النشأة أحمد عرابي باشا
ولد عرابي في
1 ابريل 1841 في قرية
هرية رزنة بمحافظة الشرقية. عندما شب عن الطوق، أرسله والده الذي كان عمدة القرية إلى التعليم الديني حتى عام
1849 ثم التحق بالمدرسة الحربية. ارتقى أحمد عرابي سلم الرتب العسكرية بسرعة حيث أصبح نقيبا في سن العشرين.
أدخل
الخديوي اسماعيل الجيش المصري سلسلة من المغامرات العسكرية الفاشلة في
الحبشة وحرب القرم والمكسيك لأسباب سياسية خائبة و تحت إمرة مرتزقة غربيين يفتقدون الخبرة العسكرية. تلك المغامرات العسكرية أنهكت و حطمت الجيش المصري وأفقدته التأييد الشعبي وأثقلت كاهل الخـزانة المصرية بالديون (مما أدى إلى إشهار
افلاس مصر وهي الحالة الوحيدة في تاريخ الاقتصاد العالمي) وأكسـبت مصـر من الأعداء ما كانت في غنى عنه:
التخطيط البرلمانيفي البداية رقي عرابي باشا، ثم أصبح مساعد-وزير الحربية، وأصبح وزيرا في نهاية المطاف. وبدأ خططه بتأسيس مجلس برلماني. في نهاية أشهر الثورة (يوليو - سبتمبر 1882)، تولى عرابي منصب رئيس الوزراء. ونتيجة لشغوره بالخطر، دعا الخديوي توفيق السلطان لقمع الثورة، ولكن الباب العالي تردد.
التدخل البريطانيالثورة العرابية أحمد عرابي يسلم الخديوي توفيق مطالب الشعب في مظاهرة ميدان عابدين
المقال الرئيسي:
الثورة العرابية الثورة العرابية وسميت آنذاك
هوجة عرابي، وقامت إثر قرار طرد الضباط المصريين من الجيش المصري.
- الخديوي: كل هذه الطلبات لا حق لكم فيها، وأنا ورثت ملك هذه البلاد عن آبائي وأجدادي، وما أنتم إلا عبيد إحساناتنا.
-
عرابي: لقد خلقنا الله أحرارًا، ولم يخلقنا تراثًا أو عقارًا؛ فوالله الذي لا إله إلا هو، لا نُورَّث، ولا نُستعبَد بعد اليوم. استجاب الخديوي لمطالب الأمة، وعزل
رياض باشا من رئاسة الوزارة، وعهد إلى
شريف باشا بتشكيل الوزارة، وكان رجلا كريمًا مشهودًا له بالوطنية والاستقامة، فألف وزارته في (
14 سبتمبر 1881)، وسعى لوضع دستور للبلاد، ونجح في الانتهاء منه وعرضه على مجلس النواب الذي أقر معظم مواده، ثم عصف بهذا الجهد تدخل
إنجلترا وفرنسا في شئون البلاد، وتأزمت الأمور، وتقدم "
شريف باشا" باستقالته في (
2 فبراير 1882).
وتشكلت حكومة جديدة برئاسة
محمود سامي البارودي، وشغل عرابي فيها منصب "وزير الجهادية" (الدفاع)، وقوبلت وزارة "البارودي" بالارتياح والقبول من مختلف الدوائر العسكرية والمدنية؛ لأنها كانت تحقيقًا لرغبة الأمة، ومعقد الآمال، وكانت عند حسن الظن، فأعلنت الدستور، وصدر المرسوم الخديوي به في (
7 فبراير 1882 م).
غير أن هذه الخطوة الوليدة إلى الحياة النيابية تعثرت بعد نشوب الخلاف بين الخديوي ووزارة البارودي حول تنفيذ بعض الأحكام العسكرية، ولم يجد هذا الخلاف مَن يحتويه من عقلاء الطرفين، فاشتدت الأزمة، وتعقد الحل، ووجدت بريطانيا وفرنسا في هذا الخلاف المستعر بين الخديوي ووزرائه فرصة للتدخل في شئون البلاد، فبعثت بأسطوليهما إلى شاطئ الإسكندرية بدعوى حماية الأجانب من الأخطار.
ولم يكد يحضر الأسطولان الإنجليزي والفرنسي إلى مياه
الإسكندرية حتى أخذت الدولتان تخاطبان الحكومة المصرية بلغة التهديد والبلاغات الرسمية، ثم تقدم قنصلا الدولتين إلى البارودي بمذكرة مشتركة في (
7 رجب 1299 هـ =
25 مايو 1882 م) يطلبان فيها استقالة الوزارة، وإبعاد عرابي وزير الجهادية عن القطر المصري مؤقتًا مع احتفاظه برتبه ومرتباته، وإقامة "
علي باشا فهمي" و"عبد العال باشا حلمي" –وهما من زملاء عرابي وكبار قادة الجيش- في الريف مع احتفاظهما برتبتيهما ومرتبيهما.
وكان رد وزارة
البارودي رفض هذه المذكرة باعتبارها تدخلا مهينًا في شئون البلاد الداخلية، وطلبت من الخديوي توفيق التضامن معها في الرفض؛ إلا أنه أعلن قبوله لمطالب الدولتين، وإزاء هذا الموقف قدم
البارودي استقالته من الوزارة، فقبلها الخديوي.
بقاء عرابي في منصبهغير أن عرابي بقي في منصبه بعد أن أعلنت حامية
الإسكندرية أنها لا تقبل بغير عرابي ناظرًا للجهادية، فاضطر الخديوي إلى إبقائه في منصبه، وتكليفه بحفظ الأمن في البلاد، غير أن الأمور في البلاد ازدادت سوءًا بعد حدوث
مذبحة الإسكندرية في (
11 يونيو 1882م)، وكان سببها قيام مكاري (مرافق لحمار نقل) من
مالطة من رعايا
بريطانيا بقتل أحد المصريين، فشب نزاع تطور إلى قتال سقط خلاله العشرات من الطرفين قتلى وجرحى.
وعقب الحادث تشكلت وزارة جديدة ترأسها "
إسماعيل راغب"، وشغل "عرابي" فيها نظارة الجهادية، وقامت الوزارة بتهدئة النفوس، وعملت على استتباب الأمن في
الإسكندرية، وتشكيل لجنة للبحث في أسباب المذبحة، ومعاقبة المسئولين عنها.
قصف الإسكندريةولما كانت إنجلترا قد بيتت أمرًا، فقد أعلنت تشككها في قدرة الحكومة الجديدة على حفظ الأمن، وبدأت في اختلاق الأسباب للتحرش بالحكومة المصرية، ولم تعجز في البحث عن وسيلة لهدفها، فانتهزت فرصة تجديد قلاع
الاسكندرية وتقوية استحكاماتها، وإمدادها بالرجال والسلاح، وأرسلت إلى قائد حامية الإسكندرية إنذارًا في (
10 يوليو 1882 م) بوقف عمليات التحصين والتجديد، وإنزال المدافع الموجودة بها.
ولما رفض الخديوي ومجلس وزرائه هذه التهديدات، قام الأسطول الإنجليزي في اليوم التالي بضرب الإسكندرية وتدمير قلاعها، وواصل الأسطول القصف في اليوم التالي، فاضطرت المدينة إلى التسليم ورفع الأعلام البيضاء، واضطر أحمد عرابي إلى التحرك بقواته إلى "
كفر الدوار"، وإعادة تنظيم جيشه.
وبدلاً من أن يقاوم الخديوي المحتلين، استقبل في
قصرالرمل بالإسكندرية الأميرال بوشامب
سيمور قائد الأسطول البريطاني، وانحاز إلى الإنجليز، وجعل نفسه وسلطته الحكومية رهن تصرفهم حتى قبل أن يحتلوا الإسكندرية. فأثناء القتال أرسل الإنجليز ثلة من جنودهم ذوي الجاكتات الزرقاء لحماية الخديوي أثناء انتقاله من قصر الرمل إلى
قصر التين عبر شوارع الإسكندرية المشتعلة. ثم أرسل الخديوي إلى أحمد عرابي في
كفر الدوار يأمره بالكف عن الاستعدادات الحربية، ويحمّله تبعة ضرب
الإسكندرية، ويأمره بالمثول لديه في
قصر رأس التين؛ ليتلقى منه تعليماته.
مواجهة الخديوي ورفض قراراتهرفض عرابي الانصياع للخديوي بعد موقفه المخزي، وبعث إلى جميع أنحاء البلاد ببرقيات يتهم فيها الخديوي بالانحياز إلى الإنجليز، ويحذر من اتباع أوامره، وأرسل في
16 يوليو إلى "
يعقوب سامي باشا" وكيل نظارة الجهادية يطلب منه عقد
جمعية وطنية ممثلة من أعيان البلاد وأمرائها وعلمائها للنظر في الموقف المتردي وما يجب عمله، فاجتمعت الجمعية في (
غرة رمضان 1299هـ=
17 يوليو 1882م)، وكان عدد المجتمعين نحو أربعمائة، وأجمعوا على استمرار الاستعدادات الحربية ما دامت بوارج الإنجليز في السواحل، وجنودها يحتلون
الإسكندرية.
في اليوم نفسه إجتمع يعقوب سامي بعدد من وكلاء النظارات وكبار المواطنين والضباط.. وكان عدد الذين حضورا 70 شخصا.. وقرر الحضور إنعقاد إجتماع موسع من كبار العلماء والرؤساء الدينيين وأمراء العائلة الخديوية والأعيان.. وعقد هذا الإجتماع الموسع في اليوم التالي الإثنين 17 يوليو ، وحضره نحو 400 شخص في مقدمتهم الشيخ الإمبابي شيخ الإسلام والبطريرك
كيرلس الخامس ، وقرروا ضرورة حضور الخديوي توفيق إلى العاصمة القاهرة ، وتشكيل لجنة برياسة
علي مبارك لإبلاغ هذا القرار للخديوي ، وذهب
علي مبارك ولم يعد للقاهرة. وعرف الناس أن المراقبين الماليين الإنجليز أخذوا الاموال الموجودة في صندوق الدين إلى المراكب الحربية.
وكان رد فعل الخديوي على هذا القرار هو اصدار بيان في نفس اليوم 17 يوليو
1882، بعزل عرابي من منصبه، وتعيين "
عمر لطفي" محافظ الإسكندرية بدلا منه. وأردف البيان الخديوي بأن تجهيزات الحرب مسؤولية عرابي والخديوي غير مسئول عن تصرفات عرابي. ولكن عرابي لم يمتثل للقرار، واستمر في عمل الاستعدادات في
كفر الدوار لمقاومة الإنجليز. بعد انتصار عرابي في
معركة كفر الدوار أرسل عرابي إلى
يعقوب سامي يدعوه إلى عقد اجتماع للجمعية العمومية للنظر في قرار العزل.
وفي (
6 رمضان 1299 هـ =
22 يوليو 1882 م) عُقِد اجتماع في وزارة الداخلية، حضره نحو خمسمائة من الأعضاء، يتقدمهم
شيخ الأزهر وقاضي قضاة مصر ومُفتيها،
ونقيب الأشراف، وبطريرك الأقباط،
وحاخام اليهود والنواب والقضاة والمفتشون، ومديرو المديريات، وكبار الأعيان وكثير من العمد، فضلا عن ثلاثة من أمراء الأسرة الحاكمة.
وفي الاجتماع أفتى ثلاثة من كبار شيوخ
الأزهر، وهم "
محمد عليش" و"
حسن العدوي"، و"الخلفاوي" بمروق الخديوي عن الدين؛ لانحيازه إلى الجيش المحارب لبلاده، وبعد مداولة الرأي أصدرت الجمعية قرارها بعدم عزل عرابي عن منصبه، ووقف أوامر الخديوي ونظّاره وعدم تنفيذها؛ لخروجه عن الشرع الحنيف والقانون المنيف.
اغلاق ترعة السويسلجأ الإنجليز والخديوي توفيق لمختلف الحيل لكسر شوكة أحمد عرابي ورجاله. صدر منشور من السلطان
عبد الحميد الأول يعلن عصيان أحمد عرابي وأكد
دليسبس أن الإنجليز لن يهاجموه في الجبهة الشرقية عن طريق قناة السويس لأن القناة محايدة. وإنضم
محمد سلطان باشا صراحة إلى الخديوي توفيق ضد عرابي.
يوسف خنفس وعدد من الضباط. إحتل الإنجليز بورسعيد. وفي 21 أغسطس وصلت القوات الهندية إلى السويس وفي 25 أغسطس سقطت المسخوطة.
معركة القصاصين المقال الرئيسي:
معركة القصاصين وقعت
معركة القصاصين في
28 أغسطس 1882 أثناء تقدم الجيش البريطاني غربا في
محافظة الإسماعيلية بقيادة
جنرال جراهام حوصر من قبل الأهالي العزل فطلب الإمداد بمزيد من الذخيرة في الساعة 4:30 عصرا فوصلته الساعة 8:45 مساءا مما مكنه من القيام بمذبحة كبيرة بين الأهالي.
[1] معركة التل الكبير معركة التل الكبير
المقال الرئيسي:
معركة التل الكبير وقعت
معركة التل الكبير في
13 سبتمبر 1882 (الموافق
29 شوال 1299هـ) الساعة 1:30 صباحا واستغرقت أقل من 30 دقيقة. الإنجليز فاجأوا القوات المصرية المتمركزة في مواقعها منذ أيام والتي كانت نائمة وقت الهجوم. والقي القبض على أحمد عرابي قبل أن يكمل ارتداء حذائه العسكري (حسب اعترافه أثناء رحلة نفيه إلى سيلان) (
ISBN 1-85532-333-8). حصدت المدفعية البريطانية في تلك المعركة أرواح نحو 10,000 مصري (حسب
أحمد شوقي - انظر قصائد هجائه المرفقة لاحقاً).
عقب المعركة قال الجنرال
گارنت ولسلي قائد القوات البريطانية أن
معركة التل الكبير كانت مثال نموذجي لمناورة تم التخطيط الجيد لها مسبقا في
لندن وكان التنفيذ مطابقا تماما كما لو كان الأمر كله
لعبة حرب Kriegspiel . إلا أنه أردف أن المصريون "أبلوا بلاءاً حسناً" كما تشي خسائر الجيش البريطاني.
اختار ولسلي الهجوم الليلي لتجنب القيظ ولمعرفته بتفشي
العشى الليلي (night blindness) بشكل وبائي بين الجنود المصريين إلا أنه لاحظ أن الجنود النوبيين والسودانيين لم يعانوا من هذا المرض.
وفي اليوم نفسه 15 سبتمبر عام
1882، عاد أحمد عرابي إلى القاهرة ليدافع عنها. وواصلت القوات البريطانية تقدمها السريع إلى
الزقازيق حيث أعادت تجمعها ظهر ذلك اليوم ثم استقلت القطار (
سكك حديد مصر) إلى
القاهرة التي استسلمت حاميتها بالقلعة عصـر نفس اليوم. وقبض على أحمد عرابي وعلى العرابيين وعلى ثلاثين ألفا من المصريين الوطنيين.
