الهادي الزغيدي مدير الموقع
عدد المساهمات : 4023 نقاط : 24068 تاريخ التسجيل : 08/11/2009 العمر : 49 الموقع : تونس
| موضوع: المغرب و البوليزاريو السبت ديسمبر 05, 2009 3:16 am | |
| ورقة حقوق الإنسان مجددا
في قلب الصراع بين المغرب و البوليزاريو الرباط ـ القدس العربي ـ من محمود معروف ـ يستنجد كل من المغرب وجبهة البوليزاريو بمسؤولين اوروبيين وناشطين في المنظمات الحقوقية والانسانية لتدعيم موقفه. ياتي هذا فيما بات يعرف بمعركة أميناتو حيدر الناشطة الصحراوية التي ابعدها المغرب من مطار العيون الى مطار لانثاروتي/ لاس بالماس بعد سحب جواز سفرها وهويتها الوطنية ووضع الحكومة الاسبانية في مأزق لم تجد غير الامم المتحدة تلجأ اليها لإخراجها منه.
وتحفل وسائل الاعلام الرسمية المغربية وتلك الناطقة بلسان جبهة البوليزاريو بتصريحات وبيانات لمسؤولين في عدد من دول العالم بما فيها الولايات المتحدة او برلمانيين وناشطين في منظمات حقوقية وانسانية تحمل في طياتها تأييداً للموقف الذي اتخذه الطرف الذي ينشر التصريحات والبيانات.
وتركز وسائل اعلام المغرب وجبهة البوليزاريو على التصريحات القادمة من اسبانيا، الميدان الاكثر سخونة في المواجهة بينهما بحكم الجغرافيا أو بحكم التاريخ، كون الصحراء المتنازع عليها كانت حتى 1976 تحت الاستعمار الاسباني وايضا بحكم الحدث الاني حيث تعتبر مدريد، رغما عنها او بإرادتها، طرفا معنيا واساسيا في معركة حيدر.
وقالت مصادر دبلوماسية بالرباط لـ"القدس العربي" ان ميغيل انخلو موراتينوس وزير الخارجية الاسباني وصديق المغرب لم يدرك ان تحفيزه لحكومة بلاده بقبول استقبال أميناتو حيدر في مطار لانثاروتي، بعد ابعادها من مطار العيون، سيضعها موضع اتهام المشاركة في انتهاكات لحقوق الانسان، وفي مواجهات يومية مع الاوساط الحقوقية والانسانية وامام مساءلة متشددة ليس فقط من طرف احزاب اليمين او الاحزاب اليسارية المعارضة بل وأزمة داخل الحزب الاشتراكي العمالي الاسباني الحاكم الذي يضم جناحا متشددا في تأييده لجبهة البوليزاريو.
وتقترح المصادر ان موراتينوس قد يكون احد ضحايا معركة أميناتو حيدر بعد فشله في الوصول الى حل لأزمتها ومواصلة اعتصامها واضرابها عن الطعام في المطار ورفضها لاتفاق عقده موراتينوس مع نظيره المغربي الطيب الفاسي الفهري بمنح حيدر لجوءاً سياسيا باسبانيا او منحها الجنسية الاسبانية فورا أو التقدم للقنصلية المغربية بلاس بالماس للحصول على جواز سفر جديد.
واضطرت الحكومة الاسبانية إلى اللجوء الى الامم المتحدة للمساهمة في انهاء حرب أميناتو حيدر وأعلن اغوستين سانتوس مدير ديوان وزير الخارجية الاسباني بعد زيارتها بمطار لانثاروتي ان بلاده طلبت من الامين العام للامم المتحدة التدخل لحل القضية.
وقال المسؤول الاسباني "ان الحكومة الاسبانية تجدد إرادتها في الاستعداد للعمل ضمن هذا السياق الإنساني وسنبلغ الأمم المتحدة ونطالب بتدخل من الأمين العام لحل الإشكالية".
ولجأت اسبانيا الى الامم المتحدة بعد ان رفضت الحكومة المغربية طلبها بإعادة جواز سفر حيدر.
وقالت مصادر رسمية اسبانية ان وزارة الشؤون الخارجية الاسبانية طلبت بصفة رسمية من المغرب منح جواز سفر لأميناتو حيدر حتى تتمكن من مغادرة مطار لانثاروتي.
وأوضحت المصادر أن "الوزارة سلمت مذكرة شفهية الى دبلوماسي مغربي بمدريد تطالب فيها الحكومة المغربية بمنح حيدر وثيقة سفر تسمح لها بالعودة الى العيون". مغربيا لا تجد السلطات المغربية نفسها معنية بحل المأزق الاسباني وتطلب من مدريد ان تمارس ضغوطا على الجزائر للوصول الى هذا الحل كون حيدر رفضت الجنسية المغربية.
وأوضح محمد الشيخ بيد الله رئيس مجلس المستشارين والامين العام لحزب الاصالة والمعاصرة الذي يتزعمه صديق للملك في تصريحات نشرتها امس الجمعة صحيفة الموندو الاسبانية أنه "يجب على إسبانيا أن تفهم أنه يتم حاليا استغلال أميناتو حيدر من قبل المصالح السرية الجزائرية التي تسعى إلى أن تجعل منها ( شهيدة) وعلى الحكومة الإسبانية الضغط على الجزائر لإنهاء هذا الأمر. فوحده الضغط على الجزائر وجبهة البوليزاريو من شأنه دفع هذه السيدة للتفكير".
وقال إن "هذه السيدة تشكل جزءاً من مخطط استراتيجي وجهنمي لعرقلة المفاوضات الخاصة بالحكم الذاتي في الصحراء، وأنا مقتنع أن الأمر يتعلق بمؤامرة محبوكة بعناية".
وقال ان "العلاقات الجيدة بين مدريد والرباط" و"ينبغي مؤاخذة أميناتو حيدر وحدها وهي الآن موضع استغلال، حيث أنهم يطالبونها بالمقاومة وعدم قبول جواز السفر الإسباني، مع انها تتوفر على بطاقة اقامة اسبانية. ولا يمكن للمغرب إعادة جواز السفر لها، لأن الرأي العام والأحزاب السياسية والجميع بصدد ممارسة ضغوط كي لا تتسلم مجددا وثيقة السفر هاته".
وتابع أن "30 مليون مغربي يرفضون الآن عودتها للمغرب لأن هذه المرأة أنكرت جنسيتها وقامت برفضها ببساطة". وأضاف مندهشا أن "المغرب لا يمكنه قبول شخص يتنكر لجنسيته، وأي بلد في العالم يمكنه قبول ذلك! لا أحد!". | |
|