الهادي الزغيدي مدير الموقع
عدد المساهمات : 4023 نقاط : 24071 تاريخ التسجيل : 08/11/2009 العمر : 49 الموقع : تونس
| موضوع: طالبان على خطى القاعدة؟ الأحد أغسطس 29, 2010 6:38 am | |
| طالبان على خطى القاعدة؟
رأي القدس[b] [/b]
اعلنت قيادة القوات الامريكية في افغانستان عن مقتل ثلاثة من قواتها في عمليتين نفذتهما قوات تابعة لحركة طالبان، اثنان منهما في انفجار قنبلة يدوية الصنع جرى زرعها على حافة الطريق في شرق البلاد، والثالث في انفجار مماثل في الجنوب. سقوط قتلى من قوات حلف الناتو في افغانستان بات خبرا يوميا لا يلفت انتباه الكثيرين، ولكن ما يمكن ان يلفت الانتباه فعلاً هو احصائية تقول ان 465 جندياً من حلف الناتو قتلوا، منذ مطلع هذا العام بالمقارنة مع 521 جندياً قتلوا منذ بداية الحرب في افغانستان، اي على مدى ثماني سنوات. هذه الاحصائية تكشف عن زيادة عدد القتلى في الأشهر الاخيرة رغم ارسال الادارة الامريكية ثلاثين الف جندي اضافي الى افغانستان تلبية لطلب القيادة العسكرية الميدانية على امل السيطرة على الاوضاع وتقليص الخسائر والحاق هزيمة ساحقة بالقوات الطالبانية. زيادة عدد القوات (مئة الف جندي امريكي في المجموع الحالي) تعني زيادة عدد القتلى. هذه هي المعادلة العسكرية المعروفة التي تدل على فشل القوات الغازية في مهمتها. ولا بد ان القيادة الامريكية بشقيها العسكري والسياسي تدرك هذه الحقيقة جيداً. الرئيس الباكستاني آصف زرداري حليف واشنطن والغرب عموماً، اثار حالة من الصدمة في صفوف اصدقائه الغربيين، عندما قال في حديث لصحيفة 'لوموند' الفرنسية ان الغرب يخسر الحرب امام طالبان في افغانستان. الصدمة ليست لأن كلامه هذا غير دقيق، وانما لانه صدر عن شخص مثله وفي مكانه اولاً، ولانه جاء على هذه الدرجة من الوضوح والصراحة. وبسبب هذه الصراحة، وهذا الوضوح في عرض الوقائع على الارض، قررت العديد من الدول الغربية (آخرها هولندا) سحب جميع قواتها من افغانستان تقليصاً للخسائر، وايماناً راسخاً بعدم القدرة على كسب هذه الحرب، والاستمرار في تسويق مبرراتها للمواطنين الغربيين. فلا بد ان الحكومات الغربية قد توقفت طويلا عند النبأ الذي نشر مطلع هذا الاسبوع حول اقدام متطوع في الجيش الافغاني على اطلاق النار على مدربيه الاسبان، وقتل اثنين منهم على الفور. فالجيش الافغاني الذي انفقت الدول الغربية اكثر من ستة مليارات دولار حتى الآن على اعمال تدريبه وتسليحه بات عبئاً على اسياده الغربيين، وخطراً امنياً مباشراً يهدد ارواح قواتهم، لانه مخترق من قبل حركة طالبان اولاً، ويرفض احتلال بلاده من قبل قوات اجنبية ثانياً. الجنرال ديفيد بترايوس قائد القوات الامريكية في افغانستان قال في تصريحات صحافية انه قد يطلب من الرئيس الامريكي، بصفته القائد الاعلى للقوات المسلحة، تأجيل خطوة سحب القوات الامريكية من افغانستان المقررة مع نهاية العام المقبل حتى تتمكن من تحقيق اهدافها في الاستقرار والامن. دافع الضرائب الامريكي الذي كلفته حرب افغانستان حوالي 250 مليار دولار حتى الآن، وتكلفه حوالي سبعة مليارات من الدولارات شهرياً قد يرى غير الذي يراه الجنرال بترايوس، ويطالب مثل نظرائه الاوروبيين، وآخرهم الاسبان، بسحب هذه القوات فوراً تقليصاً للخسائر واعترافاً بالهزيمة، خاصة ان الاوضاع تتطور للأسوأ، وطالبان تتجه للسير على خطى تنظيم 'القاعدة' من حيث التحول الى تنفيذ عمليات انتقامية في العمق الغربي، والمثال الأبرز على هذا التحول اعترافها يوم امس بمحاولة اغتيال ديفيد كاميرون رئيس وزراء بريطانيا اثناء زيارته الى كل من الهند وباكستان وافغانستان قبل اشهر معدودة. | |
|