الهادي الزغيدي مدير الموقع
عدد المساهمات : 4023 نقاط : 24071 تاريخ التسجيل : 08/11/2009 العمر : 49 الموقع : تونس
| موضوع: ليبيا: تراجع بريطاني فرنسي مهم الأحد يوليو 31, 2011 12:52 am | |
| ليبيا: تراجع بريطاني فرنسي مهم رأي القدس 2011-07-29 لم يفاجئنا وليم هيغ وزير خارجية بريطانيا ونظيره الفرنسي آلان جوبيه عندما اعلنا في مؤتمر صحافي مشترك ان الزعيم الليبي معمر القذافي يمكن ان يبقى في ليبيا في حال تنحيه عن السلطة في اطار اتفاق سياسي لانهاء الازمة في البلاد، ولكن السيد مصطفى عبد الجليل رئيس المجلس الانتقالي الليبي هو الذي فاجأنا بتصريحه الذي ادلى به قبل يومين، وقال فيه ان المهلة بالسماح للقذافي بالبقاء في ليبيا قد انتهت مدتها ولم يعد هذا الامر مطروحا على الطاولة، ولا بد من رحيله عن ليبيا نهائيا في اطار اي حل سياسي. مصدر المفاجأة، ان السيد عبد الجليل يتحدث عن مهلة لم نسمع عنها من قبل، ولا نعرف متى تم التوصل اليها وفي اي اطار، ثم هل يمكن ان يكون وزيرا خارجية الدولتين اللتين تتحملان العبء الاكبر من المشاركة في قصف ليبيا ومحاولة الاطاحة بالنظام فيها، وتوفران الحماية للمجلس الانتقالي ورجاله.. هل من المعقول ان الرجلين عندما عرضا فكرتهما هذه، حول بقاء القذافي في ليبيا لا يعلمان بهذه المهلة التي تحدث السيد عبد الجليل عن انتهائها لان الزعيم الليبي لم يقبلها ويغادر البلاد؟ ندرك جيدا ان المجلس الانتقالي الليبي بات يتمتع بشرعية واسعة في العالم الغربي بالذات، بسبب اعتراف دول عديدة به كممثل للشعب الليبي، وآخر الخطوات في هذا الصدد، اغلاق بريطانيا للسفارة الليبية وطرد جميع الدبلوماسيين الليبيين التابعين لنظام القذافي، ولكن ما ندركه ايضا ان هذا المجلس ينسى في كثير من الاحيان، او بعض المسؤولين فيه، انهم اسرى الدعم الغربي، والفرنسي والبريطاني منه على وجه الخصوص، وانه لولا هذا الدعم لما استمرا حتى الآن كقوة سياسية لها قوات عسكرية فاعلة على الارض. ما نريد قوله ان صاحب القرار النهائي في قبول اي تسوية وشروطها لانهاء المأزق الحالي في ليبيا هو التحالف الفرنسي ـ البريطاني بالدرجة الاولى، لان هذا التحالف هو الذي يخسر حوالى خمسة ملايين دولار يوميا في هذه الحرب، ويواجه انتقادات متزايدة من قبل برلمانييه بسبب الاقدام على الدخول في حرب طالت، بل تجاوزت، المدى الزمني المقرر لها اي نهاية هذا الشهر كحد اقصى. بعد اربعة اشهر من القصف المتواصل من قبل قوات الناتو لاهداف عسكرية تابعة لنظام القذافي، ما زال الوضع على حاله تقريبا، فالرجل اي رأس النظام ما زال في الحكم، ويتمتع بتأييد قبلي الى جانب تأييد شعبي في بعض المناطق الليبية، وقواته تدافع بشراسة عن بعض المواقع التابعة لها، وسمعنا خبراء غربيين يقولون انه بدأ يتأقلم مع الوضع وكيفية التعاطي مع هجمات طائرات الناتو، وهذا خبر سيىء للمجلس الوطني الانتقالي مثلما هو سيىء للقوى الداعمة له. ليبيا تعيش حاليا حالة من الجمود في ميادين المعارك، وتقدم قوات المجلس العسكري يتسم بالبطء. والشعب الليبي ضحية هذه الحرب، في شقيه سواء الخاضع لسلطات المجلس الانتقالي، او لحكم النظام الديكتاتوري، بات يشعر بالضيق والضجر، بعد ان طال امد معاناته نتيجة غياب الحسم، ولم يعد يتحمل هذه المعاناة وهو الذي يعيش في بلد نفطي ثري، خاصة ان شهر رمضان الفضيل بات على الابواب. الحل السياسي في ليبيا هو الخيار الامثل، بل هو الخيار الوحيد الممكن للخروج من هذه الازمة، ونعتقد ان وزيري خارجية فرنسا وبريطانيا بتراجعهما عن مواقفهما المتشددة السابقة حول شرط خروج القذافي قد بدآ يقتربان من هذه الحقيقة. | |
|