ذات يوم تهادت إليّ ابنتي الصبية و في عينيها نظرة أعرفها ، و طبعت قبلة -أعرفها- على وجنتي ، و أراحت رأسها على صدري بشكل أعرفه ، و طوقت رقبتي بيديها بشكل أعرفه و نظرت إليّ ، و انتظرت أن أفتح بابا للحوار ، لكني -عامدة- لم أفعل....
و لما لم أفعل أنا اضطرت هي لفتح ذلك الباب ، و إن كان بحرص و قالت : أمي....؟؟؟
فقلت : نعم....
هاتِ ما عندك يا شريرة....!!!
فابتسمت و قالت : ألا تعلمين أمي أن عينيكِ جميلتان....؟؟؟
فقلت لها : كفي أيتها الذكية ....و قولي ما تريدين....!!!
علت ضحكتها و طبعت قبلة أخرى على و جنتي و قالت : عندي سؤال....؟؟
قلت بحنان لا أملك سواه : هاتِه....!!!
قالت : لماذا يا أمي تكتبين الشعر...؟؟؟
و لماذا يا أمي تشاركين بالمنتدى.....؟؟؟؟
و لماذا يا أمي تدخلين الشات مع أناس لا تعرفينهم....؟؟؟؟
و ساد صمت لبعض الوقت ، فقالت : أمي....
لم أعهدكِ تتلقين الأسئلة و لا تجيبين.....؟؟
فقلت لها و أنا غارقة في فكر عميق : أيتها التلميذة....
قلتِ سؤالا و سألتِ عدة.....
و أنا في شغل بما عندي الآن....
و أنتِ ...لم تنهِ امتحاناتك بعد.....لنجلس سويا و هذا السمر....
انصرفي إلى كتبك و دعيني أخلو إلى عملي....و لنا حوار فيما بعد....
و عرفتني ابنتي في تلك الحالة ....فحينها أكون قد تغيرت و لا أريد الكلام....فانصرفت في هدوء....
لكني لم أكن على الإطلاق في هدوء....
و بدأت أفكر : ترى ، كيف أرد على تلك الأسئلة...؟؟؟؟
فلماذا أكتب الشعر...؟؟؟
هذه سهلة ، فالشعر ليس لنا عليه سلطان....
و لكن....
أنا حائرة....
فهذا العقل الذي كان يحاورني منذ قليل عقل أعرفه ، فهي ابنتي ، وريثتي في كل الصفات و تتميز ،
و عليّ أن أحترم هذا العقل ....
فأعد الإجابات على الأسئلة ....
و لكن أن تكون إجابات صادقة......