الهادي الزغيدي مدير الموقع
عدد المساهمات : 4023 نقاط : 24071 تاريخ التسجيل : 08/11/2009 العمر : 49 الموقع : تونس
| موضوع: نتنياهو رفض طلب لتجميد الاستيطان الخميس يناير 21, 2010 4:59 am | |
| تل ابيب: نتنياهو رفض طلبا تقدم به عبّاس
لتجميد هادئ للاستيطان في القدس الناصرة ـ القدس العربي ـ من زهير اندراوس ـ يبدو انّ الضغوط التي مارستها دول ما يُسمى بمحور الاعتدال العربي والاتحاد الاوروبي والولايات المتحدة الامريكية، على رئيس السلطة الوطنية الفلسطينية، محمود عبّاس (ابو مازن) بدات تاتي بثمارها في قضية تجديد المفاوضات مع الدولة العبرية. ولكنّ على الرغم من التنازل الفلسطيني، الا انّ رئيس الوزراء الاسرائيلي، بنيامين نتنياهو، ما زال يضع العراقيل امام العودة الى طاولة المفاوضات، متذرعا بقضايا يعتبرها جوهرية بالنسبة لاسرائيل، وفي مقدمتها انّ القدس الموحدة بجزءيها، الغربي والشرقي، هي العاصمة الابدية للدولة العبرية.
وفي هذا السياق كشف امس الاربعاء النقاب عن انّ رئيس السلطة في رام الله محمود عبّاس قدّم اقتراحا للاسرائيليين، بموجبه يعود الى طاولة المفاوضات، وبحسبه فانّ رئيس الوزراء يقوم بتجميد الاستيطان في القدس الشرقية المحتلة بهدوء وبدون اعلام لمدة ستة اشهر، وبالمقابل يعلن عبّاس عن انّه قرر العودة الى طاولة المفاوضات مع الاسرائيليين.
واشار مصدر سياسي اسرائيلي وصف بانّه رفيع المستوى، كما افادت صحيفة "معاريف" العبرية امس الى انّ الاقتراح قُدّم مباشرة من عبّاس الى نتنياهو، دون الافصاح عن الجهة التي قامت بايصال الرسالة، ويجيء هذا الكشف في الصحيفة العبرية متزامنا مع وصول المبعوث الامريكي لمنطقة الشرق الاوسط، جورج ميتشل، الذي وصل الى الدولة العبرية امس الاربعاء.
وزادت الصحيفة قائلة انّ رئيس الوزراء الاسرائيلي رفض اقتراح عبّاس جملةً وتفصيلا، وقام بواسطة الامريكيين بابلاغ الرئيس الفلسطيني انّ الدولة العبرية هي دولة ديمقراطية، وانّ الحكومة الاسرائيلية تعمل بشفافية مطلقة مقابل مواطني الدولة، وانّه لا يرضى باخفاء الموضوع عن سكان اسرائيل، على حد تعبيره.
علاوة على ذلك، ساقت الصحيفة الاسرائيلية قائلة انّ مصادر سياسية وصفتها بانّها رفيعة المستوى اكدت على انّ نتنياهو توصل الى قناعة تامة بأنّ اقتراح رئيس السلطة في رام الله ليس ساذجا ولم يقدم اليه عن طيبة نية، ونقلت المصادر عينها عن نتنياهو قوله انّ تجميد الاستيطان في القدس كان سيكتشف بسرعة، وانّه في دولة ديمقراطية، مثل اسرائيل، على حد تعبيره، لا يمكن اخفاء امور من هذا القبيل، وعند الكشف عن تجميد الاستيطان الهادئ في القدس الشرقية المحتلة، كانت ستقوم عاصفة سياسية في اسرائيل ستؤدي في نهاية المطاف الى فسخ الشراكة في الائتلاف الحكومي، بمعنى آخر سقوط الحكومة، على حد تعبير المصادر.
وذكرت الصحيفة ايضا انّه مع وصول المبعوث الامريكي ميتشل الى الدولة العبرية الاربعاء، ستبدأ المحادثات مع الطرفين الاسرائيلي والفلسطيني، وزادت انّ الهدف الرئيسي من زيارة السيناتور ميتشل الى المنطقة هو ممارسة الضغوطات على الفلسطينيين للعودة الى مائدة المفاوضات، ووفق المخطط الامريكي فانّ العودة للمفاوضات بين الاسرائيليين والفلسطينيين ستتم في احتفال رسمي يقام في مصر الشهر القادم، لافتة الى انّ النظام الحاكم في مصر شريك فعّال في الضغط على السلطة الفلسطينية وعلى محمود عبّاس للعودة الى المفاوضات.
وبحسب المصادر السياسية في تل ابيب فانّ توقف ما يُسمى بالعملية السلمية، يزيد من قوة التنظيمات الاسلامية المتطرفة في الشارع الفلسطيني، بما في ذلك في الضفة الغربية المحتلة، وفي مقدمتها حركة المقاومة الاسلامية (حماس)، ولفتت المصادر ذاتها الى انّ هذه التقديرات هي تقديرات السلطة الفلسطينية في رام الله وصنّاع القرار في القاهرة.
ووصف مسؤول اسرائيلي كبير زيارة السيناتور ميتشل الى المنطقة بانّها زيارة دعم، وكجزء من عملية ما قبل المفاوضات، وتابع قائلا للصحيفة العبرية انّ الهدف هو الاثبات بانّ الامريكيين لم يتخلوا عن المفاوضات، وانّهم ما زالوا يعملون بدون كلل او ملل من اجل احياء العملية السلمية بين الاسرائيليين والفلسطينيين، على حد تعبيره.
علاوة على ذلك، قال المسؤول نفسه انّ زيارة ميتشل الى المنطقة هدفها ايضا توجيه رسائل سياسية الى كل من فرنسا وروسيا بموجبها عليهم ان يفهموا بانّ الولايات المتحدة الامريكية هي التي تقود العملية التفاوضية في الشرق الاوسط، وبالتالي عدم السماح لهاتين الدولتين بالتدخل في العملية السلمية المتوقفة آنيا. وبمعنى آخر، اكد المسؤول الاسرائيلي يهدف ميتشل والادارة الامريكية من وراء هذه الزيارة توجيه رسالة واضحة لكل من روسيا وفرنسا بانّ لا تقوما بطرح مبادرات سلام في الشرق الاوسط، وتنظيم مؤتمرات للسلام في باريس او في موسكو، على حد تعبيره.
مع هذا فقد نقلت الصحيفة عن مسؤول اسرائيلي قوله انّ ميتشل سيحاول الضغط على الاسرائيليين للتنازل عن اراض في المنطقة المسماة حسب اتفاق اوسلو منطقة اي، حتى يتمكن من اقناع رئيس السلطة عبّاس بالعودة الى طاولة المفاوضات، علاوة على ذلك، وصلت لاسرائيل معلومات مؤكدة مفادها انّ ميتشل سيضغط على صنّاع القرار في الدولة العبرية لتقديم بوادر حسن نية لرئيس السلطة عبّاس، منها اطلاق سراح اسرى فلسطينيين يقبعون في السجون الاسرائيلية، ازالة حواجز عسكرية في ارجاء الضفة الغربية، وتسهيلات في الحصار المفروض على غزة، وبموجب المصادر الاسرائيلية فانّ الامريكيين يطالبون بهذه الامور بسبب تعنت الدولة العبرية في قضية تجميد الاستيطان.
وتابعت المصادر قائلة انّ الامريكيين يعتقدون انّ القضية الاولى التي يجب ان يتم بحثها بين الاسرائيليين والفلسطينيين هي قضية الحدود، اذ انّ الادارة الامريكية ترغب في انهاء المفاوضات حول الحدود قبل انتهاء فترة تجميد الاستيطان التي كان نتنياهو قد اعلن عنها.
ولفتت المصادر الى انّ المبعوث الامريكي الذي سيزور سورية سيحاول اقناع دمشق بالدخول في مفاوضات مباشرة مع اسرائيل. | |
|