" هدف الانسان في الحياه ان ينال احترام الناس له واحتارمه هو لنفسه "
هناك من يقول رأي الناس لا يهمني انا اري ان مثل هؤلاء عندما يتلقون نقد جارح من الناس فان هذا النقد يألمه لكنه ليس الا بارع في ان يخفي هذا الألم ويكون في قمة سعادته عندما يمدحه الناس هذه غريزه فينا نحب مدح الاخرين ونكره الذم وليس هذا نفاقاً هناك حديث فيما معناه انه مرت جنازه امام النبي واصحابه فذم الناس علي صاحبها خيراً فقال النبي "وجبت" ثم مرت جنازه اخري فذم الناس في صاحبها شراً فقال النبي "وجبت" فقال سيدنا عمر فداك ابي وامي يارسول الله ما وجبت؟ فقال النبي مرت الجنازه الاولي وقلتم في صاحبها خيراً فوجبت له الجنه ومرت الثانه وقلتم في صاحبها شراً فوجبت له النار فالناس شهداء الله في الارض وحينما وصي لقمان ابنه قال " يابني لا تمشي في الارض مرحاً" لماذا لم يقل له لا تكن متكبراً مثلا لانه حريص علي راي الناس فيه فلا يريد ان يقول احد عنه انه متكبر فراي الناس مهم عند سيدنا لقمان لهذ الحد لكن السؤال الاهم كيف ننال هذا الاحترام من الناس؟ هناك اشياء كثيره لكسب هذا الود والاحترام نذكرها بايجاذ
تقبل الرأي الآخر:
هناك مقوله تقول "انا لا اتفق معك في الرأي ولكني علي استعداد ان اضحي بحياتي من اجل الدفاع عن رأيك" للحوار ثقافه يجب تعلمها اولاً قبل الحواركثير منا يقابل من يختلف معه في الرأي والحوار مهمته الاولي والاساسيه هي التعبير عما بداخلك وليس ضروري ان يقتنع الآخر برايك لان هذ الاختلاف ضروري وهو من سنة الحياه تخيل لو ان كل الناس متفقه علي رأي واحد لم يعد للحياه معنا "لا يسيرمع التيار غير السمك الميت"
طور نفسك:
حينما تقرر ان تتخذ صديق لك اذاً لابد انك تستفيد منه بصرف النظر عن نوع الاستفاده - مش لازم تاخد منه فلوس يعني – لكن مجرد انك تقدر تستشيره لحل مشكله عندك او يشرح لك حاجه مش فاهمها في الدراسه او حتي يقدر يضحكك او عنده معلومات تفيدك او معجب انت بطريقة تفكيره اذا لابد من وجود صفه ما هو متميز فيها تدفعك علي ان تتخذه صديق لك هذه الصفه لاتاتي لوحدها لابد ان تدرب نفسك وطور من نقسك حتي تكون قادر علي ان تفيد كل من حولك وعلي قدر افادتك للاخرين تزداد قيمتك عندهم تخيل لو ان لك صديق لم تراه منذ كاااااام سنه وبعده رايته ووجدته علي نفس طريفته ونفس حياته بمشاكلها بعقدها حتي نكته وافيهاته هي نفسها منذ ان تركته اكيد سيكون ممل بالنسبه لك لكن تخيل صديق آخر رغم انك تراه كل يوم الا انك حينما تراه تجد عنده موضوع جديد وطريقه جديده للتفكير اكيد لا تشعر معه بالملل ابداً لكن هذا التطوير والتجديد يحتاج الي قراءه مستمره ويجعلك حريص علي الا تضيع وقتك الا وتكون استفدت منه وطورت من نفسك خلال هذا الوقت كي تكون اهل لان يحرص الناس علي مصاحبتك.
