الكلمـــــة الحـــــرّة
الكلمـــــة الحـــــرّة
الكلمـــــة الحـــــرّة
هل تريد التفاعل مع هذه المساهمة؟ كل ما عليك هو إنشاء حساب جديد ببضع خطوات أو تسجيل الدخول للمتابعة.

الكلمـــــة الحـــــرّة

منتدى ثقافي عام
 
الرئيسيةأحدث الصورالتسجيلدخول

 

 الشاعر مفدي زكريا- الجزائر

اذهب الى الأسفل 
انتقل الى الصفحة : 1, 2  الصفحة التالية
كاتب الموضوعرسالة
bassam65
عضو ماسي
bassam65


عدد المساهمات : 3455
نقاط : 20317
تاريخ التسجيل : 11/11/2009
العمر : 59
الموقع : سوريا

الشاعر مفدي زكريا- الجزائر Empty
مُساهمةموضوع: الشاعر مفدي زكريا- الجزائر   الشاعر مفدي زكريا- الجزائر I_icon_minitimeالأحد يناير 03, 2010 4:26 am

الشاعر مفدي زكرياء


مفدي زكريا رحمه الله*



هو الشيخ زكرياء بن سليمان بن يحيى بن الشيخ سليمان بن الحاج عيسى، لقّبه زميل البعثة الميزابيّة والدراسة الفرقد سليمان بوجناح بـ: "مفدي"، فأصبح لقبه الأدبيّ الذي اشتهر به.
ولد يوم الجمعة 12 جمادى الأولى 1326هـ، الموافق لـ: 12 يونيو 1908م، ببني يزقن، ولاية غرداية. وفي بلدته تلقّى دروسه الأولى في القرآن ومبادئ اللغة العربيّة.

التحق بالبعثة الميزابيّة بتونس، فواصل دراسته هناك في: مدرسة السلام، والمدرسة الخلدونيّة، وجامع الزيتونة، كما غشي مسامرات الأديب التونسيّ الكبير، الأستاذ العربي الكباديّ. وجمعته صداقة حميمة في تلك الفترة بالشاعرين: أبو القاسم الشابّي، ورمضان حمود الذي كان زميلا له في البعثة.

أوّل قصيدة له ذات شأن هي "إلى الريفيّين" نشرها في جريدة "لسان الشعب" بتاريخ 06 مايو 1925م، وجريدة "الصواب" التونسيّتين؛ ثمّ في الصحافة المصريّة "اللواء"، و"الأخبار".

واكب الحركة الوطنيّة بشعره وبنضاله على مستوى المغرب العربيّ فانخرط في صفوف الشبيبة الدستوريّة، في فترة دراسته بتونس، فاعتقل لمدّة نصف شهر، كما شارك مشاركة فعّالة في مؤتمرات طلبة شمال إفريقيا؛ وعلى مستوى الحركة الوطنيّة الجزائريّة مناضلا في حزب نجم شمال إفريقيا، فقائدا من أبرز قادة حزب الشعب الجزائريّ، فكان أن أودع السجن لمدّة سنتين 1937-1939.

وغداة اندلاع الثورة التحريريّة الكبرى انخرط في أولى خلايا جبهة التحرير الوطنيّ بالجزائر العاصمة، وألقي عليه وعلى زملائه المشكّلين لهذه الخليّة القبض، فأودعوا السجن بعد محاكمتهم، فبقي فيه لمدّة ثلاث سنوات من 19 أبريل 1956م إلى 01 فبراير 1959م.

بعد خروجه من السجن فرّ إلى المغرب، ومنه انتقل إلى تونس، للعلاج على يد فرانز فانون، ممّا لحقه في السجن من آثار التعذيب. وبعد ذلك كان سفير القضيّة الجزائريّة بشعره في الصحافة التونسية والمغربيّة، كما كان سفيرها أيضا في المشرق لدى مشاركته في مهرجان الشعر العربيّ بدمشق سنة 1961م.

بعد الاستقلال أمضى حياته في التنقّل بين أقطار المغرب العربيّ، وكان مستقرّه المغرب، وبخاصّة في سنوات حياته الأخيرة. وشارك مشاركة فعّالة في مؤتمرات التعرّف على الفكر الإسلاميّ.

توفي يوم الأربعاء02 رمضان 1397هـ، الموافق ليوم 17 أغسطس 1977م، بتونس، ونقل جثمانه إلى الجزائر، ليدفن بمسقط رأسه ببني يزقن.

هو صاحب الأناشيد الوطنيّة: النشيد الوطنيّ الجزائريّ، نشيد الانطلاقة الأولى "فداء الجزائر"، نشيد العلم الجزائريّ، نشيد الشهداء، نشيد جيش التحرير الوطنيّ، نشيد الاتّحاد العامّ للعمّال الجزائريّين، نشيد اتّحاد الطلاّب الجزائريّين، نشيد المرأة الجزائريّة، نشيد بربروس؛ بالإضافة إلى نشيد مؤتمر المصير بتونس و نشيد اتّحاد النساء التونسيّ و نشيد معركة بنزرت التاريخيّة؛ فضلا عن نشيد الجلاء عن المغرب، و نشيد الجيش المغربي، وغيرها من الأناشيد.

له من الدواوين المطبوعة: اللهب المقدّس 1961م، تحت ظلال الزيتون 1966م، من وحي الأطلس 1976م، إلياذة الجزائر في ألف بيت وبيت 1972م.

له شعر كثير غير ما نشره في دواوينه متفرّق في الصحافة الجزائريّة والتونسيّة والمغربيّة، وبقي أمر جمعها في دواوين حلما يراود الشاعر، ولم يستطع تحقيقه رغم إعلانه عن هذه الدواوين في أحاديثه وتراجمه الشخصية: "أهازيج الزحف المقدّس" أغاني الشعب الجزائريّ الثائر بلغة الشعب، "انطلاقة" ديوان المعركة السياسيّة في الجزائر 1935-1954م، "الخافق المعذّب" شعر الهوى والشباب، "محاولات الطفولة" إنتاج الشاعر في صباه.

أمّا نثره فكثير، متفرّق في صحافة المغرب العربيّ، لم يجمع بعد، وله كتب ذكرها في أحاديثه الصحفيّة، لكنّها لم تر النور إلى تاريخ اليوم، من ذلك: أضواء على وادي ميزاب، الكتاب الأبيض، تاريخ الصحافة العربيّة في الجزائر، مسرحية "الثورة الكبرى"، الأدب العربيّ في الجزائر عبر التاريخ بالاشتراك مع الهادي العبيديّ، وغيرها.

حامل لوسام الكفاءة الفكريّة من الدرجة الأولى من عاهل المملكة المغربيّة محمد الخامس، بتاريخ 21 أبريل 1987م ووسام الاستقلال، ووسام الاستحقاق الثقافيّ، من رئيس الجمهوريّة التونسيّة الحبيب بورقيبة؛ ووسام المقاوم من رئيس الجمهوريّة الجزائريّة الشاذلي بن جديد، بتاريخ 25 أكتوبر 1984م؛ وشهادة تقدير على أعماله ومؤلفاته، وتقديرا لجهوده المعتبرة، ونضاله في خدمة الثقافة الوطنيّة من رئيس الجمهوريّة الجزائريّة الشاذلي بن جديد، بتاريخ: 08 يوليو 1987م؛ ووسام الأثير من مصفّ الاستحقاق الوطنيّ من فخامة رئيس الجمهوريّة السيّد عبد العزيز بوتفليقة، بتاريخ 04 يوليو 1999م.



أشهر مؤلفاته

- اللهب المقدس ديوان شعر عن الثورة التحريرية،

- تحت ظلال الزيتون ديوان شعر عن أمجاد تونس،

- من وحي الأطلس ديوان شعر عن أمجاد المغرب،

- إلياذة الجزائر قصيدة شعرية مطولة عن جلال وجمال الجزائر،

- أمجادنا تتكلم،











ولد الشاعر الأديب مفدي زكرياء في أفريل 1908 في بلدة بني يزقن بغرداية حيث بدأ تعليمه القرآني في مسقط رأسه.

و في السابعة من عمره انتقل إلى عنابة و منها إلى تونس . تحصل على شهادة الثانوية ( بالخلدونية) و منها إلى جامع الزيتونة.

مناضل سياسي في الحركة الوطنية و مجاهد في الثروة التحريرية. دخل السجن 5 مرات آخرها في 1959 حيث فر منه ملتحقا بجبهة التحرير الوطني في الخارج.

جند قلمه و لسانه لمحاربة الاستعمار الفرنسي الغاشم فهو صاحب النشيد الخالد فداء الجزائر روحي و مالي الذي نظمه في سنة 1936.

و مؤلف النشيد الوطني الرسمي للجزائر قسما.

توفي مفدي زكرياء بتونس في 17 أوت 1977 و دفن في مسقط رأسه بغرداية من مؤلفاته:

1- اللهب المقدس –طبع ببيروت 1961 و بالجزائر 1982.

2- إلياذة الجزائر بالجزائر 1972 و هي ملحمة بها 1001 بيت من الشعر ملحمة الجزائر . و طبعت 3 مرات .

3- من روحي الأطلس الرباط 1976.

4- أمجادنا تتكلم 1973.



عدل سابقا من قبل bassam65 في الأحد يناير 03, 2010 4:30 am عدل 1 مرات
الرجوع الى أعلى الصفحة اذهب الى الأسفل
bassam65
عضو ماسي
bassam65


عدد المساهمات : 3455
نقاط : 20317
تاريخ التسجيل : 11/11/2009
العمر : 59
الموقع : سوريا

الشاعر مفدي زكريا- الجزائر Empty
مُساهمةموضوع: رد: الشاعر مفدي زكريا- الجزائر   الشاعر مفدي زكريا- الجزائر I_icon_minitimeالأحد يناير 03, 2010 4:27 am


النشيد الوطني الجزائري



قسماً بالنازلات الماحــقـاتْ

و الدماء الزاكيات الطاهراتْ

و البنود اللاّمعات الخـافـقاتْ

في الجبال الشامخات الشاهقاتْ

نحن ثرنا فـحيـاةٌ أوممـاتْ

و عقدْنا العزم أن تحيا الجزائر

فاشهدوا....



نحن جندٌ في سـبيل الحق ثرنا

و إلى استقلالنا بـالحرب قُمنا

لم يكن يُصغى لنا لمّا نطـقْـنا

فاتخذنا رنّة البـارود وزنــا

و عزفنا نغمة الرّشاش لحنـا

و عقدنا العزم أن تحيا الجزائر



فاشهدوا.....



يا فرنسا قد مضى وقتُ العـتاب

و طوينّاه كما يُطوى الكتــاب

يا فرنسا ... إن ذا يوم الحساب

فاستعدّي .. و خذي منّا الجواب

إنّ في ثورتنا فصل الخـطـاب

و عقدنا العزم أن تحيا الجزائـر



فاشهدوا.....



نحـن منْ أبطـالنا ندفعُ جًندا

و على أشــلائنا نصنع مجدا

و على أرواجنا نصعدٌ خُـلْـدا

و على هاماتنا نرفـعُ بـنـدا

جبهة التحرير أعطينـاك عهدا

و عقدنا العزم أن تحيا الجزائر

فاشهدوا.....



صرخة الأوطان من ساح الفدا

فاسمعوها و استجيبوا للـندا

و أكتبوها بدماء الشـهـداء

و اقرأوها لبنـي الجيل غـدا

قد مددنا لـك يا مـجدُ يـدا

و عقدنا العزم أن تحيا الجزائر



فاشهدوا....
الرجوع الى أعلى الصفحة اذهب الى الأسفل
bassam65
عضو ماسي
bassam65


عدد المساهمات : 3455
نقاط : 20317
تاريخ التسجيل : 11/11/2009
العمر : 59
الموقع : سوريا

الشاعر مفدي زكريا- الجزائر Empty
مُساهمةموضوع: رد: الشاعر مفدي زكريا- الجزائر   الشاعر مفدي زكريا- الجزائر I_icon_minitimeالأحد يناير 03, 2010 4:28 am


الشاعر مفدي زكريا- الجزائر Tl1
المقطع الاول من الياذة الجزائر
.

جزائر يا مطلع المعجـزات و با حجة الله في الكائنـات
و يابسمة الرب في أرضـه و يا وجهه الضاحك القسمات
و يا لوحة في سجل الخلو د تموج بها الصور الحالمـات
و يا قصة بث فيها الوجـود معاني السمو بروع الحيـاة
و يا صفحة خط فيها البقـآء بنار و نـور جهـاد الأبـاة
و يا للبطولات تغزو الدنـا و تلهمها القيـم الخالـدات
و أسطورة رددتها القـرون فهاجت بأعماقنا الذكريـات
و يا تربة تاه فيهـا الجـلال فتاهت بها القمم الشامخـات
و أهوى على قدميها الزمان فأهوى على قدميها الطفـاة

.


