إيطاليا إلى إعادة النظر في خططها وإجراء تغييرات واسعة,
فأمر موسوليني بتغيير القيادة العسكرية, حيث عين بادوليو حاكماً عسكريا على ليبيا في يناير 1929م, ويعد هذا التغيير بداية المرحلة الحاسمة بين الطليان والمجاهدين.
تظاهر الحاكم الجديد لليبيا في رغبته للسلام لإيجاد الوقت اللازم لتنفيذ خططه وتغيير أسلوب القتال لدى جنوده,وطلب مفاوضة عمر المختار, تلك المفاوضات التي بدأت في 20 أبريل 1929م,
واستجاب الشيخ لنداء السلام وحاول التفاهم معهم على صيغة ليخرجوا من دوامة الدمار. فذهب كبيرهم للقاء عمر المختار ورفاقه القادة في 19 يونيو1929م في سيدي ارحومه. ورأس الوفد الإيطالي بادوليونفسه، الرجل الثاني بعد بنيتو موسليني، ونائبه سيشليانو، ولكن لم يكن الغرض هوالتفاوض، ولكن المماطلة وشراء الوقت لتلتقط قواتهم أنفاسها، وقصد الغزاة الغدر به والدس عليه وتأليب أنصاره والأهالي وفتنة الملتفين حوله..
وعندما وجد المختار أن تلك المفاوضات تطلب منه اما مغادرة البلاد إلى الحجاز اومصر أو البقاء في برقة و انهاء الجهاد ..والإستسلام مقابل الأموال والإغراءات, رفض كل تلك العروض, وكبطل شريف ومجاهد عظيم عمد إلى الاختيار الثالث وهو مواصلة الجهاد حتى النصر أو الشهادة.
تبين للمختار غدر الإيطاليين وخداعهم, ففي 20 أكتوبر 1929م وجه نداء إلى أبناء وطنه طالبهم فيه بالحرص واليقظة أمام ألاعيب الغزاة.
وصحت توقعات عمر المختار, ففي 16 يناير 1930م ألقت الطائرات بقذائفها على المجاهدين,


السفاح يتدخل

دفعت مواقف المختار ومنجزاته إيطاليا إلى دراسة الموقف من جديد وتوصلت إلى تعيين غرسياني وهو أكثر جنرالات الجيش وحشية ودموية.. ليقوم بتنفيذ خطة إفناء وإبادة لم يسبق لها مثيل في التاريخ في وحشيتها وفظاعتها وعنفها وقد تمثلت في عدة إجراءات ذكرها غرسياني في كتابه "برقة المهدأة": 1- قفل الحدود الليبية المصرية بالأسلاك الشائكة لمنع وصول المؤن والذخائر. 2- إنشاء المحكمة الطارئة في أبريل 1930م. 3- فتح أبواب السجون في كل مدينة وقرية ونصب المشانق في كل جهة. 4- تخصيص مواقع العقيلة والبريقة من صحراء غرب برقة البيضاء والمقرون وسلوق من أواسط برقة الحمراء لتكون مواقع الإعتقال والنفي والتشريد. 5- العمل على حصار المجاهدين في الجبل الأخضر واحتلال الكفرة.
إنتهت عمليات الإيطاليين في فزان باحتلال مرزق وغات في شهري يناير وفبراير 1930م ثم عمدوا إلى الإشباك مع المجاهدين في معارك فاصلة, وفي 26 أغسطس 1930م ألقت الطائرات الإيطالية حوالي نصف طن من القنابل على الجوف والتاج, وفي نوفمبر اتفق بادوليو وغرسياني على خط الحملة من اجدابيا إلى جالو إلى بئر زيغن إلى الجوف, وفي 28 يناير 1931م سقطت الكفرة في أيدي الغزاة, وكان لسقوط الكفرة آثار كبيرة على حركة الجهاد والمقاومة.