احرص علي ان تترك انطباع افضل عند اول لقاء:
عندما يجمعك موقف مع احد لم تراه من قبل لاول مره هناك من يري ان هذا الشخص لا يهمني وهو اول وآخر لقاء يجمعني به لكن لما لا تجعله يتذكرك دائماً بالخير تخيل لو انك تقابل شخص لاول مره وتجده حريص علي ان ياخذ نمرتك وليس ذلك فحسب وتجده يتصل بك من حين لآخر ويرسل لك مع كل مناسبه رساله اليس ذلك افضل من ان يذكرك بسوءء دائماً وكل هذا سهل بالمعامله الحسنه عند اول لقاء وتخيل ان هذا اللقاء هو الاول لكنه ليس الاخير هناك قصه احب ان اضعها هنا كان هناك 10 اشخاص من الوطن العرب ذهبوا لتعلم فنون التعامل مع الآخرين في فرنسا ولما دخل الدكتور وجد الطلاب يتكلموا مع بعضهم – كالعاده – فوجه نظره لطالب معين ويبدو ان الطالب لم يراه فاستمر في الكلام حتي انتهي لما راي الدكتور بعدها قابله الدكتور باسوء الالفاظ وانهم لا يستحقون التعليم في هذا المكان وانهم اتوا من اماكن اشبه بالاماكن التي يسكنها الحيوانات –طبعاً يقصد الوطن العربي – ثم طرد الطالب بكل استهزاء وتوبيخ وخرج الطالب بكل خجل وكأنه يلوم نفسه علي انه خرج من بلده وبعد ذلك قام الدكتور بتوزيع ورقه لكل طالب وهذه الورقه كانت استفتاء حيث ان الاسئله بها كانت هل ترغب في ان يدرس لك هذا الدكتور بعد ذلك؟ وهل تود مقابلة هذا الدكتور خارج الكليه؟ وهل ترغب افي البقاء في هذه الكليه اطول وقت ممكن كي تستفيد من علمها؟ واسئله اشبه بذلك وبعد ان انتهي الطلاب بملء الاستمارات قال الدكتور هناك استماره لم تمتليء يبدو انها استمارة الطالب الذي طرد من المحاضره وامر ان يرجع ورجع فعلا واعتذر الدكتوراعتذار بالغاً للطالب حيث انه بالغ في التواضع امامه وقال انه كان غاضبا وهو يحترم الدول العربيه جداً وهو من اصل عربي وعاش في الوطن العربي معظم حياته وهو مدين للوطن العربي بكل علمه بعدها ارتضي الطالب ومن بعده كل الطلاب ثم قام الدكتور بتوزيع ورق آخر لكل الطلاب ليس الطالب المطرود فقط وكانت نفس الاسئله بعد ان جمع الورق قال الدكتور سنقارن بين الاستفتاء الاول والثاني فوجد ما كان متوقعا ان معظم الطلبه رفضت هذا الدكتور نهائياً في الاستفتاء الاول وفي الاستفتاء الثاني نال الدكتور اعلي الاصوات لصالحه وقال انه قصد كل ما حدث فهو اراد ان يعلمهم اول درس في فنون التعامل مع الآخرين وهو علاقتك بالآخر تبني علي اول لقاء فهو لما تظاهر بانه غاضب وطرد الطالب –كبش الفدي – معظم الطلبه كرهته وتكون لديهم اعتقاد بان هذا الدكتور لا يمكن البقاء معه ولو للحظه وانه لا يطاق وغير راغبين في الاستمرار معه ولما اعتذر للطالب زال هذا الاعتقاد وترسخ مكانه الحب والتفاهم والاقتناع بهذا الدكتور وهم حريصين ان يستمروا معه لاطول وقت ممكن للاستفاده من علمه ونشأة صداقه بين هذا الدكتور وطلابه.