شغلنا الورَى ، و ملأنا الدنا


بشعـر نرتلـه كالـصٌـلاة


تسَابيحه من حَنايَا الجزائـر
الرجوع الى أعلى الصفحة اذهب الى الأسفل
bassam65
عضو ماسي
bassam65


عدد المساهمات : 3455
نقاط : 20317
تاريخ التسجيل : 11/11/2009
العمر : 59
الموقع : سوريا

الشاعر مفدي زكريا- الجزائر Empty
مُساهمةموضوع: رد: الشاعر مفدي زكريا- الجزائر   الشاعر مفدي زكريا- الجزائر I_icon_minitimeالأحد يناير 03, 2010 4:29 am


الشاعر مفدي زكريا- الجزائر Tl1
رسالة الشعر


يقول مفدي زكريا في إحدى قصائده عن الشعر:


رسالةُ الشعرِ في الدنيا مقدَّسةٌ

لولا النبوءةُ .. كان الشعرُ قرآنا

فكم هتكنا بها الأستارَ مُغلقةً

وكم غزونا بها في الغيبِ أكوانا

وكم جلونا بها الأسرارَ مُبهمةً

وكم أقمنا بها، للعدلِ ميزانا

وكم صرعنا بها في الأرضِ طاغيةً

وكم رجمنا بها في الإنسِ شيطانا

وكم حصدنا بها الأصنام شاخصةً

وكم بعثنا من الأصنام، إنسانا

وكم رفعنا بها أعلامَ نهضتنا

فخلَّد الشعرُ في الدنيا، مزايانا
الرجوع الى أعلى الصفحة اذهب الى الأسفل
bassam65
عضو ماسي
bassam65


عدد المساهمات : 3455
نقاط : 20317
تاريخ التسجيل : 11/11/2009
العمر : 59
الموقع : سوريا

الشاعر مفدي زكريا- الجزائر Empty
مُساهمةموضوع: رد: الشاعر مفدي زكريا- الجزائر   الشاعر مفدي زكريا- الجزائر I_icon_minitimeالأحد يناير 03, 2010 4:31 am


إلياذة الجزائر - 2




بلادي ، بلادي ، الأمان الأمان أغني علاك ، بأي لسان ؟
جلالك تقصر عنه اللغـــة و يعجزني فيك سحر البيان
وهام بك الناس حتى الطغاة
وما احترموا فيك حتى الزمانا
وأغريت مستعمريك فراحوا
يهيمون في الشرق بالصولجان
ولم يبرحوا الأرض لما استقلت شعوبٌ
ولم تستكن للهوان
وزلزلت الأرض زلزالها
وضج لغاصبها النيّران
فتبيض صفحة افريقيا
وراهنه الشعب يوم التنادي
ورجّ به الشعب يوم الرهان
فتبيض صفحة افريقيا
ويسود وجه المغير الجبان
وإشراقة الروح منك تناهت
تشيع الجمال وتفشي الحنان
إليك صلاتي ، و أزكى سلامي بلادي ، بلادي ، الأمان الأمان
***
شغلنا الورى ،و ملأنا الدنا
بشعر نرتلـــه كالصــــــلاة

الرجوع الى أعلى الصفحة اذهب الى الأسفل
bassam65
عضو ماسي
bassam65


عدد المساهمات : 3455
نقاط : 20317
تاريخ التسجيل : 11/11/2009
العمر : 59
الموقع : سوريا

الشاعر مفدي زكريا- الجزائر Empty
مُساهمةموضوع: رد: الشاعر مفدي زكريا- الجزائر   الشاعر مفدي زكريا- الجزائر I_icon_minitimeالأحد يناير 03, 2010 4:32 am


جزائر يا بدعة الفاطــــــــــــــر و يا روعة الصانع القـــــــــادر
و يا بابل السحر ، من وحيهـا تلقب هاروت بالساحــــــــــر
و يا جنة غار منها الجنـــــــان و أشغله الغيب بالحاضـــــــر
و يا لجة يستحم الجمــــــــــا ل و يسبح في موجها الكافر (1)
و يا ومضة الحب في خاطري و إشراقة الوحي للشاعـــــر
و يا ثورة حار فيها الزمـــــــان و في شعبها الهادئ الثائـــر
و يا وحدة صهرتها الخطــــــو ب فقامت على دمها الفائـــر
و يا همة ساد فيها الحجــى فلم تك تقنع بالظاهـــــــــــــر
و يا مثلاً لصفاء الضميــــــــــر يجل عن المثل السٌائـــــــــــر
سلام على مهرجان الخلــود سلام على عيدك العاشـــــر(2)

شغلنا الورَى ، و ملأنا الدنا
بشعر نرتله كالصٌــــــــــلاة
تسَابيحه من حَنايَا الجزائر

(1) الكافر هنا بمعنى الساتر و منه قوله تعالى" يعجب الزراع ليغيط بهم الكفار" و قول إمام العاشقين عمر بن الفارض يخاطب الحبيب و الليل :
لي فيك أجر مجاهــــــــــــد ان صح أن الليل كافــــــــــــر

(2) كتبت هذه الأسطر في 1972 و صادفت مناسبة عيد الإستقلال العاشر (05/07/1962 - 05/07/1972)

الرجوع الى أعلى الصفحة اذهب الى الأسفل
bassam65
عضو ماسي
bassam65


عدد المساهمات : 3455
نقاط : 20317
تاريخ التسجيل : 11/11/2009
العمر : 59
الموقع : سوريا

الشاعر مفدي زكريا- الجزائر Empty
مُساهمةموضوع: رد: الشاعر مفدي زكريا- الجزائر   الشاعر مفدي زكريا- الجزائر I_icon_minitimeالأحد يناير 03, 2010 4:33 am



فيا أيها الـــــناس هـــذي بـــلادي *** ومعـــبد حــــبي وحـــــلم فـــــؤادي



وإيـــمان قـــلبي وخـــالص ديـني *** ومــبناه فــي ملـــتي واعتــــــــقادي



بــــلا دي أحــبك فــــوق الظنـــــــــــــــون وأشـــدوبـحــبـك فـي كــل نـادي



عشــقت لأجــلك كـــل جـمـــــيـــــــــــــل وهــمت لأجـــلك فــي كـــل وادي



ومــن هــام فيك أحـب الجمــــــــــــــــــال و إن لامــه الــغشــم قـــال:بلادي



لأجـــل بــلادي عــصرت النجـــــــــــــوم وأترعت كأسي وصغت الشوادي



وأرسلت شعري يســــوق الخطى *** بســـــــــاح الفــدآ يوم نادى المنادي



وأوقفت ركبَ الزمــــان طــــويلا *** أســـــــائـلــــه عــــن ثمود وعــــاد



وعن قصة المجــد مــن عهد نوح *** وهــــــــــل إرم هــي ذات العمــاد؟



فأقسم هـــــذا الــــــزمــان يميـــنا *** وقــــــــال الجـــزائر دون عـــــناد



شغلنا الورى ومـــلأنا الدنا



بشعر نرتـــــله كالـــصلاة



تسابيحه من حنــايا الجزائر

الرجوع الى أعلى الصفحة اذهب الى الأسفل
bassam65
عضو ماسي
bassam65


عدد المساهمات : 3455
نقاط : 20317
تاريخ التسجيل : 11/11/2009
العمر : 59
الموقع : سوريا

الشاعر مفدي زكريا- الجزائر Empty
مُساهمةموضوع: رد: الشاعر مفدي زكريا- الجزائر   الشاعر مفدي زكريا- الجزائر I_icon_minitimeالأحد يناير 03, 2010 4:33 am

تفســـخ هـــذا الشبـــابُ ومـــاعا *** وخـــرب أخــــلاقَه وتداعـــــــى




فويل الجــــزائر والمــــســـلمين *** إذا دنــس النشءُ هذي الطباعـــــا



وكيف يســـوس الـــبلادَ غـــــبيٌ *** بليدٌ أضــاع الضـميرَ فضاعـــــا؟



ومن يـــطـمئنُّ لأقـــــــدارِ شعبٍ *** إذا استخلفَ الشعبُ فيه الضباعَا؟



وكــــيف يقــــــــــــومُ بنـــيانُـــه *** وتقويمُ أخلاقِه ما استطاعـــــــــا؟



وكيف يصــون الأصــالةَ نـــشءٌ *** وقـــد ســـاوموه عليها فبـــاعــا؟



وكيف ينــير الــطــريقَ شـبـــابٌ *** وقد طمس الرجسُ فيه الشعاعــا؟



وكيف يداوي المريضُ صحيـــحاً *** وفي قلبه مرضُ السلِّ شاعــــــا؟



وكيف يصــارع مــوجَ الــحيــاةِ *** وماسطاعَ في أصغريه الصراعـا؟



هو الخطر الجــارف المستطـــير*** فإن تهمــــلوه الوداع الوداعـــــــــا



شغلنا الورى ومـــلأنا الدنا



بشعر نرتـــــله كالـــصلاة

الرجوع الى أعلى الصفحة اذهب الى الأسفل
bassam65
عضو ماسي
bassam65


عدد المساهمات : 3455
نقاط : 20317
تاريخ التسجيل : 11/11/2009
العمر : 59
الموقع : سوريا

الشاعر مفدي زكريا- الجزائر Empty
مُساهمةموضوع: رد: الشاعر مفدي زكريا- الجزائر   الشاعر مفدي زكريا- الجزائر I_icon_minitimeالأحد يناير 03, 2010 4:34 am

الدعوة إلى الوحدة الكبرى:.
تشكل قضية الوحدة مرتكزا محوريا في فكر وشعر مفدي زكرياء، وقد ظل ينادي بها ويتغنى بها بإصرار متواصل منذ بواكير إنتاجه الشعري، وظل وفيا لهذا المبدإ الذي اعتنقه ودافع عنه في كل مناسبة، وجسده بنشاطه العملي من توطنه بلدان المغرب العربي، تونس والجزائر والمغرب حتى آخر حياته.
ويعتقد أن توحيد الصف كان السبب الرئيس لتحقيق استقلال الوطن، ولذلك كان يدعو للتمسك به كل من أراد النجاح، ويتجه للأشقاء في فلسطين أن يأخذوا العبرة من هذا الدرس الثمين:

نوفمبر جل جلالك فينــــا ألست الذي بث فينـا اليقينــا
سبحنا على لجـج من دمانــا وللنصـر رحنـا نسوق السفينـا
ولولا التحام الصفـوف وقانـا لكنـا سماسـرة مجرمينـــا
فليت فلسطيـن تقفو خطانــا وتطوي كما قد طوينــا السنينا

وبالقدس تهتـم لا بالكراسي تميـل يســارا بها ويمينــــا

ويشيد بوحدة الأمة العربية التي تجمعها عوامل الدين واللسان والتاريخ، والآمال والآلام. ويؤكد حقيقة بدهية هي أن الفرقة شقاء وذل وهوان:
يقول في قصيدة ألقاها بالجزائر العاصمة سنة 1932:
كفانـا شقـاء من وباء شقاقنـا وتمـزيق مجموع وتشتيـت أفـراد
فهل نحن إلا أمة عربيــــــة شقيقـة أرواح، قسيمـة أكبـاد

وهل نحن إلا أمـة أحمــديــة مقدسـة، غــرَّا، سليـلة أمجاد

ويلح على هذا المطلب في مؤتمر تلمسان سنة 1935، قائلا:

إن الجزائر في الغـرام وتونسًـــا والمغـرب الأقصـى خلقـن سواءَ
نحـن العروبة والشمـال بلادنــا وبـه نعيـش أعـزة كرمـــاء
أرض مطـهرة تضــمّ ضلوعها مُهجًـا هناك زكيــة ودمــاء
بـدم الصحابة قد تعطّـر ظهرهـا قِدْمًـا، وآوى بطنُهـا الشهــدَاءَ
وتعـانقت فيها البنـود خوافقًــا حمـراء تحمـل للأنـام رفـــاء
شعب أغرّ وأمــة عربيــــة ما إن تطيق مـذلـة وشقـــاء

ولا يسعفنا المقام لاستقراء كل نصوصه الشعرية في هذه القضية، ونجتزئ ببعض الإشارات إلى هذا الهم الذي سكن قلبه، والأمل الذي طالما راوده، وكان موقنا بتحققه يوما، وإن رآه البعض ضربا من الأوهام والخيال. ووضع في طريقه سدودا من البحار والجبال.
يقول في قصيدته "البردة الوطنية" سنة 1937:

تونس والجزائر اليوم، والمغـــرب شعب لن يستطيع انفصـــالا
وحدة أحكـم الإلـه سَـداهـا، مـــن يـرد قطعـه أراد محالا
نبتـت من أب كريـم وأمّ سمـتْ في الحــياة عمًّــا وخــالا
نصبـوا بينــها حـدودا من الـ ألـواح، جهلا وخدعـة، وضلالا
فاجعلـوا إن أردتـم الكون سـ ـدًّا، وضعوا البحر بيننا والجبـالا
نحن روح مـزاجه الضـاد والد يـن، فلـن يستطيع قطّ انحـلالا
كلما رمتـم افتراقــا قرُبنــا وعقدنــا محبة واتصــــالا

ويردد الفكرة ذاتها في غير ما قصيدة، منها: قوله:

إن الجزائر أمــة عربيـــــة تسعـى إلى استقـلالها وتجــاري
كفر الألـى قالوا الشمال ثلاثــة ودعوا إلى إذلالـــه بالنـــار
نصبـوا العصي على الحدود سفاهة وسعـوا إلى توزيعـه لضــرار
المغرب العربي شعب واحــــد مل العروق دم العــروبة جــاري
للشـرق لا للغـرب ولّـى وجهه فغـدا له سنـدًا، لخـوض غمـار

ويصل المغرب بالمشرق في هذه الدعوة الملحة التي أرسلها في الذكرى الثانية للثورة:

رسول الشرق قل للشـرق إنــا على عهـد العروبة سوف نبقــى
وإمـا بالجزائر أنكــرونـــا سنخرق وصمة الإجمـاع خرقــا
سيعتـرف الزمان غـدًا بأنـــا سبقنـا وثبـة الأقـدار سبــقا
وأنـا في الجزائـر خيـر شعب عروبتــه مدى الأجيـال وُثقَـى
وأن الوحـدة الكبرى إذا مـــا تحــررت الجزائر سوف تبقــى.

وبعد استقلال الجزائر يظل وفيا لندائه وغنائه بهذا الحلم الجميل، إذ يقول:
ويا عروبةُ من أمّ لـنــا وأبٍ هنـا العروبـة دوحـات وأغصان
هنا الأصالة في صلـب وفي رحـمٍ هنـا القرارات تدبيـر ورجحـان
هنـا فلسطين تمتـد انطلاقتهــا إن كان في العـرب أنصار وأعوان
ونحن للوحـدة الكبـرى دعامتها إن كان في العرب تفكيـر وميـزان
مدّوا يدًا نبـنِ دنيـانا موحـدة فمـا استقام بدنيـا الخلف بنيـان


ويستشهد بجبال الأطلس التي تمتد عبر بلدان المغرب الثلاثة، ويتخذها دليلا على وحدة هذه البلاد أرضا وأمة، وتاريخا ومستقبلا،

سل الأطلس الفرد عن جُـرجـرا تعالى يشد السما بالثـــرى
هو الأطلس الأزليّ الـــــذي قضى العمر يصنــع أسد الشرى
فيا من تردد في وحــــــدة بمغـربنا وادعى وامتــــرى
أما وحـد الأطلس المـغـربــ ـيّ معاقلنــا بوثيـق العـرى؟
أمـا طوقتنــا سلاسلـــه فطـوق تـاريخنـا الأعصــرا؟


وفي إلياذة الجزائر خصص مقطعا لتأكيد هذه الوحدة الغالية، يقول فيه:

تماوج في فاس رجــع الصــدى من القـرويين يغـزو المــدى
يساجـل زيتونـة للســــلا م مباركــة فتلبــي النــدا
هو المغرب الأكبـر المستمـــ ـدّ رسالاتــه من رسول الهـدى
ووحدة مغربنا اليوم خطــــوٌ إلى وحـدة المسلميــن غــدا
بتوحيــد بعض نوحـد كـلاًّ وهـل ينكر الخبـر المبـتـــدا
فربـمـا كــان مغربنـــا مثـالا قويمـا بــه يُقتـــدى
وإن سلـك العُـرب في أمرهــم سواء السبيـل مددنـا اليــدا
وقمنــا بأرواحنـا نفتديهــم ونحن الألـى أخلصـوا للفــدا
ويستبـدلون بالشعارات الفـعـل فاستوجبـوا العـز والســؤددا



وقد تملكه اليأس عندما تحطمت هذه الآمال إثر الاستقلال وبدرت بوادر الانشقاق، فعبر عن ذلك بقوله:
أنا حطّمت مزهـري، لا تسلنــي وسلوت ابتسامتي، لا تلمـنــي
مذ تراءى الشقـاق حطمت كأسا تــي، على مبسمي، وأحرقت دَنّي
مذ رأيت السفين يجرفهـا اليــ ـمّ لسوء المصير، أغرقت سفنـي
مذ رأيت الغصـون ينعى بها البــو م، تجافيتهـا، وودعـت غصنـي
ورأيت الرؤوس طافـت بهـــا حمّى الكراسـي، ونالها مسّ جـنّ
فتخيرت في الرقَى (سورة الإخــ لاص)، مـذ بات غيرها ليس يغنـي
************************************************** **********************
بلادي وقفت لـذكراك شعـري فخلد مجدك في الكون ذكـــري
وألهمتِنـي فصـدعت الدنـــا بإليـاذتي باعتـزاز وفخـــر
وكنت أوقع في الشاهقــــا ت خطى الثائرين بألحان صدري
فخلـد قدس اللهيب بيانـــي وأذكى لهيب الجـزائر فكــري
وإن يجحدوني فحسبـيَ أنــي وهبت الجزائر فكري وعمـــري
فآمن بي كل حـــرّ أصيـل وأنكر شمس الضحى كل غَمـــر
وتقصـر دون خطايَ خطاهــم ويؤذيهم الورد من طيب عطــري
تركت الخوالـف تحسو الغبــا ر، وطرت أسـابق مطلع فجـر
ودست الصراصير بيـن الصخـو ر، فصعّر خـدَّ الحجـارة صخـري
وألقيت في الساحريـن عصـــا ي، تلقّف مـا يأفكون بسحــري

**************************************************
الرجوع الى أعلى الصفحة اذهب الى الأسفل
bassam65
عضو ماسي
bassam65


عدد المساهمات : 3455
نقاط : 20317
تاريخ التسجيل : 11/11/2009
العمر : 59
الموقع : سوريا

الشاعر مفدي زكريا- الجزائر Empty
مُساهمةموضوع: رد: الشاعر مفدي زكريا- الجزائر   الشاعر مفدي زكريا- الجزائر I_icon_minitimeالأحد يناير 03, 2010 4:35 am

أناديكِ في الصّـرصر العاتيهْ------ وبين قواصـفـهـا الذاريــه
وأدعـوكِ بين أزيز الوغـــى ------ وبين جمـاجمهـا الجـاثيــه
وأذكر جرحـكِ في حـربنـــا------ وفي ثورة المغرب القانيه
فلسطينُ... يامهبـط الأنـبـيـآ------ ويا قبلـة العـرب الثانـيــه
ويـــا حجّـة الله فـي أرضــه ------ ويا هبة الأزل, الساميـــه
ويــا قــدُســاً, بــاعــــهُ آدم------ كما بـاع جنتــه العاليـــــه
وأضحى إبنه - بين إخوانه ------- يلقـّبــه العرْبُ , بالجـاليـه...
فلسطينُ, والعُـرب في سكرة ------ قد انحـدروا بك للهـاويــه
رمــاكِ الزمـان بكـل لئيـــمٍ------ زنيــمٍ, من الفئة الباغيــه
وكـل شريـد على ظهــرهـا ------ تسخـّــره, بطنه الخاويــه
وألقــى بكِ الدهــر شُــذّاذه------ ومن لم تؤدِّبْـهُ " ألمـانيه"
وصبَّ بكِ الغـَرب أقــذاره------ ورجسَ نفـاياتـــه الباقيــه
وحط ابنُ صهيونَ - أنذالـهُ------- بأرضكِ, آمِـرةً نـاهيـــــه
ومـن ليس يهتزُّ فيه ضمير------ ولا في حوانيـهِ إنسانيــــه
وبالمال تغدقه الصدقات(1)------ مضت فيـك بائعـة شاريـه
ودسّ –ابن خريون- أوساخه------ فعجّـلَ -من نتنهـا- الغاشيـه
بكيتِ فلسطينُ في حائط(2)------ به - قبل - قد كانتِ الباكيـه
فيـالكَ مـن معبـد نجـسّــوا ------ حناياه بالســوءة البـاديــــه
ويالـك من قِـبــلة كدّســوا ------ بمحرابـها الجيَـف الباليـه
ويالكَ مـن حَـــرم آمِــــنٍ ------ جياع ابن آوى به عــاويه
الرجوع الى أعلى الصفحة اذهب الى الأسفل
bassam65
عضو ماسي
bassam65


عدد المساهمات : 3455
نقاط : 20317
تاريخ التسجيل : 11/11/2009
العمر : 59
الموقع : سوريا

الشاعر مفدي زكريا- الجزائر Empty
مُساهمةموضوع: رد: الشاعر مفدي زكريا- الجزائر   الشاعر مفدي زكريا- الجزائر I_icon_minitimeالأحد يناير 03, 2010 4:35 am

