الكلمـــــة الحـــــرّة
الكلمـــــة الحـــــرّة
الكلمـــــة الحـــــرّة
هل تريد التفاعل مع هذه المساهمة؟ كل ما عليك هو إنشاء حساب جديد ببضع خطوات أو تسجيل الدخول للمتابعة.

الكلمـــــة الحـــــرّة

منتدى ثقافي عام
 
الرئيسيةأحدث الصورالتسجيلدخول

 

 قراءة رسالية في الهجرة

اذهب الى الأسفل 
كاتب الموضوعرسالة
بهلول
عضو



عدد المساهمات : 100
نقاط : 16674
تاريخ التسجيل : 11/11/2009

قراءة رسالية في الهجرة Empty
مُساهمةموضوع: قراءة رسالية في الهجرة   قراءة رسالية في الهجرة I_icon_minitimeالسبت ديسمبر 19, 2009 2:46 am

توطئة:
إن الهجرة في معناها الحركي والتربوي هي المحك لتحكم الفرد بعامل العاطفة التي تكبر بارتوائها بحلاوة التقارب من الأهل والأحبة والتمسك بتراب الوطن. وهذا الحب والحنان للأهل والأوطان هو واحد من عوامل الشد القوية للأفراد للحياة الدنيا وهي غريزة إنسانية تعامل معها الإسلام فحولها من حالتها السلبية كقوة شد تمنع لفرد من الدخول في ساحات الجهاد في سبيل الله والنصرة للعقيدة إلى قوة دفع إيجابية تضاف حصيلتها إلى القوة الإيمانية الدافعة والإصرار للمؤمن على نشر مبادئه بروح مرنت على الصبر وبنفس لم تدخر وسعا في البدل والعطاء والتضحية بكل ما في الحوزة من نفيس.

هذا ما سنحاول إثارته من خلال موضوع الهجرة وبتركيز على الدروس التربوية من أجل البناء عن طريق الاستفادة والاستعانة كما عاشها الصحابة الكرام بطاعة القيادة الحكيمة والتعاطي مع الوحي والدوران مع الواقع الصعب لتسخيره في اتجاه نصرة العقيدة وحماية الرسالة.

منطلقات في الفهم
لماذا دراسة السيرة النبوية الشريفة؟
إن ما نعلمه عن الهجرة النبوية هو ما جاءت به كتب السير والتاريخ التي لا تعتمد إلا على النقل الأمين للوقائع والأحداث في تسلسلها الزمني. والنزاهة والأمانة في النقل هي أعظم ما يقدمه له التاريخ ليترك أمامنا المجال واسعا للدراسة والفحص والربط والتحليل للوقائع والأحداث وإبدال الجهد لاستيعاب التحركات وفهم الخطط واستراتيجيات العمل والاستفادة من الأساليب والتاكتيك المحدد لتحقيق الهدف.
وإذا كان لنا في رسول الله إسوة حسنة بوصفه رسولا وقيادة رشيدة قادت المستضعفين من أحلك فترات الجهل والوأد والانحطاط إلى السيادة والريادة في العالم وإلى مستوى ممارسة الشهادة على العالم كله، فإن المطلوب منا في دراستنا للسيرة اقتفاء أثر هذه القيادة الحكيمة في أقوالها وأفعالها وترتيبها حسب الأوضاع والأحداث. لأن كلامه وأفعاله عليه الصلاة والسلام كانت تأتي في الوقت المناسب وبهذا نهتدي إلى المنهج العملي والحركي الذي اعتمد عليه. فندرك أن الطريقة والمنهجية التي ارتكز عليها صلى الله عليه وسلم في دعوته هي الوحيدة القادرة على أن تحمل الناس على الإسلام واعتناقه من جديد.
وعندما نتبحر في السيرة المطهرة نجد أن الدعوة مثلا في مكة مكثت طويلا، وأن أكثر السور والآيات نزلت بمكة، ولازالت الدولة لم تقم، ولم تنزل ولو آية واحدة في التشريع. فهذا أمر إذن يستوقفنا كدعاة نريد أن نؤسس تربويا من أجل البناء لحياة إسلامية حقا. لأن تربية الأفراد بفترة طويلة سبقت إقامة المجتمع الإسلامي. وأن التدريب على الصبر وتربية النفوس سبق مطالبتها بالصبر في ميادين القتال.
وإن معرفة المراحل التي قطعتها الزمرة المؤمنة الأولى من أجل التمكين لهذا الدين مرحلة مرحلة من الأولويات المطلوبة لانتزاع الدرس والاستفادة من التجربة فيتسنى لنا الاستعانة بالمنهج وتطويره دون لإسقاط المجتمعي المرفوض الذي يغيب خصوصيات الظرف والموقع.
إذن الحاجة تلح يوما بعد يوم على دراسة السيرة دراسة متفحصة متأنية لا باعتبارها أحداثا وأقوالا فحسب . وإنما باعتبار هذه الأحداث والأقوال وردت في ترتيب زمني ووفق أولويات روعي فيها الوضع النفسي والضغوطات السياسية والمجتمعية للجماعة المسلمة.