ايجاد نقط مشتركه مع الآخرين:
هناك قانون في الرياضيات يقول "اذا وازي مستقيم مستقيمين فان المستقيمين يتوازيان " نحاول ان نسقط هذا القانون علي الواقع في التعامل بين الناس هل شرط اذا اتفق شخص مع اثنين ان يتفق الاثنان معاً حينما تسير مع زميل لك في الطريق وتجده يعرفك بشخص غريب عنك وحينما تتحدث معه سرعان ما تجد في نفسك شيء من الضق وعدم التلائم والاتفاق وتسال نفسك كيف زميلي يتحدث مع هذا الشخص ومتفق معه الي هذا الحد مع اني اعرف زميلي جيدا فهو مثلي ونتفق معا في معظم الاراء كيف هو يتفق معه وانا لا ؟ فالله عز وجل لم يخلق اثنان متتطابقان ابداً حتي التوأم وذلك من رحمته بنا لك ان تتخيل اذا كان هناك اشخاص متطابقين ستصبح الحياه مليئه بالملل الذي لا يطاق فالاختلاف سمه من سمات الحياه فلولا الاختلاف ما كان التميز ولا كان هناك داعي الي اعمال العقل ومع هذا الاختلاف فقد جعل الله بيننا – نحن البشر – ما هو مشترك وما هو متفق عليه فكل اثنان يجمعهما شيء مشترك مهما كان نوعه المهم كيف نجد هذا الشيء المتفق الذي يجمعني بفلان وغيره هذا يرجع الي اعمال العقل والتفكير والاهتمام بهذا الشخص ودراسة ما يحب وما يكره كي تستطيع ان تدخل له مما يحب وتجد نقطة اتفاق بينكما هذا بالضروري هو سر اعجاب صاحبك بالشخص الغريب عنك هو لانه يعرفه ويعرف ما يحب ويكره وصل الي نقطة الاتفاق المشتركه بينهما وانت لانك لا تعرفه فلم تجد هذه المواضيع المشتركه بينكما لتتكلم بها ويبدو انك تحدثت معه في الموصوعات المختلفين فيها فظهر لك اوجه الاختلاف فقط وايجاد نقط الاتفاق هذه ليست بالشيء السهل فانه يتطلب البحث والتفتيش في صديقك هذا لتجد ما يحب وما يكره فهو يتطلب شيء من الذكاء نذكر مثلا ذكاء الامام الشافعي فقد وجد في اختلاف رهيب بين الشعراء و علماء الدين حيث قال علماء الدين ان الشعر محرم والشعراء ضربوا بالكلام عرض الحائط فذاد الاختلاف الي ان توصل الامام الشافعي الي نقطة اتفاق بينهما فحفظ اكثر من عشرة الف بيت شعر وقال شعر ديني واجتماعي وبذلك قد كسب صف الشعراء لانه بحفظه عشرة الاف بيت شعر اصبح من اكبر الشعراء فكان الشعراء يذهبون له ليتعلموا منه الشعر ولما الف الشعر الديني والاجتماعي رضي بذلك علماء الدين لان الشعر الديني هذا سيؤثر في الناس بالخير ويفعل مالا يستطيع ان يفعله خطبهم واحاديثهم وهو بذلك قد توصل الي نقط اتفاق بين الشعراء ورجال الدين بالشعر الديني والاجتماعي .
وهذا الاتفاق والوصول الي ما هو مشترك مطلوب وبالحاح في البيت فهناك ابناء لا يتحدثون او حتي يتناقشوا مع ابائهم فهو: يقول كل ما اكلمه يتضايق ويشتم والاب يقول:كل ما انصحه لا يتعظ ويضرب بكلامي عرض الحائط فالابن رافع شعار " لن اعيش في جلباب ابي" والاب رافع شعار "العيال كبرت "في الحقيقه الاثنان مشتركان في الخطء فالابن لا يعرف الموضوعات المناسبه التي يتكلم بها مع ابيه ده اذا كان بيتكلم معه من الاساس فهو اعتاد علي ان ياتي من الكليه ليخرج مع اصحابه لذلك تجده متفق كل الاتفاق مع اصدقاءه لكنه لا يعرف ان يتناقش مع ابيه ولو لخمس دقائق وحينما يعود للبيت سرعان ما يفتح الايميل ويتكلم مع زملائه ايضاً وينسي انه يعيش مع ناس في البيت واهله والاب لا يعرف في ما يفكر ابنه وذلك يبدأ من الصغر فعند فترة المراهقه يحتاج كل ابن الي ابيه ليس الاب الآمر الناهي الذي يجب ان يطاع بل الاب الصديق وحينما لا يجده يبحث عن هذا الصديق في مكان آخر وحينما يريد الاب التواصل مع ابنه يجد نفسه في دنيا وابنه في دنيا اخري بافكار مختلفه بطريقة تفكير مختلفه باولويات في الحياه مختلفه فيجب علي الاب – لانه هو الاكبر سناً وعقلاً – ان يجد ماهو مشترك بينه وبين ابنه من الصغر .
