08 مارس من الأيام الراسخة في ذاكرتي

08 مارس من الأيام الراسخة في ذاكرتي

في بداية تسعينات القرن الماضي عندما قررنا كطلبة أن نحيي اليوم العالمي للمراة، فاقتطعنا من مصاريفنا لنشتري اوراقا و لافتات و صورا و أقلاما ملونة نكتب بها نصا يدافع عن المرأة و حقها في المساواة التامة و الفعلية مع الرجل. يومها علقنا النص و بقينا في انتظار ما يسمى بالاتجاه الاسلامي فأرسولوا لنا زميلات متحجبات استمتن في الدفاع عن نقص المرأة عقلا و دينا ، و عن الزواج باربع نساء و عن عدم حق المرأة في المساواة في الارث و عدم حقها في تولي المناصب في الحكم كما يحق للرجل ذلك ، كما استمتنا في الدفاع عن حق الرجل في تأديب المرأة باعتباره ولي أمرها و اعتبرنا أن كل من يعارض ذلك كافر و غيرها من التهم التي نسبوها الينا ..
يومها تأكدت من أن مجتمعنا متخلف بامتياز و أن الاتجاه الاسلامي الذي اعتبرنا مغتربين باحتفالنا بعيد عالمي اعتبروه غربيا و لا يدخل في تقاليدنا و عاداتنا هو مصدر اساسي لهذا التخلف الذي عشناه و نعيشه الى حد الان ... يوما قلت لزميلاتي المحجبات و المدافعات عن نقص المراة في العقل و الدين بأني اعتذر عن نقاشي معهن لأني رجل و لأنهن أكدن على نقص عقل المراة و النقاش مع من يقر بنقصه لا يمكن أن يؤدي الى نتيجة. فلقد شعرت بمرارة يومها لا يمكنني أن أنساها و للأسف فإن التاريخ يعيد نفسه في شكل مهازل لا نعرف حدا لنهايتها مع حركة الجذب الى الوراء المتمثلة في بروز التيار السلفي بقيادة النهضة . فهل عدنا من جديد إلى القرون الوسطى ؟؟ و هل يحق لنا اليوم أن نحتفل باليوم العالمي للمرأة؟؟