| الشاعرة اللبنانية آمال نوّار | |
|
|
|
كاتب الموضوع | رسالة |
---|
bassam65 عضو ماسي
عدد المساهمات : 3455 نقاط : 20893 تاريخ التسجيل : 11/11/2009 العمر : 59 الموقع : سوريا
| موضوع: رد: الشاعرة اللبنانية آمال نوّار الخميس ديسمبر 31, 2009 3:22 am | |
| من أجل أن أرى
لو أنّي الثلج يتناثر في عَيْنِ الشارع لرأيت. لو أنّي أسيل من جليد منزلي، وأُخَلِّفُ بُقعاً في الهواء وعلى السلالم. إنما الطيف لشيء زائف. أيّها الضباب خذْ عَيْني المرسومة على البلاط وفرْفِط وريقاتها بنبأ. خذْ وجهي المُحتجب بنيّات هامشية، وإحساسي الفاتر بالرعد والجرار الخاوية. خذْ شيئاً كالسراب لا تعوزه حقيقة ولا صدى، بعدما تقطّعتْ أوصاله بعناكب تنهمك بالتعريف الأدقّ. خذْ أُلْفَتي، فأنا صورتها المريضة إلى جانب عُلبة وكوب ماء. ولا تَنْسَ أحلامي اهْدِرها ماءً في اليَمّ، إنّ لليابسة اكتراثاً مُروِّعاً. ولا تأبه لقلبي مُسَوَّراً في حديقةِ العُطلة، تُصيبه طابةٌ من مشاعر طفلٍ طار حذاؤه في الهواء ثم هوى كحجرٍ من النعاس الثقيل. إنْ شِئْتَ يا ضبابي المُسْتتر في القيعان حيث خسرتُ خفقاتي كلّها، خذْ مجاذيفي الطفولية بكنوزها، وإيقاعاتي على وَتَرِ انحدار الشَلاَّل، لكنْ، اتركْ لي في الصَدَفة قلباً مغشوشاً؛ وحدَهم الموتى هم أصدقاء الجميع. لقد انقصفتْ نظرتي ببراعم الشكّ واليقين، ولم يبقَ في هذا الهيكل غير عَظْمة الوفاء، فحذارِ أيّها الضباب المُهَاب. ******
| |
|
| |
bassam65 عضو ماسي
عدد المساهمات : 3455 نقاط : 20893 تاريخ التسجيل : 11/11/2009 العمر : 59 الموقع : سوريا
| موضوع: رد: الشاعرة اللبنانية آمال نوّار الخميس ديسمبر 31, 2009 3:24 am | |
| تألُّق
اخفضْ جناحكَ أيّها المأسور فلستَ ضحيّة. زهرُ اللوز لا يدومُ بياضه، والثلج يشعرُ بالإثم. اخفضْ عينكَ، فالفضاء تلبّد بالأوهام ولا مجال لخرقِ الملاءة. وقلبكَ يا هذا لا تطرحْهُ لِجَلْدِ الأمواج، تمارضْ واحتضرْ على مقعدٍ في الصحراء علّه يَسْعد بشوكه. وليتدحرجْ رأسكَ، ستميل لغتُه إلى الفتات. - الكلمة كالأرض- فاغطسْ في المغيب لتبزغ من ورائها. ******
| |
|
| |
bassam65 عضو ماسي
عدد المساهمات : 3455 نقاط : 20893 تاريخ التسجيل : 11/11/2009 العمر : 59 الموقع : سوريا
| موضوع: رد: الشاعرة اللبنانية آمال نوّار الخميس ديسمبر 31, 2009 3:26 am | |
| شعورٌ من طرفٍ واحد
أنا لستُ هكذا ولستُ واثقة من ظلّي ولا من هبوب الفَرَس على الرمش المناسب. خَفَقَانُ حَيْرتي وابتساماتي يُفَسَّرُ على أنّه بلد، كأنّما الحصى حقيقة ساطعة إنْ داسته خُطى أو داعبه مصير. الفتنة مُبهمة تحلّ فيها خيوط؛ مشية تنساب في الغصن، ونظرة تستحيل غيوماً؛ فهذه سَمَكة وتلكَ راهب، وزينة كثيرة من غير جذور. لكن، في قلبِ هذه الهشاشة ثقلُ أرضٍ لا يُغتفر. وإنْ شرعتُ في السؤال من آخره تبدّدت ملامح حادّة في الوسط، وخال المارّة أنّ يدي عُشب وفمي قصب وأنّ كوخاً حكيماً سيشتعل في الختام، غير أنّي لم ألامس المرجان، ولم تكن مفاتيحي الكثيرة تشغل بالَ القفص. الأفضل أن أصمتَ وأطلق أشرعة وقلوباً صغيرة بحجمِ الأمل، الأفضل لهذه الساق أن تُغرَس في الضجر، ولهذا الرأس أنْ يُوزن بمعيار ضوءٍ يُلامس البحيرة من غير بَلَل. هكذا أضمّ أجنحتي بخفر وأصغي إلى الماء في الأسفل وهو يسكبُ روحَه على أربعين جثة لأنثى جاهلة. ******
| |
|
| |
bassam65 عضو ماسي
عدد المساهمات : 3455 نقاط : 20893 تاريخ التسجيل : 11/11/2009 العمر : 59 الموقع : سوريا
| موضوع: رد: الشاعرة اللبنانية آمال نوّار الخميس ديسمبر 31, 2009 3:29 am | |
| كلامٌ لا أرض له
سمعتُ الصباحَ في صوتكَ عند صخور الموتِ النهري، سمعتُه كأكثرِ الوديان سواداً يجمعُ البَرْدَ والدفءَ في أنّةٍ واحدة. وكان الحبُّ يتكاثرُ بين أصابعي، ويُبيّتُ أنغامه في جذورِ الغرقى. هذا لا يعني أنّ الظلمة لم تستعدْ نفسها من القاع، لكنْ، ألا يكفي المستوحشين على الجبال إن صوتكَ يضيء أجزاءَهم الحزينة؟ *** ثمة لمعانٌ لا يُغتفر يُوسّع قلوب المارّة، ويطلق عصفوراً أعمى من التفاتاتهم حتى إذا داختْ شجرةُ حواسّي، سمعتُ حفيفها يفرُّ من عيونهم إلى زمنٍ آخر ليس لوحدتي فيه أن تنتظرَ أحداً. ما عاد الزجاج يحميني. *** لو الهواء الذي يميّل الفراغ يميّل الوقت أيضاً، فيأتي سريعاً ذاك المُغنّي فاتلاً الأرض صوب فمه حيث الصمت ورنينه توأمان. لو أنّي حافية في نهرٍ ما أسير خلف أصابعه وهو يمرّرها على عشبٍ موروثٍ من عُمرٍ آخر وعلى رسومٍ محفورة لأجسادٍ سابقة، تُرى، كمْ كانتْ ستبدو روحي عتيقة؟ *** لم أحتمِ بالماء وإنما امّحوتُ فيه، إذ لا داعي لجسدٍ يحدّه العماء، لجسدٍ يُكتم. وحدهم الموتى يحرسون أنيني بينما يتسارع العابرون على السطوح. *** قلتُ أنّي في ماءٍ قاتمٍ أضمحّلُ، في طيّاتِ بَرْدٍ لم تفرد روحها على شفاه، ولعلّني أغفلتُ شعاعاً كانتْ تتبادله يداك على حافّةِ غَرَقي، أغفلتُ أنّكَ من الموجة السابعة كنتَ تسترجعني مُسْتخرجاً الأصداف من حُلُمي. *** إنّي أدور في رغبتكَ في نقطةِ غيابٍ تجمعُ شرودنا، في هواءٍ تُجيدُ تنويمه بالإشارات، لكنْ، من أين لدخانكَ الخادع أن يهتدي ولخيالك البارد أن يُبقّعَ السماء بزيته؟ انظرْ هي خيبتي القريبة من الشجر، تشتعل. *** لرقصكَ المُبهم على السطوح ظلال تمثالٍ مطمور، ويدكَ تشهد أنّ الزمنَ الحجري تحدّر من لمسةٍ ما من جرح يتّسع لها. مَنْ لم يرَ المرارة المُعلّقة على الشجر سيفوته إنّي أحرقتكَ وأوصيتُ الخريف أنْ يذرّكَ في خياله. *** غصّة أخيرة تسحق الوهم في الحنين، أذرعٌ سُود ترتجف في الهواء، يبقى أن أرفع الشعلة قليلاً وبقلبٍ صامت أضرمُ هذا المدى الفحمي. *** سأظلّ أهدّدكَ كي لا توقظ طفلة اللهب، الموتُ مُذ كان صغيراً في جسدها أكثر غموضاً من فمٍ وحيد. اتركْ الماجنة تتناسخ على كتفك، اتركْها في مملكة نعاسٍ سماوية تبحث عن حزنٍ مهجور، ولا داعي لكلماتٍ عن الذكرى وخيطها أو عن الملائكة والرغبات؛ هي على ضفّة أخرى تولد شبه مُعتمة. *** بات كلامي بجروحه وظلاله كلاماً لا أرض له ولا نغم. ها أنا إناءٌ مذبوح أسيل لا كجبالٍ أو نجوم إنما كزمنٍ] لم تتبدّ له قمة أو هاوية. مسكونة بخيبات تتناقلها كلابُ ليلٍ غير مُصدقّة هذا اللاشيء الذي يملأني. ****** | |
|
| |
bassam65 عضو ماسي
عدد المساهمات : 3455 نقاط : 20893 تاريخ التسجيل : 11/11/2009 العمر : 59 الموقع : سوريا
| موضوع: رد: الشاعرة اللبنانية آمال نوّار الخميس ديسمبر 31, 2009 3:31 am | |
| كما لو في ذكرى
ظلّ وجهكَ يترنّحُ في كأس نبيذ ولمستكَ لعمرٍ طويل تُسمع، وظلّ الزمن يتناهى في الضوء، لا ليس ضوءاً تماماً ما يعكسُه الجَمْر على سطح رجلٍ صامت. *** في الغابة يوم بَدَتْ وجوهنا من قش يوم صمغّنا زهرةً في فم الوحش، وتفرّعنا من دُخان عرفتكَ من نقطةٍ حارّة سالتْ على كتفي، من عَمَاء الشجر واسوداد أعضائه. في الغابة يوم شكلتَ سلّةً في إصبعي وإكليلاً في شَعْري، ثم أشعلتَ القطن والزيت. *** حين رحلتَ باتتِ الأرض ألمي، ولم يرجعْ عصفورٌ من شرودي حتى ولا حبّة رمل، لكني تقاسمتُ والحجر الرغبة المتبقية في الهواء. *** هناك الأُرغُنُ مُظلم في المَمَرّ، الظلّ ينحني بلا بحر، والسماء تَزِنُ صمتكَ. هناك القلب أثقل من القمر، ومن رُكَبِه الشائخة في الحدائق. ولا بريق لليلٍ يتذكّرُ شموعكَ وأنّكَ غريبٌ يحومُ حول فمٍ ميّت، كطائرٍ يمكن تمزيقه. *** بحزنٍ صافٍ لم تتشربْه سماء، بألق الراحلين مراراً في جنوني، تبتعد في انشقاق العَيْن على يُتْمها، في الفجرِ المفتول بندمٍ يَفْلتُ من مشانقنا، في الأصابع المرتدّة من مطرٍ عالٍ كيدي المُوحشة وحُليّها في البَرْد. وعبثاً تبتعد فيّ عبثاً، أنا المجروحة بزيحِ البحر أتمارى بين كتفيك على زجاجِ غيابك. *** لحركتكَ جذور الموتى المحلولة في الماء، وكي أصيبكَ أنام مُحطّمةً من أعلى طَيْف، لأحسبَ أنّ كفّكَ الأبديّة، وأنّ الحُلُم أكثر من الوقت، وأنّ يدي في يدكَ كما لو في ذكرى. *** أَطْمرُ الصباحَ تحت ركبتي لينهضَ من حفيفكَ. المعادن الرخيصة والأحجار المزيّفة تطمئن في مكامنها. ورغم أنّي عاصفة تتقصّفُ عند فمكَ، أكتمُ ما بين قاعِ نظرةٍ وسطحها، ربما لأني أخشى ما تُخلّفه امرأتان على الشفاه ذاتها، وإلاّ كيف تتكوّم البراكين؟ *** كثيرٌ من الغياب في يدي؛ حفيدة الأوهام، وأوهامي سليلةُ خُبْزٍ وخَمْر وخادمة من نار تمكثُ في ماءِ كلامٍ يَعِدُ اللؤلؤ بالخيبة. أوهامي مقطوفة من زمنٍ لا مغفرة للعشبة فيه. هي أنثى بعلوِّ رغبتكَ إذْ تروحُ عينُكَ إلى بيتها وحسرتُكَ إلى الأسوار، تاركاً جِراراً ترتعش عند نبعِ صمتها. أوهامي كلّها هذه الأرياف، من أجلِ الهواء يا سيدي وقليلٍ من الحزن. ******
| |
|
| |
bassam65 عضو ماسي
عدد المساهمات : 3455 نقاط : 20893 تاريخ التسجيل : 11/11/2009 العمر : 59 الموقع : سوريا
| موضوع: رد: الشاعرة اللبنانية آمال نوّار الخميس ديسمبر 31, 2009 3:34 am | |
| حين فمي نقطة بَرْد في القطب الشمالي حيث السحابة، الغابة والسِلْسلة، يصعب تشييد وجهٍ على حافّة مائه أو تقطيعه إلى شموعٍ، وليس غير توبةٍ نُبَيّتُها في الشبابيك، وناي راجف على الورق. *** وإذا كنتُ أطيع هواء الخريف وهو يشرب وجهي، فالأرجح أنّي ميّتة ولا حكمة للجمر تغويني، في إمكاني مقايضة النار بعصفور ثلج، والخيانة الوشيكة بآباءٍ متوسّلين، وما خفّتي دخان مِلْْءَ اليدين، إنّما شعاع قمرٍ يُشرّع أوجاعي ذراعاً بعد ذراع. *** أيتها الريح تنفخين النعاس في يدي واللوم، إذ أرفع بلاداً بهيّة إلى أصابعي. في النهاية، سأنسى رجالاً في الظلّ بينما السماء تنهمكُ في ضحكة، والستائر تهمسُ لألفِ ليلةٍ توالتْ باللمس. *** ماتتْ الألوان والأكف انطبقتْ على أريافها، يا عين الذهب، يا تبن السعادة صغيرٌ كنجمة بعيدة، هَمّي. *** من الفراغ عُدتُ بالنشوة المتغيّرة للمجرى ذاته، عاثرةً على حيوان الخوف وعلى شمعةِ نِصْفِ الحكاية، وكنتُ ألحظ كيف القمر برتقالياً ينهض من همساتي، كيف الحنين يخترق بياضه، وبرقّةٍ لا يتذكّرها الحجر كنتُ أغفو وعطري حين فمي نقطة بَرْد. وددتُ لو تحجبني أصدافُ الغريب، مراياه التي بين أصابعي، لكنّ الشجن ساهمٌ في عينٍ تفوقني زرقة ولا أظن أنّ الموج بعلوّ أطيافه. *** حيث المصباح وشبح الوردة سقطنا في الحبّ: أنا وفمكَ ويا لوداعة الموت بين حصاة وخيالها. على ورقةِ خريفٍ وُلِدنا وبكينا حتى الكواكب، كان صوتنا يتدلّى في كوخ. وبعد أن أوْصَدَنا العناقُ عادتْ دمعةُ الزمن إلى أرضها، وتأرجحتْ رائحة حبّ ضريرة كصناّرة. في النهاية، الأرض خبيرة بأحزانها. *** في الأرجوحة لا شكل لرغباتي، النظرُ الممتدُّ إلى النافذة يُبَدّل أثوابه ثم يضيع، ولحظة يقطفني الشكّ لا ينهض شجرٌ في البال، إنّها الذكريات: كان يغنّي لي كلمات الغَيْم الممحوّة وما أسرع بُزوغ النوم، كان وجهي يُزهر في راحةِ يدِه وفي صباحٍ ظلّ بين طيّات الشراشف. *** ممدّد في رسائل الحروب القديمة وخلفه بابٌ لم تفارقه مناماته، يغمرُ وجهَه بيديه فالوهمُ يحفظُ ماءَه، بَيْدَ أنّ الساكنَ حفيف نظرته يجهلُ خيط البَرْد المنسلّ من شقّ صغير في القلب. *** بين وجهه وحبّات العنب كلامُ، وكمن يختبر الألوان على جلدِه يصغي إلى أنّة النهر وفي صدره أو بين أنامله ما هو أعتق. وليستْ جَلَبَة الحصى ما يشبه نظرته، بل الرائحة المتلفتة من بعيد حيث الظلّ وصديقه النبع يتّجهان عكس الراحة. *** أشياء الليل ساكنة مثل جبل والصوتُ القديم لا يخلو من تراب حتى الياسمين برِقّةِ أكتافه يعذّبني يا لسحر امتزاج الأوهام، يا لبياض الطرق، والليل هرّة وكلب في إناء يطرقان القمر ويدوّران حبّات الندى. *** يومٌ واحد لا يكفي للطيران، لغَسْلِ الصحون، لتسلّقِ فم الحبيب... يومٌ واحد للخيانة فقط. من كتفيه يلتقط الخوف يومي هذا، وفي ثوانٍ ينسلُ له ظلاً من أثوابي اليومُ النازلُ قطرةً قطرة في جسدي، صباحه ليلٌ في خيالي ليلٌ لا أجداد له سوى عينيّ الخوف، لا أعرف في أيّة سماء تَوّجوه ملكاً، لكنّ العمياء المطيعة تتحسسه في الذاكرة. *** رأسي يرنّحُ عِطراً كما لو قَشّة تُلامسُ صداها. العطرُ المُبهمُ يسهر على حياتي، يسندها بحبّات مطر وبحياءٍ يُضيئها، بكلامٍ خريفه محذوف. *** الكآبة تشبه روحي. لحظة ينزف الصيف عينيّ لا يبقى من البراءة الميّتة إلاّ قلبها، وليس عبثاً ينكسر غصن أو تفنى حشرة، للبيوت أزرقها المتكسّر ليلاً. *** حديثُ العالم في طَرَفه رمحٌ وكلّ عازفيه من سلالة الهواء حتى ذراع الصمت الضخمة التي تحوطني. ذات مساءٍ وَلَدَتْه الطيور وجدتني الصخرة حيث الصقر والراهب يُسلسلان نظرهما. ******
| |
|
| |
bassam65 عضو ماسي
عدد المساهمات : 3455 نقاط : 20893 تاريخ التسجيل : 11/11/2009 العمر : 59 الموقع : سوريا
| موضوع: رد: الشاعرة اللبنانية آمال نوّار الخميس ديسمبر 31, 2009 3:36 am | |
| على شفاهِ يومي أنام ليزحفَ عالمٌ تحت رأسي لينقطعَ وتر. أنام لأصادفَ ضفّةً أخرى وأتوهّم أنّ نهراً بفتوّة رَجُل يفصلُ العمياء عن قشرتها. لستُ نائية، ويدي على اللحظة، يقذف الموج قمصان الغرقى هنا في الحجرة أو في الفم حيث الزرقة ذاتها للكون. *** أستيقظُ بعد أن يتشربني الليل مضيئة، وأكوّم مشاعري على العتبة. ما أصفى وجه البيت الآن أنا أخفُّ من النسيان ومن أرجوحة النعاس على رابية. *** يوشوشني ملاكُ الصباح: رقيقةٌ ورقة الشجر، لا مبالية انظري في خطوط كفّها يسجد سرُّ العالم. يوشوشني ملاكُ الصباح: قومي نعزف الحديقة غصناً بغصن كما الأنخاب. *** سأضفرها: السماءَ، البحرَ وقدمي وأشحذُ روحي. فنانو الغيم يضجرون لذا لن أكدّر طَبْع الحقول. وحين تتعب الجبال من التنصّتِ إلى قلبي، أتنشّق الصَبْر بصداقةٍ عميقة. ولئلا تهدمني إرادةُ اللحظات أرفع ظلّي مع كلّ نبضة، هكذا أكتب غصّة الشلاّل عابرةً الوديان على قشّة. *** الفراشةُ حَيْرَةُ المارّة حول زندي، أنا البيضاءُ المُعتمة أنتظر النهار على حافّةِ يدي لكن، ما من شيء كوجهٍ يُمَدّد وحشته. *** مَنْ يتلفظ ببئر مَنْ؟ عميقٌ بيتُ الحنين على شفاهِ يومي لا أرى غير مدخنة وأرجوحة قصب. أتنفسُ الربيع الكامن في الشوك وأحياناً أذبل، حين لا يعود للماءِ طَعْم الجزر. الحجر أيضاً يخشى اسوداد روحه. *** كأن روحي معدن أرقّ النسيم يملأها رنيناً، أيّها الصوت المسافر ثُقباً في شراع على مصابيح الرغبة يحطّ لغز الكآبة. *** الطفلة ملأى أوهاماً: هكذا أتألم وتحت شَعْرة الرقص أخبئ قلوباً. في الخشب ينام الناي من البكاء الغامض تنهض الأنثى. *** سنون يغمرها الملاّحون، أُطرّز تلك العباءة بذاكرة مُحارب بِبُلْبُلٍ يفهم الحياة صعوداً. سنون تجعلها دموعي زوارق مقلوبة. *** الوداع بستان تتهاوى قلوبه طيفكَ غزلان ماء، تلوّحُ سماءٌ أو يدٌ وتنأى في الصقيع. المساء حطبةُ فلاّحةٍ في عينيها دخان قصرٍ بعيد. *** ليتخدّرِ القصب صوتُكَ سرُّ العُشب الحزين. تحت وسادتي تتهدّم خطوات، لا أحد هنا. لينفخِ الريف سيتحطّم فارسٌ على كلّ رمش، سأخطفكَ من خيالِ الباكية من كوخ لؤلؤة، حَذِراً سيركض قمرٌ صوب النوم. *** حُبّي من سراب العصافير من الجنون العظيم للهواء، على رُكبتيّ حنينٌ مثل تاج. لا تطفُ على الموسيقى البيوت تموت من السعادة. *** عندما ثملة أصعد الصيف يفوتني الغناء المتروك على الشُرفة، وعندما الوقت الهادئ يطلع من التراب ومن العيون الوهمية، أحتسي المطر أقصد، القرى العائمة في كُوب الشاي، وأزهو كأنّ مئة سجين على الأكتاف رفعوني للكوّة. *** من السماء يتدلّى البَرْد على سطوح السهرة، وثمة عُراة في قلبي يدوسون الشمس، وحين أَفْرد أجنحتي ما من دُخان يلوح في الذاكرة، سوى أنّي أعلم أنّ يوماً مضى وعليّ غداً تجديد المِيْتَة. *** للموت طائر أسود يُجْزعُني إنما ذات يوم سأغفر للصدى للأوراق المرفرفة، سأتدثّر بنقطةِ ماءٍ منخفضةً تحت التمتمة. ******
| |
|
| |
bassam65 عضو ماسي
عدد المساهمات : 3455 نقاط : 20893 تاريخ التسجيل : 11/11/2009 العمر : 59 الموقع : سوريا
| موضوع: رد: الشاعرة اللبنانية آمال نوّار الخميس ديسمبر 31, 2009 3:38 am | |
| وحدةٌ بلا غصن
أخاف، والمغزلُ في يدي شاعرٌ في الخريف حتى كلامي مسكونٌ بالصقيع وبحشراتٍ ناعسة في آخر العين. ولكن، لماذا لا يحتمل الأموات رقّتنا؟ *** عبرتُ وحدتي مغمضة العينين متلمسةً حوافي الكلام حولي، وكان النهر إذْ يبتلع نفسه يغورُ فيّ أيضاً، غير أنّ صوتاً ما لم يعد يخترقني ولا أذكرُ لحظة فُصِلتْ زهرته عن الهواء، كنتُ محمولةً في عيون الضباب إلى نورٍ يتعاقبُ في النسيان، إلى ظلامٍ ينفصل فيه الشعور عن تُربته، وربما كنتُ أسمع ذاك الصوت، لكنّي وحيدة كنتُ أعبر دون جسر. *** هل كنتُ حقاً جميلة حين أسلمتُ وجهي لظلام الكائنات ومسحتُه مرتين لتتوهجَ جروحُه وينطفئ. هل كنتُ حين وجهي المشوّه تفرّعَ من الهاوية ومن أرقّ العُروق التي بشّرتْ بالسمّ. وأنا أحلُم كان ميّت يكبر وصحراء تضمر دوارها. *** وحدةٌ بلا غصنٍ يرفع سرّها، وحدةٌ تحتوي أحشاءها مثلما الصمت يملأ نفسه، حتى الصراخ بلا أطرافٍ تكرّره إنّه أسيرُ تراه في ظلامي المُرّ. لذا أغيبُ دائماً في نور لا يضيئني وأحياناً وبلُغةِ الهواء أذرفُ مادّتي الخفيّة، فأرى اسوداد الوحدة وهي تتشرّبني. *** كنتُ أفقتُ من غيبوبتي محطّمة وكانتْ قطراتُ نُورٍ تُبقّعُ الأرض حولي. خلتُ أني لم أمتْ وأنّ يداً غريبة ستقلع العشب من فمي، وتعيد للجسد معناه المُدمّر. زيّنتني الخرافة بصورةٍ من السماء، لم أحدّق لئلا أراه: الوجه العميق والبارد كأحشاء البحر. *** أعرف أنّ للوحدة أجنحة تحمل صراخي مع ذلك، كلامي يلزمه شواطئ وشموع تسوّره، يلزمه ظلالٌ تتفتّح في القلب، وذاكرة تصلح لانخفاض الطير. *** قد بُتِرَتْ جذوري وتصاعد دخان نظرتي وما عدتُ أجسرُ على الحراك في نواتي الموحشة، بات عليّ النوم عميقاً ليتصفّى الهواء من آثامي. والوحدة حين فتحتُ فجوةً في جسدها عُميتُ وامّحى النور في الليل المتدفّق من جوفها، وما كان للعين كي تُمسكَ عن نزيف الظلام هذا سوى أن تُغْلقَ. ******
| |
|
| |
bassam65 عضو ماسي
عدد المساهمات : 3455 نقاط : 20893 تاريخ التسجيل : 11/11/2009 العمر : 59 الموقع : سوريا
| موضوع: رد: الشاعرة اللبنانية آمال نوّار الخميس ديسمبر 31, 2009 3:40 am | |
| ربيعٌ تحت حجر
( أخاف نهارات الأرض وملامة ربيعها خلف الستارة، وحده الليل يرفقُ بي وبالهامسين حول الكؤوس في جوّ تحبس الرائحة أُلْفَتَه المنوّمة) بخطوتي الصغيرة بين النافذة والسرير أكبر، انحناءةَ كأسٍ يتدوّر العالمُ في يدي وأغدو أرقّ حزناً حين ظلّكَ إلى البياض. حول الطاولة ضحكاتُ الأسى؛ كرسيّان وأربعُ عيون من عناقنا تصاعد ضباب آذار وكلّ نظرة لَحَدْناها في خيال السهرة. *** لا أغفلُ عُرينا ولا شمعةً وحيدةً تكسوه لكنْ، هل أرتمي في الموقد لأكتبَ صمتنا؟ النافذة تفهم البَرْد والجدران المتصدّعة كفجرٍ أيضاً إنّما وشوشاتنا رسائل في النار. *** وجهكَ إزاء النجمة يَتنمنم، طقوسُه من تعاقب عطورٍ على وسادة. بسمتكَ المتثائبة بين حجرين يرتّلها خريفٌ على شراع. وفي وسعِ أصابعكَ عند الفجر غَدْر المارّة وتغيير مشيتي ولون عينيّ، على عُلُوّ كلّ إصبع تدوخ غابة. *** مرجانٌ عميقٌ شَغَفي وقلبٌ داخل قلب أنْ يهبطَ وجهكَ برجاً من طيور وبأسرع من حيلة خادمة يبدّل الطقس وزينة الشموع، لكنّ وجهكَ هكذا يلتفت: قنديلاً خافتاً أنقى من ليلٍ يراودني، وليس لقديسٍ أن يشتعل زيته أبعد، لذا لا بدّ من عناقٍ أكون ضفّتيه لينطفئ. *** الشجرة النائمة عند فمكَ تأرجح الليل وتبوح بذبولي، بريقُ المراكب يُشعلني في كفّكَ قريةً من رماد. أيّتها المياه القاتمة اغمري جذعاً في بساطته سرّنا إنّ شفاهنا دوماً تثير أغصاناً جديدة. *** ساهمةً أنوءُ بغيمةٍ في دهاليز البيت وليس مَنْ يقطف طفلَ أوهامي، قمرٌ في كلّ خطوةٍ يولد أنا المنعطفة مع غرباء الموت يباغتني الربيع تحت حجر. *** وحين أتأمل نحّاتي السماء أو حشرةً تغنّي في ثقب، مَنْ يدري؟ لعلّي أشارك الموتى عاداتهم أو أتكهّن وتراً غير مطر الصيف. ليَمْنَحْني الهواء مادّةَ التذكّر: رجالاً تساقطوا من غفوتي وعطراً فارقني يوم تفتّقَ صوتي بحزنِ وجهٍ في الكلمات. *** عاريةً من الذكرى متشبّعة بالشمس، أيّةُ كآبة تهصرُ الزهرة؟ وعليّ أن أبدأ حيث انتهيت كي يبقى خيطٌ يكرّ ورائي؛ خيطُ العماء المنسول من التحديق في النقطة. *** لا طائر يحلم في المرآة هناك يدٌ تلبس حياءها الأول، وترابٌ أشمّه عُمقَ قلبين هكذا تُولد تلك الأرض: سريري ونافذتي. ******
| |
|
| |
bassam65 عضو ماسي
عدد المساهمات : 3455 نقاط : 20893 تاريخ التسجيل : 11/11/2009 العمر : 59 الموقع : سوريا
| موضوع: رد: الشاعرة اللبنانية آمال نوّار الخميس ديسمبر 31, 2009 2:01 pm | |
| سعادةُ العنكبوت ربما الخواتم نوارس في المَنَام أو صوت يدوّر رَيْبته، راكعةً أُرنّحُ يداً في بئر ويداً للخيبة أطلقها. وفاتني أنّ سلّتي مغنيّة كانتْ تحني زهرتها منصتةً إلى أصابع عمائها كيف تُفْلتُ المفاتيح. *** ثمة سنبلة على الطاولة أو في السرير تخصّ ألمي، ويومٌ طويل يحصد بقية العالم في العين. ثمة لؤلؤة في عُمرٍ أضعته تريّثاً حين كان قلبي يطفو على البحر، والغد يتكوّر في الصَدَفة. *** أيّها السكّير، بما أنّكَ مثلي تشكُّ في عذرية القمر، وأنّني لم أعتلِ العَتَبة أو قُبعة يومكَ السعيد، فلا داعي لنعاسك أبداً الليل الذي ترسمه على جسدي يكفيكَ لتنام. أيّها السكّير، حين تحلم ينبُتُ على العَتَبة حشيش ويلتفتُ بخفّة حتماً لن ننجوَ لو رفعنا إصبعَ الهاوية إلى ضحكتنا ومَحوْنا آفاقها الكئيبة. غاية الودّ ثرثرة الينبوع، إنما لن نفهم! *** إنّي إذ أغلق الوقت بخنصري قرب نوافذ تفغرُ بؤسها، فهذا أشبه بتقبيل فوهة بركان. ما زلتُ على بساط الوحدة أقطف رغبتي بخارَ شموع وسلسلة حول عنقي ظننتها زّبَداً. "إنّي لا أبحث عن زمني الضائع" بل عن زمنٍ لا ظلّ لي فيه البتّة. بكلمات المطر أستضيف ملوك الرمل متعبة من الريح التي اقتلعت حظوظي وأوكلتْ بها الطواحين، أكان الشتاء لَدُنَ الباب المخلوع؟ *** منحنيةً على سفح جبل أُخمّن ما بين الجمال والموت، الصعوبة في صدى حَصَاةٍ متدحرجة. منحنية كنصف يوم، أحلم بحبّة رملٍ شاردة لا شيء يعلق بالصنّارة. *** الخوف هذا ما أعنيه حين أكتب، وأنفض شباكاً لبثَ الماء في مخيلة أسماكها. بتُّ أخشى سعادة العنكبوت، وإذ أخون وجهي ليلةً في سرير لا أجرؤ على الإعتقاد أنّي الزاوية. *** دمعتي خيطٌ يجرحُ السكون، معاً ننزف كالوردة واليد التي تقطفها. خِلتُني أعبر جسد الوحدة، خِلتُ سرعة النبضات ستوقف عقرب الثواني، وفاتني أنّ في سلّتي مغنيّة كنتُ كلما أكتمها تنبتُ في حواسّي خِفيةً. ******
| |
|
| |
bassam65 عضو ماسي
عدد المساهمات : 3455 نقاط : 20893 تاريخ التسجيل : 11/11/2009 العمر : 59 الموقع : سوريا
| موضوع: رد: الشاعرة اللبنانية آمال نوّار الخميس ديسمبر 31, 2009 2:03 pm | |
| الآن أرضٌ خائفة
من مبخرة ينبعثُ نُعاسُ ذاكرتي إلى حقيبةٍ ملأى: خيوط عجائز، صوراً وفراشاتٍ ميّتة. وكما يُريقُ رأسي نشوتَه، يُريقُ ذكرياته التي بقيتْ أرواحُها. *** لن يكفَّ المَلَلُ وكلُّ نظرةٍ لم تَمّحِ جريمتُها عن أزهاري. إنّ الليل مرآةٌ صمّاء ترصّعُ العيونُ سكونَه وما من جدوى، كثيرة الأجنحة التي تُورثنا الشَلَل. *** الليلة، سأتبعُ الساحرة إلى بستانٍ ما، وإلى بركةٍ وسطه، سأقذف حَجَرَ خجلي. لن يُقَيّضّ لعُنُقي أنْ يُزْهرَ، المقصلة دائماً الشجرة الأعلى. ليس بسببي تسلّ الريحُ أحزانها، وحَجَرُ الرَحَى يَفْتلُ روحَه، في القاع تصعب كلّ الخفقات. وإنْ كانت الضحكة صاخبة، فلأنها تتفتّقُ في جرحٍ أعمق. هيّا نشطرُ الليل بأهدابنا الإناءُ نصف فارغٍ أبداً، والأحلام عادةَ تُنسينا ما المسروق من القمر. *** مراوغٌ ثوبُ الرقص، لن أربكَ البحر ثانيةً لن تشتهي عيناي عُرْياً لئلا تدوخ أشرعتي. أخالكَ بُرجَ دُخان وذراعيكَ عُوديْ ثقاب، وإذ يذوي جسدكَ خادمة في الضباب تنطفئ. *** إبرةُ الخياطة انكسرتْ ويدي في يدكَ، جِرار الحماسة هَوَتْ إلى مُحْتَرفي الصيد. لم تكن آمنة الغابات، ولا عُلَبُ النبض. *** كثيرون يتوهّمون أنّ الريح في غنىَ عن وداعتهم، وأنّ النسيان ينزفُ كلّ الخيانات. كثيرون مثلي يطمرون خوفهم بأيدٍ كزهور المقابر. *** الرقّة هذه فخُّ الشيطان. إنّ أشباحكَ التائبة بلا انقطاع تجعلكَ مضحكاً يا قلبي الماكر! ربما القادرون على الحبّ في النهاية أشرار. *** بقسوةِ الماء أنفخُ في النار كآبةَ أجيال. الموتُ ألفظه من رَدَنِ الساحر، والضحكات مغاراتي الخاوية. غاضَ زهو النبع. إنكَ تُومئين لأهدافٍ جمّة: دعسات، لمسات، همسات، وأضلع الشلاّل الحرّة، هذه تكفي. *** بئرٌ لم أُوَدّعها بعد تشرب الوقتَ وعَتْمَةَ الوجه. لستُ سوداء لروحي لونُ الظمأ، وهناك تُشكلُ النجمة. غير أنّ العزاء دائماً يحطُّ على الشجر وهذا ما أخشى. *** تستيقظُ طواحينُ الَهَضَبة، إنّه الجسد يعزفُ لثعابينه. الآن أرضٌ خائفة؛ عيني المفتوحة في الماء، وثغري ورقة هذا اليباس. مرفقاي على الطاولة بابان لسماءٍ محتجبة أقول: الغيمُ ليس لي دربه، إنما صاعدٌ بخار السنين وآن لي أن أمطر. ******
| |
|
| |
bassam65 عضو ماسي
عدد المساهمات : 3455 نقاط : 20893 تاريخ التسجيل : 11/11/2009 العمر : 59 الموقع : سوريا
| موضوع: رد: الشاعرة اللبنانية آمال نوّار الخميس ديسمبر 31, 2009 2:04 pm | |
| آثار صيّاد كان المُغَرّدُ أمام الكُوّة والسجينُ نائماً كسنبلةٍ أنبَتَتْها حبّةٌ أخيرة. الهواءُ رغم خِفّته كاد يمحو آثار خطواتٍ بدتْ حائرة في المسافة بين جدارين. " أثناء النوم، السجين يَغْفَلُ عن سجنه والصوت يمنحُ الحالم الطلقة". حين أفاق، كان اختفى العصفور ووجد صعوبةً في الطيران. ******
| |
|
| |
bassam65 عضو ماسي
عدد المساهمات : 3455 نقاط : 20893 تاريخ التسجيل : 11/11/2009 العمر : 59 الموقع : سوريا
| موضوع: رد: الشاعرة اللبنانية آمال نوّار الخميس ديسمبر 31, 2009 2:04 pm | |
| بين ارتباك العصافير حَجَرُ العُمْرِ يضيع قفزاً بين بياضِِ الأشياءِ وعتمتها أنزل درجَ وشوشاتي ولا أحد يدري أيّ فضاءٍ لامستْ هذه العَيْن الضجرة. *** هذا الصباحُ العتيقُ وأنا أحوطه بذراعيّ تملأني أرواحُه، والهواء يردّدني على وَتَرِ قواقعَ مستيقظة. ما من شيء في الدنيا يجعلني لامعة كالكلمات. أدندنُ أغاني الغَجَر. *** "أنتٍ المرفرفة بخطوط كفيّكِ تأمّلي ذرّات الإنتظار، ما تبثّه الأروقة وجروحُ المحابر، لستِ أذكى من حشراتِ ليلٍ لا تنام، انظري: كثيرٌ من نُعاسها على أصابعكِ". *** مضيتُ عابقة بسكون الحشرات ولم أنتظرْ وعودَ أحد، ولأنّي كوخٌ على سطحِ المساء فتحتُ بابي لذنوبٍ باردة كي أرتكبها بدفء. *** خائنةُ العالم تصطادها العيونُ فقط، وحين يُغمى عليها تخبئ ثعالب الشّعر لتغدو نقيّة كالسُمّ لا يُمحى مَنْ ينظر إليها. *** أحتاجُ العتمة لأُصفّي النوم وأُعيد خطواتي إلى أوراق المفكّرة. بين ارتباكِ العصافير حياتي. *** عشبُ النائمين تُبلّله أسرارٌ أسفلَ النهر. هناك على الضفّة تتناثرُ وريقاتُ الليل. ******
| |
|
| |
bassam65 عضو ماسي
عدد المساهمات : 3455 نقاط : 20893 تاريخ التسجيل : 11/11/2009 العمر : 59 الموقع : سوريا
| موضوع: رد: الشاعرة اللبنانية آمال نوّار الخميس ديسمبر 31, 2009 2:05 pm | |
| لا أثر
وجوهٌ لا تحرّكها الصُدْفة إذا أخْفَتْها الحياة وكشفها الموتُ بحركة خفيفة. *** يدنو الجسد من قضبانه مُلثّماً بفراشاتٍ ذرفها للتوّ. الوحدةُ تثبتُ مسمارها في الظلّ. *** أيّتها النسمات امنحيني رائحة طفلٍ دائخ ورعشة وقوعه من عُمْرٍ بلا جدوى. أمامي امرأةٌ أخرى تتحسّسُ شرياناً يمتدّ من عُنُقي إلى حُلُم البارحة. آخر الليل، لا أثر للجرح على سريري. *** تمدُّ النافذة شفتيْها المقلوبتين إلى البحر لتلامس غشاوة الغَدِ وما لا تتوقّعه من خادمته. *** مِزْماراً أسيلُ من التعب، وأحياناً غصنُ دُخانٍ يترهّلُ في الجوّ. *** في نعاسي يذوبُ الهواء، أُصغي إلى ارتعاشاتي إذ تنزلُ إلى بئره بِحّذَرِ لؤلؤة. لحظةَ الإستيقاظ ظلّي قبعة قشّ عند ساقِ البحرِ الذهبية. *** في ما مضى كنتُ أرسم خِفّتي ملاءَةَ نومٍ، كانتْ أصابعي تغادرُ كفّ الأرض وتومئ لطيور اللوحة أنْ تهبني لَهْفَةَ أطباعها وريشها الخَطِر كي أُنقذَ وعودِ الليل من إغفاءاتي. اليوم جناحٌ كئيبٌ أضمرُهُ: خشبة عتيقة تحملني على ظهرها. *** المُؤلم ليس آلامنا فقط. لرعشةِ حُزنِ الآخر تيهُ العُميان في الغابة، وليس سهلاً أن تتبعها حياةٌ واحدة. ******
| |
|
| |
bassam65 عضو ماسي
عدد المساهمات : 3455 نقاط : 20893 تاريخ التسجيل : 11/11/2009 العمر : 59 الموقع : سوريا
| موضوع: رد: الشاعرة اللبنانية آمال نوّار الخميس ديسمبر 31, 2009 2:07 pm | |
| يدٌ لعازفِ الكمان
عادةً أُولدُ من وقتي المهدّم الوقت الذي لم يعدْ يسبّبه أحد، وعادةً أنتظرُ الضّجر لأضعَ الأصابعَ على الألم. *** الجسدُ خالِ إلاّ من قشّةِ قوّته، ربما لأنّي أخترعُ ملحاً لكلّ صوت، لأنّي حَصَاةٌ بَرَدَتْها طِباعُ الماء. *** أكتمُ ملائكةٍ تنهمرُ من معطفي، وأحفُّ خواتمي بجِلْدِ السّحَرَة وبيدٍ أهديتُها البارحة لعازفِ الكمان. *** لن أهبطَ من سماءٍ أو موسيقى، ثمة أشياء تعدّني للخيبة كالشامات الموروثة من ساقِ أُمي. *** سأتألمُ من جهةٍ لم تَتَورّدْ. *** الساعةُ تستعيرُ أقدامنا، أرواحنا طيلة الأماسي التي نعبرها بين إصبعين. *** أُصغي بقوّةِ الكلام المنسي إلى هواءٍ يَتَشَمّمُني، لأن الجسد لوزةٌ أعْتَق من النوم. *** الكون حيث مَرّرْتُم أصابعكم خَطْفاً ربما وأنا أحني ركبتي. *** ما يحميني من اليأس أنّني لا أفتُّ الورودَ اليابسة. ****** ******
| |
|
| |
bassam65 عضو ماسي
عدد المساهمات : 3455 نقاط : 20893 تاريخ التسجيل : 11/11/2009 العمر : 59 الموقع : سوريا
| موضوع: رد: الشاعرة اللبنانية آمال نوّار الخميس ديسمبر 31, 2009 2:08 pm | |
| تنهضُ في الفجر موسيقى الستائر تجرحُ برتقالةَ الحُلُم، خيطُها ضوءٌ رَمْيَةٌ تُعيد جسدي صِنّارة. *** النسيان ملاكٌ يكفي أنْ أغرسَه تحت مخدّتي كي تُنْبِتُ أصابعي حفيف اليوم التالي. *** لولا مسار خيوطي لأَوْصَدتْني أصدافُ الهَمْس: مواعيدكُم، لولم أَسْدُلْ وجوهكُم غيمةً غيمةً لبقيتُ جَمْرَةً في مرآة. *** لا تعود إلينا نظراتٌ تنهضُ خِلسةً أول الفجر. *** من سماءٍ تدومُ بعدي، ستسقطُ بذورٌ أخيرة. ******
| |
|
| |
bassam65 عضو ماسي
عدد المساهمات : 3455 نقاط : 20893 تاريخ التسجيل : 11/11/2009 العمر : 59 الموقع : سوريا
| موضوع: رد: الشاعرة اللبنانية آمال نوّار الخميس ديسمبر 31, 2009 2:09 pm | |
| أنمو مُنصتة
إيقاعُ البيت والمَمَرّاتُ الطويلة لا تؤدي إلى ضحكة كاملة. *** أيّتها السعادة ما أقلّ دواعيكِ! قدمي الصغيرة سبقتكِ. *** خادمتا العاصفة يداي حين تتبادلان الصحو. *** الجسدُ مسموعٌ، ثمة هدوء وعُشبة تحيا. *** مُنتصف الليل لا أشبهُ أحداً، أنزفُ ما أدركْتُه ذات مرّة. أنمو مُنصتةً لميتةٍ سابقة. أتذكّرُ جسداً بقيتْ منه سطور. *** لو لم يلتفتْ العصفور لأَيْقَنْتُ أنّ الحياة أمامي. ******
| |
|
| |
bassam65 عضو ماسي
عدد المساهمات : 3455 نقاط : 20893 تاريخ التسجيل : 11/11/2009 العمر : 59 الموقع : سوريا
| موضوع: رد: الشاعرة اللبنانية آمال نوّار الخميس ديسمبر 31, 2009 2:10 pm | |
| ليلٌ لم ينمْ بعد قبل النافذة تُجَرّبُ عيناي سِرّاً؛ أنْ أفتحً وجهي للضالّ أنْ أتمارى أيضاً. *** نذوبُ أكثر إنْ حبسنا ماءنا بإصرار. فالجسد لا يكفي كلّ هذا اليوم ثمة أشباحٌ تصنعُ انتظارنا. وليستْ الخرافةُ مَبْعَث خوفنا ربما شرارةُ الغِناءِ في الظلمة حيث الليل لم ينمْ بعد. *** تَنَشّقْنَاهُ عميقاً الزجاج الذي لم يكتمْنا. ****** ******
| |
|
| |
bassam65 عضو ماسي
عدد المساهمات : 3455 نقاط : 20893 تاريخ التسجيل : 11/11/2009 العمر : 59 الموقع : سوريا
| موضوع: رد: الشاعرة اللبنانية آمال نوّار الخميس ديسمبر 31, 2009 2:11 pm | |
| وجه
وجهي بسيط كي لا يُبالي أحد.
ما انكسرَ فيّ لا يجمعه نُور ستبصرُ العتمةُ غيابي وهذه الرموش ستخون بعضها | |
|
| |
bassam65 عضو ماسي
عدد المساهمات : 3455 نقاط : 20893 تاريخ التسجيل : 11/11/2009 العمر : 59 الموقع : سوريا
| موضوع: رد: الشاعرة اللبنانية آمال نوّار الخميس ديسمبر 31, 2009 7:33 pm | |
| المجهول وَحْشَتُنا خطواتُنا على سلالمَ وحشيشُ أصابع. لستُ أنا مَنْ يصنعُ الأصداء، كانتْ أنفاسي تكفي لِغَفْوَة. صدْفةً أقطفُ رجلاً في نومي. ****** | |
|
| |
bassam65 عضو ماسي
عدد المساهمات : 3455 نقاط : 20893 تاريخ التسجيل : 11/11/2009 العمر : 59 الموقع : سوريا
| موضوع: رد: الشاعرة اللبنانية آمال نوّار الخميس ديسمبر 31, 2009 7:36 pm | |
| عمياء الحلم لا أرى سواه هو الذي لا يراني وأنا أبصرني أراه حتى أكاد أعميه وأعتلّ حتى أمسي شبحه ولا يهمّ أني في العتمة فأنا حين تراني الشمس وأخرج مني إلى عزلة وسع الأرض أيضاً أراه لا يراني رغم أنه تحت جلدي بعصاه ونظارته السوداء ووحشته عبثاً ينتظر صحوتي. | |
|
| |
bassam65 عضو ماسي
عدد المساهمات : 3455 نقاط : 20893 تاريخ التسجيل : 11/11/2009 العمر : 59 الموقع : سوريا
| موضوع: رد: الشاعرة اللبنانية آمال نوّار الخميس ديسمبر 31, 2009 7:37 pm | |
| أغمض عليَّ القلب، تغشاني رؤياكَ أغمض عينيكَ كي تضيئني وتتهجّى فيّ النبع وهو جنين، مكتوبة بالمحو، وظلالي إنْ تغشى شعورَ النهر، فراشةُ نيران، لا يبصرُها الطين. اغمضْهما واغمدْ رؤياكَ بالكُحْل، فأنا جمرٌ معصوبٌ بالغيْب، ومثل البحر أبتلعُ شمساً، فأظلم. ولئن تضبّبَ وجهُكَ وارتشح حليبَ أرَقٍ على ليل، وتلاطمتْ في عمائِه حواسُّ الطيْر، فاعلمْ أنّ ما انتابكَ من عُمري ليس سوى عطش قُبلة شاختْ في فمي لتستعيدَ من خمرِها شبابَ عِنَبِكَ. إسبرْ في الغصن نسْغَ الكلمات، من دمِ الغابات أسقي شرودي كي أُسْتَشَفَ في مَطْرة. اكتنِه ما يخضرُّ فيّ وييبس دون أن ينبتَ له ورق. إعبقْ بحناني حتى لتُقاس ذاكرتكَ بنسياني، كدرجِ نوارس تلفظكَ الريح، لا يصيبكَ من سهامي غير طعم الأثير. نجمتكَ لا تنطفىء إذما تشرّعتْ شمسكَ على سراب، إِنْ تراني بقلبكَ تراني بعينيَّ، كأنكَ مني الجَهْر وأنا الخفاء، كأنكَ أنا، وأنا ظلّي. سوف تنالكَ عصافيرُ أحلامي في نومكَ، وسوف تظنُّ أنّ نبضاتَكَ أعشاشُها، وأنكّ أنتَ مَنْ ربّاها وحاكَ بحَوَمانها الهواء. وسوف أراكَ تراني في كتابِ الأمس، يومَ كنتُ صنارةً طُعْمها الوهْم، أحبسُ دموعَ بحرٍ وأغيض مثل ماءٍ يموتُ في الماء. وسوف أظنُّني لم أمتْ، إذ كيف يموتُ مَنْ يتوهّمُ أنه حيّ؟ النار، ستمّحي من ذاكرة الرماد، ولن يكونَ رماد، مشاعر فحسب، كانتْ تجهل كم سيتفتّح من ذكراها ورد وأنتَ تقطفُ عنها الموت وتستخلصُ عِطرَ تأويلها. سجنٌ هو العالم خارج أسوار رؤياك، أسألكَ أنْ تغمضَ عليّ القلب كي ينبتَ لي الجناح، أنْ تأسرني كي تطلقَ مني القفص. أسألكَ أنْ تغلقَ عليّ منافذ الأيام كي أحياني بذرائعك، لا ينمو فيّ شعورٌ إلاّ بخبزك ولا يكتمل بأنوثتي قمر إلاّ بانعكاسي من خاطرك. من دون دوران نظرتِك وزيحِ شرودك، عمري كلّه انتظار يُقاسُ بكثافةِ الغبار. كأني أكثر حقيقة في وهمكَ مني في ذاكرةِ شمس، إذ ماذا يعني أن نحيا في مُقلةِ عالم، كهوفنا تنسلّ منها لتستحيلَ فينا نظرات يُتم. أسألكَ أنْ توصدَ عليّ أبوابكَ وأسبابكَ كي تنقبضَ حواسّكَ على الوهج، كلما هصرتني بالقيْد رشحَ منكَ الزيت. أسألكَ وظنّي أنّ فجراً سيتكوّمُ تحت جلدِك، وأنّ أصابعكَ لن تنطبق على طيف، هي السماءُ تحطّ على كتفِكَ حين يعجزُ فيكَ الطير. أسألكَ وأحسبُ أنّه ليس أدفأ من لمسةٍ على بُعْد شمس، وأعلمُ أنّي على فراشٍ بعيد، سأستيقظ جرحاً مُشعّاً بوردةِ دّم، وقد حزّتني رقةُ حُلُم. ***
| |
|
| |
bassam65 عضو ماسي
عدد المساهمات : 3455 نقاط : 20893 تاريخ التسجيل : 11/11/2009 العمر : 59 الموقع : سوريا
| موضوع: رد: الشاعرة اللبنانية آمال نوّار الجمعة يناير 01, 2010 2:26 pm | |
| المجهول وَحْشَتُنا خطواتُنا على سلالمَ وحشيشُ أصابع. لستُ أنا مَنْ يصنعُ الأصداء، كانتْ أنفاسي تكفي لِغَفْوَة. صدْفةً أقطفُ رجلاً في نومي. ******
| |
|
| |
bassam65 عضو ماسي
عدد المساهمات : 3455 نقاط : 20893 تاريخ التسجيل : 11/11/2009 العمر : 59 الموقع : سوريا
| موضوع: رد: الشاعرة اللبنانية آمال نوّار الجمعة يناير 01, 2010 2:28 pm | |
| عمياء الحلم لا أرى سواه هو الذي لا يراني وأنا أبصرني أراه حتى أكاد أعميه وأعتلّ حتى أمسي شبحه ولا يهمّ أني في العتمة فأنا حين تراني الشمس وأخرج مني إلى عزلة وسع الأرض أيضاً أراه لا يراني رغم أنه تحت جلدي بعصاه ونظارته السوداء ووحشته عبثاً ينتظر صحوتي.
| |
|
| |
bassam65 عضو ماسي
عدد المساهمات : 3455 نقاط : 20893 تاريخ التسجيل : 11/11/2009 العمر : 59 الموقع : سوريا
| موضوع: رد: الشاعرة اللبنانية آمال نوّار الجمعة يناير 01, 2010 2:29 pm | |
| أغمض عليَّ القلب، تغشاني رؤياكَ أغمض عينيكَ كي تضيئني وتتهجّى فيّ النبع وهو جنين، مكتوبة بالمحو، وظلالي إنْ تغشى شعورَ النهر، فراشةُ نيران، لا يبصرُها الطين. اغمضْهما واغمدْ رؤياكَ بالكُحْل، فأنا جمرٌ معصوبٌ بالغيْب، ومثل البحر أبتلعُ شمساً، فأظلم. ولئن تضبّبَ وجهُكَ وارتشح حليبَ أرَقٍ على ليل، وتلاطمتْ في عمائِه حواسُّ الطيْر، فاعلمْ أنّ ما انتابكَ من عُمري ليس سوى عطش قُبلة شاختْ في فمي لتستعيدَ من خمرِها شبابَ عِنَبِكَ. إسبرْ في الغصن نسْغَ الكلمات، من دمِ الغابات أسقي شرودي كي أُسْتَشَفَ في مَطْرة. اكتنِه ما يخضرُّ فيّ وييبس دون أن ينبتَ له ورق. إعبقْ بحناني حتى لتُقاس ذاكرتكَ بنسياني، كدرجِ نوارس تلفظكَ الريح، لا يصيبكَ من سهامي غير طعم الأثير. نجمتكَ لا تنطفىء إذما تشرّعتْ شمسكَ على سراب، إِنْ تراني بقلبكَ تراني بعينيَّ، كأنكَ مني الجَهْر وأنا الخفاء، كأنكَ أنا، وأنا ظلّي. سوف تنالكَ عصافيرُ أحلامي في نومكَ، وسوف تظنُّ أنّ نبضاتَكَ أعشاشُها، وأنكّ أنتَ مَنْ ربّاها وحاكَ بحَوَمانها الهواء. وسوف أراكَ تراني في كتابِ الأمس، يومَ كنتُ صنارةً طُعْمها الوهْم، أحبسُ دموعَ بحرٍ وأغيض مثل ماءٍ يموتُ في الماء. وسوف أظنُّني لم أمتْ، إذ كيف يموتُ مَنْ يتوهّمُ أنه حيّ؟ النار، ستمّحي من ذاكرة الرماد، ولن يكونَ رماد، مشاعر فحسب، كانتْ تجهل كم سيتفتّح من ذكراها ورد وأنتَ تقطفُ عنها الموت وتستخلصُ عِطرَ تأويلها. سجنٌ هو العالم خارج أسوار رؤياك، أسألكَ أنْ تغمضَ عليّ القلب كي ينبتَ لي الجناح، أنْ تأسرني كي تطلقَ مني القفص. أسألكَ أنْ تغلقَ عليّ منافذ الأيام كي أحياني بذرائعك، لا ينمو فيّ شعورٌ إلاّ بخبزك ولا يكتمل بأنوثتي قمر إلاّ بانعكاسي من خاطرك. من دون دوران نظرتِك وزيحِ شرودك، عمري كلّه انتظار يُقاسُ بكثافةِ الغبار. كأني أكثر حقيقة في وهمكَ مني في ذاكرةِ شمس، إذ ماذا يعني أن نحيا في مُقلةِ عالم، كهوفنا تنسلّ منها لتستحيلَ فينا نظرات يُتم. أسألكَ أنْ توصدَ عليّ أبوابكَ وأسبابكَ كي تنقبضَ حواسّكَ على الوهج، كلما هصرتني بالقيْد رشحَ منكَ الزيت. أسألكَ وظنّي أنّ فجراً سيتكوّمُ تحت جلدِك، وأنّ أصابعكَ لن تنطبق على طيف، هي السماءُ تحطّ على كتفِكَ حين يعجزُ فيكَ الطير. أسألكَ وأحسبُ أنّه ليس أدفأ من لمسةٍ على بُعْد شمس، وأعلمُ أنّي على فراشٍ بعيد، سأستيقظ جرحاً مُشعّاً بوردةِ دّم، وقد حزّتني رقةُ حُلُم. *** | |
|
| |
| الشاعرة اللبنانية آمال نوّار | |
|