المعتز بالله مشرف على المنتدى السياسي
عدد المساهمات : 178 نقاط : 16431 تاريخ التسجيل : 14/03/2010
| موضوع: ماذا وراء سلوك الكيان الصهيوني....؟؟؟ الأحد مارس 21, 2010 11:17 pm | |
| ماذا وراء سلوك الكيان الصهيوني....؟؟؟
لا يمكن تفسير تصرفات قادة الكيان الصهيوني الرعناء والتي أخذت تزداد مؤخراً، إلا تخبطهم اللاعقلاني، بعد سلسلة الهزائم، والإخفاقات المتكررة وبعد إدراكهم وتيقنهم من انسداد كل الأبواب التي كانت حتى الأمس القريب مشرعة أمامهم، ومحاولتهم تعويض اليأس الذي أصاب مجتمع كيانهم بالإقدام على تجاوز كل الخطوط الحمراء مستندين إلى أطواق النجاة ولا يدركوا أن تصرفاتهم هذه هي دليل ضعف وعجز، وتقودهم نحو الانتحار والتعجيل في نهاية كيانهم ومشروعهم الصهيوني المحتومة. وكان رئيس الحكومة الإسرائيلية السابق أيهود أولمرت اعترف بنهاية فكرة إسرائيل الكبرى بالسياسة الخاطئة ، على قادة الكيان في علاقاتهم مع الفلسطينيين على مدى عقود طويلة. أولمرت لم يتحدث فقط عن السياسة الخاطئة للكيان الصهيوني في علاقاته مع العرب الفلسطينيين بل انتقد العلاقة الوحشية التي يمارسها المهاجرون اليهود- الذين سكنوا بيوت العرب الفلسطينيين، بعد أن طردوهم منها- مع الشعب الفلسطيني وقال حسب بعض وكالات الأنباء: «أربعون عاماً» ونحن نخترع أسباباً وهمية وننتهج سياسة خاطئة في تعاملنا مع الشعب الفلسطيني.. أنا شخصياً ارتكبت العديد من الأخطاء لأنني اعتبرت أن الأراضي التي تمتد من البحر الميت إلى نهر الفرات تعود لنا نحن اليهود ولكنني أدركت في النهاية أن هذه الأرض تعود لأصحابها الأصليين الحقيقيين. إن تصريح أولمرت هذا الذي أدهش الجميع حينها يعكس مزاج الفئة الحاكمة الحالية في الكيان الصهيوني وهو دليل واضح على أن الصهيونية تتجه نحو الاندثار فإذا كان هناك في الأربعينيات وحتى الثمانينات قادة صهاينة مشبعون بأفكار «الوطن الجديد» وكانوا مستعدين أن يبذلوا ما استطاعوا من جهد لازدهار هذا «الوطن» فإن القادة الصهاينة الحاليين يفتقدون لمثل هذا الاندفاع وغارقون في الفساد، الرئيس الصهيوني السابق موشيه كاتساف خرج من المسرح السياسي لاعترافه بالتحرش الجنسي بسكرتيرته.. ايهود أولمرت يخضع للتحقيق في قضايا فساد.. وزير الخارجية الحالي ليبرمان، بدأت الشرطة في استجوابه في قضايا فساد.. نتنياهو كان قد خضع للتحقيق.. والحبل على الجرار. إضافة إلى أن مجتمع الكيان الصهيوني المفكك والذي لا روابط تجمعه سوى الطرقات الواصلة بين المستوطنات وأفكار «أرض الميعاد» المزيفة غير قادر على البقاء في أجواء توتر دائمة مع محيطه وخاصة أن ذاكرة معظم أبنائه مازالت طافحة بالذكريات الجميلة في أوطانهم الأصلية ومساقط رؤوسهم المتوزعة على مختلف بقاع المعمورة. كما أن الكيان الصهيوني لم يعد قادراً على المساعدة في تنفيذ مشاريع الدول الاستعمارية الكبرى والتي كانت من أهم أسباب تأسيسه وقريباً جداً سيصبح عبئاً على هذه الدول وعائقاً أمام تطوير علاقاتها مع دول المنطقة. هذا إذا لم نقل إن الظروف الموضوعية التي كانت تساعد هذا الكيان في البقاء على قيد الحياة قد تغيرت في معظمها وأنها تسير الآن في غير مصلحته أهمها: أولاً: لقد حققت المقاومة الاسلامية الوطنية العربية المسلحة والدول الحاضنة لها توازن الرعب مع هذا الكيان حيث أصبح عاجزاً عن شن أي حرب في المنطقة. ثانياً: التغير الذي حصل في الخريطة الجيوسياسية في المنطقة وعودة تركيا إلى محيطها التاريخي والجغرافي والتعاون الاستراتيجي الذي انطلق وبقوة بين سورية وتركيا من جهة وبين الدولتين وإيران من جهة أخرى. ثالثاً: التراجع الكبير للدور الأمريكي في المنطقة والعالم بعد فشله بما يسمى الحرب على الإرهاب وبداية تشكل عالم متعدد الأقطاب حيث سيكون من الصعب دخول هذا الكيان في حسابات المساومات وموازين القوى في الشرق الأوسط لعدم قدرته على أن يكون عاملاً مساعداً لأي من هذه الدول مستقبلاً. رابعاً: جرائم الكيان في غزة قد كانت السبب في نفاد صبر الكثير من السياسيين والصحفيين حتى الذين كانوا يساندونه على مدى سنوات طويلة، واضطرتهم للخروج عن صمتهم ودفعتهم إلى التشهير بهذه الجرائم ما أدى ويؤدي إلى تفهم الرأي العام العالمي بحقيقة هذا الكيان واغتصابه للحقوق المشروعة للشعب الفلسطيني ولدول المنطقة. لذلك فإن الجرائم التي يرتكبها قادة هذا الكيان حالياً بحق الشعب الفلسطيني ومقدساته وتجاوزه للخطوط الحمراء وبالرغم من الصمت الرسمي العربي الإسلامي حتى الآن وأطواق النجاة التي ترمى له بين الحين والآخر لن تساهم إلا بالتسريع في نهايته وخروجه الأبدي من الخريطة الجيوسياسية للمنطقة والعالم.
| |
|