في فلسطين يجري الحزن انهارا . . . والغضب كانه رعود وبرق. . . وسماوات تصطفق بصراخ عال
ونحن الباحثين عن الصمت. . . نوغل في الصمت والدموع المتساقطة خذلانا وضعفا
فالفلسطيني ليس مقموعا , بل نحن الدين نعاني القمع ونمارسه ضد الاخرين , كل الاخرين , من دون استثناء.0
فالطفل في البيت عليه ان يصمت , لان والده نائم , والتلميذ في المدرسة عليه ان يكون صامتا ليقال انه مثالي ومهذب , والكبير في العمل عليه الا يحتج ان راى اخطاء مديره تجري مستهترة في اروقة المكان.0
فالكلام ضد الفساد , وضد الخطا , وضد الهزيمة , وضد التخاذل , يعتبر خروجا على النصوص القديمة , وكانه كفر مشهر , يستوجب اقامة الحد.0
واول ماعلمت طفلي هو كلمة ((لا)) . لكن هل سيحترم الاخرون هذا الرفض , الذي لابد ان تكون له مبرراته ? هل سيفهم اصدقاؤه غذا , انه عندما يقول ((لا)) انه يرسم ملامح شخصية جيل غدا , وانه لربما كان احسن حالا من اهله وكل من حوله , لانه يستطيع الرفض من دون خوف من قمع ما ? او من دون اعتبارات لا انسانية تشهر القمع لمجرد القمع ? 0
فنحن في زمن الاسئلة العائمة من دون اجابات , في وقت مخذول هو الاخر. . . وكان اليوم الذي يمر , يسحب معه شريانا من شرايين الحياة , لنصل الى مفترق طرق لا نحن اموات ولا احياء , بل اذلاء بشكل موحش .0
هذا الصغير الذي يجاهد بحجارته. . . ويجاهد برفضه ان يكون الميت الحي. . فضح كل ادعاءاتنا باننا اهل كرامة ونخوة . . وعرانا حتى من اشعارنا المتباهية بالماضي التليد.0
لكن فقط تاتي اسئلة صغيرة. . الى متى ? 0
وما كل هذا الخوف ومم ? وهذا القمع , حتى لاحلامنا , متى يكون غروبه الاخير ? متى ?0