تلخيص المنطلقات:
1- الحاجة الملحة لدراسة السيرة النبوية الشريفة وربطها بالواقع المعاصر لاستيعاب التحركات وفهم الخطط واستراتيجيات العمل.
2- اقتفاء أثر هذه القيادة الحكيمة في أقوالها وأفعالها وترتيبها حسب الأحداث والأوضاع.
3- الاستعانة بالنهج وتطويره دون الإسقاط المجتمعي المرفوض الذي يغيب خصوصيات الظرف والواقع.

1- الهجرة قانون فلسفي واجتماعي ومنطلق التطور الحضاري:
الهجرة ليست كما يفهمها سائر المسلمين مجرد حادثة تاريخية أو هي متجلية في جماعة من الصحابة قاموا بأمر من رسول الله صلى الله عليه وسلم بالهجرة من مكة إلى الحبشة أو إلى المدينة. وإنما الهجرة في بعدها التاريخي هي عبارة عن انتقال الأقوام البدائية أو شبه المتحضرة من منطقة إلى أخرى على إثر عوامل طبيعية وجغرافية أو سياسية.
ومن خلال مراقبة أسلوب القرآن الكريم في التحدث عن الهجرة ندرك أن الهجرة هي قانون فلسفي واجتماعي عميق وبمراجعة التاريخ نعلم أنها قانون اجتماعي عظيم وعامل مهم من عوامل التطور والتمدن طوال التاريخ. فمجموع المدنيات السبع والعشرين في التاريخ كلها وليدة هجرات تمت من قبل. ولا يوجد استثناء واحد لهذه القاعدة. ومن هذه الناحية لا توجد قبيلة واحدة كانت بدائية ثم تمكنت صدفة أن تتحضر وتغيرت ثقافتها وأوجدت ثقافة جديدة متقدمة من دون أن تتحرك وتهاجر من أرضها إلى أرض أخرى. فكل الحضارات في العالم سواء منها الحديثة كالحضارة الأمريكية. أوأقدم الحضارات كالحضارة السومرية. إنما وجدت عن طريق الهجرات.( انظر فاضل رسول، هكذا تكلم شريعتي)
ولهذا لا نستغرب لقوله الله تعالى: ( قل سيروا في الأرض فانظروا كيف كان عاقبة المكذبين.......) ( وامشوا في مناكبها وكلوا من رزقه) ( إن الذين تتوافهم الملائكة ظالمي أنفسهم قالوا فيما كنتم قالوا كنا مستضعفين في الأرض قالوا ألم تكن أرض الله واسعة فتهاجروا فيها) وقد أمرنا أن نضرب في الأرض.
وصدق الله العظيم الذي قال: ( ومن يهاجر في سبيل الله يجد مراغما كثيرا وسعة) قال قتادة: متحولا من الضلالة إلى الهداية ومن العيلة إلى الغنى..ولا تحضر بدون اقتصاد.
وقال السدي: مبتغى للمعيشة.( النهج التربوي ج2 منير الغضبان ص 69)


2- الهجرة إلى الحبشة:
عرف المسلمون هجرتين إلى الحبشة كانت الأولى في شهر رجب من السنة الخامسة من البعثة وكان عدد المهاجرين عشرة رجال وأربعة نسوة. وقد عاد الفوج المهاجر إلى مكة في شهر شوال من نفس العام وسبب ذلك سماعهم بخبر كاذب مفاده أن أهل مكة أسلموا ( وسنعود لهذا الرجوع لنفهم أبعاده)
ثم الهجرة الثانية والتي كانت بسبب اشتداد الضغط على المسلمين وقد كان عدد المهاجرين فيها 3 أو 82 رجلا و 18 امرأة. وقد رجع قسم منهم إلى مكة وكانوا 33 رجلا وذلك عند سماعهم بإذن رسول الله صلى الله عليه وسلم بالهجرة إلى المدينة. وقد هاجروا منها إلى المدينة. بعد أن حبس بعضهم بمكة ومات اثنان منهم فيها. وأما بقية المهاجرين فقد استمروا على إقامتهم في الحبشة حتى عادوا منها إلى المدينة مباشرة في العام السابع من الهجرة وعلى رأسهم جعفر بن أبي طالب.