الأسد أسيرا

في معركة السانية في شهر أكتوبر عام 1930م سقطت من الشيخ عمر المختار نظارته، وعندما وجدها أحد جنود الطليان وأوصلها لقيادته، فرائها غراتسياني فقال: "الآن أصبحت لدينا النظارة، وسيتبعها الرأس يوماً ما".
وفي 11 سبتمبر من عام 1931م، وبينما كان الشيخ عمر المختار يستطلع منطقة سلنطة في كوكبة من فرسانه، عرفت الحاميات الإيطالية بمكانه فأرسلت قوات لحصاره ولحقها تعزيزات، واشتبك الفريقين في وادي بوطاقة ورجحت الكفة للعدوفأمر عمر المختار بفك الطوق والتفرق، ولكن قُتلت فرسه تحته وسقطت على يده مما شل حركته نهائياً. فلم يتمكن من تخليص نفسه ولم يستطع تناول بندقيته ليدافع عن نفسه، فسرعان ماحاصره العدو من كل الجهات وتعرفوا على شخصيته، فنقل على الفور إلي مرسى سوسه ومن ثم وضع على طراد الذي نقله رأسا إلي بنغازي حيث أودع السجن الكبير بمنطقة سيدي اخريبيش. ولم يستطع الطليان نقل الشيخ براً لخوفهم من تعرض المجاهدين لهم في محاولة لتخليص قائدهم.
كان لاعتقاله في صفوف العدو، صدىً كبيراً، حتى أن غراسياني لم يصدّق ذلك في بادىء الأمر،وكان غراتسياني في روما حينها كئيباً حزيناً منهار الأعصاب في طريقه إلي باريس للاستجمام والراحة تهرباً من الساحة بعد فشله في القضاء على المجاهدين في برقة، حيث بدأت الأقلام اللاذعة في إيطاليا تنال منه والانتقادات المرة تأتيه من رفاقه مشككة في مقدرته على إدارة الصراع. وإذا بالقدر يلعب دوره ويتلقى برقية مستعجلة من نغازي مفادها إن عدوه اللدود عمر المختار وراء القضبان. فأصيب غراتسياني بحالة هستيرية كاد لا يصدق الخبر. فتارة يجلس على مقعده وتارة يقوم، وأخرى يخرج متمشياً على قدميه محدثاً نفسه بصوت عال، ويشير بيديه ويقول: "صحيح قبضوا على عمر المختار ؟ ويرد على نفسه لا، لا اعتقد." ولم يسترح باله فقرر إلغاء أجازته واستقل طائرة خاصة وهبط ببنغازي في نفس اليوم وطلب إحضار عمر المختار إلي مكتبه لكي يراه بأم عينيه.
وصل غرسياني إلى بنغازي يوم 14 سبتمبر , وأعلن عن انعقاد "المحكمة الخاصة" يوم 15 سبتمبر 1931م, وفي صبيحة ذلك اليوم وقبل المحاكمة رغب غرسياني في الحديث مع عمر المختار, يذكر غرسياني في كتابه (برقة المهدأة):
"وعندما حضر أمام مكتبي تهيأ لي أن أرى فيه شخصية آلاف المرابطين الذين التقيت بهم أثناء قيامي بالحروب الصحراوية. يداه مكبلتان بالسلاسل, رغم الكسور والجروح التي أصيب بها أثناء المعركة, وكان وجهه مضغوطا لأنه كان مغطيا رأسه (بالجرد) ويجر نفسه بصعوبة نظراً لتعبه أثناء السفر بالبحر, وبالإجمال يخيل لي أن الذي يقف أمامي رجل ليس كالرجال له منظره وهيبته رغم أنه يشعر بمرارة الأسر, ها هو واقف أمام مكتبي نسأله ويجيب بصوت هادئ وواضح."
غراتسياني: لماذا حاربت بشدة متواصلة الحكومة لفاشستية ؟
أجاب الشيخ: من أجل ديني ووطني.
غراتسياني:ما الذي كان في اعتقادك الوصول إليه ؟
فأجاب الشيخ: لا شئ إلا طردكم … لأنكم مغتصبون، أما الحرب فهي فرض علينا وما النصر إلا من عند الله.
غراتسياني: لما لك من نفوذ وجاه، في كم يوم يمكنك إن تأمر الثوار بأن يخضعوا لحكمنا ويسلموا أسلحتهم ؟.
فأجاب الشيخ: لا يمكنني أن أعمل أي شئ … وبدون جدوى نحن الثوار سبق أن أقسمنا أن نموت كلنا الواحد بعد الأخر، ولا نسلم أو نلقي السلاح…
ويستطرد غرسياني حديثه "وعندما وقف ليتهيأ للإنصراف كان جبينه وضاء كأن هالة من نور تحيط به فارتعش قلبي من جلالة الموقف أنا الذي خاض معارك الحروب العالمية والصحراوية ولقبت بأسد الصحراء. ورغم هذا فقد كانت شفتاي ترتعشان ولم أستطع أن أنطق بحرف واحد, فانهيت المقابلة وأمرت بإرجاعه إلى السجن لتقديمه إلى المحاكمة في المساء, وعند وقوفه حاول أن يمد يده لمصافحتي ولكنه لم يتمكن لأن يديه كانت مكبلة بالحديد."


