حديث القلوب

حديث القلوب

كم جميل لو وضعت يدك في يدي، وسرنا مسافات ومسافات دون توقف، دون أن نهتم للبشر ولا لأقوالهم ولا لعيونهم المتفحصة ولا لغمزاتهم ولمزاتهم ووشوشاتهم ،غير آبهين بمن يغبطنا أو من يشمئز من تلك الصورة التي رسمناها دون وعي منا وظهرت له هو بشكل مغاير عن الذي نشعر به نحن ونفهمه ونحياه ونلمسه ،ومن يهتم فما عدنا نشعر بأي حركة باستثناء دقات قلبينا والتي تهمس ذاك الهمس الخفي تلك اللغة الغريبة المختلفة عن كل لغات العالم الواقعي،ونحن نمشي ونمشي ونمشي دون توقف وكأننا في جزيرة لوحدنا معزولة عن العالم وعن الآخر، نتكلم مرة ونسكت مرات تليها ابتسامات وضحكات،وتكون التنهيدات أبلغ من كل حوار دار أو سيدور بيننا، ندع قلبينا يواصلان الحديث بدلا عن الشفاه، حديث لا يفهمه غيرهما، حديث القلوب المحبة، حديث العشق والغرام، حديث مشفر يستعصيى على البعض إدراكه وفهم كنهه، حديث يحبه الجميع ويتمنى أن يسمعه الكل ويرغب في امتلاك كلماته كل راغب في ارتشاف تلك الحروف اللذيذة التي تخرج بدون تصنع من القلب لتستقر في القلب كسهم يحيي الفؤاد ويمده بلحظات من الدفء العاطفي ينسيه ما جرى اليوم وماكان بالأمس، يجعله محلقا في فضاء السعادة وسمو المشاعر، يكبر ويكبر ويزداد حتى يسع كل الفضاء، يتلألأ كتلك النجوم التي تزين السماء وتجعلها تلبس أبهى الحلل، ذاك هو الحب في القلب يدفعه ليعيش في بحبوحة من الأحاسيس الرومانسية وفي فيض من أعذب الألحان والتي تجعله يذوب كذوبان قطعة ثلج عند انقشاع ضوء الشمس.

شكرا لك يا أخي، على لطفك وعلى هذا الاهتمام الكبير الذي تبديه لكتاباتي المتواضعة وشكرا لك أكثر على التحليل الذي تشرفني به والذي يحملني دائما إلى أبعد مما كنت أظنه في كتاباتي، شكرا جزيلا لك يا صديقي ومنكم نتعلم.

ما أرق ردك يا عزيزي، وما أحلى كلماتك، لكن بصراحة أنا زعلانك منك لا تغب مرة أخرى، لو كنا فعلا أصدقاءك، فلا تنسنا يا عزيزي، أوك