الهادي الزغيدي مدير الموقع
عدد المساهمات : 4023 نقاط : 24071 تاريخ التسجيل : 08/11/2009 العمر : 49 الموقع : تونس
| موضوع: ورطة اوباما تتفاقم في افغانستان الجمعة يوليو 30, 2010 3:00 am | |
| ورطة اوباما تتفاقم في افغانستان رأي القدس معظم الذين تناولوا بالكتابة والتحليل موضوع الـ 90 الف وثيقة التي نشرت في احد مواقع الانترنت حول التورط العسكري الامريكي في افغانستان، توقفوا عند بعض النقاط الأقل اهمية والمتعلقة بأرواح الجنود الامريكيين والعملاء الافغان المتعاملين معهم، وتجاهلوا النقاط الاهم وهي استحالة فوز الادارة الامريكية وحلفائها في هذه المقامرة العسكرية والسياسية الخاسرة حتما. تسريب هذه الوثائق، وفي هذا التوقيت بالذات يكشف عن وجود شخصيات عسكرية امريكية نافذة تعارض هذه الحرب، والاستمرار فيها، لانها تعرف الوقائع على الارض جيدا، وحجم الخسائر الامريكية، المادية منها والبشرية، ولهذا قررت ان تعلق الجرس، وتطلق صفارة الانذار. فالمؤسسة العسكرية الامريكية بدأت تتمرد على قيادتها السياسية وقراراتها، ومن بينها الاستمرار في الحرب في افغانستان، وعبر عن هذا التوجه الجنرال ماكريستال الذي اقاله الرئيس الامريكي باراك اوباما من منصبه بعد تهكمه في مقابلة مع مجلة 'رولنغ ستون' على جوزيف بايدن نائب الرئيس. واكمل المهمة الجنرال الحالي ديفيد بترايوس الذي قال في تصريحات اخرى، ان الممارسات الاسرائيلية في الاراضي الفلسطينية باتت تهدد ارواح الجنود الامريكيين في افغانستان. والجنرال بترايوس هو الذي حل محل نظيره ماكريستال في قيادة القوات الامريكية في هذا البلد المضطرب. حجم الضرر الذي لحق بادارة الرئيس باراك اوباما من جراء تسريب هذه الوثائق كبير جدا، خاصة اذا عرفنا ان هذه الادارة مستهدفة، وان الرئيس الامريكي جعل هذه الحرب محور سياسته الخارجية عندما وصفها بانها حرب الضرورة وليس حرب الاختيار، مثلما هي الحال في العراق. ولعل النقطة التي تستحق الاهتمام في هذه الوثائق، الى جانب نقاط اخرى عديدة، هي تلك المتعلقة باقدام جهاز المخابرات الداخلي الباكستاني (S I S) على تدريب ودعم مجموعات من طالبان لمواجهة تسلل النفوذ الهندي الى افغانستان. فهذا يعني ان باكستان، او مؤسستها العسكرية على وجه الخصوص، لم تعد راضية، او مقتنعة بدعم السياسة الامريكية في هذا البلد الجار. فهذه المؤسسة، او جهاز مخابراتها العسكري، هو الذي اسس حركة طالبان ومدها بالأسلحة لقلب حكومة رباني الافغانية عندما بدأت تغازل الهند على حساب باكستان في اوائل التسعينات من القرن الماضي، ونجحت في النهاية في تحقيق هذا الهدف، وتمكين حركة طالبان من السيطرة على كابول في اوائل عام 1996. امريكا تغرق في وحل افغانستان، والأزمات تطارد حكومتها الحالية، ويبدو ان نهاية وجودها في افغانستان باتت وشيكة، وربما تأتي مشابهة لنهاية نظيرتها في فيتنام، مع فارق اساسي وهو ان حكومة ريتشارد نيكسون كانت قوية اقتصاديا على عكس حكومة اوباما الحالية، مع تسليمنا بان القاسم المشترك في الحالتين هو معارضة الرأي العام الأمريكي للحرب في البلدين، ومن المؤكد ان معارضة الامريكيين للحرب في افغانستان الذين تزيد نسبتهم عن سبعين في المئة حاليا مرشحة للارتفاع بعد تسريب هذه الوثائق. امريكا خسرت 400 مليار دولار واكثر من الف جندي في افغانستان، والرقم مرشح للزيادة اذا وضعنا في اعتبارنا انها خسرت مع قوات الناتو الاخرى حوالي مئة جندي في الشهر الماضي وحده. ومن غير المعتقد ان تستمر في تحمل هذا النزيف المالي والبشري لفترة طويلة. النهاية باتت وشيكة، والهزيمة مؤكدة على اية حال. | |
|