المحاكمة

عقدت للشيخ الشهيد محكمة هزلية صورية في مركز إدارة الحزب الفاشستي ببنغازي مساء يوم الثلاثاء عند الساعة الخامسة والربع في 15 سبتمبر 1931م،
وبعد ساعة تحديداً صدر منطوق الحكم بالإعدام شنقاً حتى الموت،
وعندما ترجم له الحكم، قال الشيخ "إن الحكم إلا لله … لا حكمكم المزيف ... إنا لله وإنا أليه لراجعون".
- وهنا نقلا حرفيا لمحضر المحاكمة كما ورد في الوثائق الإيطالية :
إنه في سنة ألف وتسعمائة وواحدة وثلاثين ؛ السنة التاسعة ، وفي اليوم الخامس عشر من شهر سبتمبر ، ببنغازي ، وفي تمام الساعة 17 بقصر "الليتوريو" بعد إعداده كقاعة لجلسات المحكمة الخاصة بالدفاع عن أمن الدولة ، والمؤلفة من السادة :
- المقدم الكواليير اوبيرتو فانتيري مارينوني ، رئيسا بالوكالة ، نيابة عن الرئيس الأصيل الغائب لعذر مشروع .
- المحامي د. فرانشيسكو رومانو (قاضي مقرر) .
- الرائد الكاواليير قوناريو ديليتلو (مستشار ، أصيل ) .
- رائد "الميليشيا التطوعية للأمن الوطني (الكواليير جوفاني منزوني ، مستشار أصيل) .
- رائد "الميليشيا التطوعية للأمن الوطني (الكواليير ميكيلي مندوليا ، مستشار أصيل) ، والرئيس بالنيابة عن الرئيس الأصيل ، الغائب بعذر مشروع .
- بمساعدة الملازم بسلاح المشاة ، ايدواردو ديه كريستوفانو (كاتب الجلسة العسكري بالنيابة) .
للنظر في القضية المرفوعة ضد : عمر المختار ، بن عائشة بنت محارب ، البالغ من العمر 73 سنة ، والمولود بدفنة ، قبيلة منفة ، عائلة بريدان ، بيت فرحات ؛ حالته الاجتماعية : متزوج وله أولاد ، يعرف القراءة والكتابة ، وليست له سوابق جنائية ، في حالة اعتقال منذ 12 سبتمبر 1931.
المتهم بالجرائم المنصوص عليها وعلى عقوباتها في المواد 284-285-286-575-576 (3) ، والمادة 26 ، البنود : 2 - 4 - 6 - 10 ، وذلك أنه قام ، منذ عام 1911م وحتى القبض عليه في جنوب سلنطة في 11سبتمبر 1931، بإثارة العصيان وقيادته ضد سلطات الدولة الإيطالية ، داخل أراضي المستعمرة ، وباشتراكه في نصب الكمائن للوحدات المعزولة من قواتنا المسلحة وفي معارك عديدة وأعمال الإغارة للسلب والنهب واللصوصية مع ارتكاب جرائم قتل بدافع نزعته إلى القسوة والتوحش ، وأعمال البطش والتنكيل ، بقصد إحداث الدمار وسفك الدماء لفصل المستعمرة عن الوطن الأم .
بعد ذلك سمح للجمهور بدخول قاعة الجلسات ، بينما جلس المتهم في المكان المخصص للمتهمين ، تحت حراسة عسكرية ، وهو طليق اليدين وغير مكبل بأغلال من أي نوع .
كما حضر وكيل النيابة العامة السينور "كواليير" أوفيتشالي جوسيبي بيديندو ، كمدعي عسكري ، والمكلف بالدفاع عن المتهم ، المحامي ، النقيب في سلاح المدفعية ، روبيرتو لونتانو .
يعلن الرئيس افتتاح الجلسة . فيحضر أيضا المترجم السيد نصري هرمس الذي يطلب إليه الرئيس الادلاء ببيانات هويته فيجيب :
- نصري هرمس ، ابن المتوفى ميشيل ، وعمري 53 سنة ، ولدت في ديار بكر ببلاد ما بين النهرين (العراق) رئيس مكتب الترجمة لدى حكومة برقة .
يكلفه الرئيس بأداء اليمين المقررة ، بعد تحذيره حسبما هو مقرر ، فيؤديها بصوت عال وبالصيغة التالية : (( أقسم بأنني سأنقل الأسئلة إلى الشخص المقرر استجوابه بواسطتي بأمانة وصدق ، وبأن أنقل الردود بأمانة )) .
فيوجه الرئيس ، عن طريق الترجمان ، أسئلة للمتهم حول هويته ، فيدلي بها بما يتفق مع ما تقدم ، ومن ثم ينبه عليه بالانصات إلى ما سيسمع . وعند هذه النقطة ، يثبت في المحضر طلب وكيل النيابة بإعفاء المترجم نصري من المهمة بسبب وعكة ألمت به والاستعاضة عنه بالكواليير لومبروزو ابن آرونه وماريا قاندوس ، المولود بتونس في 27 - 2 - 1891م ، ومهنته صناعي .
فيكلفه الرئيس بأداء اليمين المقررة ، بعد تحذيره نظاميا ؛
يتلو كاتب الجلسة صحيفة الاتهام ، فيتولى الترجمان ترجمتها للمتهم ، ويسرد بعدها قائمة المستندات والوثائق المتصلة بالدعوى ،
وبعد سردها يكلف الرئيس الترجمان بترجمتها ، حيث إن المتهم غير ملم باللغة الإيطالية ، ومن ثم يبدأ استجوابه حول الأفعال المنسوبة إليه ؛ فيرد عليها ، ويتولى الترجمان ترجمة ردود المتهم عليها .
ويثبت بالمحضر أن المتهم يرد بانتظام عن كل اتهام حسب ما جاء في محضر استجوابه المكتوب ، معترفا بأنه زعيم المقاومة في برقة وبهذه الصفة فهو الفاعل والمحرض لجميع الجرائم التي اقترفت في أراضي المستعمرة خلال العقد الأخير من الزمن ، أي الفترة التي ظل خلالها الرئيس الفعلي للمقاومة .
وردا عن سؤال ، يجيب :
منذ عشر سنوات ، تقريبا ، وأنا رئيس المحافظية . ويثبت هنا أن المتهم ظل يرد عن كل سؤال محدد حول تهمة بعينها ، بقوله : (( لا فائدة من سؤالي عن وقائع منفردة ، وما أرتكب ضد إيطاليا والإيطاليين ، منذ عشر سنوات وحتى الآن ، كان بإرادتي وإذني ، عندما لم أشترك أنا نفسي في تلك الأفعال ذاتها )) .
وردا عن سؤال ، يجيب : (( كانت الغارات تنفذ أيضا بأمري وبعضها قمت بها أنا نفسي )) .
يعطي الرئيس الكلمة لوكيل النيابة : بعد أن تناول الكلمة ، أوجز مطلبه في أن تتكرم المحكمة ، بعد تأكيد إدانة المتهم بالجرائم المنسوبة إليه ، بإصدار حكم الإعدام عليه وما يترتب عليه من عواقب .
وينهي الدفاع ، بدوره مرافعته بطلب الرأفة بالمتهم . وبعدما أعطى المتهم الكلمة كآخر المتحدثين ، يعلن الرئيس قفل باب المناقشة ، وتنسحب هيئة المحكمة إلى حجرة المداولة لتحديد الحكم .
عادت المحكمة بعد قليل إلى قاعة الجلسات ؛ لينطق الرئيس بصوت عال بالحكم بالإدانة ، بحضور جميع الأطراف المعنية . فيقوم الترجمان بترجمة منطوق الحكم .
أثبت تحريريا كل ما تقدم بهذا المحضر الذي وقع عليه : كاتب المحكمة العسكري .
الإمضاء : ادواردو ديه كريستوفانو ، الرئيس (المقدم الكاواليير أوميركو مانزولي) .
كاتب المحكمة العسكرية ، الإمضاء : ادواردوديه كريستوفاني (Edoardo De Cristofano) .
الرئيس : (المقدم الكاواليير أوميركو مانزوني)
الإمضاء : أومبيرتو مانزوني (Umberto Marinoni) .
- صورة طبق الأصل -
كاتب المحكمة العسكرية بالنيابة
التوقيع


الإعدام

في صباح اليوم التالي للمحاكمة الأربعاء، 16 سبتمبر1931، اتخذت جميع التدابيراللازمة بمركز سلوق لتنفيذ الحكم بإحضار جميع أقسام الجيش والميليشيا والطيران،
واحضر 20 ألف من الأهالي وجميع المعتقلين السياسيين خصيصاً من أماكن مختلفة لمشاهدة تنفيذ الحكم في قائدهم.
واحضر الشيخ عمر المختار مكبل الأيدي، وعلى وجهه ابتسامة الرضا بالقضاء والقدر،
وبدأت الطائرات تحلق في الفضاء فوق المعتقلين بأزيز مجلجل حتى لا يتمكن عمر المختار من مخاطبتهم،
وفي تمام الساعة التاسعة صباحاً سلم الشيخ إلي الجلاد، وكان وجهه يتهلل استبشاراً بالشهادة وكله ثبات وهدوء، فوضع حبل المشنقة في عنقه، وقيل عن بعض الناس الذين كان على مقربة منه انه كان يأذن في صوت خافت آذان الصلاة، والبعض قال انه تمتم بالآية الكريمة "يا أيتها النفس المطمئنة إرجعي إلى ربك راضية مرضية" ليجعلها مسك ختام حياته البطولية. وبعد دقائق صعدت روحه الطاهرة النقية إلي ربها تشكوأليه عنت الظالمين وجور المستعمرين.
وسبق إعدام الشيخ أوامر شديدة الطبيعة بتعذيب وضرب كل من يبدي الحزن أويظهر البكاء عند إعدام عمر المختار، فقد ضرب جربوع عبد الجليل ضرباً مبرحاً بسبب بكائه عند إعدام عمر المختار. ولكن علت أصوات الاحتجاج ولم تكبحها سياط الطليان، فصرخت فاطمة داروها العبارية وندبت فجيعة الوطن عندما على الشيخ شامخاً مشنوقاً، ووصفها الطليان "بالمرأة التي كسرت جدار الصمت".
الرجوع الى أعلى الصفحة اذهب الى الأسفل
bassam65
عضو ماسي
bassam65


عدد المساهمات : 3455
نقاط : 20257
تاريخ التسجيل : 11/11/2009
العمر : 59
الموقع : سوريا

متى يعود زمن الكبار Empty
مُساهمةموضوع: رد: متى يعود زمن الكبار   متى يعود زمن الكبار I_icon_minitimeالجمعة يناير 01, 2010 7:11 pm


يوسف العظمة



يوسف العظمة قائد عسكري سوري استشهد في مواجهة الجيش الفرنسي الذي قدم لاحتلال سوريا حيث كان وزير الدفاع للحكومة العربية في سوريا بقيادة الملك فيصل الاول.



يوسف العظمة




حياته

هو يوسف بن ابراهيم بن عبد الرحمن آل العظَمة. ينتمي إلى عائلة دمشقية عريقة ترجع إلى جدهم الأعلى حسن بك التركماني. ولد في حي الشاغور بدمشق عام 1884م الموافق 1301هـ، و ترعرع و تلقى تعليمه الأولي في دمشق، وأكمل دروسه في المدرسة الحربية في إستانبول وتخرج منها ضابطاً عام 1324هـ الموافق 1903م. وتنقّل في الأعمال العسكرية بين دمشق ولبنانوالآستانة. وأُرسل إلى ألمانيا للتمرن عمليًا على الفنون العسكرية، فمكث سنتين، وعاد إلى الآستانة فعين كاتباً للمفوضية العثمانية في مصر. ونشبت الحرب العالمية فهرع إلى الجيش متطوعاً، وعين رئيساً لأركان حرب الفرقة العشرين ثم الخامسة والعشرين. وكان مقر هذه الفرقة في بلغاريا ثم في النمسا ثم في رومانيا. وعاد إلى الآستانة فرافق أنور باشا (ناظر الحربية العثمانية) في رحلاته إلى الأناضول وسوريا والعراق. ثم عين رئيساً لأركان حرب الجيش العثماني المرابط في قفقاسيا، فرئيساً لأركان حرب الجيش الأول بالآستانة.
وكان متديناً متمسكاً بإسلامه، مؤدياً لصلاته، وصائماً أيام الصوم، ومحافظاً على شعائر الإسلام. وكان يتكلم العربية والتركية والفرنسية والألمانية.
ولما وضعت الحرب أوزارها عاد إلى دمشق، فاختاره الأمير فيصل قبل ان يصبح ملكا مرافقاً له، ثم عينه معتمداً عربياً في بيروت. فرئيساً لأركان الحرب العامة برتبة قائم مقام، في سوريا. ثم ولي وزارة الحربية سنة 1920 بعد إعلان تمليك الأمير فيصل بدمشق، فنظم جيشاً وطنياً يناهز عدده عشرة آلاف جندي.
في كل عام في ذكرى استشهاده يتم الاحتفال في مقبرة الشهداء في ميسلون حيث تحمل إليه الأكاليل من مختلف الديار السورية. لم يعقب إلا ابنة وحيدة (ليلى)، وتوفيت في تركيا، ولم تعقّب.


استشهاده

حارب الفرنسيين بمعركة كبيرة غير متكافئة هي معركة ميسلون التي حدثت في السابع من ذي القعدة الموافق الرابع والعشرين من شهر تموز عام (1920) بين الجيش السوري بقيادة يوسف العظمة، وزير الحربية السوري العربي من جهة، وبين الجيش الفرنسي الذي جاء ليحتلّ سوريا بقيادة الجنرال غوابيه جورو. ليسقط شهيدا ويدفن في مقبرة الشهداء في ميسلون قرب مدينة دمشق التي تبعد ستين كيلو متراً غربيّ دمشق... حيث برز فيها حوالي ثلاثة آلاف من الجنود المتطوعين بأسلحة قديمة، في مواجهة تسعة آلاف ضابط وجندي فرنسي، مسلحين بالدبابات والسيارات والمصفحات والطائيرات وأحدث الأسلحة الاخرى، واستشهد مع وزير الدفاع البطل يوسف العظمة أربع مئة مجاهد بسبب الخيانة.
كان يوسف العظمة أول وزير دفاع عربي وربما آخر وزير يستشهد في المعركة.
الرجوع الى أعلى الصفحة اذهب الى الأسفل
bassam65
عضو ماسي
bassam65


عدد المساهمات : 3455
نقاط : 20257
تاريخ التسجيل : 11/11/2009
العمر : 59
الموقع : سوريا

متى يعود زمن الكبار Empty
مُساهمةموضوع: رد: متى يعود زمن الكبار   متى يعود زمن الكبار I_icon_minitimeالجمعة يناير 01, 2010 7:14 pm

نيلسون مانديلا


روليهلالا 'نيلسون' مانديلا (ولد 18 يوليو1918) هو الرئيس الأسبق لجمهورية جنوب إفريقيا وأحد أبرز المناضلين ضد سياسة التمييز العنصري التي كانت متبعة في جنوب إفريقيا.




//





طفولته وصباه


ولد روليهلالا مانديلا في قرية كونو، وفي عمر 7 سنوات أصبح أول فرد من عائلته يذهب إلى مدرسة، حيث تم إعطائه الإسم نلسون من أحد مدرسيه المبشرين. بعدها بسنوات توفي والده، وفي سن 16 توجه لمعهد كلاركبيري ليتعلم عن ثقافة الغرب. وأنهى المرحلة الأولى من الدراسة بسنتين بدل من الثلاث سنوات الإعتيادية.
وفي التاسعة عشر من عمره توجه إلى كلية ويسليان، حيث واجه الطرد من الجامعة على أثر أحتجاجات طلابية على سياسات الجامعة، وتابع دراسته بالمراسلة مع جامعة جنوب إفريقيا، وبعدها حصل على درجة البكلوريوس في القانون من جامعة ويتس.



النشاط السياسي


بدأ مانديلا في المعارضة السياسية لنظام الحكم في جنوب إفريقيا الذي كان بيد الأقلية البيضاء، ذلك أن الحكم كان ينكر الحقوق السياسية والإجتماعية والإقتصادية للأغلبية السوداء في جنوب إفريقيا. في 1942 إنضم مانديلا إلى المجلس الإفريقي القومي، الذي كان يدعو للدفاع عن حقوق الأغلبية السوداء في جنوب إفريقيا.
وفي عام 1948، أنتصر الحزب القومي في الإنتخابات العامة، وكان لهذا الحزب ،الذي يحكم من قبل البيض في جنوب إفريقيا، خطط وسياسات عنصرية، منها سياسات الفصل العنصريk وإدخال تشريعات عنصرية في مؤسسات الدولة. وفي تلك الفترة أصبح مانديلا قائدا لحملات المعارضة والمقاومة. في البداية كان يدعو للمقاومة الغير مسلحة ضد سياسات التمييز العنصري. لكن بعد إطلاق النار على متظاهرين عزل في عام 1960، وإقرار قوانين تحضر الجماعات المضادة للعنصرية، قرر مانديلا وزعماء المجلس الإفريقي القومي فتح باب المقاومة المسلحة.



إعتقاله وسجنه


في عام 1961 أصبح مانديلا رئيسا للجناح العسكري للمجلس الإفريقي القومي. وفي اغسطس1962 أعتقل مانديلا وحكم عليه لمدة 5 سنوات بتهمة السفر الغير قانوني، والتدبير للإضراب. وفي عام 1964 حكم عليه مرة أخرى بتهمة التخطيط لعمل مسلح، وحكم عليه بالسجن مدى الحياة.
خلال سنوات سجنه الستة وعشرين، أصبح النداء بتحرير مانديلا من السجن رمز لرفض سياسة التمييز العنصري. وفي 10 يونيو1980 تم نشر رسالة إستطاع مانديلا إرسالها للمجلس الإفريقي القومي قال فيها: "إتحدوا! وجهزوا! وحاربوا! إذ ما بين سندان التحرك الشعبي، ومطرقة المقاومة المسلحة، سنسحق الفصل العنصري"
عرض عليه إطلاق السراح في عام 1985 مقابل إعلان وقف المقاومة المسلحة، لكنه رفض. بقي مانديلا في السجن لغاية 11 فبراير1990 عندما أثمرت مثابرة المجلس الإفريقي القومي، والضغوطات الدولة عن إطلاق سراحه بأمر من رئيس الجمهورية فريدريك كلارك الذي أعلن أيقاف الحظر الذي كان مفروض على المجلس الإفريقي. وقد تشارك نيلسون مانديلا مع الرئيس فريدريك كلارك في عام 1993 في الحصول على جائزة نوبل للسلام.



رئاسة المجلس الإفريقي ورئاسة جنوب إفريقيا


شغل مانديلا منصب رئاسة المجلس الإفريقي (من يونيو 1991- إلى ديسمبر 1997)، وأصبح أول رئيس أسود لجنوب إفريقيا (من مايو 1994- إلى يونيو 1999). وخلال فترة حكمه شهدت جنوب إفريقيا إنتقال كبير من حكم الأقلية إلى حكم الأغلبية. البعض إنتقد فترة حكمه بسبب ضعف سياسات مكافحة الايدز، وبسبب علاقاته مع زعماء دول منتقدين في الغرب مثل معمر القذافي و فيدل كاسترو.



تقاعده


بعد تقاعده في 1999 تابع مانديلا تحركه مع الجمعيات والحركات المنادية بحقوق الإنسان حول العالم. وتلقى عدد كبير من الميداليات والتكريمات من رؤساء وزعماء دول العالم. كان له عدد من الأراء المثيرة للجدل في الغرب مثل أراءه في القضية الفلسطينية ومعارضته للسياسات الخارجية للرئيس الأمريكيجورج بوش، وغيرها.
في يونيو2004 قرر نيلسون مانديلا ذو 85 عاما التقاعد وترك الحياة العامة، ذلك أن صحته أصبحت لا تسمح بالتحرك والإنتقال، كما أنه فضل أن يقضي ما تبقى من عمرة بين عائلته.
الرجوع الى أعلى الصفحة اذهب الى الأسفل
الناي الحزين
عضو



عدد المساهمات : 1
نقاط : 15685
تاريخ التسجيل : 03/01/2010

متى يعود زمن الكبار Empty
مُساهمةموضوع: رد: متى يعود زمن الكبار   متى يعود زمن الكبار I_icon_minitimeالأحد يناير 03, 2010 9:42 am

متى يعود زمن الكبار
انه هؤلاء قدموا كل ما باستطاعتهم من أجل حرية وكرامة شعوبهم
أما حكامنا الآن فيمعنون في اذلالنا واخضاعنا
مبارك أصبح الآن عار على كل المصريين
الرجوع الى أعلى الصفحة اذهب الى الأسفل
bassam65
عضو ماسي
bassam65


عدد المساهمات : 3455
نقاط : 20257
تاريخ التسجيل : 11/11/2009
العمر : 59
الموقع : سوريا

متى يعود زمن الكبار Empty
مُساهمةموضوع: رد: متى يعود زمن الكبار   متى يعود زمن الكبار I_icon_minitimeالإثنين يناير 11, 2010 1:42 pm

ارتبط اسم السلطان العثماني سليم الأول في التاريخ بمسألة التحول في سياسة الدولة العثمانية تجاه الفتوحات؛ حيث اتجه العثمانيون في الدور الأول من دولتهم إلى الميدان الأوروبي، وحققوا فيه انتصارات مذهلة، توجها السلطان محمد الفاتح سنة (857هـ = 1453م) بفتح القسطنطينية عاصمة الدولة البيزنطية ودرتها المتلألئة التي ظلت حلما راود الخلفاء المسلمين منذ بداية العصر الأموي، واتخذها عاصمة للدولة، ثم اتجه العثمانيون بفتوحاتهم نحو الشرق، وكان هذا هو نقطة التحول في سياستهم، وشاءت الأقدار أن تشهد فترة ولاية سليم الأول هذا التحول، الذي كان من أثره أن امتدت رقعة الدولة العثمانية، وأصبحت دولة آسيوية أوروبية أفريقية.
تولى سليم الأول عرش الدولة العثمانية في (8 من صفر 918هـ = 25 من إبريل 1512م) خلفا لأبيه بايزيد الثاني الذي تنازل له عن السلطة، وكان أول عمل قام به السلطان الجديد قيامه بالقضاء على الفتن الداخلية التي أثارها إخوته ضده تطلعا للحكم، وبعد ذلك كان في انتظاره أمران، كان لهما الأثر البالغ في توجيه السياسة العثمانية.
أما الأمر الأول فهو ازدياد النمو الشيعي في إيران والعراق، وتهديد الدولة الصفوية الشيعية للدولة العثمانية.
وأما الأمر الآخر فهو تصاعد الخطر البرتغالي في الخليج العربي، وتهديدهم للأراضي المقدسة.


الصراع العثماني الصفوي

ظهر إسماعيل الصفوي في مطلع القرن العاشر الهجري، ونجح في إقامة دولة شيعية في إيران سنة (907هـ = 1502م) وأعلن نفسه ملكا، وأصدر السكة باسمه، وجعل المذهب الشيعي هو المذهب الرسمي لإيران بعد أن كانت تتبع المذهب السني، وبدأ يتطلع إلى توسيع مساحة دولته، فاستولى على العراق، وأرسل دعاته لنشر المذهب الشيعي في الأناضول، مما أثار حفيظة الدولة العثمانية المجاورة لها، وبدأت المناوشات العسكرية بينهما في أواخر عهد السلطان بايزيد خان، ثم تحولت إلى صدام هائل بين الدولتين في عهد سليم الأول.
أعلن سليم الأول الحرب على الصفويين، وسار بجيوشه من أدرنة متجها إلى تبريز في (22 من المحرم 902هـ = 14 مارس 1514م) فتقهقرت الجيوش الفارسية أمامه بقصد إنهاك قواه حتى تسنح لها الفرصة للانقضاض عليه، والتقى الجيشان في وادي جالديران في (2 من رجب 920 هـ = 24 أغسطس 1514م) وكانت معركة هائلة حسمت فيها المدفعية العثمانية النصر للسلطان سليم الأول، وفر الشاه إسماعيل الصفوي، وتمزق جيشه، ودخل السلطان سليم تبريز حاضرة الصفويين، يحمل على رأسه أكاليل النصر في الرابع عشر من رجب، وأثمر هذا النصر عن ضم السلطان سليم كثيرا من بلاد أرمينية الغربية، وما بين النهرين، وتبليس، وديار بكر، والرقة والموصل، ثم عاد إلى بلاده ليعد العدة لصراع الجديد ضد أقاليم الشرق العربي.


القضاء على دولة المماليك


اجتاز السلطان سليم الأول عقبة الدولة الصفوية التي كانت تعوق حركة دولته وتهددها، وبدأ في الاستعداد للخطوة الأخرى، وكانت ذات أهمية خاصة، ونجاحها يجلب له نصرا خالدا، واتساعا في رقعة دولته، وازديادا في هيبة الدولة وقوتها، فالدولة المملوكية التي تحكم مصر والشام أصابها الوهن، ودب في أوصالها الضعف والانحلال، وأصبحت غير قادرة تماما على مواجهة الخطر البرتغالي المتنامي في الخليج العربي، حتى بلغ من اغترارهم بقوتهم أنهم أعلنوا عن عزمهم على قصف مكة والمدينة.
ولم يغب عن ذهن السلطان أن انتقال الخلافة العباسية من القاهرة إلى آل عثمان يجعل منهم قوة معنوية كبيرة عند المسلمين، ويضفي عليهم هيبة وجلالا في صراعهم مع أوروبا المسيحية.
ولتحقيق هذين الحلمين الكبيرين كان لا بد من الصدام مع المماليك، وهذا ما حدث بالفعل، وما كاد السلطان سليم الأول، يستريح قليلا من عناء العقبة الأولى حتى خرج من عاصمته، يقود جيوشه الجرارة ناحية الشام، والتقى بالمماليك عند مرج دابق بالقرب من حلب، وكان السلطان الغوري قد علم بأنباء تحركات العثمانيين فخرج من مصر لمواجهة هذا الخطر الداهم الذي يهدد دولته، واشتعلت المعركة في يوم (الأحد الموافق 25 من رجب 922هـ = 24 أغسطس 1516م) وكان النصر حليف العثمانيين، في الوقت الذي قتل فيه السلطان الغوري، وتفرق جيشه ورحل من بقي منه إلى مصر.
وأثمر هذا النصر تساقط المدن الرئيسية في أيدي العثمانيين تباعا، مثل: حلب، وحماه، وحمص، ودمشق، وفلسطين، وغزة، ثم دخل السلطان سليم الأول مصر حيث انتصر على السلطان "طومان باي" آخر سلاطين دولة المماليك الشراكسة في معركة الريدانية في (29 من ذي الحجة 922هـ = 23 من يناير 1517م) ودخل العثمانيون القاهرة، وقضوا على كل محاولة للمقاومة التي انتهت بالقبض على "طومان باي" وإعدامه، لتطوى بذلك صفحة دولة المماليك، وتنتقل من مسرح التاريخ إلى كتبه.


