???? زائر
| موضوع: الشاعرة سعاد الصباح رفضت أن تكون ...!!!! الجمعة يناير 15, 2010 4:19 pm | |
| الشاعرة سعاد الصباح رفضت أن تكون امرأة عادية نجاح حلاس من يقرأ « ومضات في الذاكرة» للدكتورة سعاد الصباح باكورة أعمالها يعرف أن هذه الشاعرة تمتلك روحاً شفيفة وقلباً يفيض حبّاً وعذوبة ركائزه الأمل والأحلام من أجل عالم عامر بالعشق ليس فيه ألم ولا جراحات نازفة لكن هذه البداية لم ترضِ طموحاتها الكبيرة ،ولم تحقق لها ما كانت ترنو إليه فكتبت ديوانها الثاني « أمنية» ثم توقفت عن الكتابة على أثر مصاب ألم بها.. بعد ذلك انطلق صوتها الشعري قوياً مدوياً فكان ديوانها« وكان إليك يا ولدي » وتتابع عطاؤها الإبداعي فأخذ صورة أنضر وأقوى وأجمل في « فتافيت امرأة» ثم في « برقيات عاجلة إلى وطني» ثم في البدء كانت الأنثى» وبعدها في« هل تسمحون لي أن أحب وطني» ثم« قصائد حب» و« آخر السيوف» . لقد جندت سعاد الصباح نفسها للدفاع عن إنسانية المرأة في ظل مجتمع ذكوري فدخلت ميدان المعركة مع الرجل وأعلنت أنها مزّقت ثوب العبودية رافضة تلك الظلمة التي عاشتها الأمهات والجدات لذلك لا تقبل المهادنة في هذا الموضوع لأن حريتها هي أثمن ما في الوجود ..ولا تقبل المجاملة لأن عقلها المتفتح الواعي الناضج ورؤيتها السليمة تفرض عليها أن تدخل ساح المعركة وتحارب بالكلمة والشعر حتى تنتصر إرادة المرأة نصف المجتمع والركن الأساس.. الخميلة الجميلة التي يتفيأ الجميع تحت ظلالها والحضن الدافئ الحنون ،وقارورة العطر التي تنسكب على الجسد فتعيد إليه روح الحياة من جديد. لذلك أعلنت ثورتها من خلال قصائدها وشعرها الذي يمور بنار الغضب والتمرد على الواقع وعلى العادات والتقاليد الموروثة وكل أصناف الظلم والاضطهاد... ولم تترك باباً إلا وولجته بجرأة المرأة المميزة، وصدق الأحاسيس والمشاعر الطيبة النبيلة فزرعت بستاناً شعرياً فيه الحب والوجدانيات فيه الإنسانية الرفيعة بكل سموها.. فيه الوطنية ،والرثاء وعزة النفس وكبرياء المرأة الواعية.. فيه الحنان والشوق الجميل وفيه أيضاً بذور الأصالة الشامخة. ولأنها تمتلك وعي الأنثى الناضجة فقد رفضت أن تكون امرأة عادية رغم أنها تنحدر من أسرة عريقة ثرية تستطيع أن تؤمن لها كل متطلبات الحياة والرفاهية وأخذت تبحث عن طريق تصنعه بنفسها في هذه الحياة فتابعت دراستها وحصلت على بكالوريوس ثم ماجستير في الاقتصاد والعلوم السياسية من جامعة القاهرة،ثم وأصبحت أستاذة في الاقتصاد تدرس في الجامعة وتساهم في تطوير الفكر الاقتصادي لبلدها الحبيب الكويت.. كما أصبحت عضواً في عدد من المنظمات ومراكز الدراسات وشاركت في عدد من المنتديات الفكرية والاقتصادية. عن كلماتها ،ونبض قلبها، وأحلامها تقول في« ديوان أمينة: كلماتي أحرف من خيال ونبض قلب عاش يبغي الكمال يقدس الحب ويهوى الجمال فإن أثارت فيه بعض انفعال فذاك حلم شهي المنال وإن أثارت فيك حب السؤال فسَلْ تجدني ما عرفت المحال الشعر في روحي أعزّ ابتهال ولأنها امرأة فهي تعرف القلق الذي تعيشه المرأة وتعرف كيف تعزف آلامها وهمومها على أوتار الوجع لذلك سمحت لنفسها أن تتغلغل في دواخل المرأة وأن تعيش هواجسها وتعبر عن أحلامها عبر قصائد تتأجج بالثورة والرفض العنيد لكل قيود المجتمع الذكوري الذي يكبل المرأة بسلاسل من حديد ..سلاسل التقاليد البالية: تقول في قصيدة لها بعنوان « المجنونة» : إنني بحنونة جداً وأنتم عقلاء وأنا هاربة من جنة العقل وأنتم حكماء أشهر الصيف لكم فاتركوا لي انقلابات الشتاء أنا في حالة حبّ ليس لي منها شفاء أنا مقهورة في جسدي كملايين النساء فمتى تنهي حصاري يا الذي خبأ في معطفه مفتاح داري يا الذي يدخل في كل تفاصيل نهاري يا حبيبي إنني دائخة عشقاً فلملمني بحق الأنبياء ولأنها تحمل روح التمرد على التقاليد البالية ترفض أن تكون كجداتها للغرام فقط يدخل الرجل إلى جنتها فيقطف تفاحها ثم ينام... هي تريد لتلك العلاقة أن تكون أسمى وأنبل: وأنا متعبة من ذلك العصر الذي يعتبر المرأة تمثال رخام فتكلم حين تلقاني لماذا الرجل الشرقي ينسى حين يلقى امرأة نصف الكلام؟ ولماذا لا يرى فيها سوى قطعة حلوى وزغاليل حمام ولماذا يقطف التفاح من أشجارها ثم ينام لهذا تصف مشاعرها حين تكون عاشقة ... تصف حالة الأنثى في ساعات العشق ... كيف تطير، وكيف تمشي فوق الغيم ،وكيف يصبح العالم وطناً لها: حين أكون بحالة عشق أشعر أنني صرت بوزن الريشة أنني أمشي فوق الغيم حين أكون بحالة عشق أشعر العالم أضحى وطني وبإمكاني أن أجتاز البحر وأعبر آلاف الأنهار وهي رغم تمردها وثورتها تشعر بحاجتها إلى الرجل... وإلى من يكون سنداً لها وبهذا الاعتراف لا تخالف قوانين الحياة وإنما تؤكد حاجة كل طرف للآخر: حين تكون حبيبي يذهب خوفي يذهب ضعفي أشعر أنني بين نساء الأرض الأقوى هذا شيء قليل من عالم سعاد الصباح الإبداعي ومن يود الاستزادة فليقرأ دواوينها ويعيش معها نبض الكلمة الصادقة الواعية وحرارة الشعر الرقيق. ٭
|
|