الكلمـــــة الحـــــرّة
الكلمـــــة الحـــــرّة
الكلمـــــة الحـــــرّة
هل تريد التفاعل مع هذه المساهمة؟ كل ما عليك هو إنشاء حساب جديد ببضع خطوات أو تسجيل الدخول للمتابعة.

الكلمـــــة الحـــــرّة

منتدى ثقافي عام
 
الرئيسيةأحدث الصورالتسجيلدخول

 

 الشاعر العراقي محمد مهدي الجواهري

اذهب الى الأسفل 
انتقل الى الصفحة : الصفحة السابقة  1, 2, 3, 4, 5, 6, 7, 8, 9, 10  الصفحة التالية
كاتب الموضوعرسالة
bassam65
عضو ماسي
bassam65


عدد المساهمات : 3455
نقاط : 20317
تاريخ التسجيل : 11/11/2009
العمر : 59
الموقع : سوريا

الشاعر العراقي محمد مهدي الجواهري - صفحة 9 Empty
مُساهمةموضوع: رد: الشاعر العراقي محمد مهدي الجواهري   الشاعر العراقي محمد مهدي الجواهري - صفحة 9 I_icon_minitimeالثلاثاء ديسمبر 22, 2009 3:14 pm

جمال الدين الأفغاني



هَويِتَ لِنُصرةِ الحقّ السُهادافلولا الموتُ لم تُطِقِ الرُّقادا
ولولا الموتُ لم تَتْرُكْ جِهاداًفَلَلْتَ به الظغاةَ ولا جِلادا
ولولا الموتُ لم تُفْرِحْ فُرادىصعَقْتَهُمُ ، ولم تُحزِنْ سودا
ولولا الموتُ لم يَذهبْ حريقٌبيانعةٍ وقد بَلَغتْ حَصادا
وإنْ كانَ الحدادُ يَرُدُّ مَيتاًوتَبلُغُ منه ثاكلةٌ مُرادا
فانَّ الشَّرقَ بينَ غدٍ وأمسٍعليكَ بِذِلَّةٍ لبِسَ الحِدادا!
ترفَّعْ أيُّها النجم المُسَجَّىوزِد في دارة الشَّرَفِ اتّقادا
ودُرْ بالفكر في خَلَدِ اللياليوجُلْ في الكون رأياً مُستعادا
وكُنْ بالصَّمتِ أبلغَ منك نُطْقاًوأورى في مُحاجَجةٍ زِنادا
فانَّ الموتَ أقصرُ قِيدَ باعٍبأنْ يَغتالَ فِكراً واعتقادا
جمالَ الدين ، يا رُوحاً عَليّاًتنزَّلَ بالرسالة ثمَّ عادا
تجشَّمْتَ المهالكَ في عَسوفٍتجشَّمَهُ سواك فما استَقادا
طَريقِ الخالدينَ ، فمَنْ تَحامىمصايرَهُمْ تَحاماه وحادا
كثير الرُعْبِ بالأشلاء ، غطَّتْمَغاورَهُ الجماجِمُ والوِهادا
جماجِمُ رائِدي شَرَفٍ وحقٍّتهاوَوا في مَجاهلهِ ارتْيادا !
وأشباحُ الضحايا في طواهُعلى السارينَ تحتشِد احتشادا!
وفوقَ طُروسه خُطَّتْ سُطورٌدمُ الأحرار كان لها مِدادا
شقَقْتَ فِجاجَهُ لم تخْشَ تَيْهاًومَذْئَبةً ، وليلاً ، وانُفرادا
لأِنَّكَ حاملٌ ما لا يُوازيبقُوَّتهِ : العقيدةَ والفؤادا!
وتختلِفُ الدُروبُ وسالكوهاوغايتُها ، دُنوّاً وابتعادا
ويختلفُ البُناةُ ، ورُبَّ بانٍبَنى مِن فِكرةٍ صَرْحاً وشادا
وأنت ازْدَدْتَ من سُمٍّ زعافٍتَذَوَّقَهُ سَواك فما استزادا!
نضالِ المستبدِّ ، يَرى انكشافاًعَمايتَه ، وعثرتَه سَدادا
إذأ استحلىَ غَوايتَه وأصغىإلى المتزلّفِينَ له تمادى
خَشِيتَ اللهَ عن علمٍ ، وحقٌّإذا لم تَخشَ في الحقّ العبادا
وجَدْتَ اللذَّةَ الكُبرى فكانتطريفَ الفِكرِ والهِمَمِ التِلادا
وأعصاباً تَشُدُّ على الرَّزاياإذا طاشَتْ وتَغلِبُها اتئادا
ولمَّا كنتَ كالفجر انبلاجاً" وكالعنقاء تكْبُرُ أنْ تُصادا"
مَشَيْتَ بقلبِ ذي لبَدٍ هَصورٍ" تُعانِدُ من تُريدُ له العِنادا"
صليبَ العُودِ ، لم يَغمزْكَ خَوفٌولم تَسهُلْ على التَرفِ انعقادا
ولم تَنزِلْ على أهواء طاغٍولا عمَّا تُريدُ لمِا أرادا
ولم أرَ في الرجالِ كمُستَمِدٍّمن الحقِّ اعتزازاً واعتدادا
وكان مُعسكرانِ : الظُلمُ يَطغىومظلومٌ ، فلم تَقفِ الحيِادا
ولم تحتجَّ أنَّ البَغْيَ جيشٌوأنَّ الزاحفينَ له فُرادي
ولا أنَّ اللياليَ مُحرِجاتٌوأنَّ الدَّهَر خصمٌ لا يُعادى
و أنَّ الأمرَ مرهونٌ بوقتٍينادي حينَ يأْزَفُ لا يُنادى
مَعاذيرٌ بها ادَّرَعَتْ نُفوسٌضعافٌ تَرهبُ الكُرَبَ الشِّدادا
تُريدُ المجدَ مُرتميا عليهاجَنىً غَضّاً تَلَقَّفُهُ ازدِرادا!
جمالَ الدينِ كنتَ وكانَ شَرقٌوكانتْ شِرعةٌ تَهَبُ الجْهادا
وكانت جَنَّةٌ في ظِلِّ سيفٍحَمَى الفَردُ الذِمارَ به وذادا
وإيِمانٌ يقودُ الناسَ طَوعاًإلى الغَمَراتِ فَتوىً واجتهادا
وناسٌ لا الحضارةُ دنَّسَتْهُمْولا طالُوا مع الطَمَعِ امتِدادا
وكانت " عُروةٌ وُثْقَى " تُزَجَّىلمنقَسِمينَ حُبّاً واتحادا
ونيَّةُ ساسةٍ بَسُطَتْ فبانتووجْهُ سياسةٍ جلَّى وكادا
وحُكْمٌ كالدَّجى عُريانُ صافٍفلم يُنْكِرْ ، إذا انتَسبَ ، السَّوادا
ولم يُدخِلْ من الألوانِ ظّلاًيلوذُ به انتقاصاً وازْديادا
دَجَا قَسْراً وسادَ ، وكان شَهماًصريحاً أنَّه بالرُّغمِ سادا
وجِئتَ ورُفقة لك كالدَّراريلِضُلاَّلٍ بغَيْهَبِه ، رشادا
تَصُدُّ عُبابَهُ وجهاً لوجهٍوتَزْحَمُهُ انْعكاساً وَاطَّرادا
جمالَ الدينِ كنتَ وكانَ عهدٌسُقيتَ لما صمَدْتَ له العِهادا
نَما واشتطَّ واشتدَّتْ عُراهوزادَ الصامدونَ لهُ اشتدادا
مشَتْ خمسونَ بعدَك مرْخياتٍأعِنَّتَها ، هِجاناً لا جِياداً
محَّملةً وسُوقاً من فُجورٍوشامخةً كَمُحصَنةٍ تهادى
تحوَّرَتِ السياسةُ عن مَداهاإلى أنأى مدىً وأقلَّ زادا
وباتَ الشرق ليلَتَه سَليماًعلى حالينِ ما اختَلَفا مُفادا
على حُكْمين من شَفعٍ وَوتْرٍعُصارةُ كلّ ذلك أن ْ يُسادا
ولُطِّفَتِ الابادةُ ، فهو حُرٌّبأيِّ يَدٍ يُفَضِّلُ أنْ يُبادا!
ومُدَّتْ إصْبَعٌ لذويهِ فيهِفعاثَتْ فوقَ ما عاثُوا فَسادا!
فكَمْ في الشَّرقِ من بَلدٍ جريحٍتشَكِّى لا الجروحَ بَلِ الضِّمادا!
تشَكَّى بَغيَ مُقتادٍ بغيضٍتأبَّى أنْ يُطاوعَه انقيادا
فكانتْ حِيَلةٌ أنْ يَمْتَطيهِرضيعُ لِبانه فبغى وزادا
صَدىً للأجنبيّ ، ورُبَّ قَفْرٍأعادَ صدىً فَسُرَّ بما أعادا
وكان أجلَّ من زُمَرٍ إذا ماتجَّنى المُستَبيحُ ، بها تفادى
فكانوا منه في العَوْراتِ سِتراًوكانوا فوق جمرتهِ رمادا
تروَّى من مطامعهِ وأبقىلهم من سُؤر ما وَرَدَ ، الثمادا
وكان إذا تهضَّمهُ غريبٌأقامَ له القيامةَ والمعادا
فأسلَمَهُ الغريبُ إلى قَريبٌيسّخِرُهُ كما شاءَ اضطهادا
وكان الأجنبيُّ وقد تَولَّىزمام الأمرِ واغتَصَبَ البلادا
يرى أدنى الحُقوقِ لهمْ عليهمُساغَ النقد والكلِم المُعادا
فأضحوا يحسبونَ النقد فتحاًلو اسطاعُوا لِما يَصِمُ انتِقادا
فبئسَ مُنىً لمصفودٍ ذليلٍلَوَ انَّ يَديه لم تضَعا الصِفادا
وبئسْ مَصيرُ مُفَترشينَ جمراًتَمّنْيهم لو افترَشوا القَتادا!
وكانوا كالزُّروعِ شََتْ مُحُولاًفلمَّا استمْطرتْ مُطِرَتْ جرادا!
الرجوع الى أعلى الصفحة اذهب الى الأسفل
bassam65
عضو ماسي
bassam65


عدد المساهمات : 3455
نقاط : 20317
تاريخ التسجيل : 11/11/2009
العمر : 59
الموقع : سوريا

الشاعر العراقي محمد مهدي الجواهري - صفحة 9 Empty
مُساهمةموضوع: رد: الشاعر العراقي محمد مهدي الجواهري   الشاعر العراقي محمد مهدي الجواهري - صفحة 9 I_icon_minitimeالثلاثاء ديسمبر 22, 2009 3:18 pm

يافا الجميلة



بـ " يافا " يومَ حُطَّ بها الرِكابُتَمَطَّرَ عارِضٌ ودجا سَحابُ
ولفَّ الغادةَ الحسناءَ ليلٌمُريبُ الخطوِ ليسَ به شِهاب
وأوسعَها الرَذاذُ السَحُّ لَثْماًفَفيها مِنْ تحرُّشِهِ اضطِراب
و " يافا " والغُيومُ تَطوفُ فيهاكحالِمةٍ يُجلِّلُها اكتئاب
وعاريةُ المحاسن مُغرياتٍبكفِّ الغَيمِ خِيطَ لها ثياب
كأنَّ الجوَّ بين الشمسِ تُزْهَىوبينَ الشمسِ غطَّاها نِقاب
فؤادٌ عامِرُ الإيمانِ هاجَتْوسوِسُه فخامَرَهُ ارتياب
وقفتُ مُوزَّعَ النَّظَراتِ فيهالِطَرفي في مغَانيها انْسياب
وموجُ البحرِ يَغسِلُ أخْمَصَيْهاوبالأنواءِ تغتسلُ القِباب
وبيّاراتُها ضَربَتْ نِطاقاًيُخطِّطُها . كما رُسمَ الكتاب
فقلتُ وقد أُخذتُ بسِحر " يافا "واترابٍ ليافا تُستطاب
" فلسطينٌ " ونعمَ الأمُ ، هذيبَناتُكِ كلُها خوْدٌ كَعاب
أقَّلتني من الزوراءِ رِيحٌإلى " يافا " وحلَّقَ بي عُقاب
فيالَكَ " طائراً مَرِحاً عليهطيورُ الجوِّ من حَنَقٍ غِضاب
كأنَّ الشوقَ يَدفَعُهُ فيذكيجوانِحَهِ من النجم اقتراب
ركبِناهُ لِيُبلِغَنا سحاباًفجاوزَه ، لِيبلُغَنا السّحاب
أرانا كيف يَهفو النجمُ حُبَّاًوكيفَ يُغازِلُ الشمسَ الَّضَباب
وكيفَ الجوُّ يُرقِصُهُ سَناهاإذا خَطرتْ ويُسكِره اللُعاب
فما هيَ غيرُ خاطرةٍ وأُخرىوإلاّ وَثْبةٌ ثُمَّ انصِباب
وإلاّ غفوةٌ مسَّتْ جُفوناًبأجوازِ السماءِ لها انجِذاب
وإلاّ صحوةٌ حتّى تمطَّتْقوادِمُها ، كما انتفَضَ الغُراب
ولمّا طبَّقَ الأرَجُ الثناياوفُتِّح مِنْ جِنانِ الخُلدِ باب
ولاحَ " اللُّدُّ " مُنبسِطاً عليهِمِن الزَهَراتِ يانِعةً خِضاب
نظْرتُ بمُقلةٍ غطَّى عليهامِن الدمعِ الضليلِ بها حِجاب
وقلتُ وما أُحيرُ سوى عِتابٍولستُ بعارفٍ لِمَنِ العتاب
أحقَّاً بينَنا اختلَفَتْ حُدودٌوما اختَلفَ الطريقُ ولا التراب
ولا افترقَتْ وجوهٌ عن وجوهٍولا الضّادُ الفصيحُ ولا الكِتاب
فيا داري إذا ضاقَت ديارٌويا صَحبيْ إذا قلَّ الصِحاب
ويا مُتسابقِينَ إلى احتِضانيشَفيعي عِندَهم أدبٌ لُباب
ويا غُرَّ السجايا لم يَمُنُوابما لَطُفوا عليَّ ولم يُحابوا
ثِقوا أنّا تُوَحَّدُنا همومٌمُشارِكةٌ ويجمعُنا مُصاب
تَشِعُّ كريمةً في كل طَرفٍعراقيٍّ طيوفُكُم العِذاب
وسائلةٌ دَماً في كلِّ قلبٍعراقيٍّ جُروحُكم الرِغاب
يُزَكينا من الماضي تُراثٌوفي مُستَقْبَلٍ جَذِلٍ نِصاب
قَوافِيَّ التي ذوَّبتُ قامَتْبِعُذري . إنّها قلبٌ مُذاب
وما ضاقَ القريضُ به ستمحوعواثِرَهُ صُدورُكم الرّحاب
لئنْ حُمَّ الوَداعُ فضِقتُ ذَرعاًبه ، واشتفَّ مُهجتيَ الذَّهاب
فمِنْ أهلي إلى أهلي رجوعٌوعنْ وطَني إلى وطني إياب
الرجوع الى أعلى الصفحة اذهب الى الأسفل
bassam65
عضو ماسي
bassam65


عدد المساهمات : 3455
نقاط : 20317
تاريخ التسجيل : 11/11/2009
العمر : 59
الموقع : سوريا

الشاعر العراقي محمد مهدي الجواهري - صفحة 9 Empty
مُساهمةموضوع: رد: الشاعر العراقي محمد مهدي الجواهري   الشاعر العراقي محمد مهدي الجواهري - صفحة 9 I_icon_minitimeالثلاثاء ديسمبر 22, 2009 3:20 pm

ألقت مراسيها الخطوبْ..



أَلْقَتْ مراسِيَها الخُطوبُوتَبَسَّمَ الزمنُ القَطوبُ
وانجاب عن صُبحٍ رضىٍّذلك اللّيلُ الغَضوب
وادّال مِنْ صَدَأِ الحديدعلى الثرّى أرَجٌ وطِيب
ومشى ربيعٌ للسَّلامبِه تفتّحتِ القلوب
وتطامن الألمُ الحبيسُوأفرخَ الأملُ الرحيب
فجرٌ صدوق ربَّ حربٍرِبْحُها فجرٌ كذوب
الآنَ يَقْبَعُ في مهانَتِهِلتنتفضَ الشّعوب
وَحْشٌ تقلمتِ المخالبُمنه واختفتِ النُّيُوب
مشتِ القصيدة للقصيدَةِيصرعُ الكَسِلَ الدؤوب
وتلّمس الدّرنَ الحكيمُوشخَّصَ الداءَ الطبيب
وتلاقتِ الأجيالُ فيجيلٍ هو النَّغَمُ الرتيب
جيلٌ توضحت المعالمُمِنْهُ وانجلتِ الغُيوب
وجرتْ على خير المقاييسالمحاسنُ والعيوب
فالمستظامُ " المستغَلُّ هوالحسيب ، هو النسيب
والمستقيمُ هو المحكَّمُوالصريحُ هو اللبيب
والمنطوي كبتاً يشد علىالضميرِ هو المريب
ومنزّهُ الآراءِ عنتأويلِهِنّ هو الصليب
والمكتوي بلواذع الألمالعميقِ هو الأديب
ربّىَ القرونَ بكلّ حْجرٍطّيبٍ نِعمَ الربيب
شابتْ مفارقُهمُّ وأزمَنَلا يهِمُّ ولا يَشيب
ايام " رسطاليس " كانَبُعَيْدَ مولدِهِ يهيب
والسمُّ إذ " سقراطُ " يَجْرَعُهُويحلِفُ لا يتوب
إذ قال للملأ العظيمِوكأسُهُ فيها شبوب:
" إني أكولٌ للحِمامعلى مرارتِهِ شَروب"
أهلاً ، فانّكِ لا تُخيفينالعقيدةَ ، يا شَعُوب
وخيال " أفلاطون " والجُمْهور ،والحكمُ الأريب
ما عابه أن ضيم فيه" الرقُ " وامتُهِنَ " الجليب "
إن العقولَ تكاملٌمن يُخطِ ينفعْ من يُصيِب
وتبارت الأجيال تنجحبالرسالة ، أو تخيب
عصرٌ خصيبٌ بالكفاحِوآخرٌ منهُ جديب
شرِقٌ بأعوادِ المشانِقِأو بمذبحةٍ خصيب
يجري النعيمُ به وتَزْدحِمُالعظائِمُ والكُروب
بازاء وَجْهٍ ناضرٍألفٌ تلوحُّه السُّهوب
ومواكبُ الأحرار فيصَخَبِ الطُّغاةِ لها دبيب
وعواصفُ الظلم الفطيعلها رُكودٌ أو هبوب
ومَعينُ فكرٍ في مَعينِدمٍ يَصُبّ ، ولأنضوب
ومشرّدون على المبادئحُقِّروا فيها وعِيبوا
سُدَّتْ مسالِكُهُمْ فماضاقتْ بمذهبِهمْ ثقوب
ضمنَ النعيمَ إنابةٌوأبى التحّررُ أن يُنيبوا
يتلقّفُ الأضواء نَجْمٌشعَّ من نجمٍ يَغيب
" فأبو العلاء " على نواميسٍمهرّأةٍ كئيب
ويهين " فولتير " النظاموبالمشرع يستريب
وتعهد " الاوباشَ " – زولا -فانجلى " الوحشُ " النجيب
فإذا به غير المواربِحين يَكُثُرُ من يروب
وإذا به وهو الكريبيُثيرُ نَخْوَتَهُ الكريب
وإذا بأشتاتِ الطُيوبِيَلُمُّها هذا الجنيب
هذا المُهان لأنّهُمن نِعمةٍ خاوٍ سليب
ولأنَّ مشربَه حثالاتٌومطعَمَهُ جشيب
ولأنّه ذو مِعصملم يُزْهِهِ الحلقُ الذهيب
ولأنه في الأكثرينَالجائعينَ له ضروب
ولأنه بين " الصدورِ "المجرمينَ هو الكُعوب!!
جيل تعاوَره الطلوعُ- بما يُبشِّرُ – والغروب
يطفو ويحُجُبهُ – إلىأمدٍ – من البغي الرسوب
حتى تلقَّفَهُ " لنينُ "وصنْوُهُ البطلُ المَهيب
والعاكفون عليه أمّاتٌ،وشبانٌ ، وشيب
فإذا به عبلُ السواعدِلا يزاحِمُهُ ضريب
تعنوا له الجّلى ويقصُرعنده اليومُ العصيب
بالشعب تدعَمُهُ الجيوشُوتدعمُ الجيُشَ الشُّعوب
والرايةُ " الحمراءُ " تحتَظلالِها تمشى القلوب
قالوا " السلام " فراح يستبقُالبعيدَ به القريب
ودَعْوا ، فخف مجاوبٌوثوى صريعٌ لا يجيب
وتوثب العاني وأعوزَمُثخناً فيه الوثوب
طرح الأسيرُ قيودَهُوهفا لموطنِه الغريب
وتعطّرتْ بشذا اللقاءِونفحةِ اللُّقيْا دُروب
في كلِّ بيتٍ بسمةٌكدراءُ أو دَمعٌ مشوب
غلب ابتسامَ الآيبينبكاؤهم من لا يؤوب
رفَّت على أعشاشهاأرواحُ هائمةٍ تلوب
ذُعرٌ تخطفها الفراقومسَّهاً منه لغوب
ومشى . من " القبر " الرهيبخيالُ مُحَترِبٍ يجوب
غطّى معالَمهُ شجاًوتوحّشٌ ، ودمٌ صبيب
أصغى فَألْهَبَ سمعَهمن " هامة " الجدَثِ النعيب
وتمطتِ الأنقْاضُ عنوجهٍ يؤمِّلُهُ حبيب
عن ساعدٍ ألوى علىجيدٍ كما اختلف الصّليب
وفمٍ مَراشِفُه ، للثمأليفِها شوقا تذوب
وضمائرُ " الأجداث ِ" تشكوما جنى البشَرُ العجيب
ورمائمُ الأنقاضِ ، ممااستوعبت ، فيها شحوب
والنار تحلف .. من حصيدلهيبها ذُعِرَ اللهيب
والحوتُ يَضْمَنُ رزقَهبحرٌ بها فيه خصيب
للوحشِ مأدبةٌ عليهاما يَلَذُّ وما يَطيب
وكواسر العِقبانِ يزهيهامن الجثث النصيب
ماذا تريد : حواصلملأى ومنقارٌ خضيب
والدود يسأل مقلةًتدمى وجمجمة تخوب
هذي المطاعم : أيُّ طاهٍشاءها ؟ أهي الحروب؟
من مُبْلِغُ الثّاوينَ تُعوِلُعندهم ريحٌ جَنوب
والمفردَين عليهممن كلِّ والفةٍ رقيب
والطفلُ يسأل من أبيهأهكذا يَلِجُ المشيب؟
والكاعبُ الحسناءُ جفَّبنحرِها نَفَسٌ رطيب
واستنزَفَ الحِلْمَ الرغيبَبصدرها جُرحٌ رغيب
إنَّ الرياشَ المستجدّلكُمْ تَنُمُّ به الطيوب
والبيتَ يُنعشه رنينُ العودِ ،والطفلُ اللَعوب
والدهرُ لم يبرح عليه منالّصبا ثوبٌ قشيب
والأرض يُرقصها الشروقُ ،كما عهدتم ، والغروب
وعلى الربيعِ غضارةوعلى الأراكَةِ عندليب
والشمس يستُرُ وجهَهابالغيم يُمْسِكُ أوْ يصوب
والخافقاتُ العاطفاتُبكم يُعِذَبُها الوجيب
ألقتْ مراسِيها الخطوبوتبسمَّ الزمن القَطوب
الرجوع الى أعلى الصفحة اذهب الى الأسفل
bassam65
عضو ماسي
bassam65


عدد المساهمات : 3455
نقاط : 20317
تاريخ التسجيل : 11/11/2009
العمر : 59
الموقع : سوريا

الشاعر العراقي محمد مهدي الجواهري - صفحة 9 Empty
مُساهمةموضوع: رد: الشاعر العراقي محمد مهدي الجواهري   الشاعر العراقي محمد مهدي الجواهري - صفحة 9 I_icon_minitimeالثلاثاء ديسمبر 22, 2009 3:22 pm

طرطرا



أيْ طرطرا تطرطريتقدَّمي تأخَّري
تَشيَّعي تسنَّنيتَهوَّدي تَنصَّري
تكرَّدي تَعرَّبيتهاتري بالعُنصرِ
تَعمَّمي تَبَرنطيتعقَّلي تسدَّري
كوني – اذا رُمتِ العُلى -من قُبُلٍ او دُبُرِ
صالحةً كصالحٍعامرةً كالعُمري
وأنتِ إنْ لم تَجِديأباً حميدَ الأثَر
ومفَخَراً من الجُدودِطيَّب المُنحدرَ
ولم تَرَي في النَفْس مايُغنيكِ ان تفتخري
شأنُ عِصامٍ قد كفَتْهالنفسُ شَرَّ مفْخَر
فالتَمِسي أباً سِواهُأشِراً ذا بَطَر
طُوفي على الأعرابِ منبادٍ ومن محتَضِر
والتَمِسي منهم جدوداًجُدُداً وزَوِّري
تزَّيِدي تزبَّديتعنَّزي تَشمَّري
في زَمَنِ الذَرِّ إلىبَداوةٍ تَقَهْقَري
تَقَلَّبي تَقَلُّبَ الدهرِبشتّى الغِيَر
تصرَّفي كما تشائينَولا تعتَذري
لمن؟!! أللناسِ ؟!! وهمحُثالةٌ في سَقَر
عبيدُ أُجدادِك منرِقًّ ومن مُستَأجَر
أمْ للقوانين وماجاءَتْ بغَير الهَذَر
تأمرُ بالمعروف والمنكَرفوقَ المِنبَر
شيء أبى المعروفِ فيشَويِّ امُّ المنكر
أمْ للضميرِ والضميرُصُنْعُ هذا البَشَر؟!
تَعِلَّةٌ لصائمٍفَطيرةٌ لمُفطِرِ
لمن؟!! اللتأريخ ؟!!وهووفي يَدِ المُحَبِّر
مُسخَّرٌ طَوْعَ بنانِالحاكم المُستَحِر
بدَرْهَمٍ تُقَلِّبُ الحالَيَدُ المُحرِّر
قد تَقرأُ الاجيالَ فيدُفَةِ هذا المحضَر
عن مِثْلِ هذا العَصْر أنقد كان زينَ الاعصُر
وأنَّه من ذَهَبٍوأنّه من جَوهر
أم للمقاييس اقتضاهنَّاختلافُ النَظَر؟
إنَّ أخَا طَرْطَرَ منكلِّ المقاييس بَري
أي طرطرا إن كانَ شَعبٌجاع او خُلقٌ عَري
او أجْمَعَ الستُ الملايينُعلى التذمُّر
او حَكمَ النساءُ حُكمالغاصبِ المقتَدِر
او صاحَ نَهباً بالبلادبائعٌ ومشتري
او نُفِّذَ المرسومُ فيمحابِرٍ وأسطر
او أُخِذَ البريءُ بالمجرِماخذَ طرطري
او دُفِع العراقُللذلِّ أو التدهورِ
فاحتكمي تحكَّميوتُحمَدي وتؤجَري
أي طرطرا تطرطريوهلِّلي وكَبّري
وطَبِّلي لكلِّ مايُخزي الفَتَى وزمِّري
وسَبِّحي بحمدِ مأمونٍوشكرِ أبتَر
اعطي سماتِ فارعٍشَمَردَلِ لبُحتر
واغتَصِبي لضِفدِعٍسماتِ ليثٍ قَسْور
وعَطرِّي قاذورةًوبالمديح بَخرِّي
وصيرِّي من جُعَلٍحديقةً من زَهَر
وشَبِّهى الظلامَ ظُلماًبالصبَاح المُسفِر
وألبسي الغبيَّ والاحمقَثَوبَ عبقري
وأُفرِغي على المخانيثِدُروع عنتر
إن قيلَ إنَّ مَجدَهمُمزيَّفٌ فأنكِري
او قيلَ إن بطشَهممن بَطْشة المستِعمر
وانَّ هذا المستعيرَصولةَ الغَضَنفرَ
اهونُ من ذبابةٍفي مستحَمٍّ قَذِر
فهي تطير حُرّةًجَناحُها لم يُعَر
وذاكَ لو لم يستعِرْجناحَه لم يطر
فغالِطي وكابريوحَوِّري وزوِّري
أي طرطرا سِيري علىنَهجِهِمُ والاثَر
واستَقْبلي يومَك منيومهمُ واستدبِري
وأجمِعي أمرَكِ منأمِرهِمُ تَستَكِثري
كُوني بُغاثاً وأسلَميبالنفسِ ثم استَنْسِري
انْ طوَّلوُا فطَوِّلياو قصَّروا فقَصِّري
او أجَرمُوا فاعتذرياو أنذروا فبشِّري
او خَبَطوا عشوا فقُوليأيُّ نجمٍ نَيِّرِ
او ظَلَموا فابرزيالظُلمْ بأبهَى الصُوَر
شَلَّتْ يَدُ المظلوم لميَجْن ولم يُعَزِّر
او صَنَعوا ما لميبرَّرْ منطقٌ فبرِّرِي
أي طرطرا لا تنكريذَنْباً ولا تَسْتَغفِري
ولا تُغطِّى سوءةًبانت ولا تَتَّزِري
ولا تغُضيِّ الطرفَ عنفَرط الحيا والخَفرَ
كُوني على شاكلةِمن امرهم تُؤَمَّري
كُوني على شاكلةِالوزيرِ بادي الخَطَر
أيْ طرطرا كُونيعلى تاريخِك المحتُقَر
احَرصَ من صاحبةالنِحيْين ان تذكَّري
طّولي على كِسرى ولاتُعَني بتاج قَيصر
كوني على ما فيك منمساوئٍ ، لم تُحصَرِ
كوني على الاضداد في ِتكوينك المُبعثرِ
شامخةً شموخَ قَرنالثورَ بين البَقرِ
أيْ طرطرا أُقسمبالسويكةِ المشهَّر
والخَرزِ المعَقود في البطنفوَيق المشعر
بوجهكِ المعتكروثَغِرك المنوَّرِ
وعينِك الحمراءِ ترمِيحاسداً بالشَررَ
وصنوك الثور يُثارغيظٌه بالأحمر
اقسم بالكافور لااقصِدُ شَتم العَنْبر
فوقَ جميع البشَرَفوق القضَا والقَدرَ
أي طْرطرا " يالَك مِنقُبرَّة بمَعَمر
خلا لكِ الجوُّ " وقد طاب" فبيضي واصفِري "
" ونقِّري " من بَعدِهمما شئت ان تُنَقِّري "
قد غَفَل الصيّادُ فيلندنَ عنك فابشِري
الرجوع الى أعلى الصفحة اذهب الى الأسفل
bassam65
عضو ماسي
bassam65


عدد المساهمات : 3455
نقاط : 20317
تاريخ التسجيل : 11/11/2009
العمر : 59
الموقع : سوريا

الشاعر العراقي محمد مهدي الجواهري - صفحة 9 Empty
مُساهمةموضوع: رد: الشاعر العراقي محمد مهدي الجواهري   الشاعر العراقي محمد مهدي الجواهري - صفحة 9 I_icon_minitimeالثلاثاء ديسمبر 22, 2009 3:24 pm

إليها !.



تَهَضَّمَني قَدُّكِ الأهيفُوألهَبَني حُسنُك المُترَفُ
وضايَقَني أنَّ ذاك المِشَّدَيضيقُ به خَصرُك المُرهَف
وقد جُنَّ وركُكِ من غَيظِهسَمينٌ يُناهِضُه أعجَف
فداءً لعَينَيك كلُّ العيونأخالَط جفنيهِما قَرْقفَ
كأنّي أرى القُبَلَ العابثاتِمن بينِ مُوقَيهِما تَنْطِف
ورعشةَ أهدابِك المثقلاتِعلى فرْط ما حُمِّلَت تَحْلِف
كما الليلُ صَبَّ السَوادَ المُخيفَصَبَّ الهوى شعرُك الأغدَف
تَلَبَّدَ مِثلَ ظَليلِ الغماموراحتْ به غُمَمٌ تُكْشَف
أطار الغرورَ نثيرُ الجديلِ علىدَورة البَدر اذ يُعقفَ
وراحَ الحُلُي على المِعصمَينبأعذبَ الحانِه يَعزِف
وأوشكَ هذا النسيجُ اللصيقُبنَهديك من فَرْحةٍ يهتِف
وكاد يُذيعُ حديث الجنانِواسرارَ كَوثَرِه المُطرّف
مُنى النفسِ إنَّ المنى تَرتَمىعلى قَدَمَيكِ وتَستَعطِف
وطوعَ يَدَيك كما تَشْتَهينحياةٌ تجَدَّدُ او تَتْلَف
مُنى النفسِ إنّ على وَجنَتيكِمن رَغبةٍ ظُلَلاً تزحف
تَعالي نَصُنْ مقلةً يرتميبها شَرَرٌ وفماً يَرجِف
ونُطاقْ من الاسر رُوحاًتجيشُ في قفصٍ من دمٍ ترسِف
تعالي أُذقْكِ فكلُّ الثمارتَرفُّ ونوارُها يقطَف
صِراعٌ يطولُ فكمْ تهدفين إلىالروح مني وكم أهدِف
إلى الجسم مِنكِ وكم تَعرِفينأين المَحَزُّ وكم أعرِف
وما بينَ هذينِ يمشي الزمانُويُفنى مُلوكاً ويستخلِف
أميلي بصدركِ نَبْعَ الحياةِوخلِّي فماً ظامئاً يُرشَف
وميطي الرِداء عن البُرعُمَينِيَفِضْ عَسلٌ منهما يَرعُف
ومُرِّي بكفي تَشُقُّ الطريقَلعاصفةٍ بهما تعصِف
أميلى فيَنبوعُ هذا الجمالِإلى أمَدٍ ثم يُستَنزَف
وهذا الشبابُ الطليقُ العنانسيُكْبَحُ منه ويُستوقَف
أميلي فسيفُ غدٍ مُصلَتٌعلينا وسمْعُ القَضا مُرهَف
عِدي ثُمَّ لا تُخلِفي فالحمامصُنوك في العنفِ لا يُخلِف
خَبَرتُ العنيفَ من الطارئاتما يَستميلُ وما يقصِف
وذُقتُ من الغِيد شرَّ السُمومطعْماً يُميتُ ويُستَلْطَف
وخضتُ من الحُبِّ لُجِّيهعلى مَتن جِنيَّة أُقذَف
فلا والهوى ما استَفزَّ الفؤادَالطفُ منكِ ولا أعنَف
الرجوع الى أعلى الصفحة اذهب الى الأسفل
bassam65
عضو ماسي
bassam65


عدد المساهمات : 3455
نقاط : 20317
تاريخ التسجيل : 11/11/2009
العمر : 59
الموقع : سوريا

الشاعر العراقي محمد مهدي الجواهري - صفحة 9 Empty
مُساهمةموضوع: رد: الشاعر العراقي محمد مهدي الجواهري   الشاعر العراقي محمد مهدي الجواهري - صفحة 9 I_icon_minitimeالثلاثاء ديسمبر 22, 2009 3:26 pm

ذكرى وعد بلفور...



خذَي مَسعاكِ مُثَخنةَ الجِراحِونامي فوقَ داميةِ الصِفاحِ
ومُدِّي بالمماتِ إلى حياةٍتسَرُّ وبالعَناءِ إلى ارتياح
وقَرّي فوقَ جَمرِكِ أو تُرَدِّيمن العُقبى إلى أمرٍ صُراح
وقُولي قد صَبْرتُ على اغتباقٍفماذا لو صَبرتُ على اصِطباح
فانَّ أمرَّ ما أدْمَى كِفاحاًطُعونُ الخائِفينَ مِن النجاح
فكُوني في سماحِكِ بالضحاياكعهدكِ في سماحِكِ بالأضاحي
فان الحقَّ ، يقطُرُ جانباهدَماً ، صِنوُ المُروُءةِ والسماح
وتأريخُ الشُعوبِ إذا تَبَنّىدمَ الأحرارِ لا يمحوهُ ماحي
فِلَسْطينٌ سَلامُ اللهِ يَسريعلى تلك المشارِفِ والبطاح
رأيتُكِ مِن خِلال الفَجرِ يُلقيعلى خُضْر الرُّبى أحلى وِشاح
أطَلَّ النَسرُ مُنتصِباً عليهِفهبَّ الديكُ يُنذِرُ بالصياح
يؤوبُ الليلُ منه إلى جَناحٍوتبدو الشمسُ منه على جَناح
وعَينُ الفجرِ تَذري الدمعَ طَلاًّوتَمسَحُه بمنديل الصباح
وأنفاسُ المُروج معطَّراتٌبأنفاسِ الرُعاة إلى المَراح
لَمستُ الوحيَ في لْحنِ المثانيوشِمتُ الحُزنَ في وقْعِ المساحي
وغَنَّى " أُورْشَلَيمَ " يُعيدُ لحناًلداود هَزارٌ بالصُّداح
وحولي مِن شبابِكِ أيُّ روضٍينُمُّ حَديثُه بشذا الأقاح
وألطافٍ ، كأنفُسهم عِذابٍوأسمارٍ ، كأوجُهِهمْ صِباح
سلاماً للعُكُوفِ على التياحيوشوقاً للظِماء إلى ارتياحي
وحُزناً أنْ يجُرَّ الدهرُ حُزناًعلى تلك الغَطارفةِ الوضاح
أأمَّ القُدْسِ والتأريخُ دامٍويومُكِ مثلُ أمسِكِ في الكفاح
ومَُهدُكِ وهو مهبِطُ كُلِّ وحيٍكنعشكِ وهو مُشتَجرُ الرِماح
و " وادي التِيَهِ " إنْ لم يأوِ " موسى "فقد آوى الصليب على " صلاح "
وذكرى " بختَ نُصَّر " في الفيافييُجَدَّدُها " أِلنْبي " في الضواحي
فلا تَتَخبَّطى فالليلُ داجٍوإنْ لم يَبْقَ بُدٌّ مِن صباح
شَدَدْتِ عُرى نِطاقِكِ فاستمِريولا يثقُلْ عليكِ فتُستباحي
ولا تُغْنَيْ بِنا إنّا بُكاةٌنَمُدُّكِ بالعويل وبالصياح
ولا تُغْنَيْ بِنا فالفِعلُ جَوٌّمَغِيْمٌ عِندَنا والقولُ صاح
ولن تَجدي كإيانا نصيراًيَدُقُّ من الأسى راحاً براح
ولا قوماً يَرُدُّون الدّواهيوقد خَرِسَتْ بألسْنةٍ فِصاح
أعِيْْذُكِ مِن مَصيرٍ نحنُ فيهلقد عُوِّذتِ مِن أَجَلٍ مُتاح
ووضعٍ أمسِ كُلُهمُ لواهٍبه واليوم كلُهم لواحي
تَنَصَّلَ منه زُوراً صانِعوهُكمولودٍ تحدَّرَ مِن سِفاح
وذمُّوا أنَّهم كانوا عُكوفاًعليهِ في الغُدُوِّ وفي الرواح
وتأريخٍ أُريدَ لنا ارتجالاًفآبَ كما أريدَ إلى افتضاح
شَحَنَّا دفَتيهِ بمُغمَضاتٍ" كأحداقِ المها مرضى صحاح "
وغَلَّفْنا مظاهرهُ حِساناًمزخرفةً على صُوَرٍ قِباح
وسُقْنا الناسَ مُكْرهةً عليهعلى يد ِ ناعمينَ به وَقاح
ونَصَّبْنا مرَوِّضةً غِلاظاًعلى ما في الطبائِعِ منْ جِماح
وأحْلَلْناه وهو ضريحُ شعبٍمحلَّ الوَحْيِ جاءَ من الضُّراح
نجرَّعُهُ ذُعافاً ثم نُضفيعليهِ محاسِنَ الشَّبِم القَراح
ورُبَّةَ " صَفْقَةٍ " عُقِدَت فكانتكتحريم الطلاقِ على نِكاح
تُدبَّرُ في العواصِم من مُرِيْبِخبيثِ الذكر ، مَطعونِ النواحي
تفوحُ الخمر منها في اختْتامٍويبدُو منها في افْتتاح
ويُسْفِرُ نَصُّها المُسوَدّ خِزياًومَظلمةً عن الغِيد المِلاح
و" تصريحٍ " يُمِطّطه قويّكَلَوْحِ الطّينِ يدحوه داحي
و " حلفٍ " لستُ أدري مِن ذُهولٍأعن جِدٍّ يُدَبَّرُ أم مِزاح
لنا حقٌ يُرجَّى بالتماسٍوباطِلُهمْ يُنفَّذُّ بالسلاح
ولستُ بعارِفٍ أبداً حَليفاَيهدِّدُه حليفٌ باكتساح
فلسطينُ تَوَّقيْ أنْ تكونيكما كُنَّا بمَدرجَةِ الرياح
وأنْ تضَعي أمورَكِ في نِصابٍيوَّفُر او يُّطَفَّفُ باجتراح
وهابِي أن تُمدَّ إليكِ مِنَّايدُ المتضارِبين على القِداح
فكم هاوٍ أَجَدَّ لنا جُروحاًبدعوى أنَّه آسي جراح
وأُصدِقُكِ الحديثَ فكم " حُلولٍ "حرامٍ ، لُحْنَ في زِيٍّ مُباح
"نُطَوِّفُ ما نُطَوِّفُ ثُم نأويالى بيتٍ " أُقيمَ على " اقتراح "
يُخرِجُ ألفَ وجه مِنْ حديثٍويَخْلُقُ ألْفَ معنىً لاصطلاح
الرجوع الى أعلى الصفحة اذهب الى الأسفل
bassam65
عضو ماسي
bassam65


عدد المساهمات : 3455
نقاط : 20317
تاريخ التسجيل : 11/11/2009
العمر : 59
الموقع : سوريا

الشاعر العراقي محمد مهدي الجواهري - صفحة 9 Empty
مُساهمةموضوع: رد: الشاعر العراقي محمد مهدي الجواهري   الشاعر العراقي محمد مهدي الجواهري - صفحة 9 I_icon_minitimeالثلاثاء ديسمبر 22, 2009 3:28 pm

ذكرى أبو التمن ..



طالَتْ – ولو قَصُرَت يدُ الأعمارِ -لرَمتْ سِواكَ عَظُمْتَ مِنْ مُختارِ
من صفوةٍ لو قيلَ أيٌّ فَذُّهُمْلم تَعْدُ شَخْصَكَ أعينُ النُظَّار
لكن أرادتْ أن تحوزَ لنفسهاعَينَ القِلادةِ فازدَرَتْ بنُثار
وأرى المنايا بالذي تختارُهُللموتِ عاطلةً ، وذاتَ سِوار
فطوَتْكَ في دَرْج الخُلودِ فعطَّرتْبك سالفَ الأحقابِ والآثار
واستنزلَتْكَ لغُربةٍ ولأنتَ مِنعَلياك في لَجِبٍ من الأنصار
وتجاهَلتْ أنَّ البلادَ بحاجةٍلكَ حاجةَ الأعمى إلى الإِبصار
مُدَّتْ من الأُخرى إليك معاصمٌمِن رفقةٍ لك قادةٍ أبرار
خُلصاءِ سَعيِكَ في الجْهاد وإخوةٍلكَ في الوفاءِ المحضِ والإِيثار
ورفاقُ هذي الدار فيما أسلَفواللكاتِبَيْنِ رفاقُ تلكَ الدار
بَكَرَ النَّعِيُّ فما سَمعتُ بمِثْلهاعِبءاً على الأسماعِ والأبصارِ
رَمتِ العَماياتُ العيونَ وصَكَّتِ الأسماعّصافرةٌ مِن الإِنذار
وترنَّحَ الأحرارُ يؤذِنُ بَعضُهُمْبعضاً بفقدهُمِ أبا الأحرار
لله درُّكُّ مِن نقيٍّ لم يَنَلْأذيالَهُ وَضَرٌ مِن الأوضار
في حيثْ تزدحِمُ الشكوكُ وترتَميشُبُهاتُها حتَّى على الأخيار
خاضَ السياسةَ وانجلى عن لُجَّهاألِقَ الجبينِ مكلَّلآً بالغار
في حينَ رامَ سِواه خوضَ عُبابهافطغى عليه فضاعَ في التَّيار
وصليبُ عُودٍ حينَ بعضُ مُرونةٍفي ضَعفها خطرٌ مِن الأخطار
وطَريُّ نفسٍ حينَ بعضُ صلابةٍفي عُقمها حجرٌ مِن الأحجار
وخَفيُّ كيدٍ حيثُ يسمو كائدٌومن المكايدِ جالبٌ للعار
وصريحُ رأيٍ لم يَحِد عن خُطَّةٍليلوذَ من تأويلها بجِدار
حَرْبٌ على مُستعمِرٍ وربيبهِومُسالِمٍ مُستَعْمِراً ومُجاري
أعزِزْ عليَّ " أبا عزيزٍ " أنْ أرىحُضَّارَ حفلِكَ زائغي الأبصارِ
خَلَتِ المحافلُ من عُلاك وأوحشتْمن بَعْد وجهِكَ ندَوةُ السُمَّار
وتَعَرَّتِ الأنظارُ عن مُستَشرِفٍبادي السَّنا ، عالٍ على الأنظار
ولقد يَعِزُّ عليكَ أنَّكَ لا تَرىفي " الأرْبِعاء " مواكبَ الزُّوّار
أأبا عزِيزٍ كنتَ تُذكي جذوتيويَلَذُّ سَمْعُك مَنطقي وحِواري
غوْثَ الصريخِ ، أتتك تُعوِلُ حُرَّةٌحَّراءُ صارخةٌ من الأشعار
هَيَّجتَ منّي أيَّ داءِ كامنٍوقدحتَ منّي أيّ َزندٍ واري
قسَماً بيومِكَ والفُراتِ الجْاريوالثورةِ الحمراء والثُّوّار
والأرضِ بالدَّمِ ترتوي عن دِمْنَةٍوتَمُجّهُ عن روضةٍ مِعطار
والخيلِ تَزحفُ لم تَدَعْ لمُغيِرهاجثثٌ تُغَطي الأرضَ أيَّ مُغار!
قسَماً بتلكَ العاطفاتِ ولم تكُنْلي قبلَها من حِلْفةٍ بالنَّار
إنَّ الذينَ عهِدتَهُم حطَبَ الوغىلولاهُم لم تشتعِل بأوار
والَّلاقِحينَ نَتاجَها بأعزِّ ماملَكَتْ يمينٌ من حِمىً وذمار
والداهناتِ دماؤُهم لِمَمَ الثَّرىوالمُؤنساتِ شواطئَ الأنهار
والناحرينَ مِنَ الضَّحايا خيرَ ماحَمَلَت بُطونُ حرائرٍ أطهار
ما إنْ تَزالُ حقوقُهُمْ كذَويهمُفي الفَقْر سارحةً معَ الأبقار!
وأعزُّ ما تبغي الحلائلُ مِنهمُأنْ تُسترَ العَوراتُ بالأطمار
خمسٌ وعشرونَ انقضَتْ وكأنَّهابشخُوصِها خَبَرٌ منَ الأخبارِ
ضِقنا بها ضيقَ السجينِ بقيدهِمن فَرْطِ ما حَمَلَتْ من الأوزار
وتَجَهَّمَتْ فيها السماءُ فلم تَجُدْللخابطينَ بكوكبٍ سيَّار
شاخَ الشبابُ الطّيبون وجُدّدتْفيها شَبيبةُ شِيخةٍ أشرار
وبدا على وَجهِ الحفيدِ وجدِّهللناظرينَ تقارُبُ الأعمار
مَن كان يحسَبُ أنْ يُمَدَّ بعُمرهحُكْمٌ أقيمَ على أساسٍ هاري؟!
مَن الفظاعةِ أنْ تُريدَ رَعيَّةٌفي ظِلِّ دُستورٍ لها وشِعار
ما يَطلُبُ المأسورُ من يدِ آسرٍ :إسداءَ عارفةٍ وفَكَّ إسار
ورِوايةٍ حبَكَ الزَّمانُ فُصولَهافبدَتْ لنا ممسوخةً الأدوار
من شرّ ما اختلقَ الرُّواةُ ،وَلفَّقتْحِيلٌ ، وضمَّتْ دَفَّةُ الأسفار
وممثلينَ تصنّعاً ووراءَهمْخَلْفَ السِتار مُلّقِنٌ مُتواري
ومفّرِقينَ مَذاهباً وعناصراًمُتَكَفِّلينَ سياسةَ استعمار
نزلوا على حُكم الغريبِ وعَرَّسوافي ظِلِّ مأْثَمةٍ له وفَجار
وتحلَّبُوا أوطارَهُ فاذا بهاوَشَلٌ لِما استحلى من الأوطار
واستفرَشَ الشعْبُ الثرى ، ودُروبهُمْمملوءةٌ بنُثارةِ الأزهار!
وتحَّلأَ الجَمْعُ الظِماءُ ووُكِّلَتْأبناؤهم بالوِرد والإِصدار
ذُعِر الجْنوبُ فقيلَ : كيدُ خوارجٍ !وسكا الشَّمالُ فقيلَ : صنْعُ جِوار!
وتنابزَ الوَسطُ المُدِلُّ فلم يَدَعْبعضٌ لبعضٍ ظِنَّةً لفَخار
ودعا فريقٌ أنْ تسودَ عَدالةٌفرمُوا بكلِّ شنيعةٍ وشَنار!
ومشَى المغيثُ على الجياع– يَقوتهُمْ – وعلى العُراةِ ، بجحفلٍ جرّار
وتساءلَ المتَعَجِّبونَ لحالةٍنكراءَ : مَنْ هُم أهلُ هذي الدار؟
هِيَ للصحابةِ مِن بَني الأنصارمن كلِّ بَدريٍّ وكلّ حَواري
للحاكمينَ بأمرِهم عن غَيرِهم!ولصَفْوةِ الأسباطِ والأصهار
من كلِّ غازٍ شامخٍ في صدرهزاهي الوسامِ ، مدِّوخِ الأمصار
هيَ للذينَ لو امتحنتَ بلاءهملعجِبتَ من سُخْريَّةِ الأقدار
هي للذي من كلِّ ما يَصِمُ الفتىكاسٍ ، ومن جُهْدٍ يُشرّفُ عاري
ومُسلَّطٍ لمُسَلَّطينَ مشتْ به الأهواءُمِشيةَ مُثقَلٍ بخُمار
نَسِيَ المُعيرَ ولو تذكَّرَ لأنثنىخَزْيانَ من ثوبٍ عليه مُعار
كم رامَ غيرُكَ مِثلَها فأحلَّهُنزَقُ الغُرور بشَرِّ دارِ بَوار
بل لو تذكَّرَ لم يجدْ لضميرهِومصيرهِ عَوناً من التَّذكار
لم يبقَ إلَّا أنْ تُتَمَّمَ خطوةٌويظَلَّ يَلعبُ لاعبٌ بالنار
فلَرُبَّما نفَتِ الشَّكاةَ وقرَّبَتْيومَ الخلاصِ سياسةُ الإصرار
أأبا عزيزٍ والحديثُ كما رَوَواشَجَنٌ ، ومُرُّ القول عذْبٌ جاري
ومن العواطفِ ما يثورُ ويَغتليمثلَ الجحيم ، ويرتمي بشِرار
عَفْواً وإنْ شطَّ المَدى عن غايتيونبَتْ جيادُ الشعر عن مِضماري
فلقد تَحَشَّدَتِ البواعثُ واشتكَتْصَمْتَ القريض لِفَحْلهِ الهدّار
ولقد عَهِدْتُكَ بالبلاد وأهلِهاجَمَّ الشُجونِ ، مُوزَّعَ الأفكار
ووجدتُ قَدْحَ الذكريات شجيَّةًبَرْداً لِأفئدةٍ عليك حِرار
وعَرَفتُ أشجاناً يثيرُكَ بَعْثُهافأثَرْتُهُنَّ فطِرْنَ كُلَّ مطار
إيهٍ شبابَ الرافدين ومَنْ بهميرجو العراقُ تَبَلّجَ الأسحار
الحاملِينَ مِنَ الفوادحِ ثِقْلَهاليسوا بأنكاسٍ ولا أغمار
والَّذائِدينَ عن الحياض إذا انتحَتْكُرَبٌ ، ولاذَ مُكابرٌ بفِرار
والباذلينَ عن الكرامة- أُرخصَتْ -أغلَى المُهورِ ، وأفدحَ الأسعار
الفَقْرَ إذ طُرقُ الغِنى مفتوحةٌوالبؤسَ إذ غَدقُ النعيم جواري
ومؤَّججينَ نفوسَهمْ وقُلوبَهمْشُعَلاً يسيرُ على هُدها الساري
والحابسينَ زئيرَهم بصدورهمفإذا انفجرنَ بهِ فأيُّ ضواري
والقانعينَ مِن الحياة رخيَّةًبلُماظَةٍ ، ومن الكَرى بغرِار
والمغرِياتُ مُراوداتٌ ترتجىوتَخيبُ ، من عُونٍ ومن أبكار
لا تيأسوا أنْ يَلُحْ مِن ليلةٍفجرٌ ، ولم تؤذِنْ بضوءِ نهار
فلئِنْ صَلِيتُمْ مِن هَناةٍ جَمْرهاومشَيْتُمُ منهنَّ فوق شِفار
فطِوالُ مُحْرِجةِ الأمور وإنْ قَسَتْفي شِرعةِ التأريخِ جِدُّ قِصار
لا بُدَّ أنْ يَثِبَ الزَّمانُ ، وينثنيحُكمُ الطُغاةِ مُقَلَّمَ الأظفار
وتُجَدِّدَ الأيَّامُ عَهْدَ وصالِهامِن بَعدِ إعراضٍ لها ونِفار
فهُناك سوفَ يكونُ من زَهَراتِكمأصفى معارِفها وأطيبُ جار
وهناكَ سوفَ يَرى الغَنيِمةَ معشرٌأنْ يُمْسِكُوا من خَلْفِكُمْ بغُبار
فحَذارِ من عُقبى القُنوطِ حذارِوبِدارِ للعهدِ الجديدِ بِدار
الرجوع الى أعلى الصفحة اذهب الى الأسفل
bassam65
عضو ماسي
bassam65


عدد المساهمات : 3455
نقاط : 20317
تاريخ التسجيل : 11/11/2009
العمر : 59
الموقع : سوريا

الشاعر العراقي محمد مهدي الجواهري - صفحة 9 Empty
مُساهمةموضوع: رد: الشاعر العراقي محمد مهدي الجواهري   الشاعر العراقي محمد مهدي الجواهري - صفحة 9 I_icon_minitimeالثلاثاء ديسمبر 22, 2009 3:32 pm

دجلة في الخريف..



بكَرَ " الخريفُ " فراح يُوعِدهُأنْ سوفَ يُزْبِدُهُ ويُرْعِدُهُ
وبَدَتْ من الأرماث ، عائمةًفيه ، طلائعُ ما يُجَنِّدُه
وكأنَّ ، من زَبَدِ الرِّمال علىأمواجه ، طِفْلاً يُهَدْهِده
واستَثْقَلَ النوتيُّ مِجْذَفَهبَرِماً بمِقبَضه يُجَدِّده
وتحفَّزَتْ شُمُّ الجبال لهُبثُلوجها كِسفَاً تُهدِّده
ظلَّتْ تَعُدُّ خُطاه تَرقُبُهفي الصيفِ مُزدهراً وتحسُده
جَرداءُ ، وهو يَضِجُّ مَلْعَبُهُظَلْماءُ ، وهو يُشَبُّ مَوقِده!
خرَساءُ ، والأنعامُ تُرقصهُوكأنَّها بالموج تَرفِده
تَتَعَثَّرُ الأجيالُ خالدةًفيها .. ويَحضُنُها مُخَلَّده
" داودُ " بالمزمارِ يُوقِظهويُنيمُهُ بالعُود " مَعبده "
والهِيمُ تخزُنُهُ وتنهبُهُوالغِيدُ تُنزِلهُ وتصُعِده
ألْقَتْ إليه مِن مفاتِنِهاما ليسَ إلاَّ اللهُ يَشهَده
ورمَتْ له يقظانَ مِن مُتَعٍما نحنُ في الأحلامِ نَنشُده
والنجمُ حارسُها وحارسُهوالظلُّ موعدُها وموعده
الآنَ أُدْرِكُ سِرَّ زَفْرتهِإذ لم يَعُدْ سِرّاً تَجَلّده
فَلفَقدِه نَفَساً تَنَفُّسُهُولذِكره نَهداً تَنَهَّده
يتَعقَّبُ المسكينُ موجَتَهاعَبَثاً بمَوْجتهِ وتطْرُده
لم يَدْرِ حتى الآنَ شِيمتَهاحسِبَ الهوى نَغَماً يُردِّده
أمسِ استطابتْ فيه مَقصِدَهاواليومَ أهونُ منه مَقصِده
لو يستطيعُ لَرَدَّ خُضرتَهُوبرغْمِ سَفْحَيْهِ تورَّده
وبرغْمهِ أنْ حبَّ خابِطُهُللزارعينَ وذُمَّ مَورده
ماسرَّهُ " والبِيضُ " تُنْكِرهُأنَّ المراعي الخُضْرَ تَحْمَده!
فالذكْرَياتُ الغُرُّ يَشهدُهارقراقُهُ الصافي وتَشْهَده
مُتطامِنٌ لم تُخْشَ صَولتُهلكبْ تَضيقُ بصائِلٍ يَده
فمِنَ الشَّمال يدٌ وتُنْهِضُهُومِنَ الجَنوب يدٌ وتُقْعِده
كالنَّاسِ للحُفُراتِ مَرجِعُهومِنَ النِّطافِ النُزْرِ مولِده
وخُضوعُهُ كخُضوعهمْ أبداًللغيبِ أنَّى سارَ يقصده
والفَصلُُ ، دونَ الفَصلِ ، يُنْعشُهُوالأرضُ ، دون الأرض ، تُسعِده
لَغِبٌ فلا الإِمساءُ يُوسِعُهُعَطْفاً ، ولا الإِصباحُ يُنجِده
النجمُ أعمى لا يرافِقُهُوالطيرُ أخرَسُ لا يُغرِّده
مُتحَيِّرٌ لا يستَحِمُّ بهِفَلَكٌ ولا الأضواءُ تُرشِده
وكأنَّ مُحتَشَدَ الضَّبابِ بهِبابٌ بوجهِ الشُهْبِ يُوصِده
والشَّمسُ فاترةٌ تُذَكِّرهُوضَحَ السَّنا أيَّامَ تُوقِده
أيَّامَ تنفُخُ في قَرارتهِمن رُوحها نَفَساً تُجَدِّده
والبدرُ .. حتى البدرُ يُوحشهفي يومِ محنتهِ ويُفرده
هذا الذي ما كانَ مِثلَهماللصيفِ من مَثَلٍ يُخَلِّده
كانا يَرُبَّانِ الغرامَ معاًذا يَصْطَفيهِ ، وذا يُهَدْهِده
لم يبقَ من هَرَجِ الربيع بهِالا الذي قد فات أجوده
ومن العريشِ على شواطئهإلاّ خُشَيْبات تحدِّده
ركبٌ تحمل عنه ناشطهُواقام عاجزُه ومُقْعَده
والسامرُونَ انفضَّ عُرْسُهُمُلا جِدُّهُ أغنى ، ولا دَده
حجَلَ الغُرابُ على مواقِدهمْوعلى الرَّمادِ بها يُلَبِّده
ومنَ الحَمامِ أظَلَّهُ زَجِلٌكَلِفٌ بلحنِ الصَّيفِ يُنْشِده
ضَنْكُ المسَفَّةِ يَدَّني عَطَشاًوتَموُّجُ الآذيِّ يُبعِده
مُتَسائلاً بشمَ حالَ رَيِّقُهُعن حُرِّ لونٍ كان يَعهَده!؟
وعلى الضِّفافِ، البطُّ مُنكمِشٌلاهٍ بذاوي النبتِ يَعضِده
شَعْثُ النَّسيل ، كأنَّ عابثةًمَجنونةً راحتْ تُبدِّده
ما الصَّيفُ سبَّطَ من جَدائلِهجاءَ الخريفُ له يُجَعِّده!
بادي الخُمولِ يؤودُه عُنُقٌفي أمس ، من زهْوٍ ، يُمدِّده!
وكأنَّه ، إذ خِيفَ مَسبَحُهمُتَرِّهبُ قد سُدَّ مَعْبَده!
أتُرى يعودُ غداً لِمَلْعَبهِلأمْ لا يعودُ كأمسه غده؟!
وتهضَّمَ النُوتيُّ زورقَهبالقار، بعد الغِيد، يَحشُده
يقتاتُ من كِسَرٍ يُثَبِّتثهافي اللوح ، أو حَبلٍ يُمَسِّده
لم أدْرِ لو لم تُنبِني سُرُجٌفي شاطئيه ِ ، أينَ مَرقده
ومَضَتْ .. فقلتُ : النّومُ أعوزَهوجُفونُه ، رُمْداً ، تُسَهِّده!
وخَبَتْ .. فقلتُ : غفا ، وإنَّ صَدىًفي السَّمْعِ من زَفْرٍ يُصَعِّده!
وكأنَّ تابوتاً يُعِدُّ لهُمَلاَّحُه فيما يُنَضِّده
وحسِبتُ مِزماراً يُشَيَّعُهللقبرِ ، مسماراً يُشَدَّده
وتجاوُبَ الأجْراءِ قافيةًسمحاءَ باكيةً تُمَجّده!
يا صامتاً عِيّاً ، ومَنْطِقُهُمُتَفَجِّرُ اليَنْبُوع سَرْمَده
تَهفو فرائدُ عِقدهِ جَزَعاًمما بها ، وتهيمُ شُرَّده
وتُثيرُ فيه الذكرياتُ شجاًيَعيا به فيَخُورُ أيِّده
ومُوَكَّلاً بالدَّهر ، يَزرعُهُفي شاطئيه ثمَّ يحصُده
يا شَطُّ ، أنتَ أعزُّ مُنقَلباًفي الناطقينَ بما تُخَلِّده
وكذا الطبيعةُ في عناصرهاجِنٌّ حَبيسُ الرُّوحِ مجهَده!
نَرتادُ جامدَها نُفَجِّرُهوعقيمَ غامضِها نُوَلَّده
فلعلَّ ذا ، ولعَّلها لُغةٌمن غيرِ ما جرْسٍ نعوَّده
ولربَّما ضَحِكتْ بسائطُهاهُزْءاً بنا ممَّا نُعَقِّده
الرجوع الى أعلى الصفحة اذهب الى الأسفل
bassam65
عضو ماسي
bassam65


عدد المساهمات : 3455
نقاط : 20317
تاريخ التسجيل : 11/11/2009
العمر : 59
الموقع : سوريا

الشاعر العراقي محمد مهدي الجواهري - صفحة 9 Empty
مُساهمةموضوع: رد: الشاعر العراقي محمد مهدي الجواهري   الشاعر العراقي محمد مهدي الجواهري - صفحة 9 I_icon_minitimeالثلاثاء ديسمبر 22, 2009 3:34 pm

الجيل الجَديدْ..



ياأيُّها الجيلُ الجديدُ سلامُألقت إليك بِثْقلِها الأعوامُ
ورمْت بكلكلِها عليك فوادحٌمما تجنّى " السادرون " ، جسام
ألْقْت إليك وأنتَ أشرفُ ناهضٍثقلَيهمْا الآمال والآلام
فرمى لكَ الماضي الأليم بِوزْرِهِورنا لكَ المستَقبلُ البسام
والحاضرُ المرتجّ بينهما شجاًوتطُّلعاً تهفو به الأحلام
ألقى إليك" الخائنون" نَتاجَ ماسدروا وشطوا وارتَعَوْا وأساموا
والمخلصون ، رجاؤهم أن تنجلىكُرَبٌ وأن يِلد الصباحَ ظلام
ياأيُّها الجيلُ الجديدُ وطالمالصقت بغير ذواتِها الأعلام
ولطالما اشتطّ الطغاةُ وأرجفواللمصلحين وأقعدوا وأقاموا
سَمَّوكَ " هدّاماً " لأنكَ تَجْتَويما البغيُ سَنَّ وما جنى الإِجرام
ولانك استمت العدالةَ خطةًمن في يديه النقضُ والإِبرام
وغضِبت أن تجدَ الرعايا مَغْنَماًبيدِ الرُّعاة كأنهم أنعام
وشجبت أنّ الحكم في قاموسِهِمْسوطٌ يشدُّ وشهوة وعُرام
هوّنْ عليكَ فكلُّ ذلكَ فِريةُُتَفْنى . ويَبْقى السعي والإِقْدام
وكذاك كلُّ " مخرّبٍ " لرذيلةبانٍ ، وكلُّ " مُعَمِّرٍ " هدّام
الرجوع الى أعلى الصفحة اذهب الى الأسفل
bassam65
عضو ماسي
bassam65


عدد المساهمات : 3455
نقاط : 20317
تاريخ التسجيل : 11/11/2009
العمر : 59
الموقع : سوريا

الشاعر العراقي محمد مهدي الجواهري - صفحة 9 Empty
مُساهمةموضوع: رد: الشاعر العراقي محمد مهدي الجواهري   الشاعر العراقي محمد مهدي الجواهري - صفحة 9 I_icon_minitimeالثلاثاء ديسمبر 22, 2009 3:37 pm

أرج الشباب...



أرجُ الشبابِ وخمرُه المسكوبُلَيفوحُ من أردانِكُمْ ويطيبُ
ومنَ الربيعِ نضارةٌ بوجوهكمتَنْدىَ . ومن شهدِ الحياةِ ضريب
ومنَ الفُتوّةِ سَلْسَلٌ متحدرٌمما يفيضُ يكادُ يُترَعُ كوب
وَلأنتُمُ إن غاب نجمٌ يُقتدىأو حُمَّ خَطبٌ حالِكٌ غِرْبيب
وتأزمت كُرَبٌ ، وضاقت خطّةٌواستوحشتْ طرقٌ لنا ودُروب
سُرُجٌ تنير الخابطين ، وأنْجُمٌنغدو على أضوائها وَنَؤُوب
تتجهّمُ الدُّنيا ، ويعبسُ باسمٌمنها ، ويعتوِرُ الحياةَ قُطُوب
حتى إذا ابتسمَ " الشبابُ " تذوُّبَتْكالغيمِ في الصّحوِ الجميلِ يذوب
يا عاكفينَ على " الدُّروس " كأنَّهُمغُلْبُ الصُّقورِ من الظَماء تلوب
والعازفين عن اللذائذِ همُّهمْ" جَرَسٌ " يُدقُّ ومِنبرٌ وخطيب
تركوا مواعيدَ الحِسانِ وعندَهُمبين المقاعدِ مَوْعدٌ مَضروب
أشهى من الوجهِ الجميلِ إليهمُوجهُ " الكتابِ " وَوُدُّهُ المخطوب
إن العراقَ بلا نصيرٍ منكموبلا مُجيرٍ ، مُقفِرٌ وجديب
عاشت سواعدُكُم فهن ضوامنٌأن يُسْتَرَدَّ من الحقوقِ سليب
وَزَكتْ عواطِفُكُمْ فأَيةُ ثروةٍمنها نكافيءُ مُخلِصاً ونُثيب
وَلأْنتُمُ أنْتُمْ – وليس سواكمُ -أملُ البلادِ وذُخْرُها المطلوب
وَلأْنتُمُ إذ لا ضمائرَ تُرْتَجَىللرافدَيْن ، ضمائرٌ وقلوب
ولأنتُمُ إن شوّشتْ صفحاتِنامما أُجِدَّ نقائصٌ وذُنوب
الطّاهرونَ كأنهمْ ماءُ السّمالم يَلْتَصِقْ دَرَنٌّ بِهِمْ وعيوب
إنّا وقد جُزْنا المَدَى وتقاربتْآجالُنا . وأمضّنا التجريب
وتحالفتْ أطوارُنا وتمازَجَتْونبا بنا التَقريعُ والتأنيب
وتخاذَلَتْ خُطواتُنا من فَرْط ماجَدَّ السُرى ، والشدُّ ، والتقريب
لنَراكُمُ المثلَ العليَّ لأمّةٍترمي إلى أهدافها وتُصيب
هي أُمّةٌ لم تحتضن آمالهاوغداً إلى أحضانِكُمْ ستؤوب
وغداً يُكفَّرُ والدٌ عما جنىظلماً على يدِ إبنه ويتوب
فتماسكوا فغدٌ قريبٌ فَجْرُهُمنكم . وكلُّ مُؤمَّلٍ لَقَريب
وِتَطلّعوا يُنِرِ الطريقَ أمامَكمقَبَسٌ يشعُّ منارهُ ، مَشبوب
وتحالفوا أنْ لا يُفّرِقَ بينكمغاوٍ .ولا يَنْدسَّ فيكُمْ ذيب
وتذكّروا المستعمرينَ فانَّهُمْسَوْطٌ على هذي البلادِ وحُوب
فتفهمّوا إنَّ العراق بخيرهوثرائه ، لطَغامِهِمْ منهوب
وتميزوا فهناك وجهٌ سافرٌمنهمْ ، وآخرُ بالخنا محجوب
وسويّة في خِزيّةٍ مستعمرٌأو مَنْ يُقيمُ مقامَه ويُنيب
إياكُمُ أنْ تُخدعوا بنجاحكمفيما هو المقروءُ والمكتوب
أو تَحْسَبوُا أن الطريقَ كعهدِكمبين الصفوفِ " معبّدٌ " ورحيب
ان الحياة سيبلوَنَّ جهادَكممنها نجاحٌ مرهِقٌ ورسوب
ومُسَهَّدينَ جزاهُمُ عن ليلِهِمْاللهُ ، والتعليمُ ، والتدريب
أضناهُمُ تعبٌ .. وخيرُ مجاهدٍمُضنى يُعَبِّئُ أمّةً " متعوب "
أأُخيَّ " عبودٌ " ولستَ بمُعوِزٍمدحاً . ولكنَّ الجُحودَ مَعيب
إن كان مسَّك و " الحسينَ " كلالةٌأو كان نالكما عناً ولُغُوب
فلأنتما والشاعرون سويةٌكالشمع يَهدي غيرَه ويذوب
أُلاء غرسُكما فهل مِنْ غارسٍيزكو كهذا ، غرسُه ويَطيب
وهلِ الخلودُ ألَذُّ مما أنتمافيه ، وأمرُ الخالدينَ عجيب
لا يحسبون وجودَهم . ووجودُهمقبلَ الوجودِ ، وفوقه محسوب
الرجوع الى أعلى الصفحة اذهب الى الأسفل
bassam65
عضو ماسي
bassam65


عدد المساهمات : 3455
نقاط : 20317
تاريخ التسجيل : 11/11/2009
العمر : 59
الموقع : سوريا

الشاعر العراقي محمد مهدي الجواهري - صفحة 9 Empty
مُساهمةموضوع: رد: الشاعر العراقي محمد مهدي الجواهري   الشاعر العراقي محمد مهدي الجواهري - صفحة 9 I_icon_minitimeالثلاثاء ديسمبر 22, 2009 3:41 pm

إلى المناضلين...