الحجاز عثمانية


وفي أثناء إمامة السلطان سليم الأول استقبل وفدا من أعيان الحجاز بعث به الشريف بركات أمير مكة المكرمة، وكان على رأس هذا الوفد ابنه أبوغي حاملا رسالة من والده، يعلن فيها قبوله أن تكون الحجاز تحت السيادة العثمانية، وأعطاه مفاتيح الكعبة المشرفة، وبعض الآثار النبوية الشريفة كالعلم النبوي، وقوس وسهم، وشعيرات من لحيته صلى الله عليه وسلم، كما دخلت بعض مناطق اليمن تحت السيادة العثمانية.
ترتب على دخول الأقاليم الإسلامية الأربعة وهي مصر والشام والحجاز وبعض مناطق اليمن تحت الحكم العثماني أن أصبح البحر الأحمر بحيرة عثمانية، وتدعم الوجود الإسلامي فيه، وتم إيقاف محاولات البرتغاليين للسيطرة عليه، وساد الأمن والأمان على مياهه حيث أغلقت مياهه في وجه السفن المسيحية، وأجبرتها الدول العثمانية على تفريغ شحناتها في ثغر المخا في اليمن، ثم يعاد شحنها على سفن إسلامية يعمل عليها قباطنة وبحارة مسلمون وتمخر بها عباب البحر الأحمر، وتتوقف على ثغوره وموانيه حتى السويس شمالا.


خادم للحرمين


ترتب أيضا على فتوحات سليم الأول أن أصبحت الدولة العثمانية تضم الأماكن المقدسة في الحجاز، متمثلة في المسجد الحرام حيث الكعبة المشرفة، والمسجد النبوي الشريف مثوى النبي (صلى الله عليه وسلم) بالإضافة إلى المسجد الأقصى في فلسطين، أولى القبلتين وثالث الحرمين الشريفين، ومسرى الرسول (صلى الله عليه وسلم).
وقد أضفى كل هذا على الدولة العثمانية زعامة دينية، وأضيف إلى ألقاب السلطان العثماني سليم الأول لقب "حامي الحرمين الشريفين أو خادم الحرمين الشريفين"، وصار لقبا لكل من جاء بعده من الخلفاء.


العثمانيون خلفاء

بعد انتصار السلطان سليم الأول في معركة مرج دابق خطب له في أول صلاة جمعة صلاها في حلب باعتباره خليفة للمسلمين وسكت العملة باسمه. وتذهب بعض الروايات التاريخية إلى أن الخليفة العباسي المتوكل على الله آخر الخلفاء العباسيين في مصر تنازل عن الخلافة لبني عثمان في مراسم جرت في آياصوفيا بعد عودته مع السلطان سليم الأول إلى إستانبول. وتضيف بعض الروايات أن الخليفة المتوكل قلد السلطان العثماني سليم السيف، وألبسه الخلعة في جامع أبي أيوب الأنصاري بعد مراسم آياصوفيا.
وأيا ما كان الأمر، فقد أصبحت الدولة العثمانية هي مركز الثقل في العالم، وأصبح سلطانها هو خليفة المسلمين لا ينازعه في هذا اللقب أحد، غير أن اهتمام العثمانيين بهذا اللقب الجليل ازداد منذ القرن التاسع عشر الميلادي، واتخذوا من الخلافة وإحياء مجدها واسترداد ما كان لها من الهيبة والنفوذ والمكانة وسيلة لمقاومة ضغوط الدول الأوروبية والاستعمارية على الخلافة العثمانية.
الرجوع الى أعلى الصفحة اذهب الى الأسفل
bassam65
عضو ماسي
bassam65


عدد المساهمات : 3455
نقاط : 20257
تاريخ التسجيل : 11/11/2009
العمر : 59
الموقع : سوريا

متى يعود زمن الكبار Empty
مُساهمةموضوع: رد: متى يعود زمن الكبار   متى يعود زمن الكبار I_icon_minitimeالإثنين يناير 11, 2010 1:50 pm

خير الدين بارباروسا
خير الدين بارباروسا (1475 - 1546) كان قائد أساطيل عثمانية ومجاهدا بحريا. ولد في جزيرة لسبوس (في اليونان المعاصرة) وتوفي في الآستانة (اسطنبول).
اسمه الأصلي هو خضر بن يعقوب ولقبه خير الدين باشا. بينما عرف لدى الأوربيين ببارباروسا (ذو اللحية الحمراء).


نشأته

خير الدين عبد الرحمن كان الأصغر في أربع اخوة: اسحاق وعروج وإلياس وخضر. والده هو يعقوب وهو إنكشاري أو سباهي من فاردار. أما والدته كاتالينا المسيحية فقيل أنها كانت أرملة قس.
عمل الأخوة الأربعة كبحارة ومقاتلين في البحر المتوسط ضد قرصنة فرسان القديس يوحنا المتمركزين في جزيرة رودس. قتل إلياس في معركة واسر عروج في رودس الذي مالبث أن فر إلى إيطاليا ومنها إلى مصر. استطاع عروج أن يحصل على مقابلة مع السلطان قنصوه الغوري الذي كان بصدد اعداد اسطول لارساله إلى الهند لقتال البرتغاليين. أعطى الغوري عروج سفينة (مركزها الإسكندرية) بجندها وعتادها لتحرير جزر المتوسط من القراصنة الأوربيين.
حوالي 1505 استطاع عروج الإستيلاء على 3 مراكب واتخذ من جزيرة جربة (تونس) مركزا له ونقل عملياته إلى غرب المتوسط.
طبقت شهرة عروج الآفاق عندما استطاع بين العامين 1504 و 1510 انقاذ الألاف من مسلمي الأندلس (Mudejar) ونقلهم إلى شمال أفريقيا. في عام 1516 استطاع تحرير الجزائر ثم تلمسان مما دفع أبو حمو موسى الثالث إلى الفرار. تآمر أبو زيان ضده فقتله وأعلن نفسه حاكما على الجزائر. استشهد عروج (وعمره 55 عاما) في معركة ضد الأسبان الذين كانوا يحاولون اعادة احتلال تلمسان وخلفه أخوه الأصغر خير الدين (خضر).
استطاع خير الدين صد الجيش الأسباني الذي حاول احتلال الجزائر في 1529. في عام 1531 استولى على تونس مجبرا الملك الحسن بن محمد الحفصي على الفرار.


