[b]أظهرت البحوث والدراسات الاجتماعية أن نسبة الانتحار بين الرجال أعلى من النساء ، ويرجع ذلك إلى أن الرجل له مشاكله والتزاماته ومسئولياته أكثر من المرأة .. وأن عدد المنتحرين بين سن 15 : 35 يمثل 60% وفوق 55 سنة يمثل 10% من مجموع حالات الانتحار .. في نفس الوقت الذي تبلغ فيه نسبة الانتحار عالميا أكثر بين كبار السن ، وذلك لأنهم يفتقدون الرعاية ، وحياتهم كلها عزلة ووحدة، فمعظمهم يقيم في الملاجئ ، وبيوت المسنين ، ومراكز العجزة .
كذلك أظهرت تلك البحوث أن نسبة الانتحار بين غير المتزوجين تبلغ 53% ويرجع ذلك لأن الزواج صار متأخرا في الآونة الأخيرة ، وأكثر المنتحرين أقل من 35 سنة وهو سن قلما يتزوج فيه المصريون عادة .
وتبلغ نسبة الانتحار بين المتزوجين 34% وبين الأرامل والمطلقات 9% وأظهرت البحوث أن أعلى نسبة انتحار كانت بين الطلبة ، وخاصة طلاب المرحلة الثانوية التي بلغت 4% ويرجع ذلك إلى الاضطرابات والصراعات النفسية التي يمرون بها في الوقت الذي لا يجدون فيه وسائل العلاج والنصح الكافي .
وأظهرت البحوث أيضا أن نسبة الانتحار بين العمال المهرة أكثر من العمال غير المهرة ، لأن المهرة عليهم أعباء عقلية ومسئوليات ومطالب أكبر ، أما غير المهرة فإن مشاكلهم العقلية أقل وعملهم أبسط .
أما بالنسبة للأسباب التي كانت وراء حالات الانتحار ، فتبين أن أغلب حالات الانتحار كانت بسبب مشاكل اجتماعية أو عاطفية أو مشاكل في محبط العمل ، تسببت في ظهور حالة اكتئاب تولدت عنها تغيرات كيميائية في الجسم جعلته يمر بتلك الحالة بصفة دورية .
كذلك قد يسب بحب الظهور وسوء التفاهم ، وعدم النضج العقلي في كيفية مواجهة مسئوليات الحياة ، كل ذلك قد يسبب حالة من التفاعلات الهستيرية ، وقد تحدث محاولة الانتحار بسبب التدليل الزائد ، أو القسوة المفرطة .. وقد يكون الانتحار وسيلة للمنتحر كما يعتقد – لمقابلة حبيب فقده ، أو تكون محاولة الانتحار وسيلة للمنتحر لإعلام الغير بأنه في مأزق ومحتاج للمعونة .
وغالبا ما تكون محاولة الانتحار نوعا من الهروب من مواجهة واقع الحياة حيث هناك مشكلة أكبر من أن يواجهها .
كما أثبتت البحوث والدراسات الاجتماعية أن الوحدة والعزلة سبب من أسباب الانتحار .. واتضح أن أكبر نسبة انتحار بين المثقفين تكون بين خريجي الهندسة والطب .
وعن وسائل الانتحار أثبتت البحوث أن 85% من الحالات تتناول ((الإسبرين)) أو الحبوب المنومة والمهدئة .. ويأتي بعد ذلك تناول السموم والمبيدات الحشرية بنسبة 10% وتبين أن محاولة الانتحار أكثر من مرة تبلغ حوالي 13% وأوصت تلك الدراسات بضرورة إنشاء مراكز متخصصة لعلاج المشاكل النفسية والاجتماعية على نطاق واسع وضرورة تدريس الطب النفسي بالجامعات فضلا عن الاهتمام بالنواحي الدينية ، لما تبين من أثر التدين في النفس البشرية بوجه عام .[/b]