وعلي النطاق الاوسع كيف يدخل هذا الموضوع مع حوار الاديان فقد ذهب نصاري نجران الي النبي – صلي الله عليه وسلم – في سابقه هي الاولي من نوعها من حوار الاديان حيث تجد قمة الادب والاخلاق والتفاهم من الطرفين اولا تمت المناقشه في المسجد النبوي وهذا يعكس مدي الود بين الطرفين ثانيا هذا النقاش ليس الهدف منه التسفيه من ديانة الآخر بل الهدف منه هو تثبيت المسلمين علي دينهم فتبدأ سوره آل عمران في وصف الموقف بتثبيت المسلمين قائله قال الله تعالي:
]شَهِدَ ٱلله أَنَّهُ لا إِلَـٰهَ إِلاَّ هُوَ وَٱلْمَلَـٰئِكَةُ وَأُوْلُواْ ٱلْعِلْمِ قَائِمَاً بِٱلْقِسْطِ لاَ إِلَـٰهَ إِلاَّ هُوَ ٱلْعَزِيزُ ٱلْحَكِيمُ[ (18).
]إِنَّ الدّينَ عِندَ ٱلله ٱلإِسْلَـٰمُ[ (19).
]وَمَن يَبْتَغِ غَيْرَ ٱلإسْلَـٰمِ دِينًا فَلَن يُقْبَلَ مِنْهُ[ (85).
ثم تبدأ السوره توصف لنا النقط المشتركه بين المسلمين واهل الكتاب
]قُلْ يٰأَهْلَ ٱلْكِتَـٰبِ تَعَالَوْاْ إِلَىٰ كَلِمَةٍ سَوَاء بَيْنَنَا وَبَيْنَكُمْ أَلاَّ نَعْبُدَ إِلاَّ ٱلله وَلاَ نُشْرِكَ بِهِ شَيْئاً وَلاَ يَتَّخِذَ بَعْضُنَا بَعْضًا أَرْبَابًا مّن دُونِ ٱلله فَإِن تَوَلَّوْاْ فَقُولُواْ ٱشْهَدُواْ بِأَنَّا مُسْلِمُونَ[ (64).
وتذكر السورة الإيمان بأنبياء الله تعالى كلهم (بما في ذلك أنبياء أهل الكتاب) كنقطة أخرى من النقاط المشتركة معهم:
]قُلْ ءامَنَّا بِٱلله وَمَا أُنزِلَ عَلَيْنَا وَمَا أُنزِلَ عَلَىٰ إِبْرٰهِيمَ وَإِسْمَـٰعِيلَ وَإِسْحَـٰقَ وَيَعْقُوبَ وَٱلاْسْبَاطِ وَمَا أُوتِىَ مُوسَىٰ وَعِيسَىٰ وَٱلنَّبِيُّونَ مِن رَّبّهِمْ لاَ نُفَرّقُ بَيْنَ أَحَدٍ مّنْهُمْ وَنَحْنُ لَهُ مُسْلِمُونَ[ (84).
الحجج والبراهين وسيلة القرآن للتثبيت
]إِنَّ مَثَلَ عِيسَىٰ عِندَ ٱلله كَمَثَلِ ءادَمَ خَلَقَهُ مِن تُرَابٍ ثُمَّ قَالَ لَهُ كُن فَيَكُونُ[ (59).
]يٰأَهْلَ ٱلْكِتَـٰبِ لِمَ تُحَاجُّونَ فِى إِبْرٰهِيمَ وَمَا أُنزِلَتِ ٱلتَّورَاةُ وَٱلإْنْجِيلُ إِلاَّ مِن بَعْدِهِ أَفَلاَ تَعْقِلُونَ[ (65).
]هأَنتُمْ هَـٰؤُلاء حَـٰجَجْتُمْ فِيمَا لَكُم بِهِ عِلمٌ فَلِمَ تُحَاجُّونَ فِيمَا لَيْسَ لَكُمْ بِهِ عِلْمٌ[ (66).
]مَا كَانَ إِبْرٰهِيمُ يَهُودِيّا وَلاَ نَصْرَانِيّا وَلَكِن كَانَ حَنِيفًا مُّسْلِمًا وَمَا كَانَ مِنَ ٱلْمُشْرِكِينَ[ (67).