باش قبودان الأسطول العثماني

في عام 1533 عين السلطان العثماني خير الدين قائدا عاما (باش قبودان) للأسطول العثماني.
في عام 1535 طلب الحسن الحفصي مساعدة الأسبان فأرسل شارل الخامس حملة استطاعت الإستيلاء على تونس في نفس العام.
في عام 1538 سحق خير الدين أسطول شارل الخامس في معركة بريفيزا (بريفيزا) التي أمنت سيطرة العثمانيين على شرق المتوسط لمدة ال 33 عاما المقبلين.
في عام 1541 أقصى أحمد بن الحسن الحفصي أباه عن حكم تونس لتبعيته للأسبان.
في عام 1544 عندما أعلنت أسبانيا الحرب على فرنسا طلب فرانسوا الأول ملك فرنسا المساعدة من السلطان سليمان العثماني. أرسل السلطان سليمان خير الدين على رأس أسطول كبير و تمركز في مارسيليا التي تنازل عنها الفرنسيين للعثمانيين لمدة 5 أعوام. نجح خير الدين في دحر الأسبان من نابولي والساحل الفرنسي.
على منوال أخيه عروج قام خير الدين بإنقاذ 70.000 مسلم أندلسي (Mudejar) مستخدما أسطول من 36 سفينة في 7 رحلات ووطنهم في مدينة الجزائر مما حصنها ضد الهجمات الأسبانية.
توفي خير الدين عن عمر 65 عاما في قصره المطل على مضيق البوسفور بالآستانة وخلفه ابنه حسن باشا في حكم الجزائر.
مازال قبره ماثلا للعيان في اسطنبول.
الرجوع الى أعلى الصفحة اذهب الى الأسفل
bassam65
عضو ماسي
bassam65


عدد المساهمات : 3455
نقاط : 20257
تاريخ التسجيل : 11/11/2009
العمر : 59
الموقع : سوريا

متى يعود زمن الكبار Empty
مُساهمةموضوع: رد: متى يعود زمن الكبار   متى يعود زمن الكبار I_icon_minitimeالإثنين يناير 11, 2010 1:56 pm


محمد حسن الزيات (1915 ـ 1993م)

سياسي ورجل دولة مصري. ولد في دمياط في 14 فبراير عام 1915م.
حصل على ليسانس الآداب من جامعة القاهرة عام 1939م، والماجستير عام 1942م، ودبلوم معهد الدراسات الشرقية عام 1942م، والدكتوراه. من جامعة أكسفورد عن موضوع "تأثير السياسة الإيرانية في الأدب السياسي" عام 1947م. عمل معيداً ومدرساً وأستاذاً مساعداً (1942 ـ 1950م)، وعين بعد ذلك ملحقاً ثقافياً، وسكرتيرً أول ومستشاراً بسفارة مصر في واشنطن (1950 ـ 1955م)، ثم قائماً بالأعمال بسفارة مصر في طهران (1955 ـ 1957م)، مثل مصر في المجلس الاستشاري للصومال تحت الوصاية الإيطالية (1957 ـ 1960م)، وعمل مديراً للإدارة العمومية في وزارة الخارجية بالقاهرة، ومندوب مصر الدائم لدى جامعة الدول العربية (1960 ـ 1962م)، شغل منصب مندوب مصر الدائم لدى الأمم المتحدة (1962 ـ 1964م)، عمل سفيراً لمصر في الهند ونيبال (1964 ـ 1965م)، ووكيلاً لوزارة الخارجية المصرية للشؤون العربية والإفريقية وشؤون فلسطين (1965ـ 1967م)، وشغل منصب رئيس الهيئة العامة للاستعلامات والمتحدث الرسمي باسم الدولة (1967 ـ 1969م)، ورئيس اللجنة الدائمة للإعلام بجامعة الدول العربية (1967 ـ 1969م)، ثم شغل منصب مصر الدائم لدى الأمم المتحدة للمرة الثانية (1969 ـ 1972م). وفي عام 1972م عمل وزيراً للإعلام، ثم وزيراً للخارجية من سبتمبر 1972م إلى أكتوبر 1973م، وعمل بعد ذلك مستشاراً للرئيس محمد أنور السادات (1973 ـ 1975م). انتخب عضواً في مجلس الشعب عن دمياط في دورات من عام 1984م إلى عام 1987م، وأمين عام الحزب الوطني بمحافظة دمياط، واختير خلال فترة عضوية بمجلس الشعب، رئيساً للجنة الثقافة والإعلام والسياحة بالمجلس، ثم رئيساً للجنة الشؤون العربية بالمجلس (1987م)، كما اختير عضواً ببرلمان وادي النيل عام (1984م).
بجانب المناصب التي تقلدها كان عضو المجمع العلمي المصري، عضو مجلس الوصاية الدولي بنيويورك، عضو لجنة الثمانية عشر لنزع السلاح في جنيف، عضو لجنة التحكيم في منح جوائز أنديرا غاندي.
والدكتور محمد حسن الزيات متزوج من أبنه الدكتور طه حسين، عميد الأدب العربي.
حصل على وسام الاستحقاق من جمهورية مصر العربية من الطبقة الثانية، ووسام الجمهورية من الطبقة الأولى، ووشاح النيل عام (1973م) ، ونجمة الصومال عام 1967، كما حصل على العديد من الأوسمة من موريتانيا، تونس، إيران، لبنان، تشاد، تايلاند، بولندا، إيطاليا، البرازيل، النمسا.
للدكتور محمد حسن الزيات عدة مؤلفات ومقالات بالإنجليزية، والعربية في موضوعات سياسية مختلفة. توفي عام 1993.
الرجوع الى أعلى الصفحة اذهب الى الأسفل
 
متى يعود زمن الكبار
الرجوع الى أعلى الصفحة 
صفحة 1 من اصل 1
 مواضيع مماثلة
-
» لن يعود الاستقرار للبلاد الا برحيل الحكومة و رئيسها
» الزين يعود لجبنيانة
» السفير المصري في الجزائر يعود إلى منصبه
» قرعة المونديال تجنّب المنتخب الجزائري مواجهة الكبار
» البشير يعود إلى السودان بعد أن تحدى المحكمة الدولية

صلاحيات هذا المنتدى:لاتستطيع الرد على المواضيع في هذا المنتدى
الكلمـــــة الحـــــرّة :: المنتدى السياسي-
انتقل الى: