برّ الوالديــن يزيـــد مــن حيويتهما
تحض جميع الديانات السماوية على بر الوالدين والإحسان إليهما ، ولذلك فقد حافظ مجتمعنا الشرقي على مكانة خاصة لكبار السن، ومازال الكثير منهم يمثل للأبناء والأحفاد الخبرة والمرجعية ،
والعناية بهم وبرهم واجب ديني واجتماعي يجعلهم يعيشون حياة سعيدة لذلك فقد بدأ العلماء حديثاً يدركون أهمية العناية بالوالدين حيث يساعدهما ذلك على الوقاية من الأمراض ، ويرفع النظام المناعي عندهما ، فالصداقة هي « إكسير الحياة الحقيقي لكبار السن» كما يعبر عن ذلك أحد العلماء، والنشاط الاجتماعي يحفظ سلامة الدماغ.
فقد أكدت دراسة حديثة أن نجاح كبار السن في تنويع صداقاتهم وإبقاء علاقاتهم الاجتماعية ، يمكن أن يساعدهم على الإحساس بأن فهم أصغر من أعمارهم الحقيقية ، كما تسمح لهم بالاحتفاظ بحيويتهم وقدرتهم على الحركة بنشاط.
وقالت الدراسة التي نشرتها مجلة « وثائق الطب الداخلي» إن القدرات الحركية لكبار السن على صلة مباشرة بعلاقاتهم وممارساتهم اليومية التي كلما ازدادت تزداد تأثيراتها الايجابية على الدفاع ،ولفت الدكتور أرون بوشمان المتخصص في طب الأعصاب بجامعة «راش» بمدينة شيكاغو الأمريكية ، والتي أشرفت على الدراسة إلى أن مادفعهم إلى انجازها كان ملاحظة تراجع قدرات الحركة وسرعة السير لدى كبار السن مقارنة بما كانوا عليه في شبابهم .
وتابع« يمكن لدراستنا أن تفتح آفاقاً جديدة أمام الربط بين النشاطات الاجتماعية والقدرات الحركية» وبحسب الدراسة فقد جرى تحديد مجموعة من الأدلة التي تشير إلى أن المشاركة في نشاطات محفزة للتفكير والمشاركة الاجتماعية ، و ممارسة الرياضة بانتظام يمكن أن تحد من تراجع الحركة المترافق مع الشيخوخة.
كما تضيف الدراسة أن هذه النشاطات تعزز بروتينات معينة قادرة على حماية أعصاب الدماغ من الموت السريع ،كما تعزز قوة الروابط الموجودة بينها ، وهذه الحماية هي التي تضمن للجسم القدرة على مواصلة الحركة النشطة كما في مرحلة الشباب.
وتقول الدراسة التي شملت 906 أشخاص يبلغ متوسط أعمارهم 80 عاماً إن الذين حافظوا على علاقات الصداقة والروابط الاجتماعية والنشاطات تمكنوا من تأدية عدة حركات يعجز عنها معظم كبار السن ، ومنها السير بخط مستقيم والوقوف على قدم واحدة وعلى أصابع القدمين والدوران