1- التأسيس والبناء
إن تكوين أسرة الدعوة والرسالة لابد أن يراعي منطلقات جوهرية، وذات أهمية بالغة في تحقيق نجاحها وضمان استمراريتها . تتجلى هذه المنطلقات في الأخذ بعين الاعتبار الأهداف التالية:
* السكن النفسي وزوال التوتر العاطفي لكل من الرجل والمرأة.
قال الله تعالى: ( ومن آياته أن خلق لكم من أنفسكم أزواجا لتسكنوا إليها، وجعل بينكم مودة ورحمة)1 سورة الروم الآية 21. وقال: ( هو الذي خلقكم من نفس واحدة وجعل منها زوجها ليسكن إليها) سورة الأعراف الآية 189.([1])
*- تحصين النفس وتزكيتها ودفعها في طريق الطاعة تحقيقا لارتباط الدعوة بمبدإ العفاف.
وقد حقق رسول الله صلى الله عليه وسلم هذا الرابط عمليا عندما كان يصلي على فراش عائشة رضي الله عنها، وهذا معناه أن المكان الذي يكون فيه الإنسان ملتحما مع زوجته من الممكن أن يكون هو ذاته مكان قرب الإنسان من الله دون تعارض.([2])وقد قال الله تعالى : ( وإذ غدوت من أهلك تبوئ المؤمنين مقاعد للقتال) سورة آل عمران، الآية 121 وهي آية تبين مشهدا في منتهى الروعة والارتباط الموجود بين الأسرة والجهاد والدعوة إلى الله حيث تصور رسول الله عليه والسلام وهو خارج من حجرة عائشة رضي الله عنها مباشرة لساحة الجهاد لممارسة القيادة والشهود على الناس.
*- المحافظة على النسل بإنجاب الأولاد وتربيتهم تربية حسنة.
إن المفهوم الرسالي للإنجاب ليس معناه الحديث عن نزوة الإنجاب من أجل الإنجاب أو إنجاب من يملأ عليك حياتك سعادة أو من يكون لك عونا على أعباء الحياة..وإن كانت هذه الأمور لا حرج فيها ..ولكن مفهوم الإنجاب من المنظور الإسلامي الرسالي هو تكثير الطاقات الفاعلة وتوليد القيادات الداعية التي تبني صرح الأمة وتأمر بالمعروف وتنهى عن المنكر.. قال الله تعالى على لسان زكرياء عليه السلام: (فهب لي من لدنك وليا يرثني ويرث من آل يعقوب واجعله ربي رضيا)
والأنبياء لا يورثون درهما ولا دينارا وإنما يورثون الدعوة إلى الله تعالى وخدمة الرسالة.
والرسول الكريم عليه الصلاة والسلام عندما قال : " تناكحوا تناسلوا إني مباه بكم الأمم يوم القيامة" فهو كان يخاطب أمثال أبي بكر وعمر وسائر الأصحاب الكرام لأن تناسلهم يعطي للأمة الأبرار الأتقياء والأنقياء الأصفياء الذين تحرروا من كل ما يستعبدهم من سلطان أو شهوة أو مال فكانوا لله وفي الله فدافعوا عن عرض الأمة وشرفها ورفعوا شأنها عاليا وسط كل الأمم.
ومن موقع القدوة لنا في رسول الله صلى الله عليه وسلم وفي صحابته الكرام فنحن مطالبون كما هو المفروض أن ننهج هذا النهج في التربية والتكوين لتربية النشإ على الإيمان بالله وممارسة الدور الذي أنيط بكل إنسان مسلم فوق الأرض وهو عبادة الله وتبليغ رسالاته.
*- الإسهام في المشروع الإسلامي التغييري الشامل
فالمشروع التغيير الحضاري الكبير يهدف إلى إصلاح المجتمع وتغيير انحرافاته، وهذا المشروع يحمل أفكارا ومعاني يتجسد قسط منها عمليا في سلوك الأسرة وعلاقاتها مع المجتمع. ومن تمة فالسبيل هو تسخير كل ارتباطات الأسرة بالقرابة والجوار والصداقة لخدمة دعوتها ورسالتها.
[1] 1- للمزيد من العرفة يرجى الرجوع إلأى الصفحة 14 – 15 من كتاب من أجل حياة جنسية إنسانية وناجحة، الدكتور أحمد الأبيض[2] - رفاعي سرور، بيت الدعوة