آيات كثيرة في الإقناع العقلي والمنطقي:
]مَا كَانَ لِبَشَرٍ أَن يُؤْتِيهُ ٱلله ٱلْكِتَـٰبَ وَٱلْحُكْمَ وَٱلنُّبُوَّةَ ثُمَّ يَقُولَ لِلنَّاسِ كُونُواْ عِبَادًا لّى مِن دُونِ ٱلله وَلَـٰكِن كُونُواْ رَبَّـٰنِيّينَ بِمَا كُنتُمْ تُعَلّمُونَ ٱلْكِتَـٰبَ وَبِمَا كُنتُمْ تَدْرُسُونَ[ (79).
]وَلاَ يَأْمُرَكُمْ أَن تَتَّخِذُواْ ٱلْمَلَـٰئِكَةَ وَٱلنَّبِيّيْنَ أَرْبَابًا أَيَأْمُرُكُم بِٱلْكُفْرِ بَعْدَ إِذْ أَنتُم مُّسْلِمُونَ[ (80).
تحذير أهل الكتاب من التكذيب
وبعد أن عرضت الآيات الأدلّة العقلية والمنطقية، تنتقل إلى جانب آخر من النقاش وهو التحذير والترهيب.
]يأَهْلَ ٱلْكِتَـٰبِ لِمَ تَكْفُرُونَ بِأَيَـٰتِ ٱلله وَأَنتُمْ تَشْهَدُونَ[ (70).
]يٰأَهْلَ ٱلْكِتَـٰبِ لِمَ تَلْبِسُونَ ٱلْحَقَّ بِٱلْبَـٰطِلِ وَتَكْتُمُونَ ٱلْحَقَّ وَأَنتُمْ تَعْلَمُونَ[ (71).
]فَكَيْفَ إِذَا جَمَعْنَـٰهُمْ لِيَوْمٍ لاَّ رَيْبَ فِيهِ وَوُفّيَتْ كُلُّ نَفْسٍ مَّا كَسَبَتْ وَهُمْ لاَ يُظْلَمُونَ[ (25).
ثم يشتدّ التحدي:
]فَمَنْ حَاجَّكَ فِيهِ مِن بَعْدِ مَا جَاءكَ مِنَ ٱلْعِلْمِ فَقُلْ تَعَالَوْاْ نَدْعُ أَبْنَاءنَا وَأَبْنَاءكُمْ وَنِسَاءنَا وَنِسَاءكُمْ وَأَنفُسَنَا وأَنفُسَكُمْ ثُمَّ نَبْتَهِلْ فَنَجْعَل لَّعْنَتُ ٱلله عَلَى ٱلْكَـٰذِبِينَ[ (61).
تسمّى هذه الآية بآية المباهلة: أي أن يجتمع الفريقان المتناقشان ويبتهلون إلى الله بأن ينصر الفئة المحقة ويلعن الفئة الكاذبة، وطبعاً لم يقبل نصارى نجران هذا التحدي الشديد.
ولان هذا الدين رق جدا فلا يختم الحوار الا ويذكر مزايا وحسنات بعض اهل الكتاب ويحث المسلمين علي العدل في النظر اليهم فديننا يعلمنا انه ليس معني انهم لا يؤمنون بالله ان كل تصرفاتهم خطأ بل ان لهم مزايا وحسنات يذكر بعضها في قوله:
]لَيْسُواْ سَوَاء مّنْ أَهْلِ ٱلْكِتَـٰبِ أُمَّةٌ قَائِمَةٌ يَتْلُونَ ءايَـٰتِ ٱلله ءانَاء ٱلَّيْلِ وَهُمْ يَسْجُدُونَ[ (113).
]وَمِنْ أَهْلِ ٱلْكِتَـٰبِ مَنْ إِن تَأْمَنْهُ بِقِنْطَارٍ يُؤَدّهِ إِلَيْكَ وَمِنْهُمْ مَّنْ إِن تَأْمَنْهُ بِدِينَارٍ لاَّ يُؤَدِّهِ إِلَيْكَ إِلاَّ مَا دُمْتَ عَلَيْهِ قَائِمًا[ (75).
وبذلك يجب علينا ان نجتهد في ايجاد ماهو متفق بيننا وبين الآخرين كي يسهل التعامل بيننا ونعرف كيف نطفق وكيف نختلف فان للاختلاف ثقافه كما للاتفاق ثقافه.
النقد واللوم والمدح:
هناك بعض الناس من يضعون انفسهم موضع الناقد دائما فهو يرتدي عبائة المدرس السخيف الآمر الناهي ينقد كل من حوله ويري ان كل من حوله اقل منه لذلك يبادر في نقد هذه المساوء وقد نسي انه مليء بالعيوب وللناس السنه وحينما يتحرك مع احد يثبت نظره وتفكيره الي عيوب الاخر كانه ينتظر له غلطه ومثل هؤلاء يكون مصاحبتهم ثقيله علي كثير من الناس ولا يود احد ان يتحدث امامه حتي لا يخطيء ويقع تحت الميكروسكوب ويتعرض للاحراج ,وهناك من قع في موقف طلب فيه رايه فيكون محير بين رايين اما الصراحه (المحرجه احياناً) واما المجامله وابداء مد اعجابه بالشيء رغم علمه انه دون المستوي انا اؤمن بمقولة
اذا كنت في كل الامور معاتبا فلن تلقي من تعاتبه
فمن الافضل ان تجامل في اوقات وان تتحدث بصراحه في اوقات اخري مثلا اذا اشتري صديق لبس جديد وقد اشتراه بالفعل وحينا ارتدائه لاول مره سالك ما رايك (وانبهاره باللبس يكاد يخرج من عينيه) فاذا كنت تري ان اللبس ليس مناسب له قوي فليس هناك داعي الا اظهار اعتراضك هذا لانك تري مدي اعجابه به وهذا الراي لا يقدم ولا ياخر فقد اشتراه بالفعل لكن مثلا لو كنت معاه وهو بشتري وسالك عن رايك ففي هذه الحاله لك كل الحريه في النقد لانك لو قلت حلو وطلع بعدها سيء سيلومك انت لكن اذا طلع سيء وقلت له سيغيره بكل سهوله وتجنب بقدر الامكان نقد شيء حدث في الماضي لانه في هذه الحاله سيعتبر لوم بلا قيمه او ادني فائده واعلم جيدا ان اي انسان ينتظر من الاخرين المدح لانه سيظهر مدي قيمته عندك التي هي من الضروري ستقربك له وتزيد الود بينكما فاذا افترضنا زميل اشتري افخم انواع العطور ولما قابل زميل له لم يلفت انتباهه ابدا لكن لما اتيت انت اول شيء علقت عليه هذا العطر (مين ابن الناس المحترمين اللي ريحته حلو قوي ده) من المؤكد انك ستكسب ود هذا الصديق اكثر من الاخرين الواقفين معه منذ ساعه ولم يعلق احدهم علي هذا العطر وهذا ماحدث مع النبي(صلي الله علي وسلم) حينما قال عنه القرآن"ولو كنت فظ غليظ القلب لانفضوا من حولك"فهذا اللسان العطر الذي يختار اعزب الالفاظ وارق المعاني واروع الكلمات كي يتحدث بها من المستحيل ان يساوي بغليظ القلب اذا نحن متفقون ان النقد في لابد ان يكون مراعي لمشاعر الاخرين هذا لا يسمي نفاق لان النفاق يظهر في الموضوعات بالغة الاهميه مثل الانتخابات مثلا فليس من المنطقي ان تنتخب رجل فاسد في الانتخابات لمجرد انك خايف علي مشاعره في مثل هذه الظروف لابد من تحكيم الضمير والصراحه المطلقه لكن في امور الحياه العاديه مثل رايك في الاكل او اثاث بيت او لبس فكلها امور تحتاج لباقه في النقد المهذب الذي لا يغضب احد منك فكن لبقا(اللباقه هي القدره علي وصف الآخرين كما يرون انفسهم).
والان بعد ان حرصنا علي ان ننال احترام الناس لنا فالاهم هو كيف ينال الانسان احترامه لنفسه نبدا اولا بسؤال هل من الممكن ان ينال الانسان احترام الناس له ولا ينال احترامه هو لنفسه؟ كم من اساتذة جامعه ورجال اعمال وشخصيات في مناصب تحتاج ان تمر علي كااااااام سكرتير كي تراه لخمس دقائق وشخصيات يشار اليها بالبنان ويعتبرها الكثير قدوه ولا تشعر بالطمئنينه ولاالراحه ولاالسعاده ولاالرضي ولاالقناعه ولاالثقه فهؤلاء نالوا احترام الناس واحيانا تجد من يحسدهم علي ماهم فيه ولكن هؤلاء لم ينالوا احترام انفسهم لانهم استطاعوا وببراعه اخفاء حقيقتهم الفاسده ونواياهم السيئه واهدافهم الدنيئه فهو استطاع ان يخفي جرائمه عن الناس ولكن لم يستطع ان يخفيها عن نفسه لذا فهو يعيش طول حياته في صراع مع ضميره فهؤلاء لابد ان هناك اشياء لا ترضي الله ولا رسوله ولا المجتمع ولا نفسه بل فعلها لاغراض دنيئه وكلما تذكر هذه الافعال الحمقاء عاش في تقنيب الضمير ومن الممكن ان ترتكب خطأ ما في حق شخص لكنه لم يعلم فعندما تجد معاملته معك قد اختلفت وجهك يحمر وتعتقد انه اكتشف مافعلته فيه وهذا ايضا من صور عدم احترام الذات في وجود احترام الغير فهذا الزميل يحترمك (لانه لا يعلم ما فعلته) لكنك تعيش في صراع مع ضميرك تلك النعمه التي وهبنا الله بها فالضمير هو صوت الهاديء خبرك بان شخص ما يراك اذا من الممكن ان يخدع الانسان من حوله ويشعرهم بانه مثالي لكنه لا يستطيع ان ينال احترامه لنفسه.
ما هي اهمية ان ينال الانسان احترامه لنفسه ؟
قد خلق الله الانسان وجعل به ثلاث شهوات متتالية هي شهوة الطعام والجنس واحترام الذات فقد وضع الله شهوة الطعام لاستمرار الحياه ووضع شهوة الجنس لبقاء الجنس البشري ولكن لماذا جعل لدينا احترامنا لانفسنا فقد اراد الله ان يحمي البشريه والمجتمع من الضياع فطالما الانسان يحترم ذاته اي لا يرضي ان يهين نفسه حيئذ لن يفعل ما يهينه او يجعله يحتقر نفسه وبهذه الصفه قد حمي الله البشريه من الفجور فالفجور هو اللا مباله وعدم الاهتمام بدين او قانون او مجتمع واهانة الانسان لنفسه تاتي بعد المعصيه وقمة الاهانه ان تعصي من خلقك واوجدك ومنحك نعمة الحياه تاكل من رزقه وتسكن في ارضه وبقدر المعصيه تكن اهانة النفس فلماذا يوجد كبائر وصغائر في المعصيه لانه بقدر اهانة النفس يحدد هل الذنب من الكبائر ام الصغائر مثلا انظر الي اهانة النفس في شرب الخمر فشارب الخمر قد غيب عقله بيده فهو الان بدون عقل فما الفارق بينه وبين الحيوان عديم التفكير فقد تجده يتبول في الشوارع او يتقيء او يتصرف تصرفات اشبه بالمجنون وقد يسرق او يقتل او يغتصب اليس ذلك قمة الاهانه للنفس لذلك فشرب الخمر من الكبائر تخيل الزاني بعد ان يفتضح امره بين الخلائق تخيل العاق بوالديه تخيل السارق بعد ان يمسك به تخيل الكذاب حينما يكتشف كل الناس انه كان يكذب عليهم تخيل من يخون زوجته هناك شخص كان يخون زوجته ويتحيل علي زوجته كي يخفي عنها وتركها تخرج من البيت اكبر قدر ممكن كي تتلهي باي شيء عنه وبعد ذلك لما اهملها وتركها تخرج اكبر اوقاتها اكتشف انها هي الاخري كانت تخونه تخيل الي اي مدي وصل من اهانة النفس وعدم تقدير الذات تخيل من يخرج من بيته فقط للبحث عن بنات ليعاكسهم وبعد ان تشتمه واحيانا قد يصل الامر الي ان يراه اخوها ويضربه ويبكي امامها بعد ان كان حريص ان يظهر امامها باحسن صوره الان يبكي ويصل الي ادني درجات اهانة النفس وغيرها من امثلة اهانة النفس.
مظاهر تكريم الله للانسان:
قد خلقنا الله (عز وجل) من تراب وماء فلماذاهذين المادتين فالماء هو يستخدم للطهاره والوضوء فان لم يوجد الماء يستخدم التراب فكان الله اراد ان يبلغنا رساله وهي انه خلقنا من اطهر مادتين علي الارض فلا يهين الانسان نفسه فيجب ان يسعي الانسان علي ان يحافظ علي هذه المكانه الساميه التي وضعه الله بها
قوله تعالي: (قال ياابليس ما منعك ان تسجد لما خلقته بيدي) فقد خلق الله كل الكائنات بان امر كن فكانت الا الانسان فقد خلقه الله وشكله بيديه
قوله تعلي فاذا سويته ونفخت فيه من روحي فقعوا له ساجدين) الايه 17_سورة مريم في الايه ثلاث تكريمات للانسان اولهم ان الله قد خلقنا وسوانا بيديه التكرين الثاني ان الله نفخ في ابينا ادم من روحه التكريم الثالث انه (عز وجل) قد امر الملائكة ان تسجد لادم عليه السلام كي نشعر بمدي تكريم الله لنا فيكفينا ان نتذكر ان الله قد نفخ في ابينا آدم من روحه
قوله تعالى: (لَقَدْ خَلَقْنَا الإِنسَانَ فِيَ أَحْسَنِ تَقْوِيمٍ * ثُمّ رَدَدْنَاهُ أَسْفَلَ سَافِلِينَ)
بعد كل هذا التكريم من الله كيف نهين انفسنا او نعرضها لما يهينها وكما اتفقنا ان قمة اهانة النفس ان تعرضها لما يعصي خالقها فقد ذكرت تكريم الله لنا ليعرف كل منا قدره عند الله فيعلم علم اليقين بان هذه النفس هي غايه في الاهميه والمكانه والعزه فيحرص كل الحرص علي الا يعرضها لما يحقر من شانها او يهينها وبذلك يحافظ علي هذا التكريم الذي منحنا الله اياهه.
احترام الاخرين نتيجه لاحترام الذات:
في بعض المواقف التي يظهر فيها تطاول من شخص علي اخر مثلا حينما تعاكس بنت في الطريق تجدها تقول احترم نفسك مع انها تريدك ان تحترمها في الحقيقه هذه الكلمه تحمل بين طيتها معاني عميقه غزيره بكل بساطه ان احترام النفس هو الاساس وما احترام الاخرين الا نتيجه طبيعيه لاحترام النفس ومن يحترم نفسه يعرف حدوده جيدا ولا يتعداها يقول الشاعر (اللي معرفش اسمه ولا عنوانه):
اذا انت لم تحفظ لنفسك حقها هوانا بها كانت علي الناس اهون
حينما تعتدي علي حرية الاخرين او تتدخل في شئونهم الخاصه او تخترق القوانين العامه في هذه الحاله قد عرضت نفسك لارتكاب الخطأ وانت تعلم ان ذلك الخطا لابد وان تجازي عليه وذلك دليل علي ان نفسك لم تهن عليك فلا تنتظر اي عفو من احد لان نفسك لم تهن عليك فكيف تهون علي غيرك وهذه صوره اخري من صور عدم احترام الانسان لنفسه التي يترتب عليها عدم احترام الناس لك.
-- لماذا يحرص الانسان علي الا يرتكب المعاصي ؟ ... لان كل معصيه هي اهانه للنفس
-- لماذا يحرص الانسان علي الاهتمام بقدراته ومواهبه؟... كي يشعر بقيمته وبذلك ينال احترامه لنفسه
-- لماذا يحرص الانسان علي عدم ارتكاب الكبائر؟... لانها قمة اهانة النفس
-- لماذا يحرص الانسان علي تذكر انجازاته ومواقفه التي ظهرت فيها مميزاته؟... لاكتساب الثقه بالنفس
-- لماذا يحرص الانسان علي الاتقان في عمله؟...كي يشعر بان له قيمه في المجتمع وبذلك ينال احترامه لنفسه
-- لماذا يحرص الانسان علي اكتساب مهارات جديده؟...كي يطور من نفسه وبذلك يحرص الاخرين علي التعلم منه وينال احترام الاخرين
-- لماذا يحرص الانسان علي التعبير عن حبه لمن يحب؟...كي ينال حبه له اي ينال احترام الاخرين