الهادي الزغيدي مدير الموقع
عدد المساهمات : 4023 نقاط : 24071 تاريخ التسجيل : 08/11/2009 العمر : 49 الموقع : تونس
| موضوع: 'الموساد' يدفع الثمن باهظا الخميس فبراير 18, 2010 1:56 pm | |
| 'الموساد' يدفع الثمن باهظا رأي القدس طالب غوردون براون رئيس الوزراء البريطاني بفتح تحقيق عاجل في ما تردد عن استخدام خلية تابعة للموساد الاسرائيلي لجوازات سفر بريطانية مزورة لتنفيذ عملية اغتيال الشهيد المبحوح، أحد ابرز مؤسسي الجناح العسكري لحركة حماس 'كتائب عزالدين القسام' في دبي في العشرين من شهر كانون الثاني/يناير الماضي، ومن المؤكد ان دولا اخرى استخدمت جوازاتها، مثل ايرلندا (ثلاثة) والمانيا وفرنسا ستحذو الحذو نفسه. ربما يكون جهاز 'الموساد' حقق هدفه في اغتيال الشهيد، بعد ثلاث محاولات فاشلة، ونتيجة لاختراق امني خطير، ولكن الاضرار التي ستلحق باسرائيل من جراء هذا العمل الارهابي ستكون كبيرة بكل المقاييس. فليس من البطولة ارسال خلية من عشرين شخصاً الى دولة عربية آمنة مسالمة وحليفة للغرب من اجل اغتيال شخص اعزل لا يتمتع بأي حراسة شخصية او من الدولة المضيفة، ومن ثم تعرض عناصر هذه الخلية للتصوير منذ وطء اقدامهم لأرض المطار وحتى مغادرتهم. هناك من يريد التنصل من هذه العملية بالقول انها كانت بدائية في تنفيذها، ولهذا لا يمكن ان تكون من عمل جهاز على درجة عالية من الخبرة مثل جهاز 'الموساد' الاسرائيلي. الحقيقة ان العملية جرى تنفيذها باحتراف ولم تكن من عمل هواة، الفارق هذه المرة ان شرطة دبي كانت على درجة كبيرة من المهنية والاحتراف بحيث استطاعت كشف التفاصيل من خلال اجراءاتها الامنية المتقدمة، ووجود كاميرات مراقبة في جميع فنادقها وشوارعها، علاوة على مطارها والمنطقة المحيطة به. قد تكون اسرائيل نجحت في الثأر من الشهيد المبحوح، الذي خطف وقتل اثنين من جنودها اثناء الانتفاضة الاولى، ولكن الثمن الذي ستدفعه قد يكون غاليا على الصعيدين الدبلوماسي والامني. فالعالم الآن، وحلفاؤها في الغرب خاصة الذين دعموها وغطوا على جرائمها في حق العرب والفلسطينيين على مدى الستين عاما الماضية، سينظر اليها على انها دولة مارقة، لا تحترم سيادة حلفائها، وتنفذ جرائم القتل دون اي اعتبار للقانون الدولي او التبعات الاقليمية والسياسية التي يمكن ان تترتب عليها. في عام 1987 لجأ 'الموساد' الاسرائيلي الى احد العملاء المزدوجين، وزوده بأسلحة جرى تهريبها عبر الحقائب الدبلوماسية، لترتيب عملية اغتيال الشهيد ناجي العلي الرسام الشهير، وعندما اكتشفت الحكومة البريطانية هذا الاختراق الخطير لامنها اقدمت على طرد 13 دبلوماسيا اسرائيليا، وعلقت كل اشكال التعاون الامني بين بريطانيا واسرائيل. وزير الخارجية البريطاني ديفيد مليباند استدعى السفير الاسرائيلي في لندن الى مقر الوزارة للاحتجاج على استخدام الموساد جوازات بريطانية لتنفيذ جريمته، ولا نعرف ما اذا كانت حكومة براون ستتصرف بالحزم نفسه الذي تصرفت به حكومة السيدة مارغريت ثاتشر المحافظة عندما طردت الدبلوماسيين الاسرائيليين. الموساد الاسرائيلي اصبح يمارس 'الارهاب' مثله مثل عصابات 'المافيا' تحت ذريعة مكافحة الارهاب. ولذلك فان الدول الغربية مطالبة بالتدخل فورا ووضع حد لمثل هذه الاعمال الاجرامية غير المسؤولة التي يمكن ان تعرض امن الاوروبيين للخطر. ولا بد من التذكير بان شوارع اوروبا ومطاراتها كانت مسرحا لحرب تصفيات ضروس بين فصائل المقاومة الفلسطينية واجهزة الامن الاسرائيلية في فترة السبعينات والثمانينات من القرن الماضي، ولم تتوقف هذه الحرب الا بعد نبذ منظمة التحرير الفلسطينية للعنف وجنوحها نحو السلام. اقدام جهاز 'الموساد' الاسرائيلي، وبامر من الحكومة الاسرائيلية على فتح ملف التصفيات والاغتيالات خارج الاراضي المحتلة، هو استفزاز مقصود لجر حركتي 'حماس' و'حزب الله' للاقدام على تنفيذ اعمال انتقامية ضد اهداف اسرائيلية على الساحة الاوروبية. حركة 'حماس' انتقمت بشراسة لشهدائها الذين سقطوا في عمليات اغتيال نفذتها اجهزة الامن الاسرائيلية، فقد نفذت اربع عمليات انتحارية في القدس وتل ابيب والخضيرة المحتلة انتقاما لاستشهاد المهندس يحيى عياش، ومن المؤكد انها ستنتقم لشهيدها المبحوح بالطريقة نفسها، وكذلك سيفعل 'حزب الله' للثأر لاستشهاد عماد مغنية قائد جناحه العسكري على ايدي 'الموساد' في دمشق. حركة 'حماس' التي يرفض الغرب الاعتراف بها، باعتبارها حركة 'ارهابية' في نظره تنفيذا لتوصية اسرائيلية، لم تنفذ اي عملية ضد اهداف اسرائيلية خارج الارض المحتلة، وقالت انها لن تفعل ذلك في المستقبل، فمن هو الارهابي اذن. الموساد الذي يدعي انه يمثل الديمقراطية الوحيدة في المنطقة ام 'حماس' التي تقاوم من اجل استرجاع حقوق شعبها المغتصبة؟ السؤال موجه الى غوردون براون ونيكولا ساركوزي وباراك اوباما وكل حلفاء اسرائيل الخلص في الغرب. | |
|