عقد الإنجليز ما سُمى بالمجلس العرفي الذي قرر رفع عريضة الإستسلام إلى الخديوي توفيق.. وطلب المجلس من عبد الله النديم كتابة هذه العريضة. كتبها
عبد الله النديم ولم يعتذر عن الثورة وألقى بالمسئولية كلها على الإنجليز وتوفيق. إعتذر المجلس العرفي عن عدم رفع العريضة بصياغة النديم إلى الخديوي. وكلف
بطرس غالي بصياغة عريضة جديدة وكتبها وفيها كثير من المحاسنة والملاينة. وتلك هي العريضة التي رفعت للخديوي توفيق. وكان ذلك بداية
الإحتلال البريطاني لمصر الذي دام 72 عاماً.
إثنين رفضا الإعتذار عن الثورة ،
علي الروبي الذي قبض عليه وتقرر نفيه إلى
السودان، حيث مات هناك
وعبد الله النديم الذي ظل يكافح بما سمحت له ظروف الإختفاء لأكثر من تسع سنوات.
المحاكمة عرابي في الأسر مع طلبة باشا
محاكمة عرابي
احتجز أحمد عرابي في ثكنات
العباسية مع نائبه
طلبة باشا حتى انعقدت محاكمته في
3 ديسمبر 1882 والتي قضت باعدامه. تم تخفيف الحكم بعد ذلك مباشرة (بناءا على اتفاق مسبق بين سلطة الإحتلال البريطاني والقضاة المصريين) إلى النفي مدى الحياة إلى سرنديب (
سيلان). انتقل السفير البريطاني لدى الباب العالي،
لورد دوفرن، إلى القاهرة كأول مندوب سامي - حيث أشرف على محاكمة أحمد عرابي وعلى عدم اعدامه.
النفي إلى سريلانكا أحمد عرابي في المنفى بسيلان
وفي الساعة الواحدة بعد ظهر يوم
28 ديسمبر عام
1882 غادرت الباخرة مريوط ميناء السويس برفقة الأسطول البريطاني لنفي أحمد عرابي وزملائه
ومحمود سامي البارودي ولاحقاً
عبدالله النديم إلى
سريلانكا حيث استقروا بمدينة
كولومبو لمدة 7 سنوات. بعد ذلك نقل أحمد عرابي و
البارودي إلى مدينة
كاندي بذريعة خلافات دبت بين رفاق الثورة.
أرسل أحمد عرابي اعتذارات عدة إلى الملكة
فيكتوريا انتهت بموافقة البريطانيين عام
1901 على العفو عنه واعادته إلى مصر.
العودة إلى مصرعاد أحمد عرابي من المنفي في
30 سبتمبر 1901م ليقيم مع أولاده بعمارة البابلي بشارع الملك الناصر المتفرع من
شارع خيرت،
بحي السيدة زينب. وفي
13 أكتوبر 1901 صدرت
جريدة المقطم الإحتلالية ، وبها حديث مع عرابي يلقي فيه سيفه ويعتذر عن الثورة.
لدى عودته من المنفى عام
1901 سعى أحمد عرابي إلى إقناع الإنجليز بتنصيبه ملكاً على مصر وبلاد العرب. وقد أعلن عن نسبه إلى
الحسين بن
علي بن أبي طالب. وقد أثارت تلك المطالبة الخديوي وأنصاره، مما عرض أحمد عرابي لحملة إعلامية شعواء تتقدمها
جريدة اللواء والمجلة المصرية وأمير الشعراء
أحمد شوقي. طالع هجاء
أحمد شوقي لأحمد عرابي في
معرفة المصادر.
كما أحضر أحمد عرابي شجرة
المانجو (
المانجو) إلى مصر لأول مرة. توفي في القاهرة في
21 سبتمبر 1911. ويعتبر قائد أول ثورة
مصرية فى العصر الحديث.
عرابي بعد العودة من المنفى
ذكراه