3- أسباب الهجرة:
قال ابن إسحاق: "فلما رأى رسول الله صلى الله عليه وسلم ما يصيب أصحابه من البلاء وما هو فيه من العافية – بمكانه من الله ومن عمه أبي طالب – وأنه لا يقدر على أن يمنعهم مما هم فيه من البلاء. قال لهم: " لو خرجتم إلى أرض الحبشة، فإن بها ملكا لا يظلم عنده أحد وهي أرض صدق حتى يجعل الله لكم فرجا مما أنتم فيه".فخرج عندئذ المسلمون من أصحاب رسول الله صلى الله عليه وسلم مخافة الفتنة، وفرارا إلى الله بدينهم. فكانت أول هجرة في الإسلام.
وليس من خلاف في أن هذه الهجرة كانت بسبب الظلم الذي وقع على المسلمين. قال الله تعالى: ( والذين هاجروا في الله من بعدما ظلموا لنبوئنهم في الدنيا حسنة. ولأجر الآخرة أكبر لو كانوا يعلمون. الذين صبروا وعلى ربهم يتوكلون) النحل مكية.
إذن الهجرة في الله إنما كانت بعد الظلم الذي وقع على المهاجرين كما أن الله تعالى بشر بعنايته للمهاجرين وبتبوئهم مبوؤا حسنا. ونوه بما كان من صبرهم واعتمادهم على الله. بما يدل على أنهم لم يهاجروا لمجرد النجاة بأنفسهم. فلو كان الأمر كذلك لهاجر أقل الناس جاها وقوة ومنعة. إن الأمر كان عكس ذلك، فالموالي المستضعفون الذين كان ينصب عليهم معظم الاضطهاد والتعذيب والفتنة لم يهاجروا وإنما هاجر رجال ذوو عصبيات لهم من عصبياتهم القبلية ما يحميهم من الأذى، ويحميهم من الفتنة. وكان عدد القرشيين يشكل الأغلبية منهم جعفر، وفتيان بني هاشم، والزبير بن العوام، وعبد الرحمن بن عوف، وأبو سلمة، وعثمان ورقية وغيرهم . وهاجرت نساء هن من أشرف بيوتات مكة ما كان الأذى لينالهن أبدا مثل حبيبة بنت أبي سفيان زعيم الجاهلية وأكبر المتصدين لحرب العقيدة الجديدة. لماذا إذن هاجر أبناء قريش والأسياد أبناء الأسياد ولم يهاجر الفقراء؟. عندما نقرأ أسماء المهاجرين إلى الحبشة لا نجد بلالا ولا صهيبا ولا خبابا وهناك شك في هجرة عمار والأرجح أنه لم يهاجر. إن هؤلاء الصحابة لم يهاجروا وهم أحوج الناس إلى الفرار بدينهم من غيرهم لانعدام من يحميهم.
إنها مسألة تتطلب فعلا أن نتوقف عندها:
- إن الهجرة كانت توطئة نفسية وعملية تدريبية لأبناء مكة على مغادرة الوطن: الأمر الذي كانوا بحاجة إلى التدرب عليه. بينما لم يكن لؤولائك الموالي حاجة لذلك لأنهم ليسوا أهل مكة. ويؤيد ذلك أن المهاجرين في الهجرة الأولى رجعوا لمجرد خبر كاذب. وما ذاك إلا لرغبتهم في الرجوع إلى وطنهم. ولأن الذين بعث فيهم رسول الله صلى الله عليه وسلم كان يؤثر في سلوكهم ونفسياتهم أمران:
1- الارتباط بالقوم ممثلا بالعشيرة والقبيلة.
2- الارتباط بالأرض.
وهما أمران يزاحمان في النفس معاني التوحيد وكان لابد من التخلص من ذلك عمليا وليس قولا.
فكان إعلان الإيمان تخلصا من العصبية القبلية. ولذلك نعلم أن رسول اللهى صلى الله عليه وسلم عندما قال لعمه: يا عماه قل لا إلاه إلا الله أشهد لك بها عند ربي"فإنها ولو أنها مجرد كلمة صغيرة ويمكن قولها حتى من باب المغامرة والمقامرة.. ولكنه لم يستطع قولها لأنه كان يعلم معناها ومعنى أبعادها وأنه بمجرد قولها فهو سيضرب عرض الحائط كل الأصنام والأوثان وكل الأعراف والتقاليد والعصبية ...
أما الارتباط بالأرض فقد كانت مكة أم القرى. وكانت العاصمة الدينية للعرب قاطبة. وكان موسم الحج كل عام يؤكد هذه المكانة..إذن فقد تحول الارتباط بهذه الأرض إلى مزايا نفسية واجتماعية جعلت سكانها أكثر ارتباطا بها.
فكانت الهجرة هي التطبيق العملي لأولوية العقيدة وترك الأرض بكل ما تعنيه من مصالح وارتباطات في سبيلها.

4- خلاصات من الهجرة الأولى:

الخلاصة الأولى:
إذن فالهجرة هي المحك لمدى تحكم الفرد بعامل العاطفة التي تكبر بارتوائها بحلاوة التقارب من الأهل والأحباب والتمسك بتراب الوطن.
فهذا الحب والحنان للأهل والأوطان هو واحد من عوامل الشد القوية للأفراد للحياة الدنيا وقد قال الله تعالى: (زين للناس حب الشهوات من النساء والبنين والقناطير المقنطرة من الذهب والفضة والخيل المسومة والأنعام والحرث..) كما يتحدد هذا المعنى حتى من خلال مفهوم إرسال الرسل الذي يعني تحريرهم من كل العوامل التي تشدهم للأرض بكل ما تعنيه من جاه ومال وسلطة ونساء وغيرها.. فهي غريزة إنسانية لكن تعامل معها الإسلام فحولها من حالتها السلبية كقوة شد إلى الأرض والواقع تمنع الفرد من الدخول إلى ساحات الجهاد في سبيل الله. إلى قوة دفع إيجابية تضاف حصيلتها إأى القوة الإيمانية الدافعة والإصرار للمؤمن على نشر مبادئه.



الخلاصة الثانية:
والهجرة عملية كشف حقيقية عن نوازع الأفراد. وتوجه كل فرد منهم ومدى عمق فهمه وإخلاصه لدينه. وهي فرصة ذهبية لمعرفة بعضهم البعض...والعملية هذه عندما تختلف المستويات تؤدي إلى رفع الأفراد إلى نفس المستوى من هم التغيير.(...)

الخلاصة الثالثة:
لماذا الهجرة إلى الحبشة بالضبط والأولى أن تكون عربية حتى يفهم المهاجرون لغتهم ويتواصلوا معهم ويشرحوا رسالتهم:
إن القيادة الحكيمة قد اختارت الحبشة دون أي قبيلة أخرى لثلاث أسباب هي :
1- وجود العدل
2- عدم وجود أي سلطة لقريش عليها
3- هم أهل كتاب ولنا معهم قواسم مشتركة أي ليسوا لا وثنيين ولا عباد أصنام

الخلاصة الرابعة:
إن عملية الاستشعار بالفراغ الذي تتركه المجموعة المهاجرة في المجتمع هو أسلوب نفسي خطير له أبعاده المتعددة، منها أنه يترك هواجس مختلفة بين الناس تتراوح بين الحقد على الظالم والكراهية للوضع الراهن، وبين العطف على المهاجرين والتهيء النفسي لقبول آرائهم وتأييد الفكرة الجديدة. فتفتح باب الاستذكار والأسئلة.
ففلسفة الهجرة تنبثق من كونها تحول باب كل مهاجر إلى بوق إعلامي: فأسئلة المارين على البيت المهجور لا تتعدى هذه: لماذا هاجر؟ ماذا كان يريد؟ ما الذي أزعجه ومن؟ كيف يعيش في الهجرة؟ وكيف كان يعيش هنا؟ إلى أين هاجر ومتى سيعود؟ وكم عدد المهاجرين؟
وعندما يتساءل الناس يجيب بعضهم بعضا وتصحح المفاهيم وتنتشر الفكرة لوحدها.
إنها أسئلة تحمل فلسفة الهجرة من ألفها إلى يائها. ففلسفة الهجرة تنبع من كونها برنامجا إعلاميا وسياسيا وفكريا لتحريك النوازع النفسية في المجتمع وجعل الأفراد يطالبون بأنفسهم لفهم الهدف والغاية التي من أجلها هاجر الفرد. وهي حالة لو بقي فيها أفراد المجتمع عشرات السنين على ما هم عليه لما تم تفاعل المجتمع معهم بنفس التفاعل وهم يهاجرون. فهي تجعل أذهان الأفراد شبه أوعية مفتوحة لتقبل أي معلومات تصدر عن المهاجرين. فهي إذن ليست تهربا من وضع فاسد أو تعذيب في غياهب السجون بل هي الحركة الانتقالية للمجموعة المسلمة التي تؤدي إلى حركة فكرية في المجتمع. فهذه الفلسفة العظيمة عندما أدركتها قريش خافت ومنعت ما جاء بعدها من هجرات.

الخلاصة الخامسة:
استنتاج2:
ففضلا عن كون الهجرة إلى الحبشة هي تهيئ وتدريب للأفراد على التضحية بالأرض والأهل والجوار من أجل العقيدة تمهيدا للهجرة الكبرى إلى يثرب فإنها كذلك عبارة عن احتياط قاعدة وذخيرة يدخرها رسول الله صلى الله عليه وسلم تحسبا لسقوط يثرب. ولقد بقيت يثرب معرضة لاجتياح كاسح من قريش خمس سنوات وكان آخر هذا الهجوم والاجتياح في الخندق حيث قدم عشرة آلاف مقاتل لاستئصال شوكة المسلمين هناك. وبعد رد الكافرين بغيضهم قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: " الآن نحن نغزوهم ولا يغزونا نحن نسير إليهم"
إذن حين اطمأن رسول الله صلى الله عليه وسلم، كما هو في البخاري، إلى أن المدينة قد أصبحت قاعدة أمينة للمسلمين وانتهى خطر اجتياحها من المشركين، عندئذ بعث في طلب المهاجرين من الحبشة ولم يعد تمة ضرورة لهذه القاعدة الاحتياطية التي كان من الممكن أن يلجأ إليها رسول الله صلى الله عليه وسلم لو سقطت يثرب في يد العدو. إنه الفقه السياسي الأعظم والتخطيط النبوي القيادي الأعمق من الرسول صلى الله عليه وسلم. وهو يمضي في بناء دولة الإسلام وحماية العقيدة.
وفعلا وصل المهاجرون من الحبشة إلى المدينة فوجدوا الرسول صلى الله عليه وسلم في خيبر وقد فتحها فقال كلمته المشهورة " ما أدري بأيهما أنا أسر بفتح خيبر أم بقدوم جعفر"

الخلاصة السادسة:
إن الهجرة لهذه لأرض النائية والمعيشة بين قوم غير قومهم يتكلمون بلغة غير لغتهم ولهم عادات وتقاليد ودين غير عاداتهم ودينهم وتقاليدهم هي أشق على النفس وأقسى على الروح . فما لم يكن جنود الحركة الإسلامية على المستوى المذكور من الإيمان والثبات والصمود فلن تنجح القيادة في تنفيذ خططها ومخططاتها أو تنزيل برامجها .

الخلاصة السابعة:
إنه لابد أن يتربى الأفراد على أن تكون عقيدتهم أغلى عليهم من كل شيء في حياتهم وأن يكون ارتباطهم بدينهم أقوى من أية رابطة أخرى من أهل أو زوج أوعشيرة أو أرض أو مال أو وطن أ و مصلحة..


تلخيص:
1- العقيدة أولى من الأهل والأحبة والوطن
2- 2- احتكاك الضعيف بالقوي يؤدي حتما إلى القوة والتكوين وبالتالي إلى تقارب المستويات .
3- انتقاء الحبشة انتقاء حكيم لوجود العدل وعدم سلطة قريش وللقواسم المشتركة بين النصرانية والإسلام.
4- الهجرة برنامج إعلامي وسياسي وفكري لتحريك النوازع النفسية في المجتمع
5- الهجرة عبارة عن قاعدة عسكرية وسياسية تحسبا لسقوط يثرب
6- كي تنجح القيادة في إنزال مخططاتها لابد من جنود ذوي كفاءات عالية. وعلى مستوى عال من الإيمان والثبات والصمود
7- يجب أن يكون الارتباط بالدين أقوى من أهل وزوج وولد ومال أو مصلحة أو وطن .
يتبع
الرجوع الى أعلى الصفحة اذهب الى الأسفل
 
قراءة رسالية في الهجرة
الرجوع الى أعلى الصفحة 
صفحة 1 من اصل 1
 مواضيع مماثلة
-
» دعاء بعد قراءة سورة يس
» حكم قراءة الفاتحة للمأموم
» الشاعر مظفر النواب
» قراءة في دفتر المطر : مظفر النواب
» قراءة في أنشودة المطر لبدر شاكر السياب - ريم العيساوي

صلاحيات هذا المنتدى:لاتستطيع الرد على المواضيع في هذا المنتدى
الكلمـــــة الحـــــرّة :: المنتدى العام-
انتقل الى: