معظمهم لا تتجاوز أصواتهم عدد حراسهم

معظمهم لا تتجاوز أصواتهم عدد حراسهم

و موظفي ديوان وزاراتهم

نتائج انتخابات العراق تظهر هزيمة وزراء ونواب

و قادة سياسيين

بغداد - 'القدس العربي' ـ من ضياء السامرائي:

لم تجد أم علي الواقفة امام مقر الصليب الأحمر الدولي في بغداد باحثة عن ولدها المفقود منذ اب/اغطس عام 2007 ذروة الاحتدام الطائفي وتفكك مؤسسات الدولة، وهي تسمع أنباء الشارع العراقي حول سقوط وزراء ونواب وقادة سياسيين في الانتخابات القادمة، لم تجد غير عبارات التشفي والتمني بزوال باقي الوزراء والحكومة التي وصفتها بالعار على تاريخ العراق وتضيف أم علي التي تجاوز عمرها الستين سنة وهي تحمل حفيدها في الرابعة من عمره وتسكن منطقة زيونة وسط بغداد، ان الحكومة التي تخطف أبناءها من الشوارع بدافع طائفي وتضعهم في سجون وأقبية سرية لا تستحق حتى الذكر، وتضيف حكومة عجزت عن توفير قوت الشعب وزراؤها سراق يدعون الحرية (نفطنا يباع لنا والى الجيران يذهب ببلاش).
وأفرزت نتائج الانتخابات البرلمانية العامة للمرشحين في عموم المحافظات العراقية التي تم إعلانها وحصلت' القدس العربي' على معظمها، الكثير من المفارقات بينت أن ابرز الشخصيات السياسية في البلاد في موقف محرج، عندما تأكد عدم حصول هؤلاء الا على عدد محدود من الأصوات في الدوائر التي ترشحوا عنها، لا تتجاوز عدد الحراس وموظفي التشريفات والسكرتارية الذين يعملون تحت إشرافهم المباشر، حيث حصل المرشح عن الائتلاف الوطني العراقي موفق الربيعي على 401 صوت فقط في الفرز الأولي، فيما حصلت مريم الريس المرشحة عن الائتلاف نفسه على 182 صوتا. وبينت النتائج أيضا حصول مرشح الائتلاف في بغداد علي اللامي، وهو المدير التنفيذي لهيئة المساءلة والعدالة، على 325 صوتا، فيما حصل القاضي منير حداد المشرف على إعدام الرئيس العراقي الراحل صدام حسين، على 126 صوتا، أما راعي الملكية الدستورية الشريف علي بن الحسين فحصل على 489. ولم يحصل نصير الجادرجي المرشح عن الائتلاف نفسه ألا على 177 صوتا.
وبالرغم من هذه النتائج المخيبة التي تظهر مدى انعدام جماهيريه المسؤولين في الشارع العراقي، فإن عددا من هؤلاء الساسة ربما يفوزون بمقاعد برلمانية، في ظل اعتماد نظام تدوير الأصوات لصالح الكتل الكبيرة. وقد يقضي هذا النظام بفوز مرشح بمقعد برلماني رغم حصوله على أصوات بسيطة، وذلك استنادا إلى عدد المقاعد التي تحققها كتلته، فيما يخرج مرشح آخر من دائرة المنافسة حتى أذا حقق 25 ألف صوت، لأن قائمته لم تحقق أي مقعد.
في هذا الخصوص يبين الباحث في الحكومات المحلية محمد نور الدين هذه سياسة من كانوا في البرلمان المنتهية صلاحيته عندما كانوا يسوفون الموضوع وعدم إقرار قانون الانتخابات من اجل الحفاظ على مقاعدهم وامتيازاتهم فجعلوا قانونا لم تشهد دول العالم مثيلا له عندما جعل للخاسر مكان في البرلمان والفائز يغادر من دون حق. وتابع انه من المؤسف ان ترى نفس الوجوه التي عبثت بأمن ومقدرات الشعب العراقي تعود الى قبة البرلمان من باب اخر يتحدث عن منجزات اغلبها لا تعدو ملفات الفساد التي قاموا بها .
وتشير النتائج الى حصول المرشح عن ائتلاف دولة القانون في بغداد مهدي الحافظ على 413 صوتا، فيما حصل عزت الشابندر على 332 صوتا. أما وزير الدفاع عبد القادر العبيدي المرشح عن ائتلاف المالكي والذي يقود وزارة تعدادها نصف مليون جندي فحصل على 126 صوتا، وكان نصيب وزير النقل عامر عبد الجبار 225. وحصل وزير المهجرين عبد الصمد رحمن على 381.
ومن بين الأرقام التي تعكس تدني مستوى التصويت المباشر لعدد من ابرز الزعماء السياسيين، حصول مرشح ائتلاف دولة القانون في محافظة بابل مالك دوهان الحسن على 2173 صوتا، فيما حصل مرشح الائتلاف الوطني في الانبار حميد الهايس على 1109 أصوات بعد فرز نحو 60' من اصوات المقترعين. وفي البصرة حصل مرشح الائتلاف القاضي وائل عبد اللطيف على 2186 صوتا فقط بعد فرز 63' من الأصوات، فيما حصل مرشح التحالف الكردستاني في مدينة اربيل فؤاد معصوم على 5166 صوتا.
وفي بغداد أيضا، أظهرت النتائج الجزئية حصول وزير التربية المرشح عن قائمة المالكي على 735 صوتا ووزير الدولة لشؤون الحوار الوطني أكرم الحكيم المرشح عن الائتلاف الوطني على 1448 وعلاء مكي المرشح عن القائمة العراقية على951. اما القيادي البارز في المجلس الأعلى الشيخ جلال الدين الصغير المرشح عن محافظة دهوك على 22 صوتا فقط، وذلك بعد فرز أكثر من 55' من أصوات المقترعين، فيما حصل زميله المرشح عن محافظة النجف قاسم داود على 338 صوتا من اصل 34' من الأصوات التي تم فرزها.
وحصل رئيس الحزب الإسلامي العراقي أسامة التكريتي المرشح عن محافظة صلاح الدين على 1103 أصوات، وحصل وزير التخطيط المرشح عن قائمة المالكي في الموصل على 563 صوتا، فيما حصل مرشح الائتلاف الوطني عن محافظة السليمانية الشيخ همام حمودي على 35 صوتا بعد فرز اكثر من نصف أصوات المقترعين.