الكلمـــــة الحـــــرّة
الكلمـــــة الحـــــرّة
الكلمـــــة الحـــــرّة
هل تريد التفاعل مع هذه المساهمة؟ كل ما عليك هو إنشاء حساب جديد ببضع خطوات أو تسجيل الدخول للمتابعة.

الكلمـــــة الحـــــرّة

منتدى ثقافي عام
 
الرئيسيةأحدث الصورالتسجيلدخول

 

 النهضة العربية المتعثرة

اذهب الى الأسفل 
كاتب الموضوعرسالة
????
زائر




النهضة العربية المتعثرة Empty
مُساهمةموضوع: النهضة العربية المتعثرة   النهضة العربية المتعثرة I_icon_minitimeالجمعة ديسمبر 18, 2009 5:05 am


النهضة العربية المتعثرة


* منذ سبعينات القرن الماضي وكرد فعل على هزائم وخيبات الفكر العربي بتنوعاته دشنت مرحلة جديدة في مسيرة النهضة العربية البائسة .. إذ اتصفت هذه الحقبة بقوة التطرف وتمايز الانشطار ..

ـ فمن جهة ظهرت إشارات لإعادة إنتاج الأصولية الدينية تحت يافطة (( الصحوة الإسلامية)) .. وقد شجعت الأنظمة العربية بل والغرب ولاسيما أمريكا على أعادة أنتاج الأصولية السلفية ( كمضاد نوعي ) لمواجهة الأصولية الدينية الشيعية المتصاعدة في إيران .. فكان الخطأ التاريخي / الكارثة الذي لم يلحق الأذى بالشعوب العربية والإسلامية وحسب بل جر الويلات على الشرق والغرب على السواء .. وبذلك استشرى الفكر التكفيري نتيجة الصدمة الاستعمارية الجديدة ، والتي تقودها أمريكا لتنتهي بالبلاد العربية إلى حركات تكفيرية الغائبة شعارها (( بُعثت بالذبح )) .. تحاول في سياق ممهاتها للحداثة بينها وبين الإلحاد – إنكار المقدس – لتحيل الحداثة إلى قمامة تتعفن بالشذوذ والمخدرات والهرطقة والاستغلال والاستعمار ، ومعاداتها للتيارات الأصولية المعتدلة والتي دخلت المعترك السياسي وتغييب دورها في الحياة السياسية، لتلحق بصفة الإرهاب على العرب والمسلمين، الضارة على الحياة السياسية في الوطن العربي برمته والتي تلحق به أشد الأذى على مستوى شعوبه ، وهو حكم استباقي للسياستين، مماهاة الحداثة مع الإلحاد ومعاداة الاعتدال الإسلامي في أي موقع لتوصيفه ، ضمن مخطط مؤدلج يغلق نوافذ الحوار مع كل تيارات الفكر العربي بكافة إيديولوجيتها المختلفة ، ويعمل على تغييب الآخر من نقطة الشروع.

ــ ومن جهة ثانية ظهرت دعوات تعلن بكل صراحة وبمنتهى التطرف وتدعو إلى الارتماء بأحضان الغرب والخضوع التام له .. (( إن إشكالية تمثل الغرب في الثقافة العربية تنهض أساسا من الانبهار العربي المستمر بالتفوق الأوربي منذ القرن التاسع عشر وبالتفوق الأمريكي اللاحق والحالي )) .. نتيجة قناعة صارت تترسخ في الكثير من ميادين الثقافة العربية عند اعتبار التفوق خاصية الغرب المؤبدة ، وقد أشار إلى هذه القناعة صادق جلال العظم ، في كتابه (( ذهنية التحريم )) عندما اسماها ميتافيزيقيا ((الاستشراف )) بسبب إرجاعها (( التفوق بين ثقافة وأخرى بين شعب وآخر .. الخ .. ، إلى طبائع ثابتة وليس إلى صيرورات تاريخية متبدّلة )) .. ولدت هذه الرؤية الجامدة إلى الغرب تيارين فكريين هما :

1. التيار السلفي.. الذي يدعو إلى تقليد الماضي بما يمثله من إيمان بالمسبقات ويعتقد بقدرة الدين على النهضة كما كان حاله في صدر الإسلام، لان لهذه النهضة أصولها المرسومة في الصدر الأول من تاريخ الدولة الإسلامية .. ولكن من دون أن يصغي أتباع هذا التيار للتاريخ والتجربة، وافتقادهم لنمطية فكر يعطيه القدرة على استيعاب متطلبات التحريك نحو التغيير المتمثل بقواعد فهم الواقع واستدراج القواعد الفقهية على واقع متغيرات العصر ومتطلبات الرؤى على مستحدثات العصر، ولا يكون ذلك على حساب اجتهادات تخالف النصوص ولا على حساب الأصول الثابتة في الشريعة الإسلامية،( حلول فقهية لمشاكل العصر المستحدثة، ورؤية سياسية واقتصادية من منظور إسلامي توافق الحدث ).

2. التيار التغريبي.. الذي يدعو إلى تقليد الآخر – الغرب الحداثي – لانبهاره بامتلاك الغرب لسر القوة والسيطرة ، واعتبار ما يصدر فيه مناسباً لنا بالضرورة وبالتالي اعتبار الغرب القدوة التي ينبغي على النهضة أن تتأسس عليها .