أطِلّوا ، كما اتَّقدَ الكوكبُيُنوِّر ما خَبطَ الغَيْهَبُ
وسيروا وان بَعُدَت غايةٌوشُقّوا الطريقَ ولا تَتْعَبُوا
ومُدّوا سَواعدَكم انهامعينٌ من الجُهد لا ينضُب
وهاتُوا قلوبَكُمُ أُفرِغِتْعلى نَجدةِ الحَقِّ ، أو فاذْهَبوا
فما إن يَليقُ بمجد النضالِضعيفٌ على نَصرِه يُغصَب
وإنَّ " غداً " باسماً يُجتَلَىبشِقِّ النفوس . ولا يُوهَب
وإني وإن كنتُ صِنْوَ الرجاءِفي حومةِ اليأسِ ، لا أُغْلَب
أواعدكم من " غَدٍ " صادقاًويُسرِفُ في الوعد من يَكذب
أمامَكُمُ مُوعِرٌ ، مُلغَمٌبشتّى المخاوفِ ، مُستَصْعَب
يَسُدُّ مداخلَه أرقمٌوتحمي مسالِكَهُ أذؤب
وسوف يبينُ إذا ما انجَلىغدٌ ، من يَجِدُّ ، ومن يَلعَب
فسوف يدوِّرُ " ساعاتِكم "بما لا يَسُرُّكُمُ " عقرب "
وسوف يخونُكُمُ " خائفٌ "وسوف يساوِمُكُم " أشعَب "
وسوف يزاملُكُم خطوةًويَخذِلُكم خُطوةً مُتعَب
وسوف يطولُ عناءُ الطريقِعليكُمْ فيَعزبُ منَ يَعْزب
وسوف تَضيقُ بِكُم دُوركُموسُوحُ " السجون " بكم تَرحُب
فقولوا لمن ظن أنّ الكفاحَغَلةُ مزرعةٍ ، تكذِب
وقولوا لمن ظنَ أنَّ الجموعَمطايا تُسَخَّرُ : يا " ثعلب "
تُريدون أنْ تستقيمَ الامورُوأن يخلُفَ " الأخبثَ " الأطيب
وان تجمَعُوا الشَمْل من أُمَّةٍيفرِّقُها " الجَدُّ " و " المذهب "
وأن يأكلَ " الثَمرَ " الزارعونَوأن يأخُذَ " الأرضَ " من يدأب
تريدون أن يعرِفَ الكادحونَمن " العيش " ما عنهُم يُحجَب
تريدون أن تَطْعّنوا في الصميمرثَّ " الطباع " وأن تضرِبوا
ومن دون ذلك أن تَصطلواسعيرَ الحياة ، وان تَسغَبوا
وأن ترِدوا ما يمُجُّ القَذَىوأنَ تَطْعموا منه ما يَجشُب
فلا تحسَبوا أنكم في الجهاد" هواةٌ " يضمُّهُمُ ملعَب
ولا تحسَبوا أن " مُستثمِراً "ظلوماً لمصرعِه يَطرب
ولا تحسَبوا أن " مستعمِراً "يُثارُ عليه ولا يغضَب
ولا تحسَبوا " الأرضَ " يَهْنا بهاذَووها ، وبالدم لا تُخضَب
ولا تحسَبوا " أنَّهم يَظمأونوطوعَ أكفِّهمُ المشرَب
فأنذرْ بحنظلةٍ خائناتعجَّلَه الثَمرُ الطيب
وبشَّرْ بحُلْو " الْجَنى " كادحاعلى " الجِذر " من شَجر يَضرِب
فلا تهِنوا ، إنَّ هَذي الأكفَّتُملي على الدَهر ما يكتب
الرجوع الى أعلى الصفحة اذهب الى الأسفل
bassam65
عضو ماسي
bassam65


عدد المساهمات : 3455
نقاط : 20317
تاريخ التسجيل : 11/11/2009
العمر : 59
الموقع : سوريا

الشاعر العراقي محمد مهدي الجواهري - صفحة 9 Empty
مُساهمةموضوع: رد: الشاعر العراقي محمد مهدي الجواهري   الشاعر العراقي محمد مهدي الجواهري - صفحة 9 I_icon_minitimeالثلاثاء ديسمبر 22, 2009 3:43 pm

ذات الحجاب!..



دَعاني جمالُكِ فيمن دَعَافلَّبيتُه مُسرعاً طيِّعا
حَشَدْتُ له من عَبيدِ الهَوَىعَطاشَى مُحَلأةً جُوعا
عواطِفَ لم تغذُ منها السنونرجاءً ولا أنعشت مَطْمَعا
ترامَت على عَذَبَات الشِفاهِحائرةً مَقْطَعاً مَقْطعا
ولاحَت بَريقاً وُقيتِ الصِباوعادت رَماداً فلن تَسْطعا
اسّيَدتي ما أرقَّ الحجابَيُثير الفُضولَ وما أبْدعَا
لقد حِرتُ أيّاً من الفِتنَتْينأصُدُّ سناكِ أم البُرْقُعا
الرجوع الى أعلى الصفحة اذهب الى الأسفل
bassam65
عضو ماسي
bassam65


عدد المساهمات : 3455
نقاط : 20317
تاريخ التسجيل : 11/11/2009
العمر : 59
الموقع : سوريا

الشاعر العراقي محمد مهدي الجواهري - صفحة 9 Empty
مُساهمةموضوع: رد: الشاعر العراقي محمد مهدي الجواهري   الشاعر العراقي محمد مهدي الجواهري - صفحة 9 I_icon_minitimeالثلاثاء ديسمبر 22, 2009 3:44 pm

اندونيسيا المجاهدة...



يا " اندونوسُ " إن استماتَ بَنوكِفالحربُ أمُّكِ والكفاحُ ابوكِ
ولديكِ تاريخٌ على صَفَحاتِهأرَجٌ يضُوعُ من الدم المسفوك
وكأنَّ من ألَقِ الضُحى ورفيفِهنُوراً يُشِعُّ عليه من واديك
يا " بنتَ " ثانيةِ الجنان بما اشتَهتْنَفْسٌ ، وما رَمَتِ الطبيعةُ فيك
وبما تسيلُ ظهورُها وبطونُهابالتِبْرِ من متذوِّبٍ وسَبيك
بالحاشِد الملتَفِّ منك إذا دَجىوالضاحكِ العُريانِ من " ضاحيك "
فاءت على المستعمرينَ ظلالُهاوعلى مليكاتٍ لهم ومُلوك
يا بنتَ ذاك و " أمَّ " كلِّ مغرِّففي بُؤسه ومُجوَّعٍ صُعلوك
يا أمَّ كلِّ مُشرَّدٍ عن أهلهوُهِبَ الجنانَ وعاش كالمملوك
بمن " الجهادُ " يَليق ان لم ينتظِمْتاجاً تَليق به رؤوسُ ذَويك
في كل قَبر من قُبورك طائفٌيمشي إليك ، وصارخٌ يدعوك
ليشُُدَّ حاضرَك المضمَّخَ بالدِمابالموَجعِ الأسيانِ من ماضيك
ومن الطبيعةِ عن بنيكِ مُدافعٌأن يأخذوا منك الذي تُعطيك
تأبى المروءةُ ان تُزقَّي غيرَهماذ يُحرَمون مُجاجةً من فيك
يا " اندنوسُ " ! وفي الخلائقِ شركةلاشيءَ غير الله دونَ شريك
اصلَوْكِ ما الشرقُ اصطَلى بجحيمهِوبميسَم من ذُلِّه وَسَموك
وسَقَوك من كأسٍ سُقينا مثلَهاولقد يكون ارقَّ من يسقيك
وكذاك أنتِ وقد تمخَّضَ نقمةًتتمخضِّينَ على القَنا المَشبوك
الرجوع الى أعلى الصفحة اذهب الى الأسفل
bassam65
عضو ماسي
bassam65


عدد المساهمات : 3455
نقاط : 20317
تاريخ التسجيل : 11/11/2009
العمر : 59
الموقع : سوريا

الشاعر العراقي محمد مهدي الجواهري - صفحة 9 Empty
مُساهمةموضوع: رد: الشاعر العراقي محمد مهدي الجواهري   الشاعر العراقي محمد مهدي الجواهري - صفحة 9 I_icon_minitimeالثلاثاء ديسمبر 22, 2009 3:47 pm

أخي الياس ..



أخي إلياسً : ما أقسى اللَّياليتُنيخُ بكَلْكَلٍ وتقولُ : مالي
تَسَمَّعُ إذ تَصامَمُ للنَّجاوىوتَهْمِسُ إذ تخارسُ للنِّمال
وتخدَعُنا بمُقْمِرةٍ لَعُوبٍوتَرمينا بقوسٍ من " هِلال"
وتُعطينا اللَّذاذةَ عن يمينٍوتطعنُنا دِراكاً بالشِّمال
وتَفرُشُنا أمانيَ من حريرٍوفي طيَّاتِها سُمُّ الصِّلال
وتُدنينا ، وتُبعِدُنا ، وتلهوبِنا لهوَ العواصف بالرِّمال
ونَلْمِسُها ، وتَلْمِسُنا عِياناًوتمرُقُ مثلَ طَيفٍ من خيال
أخي إلياسً : لا تَخَلِ المُبَقَّىيُوقَّى ما احتواكَ من الحِبال
كأنَّ الشَّمسَ لم تَطلُعْ عليناولم نَنعَم بوارفةِ الظِّلال
ولم نترَوَّ من كأسٍ حرامٍولم نتمَلَّ من سِحْرٍ حَلال
ولم نتمَنَّ أنَّ الدَّهَر خُلْدٌوأنَّا لا نصيرُ إلى زَوال
ولم نسخَرْ بما نُملي عليهولم يسخَرْ بناسِخةِ الأمالي !
أخي إلياسُ : لا وصريحِ وُدٍّوعاطفةٍ أرقَّ من الزُّلال
وما شدَّ التَّصافي من عُراناوحَّلاها من الفِكَرِ الغوالي
يَميناً لستُ للدُّنيا بقاليوإنْ كدُرتْ ، ولا عنها بسالي
لأنَّكَ كنتَ تُوصيني بهذاوتُوصيني به سِيَرُ الرِّجال
ويُوصينا به أنَّا نُواريحبيباً ، ثمَّ نُعقِبُه بتالي
ونَرجِعُ مِنْ جديدٍ عن فِراقٍأليمٍ ، نستزيدُ مِن الوصال
وما أنا مَنْ يُحاولُ أن يُداجيأحِبَّتَهُ بكذِبٍ أو مُحال
بلى إنّي لَتُعْتَصَرُ اعتِصاراُحشايَ ، وأنت محترِبٌ حِيالي
الرجوع الى أعلى الصفحة اذهب الى الأسفل
bassam65
عضو ماسي
bassam65


عدد المساهمات : 3455
نقاط : 20317
تاريخ التسجيل : 11/11/2009
العمر : 59
الموقع : سوريا

الشاعر العراقي محمد مهدي الجواهري - صفحة 9 Empty
مُساهمةموضوع: رد: الشاعر العراقي محمد مهدي الجواهري   الشاعر العراقي محمد مهدي الجواهري - صفحة 9 I_icon_minitimeالثلاثاء ديسمبر 22, 2009 3:52 pm

اليأس المنشود...



رُدُّوا إلى اليأسِ ما لم يَتَّسع طَمَعاشَرٌّ من الشرِّ خوفٌ منه ان يقَعا
شَرٌّ من الأمَلِ المكذوبِ بارقُهان تحمِلَ الهمَّ والتأميلَ والهَلَعَا
قالوا " غدٌ " فَوَجَدتُ اليَومَ يفضُلُهو " الصبر " قالوا : وكان الشَهمُ من جَزعاً
ولم اجدْ كمَجالِ الصَبرِ من وَطَنٍيَرتادُه الجُبْنُ مصطافاً ومُرتْبَعَا
وأنَّ من حَسَناتِ اليأس أنَّ لهحَدّاً ، اذا كَلَّ حَدُّ غيرهُ قطَعَا
وأنَّه مُصحِرُ الارجاءِ لا كَنَفاًلمن يَلَصُّ ولا ظِلاً لمنْ رَتعا
وَجَدْتُ أقتَلَ ما عانَت مصايُرناوما التَوَى الشَيبُ منه والشَبابُ معا
أنَّا رَكِبِنا إلى غاياتِنا أمَلاًرَخواً إذا ما شدَدْنا حَبلهُ انقطعا
نسومُه الخَسْف ان يَطوي مراحلَناوإن تشَكَّى الحَفَا ، والأينَ ، والضلعا
هذا هو الأمَلُ المزعومُ فاقتَرِعُواواليأسُ أجدَرُ لو انصَفْتَ مُقتَرعا
اليأسُ أطعَمَ بالأشْلاءِ مِقصَلةًعَدْلاً وطوَّحَ " بالبستيل " فاقتَلَعا
وطارقٌ منه اعطَى النصرَ كوكَبُهنَزْراً وعَدَّى إلى الاسبانِ فانَدفَعَا
يا نادِبينَ " فِلَسطينا "وعِندَهُمُعِلْمٌ بانَّ القضاءَ الحتمَ قد وَقعا
كم ذا تُلحُّون ان تَستَوقِدوا قَبَساًمن الرَمادِ ومِمَّن ماتَ مُرتَجَعا
كَفَى بما فاتَ مما سميت " املا "من " الحُلول " التي كيلتْ لكُم خُدعا
جيلٌ تَصَرَّمَ مذ أبْدَى نَواجذَهوعدٌّ لبلفورَ في تهويدِها قَطعا
نَمَا وشَيبَّ بأيدي القَوم مُحتَضنَاًومن ثُدِيِّ النتاج المَحضِ مُرتَضعا
والساهرونَ عليه كلُّ " منتخَبٍ "يبني ويهدِمُ ، إن اعطى وان مَنعا
تهوِي " العروشُ " على أقدامهم ضَرَعاوتحتمي ساسةُ الدنيا بهم فَزَعا
وعندَنا ساسةٌ سؤنا لَهُم تَبَعاًذُلاً ، وساؤوا لنا في الهدي مُتَّبعا
من كل مُرتَخَصٍ إن عبَّسَت كُرَبٌاو كشَّرَ الخطبُ عن شدقيهِ فاتَّسَعا
ردَّ المصيبةَ بالمنديلِ مفتخراًمثلَ الصبايا – بانَّ الجفن قد دَمعا
او عابث ٍ من فِلَسطينٍ ومحنتِهاألفى مَعيناً ، فالقى الدَلوَ وانتزَعا
او سارقٍ لا لقَعر السِجنِ مَرجِعهُلكنْ إلى الجاهِ وَثّاباً ومُرْتفِعا
شَدُّوا بذيل غُرابٍ امَّةً ظُلِمَتتطيرُ ان طارَ او تَهوي إذا وقَعَا
وَخوَّفوها بـ " دُبٍ " سوف ياكلُهافي حين " تسعون عاما " تألفُ السَبُعا
وضيَّقوا أفقَ الدنيا باعينِهامما استجدُّوه مِن بغيٍ . وما ابتُدعا
و اودَعوا لغلاظٍ من " زَبانيةٍ "حَمْقى حراسة قِرطاسٍ لهم وُضِعا
وذاك معناهُ أنْ بيعوا كرامَتكُمبيعَ العبيد بتشريعٍ لكم شُرِعا
يا نادبينَ فلسطيناً صدعتُكُمُبالقول لا مُنكَراً فَضْلاً لكم صَدعا
ولا جَحوداً بان الليلَ يُعقبهفَجرٌ تفجَّّرُ كمه الشمس مُطَّلَعا
ولست أنكِرُ أن قد قارَبَتْ فُرَصٌواوشكت مثقلاتُ الدَهر ان تَضَعا
لكن وَجْدتُ القوافي تَشْتَكي عَنتاًوالمنبرَ الحُرَّ يشكو فَرطَ ما افترعا
إن تحمَدوا او تذُمُّوا أنَّ شافعتيأنّي رأيتُ ، وما راءٍ كمَن سَمِعا
مررت بالقوم " شُذّاذاً " فما وقعتعيني على مُستمنٍّ غيره ضَرعا
ولا بمُلْقىً واهليه بقارعةٍولا بحاملة في الكُور مَن رضَعا
ولا بمن يحرِس " الناطورُ " ارجلَهُم "مهروءة سَهَّلت للكلب منتزَعا
وعندنا " سِلعةٌ " تُصفي البنينَ لنانُغلي – ونُرخصها – في الأزمة السِلعا
وجدتُها عندَهم زهواً منورةًالبيتَ ، والبحرَ ، والاسواقَ والبِيَعا
بينا تُراقص بالانغام صاحبَهااذا بها تُوسِع ( الالغامَ ) مُزدَرَعا
ونحن ما نحن قطعانٌ بمَذْأبَةٍتساقَطت في يدَي رُعيانِها قِطَعا
في كل يومٍ " زعيمٌ " لم نجدْ خَبَراًعنه ، ولم ندر كيف اختيرَ واختُرِعا
اعطاهموا ربُّهم فيما اعدَّ لهُممن الولائم صَفّوا فوقَها المُتَعا
كأسَينِ ، كاساً لهم بالشُهد منزعةًوللجماهير كأساً سَمُّها نَقَعا
قتالةً خوف ان لا تُستَساغَ لهماوصاهُمُ ان يُسَّقَوهم بها جُرَعا
وان يَصُبّوا عليها من وُعودِهُمُكالشِعر مكتمِلا – سهلاً ومُمتنِعا
من ذا يرُدُّ لنا التاريخَ ممتلِئاًعِزاً وإن لم نُرِدْ ردّاً ومرتَجَعا
كانوا يذمُّون ( ربّاً ) بالعصا قُرِعاويغضَبون لأنفٍ منهم جُدِعا
ويبعثَون قِتالاً أنَّ " قُبَّرةً "ضيمَت وأن " بَسوساً " ذيلُها قُطِعا
وكانَ من فتْحِ عمّوريةٍ مَنَعتحُماتَها حَوَّمَ العقبان أنْ تَقَعا
نداءُ صارخةٍ بالرومِ " معتصِماً "لم يألُ ان ادركَتْها ( بُلْقُه ) سَرعَا
حميَّةٌ لو اخذناها ملطَّفةًبالعلم طابَت لنا رِدءاً ومُدَّرَعا
الرجوع الى أعلى الصفحة اذهب الى الأسفل
bassam65
عضو ماسي
bassam65


عدد المساهمات : 3455
نقاط : 20317
تاريخ التسجيل : 11/11/2009
العمر : 59
الموقع : سوريا

الشاعر العراقي محمد مهدي الجواهري - صفحة 9 Empty
مُساهمةموضوع: رد: الشاعر العراقي محمد مهدي الجواهري   الشاعر العراقي محمد مهدي الجواهري - صفحة 9 I_icon_minitimeالأربعاء ديسمبر 23, 2009 1:36 pm

يا بنت رسطاليس ..