الشاعر مفدي زكريا- الجزائر Tl1
ذا (نوفمبـرُ).. قـمْ وحـيّ المِدفـعـا واذكرْ جهـادَكَ.. والسنيـنَ الأربعـا!
واقـرأْ كتـابَـكَ، لـلأنـام مُفـصَّـلاً تقـرأْ بـه الدنيـا الحديـثَ الأَروعـا!
واصـدعْ بثورتـكَ الزمـانَ وأهـلَـهُ واقرعْ بدولتك الـورى، و(المجمعـا)!
واعقـدْ لحقِّـك، فـي الملاحـم نـدوةً يقف الزمـان بهـا خطيبـاً مِصْقَعـا!
وقُلِ: الجزائرُ..!!! واصغِ إنْ ذُكِرَ اسمُها تجـد الجبابـرَ.. ساجديـنَ ورُكَّـعـا!
إن الجزائـرَ فـي الوجـود رسـالـةٌ الشعـبُ حرّرهـا.. وربُّـك َوَقّـعـا!
إن الجـزائـرَ قـطـعـةٌ قـدسـيّـةٌ في الكون.. لحّنها الرصـاصُ ووقّعـا!
وقـصـيـدةٌ أزلـيّــة، أبيـاتُـهـا حمراءُ.. كان لهـا (نفمبـرُ) مطلعـا!
نَظمتْ قوافيها الجماجـمُ فـي الوغـى وسقـى النجيـعُ رويَّـهـا.. فتدفَّـعـا
غنَّـى بهـا حـرُّ الضّميـر، فأيقظـتْ شعباً إلـى التحريـر شمّـر مُسرِعـا
سمـعَ الأصـمُّ دويَّهـا، فعنـا لـهـا ورأى بها الأعمى الطريـقَ الأنصعـا
ودرى الأُلى، جَهلـوا الجزائـرَ، أنهـا قالتْ: «أُريـد»!! فصمَّمـتْ أن تلمعـا
ودرى الأُلى جحَـدوا الجزائـرَ، أنهـا ثارتْ.. وحكّمـتِ الدِّمـا.. والمِدْفعـا!
شقّـتْ طريـقَ مصيرهـا بسلاحـهـا وأبـتْ بغيـر المنتـهـى أن تَقنـعـا
شعبٌ.. دعـاه إلـى الخـلاص بُناتُـهُ فانصـبَّ مُـذْ سمـع النِـدا، وتطوَّعـا
نادى به «جبريـلُ» فـي سـوقِ الفِـدا فشـرى، وبـاع بنقدهـا، وتبـرَّعـا!
فلكم تصـارع والزمـانَ.. فلـم يجـدْ فيه الزمانُ - وقـد توحَّـد - مطمعـا!
واستقبـل الأحـداثَ.. منهـا ساخـراً كالشامخـات.. تمنُّـعـاً.. وترفُّـعـا..
وأرادهُ المستعـمـرون، عـنـاصـراً فأبى - مـع التاريـخ - أن يتصدّعـا!
واستضعـفـوه.. فـقـرّروا إذلالــهُ فأبـتْ كرامـتُـهُ لــه أن يخضـعـا
واستـدرجـوه.. فـدبّـروا إدمـاجَـهُ فأبـتْ عروبـتُـه لــه أن يُبلَـعـا!
وعـن العقـيـدة.. زوّروا تحريـفَـهُ فأبـى مـع الإيمـان.. أن يتزعزعـا!
وتعمّدوا قطـعَ الطريـق.. فلـم تُـرِدْ أسبـابُـه بالـعُـرْب أن تَتقـطَّـعـا!
نسبٌ بدنيـا العُـرب.. زكَّـى غرسَـهُ ألـمٌ.. فــأورق دوحُــه وتفـرَّعـا
سبـبٌ، بأوتـار القلـوب.. عـروقُـهُ إن رنّ هــذا.. رنّ ذاكَ ورجَّـعــا!
إمّــا تنـهَّـد بالجـزائـر مُـوجَـعٌ. . آسى «الشـآمُ» جراحَـه، وتوجَّعـا!
واهتزَّ فـي أرض «الكِنانـة» خافـقٌ. . وأَقضَّ في أرض «العراق» المضجعا!
وارتجَّ فـي الخضـراء شعـبٌ ماجـدٌ لــم تُـثـنِـه أرزاؤه أن يَـفـزعـا
وهـوتْ «مُراكـشُ» حولَـه وتألمّـتْ «لبنـانُ»، واستعـدى جديـسَ وتُبَّعـا
تلـك العروبـةُ.. إن تَثُـرْ أعصابُهـا وهـن الزمـانُ حيالَهـا، وتضعضعـا!
الضادُ.. في الأجيـال.. خلَّـد مجدَهـا والجرحُ وحَّـد فـي هواهـا المنزعـا
فتماسكـتْ بالشـرق وحــدةُ أمّــةٍ عربيّـةٍ، وجـدتْ بمصـرَ المرتـعـا
ولَمِـصـرُ.. دارٌ للعـروبـة حُــرّةٌ تـأوي الكـرامَ.. وتُسنـد المتطلِّـعـا
سحـرتْ روائعُهـا المدائـنَ عنـدمـا ألقى عصاه بهـا «الكليـمُ».. فروّعـا
وتحـدّث الهـرمُ الرهـيـب مباهـيـاً بجلالهـا الدنيـا.. فأنطـق «يُوشَعـا»
واللهُ سـطَّـر لـوحَـهـا بيمـيـنـهِ وبنهرهـا.. سكـبَ الجمـالَ فأبـدعـا
النيـلُ فـتّـحَ للصـديـق ذراعَــهُ والشعـبُ فتَّـحَ للشقيـق الأضلـعـا!
والجيـشُ طهَّـر بالقـتـال (قنالَـهـا) واللهُ أعمـل فـي حَشاهـا المبضعـا!
والطورُ.. أبكى مَـن تَعـوّدَ أن يُـرى في (حائـط المبكـى) يُسيـل الأدمعـا
(والسـدُّ) سـدّ علـى اللئـام منـافـذاً وأزاح عـن وجـه الذئـاب البُرقعـا!
و تعلّـم ( التاميـزُ ) عــن أبنائـهـا و ( السينُ ) درساً في السياسـة مُقنعـا
و تعـلّـم المستعـمـرون ، حقيـقـة ً تبقـى لمـن جهـل العروبـة مرجعـا
دنيـا العروبـة ، لا تُرجَّـح جانـبـاً في الكتلتيـن .. و تُفضَّـل موضعـا !
للشرقِ ، في هـذا الوجـود ، رسالـةُ علياءُ .. صـدّقَ وحيَهـا .. فتجمّعـا !
يا مصرُ .. يا أختَ الجزائر في الهـوى لكِ في الجزائـر حرمـةٌ لـن تُقطَعـا
هذي خواطـرُ شاعـرٍ .. غنّـى بهـا في ( الثورة الكبرى ) فقال .. و أسمعـا
و تشوّقـاتٌ .. مـن حبيـسٍ ، مُوثَـقٍ مـا انفـكّ صبّـاً بالكنِانَـة ، مُولَـعـا
خلصتْ قصائدُه .. فمـا عـرف البُكـا يوماً .. و لا ندب الحِمـى و المربعـا
إن تدعُـه الأوطـانُ .. كـان لسانَهـا أو تدعه الجُلَّـى .. أجـاب و أَسْرعـا
سمع الذبيحَ ( 2 ) ( ببربروس ) فأيقظتْ صلواتُـه شعـرَ الخلـود .. فلعلـعـا!
و رآه كـبَّـر لـلـصـلاة مُـهَـلَّـلاً في مذبـح الشهـدا .. فقـام مُسَمَّعـا !
ورأى القنابلَ كالصواعـق.. إن هـوتْ تركتْ حصـونَ ذوي المطامـع بلقعـا
ورأى الجزائـرَ بعـد طـول عنائهـا سلكـتْ بثورتهـا السبـيـل الأنفـعـا
وطنٌ يعزّ على البقاء.. ومـا انقضـى رغمَ البـلاء.. عـن البِلـى مُتمنِّعـا!
لم يرضَ يومـاً بالوثـاق، ولـم يـزلْ متشامخـاً.. مهمـا النَّـكـالُ تنـوّعـا
هـذي الجبـالُ الشاهقـات، شـواهـدٌ سخرتْ بمن مسـخ الحقائـقَ وادّعـى
سلْ (جرجرا..) تُنبئكَ عـن غضباتهـا واستفتِ (شليـا) لحظـةً.. (وشلعلعـا)
واخشـعْ (بوارَشنـيـسَ) إن ترابَـهـا ما انفـكّ للجنـد (المعطَّـر) مصرعـا
كسـرتْ (تِلمسـانُ) الضليعـةُ ضلعَـهُ ووهـى (بصبـرةَ) صبـرُهُ فتـوزّعـا
ودعـاه (مسعـودٌ) فـأدبـر عنـدمـا لاقـاه (طـارقُ) سـافـراً، ومُقنَّـعـا
اللهُ فـجّــر خُـلــدَه، برمـالـنـا وأقام «عزرائيلَ».. يحمـي المنبعـا!!
تلـك الجزائـرُ.. تصنـع استقلالـهـا تَخذتْ لـه مهـجَ الضحايـا.. مصنعـا
طاشتْ بها الطرقاتُ.. فاختصرتْ لهـا نـهـجَ المنـايـا للسـيـادة مهيـعـا
وامتصّهـا المتزعّمـون!! فأصبحـتْ شِلْـواً.. بأنيـاب الـذئـاب مُمَـزَّعـا
وإذا السياسـةُ لـم تفـوِّض أمـرهـا للنـار.. كانـت خدعـةً وتصنُّـعـا!!
إنِّـي رأيـتُ الكـون يسجـد خاشعـاً للحقّ.. والرشَّاش.. إن نطقـا معـا!!!
خَبِّـرْ فرنسـا.. يـا زمـانُ.. بأنـنـا هيهـات فـي استقلالنـا أن نُخـدعـا!
واستفتِ يـا «ديغـولُ» شعبَـكَ.. إنـهُ حُكْمُ الزمان.. فما عسـى أن تصنعـا؟
شعـبُ الجزائـر قـال فـي استفتائـهِ لا.. لن أُبيـح مـن الجزائـر إصبعـا
واختـار يـومَ (الاقتـراع) (نفمبـراً) فمضى.. وصمّم أن يثـورَ
الشاعر مفدي زكريا- الجزائر Br1
الرجوع الى أعلى الصفحة اذهب الى الأسفل
bassam65
عضو ماسي
bassam65


عدد المساهمات : 3455
نقاط : 20317
تاريخ التسجيل : 11/11/2009
العمر : 59
الموقع : سوريا

الشاعر مفدي زكريا- الجزائر Empty
مُساهمةموضوع: رد: الشاعر مفدي زكريا- الجزائر   الشاعر مفدي زكريا- الجزائر I_icon_minitimeالأحد يناير 03, 2010 4:36 am

الشاعر مفدي زكريا- الجزائر Tl1
رسول الهوى بلغ سلامي إلى سلمى وعاط حميّا ثغرها الباسـم الألمـى

وناج هواها، علّ في الغيب رحمـة تَدارَكُ هذا القلب أن ينقضـي همّـا

وبـثّ شكـاة مـن مشـوق متيّـم له كبد حـرّى تضيـق بـه غمّـا

فكم تحت هذا القلب من لاعج الهوى وكم بين هذا الجسم من أضلع كلمى

أبيت أناجـي الليـل نجمـا كأنمـا حبيب فؤادي صـار مستتـرًا ثَمّـا

بلادي بلادي، ما ألذّ الهـوى ومـا أمرّ كؤوس الحب ممتزجـا سمّـا

بـلادي ألا عطـفٌ علـيّ بنظـرة حنانينك، ما هذا السلـوّ، ولا إثمـا

ومذ فتحت عيني المدامعُ أبصـرَت هواك، فلا عـار علـيّ ولا لومـا

فللـه مـا حمّلتنـي مـن صبابـة ولو ذاك في "رضوى" لهدّمه هدمـا
الشاعر مفدي زكريا- الجزائر Br1
الرجوع الى أعلى الصفحة اذهب الى الأسفل
bassam65
عضو ماسي
bassam65


عدد المساهمات : 3455
نقاط : 20317
تاريخ التسجيل : 11/11/2009
العمر : 59
الموقع : سوريا

الشاعر مفدي زكريا- الجزائر Empty
مُساهمةموضوع: رد: الشاعر مفدي زكريا- الجزائر   الشاعر مفدي زكريا- الجزائر I_icon_minitimeالأحد يناير 03, 2010 4:37 am

موضوعات شعر زكرياء
تناول زكرياء في شعره موضوعات أساسية كانت تخدم فكرته وتعالج واقعه، وتلبي طموحاته وما نذر نفسه له من فداء وطنه حتى تحقيق النصر والاستقلال. فكان موضوعه الأساس الوطن، وما حام حوله، وسعى للحفاظ عليه ورفع شأنه وتحقيق عزته وكرامته:
الوطن، الأمجاد، الحرية، الوحدة، الطبيعة، الأخلاق والقيم، محاربة الاستعمار، إنكار التفسخ الخلقي والانحلال.
ويمكن تحديد أهم أغراض الشعر عند زكرياء في النقاط الآتية:
1- التغني بالتاريخ والبطولات. والأمجاد، وهو جانب الجلال.
2- الإشادة بالوطن، وما يزخر به من جمال ساحر.
3- السخرية بالمستعمر وتحدي بطشه وجبروته.
4- التقريع والتشهير بالخونة والعملاء الذي يعينون المستعمر على بني جلدتهم.
5- الإشادة بالقيم والأصالة والدعوة للاستمساك بها.
6- التحذير من الانسلاخ والانبهار بالوافد من العادات التي تخالف أصالتها وتنافيها.
يقول في الاعتزاز بمقومات الأصالة:
شربت العقيدة حتى الثمالــــة فأسلمت وجهي لـرب الجلالــه
ولولا الوفـاء لإسلامنــــا لمـا قرر الشعب يومـا مآلـــه
ولولا استقامــة أخلاقنــــا لمـا أخلص الشعب يوما نضالــه
ولولا تحالف شعـب وربٍّ لمـا حقق الرب يومــا سؤالـه
هو الدين يغمـر أرواحنــا بنـور اليقيـن ويرسي العدالــه
إذا الشعب أخلـف عهد الإلــه وخـان العقيــدة فارقُب زواله
7- الدعوة إلى الوحدة بكل معانيها ودوائرها، على المستوى الوطني، والمغربي، والعربي والإسلامي.
وقد جسد هذه الدعوة في نص دبجه بيده وتلاه على المؤتمر الربع لطلبة شمال إفريقيا بتونس سنة 1934، سماه "ميثاق التوحيد" وجعله إيديولوجية وعقيدة، محددة في عشرة بنود. مما جاء فيها:
1. «آمنت بالله ربا وبالإسلام دينا، وبالقرآن إماما، وبالكعبة قبلة، وبسيدنا محمد  نبيا ورسولا، وبشمال إفريقيا وطنا واحدا لا يتجزأ.
2. أقسم بوحدانية الله أنني أومن بوحدانية شمال إفريقيا وأعمل لها ما دام فيّ قلب خافق ودم دافق ونفس عالق.
3. كل مسلم، بشمال إفريقيا، يؤمن بالله ورسوله ووحدة شماله، هو أخي، وقسيم روحي، فلا أفرق بين تونسي وجزائري ومغربي، وبين مالكي وحنفي وشافعي وإباضي وحنبلي، ولا بين عربي وقبائلي، ولا بين مدني وقروي، ولا بين حضري وآفاقي، بل كلهم إخواني أحبهم وأحترمهم وأدافع عنهم ماداموا يعملون لله والوطن، وإذا خالفت هذا المبدأ فإنني أعتبر نفسي أعظم خائن لدينه ووطنه.
4. وطننا شمال إفريقيا جزء لا يتجزأ من جسم الشرق العربي، نفرح لفرحه ونتألم لألمه، ونتحرك لتحركه، ونسكن لسكونه، تربطنا به إلى الأبد روابط اللغة والعروبة والإسلام»…
إلى آخر البنود العشرة.

صلة زكرياء بالمشارقة:

يتضح من نص ميثاق التوحيد الحضور المشرقي القوي في فكر زكرياء، ودعوته للتوحيد تتجه دائما إلى هذا الأفق الرحيب الذي يحتضن العالم العربي والإسلامي قاطبة، وهو بحكم تكوينه الديني والأدبي يظل يعتبر القبلة صوب المشرق، فمنها المنهل وإليها يتجه الأمل.
والجدير بالتنويه أن من المحطات البارزة في مسار زكرياء الشعري انتداب جبهة التحرير له سنة 1961 ليمثل الجزائر في مهرجان الشعر العربي بدمشق، فتعرف عليه الشعراء العرب عن كثب، بعدما سمعوا روائع أشعاره من بعيد، وشد الانتباه إليهم بنتاجه المتميز المتقد حماسا ووطنية، وعزة وإباء. وزار في تلك الرحلة عددا من بلدان المشرق كالقاهرة ودمشق وبيروت، والأردن والعراق والسعودية والكويت وقطر. وسجل فيها أحاديث إذاعية ومقابلات صحفية وأمسيات شعرية. ودامت رحلته أربعة أشهر، حقق فيها نجاحا إعلاميا رائعا، كان فيها سفير الجزائر دون أوراق اعتماد.
ولكن هذا الصيت الداوي لزكرياء لم يستمر إلا لأمد محدود، إذ تنكر له الأقارب، فكان منطقيا أن ينساه الأباعد، ودارت عجلة الزمان، فأنصفته الأيام، وأعيد له الاعتبار، وعاد باقتدار إلى شرفاته في قصر الأدب العربي الشامخ.
ويأسف العارفون بزكرياء من الباحثين المشارقة أن اسمه لا يتردد بين شعراء العرب اللامعين، وإن بدأ يعرف طريقه مؤخرا بجهود فردية موفقة، منها «مقالات الشاعر الكبير فاروق شوشة بجريدة الأهرام، والتي أعاد نشرها في كتابه "الشعر أولا والشعر أخيرا" فتحدث عنه باعتباره رمز الارتفاع عن قيد العرق أو الجنس، إلى سماء النـزعة الوطنية والقومية والإسلامية، منفتحا على أفق إنساني رحب، وقيم سامية للخير والحق والجمال» .
الرجوع الى أعلى الصفحة اذهب الى الأسفل
bassam65
عضو ماسي
bassam65


عدد المساهمات : 3455
نقاط : 20317
تاريخ التسجيل : 11/11/2009
العمر : 59
الموقع : سوريا

الشاعر مفدي زكريا- الجزائر Empty
مُساهمةموضوع: رد: الشاعر مفدي زكريا- الجزائر   الشاعر مفدي زكريا- الجزائر I_icon_minitimeالأحد يناير 03, 2010 4:37 am

خصائص شعر زكرياء:
السمة البارزة في شعر زكرياء هي الصدق الشعري وأثر المعاناة الشعورية فيه. السجون والتعذيب، محنة الشعب الجزائري في ظل الاحتلال.
ويمكن الإشارة إلى خصائص شعر زكرياء في النقاط الآتية:
1- أنه شعر أصيل حتى النخاع.
2- شعر صادق لأنه نابع من تجربة شعورية ومعاناة قاسية.
3- مستمد من التراث الإسلامي. مشبع بقيمه ومثله متأثر بعظمائه وتاريخه.
4- رائع في رسم الصور الشعرية الحية المؤثرة.
5- بارع في الاقتباس والتضمين. سواء للمفردات أم الأحداث، من القرآن أم من التاريخ.

ويمكن اختيار مقطعين من قصيدتين، تجليان هذه الخصائص في شعر غاية الجلاء:

الأولى في وصف مدينة قسنطينة، المعروفة تاريخيا باسم سرتا، وهي مدينة محصنة بين الجبال، يحتضنها وادٍ سحيق يجري في سفوح جبالها، وتصل بين أجزاء المدينة جسور عالية بعضها معلقة بحبال من حديد، تعطي المدينة منظرا بديعا يتمازج فيه الجمال والجلال، يقول فيها:

وانزل بدارات سرتا مطرقا، أدبًـا فبيـن أضلعها آباؤنـا الصيـد
وامش الهوينـا، ففي أحشائها أمم وفي جوانحهـا أسد معاميـــد
دم الصحابة معجون بتـربتهــا قد خلدتهـا على الدنيـا الأسانيد
تياهة تزدهـي عجبا بشاهقــة من الجبال لهــا لله توحيــد
"وادي الهوا" بالهوى نشوان خاصرها وخاصرته كأن الأمر مقصــود
لدى خريـر من الأمواه تحسبهـا لحنـا من الخلد قد غناه داود
الكوثر العذب يحكيهـا ويحسدهـا وحوضها الحلو مثل الحوض مورود
ونسمة مثل أنفاس الحسان سـرت لطفًـا يراقصها في الروض أملـود
مرعى الظبا وعرين الأسد لا عجب كلاهما في "جبال الوحش" موجود
مناظر من صنيع الله قد ملئــت سحرا وشعرا بهـا الخلاق معبـود

والصورة الثانية صدّر بها رائعته الخالدة "الذبيح الصاعد" التي كتبها متأثرا بمشهد إعدام رفيقه "أحمد زبانا" بالمقصلة في سجن بربروس، فراح يصور مشهد الجنازة عرسا نحو دار الخلود يمتلئ بالأناشيد، لا جنازة تخيم عليها الكآبة والحزن الشديد،

قام يختال كالمسيح وئيدا يتهادى نشوانَ، يتلو النشيدا
باسمَ الثغر، كالملائك، أو كالط فل، يستقبل الصباح الجديدا
شامخاً أنفه، جلالاً وتيهاً رافعاً رأسَه، يناجي الخلودا
رافلاً في خلاخل، زغردت تم لأ من لحنها الفضاء البعيدا!
حالماً، كالكليـم، كلّمــه المجـ د، فشد الحـبال يبغـي الصـعودا
وتسامى، كالــروح، في ليلة القد ر، سلامـاً، يشِعُّ في الـكون عيدا
وامتطى مذبـح البطولـة مــع راجاً، ووافى السمـاءَ يرجو المزيدا
وتعالى، مثـل المؤذن، يتـلـو… كلمات الهـدى، ويدعـو الرقودا
صرخة، ترجف العـوالم منهـا ونـداءٌ مضـى يهـز الوجـودا:

"اشنقوني، فلسـت أخـشى حبالا واصلبوني فلست أخشى حديـدا"

يعلق الدكتور محمد ناصر على هذا المقطع قائلا:

« وقد وُفق الشاعر كل التوفيق إلى توظيف أدواته الفنية التي تضافرت جميعها على تفجير الإحساس بالموقف في نفس المتلقي، لهذا استغل مفدي –بدافع رؤيوي صادق- كل ما في الألفاظ والكلمات من طاقة إيحائية نغمًا وصورة ومعنى، فقدم بين أعيننا هذه اللوحة الخالدة التي تعدّ من أصدق اللوحات المجسدة لعظمة الثورة التحريرية الجزائرية»
نماذج شعر زكرياء

لعلنا بحاجة إلى أن نسمع لزكرياء أكثر من أن نسمع عنه، وندع مجال التحليل والقراءة النقدية للمتخصصين، ونحاول التملي في بعض عيون شعر زكرياء، والتعرف على أهم القضايا التي تناولها وعالجها. وصرح بمواقفه الواضحة الثابتة أزاءها. مثل الشعر وموقفه من الشعر الحر، ومكانة الثورة في قلوب أبنائه، والدعوة إلى الوحدة، وغيرها من القضايا.

رسالة الشعر عند زكرياء:

يرى أن الدمع والبكاء لا يجدي إذا لم يصغه قالب شعري صادق يخلده ويبعث به موات القلوب:

وما الدمع بالسلـوى إذا لـم يكن ترقرَقَ في شعــر تردده الورقـا
هو الشعر أسـرار القلوب تقمصت لديــه فأولاهـا الصراحة والنطقا
هو الشعر أبيات النبوغ تفجـرت بكاساته البيضا فناولهـا الخلقــا
هو الشعر أنات القلوب تــرددت بمـزهره الصـداح تخترق الأفقـا
هو الشعر للإحساس أهدى من القطا وأبصر في بحر العواطف من زرقــا
ويقول عن المنغمسين في مطالب الماديات ومن حُرموا نعمة الشعر:


دنياهمُ دنّس الأطمـاع حرمتَهــا والشعر كالوحي، أصفانا فزكّانــا
وإننا الشعراء النــاس، ما فتئـت أرواحنـا تغمر الإنسان إيمانـــا
رســالة الشعر في الدنيـا مقدسة لولا النبوة كان الشعر قرآنـــا
فكم هتكنا بها الأستــار مغلقـة وكم غزونا بها في الغيب أكوانــا
وكم جلونا بها الأسرار مبهمـــة وكم أقمنا بها للعدل ميــزانا
وكم صرعنا بها في الأرض طاغيـة وكم رجمنا بها في الإنس شيطانـا
وكم حصدنا بها الأصنام شاخصـة وكم بعثنا من الأصنام إنسانـــا
وكم رفعنا بها أعلام نهضتنـــا فخلد الشعر في الدنيــا مزايانـا

رأيه في الشعر الحر:

كان وفيا لكل أصيل يمت إلى جذور الأمة وتاريخها، وكان يرفض التجديد الذي يقفز على الثوابت والقواعد، ومن ذلك رفضه للشعر الحر باعتباره سطوا على نظام الشعر الأصيل، لأن النظم هو الذي يحفظ إيقاع الكلام ويعطيه موسيقاه الخاصة، وإذا تفلت منها صار نثرا، ويمكن تعليل رفضه للشعر الحر باعتباره نموذجا لهذا الوافد المتنافي مع شعرنا الأصيل.
فقد أورد بلقاسم بن عبد الله في كتابه "مفدي زكرياء شاعر مجد ثورة" حوارا مع الشاعر حول حياته وإنتاجه الشعري، وموقفه من الشعر القديم والجديد أو الحر والعمودي، وكان رأيه صريحا، إذ قال: «لا يوجد في اعتقادي، وفي مفهوم بني آدم، شعر قديم أو جديد، فإما شعر أو لا شعر، وكفى. وأنا أومن بالأصالة وبصلة الرحم بين المعاني والكلمات، وبالنبض الموسيقي المتجاوب مع نبضات القلب، وما عدا ذلك فسموه إن شئتم نثرا مجنحا، وإن خلا من البيان وأصالة الكلمة، فسموه رطانة ولغوا وهراء، وإذا شذ عن كل ذلك فسموه شعر الخنافيس، أو شعر الهيبي، أو شعر النايلون أو شعر الساندويتش، أو ما شاء لكم الخيال. والموضوع على بساطته يحتاج إلى كثير من الإسهاب، وفي برنامج يُذاع لي حاليا بإذاعة الرباط "الصراع بين الشعر الأصيل والشعر الدخيل" الجواب الكافي". »
الرجوع الى أعلى الصفحة اذهب الى الأسفل
bassam65
عضو ماسي
bassam65


عدد المساهمات : 3455
نقاط : 20317
تاريخ التسجيل : 11/11/2009
العمر : 59
الموقع : سوريا

الشاعر مفدي زكريا- الجزائر Empty
مُساهمةموضوع: رد: الشاعر مفدي زكريا- الجزائر   الشاعر مفدي زكريا- الجزائر I_icon_minitimeالأحد يناير 03, 2010 4:38 am

اعتبر هذا الشعر لقيطا لأنه مبتور الصلة بتراثنا العربي الإسلامي، معنى ووزنا:

وعابثين أرادو الشعر مهزلـــة فأزعجوا برخيص القول آذانــا
تنكروا للقوافي حين أعجزهــم صوغ القوافي، وضلوا عن ثنايانــا
قالوا: جمود على الأوضاع وزنكمُ فشعرنا الحر لا يحتاج ميزانــا
فأين من جرس الإيقاع خلطكــم ما الشعر؟ إن لم يكن دوحًا وأغصانا
وهل أعار رواة الشعر لغوكــم وزنا، وهل حشوكمُ بالحفظ أغرانا؟
وما الذي يصل الأرحام في غدكـم إن كان ماضيكمُ زورا وبهتانـــا
"رجعى" العروبة لا "عدوى" الدخيل بنا شتان ما بين عدواكمُ ورُجعانــا
وظل يقرع دعاة الشعر الحر كلما سنحت له فرصة، فهذه واحدة أرسلها في إلياذته منددا بدعاة التقدم الأهوج، القائم على نقض الأصول وعدم التمييز بين الثوابت والمتغيرات:

وقــالوا: التقـدم شِعـر لقيـط تطير الأصالة فيه شظـايـــا
تفاعيلـه كضمير اليهــــود يصوغ مبـانيه خبث النــوايــا
وقد أصبح الشعر كالجيل خنثــى تذيب الميـوعة فيه الخلايـــا
تصوير عظمة الثورة في نفوس أبنائها:

يحشد صورا رمزية مكثفة لبيان عظمة هذه الثورة وما حققته من معجزات شبيهة بمعجزات الأنبياء، فيقول:


وما دلنا عن موت من ظن أنــه "سليمـان" منساة على وهمها خرَّا
ورثنا عصى موسى، فجدد صنعَها حِجانا، فراحت تلقَّف النار لا السحرا
وكلم موسى اللهُ في الطور خفيـةً وفي الأطلس الجبـار كلّمنا جهـرا
وأنطق عيسى الإنس بعد وفاتهـم فألهمنـا في الحرب أن نُنطق الصخرا
وكانت لإبراهيم بـردًا جهنــمٌ فعلمنـا في الخطب أن نمضغ الجمرا
وحدثنا عن يوم بـدر محمــد فقمنا نضاهي في جـزائرنا بـدرا
تباركت شهرا بالخـوارق طافحا وسبحان من بالشعب في ليله أسرى

ونجده يكرر الصورة نفسها في إلياذته عن مناسبة نفمبر إذ يقول:

تأذن ربك ليلـة قــــــدر وألقى الستــار على ألف شهـر
وقال لـه الشعب: أمـرَك ربــي وقال لـه الرب: أمــرُك أمـري
ولعلع صـوت الرصاص يــدوّي فعـاف اليراع خـرافة حبـــر
وتأبى المــدافع صوغ الكلام إذا لم يكـن من شواظ وجمــر
وتأبى القنـابل طبع الحــروف إذا لم تكـن من سبائك حُمـــر
وتأبى الصفائح نشر الصحـائف ما لم تكــن بالقرارات تســري
ويأبـى الحديد استمـاع الحديث إذا لم يـكن من روائـع شعـري
نفمبــر غيرت فجر الحيــاة وكنت نفمبـر مطلـع فجــر
وذكرتنـا في الجـزائر بــدرا فقمنـا نضاهـي صحابــة بدر
الدعوة إلى الوحدة الكبرى:.

تشكل قضية الوحدة مرتكزا محوريا في فكر وشعر مفدي زكرياء، وقد ظل ينادي بها ويتغنى بها بإصرار متواصل منذ بواكير إنتاجه الشعري، وظل وفيا لهذا المبدإ الذي اعتنقه ودافع عنه في كل مناسبة، وجسده بنشاطه العملي من توطنه بلدان المغرب العربي، تونس والجزائر والمغرب حتى آخر حياته.
ويعتقد أن توحيد الصف كان السبب الرئيس لتحقيق استقلال الوطن، ولذلك كان يدعو للتمسك به كل من أراد النجاح، ويتجه للأشقاء في فلسطين أن يأخذوا العبرة من هذا الدرس الثمين:

نوفمبر جل جلالك فينــــا ألست الذي بث فينـا اليقينــا
سبحنا على لجـج من دمانــا وللنصـر رحنـا نسوق السفينـا
ولولا التحام الصفـوف وقانـا لكنـا سماسـرة مجرمينـــا
فليت فلسطيـن تقفو خطانــا وتطوي كما قد طوينــا السنينا
وبالقدس تهتـم لا بالكراسي تميـل يســارا بها ويمينــــا
ويشيد بوحدة الأمة العربية التي تجمعها عوامل الدين واللسان والتاريخ، والآمال والآلام. ويؤكد حقيقة بدهية هي أن الفرقة شقاء وذل وهوان:
يقول في قصيدة ألقاها بالجزائر العاصمة سنة 1932:

كفانـا شقـاء من وباء شقاقنـا وتمـزيق مجموع وتشتيـت أفـراد
فهل نحن إلا أمة عربيــــــة شقيقـة أرواح، قسيمـة أكبـاد
وهل نحن إلا أمـة أحمــديــة مقدسـة، غــرَّا، سليـلة أمجاد
ويلح على هذا المطلب في مؤتمر تلمسان سنة 1935، قائلا:


إن الجزائر في الغـرام وتونسًـــا والمغـرب الأقصـى خلقـن سواءَ
نحـن العروبة والشمـال بلادنــا وبـه نعيـش أعـزة كرمـــاء
أرض مطـهرة تضــمّ ضلوعها مُهجًـا هناك زكيــة ودمــاء
بـدم الصحابة قد تعطّـر ظهرهـا قِدْمًـا، وآوى بطنُهـا الشهــدَاءَ
وتعـانقت فيها البنـود خوافقًــا حمـراء تحمـل للأنـام رفـــاء
شعب أغرّ وأمــة عربيــــة ما إن تطيق مـذلـة وشقـــاء
ولا يسعفنا المقام لاستقراء كل نصوصه الشعرية في هذه القضية، ونجتزئ ببعض الإشارات إلى هذا الهم الذي سكن قلبه، والأمل الذي طالما راوده، وكان موقنا بتحققه يوما، وإن رآه البعض ضربا من الأوهام والخيال. ووضع في طريقه سدودا من البحار والجبال.
يقول في قصيدته "البردة الوطنية" سنة 1937:

تونس والجزائر اليوم، والمغـــرب شعب لن يستطيع انفصـــالا
وحدة أحكـم الإلـه سَـداهـا، مـــن يـرد قطعـه أراد محالا
نبتـت من أب كريـم وأمّ سمـتْ في الحــياة عمًّــا وخــالا
نصبـوا بينــها حـدودا من الـ ألـواح، جهلا وخدعـة، وضلالا
فاجعلـوا إن أردتـم الكون سـ ـدًّا، وضعوا البحر بيننا والجبـالا
نحن روح مـزاجه الضـاد والد يـن، فلـن يستطيع قطّ انحـلالا
كلما رمتـم افتراقــا قرُبنــا وعقدنــا محبة واتصــــالا
الرجوع الى أعلى الصفحة اذهب الى الأسفل
bassam65
عضو ماسي
bassam65


عدد المساهمات : 3455
نقاط : 20317
تاريخ التسجيل : 11/11/2009
العمر : 59
الموقع : سوريا

الشاعر مفدي زكريا- الجزائر Empty
مُساهمةموضوع: رد: الشاعر مفدي زكريا- الجزائر   الشاعر مفدي زكريا- الجزائر I_icon_minitimeالأحد يناير 03, 2010 4:38 am

ويردد الفكرة ذاتها في غير ما قصيدة، منها: قوله:


إن الجزائر أمــة عربيـــــة تسعـى إلى استقـلالها وتجــاري
كفر الألـى قالوا الشمال ثلاثــة ودعوا إلى إذلالـــه بالنـــار
نصبـوا العصي على الحدود سفاهة وسعـوا إلى توزيعـه لضــرار
المغرب العربي شعب واحــــد مل العروق دم العــروبة جــاري
للشـرق لا للغـرب ولّـى وجهه فغـدا له سنـدًا، لخـوض غمـار
ويصل المغرب بالمشرق في هذه الدعوة الملحة التي أرسلها في الذكرى الثانية للثورة:


رسول الشرق قل للشـرق إنــا على عهـد العروبة سوف نبقــى
وإمـا بالجزائر أنكــرونـــا سنخرق وصمة الإجمـاع خرقــا
سيعتـرف الزمان غـدًا بأنـــا سبقنـا وثبـة الأقـدار سبــقا
وأنـا في الجزائـر خيـر شعب عروبتــه مدى الأجيـال وُثقَـى
وأن الوحـدة الكبرى إذا مـــا تحــررت الجزائر سوف تبقــى.


وبعد استقلال الجزائر يظل وفيا لندائه وغنائه بهذا الحلم الجميل، إذ يقول:


ويا عروبةُ من أمّ لـنــا وأبٍ هنـا العروبـة دوحـات وأغصان
هنا الأصالة في صلـب وفي رحـمٍ هنـا القرارات تدبيـر ورجحـان
هنـا فلسطين تمتـد انطلاقتهــا إن كان في العـرب أنصار وأعوان
ونحن للوحـدة الكبـرى دعامتها إن كان في العرب تفكيـر وميـزان
مدّوا يدًا نبـنِ دنيـانا موحـدة فمـا استقام بدنيـا الخلف بنيـان
ويستشهد بجبال الأطلس التي تمتد عبر بلدان المغرب الثلاثة، ويتخذها دليلا على وحدة هذه البلاد أرضا وأمة، وتاريخا ومستقبلا،

سل الأطلس الفرد عن جُـرجـرا تعالى يشد السما بالثـــرى
هو الأطلس الأزليّ الـــــذي قضى العمر يصنــع أسد الشرى
فيا من تردد في وحــــــدة بمغـربنا وادعى وامتــــرى
أما وحـد الأطلس المـغـربــ ـيّ معاقلنــا بوثيـق العـرى؟
أمـا طوقتنــا سلاسلـــه فطـوق تـاريخنـا الأعصــرا؟
وفي إلياذة الجزائر خصص مقطعا لتأكيد هذه الوحدة الغالية، يقول فيه:


تماوج في فاس رجــع الصــدى من القـرويين يغـزو المــدى
يساجـل زيتونـة للســــلا م مباركــة فتلبــي النــدا
هو المغرب الأكبـر المستمـــ ـدّ رسالاتــه من رسول الهـدى
ووحدة مغربنا اليوم خطــــوٌ إلى وحـدة المسلميــن غــدا
بتوحيــد بعض نوحـد كـلاًّ وهـل ينكر الخبـر المبـتـــدا
فربـمـا كــان مغربنـــا مثـالا قويمـا بــه يُقتـــدى
وإن سلـك العُـرب في أمرهــم سواء السبيـل مددنـا اليــدا
وقمنــا بأرواحنـا نفتديهــم ونحن الألـى أخلصـوا للفــدا
ويستبـدلون بالشعارات الفـعـل فاستوجبـوا العـز والســؤددا

وقد تملكه اليأس عندما تحطمت هذه الآمال إثر الاستقلال وبدرت بوادر الانشقاق، فعبر عن ذلك بقوله:
أنا حطّمت مزهـري، لا تسلنــي وسلوت ابتسامتي، لا تلمـنــي
مذ تراءى الشقـاق حطمت كأسا تــي، على مبسمي، وأحرقت دَنّي
مذ رأيت السفين يجرفهـا اليــ ـمّ لسوء المصير، أغرقت سفنـي
مذ رأيت الغصـون ينعى بها البــو م، تجافيتهـا، وودعـت غصنـي
ورأيت الرؤوس طافـت بهـــا حمّى الكراسـي، ونالها مسّ جـنّ
فتخيرت في الرقَى (سورة الإخــ لاص)، مـذ بات غيرها ليس يغنـي



التنديد بالميوعة والتفسخ والانحلال الخلقي: تخنث هذا الزمان.
أقام زكرياء حربا عوانا على دعاة التفسخ والانحلال الذين ازدهرت دعوتهم في السبعينيات من القرن العشرين، ووجدوا لهم آذانا صاغية وانبهارا حير عقلاء المجتمع، فقال فيهم زكرياء ساخرا:


ومرة أخرى يتجه إليهم في سخرية جديدة

طبائعنا صالحات جليلــــه تعاف انحـلال النفوس الذليلــه
وتأبى رجولتنــا الابتـــذال وأحلاسـه والشعـور الطويلــه
تخنث هـذا الزمـان ودبـــت خنافيـس "هيبـي" تشيع الرذيله
ونافسَ آدم حــوّاءه دلالا، وغنجًا، وذبـح فضيلــه
ولولا النهـود لمـا كنـت تفــ ـرق بين جميــل وبين جميلــه
وشاع الشـذوذ وذاع الحشيـش وأصبـح للمـوبقات وسيــله
وتقرف آنافَنـا القــاذورات فلم تُجـد في صرفهـا أي حيلـه
وأرض الجـزائر أرض الفحـول فأين الشهامة أين الرجولــــه؟
ومن لم يـصن حرمات البــلاد ويذرو النفايـات قد خـان جيله


ومستهترون أضاعوا الثنـــايـا وشاع تنكــرهم للسجايـــا
وقالوا: التقـدم خلـع العــذا ر، وهتك العفاف، ونشر الخطايـا
وجدل الشعور ولبـس الحلـيّ وحمل القـلائد مثل الصبايـــا
ويتفخـرون بشرب الخمـــور وفي الكأس ترسب كل البـــلايا
الرجوع الى أعلى الصفحة اذهب الى الأسفل
bassam65
عضو ماسي
bassam65


عدد المساهمات : 3455
نقاط : 20317
تاريخ التسجيل : 11/11/2009
العمر : 59
الموقع : سوريا

الشاعر مفدي زكريا- الجزائر Empty
مُساهمةموضوع: رد: الشاعر مفدي زكريا- الجزائر   الشاعر مفدي زكريا- الجزائر I_icon_minitimeالأحد يناير 03, 2010 4:39 am

وحذر من الغزو الشيوعي الوافد بلونه القرمزي، وإن تستر بلباس العلم وحمله أصحاب شهادات جامعية مرموقة، فقال:


أمانًا من الخـطر الداهــــم ومن معـول قاصف هــادم
غـزا المذهبيـون عقول الشبــا ب بمستورَد آفــن آثــــم
وزاغوا بهـم دون إسلامهـــم إلى مذهـب ليـس بالسـالــم
ودسّـوا شيوعيـة كالوبــاء كما يصـرف السم للطاعـــم
فضل الشباب البــريء انخـدا عًـا برقطاء في جلدهـا الناعـم
وبث أساتذة في الشبـاب رواسب مستعمــر غاشــم
وقيل: دكاتــرة عالمـــون فويــل لمستهتــر عالـــم


ويؤكد الحقيقة نفسها في مقطع آخر قائلا:


بناةَ الجزائر صونــوا الشبابــا ولا تأمنـوا في الشباب الذئابــا
ولا تهملـوا أمر طلابنــــا فقد أصبح العقـل فيهم يبابـــا
فكم شوه المسخ فيهم عقــولا وكم أمعـن المسخ فيهم خرابـا
وحرّف من زاغ إسلامَهــــم وأفقدهم وعيـهم والصوابـــا
وأصبح تفكيــرهم قرمزيــا دخيلا، وإيمــانهم مسترابـا
الرجوع الى أعلى الصفحة اذهب الى الأسفل
bassam65
عضو ماسي
bassam65


عدد المساهمات : 3455
نقاط : 20317
تاريخ التسجيل : 11/11/2009
العمر : 59
الموقع : سوريا

الشاعر مفدي زكريا- الجزائر Empty
مُساهمةموضوع: رد: الشاعر مفدي زكريا- الجزائر   الشاعر مفدي زكريا- الجزائر I_icon_minitimeالأحد يناير 03, 2010 4:39 am

الاعتداد بالنفس:


يجنح الطموح بالإنسان أحيانا إلى آماد بعيدة، قد يكون أهلا لها، وقد تقصر عن مناه مواهبه وقدراته، بيد أن زكرياء تملكته الثقة بالنفس فمضى بها بعيدا، وقد نحسبه أحيانا قد تجاوز المتعارف عليه في بيئته المحافظة على الأقل، مما يعد إفراطا غير محمود.
وربما كان لظروفه التاريخية دافع في تركيز روح التحدي في نفسه، فضلا عن تأثره ببعض الشعراء المرموقين الذين سجل التاريخ افتخارهم بأنفسهم، وفي مقدمتهم أبو الطيب المتنبي، الذي طفح ديوانه بهذه الادعاءات، بل وادعى المعري السبق والإتيان بما لم تستطعه الأوائل. ولكن زكرياء تجاوزهم جميعا بقوله في إلياذته:

تنبـأت فيهـا بإليـــاذتـي فآمن بـي وبهــا المتنبـــي
وكان من أواخر شعره قصيدة عيد العرش أهداها للملك الحسن الثاني، ختمها بقوله:
واسمـح للمجد يساجلـه عمـلاق الشعر وأوحده

وظل عمرَه يتحدى، ويهزأ بأدعياء الشعر، وأنهم لا يرقون إلى مقام الفحول، أمثاله، فيقول:


ورُضت القـوافي الجامحات فأسلمت وناديت عمـلاق القريض فلبـّاني
سهولتهـا تغري البسيـط، وإنهـا من العمـق تستعصي على كل وزّان
وما ذاك إلا أن شعـري من دمـي يفـجره وعيـي وحسّي ووجداني
وشعـرهمُ بِدع من الخلق مشكلٌ ولا رحمٌ فيـه لكعـبٍ وحسـان
تعلّقـت بالفصحى فأُشربت حبها وأرغمت فيهـا أنف من يتحداني
إذا كان للشيطان فضـل عليهـمُ فشعـري وحي لا وساوس شيطان

ولم تهنأ نفس زكرياء حين قلّد الشعراء شوقيَ إمارة الشعر، ورأى نفسه جديرا بها لو ساعفته عوامل الشهرة التي مهدت الطريق أمام شوقي لاعتلاء هذه الإمارة:


ليس الشمال بمثــل شوقي عاجزا لـو أن في بعـض النفوس سخاءَ
إن الجزائــر كــالكنانة حرة تلـد الرجال وتنجــب العظماء
نشـأ الأمير مــع الأمير منعمـا بين الــرياض يسـاجـل الورقاء
ونشأت مقصوص الجناح معذبـا أقضـي الحيـاة مضاضـة وعناء
لو ذقت من كاس النعيم صُبابــة لغـدوت أحـمل للقريـض لواء
مـا اليأس في طلب العلا من شيمتي إنــي أعـد القانطـين إماء
لا يـأس في هذا الوجود فإنــني لا أنثـــني أو أبلغ الجـوزاء.


وظل إلى آخر عمره يردد هذه الفكرة باعتزاز، وختم بها إلياذته قائلا:


بلادي وقفت لـذكراك شعـري فخلد مجدك في الكون ذكـــري
وألهمتِنـي فصـدعت الدنـــا بإليـاذتي باعتـزاز وفخـــر
وكنت أوقع في الشاهقــــا ت خطى الثائرين بألحان صدري
فخلـد قدس اللهيب بيانـــي وأذكى لهيب الجـزائر فكــري
وإن يجحدوني فحسبـيَ أنــي وهبت الجزائر فكري وعمـــري
فآمن بي كل حـــرّ أصيـل وأنكر شمس الضحى كل غَمـــر
وتقصـر دون خطايَ خطاهــم ويؤذيهم الورد من طيب عطــري
تركت الخوالـف تحسو الغبــا ر، وطرت أسـابق مطلع فجـر
ودست الصراصير بيـن الصخـو ر، فصعّر خـدَّ الحجـارة صخـري
وألقيت في الساحريـن عصـــا ي، تلقّف مـا يأفكون بسحــري
الرجوع الى أعلى الصفحة اذهب الى الأسفل
bassam65
عضو ماسي
bassam65


عدد المساهمات : 3455
نقاط : 20317
تاريخ التسجيل : 11/11/2009
العمر : 59
الموقع : سوريا

الشاعر مفدي زكريا- الجزائر Empty
مُساهمةموضوع: رد: الشاعر مفدي زكريا- الجزائر   الشاعر مفدي زكريا- الجزائر I_icon_minitimeالأحد يناير 03, 2010 4:40 am

المرأة في شعر زكرياء:


من المنطقي أن نتساءل عن موقع المرأة في نتاج شاعرنا، وهي ملهمة الشعراء وباعثة الكوامن التي تلهم أروع صور الإبداع التي عرفتها البشرية في آدابها، بيد أن زكرياء كانت المرأة عنده رمزا للوطن، واسما مستعارا لمرابع الصبا وثرى الجدود ومهوى قلبه الذي تيمه حب الجزائر، فأنساه كل حبيب، أو شغله عن كل حبيب.
وقد اتخذ لهذه الحبيبة أسماء عدة، كليلى وسلمى.
يقول في قصيدة كتبها سنة 1926 وهو ابن ثماني عشرة ربيعا:


الحب أرقني واليـأس أضنــاني والبيـن ضاعف آلامـي وأحزاني
والروح في حب "ليلايَ" استحال إلى دمـعٍ فأمطـره شعري ووجدانـي
أساهـر النجـم والأكـوان هامدة تصغـي أنيـني بأشواق وتحنـان
كأنمـا وغراب الليـل منحـدر روحي وقلبـي بجنبيــه جناحان
نطوي معًـا صهوات الليل في شغف ونرقب الطيـف مـن آن إلـى آن
لكِ الحيـاة ومـا في الجسم من رمق ومن دماء ومن روح وجثمــان
لك الحياة فجـودي بالوصـال فما أحلـى وصالك في قلبي ووجدانـي
الرجوع الى أعلى الصفحة اذهب الى الأسفل
bassam65
عضو ماسي
bassam65


عدد المساهمات : 3455
نقاط : 20317
تاريخ التسجيل : 11/11/2009
العمر : 59
الموقع : سوريا

الشاعر مفدي زكريا- الجزائر Empty
مُساهمةموضوع: رد: الشاعر مفدي زكريا- الجزائر   الشاعر مفدي زكريا- الجزائر I_icon_minitimeالأحد يناير 03, 2010 4:40 am

وأحيانا يشير إلى وطنه باسم "سلمى"، فيقول:


رسول الهوى بلغ سلامي إلى سلمى وعاط حميّـا ثغرها الباسم الألمـى
وناج هواهـا، عـلّ في الغيب رحمة تَـدارَكُ هـذا القلب أن ينقضي همّا
وبثّ شكـاة من مشوق متـيّـم لـه كبـد حرّى تضيق به غـمّـا
فكم تحت هذا القلب من لاعج الهوى وكم بين هذا الجسم من أضلع كلمى
أبيت أناجي الليل نجما كأنمـــا حبيب فؤادي صار مستتـرًا ثَـمّـا
بلادي بلادي، ما ألـذّ الهـوى وما أمـرّ كؤوس الحب ممتزجـا سمّـا
بلادي ألا عطفٌ علـيّ بنظــرة حنانينك، ما هذا السلوّ، ولا إثمــا
ومذ فتحت عيني المـدامعُ أبصرَت هـواك، فلا عـار عليّ ولا لومـا
فلله ما حمّلتنـي من صبـابـــة ولو ذاك في "رضوى" لهدّمه هدمـا

ومن روائع غزله بوطنه قوله في المقاطع الأولى للإلياذة:


جزائر يا لحكـاية حبـــــي ويا من حملت السلام لقلبـــي
ويا من سكبت الجمـال بروحـي ويا من أشعت الضيـاء بدربــي
فلولا جمالك ما صــح دينــي وما إن عرفـت الطريق لربـــي
ولولا العقيدة تغمــر قلبـــي لما كنـت أومـن إلا بشعبـــي
وإما ذكرتك شع كيـــانــي وإما سمعـت نــداك ألبـــي
ومهما بعــدت، ومهمـا قربت غرامك فــوق ظنوني ولبــي
الرجوع الى أعلى الصفحة اذهب الى الأسفل
bassam65
عضو ماسي
bassam65


عدد المساهمات : 3455
نقاط : 20317
تاريخ التسجيل : 11/11/2009
العمر : 59
الموقع : سوريا

الشاعر مفدي زكريا- الجزائر Empty
مُساهمةموضوع: رد: الشاعر مفدي زكريا- الجزائر   الشاعر مفدي زكريا- الجزائر I_icon_minitimeالأحد يناير 03, 2010 4:41 am

وكان زكرياء من أنصار الأصالة والتمسك بالعادات الحميدة، وينعى على المولعين باستيراد الزوجات من بيئة غربية غريبة، فنشأ الجيل على يديها أجنبيا في بلده، ويدعو إلى إبطال عادة غلاء المهور لما نجم عنها من انفلات الشباب وتفضيلهم ماري على مريم، كما قال:


وأجلى الشباب غلاء المهــورْ فلاذ على حبّــه بالنفـــور
وفضّل مـاري على مريــــم وريتــا على زينب والزهــور
كأن البنـات بضاعة ســـوق تباع وتشرى، فتقضى الأمــور
وتحلب في الحــي كالبقــرات فإن غاض منها الحليب تبـــور
فويل الجزائر جيـلا فجيــلا إذا لم تحطـم غلاء المهــور
ويضحك من مصير هذا الذي تزوج بالأجنبية وذبح على نحرها كل القيم:


وبعض تزوج بالأجنبيـــة وقال مثقفــة حضريــــه
تراقصنـي وتراقص هـــذا وذاك، وتعبث عن حسن نيــه
وتختـال بالميني جــوب دلالاً وتستعرض المغريات الخفيــــه
وتتركني، لا جنــاح عليهــا وتذهـب للسهرة النرجسيـــه
وتقضي الليالــي خارج بيتــي وذلك من نعـم المدنيــــه
وإن ولدت، لست أدري لمــن؟ كفى أنه من بنــي البشريـــه
أناديـه صالح، عند الصبـــاح وأدعوه موريس عند العشيــــه
وإن زلّ يومـا تناديه "بيــكو" فأحسب "بيكو" من "البكويـــه"
وتدعـو مساعدنـا "مون أراب" فأهوى العروبة والعربيـــــه
وأنحر في نحرهـا غيرتـــــي فتغـدو أنا، ثم أصبــح هـــي
ولا يعني هذا أبدا أن زكرياء كان عديم الحس فاتر الشعور نحو ربات الخدور، بل صرح في بداية إلياذته بصبواته ورجى الله في ختامها أن يغفر له زلاته، إذ قال:


وفي كل حي لنـا صبــوة مرنحــة من غوايات صـــب
وفي كل شبــر لنــا قصـة مجنحـة من سـلام وحــرب
تنبـأت فيهـا بإليـــاذتـي فآمن بـي وبهــا المتنبـــي

الرجوع الى أعلى الصفحة اذهب الى الأسفل
bassam65
عضو ماسي
bassam65


عدد المساهمات : 3455
نقاط : 20317
تاريخ التسجيل : 11/11/2009
العمر : 59
الموقع : سوريا

الشاعر مفدي زكريا- الجزائر Empty
مُساهمةموضوع: رد: الشاعر مفدي زكريا- الجزائر   الشاعر مفدي زكريا- الجزائر I_icon_minitimeالأحد يناير 03, 2010 4:42 am

ثم قال في الأخير:


فيارب قـد أغرقتنــي ذنوبـي وأنت العليـم بما في الغيــوب
أتـوب إليك بإليــاذتــي عـسـاها تكفـر كل ذنوبــي
عصيتك لما خلقـتَ الجمـــا ل، وهِجتَ به نصبـي ولغـوبـي
وصوّرتنـي شاعــرا مـرهفًـا يهُبّ الصَّبـا والهوى لهبـوبــي
ولولا الجمال لعشـت عقيمــا وما هِمـت يوما بغـزو القلـوب
ونفس المعنى يؤكده في إلياذته التي تمثل قمة روائعه:

بلادي أحبك فوق الظنــون وأشدو بحبـك في كــل نـادي
عشقت لأجلك كل جميــــل وهمـت لأجــلك في كل واد
ومن هـام فيك أحب الجمـال وإن لامه الغشم قال: بـــلادي
لأجل بلادي عصرت النجــوم وأترعت كأسي وصغت الشوادي
وأرسلت شعري يسوق الخطــى بساح الفدا يوم نادى المنـــادي
الرجوع الى أعلى الصفحة اذهب الى الأسفل
bassam65
عضو ماسي
bassam65


عدد المساهمات : 3455
نقاط : 20317
تاريخ التسجيل : 11/11/2009
العمر : 59
الموقع : سوريا

الشاعر مفدي زكريا- الجزائر Empty
مُساهمةموضوع: رد: الشاعر مفدي زكريا- الجزائر   الشاعر مفدي زكريا- الجزائر I_icon_minitimeالأحد يناير 03, 2010 4:42 am

الوفاء للوطن الأم:
رغم هذه النجومية والتطواف في المشارق والمغارب فقد ظل زكرياء وفيا لمرابع صباه وذكريات طفولته في بلدته الآمنة في خضم الفيافي تحرسها رمال الصحراء، ويستلهم منها المعاني والقيم الخالدة، مددا لبناء الإنسان الحضاري بمعناه الأصيل لا بمظاهره الزائفة، يقول عن هذه الصحراء:


ألا ما لهذا الحساب ومـالــي؟ وصحراؤنـا نبع هـذا الجمــال
هنا مهبـط الوحي للكائنــات حيال النخيــل وبيـن الرمـال
ومهد الرسالات للعالميـــــن ونور الهـدى ومصـب الكمــال
هنا العبقــريات والمعجــــزا ت وصرح الشموخ، وعرش الجلال
تبادلنا الشمس إشعاعهـــــا ويلهمنـا الصفو نـــور الهـلال
ونعـدو فنسبـق أحلامنـــا ونهـزأ من وثبـات الغــزال
وجنّبنـا الغـدر ماء الغـــدير وحذرنا الظلُّ نهـج الضـــلال
وعوَّنـا الصدق راعي المواشــي وعلمنـا الصبر صبـرُ الجمــال
وأخرجـت الأرض أثقالهـــا فطار بها العلـم فوق الخيــال
يوفـر للشعب أقــــــداره ويكفي الجزائــر ذل الســؤال
ولم تكن هذه الصحراء إلا حضنا للوادي الأمين حيث بلدته يزجن التي تضم تراثا وتاريخا وأعلاما، وكانت رمزا لامتزاج دماء توحدت لتبني عزة الوطن وتكتب تاريخه بأحرف من نور تبعث في النفس معاني العزة والإباء:

تقدس واديك منبت عــــزي ومسقط رأسي وإلهــام حسـي
وربض أبـي ومـرابع أمــي ومغنى صباي وأحلام عرســي
وفخر الجزائر فيـك تنـاهـت مكـارم عرب وأمجاد فــرس
وأحفاد أول من ركــــــزوا سـياة أرض الجـزائر أمـــس
دماء ابـن رستـم ملء الحنـايا صوارخ يلهبـن عزة نفـــسي
وعرق الأصالـة طهـر طبعـي ونور الهـداية أذهــب رجسـي
وكرمت باسم المفاخر قــومي وشرفت باسم الجـزائر جنسـي
إذا للكريهة نـادى المنـــادي بذلت حيـاتي وودعت أنســي
وإن للسخاء استـجاب كريــم ففي الجــود لقنت أروع درس
وإن شيدوا للبـقـا والخـلـود جعلت وفــائي دعامـة أسي
شغلنا الورى وملأنا الدنا
بشعر نرتله كالصلاة
تسابيحه من حنايا الجزائر
الرجوع الى أعلى الصفحة اذهب الى الأسفل
bassam65
عضو ماسي
bassam65


عدد المساهمات : 3455
نقاط : 20317
تاريخ التسجيل : 11/11/2009
العمر : 59
الموقع : سوريا

الشاعر مفدي زكريا- الجزائر Empty
مُساهمةموضوع: رد: الشاعر مفدي زكريا- الجزائر   الشاعر مفدي زكريا- الجزائر I_icon_minitimeالأحد يناير 03, 2010 4:43 am

قصيدة الذبيح الصاعد


قام يختال كالمسيح وئيدا يتهادى نشوانَ، يتلو النشيدا
باسمَ الثغر، كالملائك، أو كالط فل، يستقبل الصباح الجديدا
شامخاً أنفه، جلالاً وتيهاً رافعاً رأسَه، يناجي الخلودا
رافلاً في خلاخل، زغردت تم لأ من لحنها الفضاء البعيدا!
حالماً، كالكليم، كلّمه المج د، فشد الحبال يبغي الصعودا
وتسامى، كالروح، في ليلة القد ر، سلاماً، يشِعُّ في الكون عيدا
وامتطى مذبح البطولة مع راجاً، ووافى السماءَ يرجو المزيدا
وتعالى، مثل المؤذن، يتلو… كلمات الهدى، ويدعو الرقودا
صرخة، ترجف العوالم منها ونداءٌ مضى يهز الوجودا:
((اشنقوني، فلست أخشى حبالا واصلبوني فلست أخشى حديدا))

((وامتثل سافراً محياك جلا دي، ولا تلتثم، فلستُ حقودا))
((واقض يا موت فيّ ما أنت قاضٍ أنا راضٍ إن عاش شعبي سعيدا))
((أنا إن مت، فالجزائر تحيا، حرة، مستقلة، لن تبيدا))
قولةٌ ردَّد الزمان صداها قدُسِياً، فأحسنَ الترديدا
احفظوها، زكيةً كالمثاني وانقُلوها، للجيل، ذكراً مجيدا
وأقيموا، من شرعها صلواتٍ، طيباتٍ، ولقنوها الوليدا
زعموا قتلَه…وما صلبوه، ليس في الخالدين، عيسى الوحيدا!
لفَّه جبرئيلُ تحت جناحي ه إلى المنتهى، رضياً شهيدا
وسرى في فم الزمان "زَبَانا"… مثلاً، في فم الزمان شرودا
يا"زبانا"، أبلغ رفاقَك عنا في السماوات، قد حفِظنا العهودا

واروِ عن ثورة الجزائر، للأف لاك، والكائنات، ذكراً مجيدا
ثورةٌ، لم تك لبغي، وظلم في بلاد، ثارت تفُكُّ القيودا
ثورةٌ، تملأ العوالمَ رعباً وجهادٌ، يذرو الطغاةَ حصيدا
كم أتينا من الخوارق فيها وبهرنا، بالمعجزات الوجودا
واندفعنا مثلَ الكواسر نرتا دُ المنأيا، ونلتقي البارودا
من جبالٍ رهيبة، شامخات، قد رفعنا عن ذُراها البنودا
وشعاب، ممنَّعات براها مُبدعُ الكون، للوغى أُخدودا
وجيوشٍ، مضت، يد الله تُزْ جيها، وتَحمي لواءَها المعقودا
من كهولٍ، يقودها الموت للن صر، فتفتكُّ نصرها الموعودا
وشبابٍ، مثل النسورِ، تَرامى لا يبالي بروحه، أن يجودا

وشيوخٍ، محنَّكين، كرام مُلِّئت حكمةً ورأياً سديدا
وصبأيا مخدَّراتٍ تبارى كاللَّبوءات، تستفز الجنودا
شاركتْ في الجهاد آدمَ حوا هُ ومدّت معاصما وزنودا
أعملت في الجراح، أنملَها اللّ دنَ، وفي الحرب غُصنَها الأُملودا
فمضى الشعب، بالجماجم يبني أمةً حرة، وعزاً وطيدا
من دماءٍ، زكية، صبَّها الأح رارُ في مصْرَفِ البقاء رصيدا
ونظامٍ تخطُّه ((ثورة التح رير)) كالوحي، مستقيماً رشيدا
وإذا الشعب داهمته الرزايا، هبَّ مستصرخاً، وعاف الركودا
وإذا الشعب غازلته الأماني، هام في نيْلها، يدُكُّ السدودا
دولة الظلم للزوال، إذا ما أصبح الحرّ للطَّغامِ مَسودا!

ليس في الأرض سادة وعبيد كيف نرضى بأن نعيش عبيدا؟!
أمن العدل، صاحب الدار يشقى ودخيل بها، يعيش سعيدا؟!
أمن العدل، صاحبَ الدار يَعرى، وغريبٌ يحتلُّ قصراً مشيدا؟
ويجوعُ ابنها، فيعْدمُ قوتاً وينالُ الدخيل عيشاً رغيداً؟؟
ويبيح المستعمرون حماها ويظل ابنُها، طريداً شريدا؟؟
يا ضَلال المستضعَفين، إذا هم ألفوا الذل، واستطابوا القعودا!!
ليس في الأرض، بقعة لذليل لعنته السما، فعاش طريدا…
يا سماء، اصعَقي الجبانَ، ويا أر ض ابلعي، القانع، الخنوعَ، البليدا
يا فرنسا، كفى خداعا فإنّا يا فرنسا، لقد مللنا الوعودا
صرخ الشعب منذراً، فتصا مَمْتِ، وأبديت جَفوة وصدودا

سكت الناطقون، وانطلق الرش اش، يلقي إليكِ قولاً مفيدا:
((نحن ثرنا، فلات حين رجوعٍ أو ننالَ استقلالَنا المنشودا))
يا فرنسا امطري حديداً ونارا واملئي الأرض والسماء جنودا
واضرميها عرْض البلاد شعالي لَ، فتغدو لها الضعاف وقودا
واستشيطي على العروبة غيظاً واملئي الشرق والهلال وعيدا
سوف لا يعدَمُ الهلال صلاحَ الد ين، فاستصرِخي الصليب الحقودا
واحشُري في غياهب السجن شعبا سِيمَ خسفاً، فعاد شعباً عنيدا
واجعلي "بربروس" مثوى الضحايا إن في بربروس مجداً تليدا!!
واربِطي، في خياشم الفلك الدوَّ ار حبلاً، وأوثقي منه جيدا
عطلى سنة الاله كما عط لتِ من قبلُ "هوشمينَ"(1) المريدا…

إن من يُهمل الدروس، وينسى ضرباتِ الزمان، لن يستفيدا…
نسيَت درسَها فرنسا، فلقنَّا فرنسا بالحرب، درساً جديداً!
وجعلنا لجندها "دار لقمَا نَ"(2) قبوراً، ملءَ الثرى ولحودا!
يا "زبانا" ويا رفاق "زبانا" عشتمُ كالوجود، دهراً مديدا
كل من في البلاد أضحى "زبانا" وتمنى بأن يموت "شهيدا"!!
أنتم يا رفاقُ، قربانُ شعب كنتم البعثَ فيه والتجديدا!!
فاقبلوها ابتهالةً، صنع الرش اشُ أوزانهَا، فصارت قصيدا!!
واستريحوا، إلى جوارِ كريمٍ واطمئنوا، فإننا لن نحيدا!!


الهوامش
(1) اسم محرر الهند الصينية.
(2) دار لقمان: السجن الذي ألقي به "سان لويس" لما طمع في احتلال مصر.
الرجوع الى أعلى الصفحة اذهب الى الأسفل
bassam65
عضو ماسي
bassam65


عدد المساهمات : 3455
نقاط : 20317
تاريخ التسجيل : 11/11/2009
العمر : 59
الموقع : سوريا

الشاعر مفدي زكريا- الجزائر Empty
مُساهمةموضوع: رد: الشاعر مفدي زكريا- الجزائر   الشاعر مفدي زكريا- الجزائر I_icon_minitimeالأحد يناير 03, 2010 4:43 am

تلمسان مهما أطلنا الطوافا * إليك تلمسان ننهي المطافا
يغمراسن الشهم، ضاق اصطبارا*وغالب خمسين عاما عجافا
وأصلى بني حفص حرباعوانا*وما اسطاع بابن مرين اعترافا
فكانت تلمسان دار سلام * وأمر الجزائر فيها ائتلافا
فأكرم بمشورها الوطنـ * ـي، وزيان يحسم فيه الخلافا
ويدفع خطو بني عبد واد * فتغزو الحياة، ثقالا خفافا
ويسكر هذا الوريط الدنا * فتعصر فيه النجوم سلافا
ويكتب يحيى بن خلدون سفرا * فيهتك في النيرات السجافا
وتنطق منجانة بالعذارى * فيلتاع موسى ويأبى انصرافا
أفي رفرف الخلد ؟ قدوجدوا* تلمسان..فاختطفوهااختطافا؟؟
[
شغلنا الورى وملأنا الدنا
بشعر نرتله كالصلاة
تسابيحه من حنايا الجزائر
الرجوع الى أعلى الصفحة اذهب الى الأسفل
 
الشاعر مفدي زكريا- الجزائر
الرجوع الى أعلى الصفحة 
صفحة 1 من اصل 2انتقل الى الصفحة : 1, 2  الصفحة التالية
 مواضيع مماثلة
-
» الشاعر عبد العزيز المقالح
» الشاعر أمل دنقل
» الشاعر عمر أبو ريشة
» الشاعر ابراهيم طوقان
» الشاعر سميح القاسم

صلاحيات هذا المنتدى:لاتستطيع الرد على المواضيع في هذا المنتدى
الكلمـــــة الحـــــرّة :: منتدى الكتب و المخطوطات-
انتقل الى: