لكنك لن تكون إلا شاعرا- -
(1)
كن سرا من أسرار التشرد في عيون الليل المذبوح على كراسي المقاهي الباردة ..
كن ارتعاشة الطير بين أصابع البرق تهدهده سنابك الأنواء ..
كن نفحة من أنفاس الصيف الحارقة ..
حبيبك كأس النسيان ولا أنيس لك سوى شوكة القلق تنغرس في بؤبؤ العين وترحل عبر الشرايين المحترقة .
(2)
كن نجمة حيرى أو نجمة متهجدة..
كن شعاعا من ضوء الشعر ينطفئ على رصيف الأوقات الهاربة ويتنفس زهر الرجاء ..
و يسكب كؤوس الانتظار للعابرين والحالمين الفقراء..
كن كما تريد..
(3)
كن أرضا مدنسة أو أرضا مقدسة..أرضا خصبة أو أرضا برشاء ...
كن متسللا من بين حنجرة الصدى المشروخ حداها عند احتضار الفجر..
كن حجرا يهوي في قاع التيه وفوضى رحيل الغجر الهاربين إلى فراديس الأرض المنشودة..
(4)
كن رفيف الرمش هربا من عمى العين عند عواء الذئب في فيافي التيه العاتية ..
كن كما تريد ..
كن كسرة الجياع عند قيامة الحرب الصامتة وعندما يتربص الموت بالأبرياء ..
(5)
كن قصيدة عصماء أو قصيدة خرساء
أو أمنية بلا أقدام يدميها الرحيل ولا تصل لبيوت الرايات الحمراء ..
كن قيامة الفصول وصرخة شمشوم في معبد الغضب المسعور ...
(6)
كن عاطفة نارية أو عاطفة ثلجية ..
كن صفحة في ملحمة التاريخ توثق مآسي انتظارات النساء متلذذا بفاكهة كبريائك,,..
كن صفحة بيضاء أو صفحة سوداء..
كن مزنا تنهمر ساعات الجدب وتجرف صحارى القحط إلى جحيم النهايات الباهتة..
(7)
كن طليقا أو موثوق اليدين ..
خارج نفسك أو داخلها في كل الفصول أو في نقطة الصفر المتزأبقة..
كن في الغرب ، في الشرق وفي كل الجهات.. كن صورا من كل الذكريات والآهات والحسرات ولوثة المجانين وحتى الترهات...
كن رحيما أو متجبرا ..
كن كما تريد ..
و لكنك لن تكون إلا شاعرا مكتويا بجمرالقصيد
ومتدثرا بنور الكلمة ....
21-3-2010