الكلمـــــة الحـــــرّة منتدى ثقافي عام |
|
| ساعات مصيرية في تاريخ الاقصى | |
| | كاتب الموضوع | رسالة |
---|
bassam65 عضو ماسي
عدد المساهمات : 3455 نقاط : 20893 تاريخ التسجيل : 11/11/2009 العمر : 59 الموقع : سوريا
| موضوع: ساعات مصيرية في تاريخ الاقصى الأحد ديسمبر 20, 2009 3:38 am | |
| [size=24] ساعات مصيرية في تاريخ المسجد الأقصى (1)
بقلم: الشيخ رائد صلاح - رئيس الحركة الاسلامية بالداخل الفلسطيني
1- يطيب للاحتلال الإسرائيلي اليوم أن يتعامل مع أهل الأرض عامة ومع أمتنا الإسلامية وعالمنا العربي وشعبنا الفلسطيني خاصة كما تتعامل معلمة مع أطفال روضة, وكأن هذا الاحتلال المشؤوم بات يظن أن كل أهل الأرض يتوقف نموهم عند حد السنوات الخمس فقط ثم لا يكبرون, وبذلك يعيشون ويموتون وهم في مرحلة الطفولة دون قدرة منهم على الوصول إلى جيل الرشد وسن البلوغ!! وفي المقابل وكأن هذا الاحتلال المشؤوم بات يظن أنه لا يمكن لواحد من البشر أن يصل الى جيل الرشد وسن البلوغ إلا إذا كان يسري فيه دم شعب الله المختار!! ولذلك ها هو هذا الاحتلال المشؤوم يواصل اليوم استغفال الناس واستهبالهم واستحمارهم, وها هو يسمح لنفسه مطمئنا لا أن يكذب فقط بل أن يتمادى بالكذب, ولا أن يضلل الآخرين فقط, بل أن يبالغ بالتضليل, ولا أن يخدع الآخرين فقط بل أن يمعن بالخداع, ولقد وصل الأمر بأحد زبانيته ويدعى "فرانكو" أن يدعي انه لا يزال يتصدق على المسلمين يوم أن يسكت عن دخولهم الى المسجد الأقصى وأداء الصلاة فيه!! ولقد وصل الأمر بأحد أبواقه الإعلامية وتدعى صحيفة "يديعوت" أن تدعي أن الشيخ رائد صلاح لأنه يدعو للدفاع عن المسجد الأقصى من تغول هذا الاحتلال المشؤوم فإن الشيخ رائد صلاح يحاول بذلك إحراق القدس المحتلة!!
ولقد وصل الأمر بأحد أذرعه العسكرية وتدعى الشرطة الإسرائيلية أن تدعي أنها تقوم بمهمة الحفاظ على الاستقرار في القدس عامة وفي المسجد الأقصى خاصة!! ونسيت أو تناست أنها هي الذراع التنفيذية العسكرية لهذا الاحتلال المشؤوم في القدس المحتلة وفي المسجد الأقصى المحتل, وأنها هي التي تقوم بوزر فرض وجود باطل وفرض سيادة باطلة وفرض ممارسات باطلة لهذا الاحتلال المشؤوم في القدس المحتلة وفي المسجد الأقصى المحتل, وأنها هي التي تفرض الهيمنة الباطلة بقوة السلاح على كل أبواب المسجد الأقصى, وهي التي كانت ولا تزال منذ أربعين عاما توفر الحماية الباطلة لحفر شبكة أنفاق تحت المسجد الأقصى وتحت القدس القديمة وتحت حي سلوان, وتوفر الحماية لسوائب المستوطنين كي يقتحموا المسجد الأقصى ويؤدوا طقوسهم التلمودية فيه, كما وأنها هي التي توفر الحماية للسائحين والسائحات الأعاجم شبه العراة كي يقتحموا المسجد الأقصى ويدنسوه تحت غطاء السياحة!! وهي التي كانت ولا تزال تحاصر المسجد الأقصى بمئات الحواجز العسكرية كلما سولت لها نفسها, ولا تتردد أن تمنع المسلمين دخول المسجد الأقصى إلا من هو فوق الخمسين عاما كلما سولت لها نفسها!!! وهي التي لا تزال يدفعها غيها أن تمنع إدخال أية مواد إعمار الى المسجد الأقصى وأن تمنع إدخال الطعام والشراب الى الصائمين والمعتكفين في المسجد الأقصى إلا في شهر رمضان الكريم فقط!!
2- وسيرا مع جرأة الاحتلال الإسرائيلي هذه على الكذب والخداع والتضليل فقد حاول هذا الاحتلال المشؤوم أن يدعي أن أهلنا المرابطين الذين دافعوا عن المسجد الأقصى يوم الأحد الماضي الموافق 26-9-2009, قد اعتدوا على مجرد سائحين وسائحات أعاجم من غير اليهود, وهذا كذب بواح مفضوح, حيث أن الذين حاولوا اقتحام المسجد الأقصى صبيحة ذاك اليوم كانوا من سوائب المستوطنين, وكانوا يخططون لإدخال الآلاف من اليهود خلفهم هادفين الى إقامة طقوس تلمودية في المسجد الأقصى ترسيخا لادعاءاتهم الكذابة أن لهم حقا في المسجد الأقصى, وتمهيدا لئيما لفرض تقسيم المسجد الأقصى تقسيما باطلا بين المسلمين واليهود كما فرضوا التقسيم الباطل على المسجد الإبراهيمي في مدينة الخليل المحتلة, وذلك كخطوة مرحلية مؤقتة يطمعون بعدها في مواصلة سعيهم المحموم لبناء هيكل أسطوري مزعوم كذاب على حساب المسجد الأقصى المحتل, ومع أن هذه هي حقيقة ما كان سيقع يوم الأحد الموافق 26-9-2009 إلا أن الاحتلال الإسرائيلي وجد الجرأة أن يكذب وأن يضلل وأن يخدع وأن يدعي ما ذكرناه من زور وبهتان, ولذلك فإن المرابطين من أهلنا الذين قاموا بالدفاع عن المسجد الأقصى في ذاك اليوم فجرح منهم من جرح, واعتقل منهم من اعتقل.. لقد قاموا بهذه المهمة الكبرى نيابة عن مليار ونصف مليار مسلم وعربي وفلسطيني فألف تحية لهم وألف تقدير وألف احترام.
3- ثم سيرا مع هذه الجرأة على الكذب والخداع والتضليل ورغم أن الجماعات اليهودية قد أصدرت بيانا باللغة العبرية أكدت فيه أنها ستواصل اقتحام المسجد الأقصى على مدار أسبوع كامل بداية من يوم الأحد الموافق 4-10-2009 وأنها تدعو المجتمع اليهودي أن ينضم إليها رغم هذا البيان البواح فإن الاحتلال الإسرائيلي لم يجد حرجا أن يكذب وأن يدعي أن الأجواء التي أحاطت بالقدس والمسجد الأقصى وما شهدت من توتر تقف من ورائها الحركة الإسلامية ويقف من ورائها مهرجان "الأقصى في خطر الرابع عشر" الذي أقيم في مدينة ام الفحم يوم الجمعة الماضي الموافق 2-10-2009 , وكما هو متوقع فقد قامت جوقة من الرداحين والرداحات تلوك تارة وتجتر تارة أخرى وتردد تارة ثالثة كل رواية كاذبة وكل تحليل رخيص يدعم هرطقات الاحتلال الإسرائيلي, فهذا فرانكو أحد قبضايات الاحتلال الإسرائيلي صاح يردد جاهدا أن يخدع الجميع مدعيا أن الشيخ رائد صلاح يجب أن يعاقب لأنه الذي تسبب بالأجواء المتوترة التي تعيشها القدس والتي تخيم على المسجد الأقصى في هذه الأيام, وهذا مفتش الشرطة العام المدعو "دودي كوهين" راح يبشر مؤكدا أنه عما قريب ستتخذ إجراءات مشددة ضد الشيخ رائد صلاح!!
وهذا نائب نتنياهو المدعو سلفان شالوم راح يزبد ويرعد ويتهدد ويطالب بإخراج الحركة الإسلامية عن القانون!! وهذا لنداو وما أدراك ما لنداو يتطوع كي يكون لاعب تعزيز لترويج هذه الأساطير المفبركة التي قامت على تصنيعها وتعليبها آلة الاحتلال الإسرائيلي!! وهناك أسماء كثيرة أخرى ما بين وزير وخفير ورجل إعلام وقبضاي مخابرات هبت تصفق وتصفر وتساهم في إشاعة هذه الأساطير المفبركة وتدعو مهددة كذلك لإخراج الحركة الإسلامية عن القانون!! ومن "أطل وسبق الكل" كما يقال هو المدعو "موطي قيدار" هذا الباحث (الخـَرِّيط!) الذي قام يدعي أن المسجد الأقصى ما كان في يوم من الأيام في القدس المحتلة كما هو عليه الآن بل كان في تخوم صحراء الجزيرة العربية, وصدق من قال" الجنون فنون"!! ويبدو أن هذه الأبواق الفردية والجماعية والسياسية والأمنية والإعلامية وجدت أن خير رأس مال لها لإظهار الاحتلال الإسرائيلي كالحمل الوديع هو قول القائل "اكذب ثم اكذب ثم اكذب حتى يصدقك الناس" وكأن هذا الاحتلال ليس احتلالا!! وكأنه ليس هو الذي يفرض سيطرته الباطلة على القدس والمسجد الأقصى المحتلين منذ اثنين وأربعين عاما, وكأنه ليس هو الذي يحاصر المسجد الأقصى بالحواجز العسكرية وينشر قواته المدججة بالسلاح على كل أبوابه منذ عشرات السنوات, وكأنه ليس هو الذي أوقع أكثر من مجزرة دموية في المسجد الأقصى راح ضحيتها عشرات الشهداء ومئات الجرحى والمعتقلين, وكأنه ليس هو الذي كان ولا يزال يوفر الحماية العسكرية لمواصلة سيل اعتداءاته التصعيدية على المسجد الأقصى, والتي باتت تشكل قائمة سوداء في جبين الاحتلال الإسرائيلي, هذا إذا ظل له جبين بعد هذه السنوات الطويلة من كيده ومكره وقهره وظلمه وعدوانيته المتواصلة والمتصاعدة بلا توقف حتى هذه اللحظات ضد القدس المحتلة وضد المسجد الأقصى المحتل.
ولذلك فيوم أن دعونا أهلنا للتواصل وشد الرحال إلى المسجد الأقصى بداية من يوم الأحد الماضي الموافق 4-10-2009 م فإنما دعوناهم إلى هذا التواصل ليلا ونهارا في المسجد الأقصى بهدف أن يشكل هذا التواصل حماية بشرية تدافع عن المسجد الأقصى وتقف في وجه اعتداءات الاحتلال الإسرائيلي الذي يوفر الحماية العسكرية لمحاولات الجماعات اليهودية المتطرفة اقتحام المسجد الأقصى, ولأننا ندرك بناء على القرائن الكثيرة أن هذه الجماعات اليهودية المتطرفة لن تقف عند حد الاقتحام المرفوض أصلا للمسجد الأقصى, بل ستحاول فرض إقامة طقوس تلمودية في المسجد الأقصى, وستحاول فرض تقسيم المسجد الأقصى تقسيما باطلا بين المسلمين واليهود, كما فرض هذا التقسيم الباطل على المسجد الإبراهيمي في مدينة الخليل المحتلة, وستحاول صناعة الأجواء المناسبة في حساباتها التي ستمكنها من بناء هيكل أسطوري مزعوم كذاب على حساب المسجد الأقصى, ولذلك فقد كنا مطالبين بدعوة أهلنا إلى هذا الاعتكاف في المسجد الأقصى منذ مطلع هذا الأسبوع, لأن هذه الأيام باتت أياما مصيرية في تاريخ المسجد الأقصى بسبب ما تحمل من هذه المخاطر المصيرية التي تتهدده بالتقسيم أو الهدم أو ما يدور في فلكهما من مخاطر. ولذلك سنبقى نتقدم بأغلى التحيات إلى كل من أدرك أبعاد موقفنا فلبى دعوتنا واعتكف في المسجد الأقصى أو رابط على أبوابه وصلى على أعتابه وهم عشرات الآلاف من أهلنا بفضل الله تعالى, غير مكترثين بحواجز الاحتلال العسكرية التي نصبها حول المسجد الأقصى - وبالمناسبة فإننا نحيي كل وسيلة إعلام وكل قيادة سياسية محلية وعالمية وعربية أو أجنبية أدركت حقيقة ما أدركناه وأبعاد ما أدركناه فناصرت حال المسجد الأقصى المحاصر ونأسف من جهة أخرى على كل من لم يدرك حقيقة هذا الحال وأبعاده فراح من حيث يقصد أو لا يقصد يخذل المسجد الأقصى بدل أن يخذل عنه وانبرى يخذل علينا بدل أن يخذل عنا ولا ندري لماذا؟!
وأنا على قناعة أن الاحتلال الإسرائيلي بكل أذرعه أدرك حقيقة وأبعاد ما أدركناه, كيف لا وهو الذي يقف من وراء خطورة هذا المخطط الذي أدركنا حقيقته وأبعاده, بل وهو الذي يوفر كل الحماية العسكرية لهذا المخطط, وفي نفس الوقت, أدرك هذا الاحتلال المشؤوم أن استمرار المعتكفين اعتكافهم في المسجد الأقصى سيفسد عليه كل مخططه, لذلك راح ينفس بكل أسلوب خداع من سخونة الأجواء التي صنعها بيديه, وراح عبثا يحاول التقليل من أهمية اثر المعتكفين على المستوى المحلي والعالمي, فأوعز هذا الاحتلال المشؤوم إلى من أطلق عليه (حاخام حائط المبكى), وهو الاسم الكذاب الذي يحاول فرضه بدلا من اسم (حائط البراق), أوعز إلى هذا الحاخام, الذي هو حاخام تحت الطلب أن يصدر فتوى يهودية تدعي أنه يحرم على اليهود الدخول إلى المسجد الأقصى, وهذا ما كان من هذا الحاخام المستأجر ففجأة اكتشف هذه الفتوى اليهودية قبل أيام, وفجأة ملك الجرأة أن يصدر هذه الفتوى اليهودية. ولكن هيهات هيهات أن يخدعنا هذا الحاخام أو أن يخدعنا الاحتلال الإسرائيلي الذي يقف وراء هذا الحاخام الغافل أو المستغفل وأقول له: إذا كانت الفتوى اليهودية تحرم على اليهود دخول المسجد الأقصى فلماذا تجيز هذه الفتوى اليهودية للاحتلال الإسرائيلي أن يحتل المسجد الأقصى؟! ولماذا تجيز لهذا الاحتلال أن يفرض سيطرته بقوة السلاح على المسجد الأقصى, وأن يقتحم المسجد الأقصى يوميا, وأن تقتحم قوات مخابراته وقواته الخاصة وشرطته الاحتلالية وقواته التي تدعى حرس الحدود المسجد الأقصى يوميا؟! ولماذا تجيز له مواصلة اعتداءاته المتواصلة على المسجد الأقصى منذ اثنين وأربعين عاما, والتي باتت تشكل وصمة عار لا تمحى في جبين هذا الاحتلال المشؤوم؟َ! ولذلك فإن هذه الفتوى فتوى سياسية صهيونية احتلالية حاولت أن تلبس مسوح الدين, والدين الحق منها براء والدين الحق ممن يقف من ورائها براء كائنا من كان.
