الكلمـــــة الحـــــرّة
الكلمـــــة الحـــــرّة
الكلمـــــة الحـــــرّة
هل تريد التفاعل مع هذه المساهمة؟ كل ما عليك هو إنشاء حساب جديد ببضع خطوات أو تسجيل الدخول للمتابعة.

الكلمـــــة الحـــــرّة

منتدى ثقافي عام
 
الرئيسيةأحدث الصورالتسجيلدخول

 

 الطوارق ( حكاية شعب)

اذهب الى الأسفل 
4 مشترك
كاتب الموضوعرسالة
فاتحة
الكاتبة القصصية



عدد المساهمات : 617
نقاط : 17355
تاريخ التسجيل : 12/11/2009
الموقع : سلا/ المغرب

الطوارق ( حكاية شعب) Empty
مُساهمةموضوع: الطوارق ( حكاية شعب)   الطوارق ( حكاية شعب) I_icon_minitimeالأحد نوفمبر 29, 2009 4:58 pm

السلام عليكم ورحمة الله

الطوارق Touareg
"عائدون لنثور"


بقلم" التينبكتي"


منشورات " منظمة تاماينوت" وهي منظمة تعنى بحماية الموروث الثقافي والحضاري للإنسان الأمازيغي و الدفاع عن حقوق الشعوب الأصلية.


تلخيص فقط لما جاء في الكتاب الأم" الطوارق"



قبائل الطوارق:
واقعهم- أصولهم- مواطنهم- ثوراتهم.

تمهيد:
هذه دراسة مبسطة عن الطوارق، وهو موضوع ينظر إليه البعض وكأنه من الكتابة عن العجائب، أو من أساطير الأولين، وهذه النظرة العجائبية ارتكزت على الحديث عن سكان الصحراء وشمال أفريقيا الأصليون وكأنهم مجرد ملاحق suppléments لأصول بشرية وحضارات أخرى من القارات الأخرى، وترتكز هذه النظرة العجائبية هاته على اعتبار السكان الأصليين في هذه المناطق قد أبيدوا وانقرضت حضاراتهم القديمة، وحل محلهم مهاجرون حاملوا حضارات وأديان وثقافة من عوالم أخرى، ينظر البعض للطوارق اليوم، كمتمردين des Rebellesيهددون استقرار دول المنطقة، لذلك فنحن من خلال هذه الدراسة سنحاول التطرق إلى " الطوارق " من خلال بعض المصادر التاريخية المكتوبة، وأيضا بالاعتماد على بعض مظاهر حضارة المنطقة التي لا يزال يحتفظ بها الإنسان
" الطارقي" وانطلاقا من الاعتماد على المنهج اللغوي Méthodes Linguistiques الذي يعتمد على تحليل الألفاظ اللغوية ويستشف حمولتها الحضارية، ودلالتها التاريخية وعلاقتها بمحيطها الجغرافي، كما سنحاول التعريف بقضية " الطوارق والمشاكل القائمة الآن والأنظمة الحديثة التي خضعت لها قبائل الطوارق، ووضعيتهم الدستورية والإدارية والثقافية وحركاتهم المعاصرة داخل الدول الأفريقية التي نشأت بعد الاستقلال عن فرنسا ابتداء من سنة 1960 وعلاقتهم العضوية ببقية شعوب شمال إفريقيا.
الطوارق لم يعودوا منقطعين في الصحاري، بل يعيشون هذا العصر كما تعيشه شعوب العالم الثالث كلها، ولهم علماء وفلاسفة وكتاب وصحفيون وفنانون، ولهم مهاجرون إلى كل أقطار الدنيا.
قضية الطوارق:
لم تعرف أيا من القضايا ذات الطابع الإنساني تجاهلا وتهميشا من لدن العالم، شأن قضية الطوارق، فمنذ استقلال المنطقة وتقسيم فرنسا للقبائل الطوارقية بين دول – مالي النيجر- ليبيا والجزائر- ظل الطوارق يصارعون جور الأنظمة وظروف الطبيعة القاسية ولا مبالاة العالم المتحضر.
أعادت انتفاضة الطوارق بعاصمة الجنوب الجزائري " تمنراست" أواخر يوليوز 2005، وقبلها الحرب على الإرهاب وملاحقة الجماعات الإسلامية الجزائرية التي اتخذت من صحراء الطوارق قاعدة خلفية تنطلق من خلالها لتنفيذ عملياتها، المسألة الطوارقية إلى الواجهة في المنطقة.



مـــــــازال للموضـــــــــــوع بقيـــــــــة


عدل سابقا من قبل فاتحة في الإثنين نوفمبر 30, 2009 5:44 pm عدل 3 مرات
الرجوع الى أعلى الصفحة اذهب الى الأسفل
????
زائر




الطوارق ( حكاية شعب) Empty
مُساهمةموضوع: رد: الطوارق ( حكاية شعب)   الطوارق ( حكاية شعب) I_icon_minitimeالأحد نوفمبر 29, 2009 5:39 pm

مشكورة فاتحة عالموضوع المهم ننتظر البقية

جزاك الله خيرا
دمت بوود
الرجوع الى أعلى الصفحة اذهب الى الأسفل
فاتحة
الكاتبة القصصية



عدد المساهمات : 617
نقاط : 17355
تاريخ التسجيل : 12/11/2009
الموقع : سلا/ المغرب

الطوارق ( حكاية شعب) Empty
مُساهمةموضوع: رد: الطوارق ( حكاية شعب)   الطوارق ( حكاية شعب) I_icon_minitimeالأحد نوفمبر 29, 2009 7:40 pm

