عدد المساهمات : 617 نقاط : 17352 تاريخ التسجيل : 12/11/2009 الموقع : سلا/ المغرب
موضوع: ومازال الوقت مبكرا الخميس أغسطس 29, 2013 11:52 pm
السلام عليكم ورحمة الله
ومازال الوقت مبكرا
نزلت عن سريرها تجري... كادت تتعثر بحذائها الملقى عشوائيا داخل الغرفة... ملابس العمل التي ترتدي تدل على رجوعها متأخرة ليلة أمس... تفحصت حذاءها بإمعان وتحسرت على نصف راتبها الذي انفقته لشرائه – هذا ما نجني من وراء تصفح المجلات- حتى تتباهى به أمام زميلات العمل واضعة رجلا على أخرى ... عادة سيئة تتوارثها النساء جيلا بعد جيل... رمته أرضا بلا اكتراث فأصدر صوتا بكعبه العالي. أخذت هاتفها الخلوي وبصديقتها اتصلت ذكرتها بموعد الرحلة... رد عليها صوت ناعم بهدوء ... لا تقلقي مازال الوقت مبكرا... لم تتمالك نفسها فهبت فيها صارخة....كيف ذلك ولم يتبقى سوى ساعة على الإقلاع.... لم تمهل صديقتها وقتا للشرح، أقفلت الهاتف ( بنرفزة) فلتتحملي نتيجة استهتارك بالوقت... أخذت حماما سريعا... أعادت فتح حقيبة سفرها مرارا حتى تتأكد من عدم نسيان شيء ... خرجت دون أن تتناول إفطارها، صفقت باب شقتها... سمعت صوت زجاج يتكسر ... - ربما تلك اللوحة المعلقة على الباب ... لا يهم سأشتري أخرى عند عودتي-. قفزت عبر السلالم ... لم يتبقى على رحلتها سوى دقائق ... ارتمت في اول ( تاكسي ) صادفته أمامها أوصدت بابه محدثة صوتا ... لم تهتم بزمجرة السائق ... فبالها مشغول باقتراب موعد الرحلة ...حركاتها تظهرعصبيتها ... هاتفها الخلوي لم ينفك عن الرنين... زادها صوته توترا... التفتت للسائق طالبة منه الإسراع أكثر... لكنه رفض متعللا باحترام السرعة القانونية... تأففت من تصرفه – الآن فقط تريد أن تحترم القانون ... يا لك من...- نظرت إلى ساعتها لقد حان الوقت ... هاتفها يرن بلا انقطاع ... أقفلته فعصبيتها لا تحتمل سماع رنينه .... لا يمكن أن تقلع الطائرة من دونها... أنفقت كل مدخراتها على هذه الرحلة... رحلة استجمام تستحقها ـ منذ سنوات لم آخذ إجازة من عملي... سأذهب وصديقتي بعيدا حيث البحر والفنادق الكبيرة والمحلات الراقية بل وحيث الراحة النفسية والجسدية. لم يعد لدي مال يكفي لشراء بطاقة سفر أخرى. استفاقت من حلم يقظتها على صوت فرامل قوي ... وكأنها فتحت عينيها للتو ... رأت ذخانا كثيفا يتصاعد، أكد لها السائق أن الدخان من أرض المطار ... انتبهت لضوضاء سيارات الإطفاء والإسعاف ... كاد قلبها يتوقف نبضه ... خرج صوتها مبحوحا مرتعدا مذعورا ... تدافعت نحو بوابات المطار حاول رجال الأمن منعها لكنها لم تهتم لهم ... وها هو المشهد ماثلا أمامها... ألسنة لهب تتصاعد ... إنها طائرتها... وسقطت مغشيا عليها. لا تدري كم مر من الوقت ، فتحت عينيها أخيرا ... استرجعت الحادثة بعينين دامعتين وقلب مصدوم وعقل لازال لم يصدق ما حدث... رفعت بصرها للسماء وكأنها لأول مرة ترى صفاءها ولون الأمل الذي ينبعث منها شكرت الله سبحان وتعالى على منحها فرصة آخرى فرصة للحياة كما أرادت دوما، لا كما فرضتها عليها الظروف ... ترجلت متعبة نحو النافذة الكبيرة المطلة على حديقة المستشفى ابتسمت ابتسامة اطمئنان ورضى. ... تذكرت صديقتها وانتفضت ... فتحت هاتفها فوجدت عشرات الاتصالات ...ضغطت رقمها بخوف ... أجابها صوت مبحوح - ... لم تكوني هناك... الحمد لله... خلتك... اتصلت عشرات المرات ...- كان صوت صديقتها ينقطع المرة تلو الأخرى مختنقا بدموع صدمة ودموع فرح...وضحكة مطمئنة في الطرف الآخر .... اهدئي صديقتي ...فما زال الوقت مبكرا.
الهادي الزغيدي مدير الموقع
عدد المساهمات : 4023 نقاط : 24068 تاريخ التسجيل : 08/11/2009 العمر : 49 الموقع : تونس
موضوع: رد: ومازال الوقت مبكرا السبت أغسطس 31, 2013 4:42 pm
مزيج من الفرح و الحزن و من الامل و الياس و من السعادة و البؤس و من الحاضر و الامس يعكس شخصية تتوق لذاتها و تبحث عنها و تريد ان تجد لنفسها قرارا يقيها من الظلام و يجعلها في الشمس، احسنت ايتها المبدعة دائما و ارجو ان تفكري في كتابة نص روائي
فاتحة الكاتبة القصصية
عدد المساهمات : 617 نقاط : 17352 تاريخ التسجيل : 12/11/2009 الموقع : سلا/ المغرب
موضوع: رد: ومازال الوقت مبكرا الجمعة سبتمبر 06, 2013 12:45 am
الهادي الزغيدي كتب:
مزيج من الفرح و الحزن و من الامل و الياس و من السعادة و البؤس و من الحاضر و الامس يعكس شخصية تتوق لذاتها و تبحث عنها و تريد ان تجد لنفسها قرارا يقيها من الظلام و يجعلها في الشمس، احسنت ايتها المبدعة دائما و ارجو ان تفكري في كتابة نص روائي
ألف شكر لك يا استاذي العزيز، دائما تعلو بما أكتب، لكن نص روائي كيف السبيل إليه؟ فأنا لا أعرف كيف تكتب الرواية ههههههههههههههه