الشكل والمضمون
والهوة بينهما000!!!!
هناك من يرى أنّ الشكل في النص الأدبي ، والشعريّ خاصة ، لا يؤثر على البناء الفني والمضمون .. وهناك من يصر على أنّ تأثير الشكل طاغ كبير، كونه يجرّ إليه الكثير من جزئيات الموضوع والبنية الفنية، وسوى ذلك .. وكما هي العادة ، فلكل منهما الأسباب التي يعرضها لتأييد وجهة نظره .. ولست أدري لماذا لا ننظر إلى الشكل والمضمون معا في تأثير متبادل نجده باديا ظاهرا في النص بشكل عام ، فليس هناك شكل ينفصل عن المضمون ، وليس هناك مضمون ينفصل عن الشكل.. وطبيعيّ أن كليهما يجران الصور الفنية والبنية وما إلى ذلك ..
كنتُ قد رأيتُ في كتابات سابقة، من خلال تجربتي في كتابة قصيدة السطر الواحد، أنّ الشكل يجر المضمون إليه، ويغير في البنية الفنية والقصيدة كلية.. وهذا شيء قام على التجريب واختبار الأمر، لا على الكلام فحسب، لكن لا استطيع أن أفرض قناعتي على الآخرين لأنّ تجاربهم قد تختلف، وتصوراتهم قد تغاير تصوراتي.. وقد يكون بعضهم أَمْيَلَ إلى تأثير الموضوع على الشكل نتاج تجربته أيضا.. فكل شيء جائز في عالم الفن، حين نُخْضِع الأمر للتجربة والدراسة والتمحيص.. وهذا يجعلنا نقول بصحة كل رأي ما دام نابعاً عن شيء ملموس محسوس مجرب.. فالذي يقول بتبعية الموضوع والبنية الفنية للشكل مُحِق، والذي يقول بتبعية الشكل والفنية للمضمون مُحِق أيضا ، لأن كلا منهما ينطلق من أرض صلبة حية حيوية ..
وقولي بتبادلية، أو تداخل الشكل والمضمون، تأثيرا وتأثرا ليكون النص كله نتاج هذا التفاعل القائم بين أجزاء العمل ، يأتي من كون الإيمان
يتبع