يمكن القول أن كلا التيارين يفتقد إلى النظرة النقدية تجاه الفكر الحديث والمعطيات الحضارية العصرية.. ويعمد بقصدية اختلالية إلى حجب جوهر الصراع بين الشرق والغرب ، ويتم إلباس الصراع لبوس الصدام الحضاري بين الإسلام والغرب المسيحي كما يرى التيار السلفي ذلك . بينما يؤمن التيار التغريبي بان جوهر الصراع ينحصر بين الغرب المتفوق وبين التيار المعادي للتقدم والمناهض لتفوق الغرب . وبذلك (( يغيّب كلا التيارين جوهر الرأسمالية الغربية التي بلغت مرحلة متطورة من التوسع الرأسمالي تعرف اليوم بالعولمة ، تتمتع بمقومات جديدة ومكونات مختلفة تسمح للرأسمالية بتكييف بناها ، من دون تجاوز جوهرها الاستغلالي والاستقطابي )) .

* أما المرحلة الحالية من مسيرة النهضة العربية المتعثرة.. فهي هذه الإرهاصات والرؤى والأفكار التي من المؤمل أن ترى النور وتتحول إلى تيار فاعل.. والتي يمكن استقراؤها مما يحصل من تطور في مفهوم الديمقراطية ، وحقوق الإنسان لدى العرب .. حيث بدأ يدخل الوعي السياسي العربي – ولو باستحياء – ليشكل منارة هادية موجهة لجزء لا يستهان به من السلوك العربي – وهي جزء من فكرة المواطنة – كما شهد العالم العربي عملية تجاوز لمفهوم القومية كدعوة وكأيديولوجيا متخطياً – أو هو بصدد ذلك – إشكالية التعارض بين القومية والوطنية المحلية ، بعد ما اتضح للوعي العربي ، وجود تكتل بشري عملاق يضمه الوطن العربي مع الاحتفاظ بالخصوصيات المحلية والتكوينية الفرعية .. هذه الخصوصيات لا تتعارض مع تكاتف مكونات هذا التكتل وتلاحمها بشتى السبل والوسائل المتاحة باعتبارها شرطاً موضوعياً لقيام تنمية اجتماعية واقتصادية وسياسية شاملة للاندفاع نحو التقدم والتغيير .. مع تكثيف الجهود في تعميق محاولات إيجاد مخرج لإشكالية المعاصرة والأصالة – الحداثة والتراث – بمعنى إن هناك تلازماً بين الانبعاث الذي ينطلق من التاريخ المضيء وثوابت الأمة التاريخية الموروثة، وبين الحوار الحضاري مع الفكر الحداثي الغربي،مع عدم إنزال نصوص الحداثة كفكر غربي على واقعنا الشرقي وعلى حضارتنا وثقافتنا الشرقية بما هو عليه عند الغرب بمراعاة خصوصياتنا الثقافية والتاريخية ، وبهذا المعنى والهدف تكمن دعوتنا( بإستداع الماضي لاستدراك الحاضر ).

ربما يصح القول : أن أسباب فشل النهضة العربية تاريخياً تعود إلى (( أننا اتجهنا إلى بناء مشروع نهضتنا بعقل غير عقلنا ، أما بعقل معقول ( مكبّل ) يتجه صوب الماضي التليد ، وإما بعقل مغاير ، عقل الغرب أي الليبرالية الغربية بسياقها التاريخي المخصوص وبمعطياتها الحضارية المتميزة )) أي أن المشروع الحداثي الوافد من الغرب لم يكن (( اختياراً نابعاً من ضرورات تاريخنا وتجربتنا كأمة )) .. وهكذا فشل المشروع الحداثي في الوطن العربي لأنه لم ينجز الشرط الحداثي للانتقال إلى الحداثة ، إلا وهو (( التجديد الديني )) ، أي إعادة قراءة الفكر الديني وتراثه وتجديده وتفسيره وتأويله (( قراءة منفتحة بعين العصر وبالأدوات المعرفية الجديدة التي تقدمها العلوم .. وفقاً لمتطلبات العصر، يطور انطلاقاً من الدين ثقافة حافزة على التجديدوالتحديث، والتطور كما حصل في أوربا نفسها كفكرة لكن بواقع خصوصيتنا وثقافتنا، وهذا الذي نقصده بعملية التجديد )) .. ناهيك عن عجز الفكر العربي في استنباط حداثة مستنبطة ، على أساس انبعاث حضاري جديد (( لكن لهذا الانبعاث قوانينه الذاتية وشروطه الموضوعية التي لا يمكنتجاهلها )) .. تلك الشروط التي تغيبها وتحجبها الاختلالات البنيوية الحقيقية الفاعلة في المجتمعات العربية بقوة وسيطرة كبيرتين ، ومن أهم تلك الأختلالات : الفساد السياسي والإداري ، النفاق الاجتماعي ، التناشز ، هزالة الاندماج الوطني والقومي ، إشاعة الثقافة السطحية المبنية على أساس الميثولوجيا والخرافة ، تهميش أي ثقافة جادة أو عقلانية ، قمع التيارات الوطنية ومنع مؤسسات المجتمع المدني من النمو والعمل المؤثر ، تسييس الفكرة القومية .. والفكرة العلمانية ، وافتراض أنهما واقع بديهي ينشأ عليه المواطن العربي بالفطرة .. الخ



الرجوع الى أعلى الصفحة اذهب الى الأسفل
 
النهضة العربية المتعثرة
الرجوع الى أعلى الصفحة 
صفحة 1 من اصل 1
 مواضيع مماثلة
-
» ديكتاتورية النهضة
» إلى مصر العربية...!!!
» هل النهضة تحكم البلاد ؟
» لا بد من حل النهضة و مقاضاة رموزها
» النهضة و التجمع لا يختلفان

صلاحيات هذا المنتدى:لاتستطيع الرد على المواضيع في هذا المنتدى
الكلمـــــة الحـــــرّة :: المنتدى العام-
انتقل الى: