الهادي الزغيدي مدير الموقع
عدد المساهمات : 4023 نقاط : 24071 تاريخ التسجيل : 08/11/2009 العمر : 49 الموقع : تونس
| موضوع: الجرذان مكانها الجحور السبت مارس 23, 2013 2:01 pm | |
| الجرذان مكانها الجحور ان التاريخ لا يعود الى الوراء ، و لا يمكن للوعي الذي اكتسبه الشعب بفضل نضالاته و تحركاته و متباعته للوضع السياسي الوطني و العربي و العالمي ان يتحول الى جهل ، فالمواطن التونسي اصبح يدرك الان ان الحكومات التي تتالت على حكم تونس هي حكومات عميلة للراسمال الاجنبي و أن السياسة التونسية تحددها الامبريالية عير صندوق النقد الدولي و البنك العالمي و ما الحكومات الا بيادق للغرب تنفذ سياسته لتنال ولاءه و تاييده ، كما أن المواطن اصبح يدرك جيدا أن أزمته ليس سببها نهب الراسمال الاجنبي لخيراته فقط بل نهب الحكومات العميلة التي تدعم الراسمال اللاوطني و تضمن له مصالحه على حساب الطبقة الشعبية المفقرة و المهمشة و المضطهدة. إن وعي المواطن باسباب ازمته سببها حسن تحليله للواقع و وعيه بمجرياته و تطوراته و موازين القوى فيه و إدراكه الى أن الصراع في حقيقته هو صراع طبقي سواء في مستواه الاول هو الصراع بين الامبريالية العالمية و الدول المستعمرة او في مستواه الثاني و هو بين البرجوازية الكمبرادورية و الطبقة العاملة و الكادحة. و هذا الوعي انتجه الوضع المزري الذي كان يعيشه المواطن في تونس خاصة و قد تغول الراسمال العميل و تجبر و استحوذ على خيرات البلاد و استغل الشعب من اجل سرقته و الاثراء على حسابه و لذلك طالب الشعب بالعدالة الاجتماعية و طالب بالتنمية العادلة و طالب بالتشغيل و هذه المطالب و غيرها تؤكده وعيه الحقيقي باسباب ازمته. إن مطالب الشعب وقع الالتفاف عليها من طرف حكومة الغنوشي الاولى و من طرف حكومة السبسي و من طرف حكومة الغنوشي الثانية ففي كل مرة يهرع وزاراء خارجية الدول الاستعمارية لتحديد الحكومات و وض البرامج لها من اجل الحفاظ على نفس النظام العميل الذي يحقق مصالحها ، لذلك فقد تغيرت الحكومات و لكن السياسة المتبعة بقيت هي نفسها و الدليل هو ان الميزانية التي اعدتها حكومة السبسي نفذتها حكومة النهضة و بقي الشعب بالرغم من تغيير الوجوه في الحكومة يعيش المعاناة بل ان معاناته قد تفاقمت نتيجة سوء تسيير حكومة النهضة للحكم و نتيجة سرقتها للمال العام و محاباتها لبيادقها و تعيينهم على راس المؤسسات من اجل تاسيس الديكتاتورية الدينية او ما تسميه بالخلافة السادسة. و الحفاظ على نفس السياسة جعل الشارع يتحرك و لا يهدأ طيلة عامين أو أكثر لأن مطالب الشعب لم تتحقق بل إن وضعيته ازدادت سوء و الحكومة النهضاوية او من سبقها من حكومات لا تملك البدائل لانها لا تعمل الا على تنفيذ اوامر الغرب و لا تعمل الا وفق نصائحه و مصالحه ، و لم تجد هذه الحكومة من حل الا بيع المؤسسات الوطنية و ممتلكات الشعب و الترفيع في الضرائب و الترفيع في الاسعار و الحد من الانتدابات في القطاع العمومي بالاضافة الى اغراق البلاد في المديونية ، و بالرغم من ان سياستها فاشلة الا انها تحرص على التمسك بالسلطة. إن وعي الشعب بحقوقه و ادراكه لحقيقة الصراع الطبقي سيجعله يمضي قدما في نضالاته و تحركاته الى ان يقع القضاء على هذه الحكومة العميلة او غيرها من الحكومات اللاوطنية ليتمكن من تحقيق اهدافه و استقلاله و ليحد من استغلال الغرب الاستعماري و الحكومات العميلة لممتلكاته ، و لهذا فان النضال من اجل تحقيق العدالة الاجتماعية سيطيح بحكومة النهضة او باي حكومة لاوطنية يمكن ان تخلفها و ستعود الجرذان الى جحرها لانه مكانها الطبيعي فلم يعد العنف و لا القتل و لا الارهاب ينفع مع شعب تسلح بالوعي و وعيه يزداد قوة و صلابة بتحركاته و نضالاته. | |
|