علينا أن نتخلص من الاستعمار و وكلائه المحليين
غبي من يعتبر ان تونس مستقلة عن الغرب و عن الامبريالية و الصهيونية ، و غبي من يعتبر اننا نتحكم في ثرواتنا و نستثمرها لصالحنا وفق حاجياتنا. فتونس بلد مستعمر شانه شان الدول العربية الاخرى و ثرواتنا يتحكم فيها الغرب و يتمتع بها و يبني بها حضارته على حسابنا . أما حكامنا فليسوا الا عملاء و بيادق للغرب ، فهو الذي نصبهم و عينهم و اعطاهم السياسة التي يجب ان يتبعوها لتدجين الشعب و الهيمنة علية و اذلاله . و ما تغير هو أننا قبل 1956 كنا نعيش استعمارا مباشرا فأصبحنا بعد 1956 نعيش استعمارا غير مباشر أو ما يسمى بالاستعمار الجديد ، لأن الاستعمار يجد راحته في ان تصل اليه الثروات دون جهد و دون تضحيات ، فالشكل الثاني أو الاستعمار الجديد هو أكثر ربحا و أقل تعبا و مصاريفا و بالتالي فإنه لا يناسب الا البلدان الاستعمارية.
إن الحكومات التي تتالت على حكم البلاد التونسية بعد صفقة الاستعمار الجديد سنة 1956 هي حكومات عميلة للغرب و لا علاقة لها بالوطن و مصالحه و لا تعمل الا لخدمة مصالح الامبريالية و ما الازمات التي يعيشها مجتمعهنا على المستوى الاقتصادي و الاجتماعي و السياسي الا نتيجة لاتباع سياسة الغرب الاستعماري.
إن مهمتنا الأساسية في هذه المرحلة بالذات هي العمل على تحرر وطننا و لا يكون ذلك الا بالتخلص من الحكومة العميلة للغرب و تاسيس نظام وطني يضمن لنا تحررنا الوطني و انعتاقنا الاجتماعي ، ويحافظ لنا على ثرواتنا . و تبقى المسألة الديموقراطية في المرتبة الثانية لأننا لا يمكن أن نتحدث عن الديموقراطية و نحن مستعبدون و مستعمرون و ارادتنا مسلوبة .