قُمْ حِّي هذي المنشآت معاهداالناهضاتِ مع النُجومِ خوالدا
الشامخاتِ أنوُفهن إلى السماوالمطلعاتِ لفرقَدين فَراقدا
والفاتحاتِ على الخلودِ نوافذاًوالمجرياتِ مع الحياة روافدا
قم حيِّهنَّ ببعثِ شعب واثقاًوَتَرضَّهُنَّ بخَلق جيلٍ جاهدا
جَلَّتْ بُنىً تَلدُ الرجال وقُدستغُرفٌ تَبوَّأها الخلودُ مقاعدا
قم حييِّ هذي الموحيات صوامتاًواستنطِقِ الحَجَرَ البليغ الجْامدا
واخلَعْ عليهنَّ المواهبَ تُجتلىلا النثَرَ ، لا الشعرَ المعادَ ، قلائدا
يا بنتَ رسطاليسَ امُّكِ حرَّةٌتلد البنينَ فرائداً وخرائدا
وأبوكِ يحتضنُ السرير يَرُبُّهاويقوتُها قلباً وذهنا حاشدا
مَشَتٍ القرونُ وما يزالُ كعهدهفي أمسِ ، " مشاءً " يعودُ كما بدا
يستنزلُ الخَطراتِ من عَليائهاعُصْماً ويُدني العالمَ المتباعدا
لم يقتنصنْ جاهاً ولاسامَ النُهىذُلاً ، ولا اتخذَ الحريرَ وسائدا
جلَّ النُهى . الفكر أعظمُ عصمةًمن أنْ يُريدَ وصائفاً وولائدا
يا بنتَ رسطاليسَ قُصِّي نستمعْعن عاشِقيكِ أقارباً وأباعدا
عن واهبينَ حياتَهم ، ما استُعبِدواللشاكرين ، ولم يَذُموا الجْاحدا
والصاعدينَ إلى المشانق مثلماارتَقتِ النُّسورُ إلى السماءِ صواعدا
ومُحَرَّقين يُغازلون وَقودَهاشوقاً إليكِ ويَحمَدون الواقدا
والمُسمَلات عُيونُهم ، وكأنهمبطيُوف شخصك يكحلون مراودا
قُصِّي فَدَيتُك من لَعوب غَضةٍِتَصِفُ القُرونَ مَخابراً ومَشاهداً
إني وَجدْتُ – وللشبابِ حدودهُ -أشهى بناتِ الفكر أقصاها مَدى
فتخلّعي نجدِ الفُهومَ عَوارِياًوتَبَسمي نجد الفُنونَ نضائدا
وتطلَّبي نُزْجِ النفوسَ عزيزةًهَدياً وننتظمُ القُلوبَ قصائدا
يا بنت رسطاليس لُحتِ " بواسط "فَنزَلت " حيّاً " بالصبابة حاشدا
خصبَ الشُعور ستَحَمدين مولَّهاًمن أهله ، ومُغازلاً ، ومُراوِدا
إيهٍ " بلاسمُ " والمفاخرُ جَمةٌأحرزتَ مَنهُنَّ الطريفَ التالدا
أحرزتَ مجداً ليس ينفدَ ذكرهُطولَ المدى وبذلتَ كنزاً نافِدا
ذكرٌ يظَلُّ بكل خطوٍ يرتَميللصف ، او جرَسٍ يُدقُّ معاودا
خَبِّرْ فقد جُبتَ الحياةَ رخيَّةًخضراء َ ، لم تكذِبْ لعينك رائدا
وحَلبتَ من غَفلات دهرِك شطرَهاوَقنَصتَ من مُتع النَعيم الشاردا
وانسَبْتَ في غُدرُ اللذائذ خائضاًوخَبَرتَهن مصادِراً ومَواردا
أعرَفْتَ كالأثر المخلَّدِ لذةًجازَتْ مخَلِّدها ، فكان الخالدا
لله درُّك من كريمٍ أنعَشَتكفّاهُ روحاً من نبوغ هامدا
نَفَّقتَ من عَذَبات صبيان الحِمىعِلْقاً بمُنعَرج الأزقةِ كاسدا
إني وَجدتُ مواهباً مطمورةًكالزراع أينعَ لمُ يصادفْ حاصدا
ولربَّ أشعثَ لأغبرٍ ذي هامةتُلقي على كَتَفيهِ ثقلاَ آيدا
ألوى به فَقرٌ فنكَّب خطوَةجَهلٌ فزلَّ عن الفضيلةِ حائدا
قد راحَ يبعَثُ بالتعاسةِ راحماًقد كان لولا ذاكَ يرجِعُ حاسدا
قُتِلَ العُقوقُ ، فكم قَتَلنا نابغاًبين البُيوتِ ، وكم وأدنا قائدا
اولاء حمدُك عاقِباً عن عاقبٍأتريدُ احسنَ من اولئك حامدا
سيقولُ عنك الدهرُ : ثَمَةَ ماجدٌفي الرافدين شأى الكريم الماجدا
هل غيرُ أن رُمتَ الثناء كما ادعينَفَرٌ ، وأن أنْبَهتَ ذكرَكَ عامدا
مجداً على مجد ، فتلكَ طَماحةٌيمشي عليها المجدُ نحوكَ قاصدا
كذَبوا فان الأكرمينَ طرائدٌللمَكْرُماتِ وإنُ حسِبنَ طرائدا
وإذا صدقتُ فللخلودِ مصايدٌأبداً تَلَقَّفُ من أتاه صائدا
يمشي الكريمُ مع التكرُّم توأماًصنوٌ يسددُ خطوَ صنوٍ عائدا
حتى إذا بلغَ الجميلُ أشُدَّهسارَ الكريمُ إلى المكارم فاردا
ما كان باللُغزِ الخلودُ وإنماكان النفوسَ نوازلاً و صواعدا
هل غيرُ آلافٍ تروحُ كما اغتدتبيَدى سواكَ طرائقاً وبدائدا
تغدو إلى مطمورةٍ ، إن لم تَرُحْللهوِ دوراً ، والقِمارِ موائدا
احييتَهُنَّ فكانَ عدلاً ناطقاًهذا الجمادُ على سمِّكَ شاهدا
وضممتَهُنَّ لبعضِهنَّ مجْهِّزاًجيشاً ترُدُّ به الوَباءَ الوافدا
الجهلَ : اكرمُ ذائدٍ عن موطنٍمن راحَ فيه عن الجهالةِ ذائدا
أعطيتَ حقَّ العلمِ أوفاها ندىومدَدتَ للتعليم أزكاها يَدا
فاعطِ المعلمَ يا " بلاسمُ " حقهُواعضُدْ فقد عَدِمَ المعلمُ عاضداً
لو جازَ للحر السُجودُ تعبًّداًلوُجدتُ عبداً للمعلِّم ساجدا
للمُتعَب المجهودِ في يَقظاتِهِوالمرَتعي طيفَ المتاعبِ هاجدا
والمثُخنِ المجهولِ لم يَنشُد يداًتأسوا الجْراحَ ولا تَطلَّب ناشدا
والمستبيحِ عُصارةً من ذهنِهِيغذو الألوفَ بها ، ويُحسبُ واحدا
قل للمعلم راجياً، لا راشداًكن للشبيبةِ في المزالقِ راشدا
يا خالقَ الأجيالِ أبدِِعْ خَلْقَهاوتَوَّق بالإبداع جيلاً ناقدا
سيقولُ عهدٌ مقبلُ عن حاضرٍنُشوى عليه : لُعنتَ عهداً بائدا
ولسوفَ يبرأ عاقبٌ عن أهلهِولسوفَ يَتَّهِمُ البنونَ الوالدا
قل للشبيبة حينَ يعصِفُ عاصفألا يَظلُّوا كالنسيمِ رواكدا
وإذا اغتَلَتْ فينا مراجلُ نقمةٍألا يكونوا زمهريراً باردا
هيِّئ لنا نشءاً كما انصَبَّ الحيالُطفاً ، ونشءاَ كالزلازل راعدا
فلقد رأيتُ اللهَ يخلُق رحمةًمَلَكاً ، ويخلُقُ للتمردِ ماردا
ومحمداً ما إنْ أهابَ بجيشهِيطأ البلادَ روابياً و فدافدا
ويكُبُّ جباراً ، ويُعلي مُدقعاًويُنيرُ خابطةً ، ويُنهضُ راقدا
لو لم يعبّئ للقيادةِ ثائِراًحَنِقأً على نُظُمٍٍ بَلينَ وحاردا
ما إن يروحُ مع الضعيف مُطاوعاًمن لا يروحُ على القويِّ معاندا
وأذلُّ خلقِ اللهِ في بَلَدٍ طغتفيه الرزايا من يكونُ محايدا
نشءٌ يقوِّمُ من زمانٍ فاسدٍلا كالزمانِ يكونُ خَلْقاً فاسدا
عُلِّمْتُمُ فُرْضَ الحسابِ فأنتُمُأدرى بِهنَّ فوائداً وعوائدا
ما إن تُعجِّلُ جيلٍ ناقصاًإلاّ تحمَّلَ من عناءِ زائدا
أطلِقْ يدَ التحليل في تاريخهمحراً ، وفكَّ من العِقال أوابدا
لابُدَّ من فَهم الحياةِ مَعايباًومفاخِراً ، ولذائذاً ، وشدائدا
جنباً إلى جنبٍ يُتمِّمُ بعضهابعضاً كما انتظَم الجُمانُ فرائدا
علِّمْهُ حُبَّ الثائرين من الورىطُرّاً ، وحُبَّ المخلصينَ عقائدا
واجْلُ الشٌّعوبَ كرائماً لا تَنتَقِصْشعباً ، ولا تَقحَمْ عليه شواهدا
واجلُبْ له أمسٍ البعيدَ مَراجِعاًوألِحْ له أمسِ القريبَ مساندا
أرِه لثورته عِظامَ جماجمٍوابعَثْ له زنداً أطنَّ وساعدا
وإذا تقصَّاكَ الدليلُ مسائلاًعن أيّ شيءٍ أعقَبَتْ ومناشدا
فابعثْ له الاشباحَ يشهدْ عندَهاما يستفِّز مًطالعاً ومُشاهدا
يشهدْ خيالاً عارياً ومُجَوَّعاًمن أهلهم ومُضايقاً ومُطارَدا
أصِلحْ بنهجِك منهجاً مُستعبداًصُنعَ الغريبِ ، على الثقافةِ حاقدا
قالوا : قواعدُ يبتنيها غاضبٌوسْطَ العراق على الكرامةِ قاعدا
تحتلُّ منه مشارفاً ومَناهلاًوتَسدُّ منه مسالكاً و منافذا
ساقَتْ جُيوشَ الموبقاتِ حواشداًللرافدين مع الجيوشِ حواشدا
ما كان أهونَ خطبَهُ مستعمراًلو لم يُقِمْ وسْط العقولِ قواعد
الرجوع الى أعلى الصفحة اذهب الى الأسفل
bassam65
عضو ماسي
bassam65


عدد المساهمات : 3455
نقاط : 20317
تاريخ التسجيل : 11/11/2009
العمر : 59
الموقع : سوريا

الشاعر العراقي محمد مهدي الجواهري - صفحة 9 Empty
مُساهمةموضوع: رد: الشاعر العراقي محمد مهدي الجواهري   الشاعر العراقي محمد مهدي الجواهري - صفحة 9 I_icon_minitimeالأربعاء ديسمبر 23, 2009 2:00 pm

عُدنا وقوداً...



ولَّى شبابٌ فهلْ يعودُولاحَ شَيْبٌ فما يُريدُ ؟
يُريد أنْ يُنقِصَ اللياليمِنّيَ ظُلماً بما يَزيد
يا أبيضَ الريشِ طرْنَ منهغِدفانُ رِيش الجَناحِ سُود
يا هُولةً تَفزَعُ المرايامِنه ويستصرخُ الوليد!
يا حاملاً شارةِ الرَّزايايا ساعيَ الموتِ ، يا بَريدَ !
يا ناغِزَ الجُرحِ لا يُداويإلاَّ بأنْ يُقطعَ الوريد
برغمِ أنفِ الصِّبا وأنفييَخضِبُ فَودي منكَ الصديد
وأنَّ رأسي يمشي عليهِتِيهاً عَدُوٌّ لهُ لَدود!
كمْ ليلةٍ خوفَ أنْ تُواتيأُترِعَ كأسٌ ورنَّ عُود
وكمْ وكمْ ، والشَّباب يَدريرُوَِّعَ ظبيٌ فَنُصَّ جيد
أعائدٌ للشَّبابِ عيدُ ؟أمْ راجعٌ عهدهُ السَّعيد؟
أيَّامَ شرخُ الصِّبا وريقٌوظِلّهُ سجسجٌ مَديد
ونحنُ ، مِثْلَ الجُمانِ زهواً ،ينظِمُنا عِقدُهُ الفريد
أمْ لا تلاقٍ ، فلا خطوطٌتُدني بعيداً ، ولا حُدود؟!
مَنْ مُبلِغُ المُشتفينَ أنَّاصِرنا لمِا يَطمحُ الحسودُ ؟
أنَّا استعَضْنا ثوباً بثوبٍوطالما استُبْدلَتْ بُرود
فراحَ ذاكَ العتيقُ غَضّاًولاحَ – رَثّاً – هذا الجديد
ألوى بنا عاطفٌ حبيبٌومَلَّنا الواصِلُ الودود
قد كان يُشجي أهلَ التَّصابيأنَّا على هامهِم ْ قُعود
لم ندرِ ما نَسْتزيدُ منهُلو قيلَ : هلْ عندَهُم مَزيد؟
نهارُنا مُترَفٌ بَليدُوليلُنا جامِحٌ عَنيد
فاليومَ إنْ تُعتصَرْ شِفاهٌأو تعتصَرْ – لَدْنَةً – قُدود
أو يطََّرِدْ قانِصٌ قَنيصاًأو تُعْجبِ الأغيدِينَ غِيد
نقنعُ مِن لذَّةٍ ولهوٍأنَّا على عُرْسِهمْ شُهود
عُدنا وَقوداً ..! وكُلُّ حيٍّ ،للذَّة تُشتهى وَقود!
الرجوع الى أعلى الصفحة اذهب الى الأسفل
bassam65
عضو ماسي
bassam65


عدد المساهمات : 3455
نقاط : 20317
تاريخ التسجيل : 11/11/2009
العمر : 59
الموقع : سوريا

الشاعر العراقي محمد مهدي الجواهري - صفحة 9 Empty
مُساهمةموضوع: رد: الشاعر العراقي محمد مهدي الجواهري   الشاعر العراقي محمد مهدي الجواهري - صفحة 9 I_icon_minitimeالأربعاء ديسمبر 23, 2009 2:03 pm

المقصورة ...



برغمِ الإِباءِ ورغمِ العُلىورغمِ أُنوفِ كِرامِ المَلا
ورغم القلوبِ التي تستفيضُعُطفاً تَحوطُكَ حَوْطَ الحِمى
وإذ أنتَ ترعاكَ عينُ الزمانِويَهْفُو لجِرْسِكَ سَمْعُ الدُّنى
وتلتفُّ حولَكَ شتَّى النُّفوسِتَجيشُ بشتَّى ضروبِ الأسى
وتُعرِبُ عنها بما لا تُبينكأنَّك من كلِّ نفسٍ حشا
فأنتَ مع الصبحِ شَدْوُ الرعاةِوحلمُ العذارى إذا الليلُ جا
وأنت إذا الخطبُ ألقى الْجِرانوحطَّ بكلكلهِ فارتمى
ألحْتَ بشِعرِكَ للبائسين ،بداجي الخُطوبِ ، بَريقَ المُنى
توحُ على مثلِ شَوك القَتادِوتغدو على مثل جَمْرِ الغضا
وتطوي الضُّلوعَ على نافذٍمن الصَّبرِ يُدمي كحزِّ المُدى
دريئةَ كلِّ جذيم اليدينِرمى عن يَدَيْ غيرهِ إذ رَمى
رمى عن يدَيْ حاقدٍ نافسٍعليك احتشادَ العلى والندى
وحلِساً لدارِكَ والمُقْرفونيجولونَ كلَّ مجالٍ بدا
على حينَ راحَ هجينُ الطباعِتَنطَّفُ أطرافُه بالخَنا
أدَرَّ عليه ثُدِيَّ الخُمولِوهزَّتْهُ في المهدِ كفُّ الغَبا
يجرُّ ذيولَ الخنا والغِنىوتهفو عليه ظِلالُ المُنى
وحولَكَ مثلُ فِراخِ الحَمامِلولا الشعورُ – وزُغْبِ القَطا
تدورُ عيونُهمُ والذَّكاءُيَلمَعُ فيها كحدِّ الظُبا
إلى كلِّ شَوْهاءَ مرذولةٍوأشوَهَ مستأثِرٍ بالغِنى
وتَرْجِعُ والعتبُ في مُوقِهاتَساءلُ : أيُّكما المُبتلى ؟
بـ " علقمةَ الفحلِ " أُزجي اليمينَأنَّي ألَذُّ بمُرِّ الجنى
وبـ " الشَّنْفَرى " أنَّ عينَّي لاتَلَذّانِ في النومِ طعمَ الكرى
وبـ " المتنبئِ " أنَّ البَلاءَ ،إذا جدَّ ، يَعلم " أني الفتى "
ألا مِن كريمٍ يَسُرُّ الكرامَبجيفةِ جلْفٍ زَنيمٍ عَتا
فيا طالما كانَ حدُّ البَغِيِّيُخفِّفُ مِن فحشِ أهل البِغا
ويا طالما ثُنِيَ السادِرونَبما اقتِيدَ من سادرٍ ما ارعوى
على أنَّه مِن شِفاءِ الصُدورِلو أنَّ حُرّاً كريماً شفى
تأصَّلَ هذي العروقَ الخِباثَفقد ضاقَ بالجِذْمِ منها الثرى
فما هي أوّلُ مجذومةٍمخافةَ عدوى بها تُنتفى
ولا هي أوّلُ " أغلوطةٍ "محا شاطبٌ رسمَها فامَّحى
وما بالنفوسِ اللواتي ملكنَبأطماحهنَّ عَنانَ السّما
عناءٌ إلى مَن يُقيتُ البُطونَولكنْ إلى من يُميطُ الأذى
إلى من يكُفُّ صغارَ النفوسِ ،صغارَ الحلومِ ، صغارَ الهوى
يَكُفُّهمُ أنْ يكون الكريمبه عن هوانهمُ : يُشتفى
أُنّبِيكَ عن أطيبِ الأخبثينَفقُلْ أنتَ بالأخبثِ المُزدرى
زِقاقٌ من الرّيحِ منفوخةٌوإنْ ثَقَّلَ الزهوُ منها الخطى
وأشباحُ ناسٍ ، وإنْ أُوهِمُوابأنّهمُ .. " قادةٌ " في الورى
ألمْ ترَ أنِّيَ حربُ الطغاةِسلمٌ لكلِّ ضعيفٍ الذَّما
وأني تركتُ دهينَ السِّبالِكثيرَ الصيالِ ، شديدَ القوى
من الخوفِ كالعَيْرِ قبلَ الكواءِيَحبقُ مما اصطلى واكتوى ؟!
بماذا يخوِّفني الأرْذَلُونَوممَّ تخافُ صِلالُ الفلا؟!
أيُسْلبُ عنها نعيمُ الهجيرِونفحُ الرمالِ ، وبذْخُ العرا!!
بلى ! إنّ عنديَ خوفَ الشُّجاعِوطيشَ الحليمِ وموتَ الرَّدى
إذا شئتُ أنضجتُ الشِّواءجلوداً تعَّصْت فما تُشتوى
وأبقيتُ من مِيسَمي في الجِباهِوشْماً كَوشْمِ بناتِ الهوى
فوارقُ لا يَمَّحي عارُهاولا يَلتَبسْنَ بوصفٍ " سوى !"
بحيثُ يقالُ إذا ما مشى الصّليُّبها : إنّ وغداً بدا
وحيثُ يُعيَّرُ أبناؤهُبأنّ لهُمْ والداً مثلَ ذا
أقولُ لنفسيْ – إذاضمَّهاوأترابَها محفِلٌ يُزدهى
تسامَيْ فانكِ خيرُ النفوسِإذا قيسَ كلٌّ على ما انطوى
وأحسنُ ما فيكِ أنّ " الضميرَ "يَصيحُ من القلبِ أنِّي هُنا
وأنتِ إذا زيفُ المعجبينَتلألأ للعينِ ثُمَّ انجلى
ولم تستطعْ هممُ المدَّعينصبراً على جمرةٍ المدَّعى
خلَصْتِ كما خَلصَ ابنُ " القُيون "تَرعرَع في النار ثمَّ استوى
تسامَيْ فإنّ جناحيكِ لايَقَرّانِ إلا على مُرتقى
كذلكَ كلُّ ذواتِ الطِماحِوالهمِّ ، مخلوقةٌ للذُّرى
شهِدتُ بأنكِ مذخورةٌلأبعدَ ما في المدى من مدى
وأنكِ سوفَ تدوِّي العصورُبما تتركينَ بها من صدى
بآيةِ أنَّ يدَ المُغرياتِتهابُكِ إلاَّ كَلمسِ النَّدى
وأنكِ إنْ يَلتمعْ مطمعٌيُخاف على الرُّوحِ منه العمى
يموتُ " النبوغُ " بأحضانهويُنعى به " الأمل " المرتجى
وتمشي الجموعُ على ضوئهِلتبكي على عبقريٍّ قضى
وكادتْ تَلُفُّكِ في طيّهاحواشيه .. ردَّكِ عزمٌ قَضى
لشرِّ النِهاياتِ هذا " المطافُ "وكلُّ مَطافٍ إلى مُنتهى
متى ترَعوي أُمةٌ بالعِراقِتُساقُ إلى حتفِها بالعصا
تُذَرَّى على الضَّيْمِ ذَرْوَ الهشيمِويَعرقُها الذُّلُّ عَرْقَ اللِّحا
وتنزو بها شهوةُ المشتهينَكما دُحرجتْ كرةٌ تُرتمى
يَجدُّ بَغيضٌ بها عهدَهُإذا قيلَ عهدُ بَغيضٍ مضى
وتسمَنُ منها عِجافٌ مَشتْإلى الأجنبيِّ تَجُرُّ الخُصي
تُراودُها عِزّضها كالقُرومِهِجانٌ عليها غريبٌ نَزا
عجبتُ وقد أسلمتْ نفسَهالعَرْكِ الخُطوبِ وعَصْرِ الشَّقا
وقَرَّ على الذُّلِّ خَيشومُهاكما خطمَ الصعب جَذبُ البُرى
وأغْفَتْ فلم أَدْرِ عن حَيرةٍبها : كيف إيقاظُها أو متى
ولم أدرِ مِن طيبِ إغفائهاعلى الذُّلِّ ، أيَّ خيالٍ تَرى
أهِمّاً تغشَّاهُ بَعْدَ العناكرىً ،أمْ صبياً بريئاً غفا؟
متى تستفيقُ وفحمُ الدُّجىعليها مشتْ فيه نارُ الضُّحى
وقد نَفَض الكهفُ عن أهلهغُبارَ السنينَ ووَعْثَ البِلى ؟
تعيشُ على الأرضِ أُمِّ الكفاحِِوتربُطُ أحلاَمها بالسَّما
وتَصْبَغُ بالوَرْد آمالَهاكما طرَّزَ الحائكونَ الرِّدا
وأصنامِ بَغْيٍ يصُبّونهاويَدْعُونها مَثلاً يُقتدى
يُثيرونَ من حولِها ضَجَّةًبها عن مَخازيهمُ يُلتهى
كما حَجَبَتْ بالغُبارِ العيونخِفافٌ مُهرّأةٌ تُحتذى
فهذا سيمضي وهذا مضىوهذا سيأتي وهذا أتى
وهذا " زعيمٌ " ، لأنّ السفيرَيرنو إليه بعينِ الرّضا
وفي ذاكَ عن سُخطِ أهل البلادِعلى حُكمهِ أو رضاهم غِنى
وهذا بعِمتَّهِ ، ساخراً ،من " الجنِّ " يَرفعها للعلى
تجيءُ المطامعُ منقادةًإليه إذا شاءَ أو لم يَشا
وليتك تحَسِبُ أزياءهمفتجمعَ منها زهورَ الرُّبى
فتلكَ اللفائفُ كالأُقحُوانِبها العِلمُ ينفحُ طيبَ الشذا!
تَطُقُّ المسابحُ من حولِهالتُعلِنَ أنَّ مَلاكاً أتى
وتلكَ الشراشيفُ كالياسمينِتاهَ " العِقالُ " بها وازدهى !
تدلَّتْ عناقيدُ مثلُ الكرومِعلى كتفَيْ " يابسٍ " كالصُوى
يَوَدُّ من " التِّيهِ !" لو أنَّهيَشُدُّ بها " جَرَساً ! " إنْ مشى
لِيَعلِمَ سامعُه أنَّه" ينوبُ !" عن البلدِ المُبتلى
إذا رَفعَ اليدَ للحاكمينَبدَتْ " نَعَمٌ " وهي في زيِّ " لا! "
وبينهما محدَثٌ ناشيءٌإذا خطَّ تَعرِفُه أو حَكى
تعوِّذُه أُمُّه إنْ مشىإلى " البرلمانِ " بأمِّ القرى
ومُستسلمين يَرونَ الكفاحَقَوراء مدحوَّةً تُمتطى
فَتغرُزُ في رَخوةٍ سَمْحَةٍوتنفِرُ عن ذي مِسَنٍّ قَسا
يَرَوْنَ السياسةَ أنْ لا يمسَّهذا ، وأنْ يُتَّقى شرُّ ذا
وهذا وذا في صميمِ البلادِسُلٌّ ، وفي العينِ منها قذى
مساكين يقتحمونَ الكفاحَوقد راعهمْ بابُه مِن كُوى
وما هو إلاَّ احتمالُ الخُطوبِوإلاّ الأذى والعَرا والطَّوى
فهمْ يعرفونَ مزايا الخُلودِولا يُنكرونَ مزايا الفَنا
وهمْ يعشَقونَ هُتافَ الجموعِويَخْشونَ ما بعدَه من عَنا
فليتَ لنا بهمُ ناقةًتُطيق الحفا والوجا والوحى
وتجترُّ بالجوعِ ما عندَهاوتَطوي على الخِمْسِ حَرَّ الظما
ومُحتقِبٍ شرَّ ما يُجتوىمشى ناصباً رأسهُ كاللِّوا
مشى ومشتْ خلفَهُ عُصبةٌتقيسُ خُطاهُ إذا ما مشى
يُحبُّ " السلامةَ " مشفوعةًبدَعوى " الجْبانِ " بحُبِّ الوَغى
ويجمعُ بينَ ظِلالِ القصورِوعَصْرِ الخمورِ ورشْفِ اللَّمى
وعيشِ " المَهازيلِ " في ناعمٍمن العيشِ مِن مثلهِ يُستحى
وبينَ " الزعامةِ ! " لا تُصطَفَىبغيرِ السجونِ ولا تُشترى
ولم أدرِ كيفَ يكونُ الزعيمُإذا لم يكنْ لاصقاً بالثرى
ومنتحلينَ سِماتِ الأديبِيظنّونها جُبَباً تُرتدى
كما جاوبتْ " بومةٌ ! " بومةًتَقارَضُ ما بينها بالثَّنا
ويرعَوْن في هذَرٍ يابسٍمن القولِ ، رعيَ الجمالِ الكلا
يرَوْنَ " وُرَيقاتِهم " بُلغةًمن العيشِ لا غايةً تُبتغى
فَهُمْ والضميرِ الذي يصنعونَلمنْ يعتلي ، صهوةٌ تعتلى
ولاهِينَ عن جِدِّهم بالفراغِزوايا المقاهي لهم مُنتدى
تصايَح باللغوِ ما بينهاصِياحَ اللقالق تنفي الحصى
وشدُّوا خُيوطاً بأعناقِهمْتَصارَخُ ألوانُها بالدِّما
ألا يخجلونَ إذا قايسواحياتَهمُ بحياةِ الأُلى
سقَوا أرضَهم بنجيعً الدِّماءِفكانَ الشعارَ الدَّمُ المُستقى
وأولاءِ شُغْلُهم بالبطونِفهلاّ استعانوا بشدِّ المِعى
وعارٍ تحلّى بثوب الأديبوممَّا يُزكّي أديباً خَلا
ومن تبعات النُّفوس الكباربسِنِّ اليَراعِ الرخيصِ احتمى
الرجوع الى أعلى الصفحة اذهب الى الأسفل
bassam65
عضو ماسي
bassam65