وإمعانا من الاحتلال الإسرائيلي بمحاولة تشويه صفاء مشهد المعتكفين في المسجد الأقصى, فقد راحت أبواق هذا الاحتلال تدعي أن قوات الاحتلال ضبطت مجموعة عربات تعج بالحجارة في المسجد الأقصى, ثم راحت هذه الأبواق تدعي أن هذه الحجارة قد أدخلت إلى المسجد للقيام بالشغب وتوتير الأجواء في محيط المسجد الأقصى, وكي يضفي الاحتلال الإسرائيلي على هذه الرواية المصطنعة هالة من الأهمية و"الاكشن كما يقال" , فقد كشف عنها كخبر عاجل عبر أبواقه الإعلامية المختلفة, ولكن أحدا لم يصغ إلى هذه الرواية المصطنعة, بفضل الله تعالى, على صعيد وسائل الإعلام العاقلة, وعلى صعيد كل إنسان عاقل, فلم تنطل على أحد, ولم يصدقها أحد, ولم ترددها وسائل الإعلام العاقلة إطلاقا, وهكذا ذهبت هذه الرواية المصطنعة أدراج الرياح, وخابت وخاب من اختلقها. بل, وأبعد من ذلك, فأنا شخصيا عندما سئلت عن هذه الرواية المصطنعة قلت: إذا صحت الرواية فإن الذي أدخل هذه العربات المملوءة بالحجارة إلى المسجد الأقصى إحدى جهتين إما عفريت من الجن, وإما الاحتلال الإسرائيلي, لأن الاحتلال الإسرائيلي هو الذي لا يزال يواصل حصار المسجد الأقصى وإغلاق أبوابه ومنع المسلمين من الدخول إليه إلا من زاد عمره على خمسين, وهو الاحتلال المشؤوم الذي يفتش تفتيشا مؤذيا كل من يدخل إلى المسجد الأقصى ممن زاد عمره على خمسين عاما, فكيف لأحدنا أن ينجح بإدخال هذه العربات في أجواء هذا الحصار الإسرائيلي الخانق المفروض على المسجد الأقصى منذ ما يزيد على أسبوع؟! ولذلك لن أقول لك: قليلا من الخجل أيها الاحتلال الإسرائيلي, فإنه ما كان فيك ذرة من الخجل أصلا ولكن أقول لك: لا تفرح لتصعيد عدوانيتك على المسجد الأقصى فإن أمرك مفضوح وأمر أزلامك على شاكلة ديختر وشختر وزنجو ورنجو مفضوح. واعلم أنك ولدت باطلا وعشت باطلا وستموت باطلا, ولأنك باطل فأنت لزوال قريب غير مأسوف عليك, فلا تفرح إن الله لا يحب الفرحين المحتلين.
-يتبع-] ]
عدل سابقا من قبل bassam65 في الأحد ديسمبر 20, 2009 3:41 am عدل 1 مرات | |
| | | bassam65 عضو ماسي
عدد المساهمات : 3455 نقاط : 20893 تاريخ التسجيل : 11/11/2009 العمر : 59 الموقع : سوريا
| موضوع: رد: ساعات مصيرية في تاريخ الاقصى الأحد ديسمبر 20, 2009 3:39 am | |
| ساعات مصيرية في تاريخ المسجد الأقصى (2)
بقلم: الشيخ رائد صلاح - رئيس الحركة الاسلامية بالداخل الفلسطيني
يبدو أن الاحتلال الإسرائيلي نسي أو تناسى أننا في عام 2009م وأننا على أبواب عام 2010 م ولسنا في عام 1948, وأن ما كان ينجح به في عام 1948م لن ينجح به اليوم ولا غدا ولا بعد غد, نعم يبدو أنه نسي أو تناسى ذلك وظن أنه عبر سلسلة حركات بهلوانية سيخيف أهلنا وسيمزق جمعهم شر ممزق وسيشردهم أشتاتا بعيدا عن القدس المحتلة وبعيدا عن المسجد الأقصى المحتل وبعيدا عن المعتكفين فيه!! وظن فاشلا وخائبا أن خير وسيلة لذلك هي حصار مسيرة البيارق خلال أيام الأسبوع الممتد من يوم الأحد الموافق 4-10-2009 حتى يوم السبت الموافق 10-10-2009 وبذلك سيمنع تواصل عشرات الآلاف من أهلنا في الداخل الفلسطيني (النقب والمثلث والجليل والمدن الساحلية - عكا وحيفا ويافا واللد والرملة) مع القدس والمسجد الأقصى المحتلين, في هذا الأسبوع تحديدا, وبذلك سيفرض عزله بقوة السلاح على المعتكفين في المسجد الأقصى المحاصر, وسعيا منه لتحقيق هاجس هذا الظن السفيه فقد نصب الحواجز العسكرية على بعد 200 كم منذ ليلة الأحد الموافق 4-10-2009 وراح يفرض على حافلات البيارق المتجهة الى القدس والمسجد الأقصى المحتلين أن تعود الى المدن والقرى التي انطلقت منها وإلا فإنه سيصادر رخصة السياقة من سائق كل حافلة وسيقدمه الى المحاكمة!! ولقد وصل الأمر ببعض أذرع هذا الاحتلال المشؤوم أن يجبروا بعض حافلات البيارق أن تعود من حيث خرجت وهي في بداية انطلاقها الى القدس والمسجد الأقصى المحتلين, حيث أجبروا بعضها على العودة وهي على بعد كيلومترات من مدينة الناصرة وأم الفحم!!
ولقد وصل الأمر ببعض أذرع أخرى لهذا الاحتلال المشؤوم أن تنصب حواجز عسكرية في الشارع المجاور لمدينة أريحا, وبعد نهاية النفق الواقع على حدود مدينة الناصرة, وبعد مدخل قرية كفر قرع الواقع في شارع وادي عاره, وفي منتصف الشارع السريع المعروف باسم شارع رقم 6, ثم ألزموا مئات حافلات البيارق المتجهة الى القدس والمسجد الأقصى المحتلين ألا تتجاوز هذه الحواجز وأن تعود من حيث انطلقت!! ولقد وصل الأمر ببعض أذرع أخرى لهذا الاحتلال المشؤوم أن سلطت سيارات عسكرية على مئات حافلات البيارق التي كانت متجهة الى القدس والمسجد الأقصى المحتلين وظلت هذه السيارات العسكرية تحاصر تلك الحافلات حتى أجبرتها أن تعود من حيث انطلقت!! ولقد وصل الأمر ببعض أذرع أخرى لهذا الاحتلال المشؤوم أن تقتحم بعض مدننا وقرانا وأن تمنع انطلاق حافلات البيارق, المتجهة الى القدس والمسجد الأقصى المحتلين بداية من تلك المدن والقرى!! وعلى سبيل المثال منعت تلك الأذرع الاحتلالية انطلاق حافلة بداية من مدينة يافا وأخرى بداية من قرية قلنسوة!!
ولكن رغم كل هذه السلوكيات الهوجاء من هذه الأذرع الاحتلالية فقد نجحت مئات حافلات البيارق أن تتخطى كل هذه الحواجز ثم نجحت أن تدخل الى مدينة القدس المحتلة ثم نجح من كان فيها من أهلنا من رجال ونساء أن يدخلوا المسجد الأقصى وأن يُصلّوا فيه ويرابطوا فيه ويعتكفوا فيه, وبذلك تبخرت ظنون هذه الأذرع الاحتلالية الإسرائيلية, وخابت في كل هذه الخطوات الخرقاء, وظل أهلنا على تواصل قوي على مدار ذلك الأسبوع ليلا ونهارا مع القدس المحتلة ومع المسجد الأقصى المحتل ومع المعتكفين فيه بأعلى همة وأقوى عزيمة وأشجع موقف مؤكدين صدق مقولتهم الخالدة: "بالروح بالدم نفديك يا أقصى" إلا أن من المهم أن نعرف أن كل هذه السلوكيات الهوجاء التي قامت بها تلك الأذرع الاحتلالية الإسرائيلية تعني أن الاحتلال الإسرائيلي قام بخطوة هوجاء غير مسبوقة حيث حاول ولأول مرة منذ عام 1967 لا أن يمنعنا من دخول المسجد الأقصى فقط بل أن يمنعنا من دخول القدس برمتها, وهذا شاهد مؤلم يظهر لكل عاقل إلى أي مستوى من الخطر الشديد بدأت تتدهور إليه حال القدس والمسجد الأقصى المحتلين.
ولأن الحماقة أعيت من يداويها فإن الاحتلال الإسرائيلي لم يكتف بسد الطريق أمام حافلات البيارق المتجهة إلى القدس والمسجد الأقصى المحتلين بواسطة الحواجز العسكرية الحمقاء بل قام بما هو أشد حماقة منه حيث حرص هذا الاحتلال المشؤوم منذ ليلة الأحد حتى يوم السبت على نصب مئات الحواجز العسكرية حول المسجد الأقصى المحتل طامعا أن يحاصر وأن يخنق أنفاسه وأن يتركه وحيدا وأن يفرض عليه قطيعة تفصله عن أهلنا في القدس المحتلة وعن أهلنا في الداخل الفلسطيني (الجليل والمثلث والنقب والمدن الساحلية عكا وحيفا ويافا واللد والرملة). ولأن الغاية تبرر الوسيلة في ميزان هذا الاحتلال المشؤوم فقد أبدع من الوسائل القمعية في هذه الفترة الزمنية ما لا عين رأت ولا أذن سمعت ولا خطر على قلب بشر. ففي هذه الفترة الزمنية منع هذا الاحتلال المشؤوم كل من هو دون الخمسين عاما من أهلنا دخول المسجد الأقصى, وفي هذه الفترة الزمنية منع هذا الاحتلال المشؤوم كل من هو دون الخمسين عاما من أهلنا أن يقف عند أبواب المسجد الأقصى وأن يصلي قربها, وكل من سوّلت له نفسه أن يتمرد على أوامر هذا الاحتلال العمياء سواء كان فردا أو جماعة كان هذا الاحتلال يطلق عليه القنابل الغازية الحارقة والرصاص المطاطي ويطارده في شوارع القدس القديمة وما حولها بواسطة وحدات الخيالة الاحتلالية ووحدات الكلاب الضارية!!
ولذلك فقد جرح الكثير من أهلنا في هذه الفترة الزمنية واعتقل الكثير وسجل الكثير على قائمة المطاردين والمطلوبين!! ووسط كل هذه الأجواء المتوترة والصدامية تم إبعاد الشيخ كمال خطيب عن كل القدس لمدة أسبوعين ثم تم إبعادي عن كل القدس لمدة شهر!! ووسط هذه الأجواء العاصفة تم استدعاء الكثير من أهلنا الى مكاتب التحقيق في مبنى معتقل المسكوبية وخاصة بما يعرف باسم "قسم أربعة" وحدث من المهازل خلال التحقيق معي ومع غيري ما لا يعد ولا يحصى, ورغم كل هذه الجدر من الحصار التي شكلت حصارا وراء حصار فقد نجح الكثير من أهلنا أن يتخطاها كلها وأن يدخل الى المسجد الأقصى وأن يصلي فيه وأن يعتكف فيه إلى ما شاء الله!! رغم أن الاحتلال الإسرائيلي كان قد نشر أكثر من أربعة آلاف جندي محتل حول المسجد الأقصى لإحكام الحصار حوله وتضييق الخناق عليه في هذه الفترة الزمنية, ومع كل ذلك فقد انتصرت إرادة أحباب المسجد الأقصى على مخططات الاحتلال الإسرائيلي.
ووسط هذه العواصف الشريرة التي ثارت في هذه الفترة الزمنية راح الاحتلال الإسرائيلي يهدد ويتوعد ويلوح على لسان أكثر من واحد من أدواته بأنه على وشك أن يوقع العقوبات الشديدة على الحركة الإسلامية في الداخل الفلسطيني وعلى وشك أن يخرجها عن القانون وعلى وشك أن يوقع العقوبات المشددة على الشيخ رائد صلاح, ولقد قامت جوقة من الناعقين هكذا فجأة بلا مقدمات من أدوات هذا الاحتلال لإعلان كل هذه التهديدات وتكرارها أكثر من مرة كل يوم منذ يوم الأحد حتى هذه اللحظات, وقد وقف في مقدمة هذه الجوقة "سلفان شالوم" نائب رئيس الحكومة "بيبي نتنياهو", والمدعو دودي كوهن مفتش الشرطة العام والمدعو ديختر الذي شغل منصب رئيس جهاز الشاباك سابقا, وزمرة (لنداو واليك رون وفرانكو وكاتس وبورغ وميخائيل بن آري) وما أدراك ما هذه الزمرة؟!
هذا المدعو سلفان شالوم قفز يصيح: "الصراع اليوم هو على السيادة بشكل عام وعلى جبل الهيكل بشكل خاص" وجبل الهيكل هو الاسم المزيف الذي يحاول الاحتلال الإسرائيلي فرضه بديلا عن اسم المسجد الأقصى. ثم يقول هذا المدعو "سلفان شالوم": "الصراع هو مقابل السلطة الفلسطينية التي تحاول السيطرة على شرقي القدس, ومقابل الحركة الإسلامية!! ثم يقول: "يجب وضع رائد صلاح وكمال خطيب خلف القضبان, علما أن جبل الهيكل هو رمز وجودنا "!!! هكذا إذن بكل هذه الصراحة الهوجاء يدعو "شالوم" للسيطرة الباطلة على المسجد الأقصى وفرض السيادة الباطلة عليه وشطب اسم المسجد الأقصى واستبداله باسم جبل الهيكل لأنه رمز وجودهم كما يدعي!! وهذا عضو الكنيست "ميخائيل بن آري" الطالب النجيب المتفوق في مدرسة "كاخ" التي وضع حجر أساسها "مئير كاهانا" هذا المدعو "بن آري" راح يعلن أنه سيقدم مشروع قانون لإعادة تعريف الحركات الإرهابية يضم كل من يعبر عن تأييده للكفاح المسلح وكل من يعترض على السيادة الإسرائيلية في المسجد الأقصى!! وعلى خلفية هذه الألمعيات "البن آريّة" فقد قال هذا المدعو "بن اري" :إن مشروع هذا القانون سيتيح الإعلان عن الحركة الإسلامية وحزب التجمع في الداخل الفلسطيني كحركتين إرهابيتين!!
وبذلك يكون بوسع جهاز القضاء الإسرائيلي فرض أحكام بالسجن لمدة عشرين عاما على قادة تلك الحركات, وخمس سنوات على ناشطين مركزيين فيها, هكذا إذن يسعى المدعو "بن آري" الى اعتبار كل من يتمسك بالحق الإسلامي العربي الفلسطيني الأبدي في المسجد الأقصى أنه إرهابي!! وإلى اعتبار كل من يرفض الاحتلال الإسرائيلي ووجوده الباطل وسيادته الباطلة في المسجد الأقصى أنه إرهابي!! وأنه يستحق السجن لعشرين سنة او لخمس سنوات على الأقل!! لكل هذه الهرطقات الاحتلالية الإسرائيلية الجديدة – القديمة التي جعجعت منذ تاريخ 4-10-2009 حتى الآن وجدنا أنفسنا ملزمين أن نعلن للقاصي والداني والصديق والعدو مؤكدين أن الاحتلال الإسرائيلي إذا خيرنا بين أن نتنازل عن حقنا في القدس والمسجد الأقصى المحتلين أو أن نسجن فسنقول بلا تلعثم مرحبا بالسجون, ووجدنا أنفسنا في مشهد لا يجوز الصمت فيه, وكم كنا سنخسر لو صمتنا, وكم كانت القدس والمسجد الأقصى المحتلان سيخسران لو صمتنا, لذلك تحولنا (وكم كان) بالله تعالى وتوكلنا عليه ووقفنا نعلنها كلمات شامخة لا تردد فيها مؤكدين أنه لا يشرفنا أن ننال شهادة اعتراف بنا من أية شخصية في المؤسسة الإسرائيلية, ويكفينا فخرا أننا نؤمن بالله تعالى وفي ذلك أعظم اعتراف بنا, ويكفينا فخرا أننا نتمتع باعتراف بنا منزرع في ضمير شعبنا, ولذلك فلن ننكسر لأية لغة تهديد, ولن نرفع الراية البيضاء مستسلمين, ولن نخون القدس والمسجد الأقصى المحتلين, ولقد أصبحت لغة التهديد من ورائنا عشرات السنوات, ونحن نعرف من نحن, ونعرف ما هو واجبنا وسنواصل أداء واجبنا قبل التهديد ومع هبوبه ومهما كان عاصفا وبعد سكونه الى ذهاب لا رجعة فيه بإذن الله تعالى.
ووسط همجية وحدات خيول وكلاب الاحتلال الإسرائيلي وطقطقتها قفز من مخبئه من يوجه أصابع اتهام صفيق من أدوات الاحتلال الإسرائيلي الى مؤسسة البيارق والقائمين عليها, ولقد وصل الأمر أن قاموا باستدعاء رئيس هذه المؤسسة الأخ عبد الناصر حمد الى معتقل المسكوبية يوم الخميس الماضي وهناك في معتقل المسكوبية أجروا معه تحقيقا تواصل أكثر من خمس ساعات, وفي ذاك التحقيق ادعوا حماقة وجاءوا بكل ما هو سفيه راجمين مؤسسة البيارق بأنها هي المتسبب بأجواء التوتر والصدامية التي شهدتها القدس في تلك الفترة الزمنية التي امتدت طوال أيام ذاك الأسبوع, ذلك لأن هذه المؤسسة الواعدة التي لا تزال تأخذ على عاتقها توفير عشرات الحافلات يوميا لنقل أهلنا مجانا من الجليل والمثلث والنقب والمدن الساحلية من مواقع رباطهم في أرضهم وبيوتهم ومقدساتهم الى القدس والمسجد الأقصى المحتلين, وهذا يعني أنها قد أصبحت في قائمة المطاردين في حسابات الاحتلال الإسرائيلي, وهذا يعني أن الاحتلال الإسرائيلي بات يخاطبها بلغة التهديد والوعيد, وبات يطمع بإلغاء دورها, وبات يطمع من وراء ذلك بشطب مشروع البيارق الذي تقوم عليه والذي لا يزال يوفر عشرات الحافلات يوميا منذ عام 2000م لنقل أهلنا مجانا من كل مواقع رباطنا في الداخل الفلسطيني الى القدس والمسجد الأقصى المحتلين, وكل ذلك يعني أن الاحتلال الإسرائيلي بات يحاول من وراء ذلك فرض قطيعة بين القدس والمسجد الأقصى المحتلين من جهة وأهلنا في الداخل الفلسطيني من جهة أخرى بعد أن فرض هذه القطيعة على الأهل في الضفة الغربية وقطاع غزة, طامعا أن تبقى القدس والمسجد الأقصى المحتلين وحيدين معزولين محاصرين, كيما يسهل عليه الاستفراد بهما ومواصلة سعيه المحموم لاستكمال تهويد القدس وبناء هيكل أسطوري مزعوم كذاب على حساب المسجد الأقصى.
-يتبع-
عدل سابقا من قبل bassam65 في الأحد ديسمبر 27, 2009 4:06 pm عدل 1 مرات | |
| | | bassam65 عضو ماسي
عدد المساهمات : 3455 نقاط : 20893 تاريخ التسجيل : 11/11/2009 العمر : 59 الموقع : سوريا
| موضوع: رد: ساعات مصيرية في تاريخ الاقصى الأحد ديسمبر 27, 2009 2:12 am | |
| ساعات مصيرية في تاريخ المسجد الأقصى (3)
بقلم: الشيخ رائد صلاح - رئيس الحركة الاسلامية بالداخل الفلسطيني
كنت ولا زلت على قناعة أن تلك الأجواء المشحونة والصدامية التي فرضها الاحتلال الإسرائيلي على القدس والمسجد الأقصى - المحتلـّيْن منذ عام 1967م حتى الآن - والتي رفع من وتيرتها في الفترة الزمنية الممتدة من يوم الأحد 4-10-2009م حتى يوم السبت 10-10-2009م ما زادت في هذا الاحتلال إلا حمى الهستيريا والسلوك المجنون الأرعن, مما أفقده الحد الأدنى من اتزان التفكير - المعدوم أصلا - في هذه الفترة الزمنية, لدرجة أنه لم يتردد أن ينشر إحدى قواته الاحتلالية المعروفة باسم (المستعربين) بلباس المسعفين, وذلك سلوك مشين بلا حدود, والمستعربون لمن لا يعلم هم وحدة من أذرع الاحتلال الإسرائيلي تتنكر وتتخفى وتندس بين كل تجمع من أهلنا كأنها منهم بهدف اعتقال أو تصفية من تشاء من أهلنا!! لا بل إن بعض أفراد هذه الوحدة الاحتلالية المعروفة بهذا الاسم اندسوا بين أهلنا على هيئة رجال إعلام ظانين أنهم بذلك سيبثون الرعب بين المصممين من أهلنا على التواصل مع القدس والمسجد الأقصى المحتلين وأنهم بذلك سيتعرفون على هذا القطاع من أهلنا وسيعتقلون منهم أكبر عدد كلما احتشدوا عند أبواب المسجد الأقصى وأدوا الصلاة على أعتابه كلما حاصرهم الاحتلال الإسرائيلي ومنعهم من الدخول إليه والصلاة فيه!! وهذا يعني أن صاحب الدور الصادق الذي سيقوم بمهمة الإسعاف سيصبح مطعونا فيه ومطعونا في دوره بسبب هذا السلوك الأهوج من هؤلاء المستعربين!! وهذا يعني أن الإعلامي الحر الذي سيضع روحه على راحته وسيضع دمه على كفه انتصارا للحقيقة سيصبح مشبوها مطعونا في مصداقيته, وقد يتعرض للأذى ممن خاض غمار المخاطر لنصرتهم وذلك بسبب هذا السلوك الأحمق من هؤلاء المستعربين, الذين بات يسري في دماء الواحد منهم الشعور الباطل بأنه إله يحيي ويميت, ونسوا قول الله تعالى: (أفي الله شك فاطر السماوات والأرض), ونسوا قول الله تعالى: (أإله مع الله).
ولا أدري هل سترفع هيئات المسعفين الدوليين صوتها على هذا الازدراء بها؟ وهل سترفع هيئات الإعلاميين الدوليين صوتها على هذا الطعن في رسالتها؟ أم سيبقى الصمت سيد الموقف لدى كل هذه الهيئات التي تحاول وحدات المستعربين إسقاط هيبتها تحت أقدام هؤلاء المستعربين!! فهل هناك سلوك أهوج من هذا السلوك الذي بات السمت المشين لهذا الاحتلال؟! وكيف له أن يخفي هذا الحمق, وهذه شهادات حية من مجموعة محامين تؤكد أن البعض من أهلنا الذين تعرضوا للاعتقال في هذه الفترة الزمنية الممتدة من 4-10-2009م قد قامت قوات الاحتلال الإسرائيلي بضربهم خلال الاعتقال ثم خلال التحقيق؟ فهذا أحد المحامين يؤكد كيف رأى جنود الاحتلال وقد حملوا واحدا من أهلنا ورموه في سيارة الاعتقال. وهذا أحد المحامين يؤكد كيف سال لعاب بعض قوات الاحتلال بالقذارة فشتموا أمهات وأخوات المعتقلين من أهلنا وهددوهم, ناسين أو متناسين أن القوي من الخلق لن يبقى قويا ولو كان هذا القوي هو الاحتلال الإسرائيلي, وأن الضعيف من الخلق لن يبقى ضعيفا ولو كان الضعيف هؤلاء الأهل المستضعفين في القدس والمسجد الأقصى المحتلـّيْن وأكنافهما!!
ولقد وجد "قبضايات" هذا السمت المشين من يغطي بشاعة وشناعة عدوانيتهم باسم القانون!! فهذا أحد المحامين يؤكد كيف أن أحد القضاة في مبنى محاكم المسكوبية رفض طلب هذا المحامي الذي أصر على القاضي أن يسجل في ملفات المحكمة أن موكله المعتقل قد تعرض للضرب المبرح خلال التحقيق, وعانى متألما من هذا الضرب المبرح, وطالب بعرضه على طبيب, إلا أن أحدا لم يستجب لطلبه!! وكذلك فقد أكد لي أحد المعتقلين, والذي خرج من المعتقل, وجود بعض المعتقلين الذين يعانون من كسور في بعض أعضائهم ولا يزالون حتى الآن معتقلين, ولا يزالون حتى الآن محرومين من عرض أحدهم على طبيب!! والأبشع والأشنع من كل ذلك ما أكده أحد المحامين أن أحد القضاة في مبنى محاكم المسكوبية شرْعَنَ سلوكيات هؤلاء المستعربين الرعناء, وبذلك شرْعَنَ اعتقال هؤلاء الأهل وضربهم مدّعيا هذا القاضي أن هناك مصداقية لاعتقال هؤلاء الأهل لأنهم منعوا اليهود من ممارسة حقهم بأداء طقوسهم التلمودية في المسجد الأقصى!! ولكن هيهات هيهات لمثل هذه السلوكيات الرعناء ولمثل هذا السمت المشين الذي كان ولا يزال ينبت ويستوي على سوقه في دفيئة هذا الاحتلال الإسرائيلي, هيهات له أن يكسر إرادة أهلنا, أو يفلّ من عزمهم. فهذا أحد الأهل ويدعى (أبو ياسر الحلواني) من القدس المحتلة قد تعرض للاعتقال في هذه الفترة, وهناك في مكاتب التحقيق في القسم المعروف باسم (قسم أربعة) في مبنى المسكوبية حاول المحققون كسر موقفه, فقالوا له: مالك والشيخ رائد؟! أليس هو الذي جر عليك كل هذه المتاعب؟! أليس مثلكم العربي يقول: (الباب اللي بيجيك منو الريح سِدُّه واستريح)!! ابتعد عن الشيخ رائد!! فقال لهم أبو ياسر الحلواني على الفور: ولكن هناك مثل عربي آخر يقول: (يا جبل ما يهزك ريح)!!
فقالوا له مهددين: أرأيت لو هدمنا بيتك ماذا كنت ستفعل؟! فقال لهم أبو ياسر الحلواني على الفور: لو هدمتم بيتي فسيعلم مليار ونصف مليار مسلم وعربي أنكم هدمتم بيتي لأنني أناصر المسجد الأقصى, لذلك فسيقومون بمناصرتي ولن يتخلوا عني!! وهكذا تواصلت هذه الحرب الباردة بين الاحتلال الإسرائيلي وأبو ياسر واستمرت أكثر من خمس ساعات, ثم وضعت هذه الحرب أوزارها مؤقتا, وأنا على يقين أن "أبو ياسر الحلواني" خرج منها منتصرا على الاحتلال الإسرائيلي!!
وهنا أؤكد - لله ثم للتاريخ - أن كل هذه السلوكيات الرعناء وكل هذا السمت المشين الذي هو نتاج الاحتلال الإسرائيلي قد شهدته هذه الفترة. وإلى جانب هذا توقعنا في كل لحظة أن يحاول الآلاف من المجتمع الإسرائيلي اقتحام المسجد الأقصى المحتل يتقدمهم رجال دين يهود يعرفون باسم (الحاخامات), وتوقعنا أن يقوم هؤلاء الآلاف بعد اقتحام المسجد الأقصى المحتل بأداء طقوسهم الدينية, ليس في ساحات المسجد الأقصى الداخلية فقط - والتي هي جزء من المسجد الأقصى - بل أن يقوموا بأداء هذه الطقوس داخل مبنى قبة الصخرة أو مبنى المصلى المرواني أو مبنى الأقصى القديم أو مبنى الجامع القبلي - والتي هي كلها جزء من المسجد الأقصى, وتوقعنا أن يقوم هؤلاء الآلاف خلال أداء هذه الطقوس في المسجد الأقصى بالإعلان عن فرض تقسيم المسجد الأقصى تقسيما باطلا, كما تم فرض التقسيم الباطل على المسجد الإبراهيمي في مدينة الخليل المحتلة. لذلك لم نسمح لأنفسنا أن نظن ولو لثانية واحدة أن هناك توجها ايجابيا ولو كلاميا من جهة الاحتلال الإسرائيلي أو مؤسساته أو أشخاصه, كما وتلقينا محاولات خداعنا باليقظة والاستعلاء أو ببعض السخرية في بعض الأحيان, ولذلك سخرنا كثيرا من رجل مخابرات كان من ضمن القوة الاحتلالية التي منعت إحدى حافلات البيارق من الوصول إلى القدس والمسجد الأقصى المحتلـَّيْن, وبحركة بهلوانية مفضوحة, إذ بهذا الرجل من المخابرات يأخذ جانبا أحد المسؤولين في الحركة الإسلامية الذي كان من ضمن المسافرين في تلك الحافلة, وقال له بصوت منخفض: يا شيخ إن منعكم من الوصول إلى القدس والأقصى هو أمر غير قانوني وأنا أشير عليكم أن تتوجهوا إلى القضاء لإبطال هذا الأمر!! ومما لا شك فيه أن هذا الكلام في ظاهره هو كلام جميل ويمكن إدراجه في خانة النصيحة, ولكن هيهات أن يكون جميلا وهيهات أن يكون نصيحة! فقد أراد هذا الرجل من المخابرات استدراجنا للتوجه للقضاء الإسرائيلي ثم نطالب هذا القضاء بمنحنا إذنا لدخول القدس المحتلة ثم لدخول المسجد الأقصى المحتل, وبذلك نقر علانية من حيث نقصد أو لا نقصد بالسيادة الاحتلالية الإسرائيلية على المسجد الأقصى, وبذلك نضفي عليها علانية من حيث نقصد أو لا نقصد شرعية طالما حاول الاحتلال الإسرائيلي أن يبتزها منا بالإغراء أو الخداع أو الاستدراج أو التهديد!! وعلى هذا الأساس رفضنا بسخرية طلب أحد ضباط جيش الاحتلال الإسرائيلي الذي توجه إلى أحد المسؤولين في الحركة الإسلامية خلال الفترة الزمنية المذكورة, وطلب من هذا المسؤول أن يستقبل كتيبة من جيش الاحتلال الإسرائيلي على سطح الحلواني في القدس المحتلة, وأن يشرح لهم عن الأخطار التي تهدد القدس والمسجد الأقصى المحتلـَّيْن, وبطبيعة الحال رفض هذا المسؤول في الحركة الإسلامية هذا العرض الملغوم فورا, ويعلم الله أي فخ خبيث أراد ذاك الضابط إيقاعنا به, وأين؟! في القدس المحتلة!! على سطح الحلواني الذي لا يبعد سوى عشرات الأمتار عن المسجد الأقصى المحتل!! وهذا يعني أننا بحاجة ملحة إلى يقظة أبدية في الليل والنهار, بل ونحن في حال يقظة أو نوم!!
وعلى هذا الأساس حاول الإعلام العبري أن يسرق وقتنا بالكامل خلال تلك الفترة كي يبعدنا بأسلوب قبيح عن مواصلة التواصل مع الإعلام العالمي والإسلامي والعربي والفلسطيني الذي عوّلنا عليه كل تعويل. لذلك فقد حاول هذا الإعلام العبري بكل أدواته أن يظل متواصلا معنا طوال الوقت صباحَ مساءَ, وأن يتظاهر وكأنه يحرص على استضافتنا في إذاعاته وفضائياته وصحافته العادية والإلكترونية, وحاول هذا الإعلام العبري أن يغرقنا في أسئلة تافهة تأسرنا وتجهد وقتنا وتشتت تفكيرنا, بل حاول هذا الإعلام العبري أن يجرّنا إلى حروب إعلامية مفتعلة مع بعض الحركات وقياداتها في الداخل الفلسطيني, بل حاول هذا الإعلام العبري أن يجرّنا إلى حرب إعلامية داخلية بين قيادات الحركة الإسلامية. لذلك فقد أدركنا سلفا ماذا أراد ذاك الإعلامي العبري الذي اتصل بنا فجأة خلال الفترة المذكورة وراح يسألنا: ما هو سبب خلافكم مع الطائفة الدرزية حول مقام سبلان؟! وغنيّ عن البيان أنه حدث مفتعل وردئ!! وأدركنا سلفا ماذا أرادت تلك الإعلامية العبرية التي كتبت خبرا عن المكتب السياسي في الحركة الإسلامية خلال نفس هذه الفترة الزمنية, و"حشَتْه" بالكذب ومحاولة إيقاع فتنة داخلية في الحركة الإسلامية!! وعلى هذا الأساس ضحكنا من أعماق قلوبنا وكدنا أن نستلقي على ظهورنا لقول أحد ضباط جيش الاحتلال الإسرائيلي المدعو (ع) عندما حاول خداع كل المعتكفين في المسجد الأقصى خلال هذه الفترة الزمنية, فراح يصرح أمامهم ويقول: أنا أعترف أن المسجد الأقصى للمسلمين وسأغلق باب المغاربة ولن أسمح لليهود دخول المسجد الأقصى!! وكأن هذا الضابط الاحتلالي قد تحول إلى (قديس) فجأة, وكان هدفه من ذلك أن يثق به المعتكفون وأن ينهوا الاعتكاف وأن يغادروا المسجد الأقصى!!
وكأن هذا الضابط الاحتلالي يظن أننا لسنا أصحاب ذاكرة قصيرة فقط, بل وكأننا بلا ذاكرة أصلا, وكأننا لم نسمع عن شيء اسمه (اتفاقية أوسلو) و(اتفاقية واي- ريفر) و(خطة الطريق) وكيف تم تمرير هذه المشاريع رغم رداءتها أصلا!! ولذلك سخرنا من الضابط الاحتلالي (ع) ولم نسمح لأنفسنا أن ننقل قوله لا لغيرنا ولا للإعلام, ووجدنا من الواجب أن ندفن قوله وهو في المهد!! وعلى هذا الأساس سخرنا كل السخرية من (الحنان المفتعل) -السكر زيادة - الذي فاض فجأة على رئيس الدولة شمعون بيرس الذي راح يحشد رجالات الدين اليهود وراح يحثهم على إصدار فتاوى دينية يهودية تحرم على اليهود دخول المسجد الأقصى. ويبدو أن شمعون بيرس نسي أو تناسى أن تواصل الاحتلال الإسرائيلي في القدس والمسجد الأقصى المحتلـَّيْن هو أشد حرمة من دخول اليهود إلى المسجد الأقصى, ونسي أو تناسى أن تواصل اغتصاب حائط البراق الذي هو جزء من المسجد الأقصى وتواصل تحويله إلى ما يسمى (حائط المبكى) هو أشد حرمة من دخول اليهود إلى المسجد الأقصى, ونسي أو تناسى أن تواصل تهويد القدس وتواصل الحفريات تحت المسجد الأقصى وتحت القدس القديمة وتحت حي سلوان هو أشد حرمة من دخول اليهود إلى المسجد الأقصى, وهذا يعني أن شمعون بيرس حاول بواسطة هذه الفتوى الدينية المفصلة على مقاس أطماعه أن ينفس عن حالة الاحتقان في العالم الإسلامي والعربي وعن حالة التوتر في المجتمع الفلسطيني خلال هذه الفترة الزمنية بسبب تهديد مجموعات يهودية باقتحام المسجد الأقصى وأداء طقوس تلمودية فيه طوال أيام (عيد العرش) الذي يمتد لأسبوع كامل ...
-يتبع- | |
| | | bassam65 عضو ماسي
عدد المساهمات : 3455 نقاط : 20893 تاريخ التسجيل : 11/11/2009 العمر : 59 الموقع : سوريا
| موضوع: رد: ساعات مصيرية في تاريخ الاقصى الإثنين ديسمبر 28, 2009 2:46 am | |
| [size=12]ساعات مصيرية في تاريخ المسجد الأقصى (4)
بقلم: الشيخ رائد صلاح - رئيس الحركة الاسلامية بالداخل الفلسطيني
وحتى لا ننسى فأرى من الواجب أن أذكر أنه إلى جانب الأحداث التي جرت خارج المسجد الأقصى في تلك الفترة الزمنية الممتدة من يوم الأحد 4-10-2009م وحتى يوم السبت الموافق 10-10-2009م, فقد جرت أحداث هامة جدا داخل المسجد الأقصى على مدار تلك الأيام, وهي أحداث نوعية, بحلوها ومرها, يجب أن ندونها, ويجب أن تبقى في ذاكرتنا الجماعية اليوم وغدا وبعد غد ففيها تاريخ إلى جانب من تاريخ المسجد الأقصى, وفيها بطولات يجب أن تتناقلها الأجيال القادمة, وفيها أحزان يجب أن نعتبر منها كل عبرة, وهي في مجملها دفعتني أن أسمي هذه الفترة الزمنية باسم (أسبوع الاعتكاف) لأنه ولأول مرة منذ عام 1967م يشهد المسجد الأقصى اعتكافا فيه كهذا الاعتكاف, عدا شهر رمضان الكريم, كما وسميت هذه الفترة الزمنية باسم (الأسبوع الرباني) نظرا لما شهده هذا الأسبوع من لطائف ربانية في المسجد الأقصى وخارجه رغم الحصار الاحتلالي الإسرائيلي الذي ضاق عليه ليلا ونهارا طوال هذا (الأسبوع الرباني). لذلك أنا على يقين أنني مهما كتبت عن أحداث هذا (الأسبوع الرباني), ومهما كتب غيري, فستبقى هناك أحداث مشرقة جهلناها وما كتبناها ولكن الله يعلمها, والله يحفظها, لذلك ليعذرني أي واحد من أهلنا عاش هذا الأسبوع الرباني بكل لحظاته إذا نسيت شيئا علمه هو وأنا جهلته, فجل من لا يجهل وجل من لا ينسى.
وبداية أقول: متى بدأ هذا (الأسبوع الرباني) أو(أسبوع الاعتكاف) في المسجد الأقصى؟! لقد بدأ منذ ليلة الأحد الموافق 4-10-2009م, حيث قامت طائفة من أهلنا من أهل القدس المحتلة والداخل الفلسطيني بداية من هذه الليلة بالاعتكاف في المسجد الأقصى, مجتهدين مع صدق توجههم أن يشكل اعتكافهم هذا درعا بشرية للدفاع عن المسجد الأقصى والذب عنه وحمايته من أذى الاحتلال الإسرائيلي وعدوانية سوائب المستوطنين اليهود الذين أعلنوا عن نيتهم اقتحام المسجد الأقصى على مدار أيام هذا الأسبوع بهدف أداء طقوسهم التلمودية فيه!! وهكذا بدأت أحداث (الأسبوع الرباني) على يد هذه الطائفة التي نجهل أسماءها وأعدادها ولكن الله تعالى يعلم أسماءها وأعدادها, وهكذا نامت هذه الطائفة تلك الليلة في المسجد الأقصى وهكذا صلوا صلاة العشاء في بداية تلك الليلة, ثم صلوا صلاة الفجر في ختام تلك الليلة في المسجد الأقصى, وهكذا استيقظنا يوم الأحد الموافق 4-10-2009م واستيقظ كل أهل الأرض على هذه الطائفة المعتكفة في المسجد الأقصى, وقد غدت محاصرة من قبل الآلاف من قوات الاحتلال الإسرائيلي, وكان حالها في ذلك الحصار, كما قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: (كالإناء بين الأكلة). وهكذا استيقظ المسجد الأقصى يوم الأحد الموافق 4-10-2009م فوجد نفسه محاصرا بمئات الحواجز الاحتلالية الإسرائيلية. وهكذا استيقظت القدس المحتلة في هذا اليوم فوجدت نفسها محاصرة بحواجز احتلالية إسرائيلية نصبها الاحتلال الإسرائيلي على بعد 200كم عنها من شتى الجهات. وهكذا وجد أهلنا في الداخل الفلسطيني – المثلث والجليل والنقب والمدن الساحلية عكا وحيفا ويافا واللد والرملة- أنفسهم ممنوعين من دخول القدس المحتلة لأول مرة منذ عام 1967م. وهكذا نصبت عشرات القنوات التلفزيونية عدسات تصويرها حول محيط المسجد الأقصى, منذ يوم الأحد الموافق 4-10-2009م, لتنقل لكل أهل الأرض ماذا سيجري للمعتكفين المحاصرين, وماذا سيشهد المسجد الأقصى في هذا (الأسبوع الرباني) وهو تحت الحصار!! وكانت بدايات الأحداث أن حاولت قوات الاحتلال الإسرائيلي إخراج هؤلاء المعتكفين بالقوة العسكرية منذ ليلة اعتكافهم الأولى, ولكن هيهات هيهات! لقد تمسك المعتكفون بحقهم أن يعتكفوا في المسجد الأقصى دون إذن ودون موافقة من الاحتلال الإسرائيلي, لا بل حتى لو عارض الاحتلال الإسرائيلي هذا الاعتكاف, فالمسجد الأقصى مسجدنا وهو حقنا الخالص والأبدي ولا حق لكل المجتمع الإسرائيلي ولو في ذرة تراب منه, ولذلك من حقنا البديهي والطبيعي والكامل أن نعتكف في المسجد الأقصى متى نشاء, ولا شكرا للاحتلال الإسرائيلي ولا جزاه الله خيرا ولا أهلا ولا سهلا به, وقد عزز من ثبات المعتكفين, بعد العون من الله تعالى, أن صرح الشيخ عبد العظيم سلهب, رئيس هيئة الأوقاف الإسلامية, راعية المسجد الأقصى وصاحبة السيادة الوحيدة فيه, نيابة عن مليار ونصف مليار مسلم وعربي وفلسطيني, صرح– جزاه الله خيرا- منذ الساعات الأولى من صباح يوم الأحد مؤكدا أن المسجد الأقصى مكان عبادة للمسلمين فقط في الليل والنهار, وأن الاعتكاف فيه هو مظهر من مظاهر هذه العبادة فيه. ولأن الرجال مواقف, فقد رفع هذا التصريح الشجاع الشيخ عبد العظيم سلهب إلى مصاف الرجال الذين صنعوا مواقف الرجولة في زمانها ومكانها المناسب, طمعا بمرضاة الله تعالى دون طمع بمنة من أحد. لذلك لا يسعني إلا أن أقول مرة بعد مرة : جزاك الله خيرا يا شيخ عبد العظيم سلهب أن نصرت المسجد الأقصى في لحظات صمت فيها الكثيرون, لا بل حاول البعض من بني جلدتنا - والأسماء معروفة لدينا –أن يخذل المسجد الأقصى وأن يخذل المعتكفين في المسجد الأقصى وأن يثبطهم وأن يقنعهم بإنهاء اعتكافهم منذ يوم الأحد المذكور.
ولا أدري هل كان هؤلاء الخاذلون المثبطون يعون ما يقولون ويدركون ما هي إسقاطات أقوالهم؟! ولا أدري هل كانوا يقصدون ذلك أم لا؟! لذلك أنا شخصيا أكِلهم إلى الله تعالى وحسبي الله ونعم الوكيل وشاهت ثم شاهت البطولات الوهمية!! وألف تحية ثم ألف تحية إلى هؤلاء المعتكفين الذين قال لهم المثبطون إن الاحتلال الإسرائيلي قد جمع لكم وحاصركم فقالوا حسبنا الله ونعم الوكيل!! نعم .. ألف تحية إلى هؤلاء المعتكفين الذين صبروا وصابروا ورابطوا منذ ليلة اعتكافهم الأولى, فزاد عددهم فيما بعد وظلوا يتكتمون على هذا العدد طوال أسبوع اعتكافهم, فكانت بعض القنوات التلفزيونية تسألهم كم هو عددكم؟! فيقولون هو عدد مبارك يعلمه الله تعالى ولا حاجة أن نصرح به!! وهكذا مزجوا بين صدق التوجه في الاعتكاف والتوجيه النبوي الشريف (الحرب خدعة).
وتواصل الاعتكاف في الليل والنهار حتى 10-10-20009م, ولا أدري كم من أهل الأرض من يعرف كيف مضى عليهم اعتكافهم في الليل, وكيف مضى عليهم في النهار؟! أما في الليل, فكان إذا حل عليهم, كانت قوات الاحتلال الإسرائيلي تحاول اقتحام الجامع القبلي المسقوف -أكبر أبنية المسجد الأقصى - حيث كان مقر اعتكافهم, إلا أن تلك القوات الاحتلالية كانت تصطدم بأبوابه المغلقة إغلاقا محكما فكانت تنظر إليهم من وراء النوافذ وتحاول تصويرهم وتسلط الضوء القوي عليهم بواسطة مصابيح يدوية كبيرة بهدف أن تتعرف على وجوههم, فردا فردا, ثم كانت تصرخ فيهم: اخرجوا وإلا سنحطم عليكم الأبواب ونعتقلكم جميعا!! وكان هذا المشهد ومحاولة فتل العضلات الاحتلالية فيه كان يتكرر كل ليلة في أسبوع الاعتكاف!! وفي المقابل كان المعتكفون كلما جَن عليهم الليل وكلما دنا موعد فتل العضلات الاحتلالية عليهم كانوا يطفئون الكهرباء ويجتمعون في زاوية واحدة من زوايا المسجد ويختارون زاوية محجوبة عن النوافذ, حيث لا يمكن لأحدهم أن يراهم وهو من وراء إحدى النوافذ, وكانوا يغلقون الأبواب إغلاقا محكما, ويضعون حراسة لا تنام عند كل الأبواب المستهدفة, ثم يقضون ليلهم فيما بعد بين نائم وقائم وراكع وساجد ومستغفر وداع, وفي الليل كانوا ينجزون ما لم يكن بالإمكان انجازه في النهار, فكانوا في الليل يقضون حاجتهم بعيدا عن عيون قوات الاحتلال الإسرائيلي, وكانوا في الليل يتوضأون على حذر, ثم كانوا في الليل يتواصلون عبر ما تيسر من هواتف خليوية مع الأهل والأصدقاء, مؤكدين للجميع أنهم بخير, وفي أعلى معنويات وأقوى عزائم وأرفع همم ولم يكن يخلو ليلهم من لقاءات إعلامية مع بعض الفضائيات, لدرجة أن بعض هذه اللقاءات كانت تبدأ بعد منتصف الليل ثم تمتد إلى ما شاء الله تعالى.
وكان ليلهم يطول ويحمل لهم كل هذه البركات حتى ما قبل صلاة الفجر بقليل, حيث كانوا يهبون من نومهم جميعا ويتناولون سحورهم استعدادا للصيام لأنهم حرصوا طوال أسبوع الاعتكاف أن يصوموا نهارهم وهو نور على نور هو نور الاعتكاف, على نور الرباط, على نور الصيام, على نور القيام, على نور الدعاء, على نور الصلاة. وهكذا كان ليلهم يختم بسحور مع عشرات الأهل من غير المعتكفين الذين كانوا يدخلون عليهم, ومعهم ما تيسر من طعام وشراب, استعدادا لصلاة الفجر, وكان ليلهم يبدأ بعد أذان المغرب بتناول الفطور مع المئات من الأهل من غير المعتكفين الذين كانوا يتداعون مُتَحَدِّين حصار الاحتلال الإسرائيلي ومعهم ما تيسر من طعام وشراب, فكانوا يفطرون على ما رزقهم الله تعالى ثم يؤدون صلاتهم وهكذا كان ليلهم وهكذا كانت بداية كل ليلة وهكذا كانت نهايتها.
وأما في النهار, فكان إذا أشرق بشمسه وتنفس بصباحه كانوا يفتحون ما أغلقوا من أبواب ويخرجون من موقع اعتكافهم إلى ساحات المسجد الأقصى الداخلية التي هي جزء من المسجد الأقصى وكانوا يتحلقون فيها مع المئات من الأهل من غير المعتكفين الذين كانوا يفدون عليهم من القدس المحتلة ومن الداخل الفلسطيني, وكان نهارهم لا يخلو من مشاهد كر وفر وإقبال وإدبار وتحيز إلى فئة أو تحرف إلى دفاع عن المسجد الأقصى, وكانوا مطالبين في النهار بأعلى درجات الحذر حيث كان الاحتلال الإسرائيلي يضيق عليهم في الوضوء, ويرصدهم من بعيد, ويحاول اعتقال كل من سنحت الفرصة باعتقاله منهم, فيما إذا حاول تحدي الحصار والاقتراب من مواقع الوضوء, وحيث كان الاحتلال الإسرائيلي يحبس عنهم وحدات المراحيض, طامعا أن تضطرهم الحاجة أن يقتربوا منها فيقوم باعتقالهم.
وإضافة إلى هذا التضييق الخانق, كانت قوات الاحتلال الإسرائيلي تحاول اقتحام موقع اعتكافهم في وضح النهار, فكان كل الأهل من المرابطين, من معتكفين وغيرهم, كانوا يواجهونها بالتكبير والصمود, فكانت هذه القوات الاحتلالية تتراجع وترتد على أدبارها وتعود بخفي الخيبة لا بخفي حنين. وفي النهار, ورغم هذا الحصار الإحتلالي الخانق, فقد توفر الطعام بكثرة مما جعل أحد المعتكفين يتندر ويقول: أرجو أن ترسلوا هذا الفائض الكثير من الطعام إلى أهلنا المحاصرين في غزة, فلا يمكن لنا أن نستهلك هذا الطعام, حتى لو طال علينا الحصار لأشهر!! ووسط هذه الأريحية السامقة من حرائر القدس حدث ما جعل الحليم حيرانا. هل يبكي أم يضحك؟ وعلى سبيل المثال في إحدى ساعات النهار تقدمت امرأة مقدسية من المعتكفين وكان ظاهرها يشير لكل عاقل أنها حامل, وهي على وشك الولادة, فلما أصبحت على بعد أمتار من المعتكفين, وإذ بها تخرج من تحت ثيابها, طنجرة كبيرة الحجم, كانت قد أعدت فيها أكلة (مقلوبة) كانت قد وضعتها تحت ثيابها, فبدت وكأنها حامل, ولكن, للأسف, وقبل أن توصلها إلى المعتكفين, انقضت عليها قوات الاحتلال الإسرائيلي, وصادروا طنجرة المقلوبة, ناسين أو متناسين أن الله تعالى هو الرزاق ذو القوة المتين. وعلى سبيل المثال, قام أصحاب الفتوة من شباب القدس بمحاولة إنزال طنجرة طعام إلى المعتكفين بواسطة حبال ربطوا تلك الطنجرة بها ووقفوا على سطح منزل ملاصق للمسجد الأقصى, وأخذوا ينزلون تلك الطنجرة إلى المعتكفين بحذر شديد, ولكن, فجأة اصطدمت تلك الطنجرة بحجر كان بارزا في سطح ذاك المنزل, فانكفأت الطنجرة وسقط ما فيها من طعام على الأرض, ولكن ظل طعم تلك المحاولة أشهى وألذ من ذاك الطعام الذي حملته.
فسجل يا تاريخ الأمة هذه الحكايات!! وخلال ساعات كل نهار عاشها المعتكفون, عرفوا أنه من بين المعتكفين شاب مقدسي من الأهل المسيحيين في القدس المحتلة. وهكذا, تواصل اعتكاف المعتكفين, برعاية شجاعة من فضيلة الشيخ عبد العظيم سلهب, رئيس هيئة الأوقاف الإسلامية, وبدعم متواصل ومؤازرة متواصلة من كل القيادة السياسية والدينية والاجتماعية الصادقة في القدس المحتلة, ومن كل حر في كل الأرض. وكان ختام هذا الاعتكاف في صلاة عشاء يوم السبت الموافق 10-10-2009م, وتتوج مسك الختام بمسيرة جبارة انطلقت من المسجد الأقصى بعد أداء صلاة عشاء ذاك اليوم, وسار الآلاف في هذه المسيرة الجبارة في شوارع القدس المحتلة يرددون: بالروح بالدم نفديك يا أقصى. ولذلك اندفع أحد الإعلاميين الكبار يعلق على هذا الاعتكاف فقال: دخلتم كبارا وخرجتم كبارا ...
-يتبع- [/size] | |
| | | bassam65 عضو ماسي
عدد المساهمات : 3455 نقاط : 20893 تاريخ التسجيل : 11/11/2009 العمر : 59 الموقع : سوريا
| موضوع: رد: ساعات مصيرية في تاريخ الاقصى الإثنين ديسمبر 28, 2009 2:48 am | |
| ساعات مصيرية في تاريخ المسجد الأقصى (5)
بقلم: الشيخ رائد صلاح - رئيس الحركة الاسلامية بالداخل الفلسطيني
قبل أن نختم حديثنا عما شهدت المدة الزمنية التي امتدت من يوم الأحد الموافق 4-10-2009 حتى يوم السبت الموافق 10-10-2009 من أحداث في القدس والمسجد الأقصى المحتلـَّيْن, تلك المدة الزمنية التي سميتها (الأسبوع الرباني)أو (أسبوع الاعتكاف), لا بد أن أؤكد أن القدس والمسجد الأقصى المحتلـَّيْن شهدا أحداثا أعنف خلال السنوات الماضية مما كانت عليه في هذه المدة الزمنية, ثم شهد أحداثا فيما بعد لا تقل عن أحداث هذه المدة الزمنية, وطوال الوقت كان الاحتلال الإسرائيلي هو المتسبب الوحيد بوقوعها, مما يؤكد أن هذه الأحداث لم تكن مجرد حدث مزاجي قام به هذا الاحتلال الإسرائيلي مرة واحدة ثم انتهى كل شيء.
بل هي سياسة عدوانية ضد القدس والمسجد الأقصى المحتلـَّيْن لا تزال تسيطر على عقلية هذا الاحتلال وتتحكم بمزاجه وتوجه كل سلوكه, ومما يؤكد أن لهذه الأحداث أهدافا يطمع هذا الاحتلال الإسرائيلي أن يحققها من وراء هذه الأحداث, وما لم تتحقق هذه الأهداف فستبقى هذه الأحداث تعود على نفسها اليوم وغدا وبعد غد كما كانت خلال السنوات الماضية, ومما يؤكد أن هذه الأحداث هي وليدة هذا الاحتلال الإسرائيلي, فما دام هناك احتلال إسرائيلي فستبقى هذه الأحداث تعود على نفسها ولن تزول حتى يزول الاحتلال الإسرائيلي عن القدس والمسجد الأقصى المحتلـَّيْن, ويبدو أن الاحتلال الإسرائيلي ظن نفسه أنه أذكى من كل ذكي وأن أرحام النساء لن تلد حتى قيام الساعة احتلالا بهذا الذكاء الذي يتفرد به الاحتلال الإسرائيلي, ولذلك فقد سمح الاحتلال الإسرائيلي لنفسه أن يحاول خداع كل أهل الأرض في هذه المدة الزمنية الممتدة من 4-10-2009م وراح يدعي أن الأحداث التي شهدتها هذه المدة الزمنية كان المتسبب فيها مهرجان ( الأقصى في خطر) الرابع عشر, الذي أقامته الحركة الإسلامية بتاريخ 2-10-2009م, وعلى وجه الخصوص راح هذا الاحتلال الإسرائيلي يدعي أن كلمة الشيخ رائد صلاح في هذا المهرجان كانت هي المتسبب بوقوع تلك الأحداث.
ولذلك سارع الاحتلال الإسرائيلي وقام باعتقال الشيخ رائد صلاح بتاريخ 6-10-2009م ووجه له تهمة مفادها أن كلمته في مهرجان الأقصى في خطر الرابع عشر كانت هي المتسبب بوقوع تلك الأحداث, ثم قام الاحتلال الإسرائيلي باستدعاء الشيخ رائد صلاح للتحقيق بتاريخ 2-11-2009م. وخلال التحقيق عاد الاحتلال الإسرائيلي على نفس التهمة وكشف صراحة أن هذا التحقيق سيتبعه توجيه لائحة اتهام ضد الشيخ رائد صلاح يدعي فيها الاحتلال الإسرائيلي نفس الادعاء ويطالب بمحاكمة الشيخ رائد صلاح على اعتبار انه هو المتسبب بالأحداث التي وقعت في المدة الزمنية التي امتدت من 4-10-2009م, ولكن نسي هذا الاحتلال الإسرائيلي أو تناسى انه هو بلحمه وعظمه اقتحم المسجد الأقصى بتاريخ 27-9-2009م وأطلق على المصلين في المسجد الأقصى القنابل الغازية وانهال عليهم بالهراوات وجرح منهم من جرح واعتقل منهم من اعتقل, وكل ذلك قبل مهرجان (الأقصى في خطر) الرابع عشر بأيام معدودات, ثم نسي هذا الاحتلال أو تناسى انه هو بلحمه وعظمه اقتحم المسجد الأقصى بتاريخ 25-10-2009م وارتكب من القبائح ما سيبقى وصمة عار في جبينه لا تمحى حتى قيام الساعة وبعد قيامها, وكل ذلك ارتكبه بعد المدة الزمنية التي امتدت من 4-10-2009م, حيث ادعى أن مهرجان (الأقصى في خطر) الرابع عشر كان المتسبب بما وقع فيها من أحداث, بمعنى أن ما شهده المسجد الأقصى من بلابل بتاريخ 25-10-2009م لم يكن له أي ارتباط بمهرجان (الأقصى في خطر) الرابع عشر.
مع وضوح ما قلت, إلا أن الاحتلال الإسرائيلي لا يزال يجد متعة وهو يواصل خداع كل أهل الأرض, فهو الذي كان ولا يزال يقتحم المسجد الأقصى ويرتكب فيه قبائح الأفعال حتى الآن, وهو الذي كان ولا يزال يحاول تبرئة نفسه من كل هذه القبائح والبحث عن ضحية يحملها وزر كل هذه القبائح, لكن وكما يقال (وهل يصلح العطار ما افسد الدهر) فإن ألف بوق إعلامي دجال في خدمة الاحتلال الإسرائيلي وإن اختلاق ألف تهمة مزيفة وإلقاءها على غير الاحتلال الإسرائيلي لن تسعف هذا الاحتلال ولو بمثقال حبة من خردل, فهو الاحتلال, وهو المتسبب بكل ما وقع في المسجد الأقصى من جرائم وبلابل منذ عام 1967م حتى الآن, وهذا يعني مما لا شك فيه أن هذا الاحتلال هو المتسبب الوحيد بما وقع في المسجد الأقصى من أحداث قبل المدة الزمنية التي امتدت من 4-10-2009م, وهذا يعني كذلك أن الاحتلال الإسرائيلي هو الذي ارتكب كل القبائح التي شهدها المسجد الأقصى في تلك المدة الزمنية التي امتدت من 4-10-2009م, وقد بينت ذلك في مقالات سابقة, وهو الذي واصل ارتكاب هذه القبائح فيما بعد.
ففي يوم الأحد الموافق 25-10-2009م عاد الاحتلال الإسرائيلي على نفس حماقاته القبيحة وقام منذ فجر هذا اليوم بمنع حافلات البيارق من الوصول إلى القدس والمسجد الأقصى المحتلـَّيْن, لا بل قام بنصب حواجزه العسكرية على بعد 200 كم من القدس والمسجد الأقصى المحتلـَّيْن, وراح يوقف السيارات الخاصة التي لا تقل أكثر من خمسة أشخاص, ثم كان يسأل سائق كل سيارة منها إلى أين هو متجه؟! فإن قال له إلى القدس كان يمنعه من مواصلة سفره ويجبره على العودة من حيث أتى, وهكذا في جرة قلم سقط الاحتلال الإسرائيلي في حمأة هذا الغباء وراح يمنعنا من الوصول إلى القدس المحتلة, وهذا يعني تلقائيا منعنا من الدخول إلى المسجد الأقصى المحتل, ويعني منعنا تلقائيا من الصلاة في المسجد الأقصى المحتل والاعتكاف فيه والرباط فيه!!
وفي هذا اليوم الأحد الموافق 25-10-2009م اقتحمت الآلاف من قوات الاحتلال الإسرائيلي المسجد الأقصى المحتل وراحوا يضربون جميع من تصل إليه هراواتهم من المرابطين في المسجد الأقصى, فضربوا الصغار والكبار والرجال والنساء, لدرجة أنهم كسروا أيدي العشرات من أمهاتنا العجائز وغدت كل واحدة منهن تتلوى ألما وهي تحمل يدها المكسورة بيدها الأخرى وهي لا تعرف لماذا؟! لماذا يقع عليها هذا الأذى الاحتلالي الإسرائيلي؟! لماذا تـُضرب ولماذا تـُكسر يدها؟! لماذا تطارد بالهراوات وهي في صلاتها راكعة ساجدة في المسجد الأقصى!! وهكذا سأل الآباء الشيوخ نفس هذه الأسئلة بعد أن انهالت عليهم هراوات الاحتلال الإسرائيلي بالضرب المجنون حتى كسر الأيدي أو الأرجل في المسجد الأقصى, وراح كل واحد من هؤلاء الآباء الشيوخ يتجرّع ألمه ويسأل: لماذا تهان شيبتي في المسجد الأقصى؟! لماذا يُجرح وقار شيخوختي في المسجد الأقصى؟! أين أجد الأمن والأمان والاطمئنان إن لم أجده في المسجد الأقصى؟! وفي هذا اليوم الأحد الموافق 25-10-2009م انتشرت قوات الاحتلال الإسرائيلي بأسلحتها وهراواتها عند كل أبواب المسجد الأقصى وكانت تنتظر من يخرج من أهلنا من المسجد الأقصى عند كل تلك الأبواب فتقوم بضربه أو قد تقوم باعتقاله وجره إلى معتقل المسكوبية ومواصلة ضربه وهو في طريقه إلى المعتقل, لا بل مواصلة ضربه وهو في داخل المعتقل وكأنه ارتكب جريمة كبرى لا تغتفر لأنه سولت له نفسه أن يدخل إلى المسجد الأقصى وان يصلي فيه وان يتخطى بكبرياء كل الحواجز العسكرية التي نصبها الاحتلال الإسرائيلي حول محيط المسجد الأقصى وباتت تحاصره حصاراً لئيماً, وكأن هذا الاحتلال الإسرائيلي بات يردد بصوت عال جماعي بصلف وغرور وغباء: ( أخرجوهم من المسجد الأقصى أنهم أناس يتطهرون)!!