الجذور التاريخية
:
هناك تباين بين المؤرخين قديمهم وحديثهم حول أصول قبائل الأمازيغ عامة، والطوارق خاصة القبائل التي استوطنت منذ عهد قديم الصحراء الفاصلة بين الشمال الأفريقي والسودان القديمة، ولا ينفصل البحث، عن أصول الأمازيغ عن أصول الانسان عامة والبحث المتعلق بأصل الانسان لاتزال وستبقى جارية، لأن أمرها يتعلق باكتشاف المعرفة عن آلاف السنين منذ ظهور الحياة على الأرض، يرجع معظم المؤرخين العرب جذور قبائل الطوارق يعود إلى هجرات قديمة من المشرق، حيث يقول المؤرخ ابن عبد الحكيم: إنهم من فلسطين، وأنهم هربوا بعد مقتل ملكهم جالوت بيد النبي داوود وهاجروا إلى ليبيا، ويتحدث الشريف الإدريسي صاحب " المسالك والممالك" عن هجرة قبائل الهوارة والزناتة والدرايسة والمخيلة وانتشارها بين طرابلس والدواخل الصحراوي، أما الباحث الجزائري ابن بيلا، فيقول بأن كتب التاريخ القديمة مثل "بطليموس، ويهرودوت" أكدوا بان الطوارق، هاجرت قديما من الشرق وقد عرفوا في هذه الكتابات باسم الليبيين أو الليبو والاسم الذي أطلقه المصريون القدماء على جيرانهم من سكان شمال أفريقيا، كما كانوا يعرفون عند الوندال باسم "النوميديين" وعند الرومان واليونان باسم "البربر" وهي تسمية يطلقونها على كل من سواهم وتعني " الهمج".
ويذهب فريق من المؤرخين إلى أن الطوارق من البربر وأهل البربر من جنس "الكروماجنون" الذي ظهرفي الشمال الأفريقي وهي قبائل كانت من أجناس ما قبل التاريخ، ويذهب أحد الآراء إلى أن الفراعنة أنفسهم من" البربر "ويساق هذا الرأي كتفسير للطفرة الحضارية التي حدثت في وادي النيل وكيف أتت بتأثير من الكروماجنون والبربر، أما العلامة ابن خلدون: فينسب قبائل الطوارق إلى قبيلة صنهاجة على نطق العرب أما أصله فيوجد في الأمازيغية " إيزناغن" ولا يزال موطن بناحية وارزازات بالمغرب يحمل اسم " تازناغت" وربما يكون هذا الاسم مستقى من الأمازيغية من اللون الأسمر فتعني "صنهاجة السمر" يقول ابن خلدون:" هذه الطبقة من صنهاجة، هم الملثمون المستوطنون بالقفر وراء الرمال الصحراوية بالجنوب، أبعدوا في المجالات منذ ظهور قبائل الفتح.....واتخذوا اللثام خطاطا تميزوا بشعاره بين الأمم" ووافقه في ذلك الباحث الجزائري مدني عامر" الطوارق هم أولئك الذين وقع بشأنهم إجماع معظم مؤرخي الشمال الأفريقي بأنهم منحدرون من سلالة "الجذر الأمازيغي" الذي سكن أسلافه منذ أحقاب طول الوطن الممتد من صحراء ليبيا إلى المحيط الأطلسي ومن البحر الأبيض المتوسط إلى حوض السنغال والنيجر فتاريخهم عريق جدا في غضون السلالات البشرية وكان أولهم القبائل والبطون المنحدرة من الجذر الصنهاجي قبيلة " لمثونة" في الشمال و" جدالة" في الجنوب بالقرب من نهر السنغال وهؤلاء هم الملثمون ومنهم ملوك دولة المرابطين بالمغرب الإسلامي والأندلس 1062 م -1146 م وقد قال عنهم ابن بطوطة في رحلته" ..... وهم من أصول دولة المرابطين، وعموما ينتمي أغلبية قبائل الطوارق إلى قبائل صنهاجة.....

مصدر التسمية:

هناك من يقول بأنهم سموا بهذا الاسم لأنهم طرقوا الصحراء وتوغلوا فيها،والبعض يرجع التسمية لانتسابهم إلى طارق بن زياد أو إلى جيشه.
إلا أن الباحث مدني عامر " يرجع التسمية إلى تأويل كلمة " ترك" أي تركوا الوثنية إلى الإسلام" ويطلق الطوارق على نبلائهم اسم " إموهاغ أو إموجاغ" ويرادفه في الشمال الأفريقي كلمة" أمازيغ" يصف الرحالة الأوروبي انتونيو فالونين، " الطوارق جنس راق وفرسان على درجة عالية من النبل والشجاعة"

اللغة الطوارقية" تماشق"

يتكلم الطوارق بلغة من اصل أمازيغي ويقال: أنها مشتقة من اللغات السامية القديمة، وراي آخر يقول: أنها نتاج محلي، وأن لها أصالتها الخاصة، فهي وسيلة التعبير الأولية التي ابتكرتها الأجناس البدائية التي سكنت الشمال الأفريقي منذ ألوف السنين" ولغة الكتابة واسمها "تيفيناغ" مؤلفة من 24 حرفا وهي أشبه بالعلامات الهندسية وهي عبارة عن دوائر ومربعات ونقط وشرط ومثلثات، وهي تنقش على الحجارة والجلود والخشب، وتكتب من اليمين إلى اليسار، أو من فوق إلى تحت وقد جعل المؤرخ المستشرق الألماني " روسر ويبني" إلى أن اللغة البربرية من أصل سامي وذلك لوجود الحروف الحلقية، والعبارت الجزلة، وهذه أحد سمات اللغات السامية التي تعتبر العربية فرعا منها.
أما الباحث الطارقي " الحجي أمي" فيقول أن الطوارق شعب مسلم من أصل سامي احتفظ بهويته الحضارية الأصيلة، ولغته "التماشق" وحروف هذه اللغة تسمى "تيفيناغ"، تجعله أحد الشعوب الأفريقية النادرة التي تملك أبجدية نظيفة يرجع تاريخ وجودها إلى ثلاث آلاف سنة قبل ميلاد المسيح تقريبا.


اتنظـــــــرونــــــي مـــــــــازال فـــــــــي جعبتـــــــــي الكثيـــــــــــــــر


عدل سابقا من قبل فاتحة في الإثنين نوفمبر 30, 2009 5:55 pm عدل 1 مرات
الرجوع الى أعلى الصفحة اذهب الى الأسفل
فاتحة
الكاتبة القصصية



عدد المساهمات : 617
نقاط : 17355
تاريخ التسجيل : 12/11/2009
الموقع : سلا/ المغرب

الطوارق ( حكاية شعب) Empty
مُساهمةموضوع: رد: الطوارق ( حكاية شعب)   الطوارق ( حكاية شعب) I_icon_minitimeالأحد نوفمبر 29, 2009 11:57 pm

الطوارق وتحريف التاريخ

يتمتع الطوارق كغيرهم من شعوب الأرض برصيد ثقافي وتاريخ ضرب في أعماق التاريخ، فقد اشتهروا بالكثير من المميزات والخصوصيات التي جعلت منهم مصدر إلهام لخيال الكثير من المكتشفين والرحالة، فأسطورة الرجال الزرق العاشقين لحروب الشرف والفضيلة، الحريصين على الاحتفاظ بهويتهم والمنجمين مع البيئة المحيطة بهم ما زالت إلى اليوم تغازل خيال كتاب قصص الأدب والنبل والشجاعة والأساطير.
حاول مجموعة من المؤرخين طمس هوية شعب الطوارق وذلك بقولهم أنهم " عرب الصحراء الكبرى" وحاولو تغييب تاريخهم، لكن تاريخ الطوارق تاريخ محفوظ في ذاكرة المجتمع وفي بعض المخطوطات المدونة باليد، بالإضافة إلى وجود نقوش تحتضنها جبال المنطقة والتي اعتبرتها منظمة اليونسكو أكبر متحف في الفضاء الطلق.

مكتبة تكزيرت:

مكتبة طوارقية مكتوبة بحروف " تيفناغ" العتيقة في منطقة "أكادز" تدون أيام وتاريخ المنطقة وعاداتها وتقاليدها وسلاطينها وأسماء قبائلهم منذ غابر الزمان، وقد حافظ الطوارق على سرية مكان وجود هذه التحفة خوفا من أن تتعرض للنهب من قبل الغزاة، ومن الغريب أن كثيرا من السياح الذين يرتادون المنطقة، والذين زاروها مرات عديدة، لم يستطيعوا تحديد مكان المكتبة " تكزيرت" وذلك لصعوبة الاستدلال على مكانها.

موطن الطوارق:

لاشيء يثير في الصحراء مثل هؤلاء الفرسان الملثمين، يركبون المهاري ويسيرون في قوافل مهيبة لا يظهر من الواحد إلا عيناه، أما الوجه والرأس فيخفيهما اللثام ، والطارقي دائما يمشي رافعا رأسه في اعتداد وخطوات ثابتة واثقة وكأنه قيصر يتفقد مملكته، فهم أسياد الصحراء، يحتلون القسم الشمالي من النيجر ومالي وجنوب الجزائر والجنوب الغربي من ليبيا وهم يشكلون في هذه الأكثرية، ويعود اجتياحهم لهذه المناطق إلى العام 500 قبل المسيح حيث بدأ الجفاف يتزايد في الصحراء، فأصبحت معقلا للبدو" الطوارق" وقبائلهم الكبيرة، يقول المؤرخ " غوستاف لوبون" " ....أقوام البدو الأولى للطوارق كانت من أصل بربري وأتت من أفريقيا الشمالية، وقد ذهب أغلب المؤرخين إلى تقسيم البربر إلى أهل بدو، وأهل حضر، حيث يقسمون العرق البربري من الناحية السياسية إلى عدة فروع لعرق واحد، وهذه الفروع : القبايل بالجزائر، والطوارق في الصحراء، والشلوح في مراكش، وحيث يسكن الصحراء الكبرى من عرب أو بربر أو من أية أمة أخرى لا يكون إلا بدويا.

الطبقات الاجتماعية:

يتكون الطوارق من مجموعة قبائل على رأسها أمير يسمى" الأمينوكال" وهو الحاكم العام لجميع القبائل، ويصل إلى الحكم وراثة عن أبيه كالنظام الملكي، ويوجد على رأس كل قبيلة شيخ، ويسمى السلطان أ " أكليد" ويفرض سلطانه على أتباعه المتواجدين في الرقعة الجغرافية التي يحكمها، ويحمي مصالح قبيلته في المراعي والطرق التجارية ويفرض احترام الأحكام وتطبيقها، ويستنفر رجاله للقتال ورمز الإمارة هو طبل كبير يسمى" تيندي" يعلقه على باب الخيمة ويقرع الطبل عند قدوم الضيوف أو الحفلات،أو الاجتماع لاعلان الحرب، أو لأمر آخر مهم، ولكل سبب عدد معين من الضربات.

الفرسان:

لا عمل لهم سوى الحرب وحراسة القوافل والسطو على الأعداء، يحتقرون الحرفيين ويعتبرون العمل اليدوي وضيعا، وتستطيع أن تعرف الفارس من مشيته، فهو يختال في خطواته وكلماته، ويتأنق في ملبسه ويلبس أحيانا لثاما أحمر زيادة في الأناقة.

رجال الدين:

لهم مكانة خاصة ، محترمة داخل قبيلة الطوارق، ويعتبرون في مستوى الفارس بالنسبة للمكانة الطبقية، ومهمتهم تنحصر في تدريس القرآن والشريعة الاسلامية لأطفال القبيلة، والإفتاء في الأمور الدينية وإمامة المصلين وعقد الزواج.

العبيد والجواري

وهم أناس يقع استعبادهم بواسطة الأسر في الحروب، وبواسطة تجارة الرقيق التي ترجع إلى العصور القديمة، ولكنها لم تعد موجودة بعد إلغاء الرق من طرف المجتمع الدولي والاتفاقيات الدولية وإعلان حقوق الانسان.

الحرفيون:

هم صناع يدويون كانت الأرستقراطية القديمة لدى الطوارق تحتقرهم، وذلك قبل ظهور الطبقة العاملة المعاصرة، وهو أذكياء وحكماء.

العائلة:

تتألف من رب الخيمة وزوجته وأولاده وإذا كان من الأغنياء يضيف إلى أسرته العبيد والمرأة الطوارقية تلعب دورا متميزا في الحياة الاجتماعية والسياسية، فهي تتمتع بحريتها وتستطيع اختيار زوجها، فإذا طلقت عادت حرة من جديد وهي صاحبة القرار النهائي فيما يطرح عادة من مشاريع عائلية، أو بما تنجزه من منسوجات وحلي وتبدع فيها أيما إبداع.


مــــــــازال هنـــــــــاك الأهــــــــــــــم


عدل سابقا من قبل فاتحة في الإثنين نوفمبر 30, 2009 6:09 pm عدل 1 مرات
الرجوع الى أعلى الصفحة اذهب الى الأسفل
فاتحة
الكاتبة القصصية



عدد المساهمات : 617
نقاط : 17355
تاريخ التسجيل : 12/11/2009
الموقع : سلا/ المغرب

الطوارق ( حكاية شعب) Empty
مُساهمةموضوع: رد: الطوارق ( حكاية شعب)   الطوارق ( حكاية شعب) I_icon_minitimeالإثنين نوفمبر 30, 2009 2:01 am

الطوارق والرقعة الجغرافية

الطوارق في الجزائر:

يشغل الطوارق في الجزائر ثلاثة أرباع المساحة فولايتي إتمنراست وايلزي الطارقيتين تعدان أكبر ولايتين جزائريتين مساحة وأغناهما ثروة إذ تمتدان على طول الحدود الجزائرية، المالية، النيجيرية، الليبية، وتضم الولايتين مناطق أثرية يعود تاريخها لمئات السنين " تيسليت" وجبال " الهكار" اعتبرتها اليونسكو تراثا إنسانيا وأكبر متحف في الهواء الطلق. غنى المنطقة بالثروات الباطنية وكونها القبلة السياحية الأولى على مستوى القطر الجزائر، لم يسمح بسكانها من الاستفادة منها، فلا زالت البنيات التحتية هشة إن لم نقل مفقودة.
والمستوى المعيشي في أدنى مستوياته بالمقارنة مع بقية الولايات الجزائرية، هذه الوضعية المزرية خلفت تذمرا لدى السكان، تصاعد في شكل احتجاجات اجتماعية أخذت في بعض الأحيان شكل تمرد ضد السلطة، لكن القوة والتحكم القوي للمخابرات العسكرية الجزائرية حال دونها والظهور.
فقد أحكمت سيطرتها على المناطق الحدودية ومارست سياسة التهجير ضد كل طارقي يتهم بالتحريض ضد السلطات المركزية والمحلية.
ويطالب الطوارق بتحسين الظروف المعيشية وتنمية المنطقة واستغلال الموارد المحلية لصالح المنطقة ورفع حالة الطوارئ عن المناطق الحدودية وتسهيل تنقل ساكنة الطوارق وانتخاب ممثليهم في البرلمان بدلا من تعيينهم فمنذ إنشاء البرلمان الجزائري والمنطقة محرومة من انتخاب ممثليها حال بقية المناطق.

الطوارق في ليبيا:

استفاد طوارق ليبيا سواء المواطنين منهم أو النازحين لها، هروبا من عمليات القمع التي تستهدفهم في مالي والنيجر والجزائر، من التكوين في مجالات متعددة، شارك المجندون الطوارق في الحرب الليبية على التشاد.
ظل طوارق ليبيا الممول الأول على المستوى المالي والمعدات العسكرية، للثوار الطوارق في مالي والنيجر خلال حرب التسعينات، وقد ساهمت ليبيا في توقيع اتفاقية السلام بين الطوارق ومالي والنيجر، وتحرص ليبيا على ألا تنفرد الجزائر بلعب الدور الحاسم في القضية وتطوراتها.
ونفطن القدافي لأهمية تنمية المنطقة فأرسل مبعوثين له إلى مالي والنيجر للاجتماع مع قادة وشخصيات الحركة الطوارقية لتحديد المشاريع التنموية، التي تحتاجها منطقتهم، واشترطت ليبيا لتمويل هذه المشاريع، تخلي الطوارق عن سلاحهم وعدم عقد أية اتفاقية مع الحركات المسلحة، أو المساعدة في الحرب على الإرهاب

الطوارق في مالي:

رفض الطوارق المتواجدين في الشمال الانصياع للحكومة المركزية في باماكو، ولم تكن الاتفاقية الموقعة بين الطرفين منصفة للطوارق، فآخر اتفاقية تم توقيعها بباماكو بحضور ممثلي دول المنطقة والمغرب وأمريكا لم تلق طريقها إلى التنفيذ، مما جعل الطرف الطارقي يحتفظ بسلاحه ومقاتليه في عدد من مناطق الشمال، الأمر الذي اعتبرته الحكومة نقصا للاتفاقية وتهديدا للسلام فيما يرى الطوارق بأن احتفاظهم ببعض من قوتهم العسكرية الضامن الوحيد لإرغام الحكومة على تنفيذ اتفاقية السلام

الطوارق في النيجر:

لا تختلف وضعية الطوارق في النيجر عن إخوانهم في مالي، فاتفاقيات السلام لم تحترم، والطوارق لم يسلموا أسلحتهم للسلطة المركزية، دفعت الحكومة ببعض الوجوه الطوارقية إلى مناصب وزارية لضمان استمرار حالة السلم في الشمال، ومع ذلك قامت مجموعة من المواجهات بين السلطة وثوار الطوارق.
وقد اشترط ثوار الطوارق لتسليم أسلحتهم، منح مقاتليهم رتب عسكرية في الجيش النيجيري، وبعد أن فشلت المفاوضات بهذا الخصوص، تم الاتفاق على تجنيد الطوارق من أجل مطاردة الجماعات الإسلامية في الصحراء الكبرى.


الطوارق والجماعات الإسلامية:

لم يتعرف الطوارق على مايسمى في عرف بعضهم " بالإرهاب الاسلامي" إلا من خلال الجماعات الاسلامية الجزائرية خاصة الجماعة السلفية للدعوة والقتال،فحتى خلال الأحداث الدامية التي عرفتها الجزائر خلال التسعينات كانت منطقة الطوارق بعيدة عن العمليات الارهابية، وعن انتشار ما يسمى بأفكار التطرف.
كانت أول علاقة بين المتطرفين الاسلاميين والطوارق عندما تحولت الجماعة الاسلامية نحو المنطقة الجنوبية في الجزائر قصد ضرب آبار البترول في إطار حربها مع الحكومة، لكنها فشلت لعدم قدرتها على العيش في الصحراء وتحديد أهدافها في صحراء مترامية الأطراف لا سبيل لمعرفتها إلا بالاستعانة بسكانها، حتى الجيش الجزائري ورغم إمكانياته يستعين بمرشدين طوارق.
بعد أن فشلت في هذه الخطة، اتجهت الجماعات الاسلامية إلى الجنوب على خط الحدود المفتوحة لاستهداف القوافل السياحية، كانت الدول تتهم الطوارق بكل الهجمات التي تقع بالمنطقة سعيا لإظهار الطوارق كمجرمين وإرهابيين، ولم تعترف أبدا بوجود جماعات أخرى بالمنطقة، وبالتالي تكذيب الأطروحة الجزائرية القائلة بأنها قضت تماما على الجماعات الاسلامية.
بعد اختطاف 31 سائحا ألمانيا، وإعلان الجماعات السلفية للدعوة والقتال عن مسؤوليتها، حينها أدرك العالم بأن العمليات التي وقعت في المنطقة من فعل الجماعات الاسلامية، وليس الطوارق كما تريد الجزائر أن تشيع.
وتشاء الصدف أن يتم تخليص السياح الألمان على يد الطوارق عندما فشلت القوات الجزائرية والمالية في القيام بالأمر.
يعاني شعب الطوارق القهر والاضطهاد لعقود من الزمن لا لشيء، سوى أنه متمسك بهويته، لا يريد أن يكون آخر " غير ذاته" وذلك في ظل تجاهل عالمي( إعلاميا وإنسانيا، فبينما نجد مثيلاتها من القضايا بارزة في الصحافة على مدار الأيام، لا تذكر مآسي الطوارق إلا ناذرا