عدد المساهمات : 3455
نقاط : 20317
تاريخ التسجيل : 11/11/2009
العمر : 59
الموقع : سوريا

الشاعر العراقي محمد مهدي الجواهري - صفحة 9 Empty
مُساهمةموضوع: رد: الشاعر العراقي محمد مهدي الجواهري   الشاعر العراقي محمد مهدي الجواهري - صفحة 9 I_icon_minitimeالأربعاء ديسمبر 23, 2009 2:16 pm

المقصورة - تابع

ومن تبعات النُّفوس الكباربسِنِّ اليَراعِ الرخيصِ احتمى
ووغدٍ تخيَّرَ أمثالَهفوغداً أهرَّ ووغداً شلا
إذا ما تصفحتَ أصنامَهوهُزأةَ ألقابها والكُنى
أراكَ- وإن أنكرَ العالمانِ -بمزمارِ داودَ ، بُوماً شدا
وأنَّ غُراباً شأى " معبداً "وأنّ حِماراً " غريضاً " حَكى
بدا لكَ طاهٍ أجيرُ البطونِكلُّ الذي تشتهيهِ طها
يسُدُّ بذاكَ فراغَ الضميرِويُوقِدُ روحاً خبيثاً خَبا
يبِصُّ لَذي مَنصِبٍ يُرتجىويَخدُم ذا صَولةٍ يُختشى
يَرى أنَّه حين يُطري الفسيلجُذَيْلاً هجا ، وعُذَيْقاً رمى
وشرٌّ أهرَّ بها أكلُباًأعارَهمُ نابَهمْ إذْ سَطا
حَبا ما حبا طغمة أُتخِمتْبفَضْلاتهِ ، وزوي ما زوى
وأطلقَ للصيدِ أظفارهنَّوأنيابَهنَّ بها واختفى
يقولونَ إنَّ يداً في الغُيوبِتُدير على الأرضِ حُكم السَّما
ولمَّا يَزَلْ مَثَلٌ سائرٌعلى الناسِ يَجري : بأيدي سبا
وتحريقُ " لوطٍ " بذنبٍ أتىوأخذُ " ثمودٍ " بسِقبٍ رغا
فما بالُ كفِّ القضا لا تدورُعلى بلدٍ ظلَّ حتى اختزى !؟
وأضحى " ثمودُ " و " لوطٌ " بهومَن لهما في الشرورِ انتمى
ومَن عاثَ في أممِ المشرقَينَوجارَ على أهلها واحتمى
حَييِينَ بينَ ولاة الأمورِفي بلدٍ ضاعَ فيه الحيا
يسائلُ بعضٌ به بعضهمأنحنُ أُخذنْا وهذا نجا ؟!
أُخِذْتَ لأني ركبتُ الطريقَشَذاً إلى غايةٍ تُبتغى
وأنت أُخِذْتَ على ناقةٍبفلْسينِ أمثالُهما تُشترى
وكنَّا أُناساً كماء السَّماءِتَخبَّطَ طوراً وطوراً صَفا
نجيءُ الحياةَ على رِسلِهانهاياتُها عندنا كالبِدي
ونأتي الجريرةَ لا نَغتليونَبغي الهَناةَ كما تُبتغي
ولا نكبِتُ العاطفاتِ الجْياعَفيُشرِقنا كبتُها بالشجا
إلى الآنَ يُضرَبُ من ههنابنا مَثلٌ في مصيرِ الدُّنى
ولو صَحَّ من مثلٍ للدَّمارِما كانَ غيرَهمُ ، والتَّوى
وجَدنا هُنا كلَّ ذي عَورةٍعلى كلِّ ذي حُرمةٍ قد سطا
وكلَّ كريمِ الثَّنا أصيدٍتَقلَّص في كِنِّهِ وانزوى
وجَدنا الرَّجالَ هنا بالرِّجالِلاهينَ ، في وَضَحٍ من سَنا
على حينَ تختصُّ نِسوانُهمنساءً ، ومنتصِفٌ مَن جزى
وجدَنا الزعيمَ – كما يَنْعَتُونَ -على قدَميْ غاصبيهِ ارتمى
وجدنا الخبائثَ والطَّيباتِبأضدادِهنَّ – هُنا – تُصطفى
وجدنا الرَّجالَ وأسماءَهميُخَّففُ من قُبحها بالكُنى
بَنِيَّ إذا الدَّهرُ ألقى القناعَوصرَّح من حسوهِ ما ارتغى
ودالتْ لهمْ دولةٌ كالَّتيلدى الناسِ في وجهها والقفا
سواءٌ فلا خَلْفُها من أمامِيبدو ، ولا وجهُها من ورا
ولا يستبيحُ بها سابقاًإلى المجدِ ركّاضةً مَن حَبا
ولا يقذفُ الشهمَ ذو لَوثةٍذميمٌ ، ولا يدّري مَن وعى
وكانَ المُفَضَّلُ لا المُزدرىلهُ يُعتزى وبهِ يُؤتسى
وكان بها المُثُل الصالحاتُلا الطالحاتُ ، هي المُقتدى
فلا تبخلوا أنْ تزوروا أباًجريرتُه أنَّ ذُّلاً أبى
ولا تبخَلوا أنْ تَمُدوا يداًلتحضِنَ منه خيالاً سَرى
وطيفاً أتاكمْ يُهنّيكمُبأنْ قد وُقِيتمْ زماناً مضى
ولا تُنكروا أنَّ " عُشّاً " بهتلوحُ لكمْ قَسَماتُ الهنا
كطُهْرِ " الطفولةِ " أجواؤهوأفياؤه كرفيفِ الضحى
ضرَبنا لنجمعَ أعوادَهلكم في صميمِ زمانٍ جَسا
ستدْرون أيَّ مطاوي البلاءِنزلنا إليها ، وأيَّ الهُوى
وأيَّ الخصومِ مَدَدْنا لهبأيِّ الأكفِّ بأيِّ القَنا
ضربناهُ بالفكرِ حتى التوىوبالقلبِ حتى هفا بالرَّدى
وكانَ القريضُ الذي تقرءونَأقتلَ مِن ذا وهذا شَبا
ضربناه أنْ لم يُصِبْ مَقتلاًبسهمٍ أراشَ ونصلٍ برى
وشرُّ " السهامِ " رُواءُ النعيمِوشرُّ " النضالِ " بريق الغِنى
سلامٌ على هَضَباتِ العراقِوشطَّيهِ والجُرْفِ والمُنحنى
على النَّخْلِ ذي السَّعَفاتِ الطوالِعلى سيّدِ الشَّجَرِ المُقتنى
على الرُّطَبِ الغَضِّ إذ يُجتلَىكوَشْيِ العروسِ وإذ يُجتنى
بإِيسارهِ يومَ أعذاقُهتَرفّث ، وبالعسرِ عندَ القنى
وبالسَّعْفِ والكَرَبِ المُستجِدِّثوباً " تهرّا " وثوباً نضا
ودجلةَ إذْ فارَ آذيُّهاكما حُمَّ ذُو حَرَدٍ فاغتلى
ودجلةَ زهوِ الصَّبايا الملاحِتَخَوَّضُ منها بماءٍ صَرى
تُريكَ العراقَّي في الحالتينِيُسرِفُ في شُحّهِ والنَّدى
سلامٌ على قَمَرٍ فوقَهاعليها هَفا وإليها رَنا
تُدغدِغُ أضواؤهُ صَدْرَهاوتَمسحُ طيَّاتِها والثِنى
كأنَّ يداً طرَّزَتْ فوقَهامن الحُسن مَوشِيةً تُجتلى
رواءُ النميرِ لها لُحمةٌوذَوبُ الشعاعِ عليها سَدى
ونجمٌ تَغَوَّرَ من حُبّهاونجمٌ عليها ادَّنى فادَّلى
على الجْسِرِ ما انفكَّ من جانبيهِيُتيحُ الهَوى مِن عيونِ المها
فيا ليتَهُنَّ الذي يعتديويا ليتَكَ الرّجلُ المُعتدى
ويا ليتَ بلواكَ قُبُّ الصدورِولُعسُ الشفاهِ وبيضُ الطُّلى
ويا ليتَ أنَّكَ لا تشتكيظَماءكَ إلاَّ لهذا اللَّمى
وليتَ بهنَّ ولا غيرهنَّتَنَقَّلُ في غضبٍ أو رِضا
بهنَّ ولا بغلاظِ الرقابِقِباحِ الوجوهِ خِباثِ الكُلى
سلامٌ على جاعلاتِ النَّقيقِ ،على الشَّاطئينِ ، بَريدَ الهوى
لُعنتنَّ مِن صِبيْةٍ لا تشيخُومن شِيْخَةٍ دَهْرَها تُصطبى
تقافَزُ كالجْنِّ بينَ الصخورِوتندسُّ تحتَ مَهيلِ النَّقا
حَلَفتُ بمنْ راءَكنَّ الحياةَسمحاءَ أبدعَ ما تُرتأى
وألبسكُنَّ جَمالَ الغديرِمَن صافَ منكنَّ أو مَن شتا
لأنتُنَّ من واهباتِ البيانِجَمالاً ومن مُحييِاتِ اللُغى
على أنَّها لُغةٌ ثرَّةٌعواطفكنَّ بها تُمترى
لقد عابكنَّ بما لا يُعابُفَدْمٌ بخَلْقٍ جميلٍ زَرى
بسَمحٍ يُنادمُ رَكبَ الخلودويُحسن للخابطينَ القِرى
يَدُلُّ على الماءِ مَن ضَلَّهويَرفعُ وحشةَ ليلٍ طَخا
كأنَّ بعينيكِ ياقوتتينِصاغهما جوهريٌّ جَلا
ولو لم يُخبِّرْ بريقُ النبوغِبعينيكِ عن مثلِ سفعِ الذّكا
لنَمَّ الجُحوظُ على شاعرٍبعيدِ الخيالِ عنيفِ الرؤى
سجا الليلُ إلا حماماً أجدٍّهَديلاً وترجيعَ كلبٍ عَوى
وجُندُبةً طارحَتْ جُندُباًوبُوماً زقا وسحيلاً ثغا
وديكاً يؤذِّنُ في جَمعهمبأن قد مضى الليلُ إلا إنى
ودَّوى قِطارٌ فرَدَّ الحياةَعفواً إلى عالَمٍ يُبتنى
وما برِحَ القمرُ المستديرُيَسبحُ في فلَكٍ مِن سنا
تلوذُ النجومُ بأذيالهِهَفَتْ إذ هفا ودَنَتْ إذ دنا
إلى أنْ تَضوَّرَ غولُ الصَّباحِودَبَّ الهُزالُ به فانضوى
سلامٌ على عاطراتِ الحقولِتناثرُ مِن حولهن القُرى
ويا لَلَطافةِ هذي الدُّنىيُتمّمها لُطفُ تلكَ القُصى
وحبلِ ضياءٍ تدلّى بهعلى أُفقٍ أُفقٌ والتقى
كأنَّ يدَيْ خالقٍ مُبدعٍتخيَّلَ عُريتَها وأرتأى
يَمُرَّانِ فوقَ الرُّبى والسفوحِويخترقانِ سُدوفَ الدُّجى
وينتزعانِ الشُفوفَ التيتدثَّرَ كَوْنٌ بها وارتدى
رويداً رويداً كما سُرِّحتْغلائلُ غانيةٍ تُنتضى
وألقتْ عليها الغيومُ اللطافُنَسْجاً كعهدِ الغواني وهى
تحرّقَ كاسٍ إلى عُريهِوأُغرم عارٍ به فاكتسى
كأنَّ بها عالماً واحداًتلاقى ، وإنْ بَعُد المنتأى
سلامٌ على بلدٍ صُنتُهوإيايَ مِن جفوةٍ أو قِلى
كلانا يكابدُ مُرَّ الفراقعلى كبدَينا ، ولَذْعَ النَّوى
وكلٌّ يُغِذُّ إلى طِيَّةلنا عند غايتها مُلتقى
غداً إذ يَطِنُّ فضاءُ العراقِطنينَ الثرى من هزبرٍ خَلا
وإذ يستقلُّ بِضَبْعِي فتىًيَرى الغُنْمَ في العيش كسب الثنا
ويقدُرُ إن ضمَّ منه اليدينِايَّ ثمينٍ نفيسٍ حَوى
غداً إذ فريقٌ يحوزُ الثنايَعَضُّ فريقٌ بصمِّ الصفا
الرجوع الى أعلى الصفحة اذهب الى الأسفل
bassam65
عضو ماسي
bassam65


عدد المساهمات : 3455
نقاط : 20317
تاريخ التسجيل : 11/11/2009
العمر : 59
الموقع : سوريا

الشاعر العراقي محمد مهدي الجواهري - صفحة 9 Empty
مُساهمةموضوع: رد: الشاعر العراقي محمد مهدي الجواهري   الشاعر العراقي محمد مهدي الجواهري - صفحة 9 I_icon_minitimeالأربعاء ديسمبر 23, 2009 2:18 pm

مقطعات من لندن..




هنا يرقدان :

أبيات من وحي بحيرة الأخوين .
هنا يرقدان وخضْرُ الجبالِتَُلُ الينابيعُ أرادانَها
بحيث البحيرةُ تُنسيهُماعناءَ الحياةِ وأدرانها
وحيثُ الرُعاةُ تُغنِّيهماإذا شَعْشَع الفجرُ ألحانها
وحيثُ يَهيج نسيمُ الصباحِغرامَ العَذارى وأشجانها
هنا يرقُدان بحيثُ السماءُتَصْبِغ بالوردِ ألوانها
يَبُّثهما الزَهرُ أشواقَهُوتُعطي الخمائِلُ عُنوانها

المقام في لندن :
مَلِلتُ مُقاميَ في لندنامُقامَ العَذارى بدور الزِنا
مُقام المسيح بدارِ اليَهودِمُقام العذابِ ، مُقام الضَنى

صاحبي !:
صاحبي لو تكونُ من أعدائيلتمنَّيتَ أن تموتَ بدائي
لتمنيت أن يكونَ لك الطُولانطُولُ الأذى وطُولُ البقاء

جين..:
أسرفتِ في ترف الجْمالِوسكِرتِ من خمر الدَّلالِ
وثنيتِ طرَفكِ فانثنىيرمي الظِلالَ على الظلال
أعيا جمالُك منطقيوسما خيالُك عن خيالي
يا " جينُ " لطفُ الخمرأنّكِ كنتِ ماثلةً حِيالي
ما شاء فليكتبْ عليَّالدهرُ ، إنّي لا أُبالي
إذ كان خَصْرُكِ في اليمينِوكان كأسي في الشِّمال
الرجوع الى أعلى الصفحة اذهب الى الأسفل
bassam65
عضو ماسي
bassam65


عدد المساهمات : 3455
نقاط : 20317
تاريخ التسجيل : 11/11/2009
العمر : 59
الموقع : سوريا

الشاعر العراقي محمد مهدي الجواهري - صفحة 9 Empty
مُساهمةموضوع: رد: الشاعر العراقي محمد مهدي الجواهري   الشاعر العراقي محمد مهدي الجواهري - صفحة 9 I_icon_minitimeالأربعاء ديسمبر 23, 2009 2:26 pm

ناغيت لبنانا...



ناغيت " لُبناناً " بشِعريَ جِيلاوضفرته لجبينهِ إكليلا
وردَدْتُ بالنغَمِ الجميلِ لأرزهظِلاًّ أفاءَ به عليَّ ظَليلا
أو مَا ترى شعري كأنَّ خِلالَهنسيَ النسيمُ جناحَهُ المبلولا
وحِسانَ لُبنانٍ منحتُ قصائديفسحبنهنَّ كَدَلِّهنَّ ذُيولا
أهديتُهُنَّ عُيونَهنَّ نوافِذاًكعيونِهِنَّ إذا رَمَيْنَ قتيلا
فردَّدنهنَّ من الأسى وجِراحِهكِسَراً .. فَرُحْتُ المُّهنَّ فُلولا
ورَجَعْتُ أدراجي أجرُّ غنيمةًمن " بنتِ بيروتٍ " جوىً وغليلا
لُعنَ القصيدُ فأيُّ مُثرٍ شامخٍسرعانَ ما استجدى الحسانَ ذليلا
رَدَّتْ مطامِحُه البِعادَ دوانياًوكثيرَ ما خَدعَ الخيالَ قليلا
ناغيتُ " لُبناناً " وهل أبقى الهوىبُقيىً على قيثارتي لتقولا
طارحتُه النغماتِ في أعيادِهبأرقَّ من سجعِ الحمامِ هديلا
ومَسحْتُ دمعَ الحُزنِ في أتراحِهوجعلتُ مَحْضَ عواطفي مِنديلا
وكذاكَ كنتُ وما أزالُ كما بنىأهلي أُجازي بالجميلِ جميلا
يا شيخَ " لُبنانَ " الأشمِّ فوارعاًوشمائلاً ، ومناعةً ، وقبيلا
مثَّلثَهُ في كلِّهنَّ فلم يُردْبسواك عنكَ . ولن يريدَ بديلا
إنَّ العراقَ وقد نزلتَ رُبوعَهُلَيَعُدُّ ساكِنَه لديكَ نزيلا
بُشرى " بشارةُ " أنْ تجوسَ خِلالَهاوتُزيرَ طرَفك أهلَها وتُجيلا
قف في ضفافِ الرافدينِ وناجِهاوتفيَّ صَفصافاً بها ونخيلا
واسمَعْ غِناء الحاصدينَ حُقولَهاللحاصداتِ من القلوبِ حُقولا
سترى القريضَ أقلَّ مِن أنْ يَجتلىلغةَ النفوسِ عواطفاً ومُيولا
وتلمَّسِ الآهاتِ في نَبَراتِهِمْيُشعِلْنَ من حَدَقِ العيونِ فتيلا
واستنطِقِ " الرَّمَلاتِ " في جَنَباتهاولطالما استوحى النبوغُ رمولا
واستوحِ كُوفاناً وبصرةَ إذ هُمايتصدَّرانِ العالَمَ المأهولا
يستورِدانِ حَضارةً ومواهباًويُصدِّرانِ فطاحلاً وفحولا
وتَقرَّ " بغداداً " فانَّ دُروبَهاستُريكَ من سِفرْ الزمانِ فُصولا
ستُريكَ كيف إذا استتمّتْ دولةٌأعمى الغرورُ رجالَها لتدولا
إيهٍ " بِشارةُ " لم تكنْ لتَحُدَّ منمهوى النفوسِ ولم تكنْ لتحولا
إني رَصَدتُكَ من بعيد لم أُرِدْإذناً عليكَ ولا بعثتُ رسولا
ودخلتُ نفسَك لم أزاحِمْ حاجباًعنها ، ولم ألجِ " الرِواقَ " فضولا
وحَلَفْتُ لا أُوذي الملوك ولا أُرىظِلاًّ على بابِ " الأميرِ " ثقيلا
صَونٌ لمجدِ الشعرِ أوهمَ خاطئاًأنّي خُلِقتُ على قِلىً مجبولا
ولربما ظنَّ الرواجمُ أنّهمْسيرَوْنَ من هذا " المنخَّل " غُولا
وعرفتُ فضلَكَ قبل كونِك عاهلاًتُرخي عليكَ حِجابَك المسدولا
تَلِجُ العقولَ عباقراً ونوابغاًوتُمحِّصُ المعقولَ والمنقولا
ووجدتُك المُعطي السياسةَ حقَّهاترعى النُّصوصَ وتُحسِنُ التأويلا
والمستجيرَ بظلِّها من ظلِّهاتتخيرُ التحويرَ والتحويلا
ولمستُ يومَك حين ضجَّ ضجيجُهاومشتْ تدُكُّ روابياً وسهولا
تستخدمُ المتفجراتِ لدافعٍعن حقِّهِ وتُسخِّرُ " الأسطولا "
وعُقابُ " لبنانٍ " تَضُمُّ جَناحَهاتحمي الفِراخَ وتحرُسُ الزُّغلولا
وبنوكَ أُسْدَ الغابِ في لبِداتِهِمْعُبْلُ السواعد يمنعونَ الغيلا
حتى إذا انجلتِ العَجاجةُ وارتمىشِلْواً – ربيبُ " فَجارةٍ " منخولا
وتخلتِ الأقدارُ عن متجبِّرٍملأ البلادَ وأهلَها تنكيلا
وبرزتَ مثلُ السيفِ لا مُستسلماًجُبْناً ، ولا نِكْساً ، ولا مخذولا
وتزاحمتْ بالهاتفينَ شِعابُهايُزجُونكَ التكبيرَ والتهليلا
كنتَ الجديرَ بكلِّ ذاكَ وفوقَهإذ كنتَ سيفَ جهادِها المسلولا
يا شيخَ " لبنانٍ " وحَسْبُكَ خِبرةًرَفَعَتْك شيخاً في الملوك جليلا
جرَّبتَ حنظلةَ الدخيلِ وطعمَهاوصميمَها وطِلاءَها المعسولا
ولمستَ من لَهَبِ السياطِ ووَقْعهافوقَ الظهورِ على الطُّغاةِ دليلا
ورأيتَ كيف العِلْجُ يُسمِنُ أهلَهُيُقري بنيهِ شعبَك المهزولا
وعرفتَ قدرَ العاملينَ مبجَّلاًشكراً ، وحظَّ العاملينَ جزيلا
رَنتِ العيونُ إليكَ تُكبِرُ موقفاًمن " شيخِ " لُبنانَ النبيل نبيلا
وتُريدُ منك وقد تقلَّصَ ظلُّهمألا تَميزَ على الدخيلِ دخيلا..
فلقد خَبَرنا نحنُ قبلَك مِثلَهُوأشرَّ في لغةِ الطُغاةِ مثيلاً
فاذا بـ " حنظلةٍ " تَحِنُ لأختِهاوإذا بـ " شدقمَ " يستظلُّ " جديلا "
وإذا بأولاوءٍ تفرِّقُ بينَهمشتى الدُّروبِ ويلتقونَ سبيلا
فاوِض فقد غَدَت العوالِمُ عالماًما زالَ حَبْلُ صِلاتهِ موصولا
وسيجرِفُ التاريخُ في تيّارِهشعباً يَظَلُ مُجانِباً معزولا
وتُراثُ " لُبنانٍ " قديمٌ نشرهُفي المشرقينِ مواهباً وعقولا
لكنْ تَوَقَّ من الوعودِ سلاسلاًبرّاقةً ، ومن العهودِ كُبولا
فاوِضْ وخلِّ وراءَ سمعِك مُغرياًوأمامَ عينِكَ شامتاً وعَذولا
ولأنتَ أعلمُ إنْ تُزحْزَحْ عندَهمشبراً ، فسوفَ يُزحزحونكَ ميلا
وإذا ارتختْ عُقَدٌ تيسّرَ حلُّهاجدُّوا لكم عُقَداً تُريدُ حُلولا
" عبدَ الاله " وليس عاباً أنْ أرىعِظمَ المقَامِ مُطوِّلاً فأطيلا
كرَّمت صيفَك يستثيرُ جلالهنُطقاً ، ويدفعُ قائلاً ليقولا
يا ابنَ الذينَ تنزَّلتْ ببيوتِهمسُوَرُ الكتابِ ، فرُتِّلتْ ترتيلا
الحاملينَ من الأمانةِ ثقلَهالا مُصعِرينَ ولا أصاغِرَ مِيلا
والناصبينَ بيوتَهم وقبورَهمللسائلينَ عن الكرامِ دليلا
والطامسينَ من الجهالةِ غَيْهباًوالمُطلعينَ من النُّهى قِنديلا
ملكوا البلادَ عروشَها وقصورَهاواستعذبوا وعْث التراب مَقيلا
يا ابنَ النبيِّ وللملوكِ رسالةٌمَنْ حَقَّها بالعدلِ كانَ رسولا
يرجو العراقُ بظلِّ رايةٍ فيصلٍأنْ يرتقي بكما الذُّرى ويطولا
لا شك أنَّ وديعةً مرموقةًعز الكفيلُ لها فكنت كفيلا
وكيانُ مُلكٍ في حداثةِ عهدِهيتطلَّبُ التلطيفَ والتدليلا!
وسياسة حضنتْ دُعاةَ هزيمةٍوتبنَّتِ التفريقَ والتضليلا
تُغري المثقفَّ أن يكون مُهادِناًوابنَ الجهالةِ أنْ يظَلَّ جَهولا
ألقت على كتِفيكَ من زَحَماتِهاعبءاً تنوءُ بهِ الرِّجالُ ثقيلا
شدَّتْ عروقَك من كرائمِ هاشمٍبيضٌ نمينَ خديجةً وبتولا
وحَنَتْ عليكَ من الجدودِ ذؤابةٌرَعَتِ الحسينَ . وجعفراً وعقيلا
قُدْتَ السفينةَ حين شَقَّ مقادُهاوتطلَّبتْ رُبَّانَها المسؤولا
أعْطتْكَ دَفَّتها فلم تَرجِعْ بهاخوفَ الرِّياحِ ولا اندفعتَ عَجولا
وَمنَحْتَها والعاصِفاتُ تؤودُهامَتناً أزلَّ وساعداً مفتولا
أُعطِيتَ ما لم يُعطَ قبلَكَ مثلَهشعباً على عِرفانِكُمْ مجبولا
إنَّ العراقَ يُجلُّ بيْعةَ هاشمٍمن عهدِ جدِّكَ بالقرونِ الأولى
هذي مصارِعُ مُنجبيكَ ودورُهميملأنَ عَرضاً للعراقِ وطُولا
ما كانَ حجُّهُمُ وطوفُ جموعِهمْلقبورِ أهلِكَ ضَلَّةً وفُضولا
حبُّ الأُولى سكنوا الديارَ يَشفُّهمفيعاوِدونَ طلولَها تقبيلا
يا شيخَ " لُينانٍ " شكيَّةَ صارخٍتتخلَّلُ الترحيبَ والتأهيلا
كنّا نُريدُك لا القلوب " مغيمة "فينا . ولا خِصبُ النفوسِ مَحيلا
لنريكَ أفراحَ العراقَ شَمالَهوجنوبَه وشبيبةً وكُهولا
جئتَ العراقَ ومِن فِلَسْطِينٍ بهوَجَعٌ مطببَّهُ يعودُ عليلا
والمسجدُ المحزونُ يُلقي فوقَهليلاً – على الشرقِ الحزينِ – طويلا
ذهبتْ فِلَسْطينٌ كأن لم تَعترِفْمِن كافليها ضامناً وكفيلا
وعفَتْ كأن لم يمشِ في ارجائها" عيسى " ، و " أحمدُ " لم يَطِرْ محمولا
والمسجدُ الأقصى كأنْ لم يرتفعْفيهِ أذانٌ بُكرةً وأصيلا
وثرى صلاح ِالدينِ دِيسَ وأنعلتْمنه جيوشُ الواغلِين خُيولا
و " الحنظلُّي " بحِلْفِهِ ووعُودهِما زالَ كاذبُ وعدِه ممطولا
لم يرعَ شرعَ الكافرينَ ، ولا وفىحقَّيهما القرآن َ والانجيلا
أعطى " إلَنْبي " أهلَها فاستامهمبلفورُ ، فاستوصى بهم عِزريلا
واليومَ يفخرُ " بالحيادِ " كفاخرٍبالقتلِ إذ لم " يُسلَخِ " المقتولا
الرجوع الى أعلى الصفحة اذهب الى الأسفل
bassam65
عضو ماسي
bassam65


عدد المساهمات : 3455
نقاط : 20317
تاريخ التسجيل : 11/11/2009
العمر : 59
الموقع : سوريا

الشاعر العراقي محمد مهدي الجواهري - صفحة 9 Empty
مُساهمةموضوع: رد: الشاعر العراقي محمد مهدي الجواهري   الشاعر العراقي محمد مهدي الجواهري - صفحة 9 I_icon_minitimeالأربعاء ديسمبر 23, 2009 2:31 pm

قف بأجداث الضحايا ...



حضَنَ " التاجُ " بنيه فتعالَىوتعالى " حارسُ التاج " جَلالا
وتعالت أُمةٌ لم تنحرفْعن مدى الحقِّ ولا زاغَت ضَلالا
أُمةٌ تكرهُ من مستعمِرٍفَرْضَه النصرَ ! وتأبى الانخِذالا
اوطأت أقدامَها " عارمَة "حسَكَ الجور ، وشاءَته انتِعالا
وتخطَّت جمرَة الغيضِ إلى" وقدةِ " المَوتِ فزادتها اشتِعالا
ومشَت " للهُلْك " تدري أنّهيسألُ الرّوح عن الدنيا زَوالا
عرفَت أنَّ الذينَ استفرَشواحُلَلَ الديباجِ غَنْجاً ودَلالا
نَعمت أظفارُهُمْ من " رقةٍ "فهي لا تَقوَى عن اللحم انفِصالا
ثم شاءوا المجدَ فيما يُقتَنَىحِلْيةً تُضفي على البيتِ جَمالا
كتَبَ الدهرُ على أبوابِهمْهَهنا يرقُد من عافوا النِضالا
ههنا يرقُدُ من ظَلّوا علىهامِشِ " التاريخ " كَلاًّ وعِيالا
والذين استنزَفوا طاقاتِهمفي المشقّات هُم كانوا الرجالا
حضَنَ التاجُ بنيهِ حضنْةَ الليثلا يبغي عن " الشِبل " انفِصالا
وتحدَّى من تحدَّى معلناًأنه يَقبل في الحق النِزالا
وانبرَتْ كفٌّ هي البُرْهُ مشَىفشفَى من " مُزمن " داءً عُضالا
تمسَحُ الدمعةَ سالتْ حرّةًفوق جُرحٍ فاحَ بالعِطر وسالا
ورَمى نَسْرُ قُرَيشٍ فوقَهممن جَناحَيه الحبيبَيْن ظِلالا
يَسْتجِمُّ المجدُ في أفيائهامُتعَباً لاقى من الجَهد كَلالا
يا حُماةَ الطُهرِ في مُعترَكٍزَحَمَ الطُهْرَ به الرجسُ فمالا
كرفيفِ الزَّهر في رَيْعانهلم تُدنِّسْه يدُ الجاني ابتذالا
نَسَلوا من كل حَدْب ، نسوةًورجالا ، وَجنوباً ، وشَمالا
يا شباباً صَبَغوا الأرضَ دماًكان في " وجنة " سِفر المجدِ خالا
مَنَحَ الباغي هواناً وصغىوحَبَا الأمّةَ زهوا واختِيالا
أكثِروا من دَمكمْ تَستَكثِروامن فمِ التاريخ مجداً وابتهالا
فهو ظَمآنُ إلى أمثالِهِلا دماءٌ خَثَرت فهي كُسالى
واكتُبوها صفحةً إن ذُكِرتكنتُمُ الأمثال فيها والمِثالا
ليلةٌ ألقَتْ اليكم ثِقْلَها !وليالٍ سَوف تأتيكم " حَبالى " !
واختِموا عهد َ " زعامات " عَفَتْكاذباتٍ لفَقوهُنَّ انتحالا
جامعاتٍ – كلَّ ما لا يلتَقيمن نَقيضَيْن – شَناراً واحتِفالا
من حُطام لُمَّ من كلِّ خَناوادعاءٍ صارخٍ قيلاً وقالا
وَمُدِلّين بأن قد قَرَنوا !بالخَنا جاهاً وبـ " الحُظِوةِ " مالا
قِف بأحداث الضّحايا لا تُسِلْفوقها دَمعاً ولا تَبكِ ارتجالا
لا تُذِلْ عهدَ " الرجولات " التيتكرهُ الضَعْفَ . وتأبى الانحِلالا
وتَلقَّفْ من ثَراها شَمّةَتملأُ المنخِرَ عِزا وجلالا
وَضَعِ " الإِكليل " زَهْراً يانعاًفوقَ زهرٍ من ضمير يَتلالا
ثم خَفِّضْ من جَناحيك بهاثم أبلغْها إذا شِئتَ " مقالاً " !
أيُّّها الثاوونَ في جَولاتكمطِبْتُمُ مَثوى ً وعُطّرتُمْ مجالا
كلُّنا نحسُدُكم أن نِلْتُمُشَرَفَ الفُرصةِ – من قبلُ – اهتبالا
كلُّنا نمشي على آثارِكمْبالضَحيّات خفافاً وثِقالا
كلُّلنا ممتَثِلٌ من وَحيكمما يُريد الوَطنُ الحُرُّ امتِثالا
فإذا شِئْتُم مَشَيْناها ونىًوإذا شئتم مشيناها عِجالا
وإذا شِئتُم صَبغْناها دماًصبغةً تُؤْذِنُ بالحال " انتقالا "
يا حفيظَ العهدِ للوادي وياأمَلَ الوادي فُتُوّاً واقتبالا
وصليبَ العُود يَأبَى غمزةًورفيعَ الرأس يأبَى أنْ يُطالا
هُرِعَ الشعب إلى مُنقذِهمُلقِياً في الساحة الكبرى الرّجالا
كَذَبَ المُلقون في رُوعِكُمُأنَّه يطلُبُ أمراً لن يُنالا!
قل لأولاءِ الذين استأثَروابالملذّاتِ وبالحكمِ احتيالا
والذين اختَلقُوا أنّهُمُوحدَهُمْ مدُّوا إلى العرشِ حبالا!
كم وكم ثاوٍ بجُحْرٍ مُظلمٍوحريبٍ يأكلُ الماءُ الزلالا
كان أصفى نيةً في حُبّكممن مُدِلّينَ نِفاقاً وافتِعالا
والذين افتَخروا أنَّهميَلبَسون " الشعب " ما شاؤا نِعالا
والذين استَنْفَروا من حولهمزُمراً عبَّأها الشرُّ رِعالا
ليسُدَّ " السوطُ " مَجْرَى فكرةِوتُعيقَ " النارُ " قَولاً أنْ يُقالا
قلْ لهم : لَسْتُم رفاقي فانفِرواإنَّ هذا الشعبَ لا يَبغِى مُحالا!
إنه يَشجُبُ من حُكّامهخُطةَ العَسف ويأبى الاغتِلالا
ويريدُ العَدْل في أحكامهوالمساواةَ وان عزَّتْ مَنالا
لا " يُقالُ " الشعبُ لكنْ طغمةٌتسترقُّ الشَعبَ أولى أن تُقالا
الرجوع الى أعلى الصفحة اذهب الى الأسفل
bassam65
عضو ماسي
bassam65


عدد المساهمات : 3455
نقاط : 20317
تاريخ التسجيل : 11/11/2009
العمر : 59
الموقع : سوريا

الشاعر العراقي محمد مهدي الجواهري - صفحة 9 Empty
مُساهمةموضوع: رد: الشاعر العراقي محمد مهدي الجواهري   الشاعر العراقي محمد مهدي الجواهري - صفحة 9 I_icon_minitimeالأربعاء ديسمبر 23, 2009 2:34 pm

أخي جعفر



أتَعْلَمُ أمْ أنتَ لا تَعْلَمُبأنَّ جِراحَ الضحايا فمُ
فَمٌّ ليس كالمَدعي قولةًوليس كآخَرَ يَسترحِم
يصيحُ على المُدْقِعينَ الجياعأريقوا دماءكُمُ تُطعَموا
ويهْتِفُ بالنَّفَر المُهطِعينأهينِوا لِئامكمُ تُكْرمَوا
أتعلَمُ أنَّ رِقابَ الطُغاةأثقَلَها الغُنْمُ والمأثَم
وأنّ بطونَ العُتاةِ التيمِن السُحتِ تَهضِمُ ما تهضم
وأنَ البغيَّ الذي يدعيمن المجد ما لم تَحُزْ " مريم "
ستَنْهَدُّ إن فارَ هذا الدمُوصوَّتَ هذا الفمُ الأعجم
فيا لكَ مِن مَرهمٍ ما اهتدَىإليه الأُساة وما رهَّموا
ويا لكَ من بَلسمٍ يُشتَفىبه حينَ لا يُرتجى بَلسم
ويا لكَ من مَبسِمٍ عابسٍثغور الأماني به تَبسِم
أتعلمُ أنّ جِراحَ الشهيدتظَلُّ عن الثأر تستفهِم
أتعلمُ أنّ جِراحَ الشهيدمِن الجُوعِ تَهضِمُ ما تَلهم
تَمُصُّ دماً ثُم تبغي دماًوتبقى تُلِحُ وتستطعِم
فقُلْ للمُقيمِ على ذُلّهِهجيناً يُسخَّرُ أو يُلجَم
تَقَحَّمْ ، لُعِنْتَ ، أزيزَ الرَّصاصوَجرِّبْ من الحظّ ما يُقسَم
وخُضْها كما خاضَها الأسبقونوَثنِّ بما افتتحَ الأقدم
فإِمَّا إلى حيثُ تبدو الحياةلِعينيْكَ مَكْرُمةً تُغْنَم
وإمَّا إلى جَدَثٍ لم يكُنليفضُلَه بيتُكَ المُظلِم
تَقَحَّمْ ، لُعِنْتَ ، فما تَرتجيمِن العيش عن وِرده تُحرَم
أأوجعُ مِن أنَّك المُزدرىوأقتلُ مِن أنَّك المُعدِم
تقحَّمْ فمَنْ ذا يَخوضُ المَنونإذا عافَها الأنكدُ الأشأم
تقحَّمْ فمَنْ ذا يلومُ البطينإذا كان مِثلُكَ لا يَقْحَم
يقولون مَن هم أولاءِ الرَّعاعُفأفهِمْهُمُ بدَمٍ مَنْ هُم
وأفهِمْهُمُ بدمٍ أنَّهمْعَبيدُكَ إنْ تَدْعُهمْ يَخدُموا
وأنَّك أشرفُ من خيرِهمْوكعبُك مِن خدهِ أكرم
أخي " جعفراً " يا رُواء الربيعإلى عَفِنٍ باردٍ يُسلَم
ويا زَهرةً من رياض الخُلودتَغوَّلها عاصفٌ مُرزِم
ويا قبَساً من لهيب الحياةخَبا حين شبَّ له مَضْرَم
ويا طلعةَ البِشر اذ ينجليويا ضِحكةَ الفجر إذ يَبسِم
لَثَمْتُ جراحكَ في " فتحةٍ "هي المُصحَف الطُهرُ إذ يُلثَم
وقبَّلتُ صدرَك حيثُ الصَّميممِن القلب ، مُنْخَرقاً ، يُخرَم
وحيثُ تَلوذُ طيورُ المُنىبه فهىَ ، مُفزعَةً ، حُوَّم
وحيثُ استقرَّت صِفاتُ الرجالوضَمَّ معادِنَها مَنجَم
وَرَّبتُّ خدّاً بماءِ الشبابيرفُّ كما نوّر البُرعُم
ومَّسحتُ مِن خُصَلٍ تَدَّليعليه كما يَفعلُ المُغرم
وعلَّلتُ نفسي بذوب الصديدكما علَّلتْ وارداً " زمزم "
ولقَّطتُ مِن زَبدٍ طافحٍبثَغرك شهداً هو العَلْقَم
وعوَّضتَ عن قُبلتي قُبلةًعَصَرْتَ بها كلَّ ما يؤلِم
عَصَرْتَ بها الذكرياتِ التيتقَضَّتْ كما يَحْلُمُ النُوَّم
أخي " جعفراً " إنّ رجعَ السنينبَعْدَك عندي صَدىً مُبْهم
ثلاثونَ رُحْنا عليها معاًنعذَّبُ حِيناً ونستنعِم
نُكافحُ دهراً ويستَسْلِمُونُغلبُ طَوراً ونَسْتَسلِم
أخي " جعفراً " لا أقولُ الخَيالوذو الثأرِ يَقْظانُ لا يَحلُم
ولكنْ بما أُلهِمَ الصابرونوقد يقرأُ الغيبَ مُستَلهِم
أرى أُفُقاً بنجيع الدماءِتَنوّرَ واختفتِ الأنجُم
وحبلاً من الأرض يُرقى بهكما قذفَ الصاعدَ السُلَّم
إذا مدَّ كفّاً له ناكثتصدَّى ليقطَعها مُبْرِم
تكوَّر من جُثَثٍ حولهضِخامٍ وأمجادُها أضخم
وكفّاً تُمدُّ وراء الحجابفترسُمُ في الأفْقِ ما ترسُم
وجيلاً يَروحُ وجيلاً يجيءوناراً إزاءَهما تُضرَم
أُنبِّيكَ أنّ الحِمى مُلْهَبٌوواديه من ألمٍ مُفعَم
ويا وَيْحَ خانقةٍ مِن غدٍإذا نَفَّسَ الغدُ ما يَكظم
وأنّ الدماءَ التي طلَّهامُدِّلٌّ بشُرطتهُ مُعرم
تَنَضَّحُ من صدرِك المُستطابنزيفاً إلى الله يَستظلِم
ستبقى طويلاً تَجُرُّ الدماءولَنْ يُبرِدَ الدمَ إلاّ الدم
وأنَّ الصدورَ التي فلَّهاوأبدعَ ! في فلِّها مُجْرم
ونَثَّرَ أضلاعها نَثْرةَشَتاتاً كما صُرّفَ الدرهم
ستَحْضُنُها من صُدور الشبابقُساةٌ على الحقِ لا ترحم
أخي " جعفراً " إنّ عِلَم اليقينأُنبِّيكَ إنْ كنتَ تستعلِم
صُرِعْتَ فحامتْ عليك القلوبوخفَّ لك الملأُ الأعظَم
وسُدَّ الروُُاقُ ، فلا مَخرجٌوضاقَ الطريقُ ، فلا مَخرم
وأبلغَ عنك الجَنوبُ الشَّمالوعزَّى بك المُعرِقَ المُشئِم
وشَقَّ على " الهاتفِ" الهاتفونوضجَّ من الأسطُرِ المرِقَم
تعلَّمتَ كيف تَموتُ الرجالوكيف يُقامُ لهمْ مأتَم
وكيف تُجرُّ إليك الجموعُكما انجرَّ للحَرمِ المُحرِم
ضحِكتُ وقد هَمْهَمَ السائلونوشقَّ على السمعِ ما همهموا
يقولون مِتَّ وعند الأساةِغيرَ الذي زَعَموا مَزعَم
وأنتَ مُعافى كما نرتجيوأنت عزيزٌ كما تعلَم
ضحِكتُ وقلتُ هنيئاً لهموما لفَّقوا عنك أو رجَّموا
فهم يبتغون دماً يشتفيبه الأرمدُ العينِ والأجذم
دماً يُكذِبُ المخلصونَ الأباةبه المارقينَ وما قسَّموا
وهم يبتغونَ دماً تلتقيعلية القُلوب وتستَلئم
إلى أنْ صَدَقْتَ لهمْ ظَنَّهمفيا لكَ من غارِمٍ يَغنَم
فهمْ بك أولى فلَّما نَزَلكَجِذْرٍ على عَددٍ يُقسم
وهم بك أولى ، وإن رُوِّعت" عجوزٌ " على فِلذةٍ تلطِم
وتكفُرُ أنَ السما لم تعدتُغيثُ حَريباً ، ولا تَرْحَم
وأُختٌ تشقُّ عليك الجيوبفيغرَزُ في صدرها مِعصَم
تناشِدُ عنك بريقَ النُّجوملعلَّك مِن بينها تنجُم
وتَزْعُمُ أنَّك تأتي الصَّباحَوقد كذَّبَ القبرُ ما تَزْعُم
لِيَشْمَخْ بفقدِكَ أنفُ البلادوأنفي وأنفُهم مُرغم
أخي " جعفراً " بعُهود الاخاءِخالصةً بيننا أُقسِم
وبالدمع بَعدَكَ لا يَنثنيوبالحُزنِ بَعدَكَ لا يُهزم
وبالبيتِِ تَغمرُهُ وحشةٌكقبركَ يَسأل هل تقدَم
وبالصحب والأهلِ " يستغربون "لأنَّك منحرفٌ عنهم
يميناً لتَنهَشُني الذكرياتعليك كما يَنهش الأرقم
إذا عادني شبحٌ مفرحٌتصدَّى له شبحٌ مؤلِم
وأنّي عُودٌ بكفِّ الرياحِيسأل منها متى يُقصَم
أخي " جعفراً " وشجونُ الأسيستَصرِم حبلي ولا تُصرَم
أزحْ عن حَشاك غُثاء الضميرولا تكتُمَنّي ، فلا أكتُم
فانْ كانَ عندكَ مِن مَعتَبٍفعندي أضعافُه مَنْدَم
وإن كنتَ فيما امتُحِنَّا بهوما مسَّّّنا قَدَرٌ محْكَم
تُخَرِّجُ عُذراً يُسلّي أخاًفأنت المدِلُّ به المُنعِم
عصارةُ عُمرٍ بشتّى الصنُوفمليءٍ كما شُحِنَ المُعْجم
به ما أُطيقُ دفاعاً بهوما هو لي مُخْرِسٌ مُلجِم
أسالتْ ثراك دموعُ الشبابونوَّر منك الضريحَ الدم
الرجوع الى أعلى الصفحة اذهب الى الأسفل
bassam65
عضو ماسي
bassam65


عدد المساهمات : 3455
نقاط : 20317
تاريخ التسجيل : 11/11/2009
العمر : 59
الموقع : سوريا

الشاعر العراقي محمد مهدي الجواهري - صفحة 9 Empty
مُساهمةموضوع: رد: الشاعر العراقي محمد مهدي الجواهري   الشاعر العراقي محمد مهدي الجواهري - صفحة 9 I_icon_minitimeالأربعاء ديسمبر 23, 2009 2:44 pm

يوم الشهيد ...







يومَ الشَهيد : تحيةٌ وسلامُبك والنضالِ تؤرَّخُ الأعوام
بك والضحايا الغُرِّ يزهو شامخاًعلمُ الحساب ، وتفخر الأرقام
بك والذي ضمَّ الثرى من طيبِهمتتعطَّرُ الارَضونَ والأيام
بك يُبعَث " الجيلُ " المحتَّمُ بعثُهوبك " القيامةُ " للطُغاة تُقام
وبك العُتاة سيُحشَرون ، وجوهُهُمسودٌ ، وحَشْوُ أُنوفهم إرغام
صفاً إلى صفٍّ طغاماً لم تذُقْما يجرَعون من الهَوان طَغام
ويُحاصَرون فلا " وراءُ " يحتويذَنباً ، ولا شُرطاً يحوز " امام"
وسيسألون مَن الذين تسخَّرواهذي الجموعَ كأنها أنعام
ومَن استُبيح على يَديهم حقُّهاهدراً ، وديست حرمةٌ وذِمام
ومَن الذين عَدَوا عليه فشوَّهواوجهَ الحياة فكدَّروا وأَغاموا
خَلَصَ النعيمُ لهم فهم من رقةٍوغضارةٍ بيضُ الوجوه وِسام
وصفا لهم فلَكُ الصِبا فتلألؤافيه كما تَتَلألأ الأجرام
يتدلَّلون على الزمان كما اشتَهتشهواتُها قُبُّ البطون وِحام
ومَداس أرجلهم ونَهْبُ نِعالهمشَعبٌ مهيضُ الجانِحين مُضام
يُمسي ويُصبح يستظلُّ بِخِدنهبَقَر الزَريب، ويرتَعي ويَنام
سيُحاسَبون ، فان عَرتْهم سَكْتَةٌمن خيفةٍ فستنطِقُ الآثام
سيُنكِّسُ المتذبذبون رقابَهمحتى كأنّ رؤوسَهم أقدام
يومَ الشهيد ! وما الخيالُ بسادربئسَ الخيالُ تقودُه الأوهام
الشعر – يا يومَ الشهِيد – تجارِبٌوبلاؤُها ، لا لؤلؤٌ ونِظام
كَذِباً يُخيَّل أن بارقة المُنىتنجابُ منها وحشةٌ وظَلام
أو أنَّ بالنَّزْر اليسير من الدماسيُبَلُّ من عطَش الطُغاة أُوام
أو أنَّ مَتعوباً ستَسْعى نحوهعما قريبٍ راحةٌ وجِمام
حُسبانُ ذلك للشهيد خِيانةٌوِلما تفَجّرَ من دمٍ إجرام
ولَتلك مَدعاة سيُنصَرُ عندهاعارُ النُكوص ويُخذَلُ الإِقدام
ولَذاك إِيهام يضلِّلُ أُمةًوسلاحُ كل مضلِّلٍ إيهام
عَظُمت محاولةٌ وجَلَّ مرامُأفباليَسير من العَناء تُرام
يومَ الشهيد ! طريقُ كل مناضلٍوَعرٌ ، ولا نُصُبٌ ولا اعلام
في كل مُنعَطَفٍ تَلوحُ بليةوبكُلِّ مُفتَرقٍ يدِبُّ حِمام
وحياضُ مَوت تلتقى جَنَباتُهاوعلى الحياضِ من الوُفود زِحام
وقِباحُ أشباح لمُرتَعِدي الحَشَابَرمٌ بها ، ولمُحرِبين هُيام
بك بعد مُحتَدِمِ النضالِ سينجَليمما ابتدأتَ من النِضالِ ختام
سيُجازُ شَهرٌ بالعَناء وآخَرٌويُخاضُ عامٌ بالدماء وعام
ستطيرُ في أفقِ الكفاح سَواعدٌوتَطيحُ في سُوح الكرامة هام
ستَشور من رَهَج اللُهاث عجاجةٌويَهُبُّ من وَهَجِ الشَّكاة قَتام
سيُعالَجُ الباغي بنَضْحٍ من دَمٍحتى تُسَكَّنَ شَهوةٌ وعُرام
لابُدَّ من نارٍ يروح وَقودُهامنّا ومنه غارِبٌ وسَنام
وتُنير منها الخابطينَ دُروبَهممن بعدِ ذلك جذوةٌ وضِرام
اذ ذاك يًُصبحُ بعد طُول مَتاهةٍبيد الشُعوب مقادةٌ وزِمام
تبّاً لدولةِ عاجزينَ تَوهَّمواأن " الحكومةَ " بالسِياط تُدام
والوَيْلُ للماضينَ في أحلامِهمإن فرَّ عن " حُلمٍ " يَروع منَام
وإذا تفجَّرَت الصدورُ بغيظهاحَنَقاً كما تتفجّر الألغام
وإذا بهم عَصْفاً أكيلاً يرتميوإذا بما ركنوا إليه رُكام
وإذا بما جَمَعَ الغُواةُ خُشارةٌ" وإذا عصارةُ كلِّ ذاك أثام "
يومَ الشهيدِ ! لَسوف تُعقِبُ في غدٍيوماً تَحارُ بكُنهه الأَفهام
ولسوف نَجهل ما يِقلُّ بصلبهقَدَرٌ ، وما تَتَمخَّضُ الأيّام
ولسوفَ يُصبحُ ما نحارُ بكُنْههإن حانَ حِينٌ واستتم تمام
امراً كما قالَ البديهةَ قائلٌ :" النورُ نورٌ والظَلامُ ظلام "
اني لَيخنُقُني الأسَى ويهُّزُّنيما لاحَ طفلٌ يحتَبي وغُلام
علماً بأن دِماءَهم ليست لهموبأنها للجائعينَ طَعام
للناس بعد اليَومِ مِيلادُ الفَتىومَماتُه ، ورَضاعةٌ وفِطام
يوم الشهيد ! بكل جارحةٍ مشَىداءٌ تَعاوَرَه الزمان عُقام
تَعِبَ الأساةُ به ، وجافَى أهلَهيأساً نِطاسيٌّ به عَلاّم
وتَعَسَّر الابلالُ حتى تَنتَفىمنه الجذورُ ، وتُقطَعَ الأَجذام
يوم الشهيد! بك النُّفوس تفتَّحتوَعياً ، كما تَتَفَتَّحُ الأكمام
كادَ الضعيف يشُكُّ في إيمانهوالصبرُ كاد يَشَلُّه استسلام
طاح البلاءُ بخائرٍ في مَعرَكٍأشِبٍ تطيشُ بهَوله الأحلام
وانجاب عن مترددينَ طِلاؤُهموانزاحَ عن متربصِّينَ لِثام
وأعضَّ قوم بالسكوت ، وأفصَحَتْعن غير ما عُرِفَت به أقوام
وتمسكَّ المتثبِّتون بجاحمٍجَمَراتُه تُشوى بها الأقدام
وتراكم الصبرُ الجميلُ بساحةمن حولها تتراكمُ الآلام
شعب يُجاعُ وتُستَدرُّ ضروعُه !ولقد تُمارُ لتُحلَبَ الأغنام
وأُمِدَّ للمستهترين عنانُهمفي المُخزِيات فأرْتَعوا وأساموا
وَتَعَطَّلَ الدستورُ عن أحكامهمن فَرطِ ما ألوَى به الحُكَام
فالوعيُ بَغىٌ ، والتحرُّرُ سُبَّةٌوالهَمْسُ جُرْمٌ ، والكلامُ حَرام
ومُدافِعٌ عما يَدينُ مُخرِّبٌومطالِبٌ بحقوقِه هدّام
ومشَى بأصلاب الجُموع يَهُزُّهاالجَهَلُ والإِدقاعُ والأسقام
وهَوَت كرامتٌ تولَّت أمرهاخِططٌ ، تولَّى امَرها إحكام
فكرامةٌ يُهزَى بها ، وكرامةٌيُرثى لها ، وكرامةٌ تُستام
وانصاعَ يغزُو اهلَه وديارَهجيشٌ من المتعطلِّين لُهام
وتَصافَقَت حُجَزٌ على مُتحرِّرٍومفكرٍ فتحطَّمت أقلام
ولكلِّ مُحتَطِبِ الخنا مَداحةٌولكل مُمتدِح النثا شَتّام
ومعاتَبٍ والسَوط يُلهب ظهرهُومعذَّبٍ بجراحه ويُلام
مما أشاعَ البَغيُ من إرهابهفيها استُطيبَ الخَوفُ والإِحجام
ومطارَدون تعجَّلوا أيّامَهمومشرَّدون من المذلّةِ هاموا
ومشكِّكون وقد تعاصَت محنةٌصَلُّوا على شَرفِ الخلاص وصاموا
ولقد تَر تَرْقَ في العُيون تساؤلُوعلى الشِفاه تحيَّر استِفهام
أعفا القَطينُ فما به مُتَنَفَّسٌوَخلا العَرينُ فما به ضِرغام؟
أفوعدُ مُرتقِبِ " القيامةِ " خُلَّبٌوبريقُ منتظِر " النُشور " جَهام ؟
أو يكثُرُ الأبطالُ حين سِلاحُهمبين الجْموع قَصيدةٌ وكَلام؟
فاذا اسحترَّ الخطبُ واحتَدمَ الأذىذابوا ، فلا بطلٌ ولا مِقدم
أفلا تكون مغارةٌ ؟ أو ما انتَهىما قَعْقَعَ الإِسراجُ والإِلجام؟
أعلى ضمير المخلصينَ غِشاوةوعلى فَم المتحرِّرين لجام؟
حتى إذا قَذفَ الحمى بحُماتِهورَمَت بأشبالٍ لها الآجام
وتنافَسَ " الفادون" لم يتمنَّنوافضلاً ، ولم يُبطرْهُمُ الانعام
وجدوا عتاباً للبلاد فأعتَبواوملامةً لشبابها " فألاموا "
ومَشوا إليها يدعَمون صفوفَهابصُدورهم ، اذ عزَّهن دِعام
حَمَلوا الرصاص عَلى الصدور وأوغلوافعلى الصدور من الدِماء وِسام
تابَ الغَويُّ وثاب كل مشكِّكٍإنَّ الحمى من فوقه قَوّام
نَكِروا النفوسَ وفجَّروا اعراقَهاصَمْتاً ، فلا صَخَبٌ ، ولا إرزام
وأبَوا سِجامَ الدمع شيمةَ نائحٍفلهم دماءٌ يغتلينَ سِجام
ناموا وقد صانُوا الحمى ومعاشِرٌتَركوا الحِمى للطارئات وناموا
يومَ الشهيد : وكلُّ يوم قادمٌستُريهِ كيف الجودُ والاكرام
دالَ الزمانُ وبُدلتْ نُظُمٌ بهولكل عصرٍ دولةٌ ونِظام
ومَضَى الحُداةُ " بحاتِمٍ " وبرهَطِهوتبدَّلَت لمكارِمٍ أحكام
فهُمُ وقد حَلَبوا الصَريحَ أماجدٌوهُمُ وقد عقَروا الجَزور كرام
وهمُ لأنَّ الضيفَ ينزِلُ ساحَهمللفقر في ساحاتِهم إلمام
وأتى زَمانٌ من مكارِمِ أهلِهالسَجْنُ ، والتشريدُ ، والإِعدام
والسَوط يحترِشُ الظهورَ ووقعُهفي سَمع محترِسٍ به أنغام
وكأنَّه " للمستغيث" إغاثةٌوكأنَّه " للجائعين " إدام
جيل يرى أنَّ الضيافَة والقِرىللطارئات الصبرُ والآلام
يَقرونَ جائعةَ البلاد نفوسَهمفلها لحومٌ منهُمُ وعظام
ويُرونَ ضيفَهُمُ الكرامةَ تُزدَرىوالحقَّ يُغصَب ، والديارَ تُضام
يتقامَرون على المنايا بينَهمحُمْراً ، فلا الأيسارُ والأزلام
لاهُمَّ عفَوكَ ، لا الشجونُ قليلةٌعندي ، ولا أنا أخرسٌ تَمتام
قلبٌ يذوبُ أسىً ، وشعرٌ كلُّهضَرَمٌ ، وبيتٌ كلُّه آلام
أخنَى بوحشتِه على جيرانِهوهَفَا به ، رعباً ، فطارَ حَمام
ويكادُ يشهَق بالعَويل بَلاطُهويَصيحُ بالألم الدفينِ رُخام
ودمٌ أريق على يَدَيَّ يهُزنيهَزَّ الذَبيح وقد عَلاه حُسام
وخبيئةٌ في الصدرِ نَفثُ دُخانهاحَرَجٌ ، وكَبْتُ أُوارها إيلام
لاهُم ْ ما قَدْرُ البيان إذا انزوىعنه الضميرُ ، وعَقَّه الإِلهام
وإذا استَوَى فيه الثَّكولُ وغيرُهُوالساهرونَ الليلَ والنُّوام
أكبرت شعري أنْ تُهينَ كريمَهُغُفْلٌ تضيق بها الرُّعاةُ سَوام
او عائشونَ على الهوامشِ مثلَمايَنفي فُضولَ الصورةِ الرِسّام
والممتلونَ كأنَّهم كلُّ الدُّنىوالفارِغونَ كأنَّهم أصنام
والصادِعونَ بما يَرى مُستعمِرٌفهُمُ متى يأمرْهُمُ خُدّام
والمُولَعونَ بفاجراتِ مطامعٍفلهمْ قُعُودٌ عندَها وقِيام
ماذا يحطِّمُ شاعرٌ من صاغِرٍأخنى الهوانُ عليه فهو حُطام
لكنْ بمختلطينَ في نيِّاتهمشُبُهاً ، فلا وَضَحٌ ولا إبهام
من كل هاوٍ بُرجُه وكأنَّةقَمَرٌ على كَبِدِ السَماءِ تَمام
يؤذيهِ أنَّ الشمس تطلُعُ فوقَهاو لا يظلِّلَ وَجْنَتَيهِ غَمام
الليلُ عندَهمُ التَعِلَّةُ والمُنىفاذا استطالَ فسَكرةٌ ومُدام
واذا النهارُ بدا فكلُّ حديثِهِمْعنه بكيفَ تفسَّرُ الأحلام
حتى إذا حَميَتْ وغىً وأدارهاكأساً " إياسٌ " مرةً و " عِصام "
وتلقَّفَتهمْ كالرَّحى أشداقُهامَضْغاً هُمامٌ يَقتضيه هُمام
زَحَموا الصُّفوفَ " مشَيَّعين " كأنَّهمبين المواكبِ قادةٌ أعلام
ومَشَوا على جثَثِ الضَّحايا مثلَمايمشي بمقتنص النَّعَامِ نَعام
ثم استدارُوا ينفُخون بطُونَهمنَفْخَ الطُّبول ، وأقعدوا وأقاموا
الرجوع الى أعلى الصفحة اذهب الى الأسفل
bassam65
عضو ماسي
bassam65


عدد المساهمات : 3455
نقاط : 20317
تاريخ التسجيل : 11/11/2009
العمر : 59
الموقع : سوريا

الشاعر العراقي محمد مهدي الجواهري - صفحة 9 Empty
مُساهمةموضوع: رد: الشاعر العراقي محمد مهدي الجواهري   الشاعر العراقي محمد مهدي الجواهري - صفحة 9 I_icon_minitimeالأربعاء ديسمبر 23, 2009 2:48 pm

يوم الشهيد- تابع
ثم استدارُوا ينفُخون بطُونَهمنَفْخَ الطُّبول ، وأقعدوا وأقاموا
يومَ الشهيد : وما تزال كعهدِهاهُوجٌ تدنِّسُ أُمةً ولئام
قَصَروا عن العليا فلم يتناوَشواما احتازَ منها فارعونَ جِسام
وتقطَّعتْ بالمَكْرُمات حِبالُهموبما ابْتَنتْ هِممٌ فهُنَّ رِمام
وعناهُمُ أخذُ الكِرامِ عِنانَهامن بعد ما داروا عليه وحاموا
وتجاهَلوا أنْ ليس تربُ مسامحٍبدمائه نَهّازةٌ غَنّام
وبأنَّ أُمّاتِ المآثرِ برزَةٌعملاقة ، وبأنهمْ ، أقزام
فهُمُ وقد ذَكَتِ الحزازةُ عندهم" كوب " من الحقد الدفين وجام
يُسْقَونَ جذوتَها وفيما يجتليتِربُ النّدي لأُوارِها إضرام
حتى إذا ألقى الكريمُ بوجههفتمايَزَ الإشراقُ والإِظلام
وتَضَوَّرتْ جُوعاً فلم تَرَ عندهما تأكُّلُ الأوغارُ والأوغام
ومشى الفَعال لهم صَريحاً لم يَشُبْآياتِه عَيٌّ ، ولا إعجام
وتَخارَسوا وعَموا فملءُ عُيونِهِمْرَمَدٌ ، وملُّ حُلوقِهم إفحام
لجأوا إلى " الأنساب " لو جَلَّى لهم" نَسَب " ولو صَدَقَتْ لهم أرحام
وتنابَزُوا بالجاهلية شجَهامن قبل نورُ " الفكر " و " الإسلام "
فأولاءِ أعرابٌ ! فكل مُحَرَّمٍحِلٌّ لهم! وأولئِكمْ أعجام
وأولاءِ " أغمارٌ " فلا رأسٌ ولاكَعبٌ ، ولا خَلفٌ ، ولا قُدام
وأولاءِ " أشرارٌ " لأنّ شعارهمبين الشُعوب محبَّةٌ وسلام
وكأنَّ " أرحاماً " تُرَصُّ ! فريضةٌوكأنَّ " أفخاذاً " تُلَزُّ لِزام
وكأنَّ من لم يَحوِ تلكِ وهذهوإنْ استقامَ بهيمةٌ وسَوام
نُكرٌ لو استَعلى ، لما استَعْلَت يَدٌبالعُروة الوثْقى لها استِعصام
ولما تمَايزَتِ النُّفوسُ بخَيرهاوبشرِّها ، ولما استَتَبَّ نِظام
لزَكا " ابولَهَبٍ " وكانُ مُرجَّماًودَنَا " صُهَيبُ " وإنه لامام
قَبَليَّةٌ يلجا إليها مُقْعَدٌلا الحزمُ يُنجده ولا الإعزام
وبها تَسَتَّرَ عن صَغارةِ نفسِهِخَزيانَ يأكُلُ زادهُ ويَنام
بل قد تَفَيَّأ ظِلَّها من حِطّةٍنسَبٌ يَسومُ رخيصَه المستام
من كل مُعدٍ في الصَغارِ كأنَّهجَرَبٌ تُخاف شُذاتُه وجُذام
" سلمانُ " أشرف من أبيكمْ كعبُهُ" وعِصامُ " ما عَرَفَ الجدودَ عِصام
ومحمدٌ رَفَعتْ رسالةُ ربَّهكَفّاهُ ، لا الأخوالُ والأعمام
ولقد يُذِلُّ مُسوَّداً أعقابُهولقد يسودُ عشيرةً حَجّامُ
أأُخَيَّ : لو سمِع النداءَ رُغامُولو استجابَ إلى الصريخِ حِمام
مني عليك تحيةٌ وسلامُولذكرِك الإجلالُ والإِعظام
واللهِ لولا طائفٌ من سَلوةٍولُمامةٌ من مُسْكةٍ تَعتام
ورسالةٌ ندعو لها وأداؤُهافرضٌ ، ورَعْيُ حقوقِها إلزام
وَبنّيةٌ للسالكين طريقَهموالقادمينْ على الطريق تُقام
ودعاةُ حقٍ يخرُجون سواهُمُعارٌ إذا لزِموا البيوتَ وذام
لعكفتُ حولَك لا أريمُ ولم يكنالا بحيث أقمتَ انتَ مُقام
يا نائماً والموتُ ملءُ جُفونِهأعلمتَ من فارقتَ كيف ينام؟
وملاءَماً بيد المَنون جِراحَهجُرح المُقيم عليكَ لا يلتام
قد كنتَ تقدِرُ ان تُظلَّكَّ بهجةٌونَضارةٌ ، لا ظُلمةٌ ورَغام
أو أنْ يرِفَّ عليك في رَيْعانِهِهذا الربيعُ – كوَجهِك – البسام
لو شئتَ أعطتكَ الحياةُ زِمامَهاولها على كَفِّ الشَباب زِمام
لِتَضمَّك الغُدرانُ في أحضانهاوتُقِلَّك الهَضَباتُ والآكام
وشقيقُك القَمرُ المُدِلُّ بلُطفهنَشوانُ ، يَصحو تارةً ويُغام
لو شئتَ ، عن شرفٍ اردتَ فصِدْتَهُبَدَلاً ، لكانت صبوةٌ وغَرام
ولجئتَ مُقتَنصَ الشباب ولارتمَتْمن حولك الظَبيَاتُ والآرام
لوشئتَ ؟ لكن شاءَ مجدُك غيرَهافتلقَّفَتْك من الثرى أكوام
رَدّ البكاءَ عليكَ أنك قائدٌولو استبدَّ بك الثَرى ، وإمام
تمشي الجُمُوعُ على هُداك كما هَدىالضُلاّلَ برقٌ في الظَلام يُشام
لو غَيْرُ ذلك أطاحَ رأسَك لارتَمىبِشِراك نعلِكَ طائحاً " هَمّام "
ولما استَقَلَّ برأس " مُرةَ " خِنصِرٌلكَ ، واستقادَ بوجهه إبهام
قد كانَ يَعطِفُني عليك مَلامُان لو ذخرتُكَ أيها الصِمصام
ان لو سلمتَ فلا شبايَ مُزنَّدٌأسفاً ، ولا حَدَيّ عليك كَهام
لو لم تُجبني من رفاتك هَمةٌصبراً جميلاً ايُّها اللُّوام
ما كنتَ " نحاماً " بنفسِك للورىافأنت بي من أجلهم نَحام
نحنُ الضَحايا : للشعوب فَقارهولكل ما يبني الشعوبَ قِوام
هذي القُبورُ قنابرٌ مَبثوثةلمكابرٍ وحَفيرُها ألغام
ما كانَ جيلٌ تستقيمُ قناتُهالا ومَوتٌ ، يستقيمُ ، زُوآم
فالثُكْلُ والعَيْشُ السَويُّ سَويةٌودَمُ الضحايا والحياةُ تُؤام
يومَ الشهيد! ونعمتِ الأيامُلو تستِتمُّ أخوّةٌ ووِئام
لو يَرْعَوي المتنابذونَ وكلُّهمبهمُومِهم ، وشُعورهم ، أرحام
ولو التَقى من بعدِ طُولِ تَفَرُّقٍالشَيخُ ، والقِسيّسُ ، والحَاخام
ولو اتفقنا كيف يهتِفُ هاتِفٌفينا ، وكَيفَ تُحرَرُ الأعلام!
وبمِن يقودُ الزاحفيينَ أخالدٌومحمدٌ ، ام أحمدٌ وهِشام ؟
هي امةٌ خافَ الطُغاة شَذاتَهافسعَوا بها ، فاذا بها أقسام
واذا بها والذلُ فوق رءوسهاقُبَبٌ له مَضروبةٌ وخِيام
يحتازُها والجوعُ ينهَشُ لحمَها !باسم " الرغيف " معرَّةٌ وصِدام
الرجوع الى أعلى الصفحة اذهب الى الأسفل
 
الشاعر العراقي محمد مهدي الجواهري
الرجوع الى أعلى الصفحة 
صفحة 9 من اصل 10انتقل الى الصفحة : الصفحة السابقة  1, 2, 3, 4, 5, 6, 7, 8, 9, 10  الصفحة التالية
 مواضيع مماثلة
-
» نبذه عن حياة الشاعر العراقي الراحل محمد مهدي الجواهري
» الشاعر السوداني محمد الفيتوري
» الشاعر محمد نجيب المراد
» السعودية والتدخل في الشأن العراقي
» المالكي يتحالف مع الائتلاف الوطني العراقي

صلاحيات هذا المنتدى:لاتستطيع الرد على المواضيع في هذا المنتدى
الكلمـــــة الحـــــرّة :: منتدى الكتب و المخطوطات-
انتقل الى: