الهادي الزغيدي مدير الموقع
عدد المساهمات : 4023 نقاط : 24068 تاريخ التسجيل : 08/11/2009 العمر : 49 الموقع : تونس
| موضوع: المغرب: العاصمة تعيش ازمة ... الإثنين نوفمبر 30, 2009 10:07 pm | |
| المغرب: العاصمة تعيش ازمة مواصلات وغليانا اجتماعيا الرباط ـ القدس العربي ـ من الطاهر الطويل ـ لم يكن عيد الأضحى بالنسبة للعديد من عمال المواصلات العامة في العاصمة المغربية مناسبة للفرح وللاحتفال الجماعي، بل كان عيدا بطعم المرارة، حيث شعروا أنهم ضحية صفقة أبرمتها الدولة مع مؤسسة أجنبية لتسيير مجال النقل الحضري، معوضة بذلك عمل شركات محلية. غير أن أولئك العمال لم يكونوا وحدهم في دوامة المعاناة، وإنما انضاف إليهم المواطنون الذي يعانون الأمرين جراء تنقلاتهم بين أحياء المدينة والمناطق المجاورة لها، إذ يجدون أنفسهم مضطرين لاستعمال وسائل نقل سرية وأحيانا بدائية لصلة الرحم مع أسرهم وكذا لقضاء مآربهم الشخصية والعملية.
الرباط تحولت إلى مجرد "قرية".. هكذا اختزلت إحدى الصحف المحلية مشهد الفوضى الذي تبدو عليه العاصمة المغربية هذه الأيام، بعدما تقلص عدد الحافلات العمومية بشكل مثير للانتباه، وصارت محطات الركوب تشهد اكتظاظا لا مثيل له، فأصبح سكان العاصمة ممن لا يملكون سيارات أو دراجات مجبرين على خوض مغامرات في التنقل، إما بالتكدس في عربات لنقل البضائع مع ما يرافق ذلك من خطورة وإحراج، أو السير راجلين لمسافات طويلة. وهناك بعض أصحاب السيارات الخاصة وحتى سائقي سيارات الدولة مَن استغل الوضع، فأصبح يقترح على الناس الركوب مقابل بضعة دراهم.
منذ حوالي شهرين، عملت السلطات المحلية على تفويت مهمة النقل الحضري إلى مؤسسة فرنسية، لتعوض بذلك عمل 11 شركة مغربية. لكن تلك المؤسسة الأجنبية سرعان ما تنكرت لالتزاماتها، حيث لم تعمل على إدخال حافلات جديدة، بل على العكس من ذلك قلصت من الحافلات الموجودة إلى أكثر من النصف. كما أنها لم تحتفظ بجميع عمال النقل من سائقين وجباة ومراقبين، والبالغ عددهم 3200 عامل، وإنما اكتفت بتشغيل أقل من نصف العدد برواتب أدنى من تلك التي كانوا يحصلون عليها في السابق، إضافة إلى عدم احتساب أقدميتهم في العمل، حسب ما صرح بعضهم لـ"القدس العربي".
وبدل أن تجبر سلطات الرباط الشركة الأجنبية على الوفاء بتعهداتها في هذا المجال، فإنها تواجِه وقفات الاحتجاج السلمية التي يقوم بها المتضررون بقبضة من حديد. وتحفل الصحف المحلية يوميا بمشاهد لتدخلات عنيفة تقوم بها قوات الأمن إزاء عمال النقل المطالبين بحقوقهم، وهي تدخلات تصل حد إصابة بعض المحتجين بجروح بليغة وكسور متفاوتة الخطورة.
"فوضى" أخرى يعيشها قطاع النقل في المغرب، تتمثل في أشغال "ترامواي" التي حولت أهم شوارع العاصمة إلى حواجز من الصعوبة اجتيازها لاسيما بالنسبة لسائقي السيارات والحافلات.
ويرى أحد المحللين أن شبكة الشوارع والأزقة في الرباط بالشكل الضيق الذي هُيئت به قبل عدة عقود لا تحتمل وجود سكة "ترامواي"، الذي ينتظر العمل به صيف العام المقبل، مما يُنذر ـ برأيه ـ بصعوبات كبيرة في التنقل من طرف السيارات والحافلات. كما ألحقت أشغال "ترامواي" التي انطلقت قبل نحو سنتين أضرارا بمجموعة من أصحاب المحال التجارية وكذا محطات البنزين.
وسواء تعلق الأمر بحافلات المواصلات العامة أو بمشروع "ترامواي"، فإن المسألة ـ في نظر بعض المراقبين ـ مجرد محطة في مسار إخضاع جوانب من الاقتصاد المحلي للأجانب، من خلال تفويت عدد من المرافق الحيوية إلى شركات أوربية، بدأ ذلك بقطاعات التزود بالماء والكهرباء والنظافة، وتواصل مع مواقف السيارات وغيرها من القطاعات. | |
|