وفي هذا اليوم الأحد الموافق 25-10-2009م أكدت هيئة المسعفين العرب بعد عصر هذا اليوم أنها أسعفت خمسة وعشرين جريحا من جرحى المسجد الأقصى المحتل بعد أن تلقوا الضرب المبرح الهستيري من قوات الاحتلال الإسرائيلي, وإن تعجب فعجب قول الاحتلال الإسرائيلي انه لم يعتدِ على احد من أهلنا ولم يجرح أحدا من أهلنا في هذا اليوم في المسجد الأقصى!! وهذا يعكس مدى الاضطراب السلوكي الذي بات يعاني منه الاحتلال الإسرائيلي ومدى ما بات يعاني من تخبط نفسي مجبول بالوحشية والقسوة والأذى والإرهاب والعداء والدموية, فهو يعشق حصار المسجد الأقصى المحتل ويعشق رجمه بالقنابل الغازية والصوتية وإطلاق الرصاص المطاطي أو الناري فيه, ويعشق ضرب أهلنا في المسجد الأقصى بكل ما يملك من أدوات القهر ليكون فيهم فيما بعد الشهيد أو الجريح أو المعتقل, ولكن في نفس الوقت فإن هذا الاحتلال الإسرائيلي يعشق بعد كل ذلك أن يبقى كالحمل الوديع وكحمامة السلام وكالثوب الأبيض الخالي من أي وسخ ولو كان بحجم حبة السمسم, ولذلك فإن محاولة هذا الاحتلال الإسرائيلي الجمع بين الوحشية والقسوة والأذى والإرهاب والعداء والدموية من جهة وادعاء الوداعة والرفق واللين من جهة أخرى, إن هذه المحاولة الفاجرة السخيفة للجمع بين هذه المتناقضات لا تزال تدفع هذا الاحتلال الإسرائيلي لمواصلة شن عدوانيته على المسجد الأقصى وعلى أهلنا المرابطين فيه منذ عشرات السنوات, ولكن حري بهذا الاحتلال الإسرائيلي الذي يدعي الذكاء الخارق أن يعلم أن أدوات قهره وقمعه وعدوانيته لو كانت ستخيف أهلنا لأخافتهم قبل خمسين سنة أو أكثر, ولو كانت هذه الأدوات القذرة ستبعدهم عن المسجد الأقصى لأبعدتهم عنه قبل خمسين سنة أو أكثر, ولكن هيهات هيهات, فها هم أهلنا في المسجد الأقصى وخارجه لا يزالون يرددون: بالروح بالدم نفديك يا أقصى!!
وفي هذا اليوم الأحد الموافق 25-10-2009م تجرأ الاحتلال الإسرائيلي وتجاوز الخطوط الحمراء كلها, التي كان قد تجاوزها أصلا قبل عشرات السنوات, وعَطَّل في هذا اليوم مكبرات صوت المسجد الأقصى المحتل, وبذلك منع عن سبق إصرار رفع الأذان في المسجد الأقصى المحتل, وهكذا حل موعد أذان الظهر وأذان العصر في هذا اليوم في المسجد الأقصى المحتل إلا انه لم يرتفع في سماء القدس والمسجد الأقصى المحتلـَّيْن وظل محاصرا كجزء من المحاصرين في هذا اليوم في المسجد الأقصى المحتل (ومن أظلم ممن منع مساجد الله أن يذكر فيها اسمه وسعى في خرابها), ولأن المسجد الأقصى المحتل ما أذن فيه مؤذن في هذا اليوم فقد دخل الناس في حيص-بيص واضطرب عليهم الأمر وأُشكل عليهم الموقف وصلوا صلاتهم على هيئة جماعات متفرقة في أكثر من موقع من المسجد الأقصى المحتل, وهو ارتباك غير معهود يعود بذاكرتنا إلى الارتباك الذي سقط على أهل بيت المقدس وأكناف بيت المقدس عندما دهمتهم ودهمت القدس والمسجد الأقصى زحوف الصليبيين الأوروبيين وراحت تعيث فسادا وتخريبا وتدنيسا في المسجد الأقصى!!
وفي هذا اليوم الأحد الموافق 25-10-2009م استباحت قوات الاحتلال الإسرائيلي لنفسها كل شيء لدرجة أنها قامت باعتقال الكثير من أهلنا لأنهم اعتكفوا ليلة هذا اليوم في المسجد الأقصى المحتل, ثم قامت هذه القوات الاحتلالية الإسرائيلية باعتقال بعض حراس المسجد الأقصى, وهذا يعني أن هذا الاحتلال الإسرائيلي قد انحط إلى أدنى انحطاط وتسلق ذروة الإسفاف, لأن كل عاقل كان ولا يزال يسأل قائلا: إذا أصبح حراس المسجد الأقصى ممنوعين من دخول المسجد الأقصى المحتل في حسابات الاحتلال الإسرائيلي فمن هو المسموح له إذن بدخول المسجد الأقصى المحتل؟! وإذا أصبح وجود حراس المسجد الأقصى في المسجد الأقصى المحتل غير شرعي في حسابات الاحتلال الإسرائيلي ويستحقون الاعتقال فورا فهل وجود قوات الاحتلال الإسرائيلي المدججة بالسلاح هو الوجود الشرعي في المسجد الأقصى المحتل؟! أليس هو الوجود الباطل الذي يجب أن يزول مع وجوب زوال الاحتلال الإسرائيلي؟! وهل وجود آلاف السائحين والسائحات الأجانب شبه العراة هو الوجود الشرعي في المسجد الأقصى المحتل؟! سيما وأن بعضهم تبادلوا القبلات وبعضهم أقاموا حلقات تدخين وبعضهم ساروا في هيئات فاضحة في المسجد الأقصى المحتل؟! أليس هو الوجود الباطل الذي يجب أن يزول مع وجوب زوال الاحتلال الإسرائيلي لأن هذا الاحتلال الإسرائيلي هو الذي يوفر الحماية المسلحة لاقتحامات هؤلاء السائحين والسائحات المدنسة للمسجد الأقصى المحتل؟!
وفي هذا اليوم الأحد الموافق 25-10-2009م وبعد أن فتلت قوات الاحتلال الإسرائيلي عضلاتها على المسجد الأقصى المحتل وعلى أهلنا فيه, وبعد أن ارتكبت كل هذه السلوكيات الخرقاء, وإذ بواحد من مَلئِها المغررين يخرج على وسائل الإعلام في ختام هذا اليوم ويعلن أن (جبل الهيكل) – وهو الاسم ألاحتلالي المزيف الذي يطلقه الاحتلال الإسرائيلي على المسجد الأقصى - أنه ستفتح أبوابه في الأيام القادمة لكل أصحاب الديانات كي يؤدوا طقوسهم الدينية فيه!! وهو إعلان قبيح في غاية القبح وأرخص من أن نرد عليه!! ولكن إلى جانب ذلك نؤكد مرة بعد مرة لكل ملأ الاحتلال الإسرائيلي أن المسجد الأقصى كان ولا يزال وسيبقى هو بيت الله, وما كان ولن يكون في يوم من الأيام (بيت- دعارة)!! يفرض عليه بقوة السلاح الاحتلالي أن يفتح أبوابه لكل زناة الليل حتى يدخلوه ويلقوا برذائلهم فيه!!
هو المسجد الأقصى أولى القبلتين وثاني المسجدين ومسرى رسول الله, واسأل الله تعالى أن يقطع لسان كل من يقول غير ذلك.
-يتبع- | |
| | | bassam65 عضو ماسي
عدد المساهمات : 3455 نقاط : 20893 تاريخ التسجيل : 11/11/2009 العمر : 59 الموقع : سوريا
| موضوع: رد: ساعات مصيرية في تاريخ الاقصى الإثنين يناير 04, 2010 2:43 am | |
| [size=12]ساعات مصيرية في تاريخ المسجد الأقصى (6)
بقلم: الشيخ رائد صلاح - رئيس الحركة الاسلامية بالداخل الفلسطيني
على اثر كل المقالات السابقة التي كتبتها تحت هذا العنوان (ساعات مصيرية في تاريخ المسجد الأقصى) فان ما بات يميز حمى هذا الاحتلال الإسرائيلي الذي لا يزال يصعد عدوانيته ضد القدس والمسجد الأقصى المحتلين أمور كثيرة هي في غاية الأهمية والخطورة وحري بنا أن نقف عليها وان نحيط بها وبتبعاتها وان نستوعب مدلولاتها وما تمليه علينا من واجبات نصرة للقدس والمسجد الأقصى المحتلين ومن أهم هذه الأمور الكثيرة ما يلي: -
1- لقد بات واضحا لكل عاقل أن الحرب التي أعلنها الاحتلال الإسرائيلي عام 1967م على القدس والمسجد الأقصى لم تتوقف حتى الآن وان تغيرت نوعية الأسلحة المدمرة من فترة إلى أخرى منذ ذاك العام فالاحتلال الإسرائيلي هو الاحتلال الإسرائيلي الذي لا يزال يعلن هذه الحرب الضروس المتوحشة وهو الذي وضع لهذه الحرب الضروس المتوحشة أهدافا ويبدو انه سيواصل شن هذه الحرب الضروس المتوحشة حتى يحقق في حساباته الاحتلالية كل تلك الأهداف!! وهي أهداف لم تعد سرية ولم تعد خافية على احد فان هذا الاحتلال الإسرائيلي بات يصرح بها بين الفترة والأخرى وبات يعلن انه يحلم بتهويد القدس المحتلة ويحلم بفرض سيطرة احتلالية مطلقة على المسجد الأقصى المحتل تمكنه في قادمات الأيام فرض تقسيم المسجد الأقصى بقوة السلاح بين المسلمين واليهود ثم بناء هيكل أسطوري مزعوم كذاب على حساب المسجد الأقصى المحتل ولذلك فان القدس والمسجد الأقصى المحتلين لا يزالان يعيشان تحت وطأة هذه الحرب الضروس المتوحشة منذ أكثر من أربعين عاما وان غاب استخدام الطائرات والدبابات والصواريخ والمدافع في هذه الحرب مؤقتا!! فان إصرار الاحتلال الإسرائيلي مواصلة احتلال القدس والمسجد الأقصى هو إصرار على مواصلة شن هذه الحرب الضروس المتوحشة ضدهما وان إصرار الاحتلال الإسرائيلي مواصلة وضع يده الاحتلالية على ارض القدس وبيوتها ومقدساتها ومؤسساتها بغية تهويدها هو إصرار على مواصلة شن هذه الحرب الضروس المتوحشة ضدهما وان إصرار الاحتلال الإسرائيلي مواصلة السيطرة على المسجد الأقصى فوق الأرض وتحتها والسيطرة على كل ما يدور فيه وحوله يوميا هو إصرار على مواصلة شن هذه الحرب الضروس المتوحشة ضدهما وان كان ضحايا الحروب هم قتلى وجرحى ومشردين من البشر في العادة فان ضحايا هذه الحرب الضروس المتوحشة هو قتل أو جرح أو تشريد لجانب هام وثمين وجوهري من أقدس مقدساتنا ومن أغلى ما نملك من تاريخ إسلامي عربي ومن حضارة إسلامية عربية حفظتها خزينة القدس والمسجد الأقصى المحتلين. وغني عن البيان أن هذه الحرب الضروس المتوحشة لن تتوقف حتى زوال الاحتلال الإسرائيلي غير مأسوف عليه عن القدس والمسجد الأقصى المحتلين في اقرب وقت بإذن الله تعالى وعسى أن يكون اقرب.
2- لقد بات واضحا لكل عاقل أن الاحتلال الإسرائيلي بات يسعى جاهدا لتحويل الدفاع عن القدس والمسجد الأقصى المحتلين إلى تهمة, فيكفي أن تدعو إلى إنقاذ العائلات المقدسية من خطر طردها من بيوتها حتى تصير متهما في نظر الاحتلال الإسرائيلي, ويكفي أن تدعو إلى إنقاذ البيوت المقدسية من خطر هدمها – وهي بالآلاف- حتى تصير متهما في نظر الاحتلال الإسرائيلي, ويكفي أن تدعو إلى إنقاذ المجتمع المقدسي من الانهيار حتى تصير متهما في نظر الاحتلال الإسرائيلي, ويكفي أن تدعو إلى إنقاذ كل مؤسسات القدس واقتصاد القدس وشباب القدس ومستوى التعليم في القدس والتماسك الأسري والاجتماعي في القدس حتى تصير متهما في نظر الاحتلال الإسرائيلي, لا بل يكفي أن تدعو إلى اعمار ما يمكن اعماره من بيوت القدس والى حل أزمة السكن الخانقة في القدس والى دعم صمود أهلنا المقدسيين في القدس حتى تصير متهما في نظر الاحتلال الإسرائيلي, ويكفي أن تدعو إلى اعمار المسجد الأقصى والى مواصلة الرباط فيه وأداء الصلاة فيه والاعتكاف فيه حتى تصير متهما في نظر الاحتلال الإسرائيلي, ويكفي أن تدعو إلى دعم مسيرة البيارق التي توفر الحافلات مجانا لنقل أهلنا من الداخل الفلسطيني يوميا إلى المسجد الأقصى حتى تصير متهما في نظر الاحتلال الإسرائيلي, ويكفي أن تفضح كل مظاهر عدوانية الاحتلال الإسرائيلي على المسجد الأقصى كحفر الأنفاق تحته وتوفير الحماية العسكرية لاقتحامه يوميا من قبل زرافات من المجتمع الإسرائيلي وحشود السائحين والسائحات الأعاجم, يكفي أن تفضح كل ذلك وغيره حتى تصير متهما في نظر الاحتلال الإسرائيلي, ويكفي أن تلقي درسا في المسجد الأقصى, أو أن تصلي في إحدى رحابه, وبالذات الرحاب الممتدة القريبة من باب المغاربة, أو أن تدخل طعام صيام تطوعي إلى المسجد الأقصى حتى تصير متهما في نظر الاحتلال الإسرائيلي, ويكفي أن تقول: (بالروح بالدم نفديك يا أقصى) حتى تصير متهما في نظر الاحتلال الإسرائيلي, وقد يعتقلك فيما بعد الاحتلال الإسرائيلي, وقد يفتح ضدك ملفات قضائية ما انزل الله بها من سلطان, وقد يدخلك السجن رغم انه المحتل وأنت الضحية, وقد يمنعك من دخول القدس المحتلة لأيام وأسابيع, وقد يمنعك من دخول المسجد الأقصى المحتل لأشهر وسنوات, وقد تجد نفسك شهيدا أو جريحا أو طريدا لأنك تجرأت ولبيت نداء استغاثة القدس والمسجد الأقصى المحتلين.
3- ولذلك, فقد كان ولا يزال هذا الاحتلال الإسرائيلي حريصا على إحباط كل المشاريع التي كانت ولا تزال تهدف إلى نصرة القدس والمسجد الأقصى المحتلين, فهو الاحتلال الإسرائيلي الذي بات يمنع منذ أواخر التسعينيات إدخال أية مواد اعمار إلى المسجد الأقصى, ولو كانت بحجم قبضة اليد, كي يمنعنا من مواصلة الإسهام باعمار المسجد الأقصى, بسيادة ورعاية وإدارة هيئة الأوقاف, وهو الاحتلال الإسرائيلي الذي بدأ, منذ بداية 10-2009م, بنصب حواجز عسكرية على بعد 200كم عن القدس والمسجد الأقصى المحتلين بهدف إحباط مشروع مسيرة البيارق الذي تقوم عليه مؤسسة الأقصى منذ أواخر التسعينات, والذي كان ولا يزال يهدف إلى توفير عشرات الحافلات مجانا لنقل أهلنا من الداخل الفلسطيني إلى القدس والمسجد الأقصى المحتلين يوميا لإنعاش القدس, والرباط في المسجد الأقصى, وأداء الصلاة فيه, والاعتكاف في رحابه, وهو الاحتلال الإسرائيلي الذي بات يستهجن علينا الرباط في المسجد الأقصى مدعيا أن الدعوة إلى الرباط في المسجد الأقصى تدعو إلى إشعال القدس طامعا من وراء خطابه الأرعن هذا أن يحبط مشروع الرباط في المسجد الأقصى, وهو الاحتلال الإسرائيلي الذي بات يعتقل من يعتكف في المسجد الأقصى بتهمة انه يعتكف في المسجد الأقصى!! طامعا الاحتلال الإسرائيلي من وراء ذلك أن يحبط مشروع الاعتكاف في المسجد الأقصى الذي هو حق عبادي ديني ابدي لنا في المسجد الأقصى, وهو الاحتلال الإسرائيلي الذي بات يطمع من وراء كل هذه الممارسات إلى فرض قطيعة بين القدس والمسجد الأقصى المحتلين من جهة والأهل في الداخل الفلسطيني من جهة أخرى, لا بل إلى فرض قطيعة بينهما من جهة والأهل المقدسيين من جهة أخرى, كما بات يفرضها اليوم بقوة السلاح وسطوة الحواجز العسكرية وغرقد الجدر العنصرية بين القدس والمسجد الأقصى المحتلين من جهة والضفة الغربية وقطاع غزة من جهة أخرى.
4- ولقد بات واضحا لكل عاقل أن هذا الاحتلال الإسرائيلي بات يسعى جاهدا لتحويل التمسك بالثوابت الأبدية المرتبطة بالقدس والمسجد الأقصى المحتلين إلى تهمة, فيكفي أن تقول القدس والمسجد الأقصى المحتلان حق إسلامي عربي فلسطيني ابدي حتى تصير متهما في نظر الاحتلال الإسرائيلي, ويكفي أن تقول الوجود الإسرائيلي في القدس والمسجد الأقصى هو وجود احتلالي وليس وجودا طبيعيا حتى تصير متهما في نظر الاحتلال الإسرائيلي, ويكفي أن تقول أن الاحتلال الإسرائيلي لا سيادة له في القدس والمسجد الأقصى المحتلين وقد ولد باطلا وعاش باطلا وسيموت باطلا ولأنه باطل فهو إلى زوال, يكفي أن تقول ذلك حتى تصير متهما في نظر الاحتلال الإسرائيلي, ويكفي أن تقول لا مكان لأي هيكل أسطوري مزعوم كذاب في القدس والمسجد الأقصى المحتلين حتى تصير متهما في نظر الاحتلال الإسرائيلي, ويكفي أن تقول لا حل لمأساة القدس والمسجد الأقصى المحتلين إلا بزوال الاحتلال الإسرائيلي عنهما زوالا قريبا غير مأسوف عليه بإذن الله تعالى, يكفي أن تقول ذلك حتى تصير متهما في نظر الاحتلال الإسرائيلي, ويكفي أن تقول أن كل ثانية تمر على الاحتلال الإسرائيلي في القدس والمسجد الأقصى المحتلين هي جريمة يرتكبها هذا الاحتلال الإسرائيلي المشؤوم حتى تصير متهما في نظر الاحتلال الإسرائيلي, ويكفي أن تقول لا حق لكل الشعب اليهودي في كل العالم ولو في ذرة تراب من المسجد الأقصى المحتل أو في حجر من القدس المحتلة حتى قيام الساعة يكفي أن تقول ذلك حتى تصير متهما في نظر الاحتلال الإسرائيلي, ويكفي أن تقول أن القدس والمسجد الأقصى هما قضية إسلامية عربية وليسا مجرد قضية فلسطينية حتى تصير متهما في نظر الاحتلال الإسرائيلي, ويكفي أن تقول أن إصرار الاحتلال الإسرائيلي على استمرار وجوده الباطل وسيادته الباطلة في القدس والمسجد الأقصى المحتلين هو إعلان حرب على كل مسلم وعلى كل عربي في كل العالم لا بل وعلى كل إنسان حر في كل العالم كما انه إعلان حرب على كل فلسطيني في كل العالم يكفي أن تقول ذلك حتى تصير متهما في نظر الاحتلال الإسرائيلي, ويكفي أن تقول أن قضية القدس والمسجد الأقصى المحتلين لا تقبل التفاوض ولا التنازل ولا التقسيم ولا التدويل ولا التعطيل بل هي حق إسلامي عربي فلسطيني ابدي ولا قيمة للأمة الإسلامية ولا للعالم العربي ولا للشعب الفلسطيني بدونهما يكفي أن تقول ذلك حتى تصير متهما في نظر الاحتلال الإسرائيلي, وعليك أن تتوقع غير خائف ولا آسف ولا نادم ولا متلعثم ولا متراجع ولا محبط انك إن تمسكت بكل هذه الثوابت وحتى ببعضها ثم جهرت بها لا تخاف إلا الله فستجد نفسك مطاردا من قبل المخابرات الإسرائيلية, وستجد نفسك مضطرا للمثول في أروقة المحاكم الإسرائيلية كمتهم في تهمة تلو تهمة تلو تهمة ثم ستجد نفسك على أبواب المعتقلات والسجون الإسرائيلية ثم ستجد نفسك يطاردك الإعلام العبري بكل لفظ قبيح وبكل تهمة رخيصة وبكل إشاعة ساقطة ولكن لو وقع عليك كل ذلك فلا عليك لأنك ما دمت متمسكا بكل هذه الثوابت فقد عرفت فألزم وسر ولا تلفت للوراء منتصرا للقدس والمسجد الأقصى المحتلين.
5- ولقد بات واضحا لكل عاقل أن الاحتلال الإسرائيلي يحاول, إلى جانب كل ما قلت, إلصاق سيل من التهم بالحركة الإسلامية, ومطاردة العشرات منها, ومواصلة محاكمتهم في المحاكم الإسرائيلية, وفرض الشروط العقابية عليهم سلفا, قبل أن يصدر في حق احدهم أي قرار قضائي أخير, فهناك من هو ممنوع منهم منذ عام 2007م من الاقتراب من القدس القديمة والمسجد الأقصى على بعد 150م, وهناك من هو ممنوع منهم من الاجتماع بأكثر من سبعة أشخاص في أي مكان عام في القدس المحتلة منذ عام 2007م, وهناك من هو ممنوع منهم من الدخول إلى المسجد الأقصى حتى الآن, وهناك من كان ممنوعا منهم من الدخول إلى القدس المحتلة لأيام وأسابيع, وهناك من لا يزال منهم رهن المحاكمات التي لا نهاية لها على ما يبدو لا لسبب إلا لان الحركة الإسلامية أخذت على عاتقها التمسك بكل الثوابت الأبدية المتعلقة بالقدس والمسجد الأقصى المحتلين والجهر بكل هذه الثوابت ومناصرة كل هذه الثوابت حتى النهاية بلا خوف من مطاردة ولا من تهديد ووعيد ولا زعيق ونعيق ولا تسطيح وإشاعة قد تلوكها أبواق الاحتلال الإسرائيلي, وقد يلوكها عدد شاذ من بني جلدتنا, مع شديد الأسف, وحسابهم على الله تعالى, ولذلك فان كنت ناصحا الحركة الإسلامية فاني انصحها أن تتمسك بما هي عليه في قضية القدس والمسجد الأقصى المحتلين, وان تعض عليه بالنواجذ وان تؤكد مرة بعد مرة أن هذه الثوابت الخالدة ليست ثوابت الحركة الإسلامية فقط, بل هي ثوابت كل الأمة الإسلامية والعالم العربي والشعب الفلسطيني لان قضية القدس والمسجد الأقصى المحتلين أصلا –وكما هو معلوم بداهة- ليست قضية الحركة الإسلامية فقط, بل هي قضية الأمة الإسلامية والعالم العربي والشعب الفلسطيني, ولأنها قضية بهذا الحجم وبهذا الاعتبار فهي قضية نعطي لها ولا نأخذ منها, ونضحي من اجلها ولا نربح منها, ونصدق معها ولا نزايد عليها, ونخذل عنها ولا نخذلها, وهي قضية ساطعة واضحة كسطوع ووضوح الشمس ليس دونها سحاب, ونحن جزء منها, ومواقفنا جزء منها, وقناعاتنا جزء منها ومن كل ثوابتها, وليس العكس. والويل ثم الويل إن ظن البعض من بني جلدتنا أن قضية القدس والمسجد الأقصى المحتلين هي جزء من مواقفه ومن قناعاته ومن ثوابته القائمة كلها على مزاج شخصي متغير. وعلى قدر أهل العزم تأتي العزائم, وتأتي على قدر الكرام المكارم.
6- ولذلك فان الحركة الإسلامية وهي تتمسك بكل هذه الثوابت الخالدة المتعلقة بقضية القدس والمسجد الأقصى المحتلين ما تمنت لقاء العدو, بدافع التهور, كما حاول البعض أن يشيع عليها, ولم تندفع بلا تكافؤ, لاستعداء الاحتلال الإسرائيلي عليها, كما حاول البعض أن يرجم الحركة الإسلامية من وراء مكتبه, من بعيد, بل تمسكت بجرأة الحق في مقابل جرأة الباطل, وثبتت على هذا الموقف, فبدافع من جرأة الباطل نسب الاحتلال الإسرائيلي لنفسه وجودا مشروعا وسيادة مشروعة وسلوكا مشروعا في القدس والمسجد الأقصى المحتلين, وبدافع من جرأة الحق, صرخت الحركة الإسلامية في وجه الاحتلال الإسرائيلي, وكانت ولا تزال تؤكد له أن وجودك في القدس والمسجد الأقصى المحتلين هو وجود احتلالي, وسيادتك فيهما هي سيادة احتلالية, وسلوكك فيهما هو سلوك باطل, ولذلك فأنت من الباطل خرجت والى الباطل ستعود.
-يتبع -
[/size] | |
| | | bassam65 عضو ماسي
عدد المساهمات : 3455 نقاط : 20893 تاريخ التسجيل : 11/11/2009 العمر : 59 الموقع : سوريا
| موضوع: رد: ساعات مصيرية في تاريخ الاقصى الإثنين يناير 04, 2010 2:46 am | |
| [size=12]ساعات مصيرية في تاريخ المسجد الأقصى (7)
بقلم: الشيخ رائد صلاح - رئيس الحركة الاسلامية بالداخل الفلسطيني
في ختام سلسلة هذه المقالات التي كتبتها تحت عنوان (ساعات مصيرية في تاريخ المسجد الأقصى) فإنني سأتناول سؤالا كان ولا يزال يُطرح على الكثيرين منا خلال الحوارات الإعلامية، وبالذات تلك الحوارات الإعلامية التي تجريها بعض الفضائيات العربية –مشكورة- ومفاد هذا السؤال: ما هو الدور الإسلامي والعربي المطلوب لنصرة القدس والمسجد الأقصى المحتلـَّيْن؟! وحول هذا السؤال أسجل هذه الملاحظات علها تسهم في الإجابة عليه:
1- الدور الإسلامي والعربي له أكثر من مُركّب؛ فهناك دور الحكام وهناك دور الشعوب وهناك دور الإعلام وهناك دور القيادات الدينية والفكرية والحزبية وهناك دور المؤسسات الأهلية وهناك دور الجاليات المسلمة والعربية في بلاد المهجر المختلفة وهناك دور الحركات الطلابية والجامعية وهناك دور الحركة الأدبية والفنية والاقتصادية، والوضع المثالي أن تكون هذه الأدوار مكملة لبعضها. ولكن تعالوا لنتفق أنه إذا تقاعس أحد هذه المركبات عن دوره فهو مدان وتقاعسه مرفوض وغير معذور ولكن تقاعسه ليس مبررا لسائر هذه المركبات أن تتقاعس عن دورها، ثم تعالوا بنا لنتفق أن الدور المطلوب من كل مركب ليس دورا مزاجيا يقوم على قاعدة "رد الفعل"، وليس دورا لمرة واحدة من باب "إسقاط واجب"، وليس دورا خجولا من باب "ليس بالإمكان أحسن مما كان"، وليس من باب التظاهرة العاطفية حتى لا يقال لماذا أنتم صامتون ومتفرجون، وليس من باب تنفيس كبت في صدور الشعوب حتى لا تنفجر مرة واحدة، وليس من باب التضامن على قاعدة "تسجيل موقف" ولا على قاعدة "ضريبة كلامية" ولا على قاعدة "مكسب حزبي".
2- إنّ أي دور من هذا القبيل هو دور مرفوض وغير معذور، بغض النظر عن المركّب الذي صدر عنه هذا الدور. والدور المطلوب هو الدور القائم على قناعة لا ريب فيها أن قضية القدس والمسجد الأقصى المحتلـَّيْن هي قضية إسلامية عربية وليست قضية فلسطينية فقط، وهي قضية كل مسلم وعربي وليست قضية كل فلسطيني فقط. وما دامت القدس والمسجد الأقصى محتلـَّيْن فإن كل الوطن الإسلامي والعربي محتل وإن كل مسلم وكل عربي محتل وليست فلسطين هي المحتلة فقط وليس كل فلسطيني هو المحتل فقط. وما دام الاحتلال الإسرائيلي كان ولا يزال يتجرأ على احتلالهما فإنه بذلك كان ولا يزال يتجرأ على إعلان الحرب على كل الوطن الإسلامي والعربي وعلى كل مسلم وعربي وليس على فلسطين والشعب والفلسطيني فقط. وما دامت القدس والمسجد الأقصى محتلـَّيْن فإن كل الوطن الإسلامي والعربي بلا كرامة، وإن كل مسلم وعربي بلا كرامة، كما أن فلسطين اليوم بلا كرامة، وكما أن كل فلسطيني اليوم بلا كرامة، ولن تعود هذه الكرامة المفقودة على الصعيد الإسلامي والعربي والفلسطيني إلا إذا زال الاحتلال الإسرائيلي -غير مأسوف عليه- عن القدس والمسجد الأقصى المحتلـَّيْن بإذن الله تعالى. ولذلك فإن الانتصار للقدس والمسجد الأقصى المحتلـَّيْن هو انتصار للوطن الإسلامي والعربي، وهو انتصار لكل مسلم وعربي، كما أنه انتصار لفلسطين ولكل فلسطيني، وهو تحرير خالص واستقلال صادق لكل شبر من أرض الوطن الإسلامي والعربي ولكل شبر من أرض فلسطين. وهذا يعني أن قضية القدس والمسجد الأقصى المحتلـَّيْن هي قضية مصيرية نختار من خلالها أن نكون أو لا نكون، وأن نعز أو نذل، وأن نتحرر أو نـُستعبد، وأن نستقل أو نـُستعمر، وأن نفلح أو نخيب، وأن نصنع الحياة الدنيا أو تلفظنا بلا أسف، وأن نفوز بالحياة الآخرة أو نخزى فيها إلى الأبد، وما سوى ذلك فكل الذي فوق التراب تراب.
3- وعلى هذا الأساس فمن أجل خطوة جادة إلى الأمام لنصرة القدس والمسجد الأقصى المحتلـَّيْن لا بد من إقامة وزارة تحت اسم وزارة "نصرة القدس والمسجد الأقصى المحتلـَّيْن" في كل نظام حكم إسلامي وعربي، كيما تبقى قضية القدس والمسجد الأقصى المحتلـَّيْن على جدول الاهتمام اليومي والبحث والدراسة اليومية والنصرة والمؤازرة اليومية في كل نظام حكم إسلامي وعربي، وكيما يخصص لهذه القضية رجالها وتخصصاتها وميزانياتها وأدواتها ووسائلها في كل نظام حكم إسلامي وعربي، فإلى جانب وزارة البيئة والى جانب وزارة الرياضة والشباب وإلى جانب وزارة المرأة وإلى جانب وزارة الآداب والفنون وإلى جانب سائر الوزارات وهي بالعشرات، لا بد من إقامة وزارة "نصرة القدس والمسجد الأقصى".
4- وقد يقول لي قائل: أنت متطرف في التفاؤل؛ فالقدس والمسجد الأقصى المحتلان في واد والأمة الإسلامية والعالم العربي في واد آخر، وقد أسمعت لو ناديت حيا ولكن لا حياة لمن تنادي.
ولكن مع وجود هذا المثبط الذي قد يكون معذورا، فلا بد من إقامة وزارة "نصرة القدس والمسجد الأقصى المحتلـَّيْن" في كل نظام حكم إسلامي وعربي، وإلا على الأقل فلا بد من إنشاء لجنة برلمانية باسم لجنة "نصرة القدس والمسجد الأقصى المحتلـَّيْن" في كل برلمان إسلامي وعربي - وذلك أضعف الإيمان- وليس بعد ذلك مثقال حبة خردل من أي انتماء رسمي صادق إسلامي أو عربي إلى القدس والمسجد الأقصى المحتلـَّيْن. ولماذا لا تقام مثل هذه اللجنة البرلمانية في كل برلمان إسلامي وعربي إلى جانب مئات اللجان البرلمانية المقامة فيها؟ وإلا فهل من العدل أن يقام في كل برلمان إسلامي وعربي لجنة لمكافحة الدخان ولجنة لمكافحة الإرهاب ولجنة لمكافحة المخدرات والمسكرات ولجنة للحفاظ على التراث والآثار إلى جانب عشرات اللجان القائمة أصلا، ولا تقام لجنة لنصرة القدس والمسجد الأقصى المحتلـَّيْن؟
5- ثم لا بد من إعداد مناهج تعليمية وتربوية إلزامية تقوم عليها منظمة المؤتمر الإسلامي أو الجامعة العربية، بحيث تتناول هذه المناهج قضية القدس والمسجد الأقصى المحتلـَّيْن وتخاطب بالأسلوب المناسب كل جيل من طلبة المدارس في العالم الإسلامي والعربي منذ المرحلة الابتدائية حتى المرحلة الثانوية، بهدف أن تزرع الفهم الواعي المشترك في عقلية كل طالب مسلم وعربي وفلسطيني حول القدس والمسجد الأقصى المحتلـَّيْن، وحول مكانتهما وحول مأساتهما اليوم وحول الواجب المطلوب لنصرتهما، وبذلك قد ننجح في إعداد الجيل الإسلامي والعربي والفلسطيني المتحرّق على مأساة القدس والمسجد الأقصى المحتلـَّيْن والساعي منذ نعومة أظفاره لنصرتهما. وهذا يعني أنه لا بد من إعداد مناهج تعليمية وتربوية إلزامية تقوم منظمة المؤتمر الإسلامي أو الجامعة العربية بتبنـّيها أو إعدادها، ثم تقوم بتعميمها على كل وزارات التربية والتعليم في الوطن الإسلامي والعربي بهدف أن تقوم كل وزارة من هذه الوزارات بإلزام كل مدرسة تخضع لها بضمها إلى برامجها التعليمية والتربوية الإلزامية وتدريسها لكل طلبتها، كلّ وفق ما يناسبه.
6- ثم لا بد من استثمار عشرات السفارات المسلمة والعربية والفلسطينية المنتشرة في كل الأرض، ولا بد من تحويلها إلى منابر إعلامية دائبة على توعية كل أهل الأرض بحقيقة مأساة القدس والمسجد الأقصى المحتلـَّيْن وبحقيقة ما يرتكبه الاحتلال الإسرائيلي من جرائم يومية ضدهما، ثم صناعة رأي عام عالمي يدعو إلى ضرورة إنهاء الاحتلال الإسرائيلي كحَلّ ضروري لا بد منه لإنقاذ القدس والمسجد الأقصى المحتلـَّيْن مما يعانيان من خطر يزداد يوما بعد يوم.
7- ثم لا بد من الإجماع الصادق والشفاف على اعتبار القدس والمسجد الأقصى المحتلـَّيْن ثابتا أبديا من ثوابت تفكير وتخطيط وسلوك كل نظام حكم إسلامي وعربي. وإذا ما تم ذلك فإنّ كل نظام حكم إسلامي وعربي سيدرك أنه لا يعقل أن يقيم أية علاقات سياسية أو دبلوماسية أو اقتصادية أو فنية أو إعلامية أو رياضية أو أمنية مع الاحتلال الإسرائيلي، لأن ذلك سلوك باطل ولأن من شأنه أن يزيد جرأة الاحتلال الإسرائيلي، وسيدرك كل نظام حكم إسلامي وعربي أنه لا يعقل أن يواصل الاحتلال الإسرائيلي ارتكاب جرائمه يوميا ضد القدس والمسجد الأقصى المحتلـَّيْن، وفي نفس الوقت يواصل أي نظام حكم إسلامي أو عربي الحفاظ على أي مظهر لأية علاقات مع الاحتلال الإسرائيلي على تصعيد جرائمه ضد القدس والمسجد الأقصى المحتلـَّيْن يوميا، ولذلك سيدرك كل نظام حكم إسلامي وعربي كان -لظرف ما وسبب ما- قد أقام "علاقات ما" مع الاحتلال الإسرائيلي؛ سيدرك أنه ملزم بضرورة الإسراع لقطع كل هذه العلاقات، وسيدرك أنه ملزم بإعلان الانحياز إلى القدس والمسجد الأقصى المحتلـَّيْن على حساب أية علاقات كانت مع الاحتلال الإسرائيلي مهما كانت.
8- ثم لا بد أن تدرك كل الأنظمة الحاكمة في العالم الإسلامي والعربي أنه لا بد لها من أن تنحاز إلى هموم وطموحات شعوبها وإلى آلامها وآمالها وإلى أحزانها وأفراحها. ثم لا بد أن تدرك كل هذه الأنظمة أن الشعوب المسلمة والعربية لا تحيى بالخبز وحده، وقد تأكل هذه الشعوب الخبز الكثير حتى التخمة وتبقى تعاني من الجوع؛ ليس بسبب افتقارها إلى الخبز ومشتقاته، بل بسبب افتقارها إلى الكرامة، وأنّى لها أن تهنأ بكرامة والقدس والمسجد الأقصى محتلان منذ أكثر من أربعين عاما ولا يزالان يطلقان نداء استغاثة لإنقاذهما من ويلات الاحتلال الإسرائيلي؟ ولذلك لا بدّ أن تدرك هذه الأنظمة أنه لا بدّ من إطلاق العنان لكل الشعوب المسلمة والعربية وتوفير أجواء الحريات لها كي تتمتع هذه الشعوب بكامل الحق للتعبير عن رأيها نصرة للقدس والمسجد الأقصى المحتلـَّيْن، ثم كي تبادر هذه الشعوب للقيام بكل النشاطات الشعبية الراشدة والمشروعة نصرة للقدس والمسجد الأقصى المحتلـَّيْن، وأنا على يقين أنّ الشعوب المسلمة والعربية إذا قامت بدور شبيه أو قريب من الدور الذي قامت به لنصرة غزة العزة -عندما وقفت في وجه الحرب المتوحشة التي شنها الاحتلال الإسرائيلي عليها في آخر عام 2008م- إذا قامت بمثل هذا الدور أو ما هو قريب منه فسيكون لذلك الأثر الايجابي الجذري على القدس والمسجد الأقصى المحتلـَّيْن، وصدق من قال: "سنفهم الصخر إن لم يفهم البشر إنّ الشعوب إذا هبت ستنتصر".
9- وإلى جانب كل ما ذكرت فلا بدّ أن تبادر كتل الائتلاف أو المعارضة في أي برلمان في أي نظام حكم إسلامي أو عربي إلى مواصلة طرح قضية القدس والمسجد الأقصى المحتلـَّيْن على جدول الأعمال والبحث في كل برلمان منها، ولا أدري هل الأجواء مناسبة كي تتفق كل البرلمانات في العالم الإسلامي والعربي على يوم واحد كل عام يتم تخصيصه للحديث في كل هذه البرلمانات عن مأساة القدس والمسجد الأقصى المحتلـَّيْن، وما هو الدور المطلوب لنصرتهما؟ ولا أدري هل الأجواء مناسبة لإنشاء هيئة عالمية تتكون من كل البرلمانات في العالم الإسلامي والعربي تهدف إلى مواصلة نصرة القدس والمسجد الأقصى المحتلـَّيْن، ولتكن هذه الهيئة باسم "الهيئة البرلمانية العالمية لنصرة القدس والمسجد الأقصى المحتلـَّيْن"؟! وهل سيَنتج عن هذه الهيئة خطوات عمل جادة تسعى حقيقة لنصرة القدس والمسجد الأقصى المحتلـَّيْن وتبرهن بلغة الأعمال والمقال أنه قد يُصلح العطار ما أفسد الدهر، وقد لا يشيب على الهوان من شبّ عليه، وقد نجني من الشوك العنب إذا نجحنا وقلعنا الشوك من جذوره وزرعنا بدلا منه فسائِلَ العنب التي إن لم تثمر اليوم فستثمر غدا.
10- ثم أنا على يقين أنها لو تحققت كل هذه الطموحات المفقودة والمأمولة في نفس الوقت لتغيرت طبيعة العلاقة الآنية التي تربطنا -كمسلمين وكعرب وكفلسطينيين– مع القدس والمسجد الأقصى المحتلـَّيْن إلى ما هو أفضل وأصدق وأصفى وأشجع وأنجع، ولخرج العالم الإسلامي والعربي من حالة الصامت المتفرج -التي أرزت به– تجاه القدس والمسجد الأقصى المحتلـَّيْن إلى ما هو مطلوب ومرغوب ومحبوب، ولخططت منظمة المؤتمر الإسلامي خطوات جادة ملموسة تفرح الصديق وتزعج المحتل لنصرة القدس والمسجد الأقصى المحتلـَّيْن، ولبادرت جامعة الدول العربية إلى مبادرة نوعية ترد لها هيبتها في نظرتها تجاه نفسها وفي نظرة المسلمين والعرب تجاهها وفي نظر سائر أهل الأرض تجاهها، ولأيقن الجميع أنها هي البدر في هذه الليلة الظلماء التي لا تزال ترخي سدولها على القدس والمسجد الأقصى المحتلـَّيْن.
11- وكم هو جميل أن يؤازر كل هذه الخطوات المنشودة المفقودة حتى الآن الإعلام الإسلامي والعربي بكل أدواته وإمكانياته وفي مقدمتها القنوات الفضائية الإسلامية والعربية!! فكم هو جميل أن تتحول هذه القنوات إلى صوت القدس والمسجد الأقصى المحتلـَّيْن!! وكم هو جميل أن تقطع كل هذه القنوات برامجها وأن تنقل وعلى عجل كل ما تتعرض له القدس والمسجد الأقصى من اعتداءات متزايدة من قبل الاحتلال الإسرائيلي!! وكم هو جميل أن تؤكد كل هذه القنوات كل ثوابت قضية القدس والمسجد الأقصى المحتلـَّيْن التي يجب أن يدركها ويحافظ عليها عقلا وقلبا وسلوكا وموقفا وخطابا كلُّ مسلم وكلُّ عربي وكلُّ فلسطيني!! وكم هو جميل أن تزرع كل هذه القنوات في عقل وقلب كل مسلم وعربي وفلسطيني حقيقة أن القدس والمسجد الأقصى حق إسلامي عربي فلسطيني وهما قضية إسلامية عربية فلسطينية وهما محتلان اليوم، ورغم ذلك هما قضية منتصرة، والوجود الإسرائيلي فيها هو وجود احتلالي باطل، وسيادته فيهما هي سيادة احتلالية باطلة، وسلوكه فيهما هو سلوك احتلالي باطل، ولأنه باطل فهو إلى زوال قريب غير مأسوف عليه بإذن الله تعالى!! وكم هو جميل أن تتفق كل هذه القنوات على ميثاق شرف إعلامي فيما بينها تحافظ من خلاله في كل مفردات خطابها على كل ثوابت قضية القدس والمسجد الأقصى المحتلـَّيْن وتنحاز من خلاله انحيازا مكشوفا إلى القدس والمسجد الأقصى المحتلـَّيْن في وجه الاحتلال الإسرائيلي، مع تقديرنا للدور الشجاع الذي تقوم به بعض الفضائيات.
12- وكم هو جميل أن تؤازر القيادات الدينية والفكرية والحزبية في العالم الإسلامي والعربي كلَّ عامل على تحقيق هذه الخطوات المنشودة المفقودة حتى الآن، فهؤلاء القيادات هم الذين يشكلون ورقة الضغط المشروعة على كل أنظمة الحكم في العالم الإسلامي والعربي، وهم الذين يجسدون روح الشعوب المسلمة والعربية وعقلها وقلبها وهمتها، وهم الذين يحملون القابلية للجمع بين حكام المسلمين والعرب وشعوبهم المسلمة والعربية على قاعدة انحياز هؤلاء الحكام إلى هموم وطموحات هذه الشعوب، مع تقديرنا سلفا للدور الذي لا يزالون يقومون به حتى الآن.
13- وكم هو جميل أن تؤازر سائر القوى الفاعلة في مسيرة العالم الإسلامي والعربي، كلٌ وفق قدرته وإمكاناته، الدور المطلوب الغائب حتى الآن لنصرة القدس والمسجد الأقصى المحتلـَّيْن، فهناك المؤسسات الأهلية التي تملك الدعم المالي، وهناك الجاليات المسلمة والعربية التي تملك أن تقوم بدور السفير الأمين أينما وجدت وأن تكون بمثابة صوت القدس والمسجد الأقصى إلى سائر أهل الأرض، وهناك الحركات الطلابية والجامعية التي تملك الرصيد الشبابي، رأس مال الهمة العالية الضرورية لتلبية نداء القدس والمسجد الأقصى المحتلـَّيْن، وهناك دور الحركة الأدبية والفنية والاقتصادية التي تملك الشيء الكثير بداية من القصيدة الشعرية ومرورا بالفيلم الوثائقي والسينمائي وانتهاءً بتنفيذ مشاريع اقتصادية وتجارية وإسكانية سعيا لإنقاذ القدس والمسجد الأقصى من التهويد، ريثما يزول الاحتلال الإسرائيلي عنهما -غير مأسوف عليه- بإذن الله تعالى.
14- وأخيرا فإنني أنصح كل مركّب من هذه المركّبات التي تحدثت عنها وخاطبتها ؛ سواء كان حاكما أو إعلاميا أو قيادة دينية أو فكرية أو حزبية أو مؤسسة أهلية أو قيادة جالية مسلمة أو عربية أو قيادة حركة طلابية أو جامعية أو قيادة حركة أدبية أو فنية أو اقتصادية أو شعبية، إني أنصح كل مركب من هذه المركبات إذا لم يستطع أن يقوم بدوره المطلوب –لأي سبب كان– أن يقدم استقالته وأن يفسح المجال لغيره، فهو ليس فريد عصره الذي عجزت النساء أن تلدن مثله، والقدس والمسجد الأقصى إن لم ينتصرا به فسينتصران بغيره.
{يسألونك متى هو قل عسى أن يكون قريبا}
[/size] | |
| | | | ساعات مصيرية في تاريخ الاقصى | |
|
مواضيع مماثلة | |
|
| صلاحيات هذا المنتدى: | لاتستطيع الرد على المواضيع في هذا المنتدى
| |
| |
| |
|