الفرنسيون أكثر البلدان تعلقا بالكلاب. والكلب عندهم قد يحتل مكان الابن المدلل والذي يصل في بعض الحالات ليصير الوارث الشرعي لصاحبه فيرث ثروات طائلة لا يحلم بها الإنسان في وطننا العربي.
ونظرا لطبيعة العلاقة الموجود بين الكلاب والأوروبيين لا نستغرب إذا وجدنا أن هذه العلاقة تولدت عنها جدلية التأثير والتأثر
فصارت الكلاب تستمد شخصيتها من شخصيات أصحابها .. هكذا يؤكد كبار العلماء في سلوك الحيوان ويقول د. ليوستاند عميد كلية الطب البيطري بجامعة ولاية واشنطن : إن هناك تفاعلا حقيقيا بين الكلاب وأصحابها حيث يصبح الكلب انعكاسا لشخصية صاحبه، فمثلا إذا كان المالك يحب الكلب ويداعبه كثيرا، فإن هذا الكلب يميل إلى أن يكون نشيطا .
إن الكلاب لا تتأثر بشخصيات أصحابها فقط، بل تتأثر بمزاجهم أيضا.
و أن صاحب الكلب إذا كان قلقا أو جبانا، أو ذا مزاج عصبي ، فإن الكلب يكون كذلك .
ومن غرائب هذا العالم الغربي الذي يرينا عطفه وحبه للحيوان..
حتى أن شريطا يمرر علينا في قنواتنا المتغربة كيف أن من أجل كلب سقط في بئر قامت له الدنيا ولم تقعد وتقاطرت عليه النجدة من كل القطاعات فحضر رجال المطافئ والشرطة والدرك والمسؤولون والصحف وهبت الإذاعات تصور هذه اللقطات الحزينة وعبرت المديعات عن حزنها لهذا المصاب الجلل، ورفع الأكفف متدرعة اللمولى عسى ينقذ هذا الكلب المسكين.
أحيانا نقول نحن المسلمين ليتنا كنا كلابا كي يكف عنا هذا الغرب الصهيوني طاحونته الدموية العسكرية التي لا ترحم طفلا ولا امرأة حامل ولا شابا ولا شيخا. ولم يسلم منه إنسان ولا نبات ولا شجر ولا حجر فإنه معنا نحن العرب المسلمين شرس وسفاح . وما فعلته عنجهيته واستكباره وإرهابه في البوسنة وفي فلسطين وبورما وبلغاريا يجعلنا نؤمن بأننا لا نساوي عنده ظفر كلب .
وصدق الشاعر عندما قال: قتل امرئ في غابة جريمة لا تغتفر**وقتل شعب كامل مسألة فيها نظر.فمتى نعي نحن المسلمين هذا ونعي قول الله تعالى : ( ولن ترضى عنك اليهود ولا النصارى حتى تتبع ملتهم).