حاولت قدر الإمكان تلخيص هذا الكتاب الرائع، والذي يعتبر مرجعا مهما في معرفة تاريخ الطوارق، لكن الملخص ليس طبعا كالكتاب الأصلي، لذا أحيلكم أحبتي على قراءة هذا الكتاب الشيق الطوارق " عائدون لنثور" لمعرفة حياة أصل بشري يعيش معنا فوق هذه الأرض.



تــــــــــــم بحـــــــــمد الله
الرجوع الى أعلى الصفحة اذهب الى الأسفل
bassam65
عضو ماسي
bassam65


عدد المساهمات : 3455
نقاط : 20893
تاريخ التسجيل : 11/11/2009
العمر : 59
الموقع : سوريا

الطوارق ( حكاية شعب) Empty
مُساهمةموضوع: رد: الطوارق ( حكاية شعب)   الطوارق ( حكاية شعب) I_icon_minitimeالإثنين نوفمبر 30, 2009 6:36 pm

شكرا لك اخت فاتحة

لقد قدمت اطروحة رائعة وعلمية سلسة فيها الكثير من الامور التي يجب معرفتها للتعرف الى هذا الشعب
الرجوع الى أعلى الصفحة اذهب الى الأسفل
bassam65
عضو ماسي
bassam65


عدد المساهمات : 3455
نقاط : 20893
تاريخ التسجيل : 11/11/2009
العمر : 59
الموقع : سوريا

الطوارق ( حكاية شعب) Empty
مُساهمةموضوع: كما ورد   الطوارق ( حكاية شعب) I_icon_minitimeالثلاثاء ديسمبر 01, 2009 3:30 am

[size=24]الثقافة الأمازيغية شفهية
الفنون الأمازيغية
الأمازيغية وإشكالتها
الوضع الحالي
لا يشكل الأمازيغ(1) وحدة ترابية متواصلة جغرافيا، إذ يتوزعون على عدة دول في المغرب ومنطقة الساحل الأفريقي جنوب الصحراء الكبرى، وقد ظلوا منذ القدم في تواصل مستمر مع عدة ثقافات أخرى.
ولو أخذنا مثلا لذلك المغرب العربي حيث يتركز الجزء الأكبر منهم، فإن التزاوج بين السكان الأصليين والوافدين العرب بلغ من العمق درجة تجعل التمييز بين ما هو "ثقافة أصيلة" وما هو ناتج عن التأثير العربي أمرا عسيرا.
وحسب أطروحة شائعة فإن تجليات الثقافة الشمال أفريقية الأصيلة تختلف حدة باختلاف درجة التواصل البشري والاقتصادي مع السكان الناطقين باللغة العربية.
ومن هذا المنطلق يذهب بعض الباحثين إلى اعتبار الثقافة التارقية (الطوارق، أقصى جنوب الجزائر وليبيا وشمال مالي والنيجر) مثالا على "ثقافة أمازيغية نموذجية" أفلتت من فلك الانصهار مع الثقافة العربية.
وقد دفع الشبه بين عادات البدو الأمازيغ والبدو العرب بالكثير من المؤرخين القدامى إلى الجزم خطأ بأن جزءا من الأمازيغ ذوو أصول عربية يمنية.
كما أن مثال بني مزاب (وسط الصحراء الجزائرية) وجزيرة جربة (تونس) يطعن هو الآخر في صحة هذه النظرية، فالاحتكاك مع السكان الناطقين باللغة العربية (خاصة من خلال الإقامة الدائمة في مدن ناطقة بالعربية) لا يمنع من كون بني مزاب وسكان جربة مجموعتين منغلقتين على نفسهما نسبيا من الناحية


الثقافية. والحقيقة هي أن العامل

الديني (الانتماء إلى المذهب الخارجي
الإباضي) هو التفسير الوحيد لهدا الانغلاق النسبي(2).
الثقافة الأمازيغية شفهية أساسا
كل هذه التحفظات على فكرة وجود ثقافة أمازيغية موحدة لا تتعارض مع فكرة وجود قواسم ثقافية مشتركة بين المجموعات البشرية الناطقة بالأمازيغية. صحيح أن بعض هذه القواسم موجود حتى في الثقافة العربية المغاربية لكن منشأها الأمازيغي أمر لم يعد يقبل الجدل.
وتتجلى الجذور الأمازيغية للثقافة العربية الشمال أفريقية في ميادين عدة كالموسيقى والرقص والحكايات الشعبية وفن الزخرفة والصناعات الحرفية. كما تتجلى طبعا في اللهجات العربية المغاربية. إذ يقول عالم اللسانيات الجزائري فضيل شريقان "إذا كانت عربية شمال أفريقيا قد استعارت جزءا كبيرا من مفرداتها من العربية الفصحى, فإن بنيتها النحوية والصوتية تعود بأصولها إلى تمازيغت"(3).
وبحكم كون الثقافة الأمازيغية ظلت لقرون طويلة ثقافة شفهية في المقام الأول(4) فإن الحكايات والأمثال والحكم الشعبية هي التي تمثلها اليوم أبلغ تمثيل على المستوى اللغوي. وما زال الشغل الشاغل للباحثين في ميدان اللغة الأمازيغية هو كتابة هذا الإرث الشفهي ونشره في الكتب والمجلات المختصة (مجلة "أوال" الجزائرية مثلا) وكذا مواقع الإنترنت(5).
أما على مستوى العادات والتقاليد الثقافية فتتجلى هذه الثقافة في فن طبخ تقليدي وطقوس اجتماعية عديدة (حفلات الزفاف.. إلخ) وأعياد زراعية(6) يحتفل بها إلى يومنا هذا وأشهرها عيد "يناير" (12 يناير/ كانون الأول) أو رأس السنة الأمازيغي المشترك بين كل الناطقين بالأمازيغية.
وقد حافظ العديد من الضروب الشعرية الأمازيغية على وجوده حتى يومنا هذا، ومن بينها النوع الغزلي المسمى "إيزلي"(7) و"الأهليل" وهو قصيدة دينية ابتهالية معروفة في مناطق كثيرة ناطقة باللغة الأمازيغية (الجزائر، جنوب المغرب.. إلخ). كما يعرف الشعر الأمازيغي أنواعا أخرى كالقصائد الملحمية والسياسية والفلسفية.
ومن الواضح تغلب الصبغة الشفهية على الشعر الأمازيغي، لذا فهو أساسا شعر إنشادي أو غنائي، وكما يؤكد ذلك الباحث الجزائري يوسف نسيب فإن هذه النتاجات الشعرية الأمازيغية قلما تكون فردية بل هي في الغالب "ظاهرة لا يمكن فصلها عن الثقافة الجماعية ويجب أن تدرس في إطار صلتها بحياة الجماعة"(Cool.
الرقص والموسيقى وفن الزخرفة
تمثل الرقصات الأمازيغية القديمة تشكيلة بالغة الغنى، ومن بين هذه الرقصات المعروفة في المغرب "تيسيت" التي يؤديها راقصان أو ثلاثة، و"أحويش" وهي رقصة جماعية(9).. إلخ. أما بالجزائر فإن رقصة "الترحاب" ما زالت تمارس في الاحتفالات العائلية أو القروية في الأوراس والمناطق المحاذية له، مثلها مثل الرقصة التقليدية النسائية القبائلية.
كما أن من العناصر التي تكون الهوية الأمازيغية حاليا موسيقى ذات أصول قديمة تمتزج فيها تأثيرات متنوعة (عربية ومتوسطية وزنجية). وقد نالت هذه الموسيقى شهرة عالمية بفضل الجرأة الخلاقة لمغن مثل إيدير، ولوجود جاليات أمازيغية معتبرة في أوروبا وأميركا.
وتتطور هذه الموسيقى وتتعصرن جنبا إلى جنب مع "أغنية ملتزمة" يمثلها في الجزائر مغنون مثل معطوب الوناس وفرحات مهني وفرق موسيقية أسماؤها في حد ذاتها تلمح إلى تعلقها بالدفاع عن ثقافتها "المهددة بالزوال" (فرقة إيمازيغن وفرقة "إيزوران" – الجذور- مثلا), وقد تطورت هذه الأغنية الملتزمة أساسا مع ظهور الحركة المطالبة باسترداد الهوية الأمازيغية في سنوات السبعينيات والثمانينيات.
كما احتفظت الثقافة الأمازيغية بفن زخرفي موغل في القدم, و"يتجلى هذا الفن الزخرفي العريق في نسيج الزرابي وصناعة الخزف حيث يتخذ شكل رسوم هندسية تستعمل في أغلب الأحيان حروف أبجدية التيفيناغ"(10). كما أن الصناعات الحرفية من ذهب وفضة وغيرهما عنصر آخر لا يمكن تجاهله من عناصر هذه الثقافة بل وهي إحدى الوسائط التي بدأت تعرف بها على المستوى العالمي.
الأمازيغية وإشكالاتها"
الأمازيغية لغة تواصل يومي رغم قرون طويلة هيمنت عليها فيها اللغتان العربية والفرنسية
"
غير أن أبلغ تجليات الهوية الأمازيغية حاليا من غير منازع هو استمرار استعمال اللغة الأمازيغية في الوجود والنماء. إن محافظة هذه اللغة(11) على نفسها من الاندثار دون أدب مكتوب أو تدوين معجمي أو نحوي لأمر أشبه ما يكون بالمعجزة. وكما يقول باحث مغربي "لولا استمرار هذه اللغة في الوجود لاستطاع أعداء الأمازيغية بأسهل ما يمكن أن يحولوا هذه الثقافة إلى مجرد منظومة فولكلورية"(12).
وتبذل النخب الأمازيغية وجمعياتها الثقافية في المغرب والجزائر وفرنسا جهدا كبيرا كي تجنب هذه الثقافة البقاء في سجنها الفولكلوري أو الشفهي.
ويعتبر هذا العمل العلمي الهادف إلى تخليص الأمازيغية من ربقة تاريخها الشفهي تتمة لمشاريع قديمة أنجزها في القرنين الـ19 والـ20 بالجزائر العديد من علماء اللسانيات كالفرنسيين أندريه وباسي وكوهين.
كما أن كل هذه الجهود العلمية تستفيد أكثر من أي وقت مضى من الاهتمام البالغ الذي توليه الجامعات للثقافة الأمازيغية وذلك منذ مطلع الثمانينيات.
آثار الأمازيغية في العربية المغاربية
إن أسماء الأعلام التي يدرسها علم الأونوماستيكس (onomastics) أحد الشواهد الصارخة على ديمومة الأمازيغية حتى في المناطق التي لم تعد تستعملها منذ عهد بعيد.
فرغم وجود اللغتين العربية والفرنسية القوي في بلدان المغرب والساحل الأفريقي ما زالت قرى بلاد القبائل تدعى بأسمائها القديمة مثلها مثل القرى المغربية أو التارقية.
كما أن الكثير من مدن المغرب العربي ما زالت تحمل أسماءها الأمازيغية الأولى حتى وإن عربت هذه الأسماء أو فرنست. "إن أسماء الأماكن دليل بليغ على تشبث الأمازيغية بالأرض, فأسماء المدن والقرى والوديان والجبال والفجاج.. إلخ، في معظمها أسماء أمازيغية (...) أما أسماء الأماكن العربية فهي غالبا نتيجة ترجمة حرفية لأسماء أمازيغية أو نتيجة قرارات إدارية"(13).
ويعد بعث الأسماء الأمازيغية البائدة أحد المعارك الرمزية التي خاضتها الحركة الثقافية البربرية في الجزائر ضد الحظر الذي كان مفروضا عليها. وتلاحظ في المغرب نفس ظاهرة بعث الأسماء الأمازيغية القديمة وصار ركن "أسماء الأعلام" ركنا ثابتا في مواقع الإنترنت التي أنشأتها هذه النخب.
كما بقيت الأمازيغية لغة تواصل يومي رغم قرون طويلة هيمنت عليها فيها اللغتان العربية والفرنسية. وقد أعارت الأمازيغية للعربية جزءا ليس بالهين من مفرداتها.
إن المنشأ البربري للهجات العربية الشمال أفريقية هو التفسير العلمي الوحيد لما يسمى "اللكنة المغاربية" و"لن يكون من المجازفة الجزم بأن أغلب اللهجات في المغرب يتضمن بين 20% و25% من الألفاظ البربرية المحرفة زيادة أو نقصانا"(14).
وبالمقابل يقدر الباحث الجزائري سالم شاكر في كتابه "نصوص في اللسانيات البربرية" نسبة الكلمات العربية في اللهجات الأمازيغية كما يلي:
38% بالنسبة للقبائلية في الجزائر.
25% بالنسبة للشلحية في المغرب.
5% بالنسبة للتارقية.
"
لا تتعدى الأمازيغية بتونس وليبيا كونها أداة تواصل يومي آيلة للزوال ما لم يسارع في إنقاذها
"
أمازيغية أم أمازيغيات؟
تفسر الاختلافات بين مختلف اللهجات الأمازيغية بضعف التبادلات اللغوية بين المجموعات الناطقة بها والتي تفصلها بعضها عن بعض مناطق شاسعة تتحدث العربية.
كما تفسر كذلك بانعدام هيئة علمية مركزية تسعى إلى توحيد هذه اللهجات. ويرى بعض علماء اللسانيات أن صعوبة التفاهم بل واستحالته أحيانا بين شخصين ينتميان إلى مجموعتين أمازيغيتين مختلفتين مبرر كاف للحديث عن "أمازيغيات" عديدة.
ولا تحظى هذه الأطروحة بإجماع الباحثين، فالباحث سالم شاكر يدافع عن أطروحة وحدة اللغة الأمازيغية التي نافح عنها قبله العالم الفرنسي أندريه باسي في مؤلفه "اللغة البربرية" الصادر عام 1929. ويؤكد سالم شاكر أن 60% من

الألفاظ الشائعة الاستعمال قاسم مشترك بين مختلف

اللهجات الأمازيغية, مضيفا أن هذه اللهجات تشترك بالإضافة إلى ذلك في "نواة صلبة صوتية وتركيبية (syntax)".
الوضع الحالي لتمازيغت
إن مسألة الاعتراف بالأمازيغية وتدريسها لم تثر بعد على المستوى السياسي في ليبيا وتونس حيث لا تتعدى هذه اللغة في هذين البلدين كونها أداة تواصل يومي آيلة للزوال.
أما في المغرب فإن إنشاء المعهد الملكي للثقافة الأمازيغية أواخر عام 2002 يفتح الأفق واسعا للاعتراف بالأمازيغية لغة وطنية ثانية.
وتعترف كل من مالي والنيجر بالتارقية "لغة وطنية" حيث تدرس وتستعمل في وسائل الإعلام. وأصبحت الأمازيغية منذ مايو/ أيار 2002 "لغة وطنية" بموجب الدستور الجزائري الذي يعرف العربية كـ"لغة وطنية ورسمية".
فالأمازيغية اليوم في الجزائر إحدى اللغات الثلاث المستعملة في وسائل الإعلام, وقد شرع في تدريسها عام 1996 مادة اختيارية في المناطق الناطقة بها.
إن إدخال الأمازيغية في المنظومة التعليمية يطرح الإشكال التالي، ماذا يجب أن ندرس: اللهجات المحلية أم لغة موحدة لم تتكون بعد بصورة كاملة ولا ينطق بها بعد أحد؟ ويبدو أن المغرب حسم المسألة (على الأقل في مرحلة أولى) بتبنيه الحل الأكثر واقعية إذ نشرت المقررات المدرسية باللهجات الأمازيغية المغربية الرئيسية الثلاث.
لكن أصابع الاتهام سرعان ما وجهت إلى المعهد الملكي للثقافة الأمازيغية الذي تكفل بإعدادها ورمي بأنه يتبنى "الأطروحات الرسمية الهادفة إلى تجزيء تمازيغت ومنعها من التوحد"(15). إن الجدل الذي أثاره هذا الخيار في المغرب دليل ساطع على أن التطلع إلى توحيد لهجات هذه اللغة ما زال الشغل الشاغل لجزء كبير من النخب الأمازيغية.
ومن المشاكل التي يطرحها توحيد الأمازيغية مشكل الأبجدية التي يجب أن تكتب بها، فالخيار مطروح بين أبجدية التيفيناغ القديمة والأبجديتين العربية واللاتينية.
وتعد الأبجدية اللاتينية الأكثر شيوعا في كتابة الأمازيغية وقد قام بتطويرها وأقلمتها لخصوصيات هذه اللغة الكاتب الجزائري مولود معمري. غير أنها، وإن كانت مستعملة في المدارس الجزائرية, محصورة الانتشار في الفضاءات الجمعوية والجامعية والإعلامية (مواقع الإنترنت لا الجرائد المكتوبة).
أما الأبجدية العربية التي طالما استعملت لكتابة الأمازيغية في الممالك الأمازيغية الإسلامية(16) فتستعملها بعض الجمعيات الثقافية في بعض مناطق الجزائر (كالأوراس ومزاب) والمغرب, لكنها هي الأخرى ليست واسعة الانتشار.

ناهيك

عن كونها لم تؤقلم بعد مع الخواص الصوتية
لتمازيغت.
توحيد الأمازيغية مسألة شائكة
ولا تقتصر إشكالية توحيد الأمازيغية على مسألة اختيار أليق أبجدية لكتابتها، إذ تشمل أيضا مسألة تطوير لغة مشتركة بين كل الناطقين بهذه اللغة.
يفترض إيجاد هذه اللغة المشتركة وجود وعي أمازيغي مشترك، وهو أمر مشكوك فيه بالنظر إلى الاندماج القوي للأمازيغ في فضاءات وطنية لكل منها تاريخه ووعيه الوطني القوي.
إن إيجاد هذه اللغة المشتركة يعني بالضرورة تطوير معجم مشترك وقواعد نحوية مشتركة يقوم بإعدادها علماء الألسنية بالاعتماد على قواعد وقواميس اللهجات الأكثر انتشارا. كما أن ذلك يعني الاستعمال الحصري لهذه اللغة الجديدة المشتركة في المدارس ووسائل الإعلام والمراسلات الرسمية.
ويخشى أن تكون "الأمازيغية الموحدة الجديدة" لغة مجردة شبه خيالية، مما سيجعل منها عامل فرقة بين الأمازيغ ودافعا لأن تتقوقع كل مجموعة على لهجتها الخاصة.
هذا ما يحذر منه الكاتب الجزائري محند آكلي حدادو عندما يقول "إن انصهار وتوحيد اللهجات البربرية شيء مستحسن، لكن لا يجب أن يكون ذلك نتيجة قرار إداري بل يجب أن يكون نتيجة سياسة لغوية رصينة تضاعف التواصل بين المتحدثين باللهجات المختلفة وتطور
بينهماستعمالاستعمال مصطلحات مشتركة

).وهذا مقال يتحدث عن الامازيغية في المغرب بين الثقافة والسياسة اتمنى ان اكون قد خدمت الاخ المعتز بالله وفاتحة ستكمل الباقي
الرجوع الى أعلى الصفحة اذهب الى الأسفل
فاتحة
الكاتبة القصصية



عدد المساهمات : 617
نقاط : 17355
تاريخ التسجيل : 12/11/2009
الموقع : سلا/ المغرب

الطوارق ( حكاية شعب) Empty
مُساهمةموضوع: رد: الطوارق ( حكاية شعب)   الطوارق ( حكاية شعب) I_icon_minitimeالأربعاء ديسمبر 02, 2009 3:30 am

السلام عليكم ورحمة الله
شكرا لك بسام، موضوع رائع واحاط بكل جوانب اللغة الامازيغية، وفعلا مازالت " تيفيناغ" او الحرف الأمازيغي أو الأبجدية الأمازيغية، تجد صعوبة، خاصة أن كتابتها صعبة، وليس كالأبجديات التي ألفناها، مثل اللاتينية أو العربية، خاصة انها تحتوي على رموز كثيرة، وكما قلت بسام، هناك بعض الاختلاف بين الأمازيغ في نطق الأمازيغية، فهناك أمازيغ الشمال" ريافة" وهم سكان الريف، ولي الشرف أن أنتمي لهم، وهناك سكان الأطلس" زمور" و" زايان" وهناك أمازيغ مراكش و سوس" الشلوح" أو "سواسة" وعاصمتها مدينة أكادير، المدينة التي تتواجد بها دكتورتنا العزيزة فاديا.
لكنهم طبعا منتشرين في بقاع المغرب بأسره، وفي العالم بأسره، وكما لا حظت بسام، الامازيغ لهم هوية ولهم تاريخ طويل وعميق في الجدور.

وأتمنى أن يوفقني الله واكمل هذا البحث يا بسام، ولك مني ألف تحية، تحية أمازيغية من جبال الريف وجبال الأطلس وجنوب المغرب.
الرجوع الى أعلى الصفحة اذهب الى الأسفل
حكاية كل عاشق
عضو نشيط



عدد المساهمات : 255
نقاط : 16768
تاريخ التسجيل : 19/11/2009
العمر : 44
الموقع : طنطا مصر

الطوارق ( حكاية شعب) Empty
مُساهمةموضوع: رد: الطوارق ( حكاية شعب)   الطوارق ( حكاية شعب) I_icon_minitimeالثلاثاء يناير 05, 2010 3:40 pm

دمتى مبدعه متالقه

رائعه

اشكرك
الرجوع الى أعلى الصفحة اذهب الى الأسفل
كريم الراوى
مشرف منتدى البوح و القصة
كريم الراوى


عدد المساهمات : 92
نقاط : 16331
تاريخ التسجيل : 14/02/2010
العمر : 36
الموقع : قاهرة المعز- مصر

الطوارق ( حكاية شعب) Empty
مُساهمةموضوع: رد: الطوارق ( حكاية شعب)   الطوارق ( حكاية شعب) I_icon_minitimeالأربعاء فبراير 17, 2010 9:57 pm

موضوع رائع جدااااااااا
استفدت منه الكثير والكثير , فعدد كبير من اهل المشرق لا يعلمون شيئا عن الطوارق او الامازيغ و قد كنت قرأت قبل ذلك كتاب للـ د .مصطفى محمود , اسمه الصحراء وهو عن رحلته فى الصحراء الليبية والتونسية وذكر العجيب من عادات الطوارق وافكارهم .. هم فعلا عالم غنى ثري له مذاق خاص ..
اما عن الامازيغ وتوزيعهم فاعتقد ان القليل يعلم ان مصر ايضا بها عدد هائل من الامازيغ
وخاصة من قبائل هوارة المعروفة وهم ينتشروا بشكل كبير جدا فى الجنوب المصري او الصعيد وقد كان حكم الصعيد المصري تحت يدهم لفترة ,, كما تنتشر قبائل اخرى عير هوارة فى الصحراء الغربية المصرية وعلى الساحل الشمالى الغربي للبحر المتوسط فى مصر وبين الواحات ايضا
ا
الرجوع الى أعلى الصفحة اذهب الى الأسفل
فاتحة
الكاتبة القصصية



عدد المساهمات : 617
نقاط : 17355
تاريخ التسجيل : 12/11/2009
الموقع : سلا/ المغرب

الطوارق ( حكاية شعب) Empty
مُساهمةموضوع: رد: الطوارق ( حكاية شعب)   الطوارق ( حكاية شعب) I_icon_minitimeالسبت فبراير 20, 2010 2:44 am

السلام عليكم ورحمة الله
بصراحة أخي ثقافتك واسعة ماشاء الله عليك، وجلبت معلومات دقيقة عن انتشار هذا العرق في كل العالم وخاصة في شمال أفريقيا وجنوب الصحراء
.
شكرا لك على المرور وألف شكرا على الإضافة.
الرجوع الى أعلى الصفحة اذهب الى الأسفل
 
الطوارق ( حكاية شعب)
الرجوع الى أعلى الصفحة 
صفحة 1 من اصل 1
 مواضيع مماثلة
-
» حكاية شهرزاد
» حكاية ألوان
» حكاية جحا والحصان الغريب
» حكاية جحا والحصان الغريب
» حكاية كل عاشق معنا يا مرحبا يا مرحبا

صلاحيات هذا المنتدى:لاتستطيع الرد على المواضيع في هذا المنتدى
الكلمـــــة الحـــــرّة :: المنتدى العام-
انتقل الى: