موقعة أم درمان إضافة إلي قائمة الأحزان

موقعة أم درمان إضافة إلي قائمة الأحزان

سعدنا كثيرا و نحن نقرأ تاريخ الإسلام و انجازات الأجيال السابقة علي طريق نصرة الدين و إعلاء كلمة الله تعالي فهذا يوم بدر نصر الله فيه نبيه صلي الله علية وسلم علي كفار قريش و بعده يوم الفتح حيث دخل الناس في دين الله أفواجا ثم انتصارات عديدة في فتوحات المسلمين ضد الفرس و الروم في عهد الخلفاء الراشدين …..
و لا زلنا نعيش أمجاد الماضي أيام صلاح الدين الأيوبي و انتصارات ( حطين ) و استعادة بيت المقدس و نصرة المعتصم بالله للمرأة المسلمة حين تعدىعليها اليهودي في السوق فسارعت الجيوش إلي عمورية استجابة لصيحة المرأة ( و ا معتصماه ) ……
و لا شك أن انتصارات اسلامية كثير ة كانت علي مدار تاريخ حافل لرجال حملوا أمانة الاسلام و أدركوا مراميه……كانوا أذلة علي المؤمنين أعزة علي الكافرين ….. كانوا يخفضون الجناح لأهل الايمان و يتواضعون لهم فأعزهم الله بذلك
فلما ركنت الأمة و تناست ما عليها من عظائم الأمور و انشغلت بالسفاسف خرج علينا من الأجيال الشابة من ينظر إلي الأشياء بمعيار مختلف فقدوته ليست في أهلها و مرجعيته في هواه فلم يعد يدرك الخطأ من الصواب و ما الذي ينفعه أو يضره و بات لا يدرك عواقب الأمور وسط ثورة غضب جامحة تعتريه لأسباب هامشية و من أقرب الأمثلة لذلك ما جرى في مباريات مصر و الجزائر حيث وقعت التجاوزات من مشجعي الفريقين فقام بعض المصريين المتعصبين بالاعتداء علي جماهير المشجعين الجزائريين من مصر فأصيب العديد منهم بجراحات فلما حان وقت المباراة في أم درمان بادر الجزائريون إلي ترتيب لموقعة ثأرية تكون لهم فيها الغلبة !!
و تتابعت الأحداث و سط تصعيد إعلامي و تصريحات لبعض المسؤلين لا يصح أن تصدر منهم لأنها تتنافي مع عقلية المسلم الذي يستوعب أولويات قضاياه و يدرك أن استمرار الخصومة في صالح أعداء الأمة فهم يتمنون اشتعال الخلافات بين كل الدول العربية و يكفي أن تعرف ما قالته الصحف الاسرائيلية في تعليقها علي الأحداث:
متي يأتي اليوم الذي تلتقي فيه حماس و فتح في مباراة كرة قدم؟!
إنها أمنية اليهود حين ترى انقساما عربيا يزداد كل يوم و تشاهد معارك جديدة كالتي جرت في الفترة الماضية حيث فرحت حين تم توجيه ضربة مصرية للقوات الليبية في مساعد عام ١٩٧٩ و فرحت أكثر حين اشتعلت المعركة بين ايران و العراق و حين هاجمت العراق الكويت و حين تم تدمير القوات العراقية و خروجها من معادلة الصراع و حين اختلفت مصر مع السودان و قتلت ثلاثة جنود سودانيين عام ١٩٩٥ في منطقة حدودية ….
و تزداد سعادة اليهود حينما يعجز العرب عن اتخاذ قرار موحد بشأنها في جامعة الدول العربية و حين يسيل الدم الفلسطيني بالأيدي الفلسطينية .
اننا بحاجة إلي تدخل العقلاء من هذه الأمة لرأب الصدع بين مصر و الجزائر و انهاء حالة الاستنفار التي نحمد الله أننا ليس لدينا حدود جغرافية مع الجزائر و إلا وقعت الاشتباكات بين البلدين مثل الهند و باكستان !!
إن حالة التوتر السريع التي قادها غضب الشباب ينذر بخطر كبير علي مستقبل البلاد حيث لو آل اليهم الأمر لدفعوا بالبلاد نحو معارك جانبية ليست في مخططات الأمة الاسلامية بل هي في أجندة المشروع الأمريكي الصهيوني و مفكرة أحلام أعداء الاسلام .

الأخ حامل المسك

صحيح أننا مسلمون ، و أننا نسعى لنشر ديننا و الدفاع عنه أمام

كل من يعاديه أو يسعى لتشويهه ، و لكننا أيضا نحترم الأديان الأخرى

و خاصة الأديان السماوية و منها الدين اليهودي . و ما حدث في أم

درمان و في غيرها لا علاقة للأديان الأخرى به ، و إنما هو وصمة عار

جديدة تنضاف إلينا ، بعد أن استقال المثقفزن عن القيام بمهامهم

في توعية الجماهير إما بدافع البحث عن المصالح الذاتية التي لا يمكن

تحقيقها إلا بالتمسح للسلظ الحاكمة و إما بدافع الخوف من هذه

السلظ التي تعتقل عشرات الآلاف من المناضلين و الوطنيين في

معتقلاتها ، و إما لشعورها باليأس من إمكانية تغيير الواقع بعد تتالي

الهزائم و الفضائح .

أخي الكريم إن ما وقع في أم درمان لعبة سياسية قذرة قادها الحكام

لغاية إلهاء شعوبهم و تعميتهم عن المطالبة بحقوقهم و جعلهم لا يهتمون

بتحسين وضعهم الإجتماعي و الإقتصادي . و للأسف فإن هذه الشعوب

التي تفتقر إلى الوعي الكافي انخرطت في هذه اللعبة القذرة دون وعي

منها . و بهذا فإن الذين يتحملون المسؤولية أولا و قبل غيرهم هم

المثقفون الذي لم يقوموا بدورهم على أحسن وجه . و مهما يكن الآخر

يهوديا أو مسيحيا أو ملحدا ... فإنه سيضحك مما حدث و له الحق في

أن يضحك ملء شدقيه لأننا للأسف أصبحنا أضحوكة و لعبة تحركها الأنظمة

السياسية .

تحياتي إليك

» قائمة ملوك مصر