| الشاعر إيليا أبو ماضي | |
|
|
|
كاتب الموضوع | رسالة |
---|
bassam65 عضو ماسي
عدد المساهمات : 3455 نقاط : 20317 تاريخ التسجيل : 11/11/2009 العمر : 59 الموقع : سوريا
| موضوع: رد: الشاعر إيليا أبو ماضي الإثنين يناير 18, 2010 5:07 am | |
| تلك المنازل تلك المنازل ... كيف حال مقيمها | إنّا قنعنا بعدها ....برسومها | تمشي على صور الطيور لحاظنا | نشوى ، كمن يصغى إلى ترنيمها | و نكاد نعشق في الأزاهير الدمى | أزهارها ، و نحسّ نفخ شميمها | نشتاقها ، في بؤسنا و نعيمنا | و نحبّها ، في بؤسها و نعيمها | لولا الخيال يعين أنفسنا لمّا | سكنت ، و لم يهدأ صراخ كلومها | و لكان شهد الأرض في أفواهنا | و هو اللّذيذ أمرّ من زقّمها | يا حاملا في نفسه و حديثه | أحلام أرزتها و لطف نسيمها | حدّث بنيها شيخهم و فتاهمو | عن ليث غابتها و ظبي صريمها | خبّرهم أنّ الكواكب لم تزل | تحنو على العشّاق بين كرومها | ما زال بلبلها يغنّي للربى | و السّحر تنفثه لواحظ ريمها | و الريح تلتقط الشّذى و تذيعه | من شيحها طورا و من قيصومها | و هضابها يلبسن عسجد شمسها | حينا ، و أحيانا لجين نجومها | و الفجر يرقص في السهول و في الذرى | متمهّلا فتهشّ بعد وجوهما | إن بدّلت منها التخوم فإنّها ما | بدّلت و الله غير تخومها | حدّثهم عن ليلها و نجومها | و عن الهوى في ليلها و نجومها | و عن الشّطوط الحالمات بعوده | للغائبين ، و رجعة لنعيمها | و عن الروابي الشاخصات إلى السما | ألعالقات رؤوسها بغيومها | فكأنّها سحب هوت من حالق | ورست على وجه الثّرى بهمومها | و عن الحياة جميلها و قبيحها ، | و عن النفوس صحيحها و سقيمها | و عن الألى ملكوا فلم يتورّعوا | عن سلب أعزلها و ظلم يتيمها | و عن الثعابين التي في أرضها ، | و عن الذئاب العصل خلف تخومها | ألجاهليّة ، آه من أصنامها | بوركت ، يا من جدّ في تحطيمها | و الطائفيّة أنت أوّل معول | في سورها ، ثابرعلى تهديمها | حتّى تعود وواحد أقنومها | و يحلّ روح الله في أقنومها | قل للشبيبة أن تبين وجودها | و تعزّ أنفسها بهون جسومها | كم ذا تشعّ و لا تضيء علومها | سرج الظلام إذن جليل علومها | يا واحد منها يحمّل نفسه | آلام عانيها وليل سليمها | إن أكرمتك نفوسنا في ليلة | فلكم قضيت العمر في تكريمها |
| |
|
| |
bassam65 عضو ماسي
عدد المساهمات : 3455 نقاط : 20317 تاريخ التسجيل : 11/11/2009 العمر : 59 الموقع : سوريا
| موضوع: رد: الشاعر إيليا أبو ماضي الإثنين يناير 18, 2010 5:08 am | |
| تحيّة الدستور العثماني إلى حيث ألقت يا يا زمان المظالم | و لا عدت يا عهد الشّقا المتقادم | ذهبت فلا باك و أنّي بكى العمى | كفيف رأى الأضواء ملء العوالم ؟ | و ما عجبت أن ليس في القوم نادب | و لكن عجيب أن أرى غير باسم | نزلت على الشّرقيّ فانحطّ شأنه | و قد كان غصّ الفخر غضّ المكارم | ففرقّت حتّى ليس غير مفرّق | و خاصمت حتّى ليس غير التخاصم | أقمت فخلّى أهله و بلاده | إلى كلّ فجّ من خصيب و قاحم | نأى كاظما للغيظ خوف شماتة | و لم يطلب الإنصاف خفيّة لائم | و لو شاء لم يختر سوى الشرّ مركبا | فقد كانت الأحقاد ملء الحيازم | صحبناك لا خوفا ثلاثين حجّة | و لكنّها الدّنيا و ضعف العزائم | و ما ذاك عن حب فما فيك شيمة | تحبّ و لسنا من غواة المآثم | فكنت و كان الجهل أحسن خلّة | لنا و نجاة الحقّ إحدى الغنائم | و كنت و ما فينا غير ناقم | عليك ، و لا ذو سلطة سلطة غير غاشم | ثلاثون عاما و النّوائب فوقنا | مخيمة مثل الغيوم القوائم | فلا ااالعلم مرموق و لا الحقّ نافذ | و لا حرمة ترعى لغير الدراهم | و ما تمّ غير البغي و الظلم و الأذى | فقبّحت من عصر كثير السخائم | فاغرب شقيت الدهر غير مودّع | من القوم إلاّ بالظّبى و الصوارم | فوالله ما ترضى قيودك أمّة | من الناس إلاّ أصبحت في البهائم | و يا أيّها الدستور أهلا و مرحبا | ( على الطائر الميمون يا خير قادم ) | طلعت علينا كوكبا غير آفل | على حين أنّ الشّرق مقلة هائم | فقرّت عيون قبل كانت حسيرة | و جادت سرورا بالدموع السواجم | وضجّ الورى و الشرق و الغرب ضجّة | أفاق لها مستيقظا كلّ نائم | أهبت ففرّ الظلم بالأرض هاربا | و نكّس خزيا رأسه كلّ ظالم | و فاضت على ثغر الحزين ابتسامة | تخبر أنّ الحزن ليس بدائم | و أطلقت الأقلام بعد اعتقالها | فأسمعت الأكوان سجع الحمائم | و لم يبق عان لم يفكّ إسارة | و لم يبق جان لم يفز بالمراحم | و كنّا نرى الأحزان ضربة لازب | فصرنا نرى الأفراح ضربة لازم | توهّم قوم أنّما الشّرق واهم | و أنّك يا دستور أضغاث حالم | ورجّم قوم أنّما تلك خدعة | فعدنا بربّ الناس من كلّ راجم | تجلّيت فاسودّت وجوه و أسفرت | وجوه ، و أمسى غانما كلّ غارم | و ما عدت حتىّ كاد يشتجر القنا | لأجلك و الخطى أعدل حاكم | و أوشك أن يهتزّ في كلّ ساعد | لكلّ أبيّ كلّ سيف و صارم | أبى الجيش إلاّ أن تكون مؤبدا | و تأبى سوى تأييد جيش سالم | فبوركتما من ساعد و مهنّد | برغم خؤون مارق متشائم | و لا برح الأحرار يشدو بذكرهم | بنو الشرق فخرا في القرى و العوام | رجال لهم زيّ الرّجال و إنّما | جسومهم فيها نفوس ضراغم | هم قيّدونا بالعوارف و النّدى | وهم أطلقونا من عقال المغارم | فلم يبق فينا حاكم غير عادل | و لم يبق فينا عادل غير حاكم |
| |
|
| |
bassam65 عضو ماسي
عدد المساهمات : 3455 نقاط : 20317 تاريخ التسجيل : 11/11/2009 العمر : 59 الموقع : سوريا
| موضوع: رد: الشاعر إيليا أبو ماضي الإثنين يناير 18, 2010 5:10 am | |
| البلبل السجين يا ربّ بلا سناء | كأنّما بدره يتيم | مشى به اليأس في الرّخاء | كأنّه النار و الهشيم | * | ليت الدّجى رقّ للمحبّ | أو ليت لي مهجة حجر | أقضّ هذا الفراش جنبي | كأنّ في مضجعي الإبر | هل بك يا نجم مثل كربي ؟ | أم أنت من طبعك السّهر ؟ | سهرت شوقا إلى ذكاء ؟ | أم عندك المقعد المقيم ؟ | أبكي و تصغي إلى البكاء | يا ربّ ! هل تعشق النجوم ؟ | * | قد نال فرط السّهاد منّي | و اشتاق طرفي إلى الهجوع | و قرّح الجفن ماء جفني | في الحبّ ما فاض من دموعي | و شاب رأسي من التّجنّي | ياليت ذا الشّيب في الولوع | لعلّ في سلوتي شفائي | هيهات . داء الهوى قديم | ما يحسب الناس في ردائي ؟ | في بردتي هيكل رميم ! | * | قد طال يا ليل فيك صبري | و أشبهت ساعك القرونا | فقل لهذي النجوم تسري | أو إسأل الصّبح أن يبينا | و إن تشأ أن تكون قبري | فكن كما شئت أن تكونا | في سكون إلى البلاء | قد يألف العلّة السّقيم | من كان في قبضة الهواء | هان على نفسه النّسيم ! | * | قرّب بين الضّنى و جسمي | ما أبعد النّوم عن جفوني | يا ليل فيك الرّقاد خصمي | يا ليل ما فيك من معين | سوى شج همّه كهمّي | ينشد و اللّيل في سكون ! | أيمرح البوم في الخلاء | و تمسك البلبل الهموم ؟ | هذا ضلال من القضاء | فلا تلمني إذا ألوم | * | سا سيّد المنشدين طرّا | و صاحب المنطق المبين | لو كنت بوما أو كنت نسرا | ما بتّ في أسرك المهين | خلقت لما خلقت ، حرّا | فزجّك الحسن في السّجون | و أطلق البوم في الفضاء | زعم الورى أنّه دميم | و أنّه غير ذي رواء | و لا له صوت الرّخيم ! | * | تيّمك الروض فيه حتّى | تخذت باحاته مقاما | رأيت فيه النعيم بحتا | و لم تر عنده الأناما | مدّوا الأحابيل فيه شتّى | أقلّها يجلب الحماما | لو كنت كالبوم في الجفاء | ما صادك المنظر الوسيم | أصبحت تبكي من الشّقاء | ليضحك الآسر المضيم ! | * | و المرء وحش فإن ترقّى | أصبح شرا من الوحوش | فخفه حرّا و خفه رقّا | و خفه ملكا على العروش | فالشرّ في الناس كان خلقا | و أيّ طير بغير ريش ؟ | ما قام فيهم أخو وفاء | يحفظ عهدا و لا رحيم | فكلّ مستضعف مرائي | و كلّ ذي قوّة غشوم ! | * | إن كان للوحش من نيوب | فالناس أنيابهم حديد | ما كان ، و الله ، للحروب | لولا بنو آدم وجود | لو امّحى عالم الخطوب | لقام منهم لها معيد | قد نسبوا الظلم للسماء | و كلّهم جائر ظلوم | لم يخل منه أخو الثّراء | و لا الفتى البائس العديم | * | أعجب ما في بني التراب | قتالهم فوقه عليه | قد صيّر و الأرض كالكتاب | و انحشروا بين دفّتيه | و استعجلوا الموت بالعذاب | و كلّهم صائر إليه | ما خاب داع إلى العداء | و لم يفز ناصح حكيم | ما رغب الناس في الفناء | لكنّما ضاعت الحلوم !! | * | لو لم يك الظلم في الطّبائع | ما استنصر العاجز العداله | لو عدلت فيهم الشرائع | ما استحدثوا للقتال آله | عجبت للقاتل المدافع | جزاؤه الموت لا محاله | لكنّما سافكو الدماء | يوم الوغى قادة قروم | و هكذا المجرم الدائي | في عرفهم فاتح عظيم ! | * | أقبح من هذه الضّلاله | أن يحكم الواحد الألوفا | و يدّعي الفضل و النّباله | من يسلب العامل الرّغيفا | يا قوم ما هذه الجهالة | قد حان أن تنصفوا الضّعيفا | فراقبوا ذمّة الإخاء | و لتنس أحقادها الخصوم ! | لا تتبعوا سنّة البقاء | فإنّها سنّة ظلوم ! |
| |
|
| |
bassam65 عضو ماسي
عدد المساهمات : 3455 نقاط : 20317 تاريخ التسجيل : 11/11/2009 العمر : 59 الموقع : سوريا
| موضوع: رد: الشاعر إيليا أبو ماضي الثلاثاء يناير 19, 2010 3:56 am | |
| فتنة 13 أبريل بورك الصمصام من حكم | بين محكوم و محتكم | إنّني بعت اليراع به | لا أبيع السيّف بالقلم | صاح إنّ العزّ ممتنع | نيله إلاّ على الخدم | إنّما الضرغام سوّده | تابه المرهوب في البهم | لو يسمّى السيّف ثانية | بات يدعى منقذ الأمم | فله في الغرب مأثرة | مثلما في الترك و العجم | ضيف سالونيك مالك في | سجنها ضيف سوى السأم | ذاك ضيف غير محتشم | إن تحاول طرده يقم | قد خلت يلديز منك و ما | ذكرها يخليك من ألم | زلت عنها و هي باقية | عظة للخلق كلّهم | إن تكن تبغي الرجوع لها | ذاك مقضيّ لدى الحلم | مرتع الغيد الأوانس بل | مربع الواشين و التهم | خبّرينا إنّ فيك لنا | حكمة تعلو على الحكم | خبّرينا كيف عاقبة | البغي ، هل كانت سوى ندم ؟ | جرت ( يا عبد الحميد ) بنا | غيرأنّ الجور لم يدم | كنت كالأيام ماقصدت | بالرزايا غير ذي شمم | ظلت تقري الحوت من جثث | أوشكت تبليه بالتخم | نعم للبحر تطرحها | يا لها في البرّ من نقم | و لكم حللت من حرم | و لكم أفسدت من ذمم ؟ | لم تراع قطّ ذا صلة | لا و لم تشفق على رحم | راعك الدستور منتصرا | فأثرت الجند ( بالعمم ) | كاد يلقى منك مصرعه | و هو لم يبلغ إلى الحلم | ربّ ليل بتّ ترقبه | رقبة السّرحان للغنم | و نهار كدت فيه له | غير خاش كيد منتقم | أحسبت القومخ غفلوا | و نسوا ما كان في القدم ؟ | أم ظننت الشّعب حنّ إلى | إمرأة الخصيان و الخدم ؟ | أم حسبت الجيش مبتعدا | و هو أدنى من يد لفم ؟ | لم يطق صبرا على مضض | فأتى يسعى على قدم | علم من خلفه علم | و كمّي يقتفيه كمّي | حاط يلديزا فكان لها | كسوار غير منفصم | ورأت عيناك غضبته | فبكت خوف الرّدى بدم | شلّ منك التاج مهتضما | من يعاد الشعب يهتضم | بتّ لا جيش و لا علم | يا صريح الجيش و العلم | و فشى ما كنت تضمره | فعرفنا ناقص القسم | كنت مسلوب الكرى حذرا | و لقد أعطيته فنم | ودع الدّنيا و بهجتها | ما أرى الحسناء للهرم | لست من طرسي و لا قلمي | إن كبا في حلبه قلمي | قل لمن راموا مساجلتي | ليس غيري تاجر الكلم | يا رشاد الملك تهنئة | بالذي أوتيت من نعم | إن تكن ذاك السجين فيا | ربّ عان غير مجترم | أنت كالصدّيق أسكنه | فضله في السجن من قدم | كن لهاذا الشعب يوسفه | ينج من عدم و من عدم | لست ترضى أن يقال كبا | دون شعب هام بالصّنم | أنت للشورى نعوّذها | بك من عات و من نهم | فتقلّد سيف جدّك عث | مان جدّ البيض و الخدم | و تولّ الملك من أمم | و بجبل الله فاعتصم | قد شفى مرآك مقتله | من عمى ، و الأذن من صمم | دمت يا خير الملوك له | غير ما همّ و لا سقم |
| |
|
| |
bassam65 عضو ماسي
عدد المساهمات : 3455 نقاط : 20317 تاريخ التسجيل : 11/11/2009 العمر : 59 الموقع : سوريا
| موضوع: رد: الشاعر إيليا أبو ماضي الثلاثاء يناير 19, 2010 3:59 am | |
| صاحب القلم أشقى البريّة نفسا صاحب الهمم | و أتعس الخلق حظّا صاحب القلم | عاف الزّمان بني الدنيا و قيّده | و الطير يحبس منها جيّد النغم | و حكّمت يده الأقلام في دمه | فلم تصنه و لم يعدل إلى حكم | فيا له عاشقا طاب الحمام له | إن المحبّ لمجنون فلا تلم | لكلّ ذي همّة في دهره أمل | و كلّ ذي أمل في الدهر ذو ألم | ويل اللّيالي لقد قلّدنني ذربا | أدنى إلى مهجتي من مهجة الخصم | ما حدّثتني نفسي أن أحطّمه | إلاّ خشيت ععلى نفسي من الندم | فكلّما قلت زهدي طارد كلفي | رجعت و الوجد فيه طارد سأمي | يأبى الشّقاء الذي يدعونه أدبا | أن يضحك الطرس إلاّ إن سفكت دمي | لقد صحبت شبابي و اليراع معا | أودى شبابي ... فهل أبقي على قلم | كأنّما الشعرات البيض طالعة | في مفرقي ، أنجم أشرقن في الظلم | تضاحك الشيب في رأسي فعرّض بي | ذو الشّيب عند الغواني موضع التهم | فكلّ بيضاء عند الغيد فاحمة | و كلّ بيضاء عندي ثغر مبتسم | قل للتي ضحكت من لمّتي عجبا | هل كان ثمّ شباب غير منصرف | أصبحت أنحل من طيف ، و أحير من | ضيف ، و أسهر من راع على غنم | و ليلة بتّ أجني من كوكبها | عقدا كأنّي أنال الشّهب من أمم | لا ذاق جفني الكرى تنال يدي | ما لا يفوز به غيري من الحلم | ليس الوقوف على الأطلال من خلقي | و لا البكاء على ما فات من شيمي | لكنّ ( مصرا ) ، و ما نفسي بناسبه | مليكة الشّرق ذات النيل و الهرم | صرفت شطر الصّبا فيها فما خشيت | نفسي العثار ؛ و لا نفسي من الوصم | في فتنة كالنّجوم الزهر أوجههم | ما فيهم غير مطبوع على الكرم | لا يقبضون مع اللّاواء أيديهم | و قلّما جاد ذو وفر مع الأزم | حسبي من الوجد همّ ما يخامرني | إلاّ و أشرقني بالبادر الشيم | في ذمّة الغرب مشتاق ينازعه | شوق إلى مهبط الآيات و الحكم | نا تغرب الشمس إلاّ أدمعي شفق | تنسى العيون لديه حمرة العنم | و ما سرت نسمات نحوها سحرا | إلاّ وددت لو أنّي كنت في النّسم | ما حال تلك المغاني بعد عاشقها | فانّني بعدها للهمّ و السّقم | جاد الكنانة عنّي وابل غدق | و إن يك النّيل يغنيها عن الديّم | الشرق تاج ، و مصر منه درّته | و الشرق جيش ، و مصر حامل العلم | هيهات تطرّف فيها عين زائرها | بغير ذي أدب أو غير ذي شمم | أحنى على الحرّ من أمّ على ولد | فالحرّ في مصر كالورقاء في الحرك | ما زلت و الدهر تنبو عن يدي يده | حتّى نبت ضلّة عن أرضها قدمي | أصبحت في معشر تقذي العيون بهم | شرّ من الدّاء في الأحشاء و التّخم | ما عزّ قدر الأديب الحرّ بينهم | إلاّ كما عزّ قدر الحيّ في الرّمم | من كلّ فظّ يريك القرد محتشما | و يضحك القرد منه غير محتشم | إذا بصرت به لا فاته كدر | رأيت أسمج خلق الله كلّهم | من الأعاب لكن أنشده | جواهر الشّعر ألقاه من العجم | ما إن تحرّكه همّا و لا طربا | كأنّما أنا أتلوها على صنم | لا عيب في منطقي لكن به صمم | إنّ الصوادح خرس عند ذي الصّمم | حجبت عن كلّ معدوم النّهى درري | إنّي أضنّ على الأنعام بالنعم | قوم أرى الجهل فيهم لا يزال فتى | في عنفوان الصّبا و العلم كالهرم |
| |
|
| |
bassam65 عضو ماسي
عدد المساهمات : 3455 نقاط : 20317 تاريخ التسجيل : 11/11/2009 العمر : 59 الموقع : سوريا
| موضوع: رد: الشاعر إيليا أبو ماضي الثلاثاء يناير 19, 2010 4:02 am | |
| نقد سكت خوفا و قلت الصفح من خلقي | و نمت جبنا و قلت الحلم من شيمي | و إنّما أنت و الأقوام قد علموا | لولا خمولك لم تسكت و لم تنم | لم تمتنع أنفه لكن قد امتنعت | عليك أشباه ما قد صاغه قلمي | حاولت وجدان عيب لي فكنت كمن | يحاول الماء في البركان ذي الضّرم | فقلت للقوم فيما قلت تخدعهم | لقد هجاني و بعض الهجوم كالوصم | ألذمّ عار و لكن ذمّ ذي كرم | و الحمد لله لم نذمم أخا كرم | سأحبسنّ لساني عنك شمم | وحرمة لأهيل الودّ و الذمم | قوم لعمر أبي لو كان سفك دمي | و لا مغالاة يرضيهم سفكت دمي | إنّي أجلهم عن أن يغيّرهم | كلام ذي حسد أول متّهم | ما العجر أقعدني لما كففت يدي | لكن لأجلهم نهنهت من كلمي | و لو أشاء ملأت الأرض قاطبة | قوافيا و أفضاء الرّحب بالحكم | و لست أعجب ا، لم تشتك ألما | إنّ الجمادات لا تشكو من الألم |
| |
|
| |
bassam65 عضو ماسي
عدد المساهمات : 3455 نقاط : 20317 تاريخ التسجيل : 11/11/2009 العمر : 59 الموقع : سوريا
| موضوع: رد: الشاعر إيليا أبو ماضي الثلاثاء يناير 19, 2010 4:03 am | |
| ثقيل و ثقيل أنّه برد كانو | ن قليل الحياء جمّ الكلام | ليس يدري بأنّه ليس يدري | إنّ بعض الأنام كالأنعام | يتمنى ، يابعد ما يتمنّى | لو جرى ذكره على الأقدام | و الذي أطمع اللّئيم و أغراه | بسبّ الكرام حلم الكرا | و الذي صيّر الكريم حليما | كرهه أن يعدّ صنو الطّغام | منع البوم أن يصاد و يرمى | كونه غير صالح للطعام |
| |
|
| |
bassam65 عضو ماسي
عدد المساهمات : 3455 نقاط : 20317 تاريخ التسجيل : 11/11/2009 العمر : 59 الموقع : سوريا
| موضوع: رد: الشاعر إيليا أبو ماضي الثلاثاء يناير 19, 2010 4:06 am | |
| بين مدّ و جزر سيّرت في فجر الحياة سفيتني | و اخترت " قلبي " أن يكون إمامي | فجّرت على الأمواج قصرا من رؤى | ملء الفضا ، ملء المدى المترامي | و أقلّ منها البحر حين أقلّها | دنيا من الأضواء و الأنغام | و مشى الخيال على الحياة بسحره | فإذا الهوى في الماء و الأنسام | و إذا الرّمال أزاهر فوّاحة | و الشّطّ هيكل شاعر رسّام | و إذا العباب ملاعب و مراقص | و إذا أنا من صبوة لغرام | أتلقّف اللّذّات غير محاذر | و أعبّ في الزلاّت و الآثام | لا أكتفي و أخاف أكتفي | فكأنّما في الاكتفاء حمامي | و كأنّ هدبي أن تطول ضلالتي | و كأنّ ربّي أن يدوم أوامي | مرّت بي الأعوام تتلو بعضها | و أنا كأنّي لست في الأعوام | كالموج ضحكي ، كالضّياء ترنّحي ، | كالفجر زهوي ، كالخضمّ عرامي | حتى إذا هتف المشيب بلمّتي | ودنت يد الماحي إلى أحلامي | صرخ " الحجى " بي ساخطا متهكّما : | " هذا الغنيّ شرّى من الإعدام " | " أسلمتني للقلب و هو مضلّل | فأضرّني و أضرّك استسلامي " | " يا صاحبي أطلقني من سجن الرؤى | أنا تائه ! أنا جائع ! أنا ظامي !" | و أراد " عقلي " أن يقود سفيتني | للشطّ في بحر الحياة الطامي | فطويت أعلام الهوى و هجرتها | و نسيت حتّى أنّها أعلامي ! | و حسبت آلامي انتهت لمّا انتهى | فإذا النهاية أعظم الآلام | و إذا الطريق مخاوف ووساوس | و إذا أنا من هبوة لقتام | أبغي الثراء و لم يكن من مطلبي ، | و أرى الجمال بناظر متعام | و أشيّد مثل الناس مجدا زائفا | و أشدّ حول الروح ثوب رغام | فإذا أنا ، و الأرض ملكي و السما ، | قد صرت عبد الناس ، عبد حطامي | فتضايق القلب السجين و قال لي : | " يا أيّها الجاني قتلت هيامي ! " | " ألقفر بالأحلام روض ضاحك | فإذا تلاشت فالرياض مومي " | " أين العيون تذيبني حركاتها | و تموت في سكناتها آلامي " | " و أطلّ من أهدابهاا السكرى على | ظلّ ، و أنداء ، وزهر نام " | " لمّا عصاني أن أشبّ ضرامها | أعيا عليها أن تشبّ ضرامي " | " ألخمر ملء الجام لكن قد مضى | شوقى إلى الخمر التي في الجام " | " أسلمتني " للعقل " و هو مضلّل | فأضرّني و أضرّك استسلامي " | " أنظر ، ألست تراك في أوهامه | أشقى و أتعس منك في أوهامي ؟ " | " ألمال ! من ذا يشتريه كلّه | منّي بليل صبابة و غرام ؟ " | " يا صاحبي أطلقني من سجن النهى | أنا تائه ! أنا جائه ! أنا ظامي " | *** | لا تسألوني اليوم عن قيثارتي | قيثارتي خشب بلا أنغام ! | يا شاعرا غنّي فردّ لي الصّبا | فإذا مواكبه تسير أمامي | إنّا التقينا في الشباب و في الهوى | في حومتين | و سنلتقي و إن افترقنا في غد | في حبّ لبنان و حبّ الشام | و ستلتقي روحي وروحك بعدما | تفنى الهياكل في الإله السامي | أهلا بذي الأدب الصراح المصطفى ، | بالفاتح الرّوحيّ ، بالمقدام | بالشاعر الغرّيد في ألحانه | عبق الربيع و نضرة الأكمام | هو إن ذكرت الشعر من أمرئه | و إذا ذكرت المجد فهو عصامي |
| |
|
| |
bassam65 عضو ماسي
عدد المساهمات : 3455 نقاط : 20317 تاريخ التسجيل : 11/11/2009 العمر : 59 الموقع : سوريا
| موضوع: رد: الشاعر إيليا أبو ماضي الثلاثاء يناير 19, 2010 4:08 am | |
| أنا أمام الذين هاموا لمني إذا حلّت عن عهودي | و لا تلمني على هيامي | ما كنت أخشى من المنايا | فكيف أخشى من الملام ؟ | قد نزل الحبّ في فؤادي | ضيفا ، و لكن على الدوام | فبات قلبي له طعاما | وبتّ أنأى عن الطعام | أعدى غرامي النجوم حتّى | أسهرها في الدجى غرامي | لو تعرف الشمس ما للهوى لم | تبن لطرف من السّقام | أصاب سهم الفراق قلبي | و أخطأت قلبه سهامي | و كان خوفي من التنائي | خوف كفيف من ( التّرام ) | إن فراق الحبيب عندي | أشدّ وقعا من الحمام | لو يبعد البعد عن حبيبي | ما عنّ يوما لمستهام | أنا إمام الذين هاموا | و أيّ قوم بلا إمام | فليس قبلي و ليس بعدي | و لا ورائي ولا أمامي |
| |
|
| |
bassam65 عضو ماسي
عدد المساهمات : 3455 نقاط : 20317 تاريخ التسجيل : 11/11/2009 العمر : 59 الموقع : سوريا
| موضوع: رد: الشاعر إيليا أبو ماضي الثلاثاء يناير 19, 2010 4:10 am | |
| ابتسم قال : " السماء كئيبة ! " و تجهّما | قلت : ابتسم يكفي التجهّم في السما ! | قال : الصذبا ولّى ! فقلت له : ابتسم | لن يرجع ال|أسف الصّبا المتصرّما ! | قال : التي كانت سمائي في الهوى | صارت لنفسي في الغرام جهنّما | خانت عهودي بعدما ملّكتها | قلبي ، فكيف أطيق أن أتبسّما ؟ | قلت : ابتسم واطرب فلو قارنتها | قضّيت عمرك كلّه متألّما ! | قال : التّجارة في صراع هائل | مثل المسافر كاد يقتله الظما | أو غادة مسلولة محتاجه | لدم ، و تنفث ، كلّما لهثت ، دما ! | قلت : ابتسم ما أنت جالب دائها | و شفائها ، فإذا ابتسمت فربّما ... | أيكون غيرك مجرما ، و تبيت في | وجل كأنّك أنت صرت المجرما ؟ | *** | قال : العدتى حولي علت صياحهم | أأسرّ و الأعداء حولي في الحمى ؟ | قلت : ابتسم ، لم يطلبوك بذمّهم | لو لم تكن منهم أجلّ و أعظما ! | *** | قال : المواسم قد بدت أعلامها | و تعرّضت لي في الملابس و الدمى | و عليّ للأإحباب فرض لازم | لكنّ كفّي ليس تملك درهما | قلت : ابتسم ، يكفيك أنّك لم تزل | حيّا ، و لست من الأحبّة معدما ! | *** | قال : اللّيالي جرّعتني علقما | قلت : ابتسم و لئن جرعت العلقما | فلعلّ غيرك إن رآك مرنّما | طرح الكآبة جانبا و ترنّما | أتراك تغنّم بالتّبرّم درهما | أم أنت تخسر بالبشاشة مغنما ؟ | يا صاح ، لا خطر على شفتيك أن | تتثلّما ، و الوجه أن يتحطّما | فاضحك فإنّ الشهب تضحك و الدجى | متلاطم ، و لذا يحبّ الأنجما ! | قال : البشاشة ليس تسعد كائنا | يأتي إلى الدنيا و يذهب مرغما | قلت : ابتسم ما دام بينك و الردى | شبر ، فإنّك بعد لن تتبسّما ! |
| |
|
| |
bassam65 عضو ماسي
عدد المساهمات : 3455 نقاط : 20317 تاريخ التسجيل : 11/11/2009 العمر : 59 الموقع : سوريا
| موضوع: رد: الشاعر إيليا أبو ماضي الثلاثاء يناير 19, 2010 4:18 am | |
| الى الصديق ما عزّ من لم يصحب الخذما | فأحطم دواتك، واكسر القلما | وارحم صباك الغضّ ، إنّهم | لا يحملون وتحمل الألما | كم ذا تناديهم وقد هجعوا | أحسبت أنّك تسمع الرّمما | ما قام في آذانهم صمم | وكأنّ في آذانهم صمما | القوم حاجتهم إلى همم | أو أنت مّمن يخلق الهمما؟ | تاللّه لو كنت ((ابن ساعدة)) | أدبا ((وحاتم طيء)) كرما | وبذذت ((جالينوس)) حكمته | والعلم ((رسططا ليس)) والشّيما | وسبقت ((كولمبوس)) مكتشفا | وشأوت ((آديسون)) معتزما | فسلبت هذا البحر لؤلؤه | وحبوتهم إيّاه منتظما | وكشفت أسرار الوجود لهم | وجعلت كلّ مبعّد أمما | ما كنت فيهم غير متّهم | إني وجدت الحرّ متّهما | هانوا على الدّنيا فلا نعما | عرفتهم الدّنيا ولا نقما | فكأنّما في غيرها خلقوا | وكأنّما قد آثروا العدما | أو ما تراهم، كلّما انتسبوا | نصلوا فلا عربا ولا عجنا | ليسوا ذوي خطر وقد زعموا | والغرب ذو خطلر وما زعما | متخاذلين على جهالتهم | إنّ القويّ يهون منقسما | فالبحر يعظم وهو مجتمع | وتراه أهون ما يرى ديما | والسّور ما ينفكّ ممتنعا | فإذا يناكر بعضه نهدما | والشّعب ليس بناهض أبدا | ما دام فيه الخلف محتكما | يا للأديب وما يكابده | في أمّة كلّ لا تشبه الأمما | إن باح لم تسلم كرامته | والإثم كلّ إن كتما | يبكي فتضحك منه لاهية | والجهل إن يبك الحجى ابتسما | جاءت وما شعر الوجود بها | ولسوف تمضي وهو ما علما | ضعفت فلا عجب إذا اهتضمت | اللّيث، لولا بأسه، اهتضما | فلقد رأيت الكون ، سنّته | كالبحر يأكل حوته البلما | لا يرحم المقدام ذا خور | أو يرحم الضّرغامه الغنما؟ | يا صاحبي ، وهواك يجذبني | حتّى لأحسب بيننا رحما | ما ضرّنا ، والودّ ملتئم | أن لا يكون الشّمل ملتئما | النّاس تقرأ ما تسطّره | حبرا ، ويقرأه أخوك دما | فاستبق نفسا ، غير مرجعها | عضّ الأناسل بعدما ندما | ما أنت مبدلهم خلائقهم | حتّى تكون الأرض وهي سما | زارتك لم تهتك معانيها | غرّاء يهتك نورها الظّلما | سبقت يدي فيها هواجسهم | ونطقت لما استصحبوا البكما | فإذا تقاس إلى روائعهم | كانت روائعهم لها خدما | كالرّاح لم أر قبل سامعها | سكران جدّ السّكر، محتشما | يخد القفار بها أخو لجب | ينسي القفار الأنيق الرسما | أقبسته شوقي فأضلعه | كأضالعي مملوءة ضرما | إنّ الكواكب في منازلها | لو شئت لاستنزلتها كلما |
| |
|
| |
bassam65 عضو ماسي
عدد المساهمات : 3455 نقاط : 20317 تاريخ التسجيل : 11/11/2009 العمر : 59 الموقع : سوريا
| موضوع: رد: الشاعر إيليا أبو ماضي الثلاثاء يناير 19, 2010 4:19 am | |
| بلادي تركت النّجم مثلك مستهاما | فإن تسه سها أو نمت ناما | بنفسك لوعة لو في الغوادي | لصارت كلّ ماطرة جهاما | وفيك صبابة لو في جماد | لأشبه دمعك الجاري انسجاما | هوى بك في العظام له دبيب | أشابك وهو لم يبرح غلاما | يظنّ اللّيل يحوي فيك شخا | وما يحوي الدّجى ألاّ عظاما | نفيت الغمض عن جفنيك يأتي | كأنّك واصل فيه الملاما | أتأرق ثمّ ترجو الطّيف يأتي | شكاك الطّيف لو ملك الكلاما | شجتك النّائحات بجنح ليل | فبت تساجل النّوح الحماما | لكدت تعلّم الطّير القوافي | وكدت تعلّم اللّيل الغراما | إذا ذكر الشّآم بكيت وجدا | وما تنفك تذّكر الشّآما | وكنت سلونه إلاّ قليلا | وكنت هجرته إلاّ لماما | رويدك أيّها اللاّحي رويدا | لك الويلات ليت سواك لاما | أأرقد والخطوب تطوف حولي | وأقعد بعدما الثقلان قاما | ويشقى موطني وأنام عنه | إذا من يدفع الخطر الجساما؟ | بلادي! لا عرا شرّ بلادي | ولا بلغ العدى منها مراما | لبست اللّيل إشفاقا عليها | وإن شاءت لبست لها القتاما | وقفت لها البراع أذبّ عنها | فإن يكهم وقفت لها الحساما | سقى قطر الشّآم القطر عني | وحيا أهله الصّيد الكراما | دوت صياحهم في كلّ صقع | فكادت تنشر الموتى الرماما | وتطبع في المحيّا الجهم بشرا | وتغلق في فم الشّكلى ابتساما | فحوّلت القنوط إلى رجاء | وصيّرت الونى فينا اعتزاما | غدونا كلّما ذكروا طربنا | كأن بنا المعتّقة المداما | ولم أر كالضّمير الحرّ فخرا | ولم أر كالضّمير العبد ذاما | إذا غاب الذّليل النّفس عني | نظرت إلى الذي حمل الوساما | إذا جاب الكلام علّي عارا | هجرت النّطق أحسبه حراما | وأجفوا القصر يلزمني هوانا | وأهوى العزّ يلزمني الحماما | رجال التّرك ما نبغي انتقاضا | لعمركم ولا نبغي انتقاما | ولكنّا نطالبكم بحقّ | ونكره من يريد لنا اهتضاما | حملنا نير ظلمكم قرونا | فأبلاها وأبلانا وداما | رعيتم أرضنا فتركتموها | إذا وقع الجراد رعى الرّغاما | فبات الذّئب يشكوكم عواء | وبات الظّبي يشكوكم بغاما | جريتم (بالهلال) إلى محاق | ولولا جهلكم بلغ التّماما | وكنتم كلّما زدنا ليانا | لنسير غوركم زدتم عراما | فما راقيتم فينا جوارا | ولا حفظت لنا يدكم ذماما | أثرتم بيننا الأحقاد حتّى | ليقتل بعضنا بعضا خصاما | وشاء اللّه كيدكم فبتنا | كمثل الماء والخمر التئاما | فجهلا تبعثون الرّسل فينا | نديف لنا مع الأري السّماما | سنرمقهم إذا طلعوا علينا | كأنّا نرمق الدّاء العقاما | فإنّ عرى سددناها وثاقا | نموت ولا نطيق لها انفصاما | خف التّركي يحلف بالمثاني | وخفه كلّما صلّى وصاما | ومن يستنزل الأتراك خيرا | كمن يستقبس الماء الضّراما | هم نزعوا لواء الملك منّا | ونازعنا طغامهم الطّعاما | وقالوا: نحن للإسلام سور | وإنّ بنا الخلاقة (والإماما) | فهل في دين أحمد أن يجوروا | وهل في دين أحمد أن نضاما؟ | إلى كم يحصرون الحكم فيهم | وكم ذا يبتغون بنا احتكاما | ألسنا نحن أكثرهم رجالا | إذا عدوا وأرفعهم مقاما | إذا طلعت ذكاء فليس تخفى | ولو حاكوا الظّلام لها لثاما | مخوّفنا المثقّفة العوالي | لقد هدّدت بالجمر النّعاما | سنوقدها تعير الشّمس نارا | ويعيي أمرها الجيش اللّهاما | وعلم المرء أنّ الموت آت | يهون عنده الموت الزّؤاما |
| |
|
| |
bassam65 عضو ماسي
عدد المساهمات : 3455 نقاط : 20317 تاريخ التسجيل : 11/11/2009 العمر : 59 الموقع : سوريا
| موضوع: رد: الشاعر إيليا أبو ماضي الثلاثاء يناير 19, 2010 4:24 am | |
| الضفادع والنجوم صاحت الضفدع لما شاهدت | حولها في الماء أظلال النجوم | يا رفاقي يا جنودي احتشدوا | عبر الأعداء في الليل التخوم | فاطردهم ، واطردوا الليل معا | إنه مثلهم باغ أثيم | زعقة سار صداها في الدجى | فإذا الشطّ شخوص وحسوم | في أديم الماء من أصواتها | رعدة الحمى ، وفي الليل وجوم | مزّق الفجر جلابيب الدّجى | ومح من صفحة الأرض الرسوم | فمشت في سربها مختالة | كمليك ظافر بين قروم | ثم قالت: لكم البشرى ولي | قد نجونا الآن من كيد عظيم | نحن لو لم نقهر الشّهب التي | هاجتنا لأذاقتنا الحتوم | وأقامت بعدنا من أرضنا | في نعيم لم يجده في الغيوم | أيها التاريخ سجّل أننا | أمة قد غلبت حتى النجوم |
| |
|
| |
bassam65 عضو ماسي
عدد المساهمات : 3455 نقاط : 20317 تاريخ التسجيل : 11/11/2009 العمر : 59 الموقع : سوريا
| موضوع: رد: الشاعر إيليا أبو ماضي الثلاثاء يناير 19, 2010 4:25 am | |
| كمنجة الشوا كمنجة ((الشوّا)) عليك السلام | بهيكل الوحي وعرش الغرام | فيك التفت أرواح أهل الهوى | نجوى وشكوى وبكا وابتسام | وأودعت فيك الصّبا همسها | وخبّأ الأسرار فيك الظلام | وذاب فيك الحبّ ذوب الندى | في مبسم الورد وجفن الخزام | ردّي إلينا اليوم دنيا الرؤى | فإنّنا نشقى بدنيا الحطام | أجنحة الأشواق مقصوصة | أو موثقات، والأماني رمام | قد انقضى العمر وأرواحنا | مفطومة بالحرص ، بئس الفطام | ننأى عن الحسن ونشتاقه | ونهجر الماء ونشكو الأوام | ويبعث الحقل إلينا الشّذى | ونحن لا ننشق إلاّ الرّغام | نسير والأضواء من حولنا | كأنّنا في هبوة أو قتام | والماء يجري حولنا كوثرا | ونحن نستسقي السحاب الجهام | ونسهر الليل لغير الهوى | ما تنفع اليقظة والقلب نام؟ | حتى نسينا كيف لون الضحى | ولم نعد نذكر سجع الحمام | خير من اليقظة عندي الكرى | إن كانت الغبطة بنت المنام | خلنا الهوى ترجع أيّامه | لم يرجع الحبّ ولا المال دام | فيا فتى ((الشهباء)) يا شاعرا ، | قد رفع الفنّ لأسمى مقام | رجعت بالسحر وكان انطوى | وجئتنا بالوحي في غير جام | هذا عصير الوحي في آلة | خرساء يجري فتنا للأنام | فإن تجدنا حولها عكّفا | فالمنهل العذب كثير الزّحام | فدغدغ الأوتار لا تكترث | أنّ تذهب الفتنة بالاحتشام | سعادة الأنفس في نشوة | من صورة أو نغم أو مدام | وقل لمن يحذر أن يشتكي | ويحبس الدمع لئلاّ يلام | إسمع فهذا وتر نائح | وانظر فهذا خشب مستهام | نيويورك يا ذات البروج التي | سمت وطالت كي تمس الغمام | لن تبلغي واللّه باب السما | إلاّ بـأوتار كنار الشآم | فاصغي إلى ألحانه لحظة | تحتقري كلّ صنوف الكلام | وتدركي أنّ قصور المنى | تبقى ةتنهدّ قصور الرّجام | فرّحي معنا به واهتفي: | هذا أمير الفنّ، هذا الإمام |
| |
|
| |
bassam65 عضو ماسي
عدد المساهمات : 3455 نقاط : 20317 تاريخ التسجيل : 11/11/2009 العمر : 59 الموقع : سوريا
| موضوع: رد: الشاعر إيليا أبو ماضي الثلاثاء يناير 19, 2010 4:26 am | |
| الشاعر والكأس بات والكأس في الظلام | في حديث ولا كلام | هي في صمتها تضيء | وهو في صمته يضام | شاعر أنفق الصّبا | من غرام إلى غرام | ذاهل النفس بالرؤى | عن حطام وذي حطام | وعن الفقر والغنى ، | وعن الحرب والسلام | بالشفاه التي طفا | بين أهدابها الأوام | بالغواني تطيعه | والغواني لها احتكام | بالشّذى وهو فائح، | والشذى وهو بالكمام | بالسحاب الذي يسحّ | وبالخادع الجهام | بالأغاريد ، والبلابل، | والنور، والخزام | حوله الكون في وغى | وهو والكون في وئام | ما له الآن وحده | ساكن العرق كالنيام | ساهر غير أنه | خادر الروح والعظام | صامت مثل كتبه | وكدنيا بلا أنام | أترى عضّه الطوى؟ | لا، ففي بيته طعام | لم تزل كأسه لديه | وفي كأسه مدام | وله تضحك البروق | ويبكي الحبا السجام | وله ترتعي الكواكب | في مسرح الظّلام | وله تلبس الرّبى | برد النور والغمام | وله يعبق الشّذى ، | وله تعصر المدام | وله يلمع النّدى ، | وله يسجع الحمام | وله الغادة المليحة | والفارس الهمام | كلّها ، كلّها له | وعلى غيره حرام | وهو ساه كأنما | بسواها له مرام | وجهه غير وجهه | أم على وجهه لشام | كالتماثيل حوله | من نحاس ومن رخام | لا اكتئاب ولا رضّى | لا بكاء ولا ابتسام | ليله ما أمرّها | ليلة اليأس ألف عام | بقي الحسن إنما | مات في الشاعر الهيام | فإذا الكون عنده | جدث كلّه رمام |
| |
|
| |
bassam65 عضو ماسي
عدد المساهمات : 3455 نقاط : 20317 تاريخ التسجيل : 11/11/2009 العمر : 59 الموقع : سوريا
| موضوع: رد: الشاعر إيليا أبو ماضي الثلاثاء يناير 19, 2010 4:27 am | |
| أفاتحة أم ختام قالها في رثاء الاسقف | عمانوئيل أبو حطب | ما وعظ الإنسان مثل الحمام | فليتّعظ بالصّمت أهل الكلام | أفصح من كلّ فصيح بنا | هذا الذي أعياه ردّ السلام | إنّي أراه وهو صمته | أروع من جيش كبير لهام | نامت جفون سهرت للعلى | من قبل أن ينجاب جنح الظلام | وسكن الوّثاب في صدره | من قبل أن يدرك كلّ المرام | يا لهفة القوم على كوكب | لاح قليلا واختفى في الغمام | ولهفة الدّين على سيّد | كان يرّجى في الخطوب الجسام | وصاحب قد كان في صحبه | كالروض فيه أرج وابتسام | ما غاب عنّا وكأنّي به | يفصله عن صحبه ألف عام | من الذي يطفىء من بعده | في المهج الحرّى ذكي الضرام؟ | من الذي يمسح دمع الأسى | وماسح الأدمع تحت الرغام؟ | يا نائما مستغرقا في الكرى | خطبك قد أقلق حتى النيام | خبّر، فإنّ القوم في حيرة | هل الرّدى فاتحه أم ختام | وهل صحيح أنّ كلّ المنى | يطحنها صرف الرّدى كالعظام ؟ | وهل حقيق أنّ أهل العلى | والفضل بعد الموت مثل الطغام؟ | أم بعد هذا يقظة حلوة | ينسى بها المرء الشقا والسّقام؟ | ويصبح النابه في مأمن | من عنت المال وعيث الحسام؟ | وتستوي الحالات في حالة | لا حيف فيها، لا أذى ، لا انتقام؟ | خبّر، وحدّث، كلّنا حائر | ذو الجهل منّا والأريب الهمام | لأيّما أمر يعيش الورى ؟ | لأيّما أمر يموت الأنام؟ | وأين دار ليس فيها شقا | إن لمتكن هاتيك دار السلام؟ | نم آمنا، فالمرء بعد الردى | كالفكر ، لا يزرى به ، لا يضام |
| |
|
| |
bassam65 عضو ماسي
عدد المساهمات : 3455 نقاط : 20317 تاريخ التسجيل : 11/11/2009 العمر : 59 الموقع : سوريا
| موضوع: رد: الشاعر إيليا أبو ماضي الثلاثاء يناير 19, 2010 4:30 am | |
| أمة تقنى وأنتم تلعبون أعلى عيني من الدّمع غشاء | أم على الشّمس حجاب من غمام | غامض نور الطّرف أم غارت ذكاء | لست أدري غير أني في ظلام | ما لنفسي لا تبالي الطّربا | أين ذاك الزّهو ، أين الكلف؟ | عجبا ماذا دهاها عجبا | فهي لا تشكو ولا تستعطف | ليتها ما عرفت ذاك النّبا | فالسّعيد العيش من لا يعرف | لا ابتسام الغيد، لا رقص الطّلاء | يتصبّاها ولا شدو الحمام | بالكرى عني وبي عنه جفاء | أنا وحدي... أم كذا كلّ الأنام؟ | لاأرى لي من همومي مهربا | فهي في هذا وذيّاك الطّريق | في الرّبى فوق الرّبى تحت الرّبى | في الفضاء الرّحب في الرّوض الأنيق | في اهتزاز الغصن في نفح الصّبا | في انسجام الغيث في لمح البروق | كلّما أومض برق أو أضاء | بتّ أشكو في الدّجى وقع السّهام | في ابتسام الفجر للمرضى شفاء | وابتسام الفجر فيه لي سقام | تعتريني هزّة كالكهربا | كلّما حنّ مشوق لمشوق | علّمت عيني السّهاد الكوكبا | وفؤادي علّم البرق الخفوق | ما دعوت الدّمع إلاّ انسكبا | يا دموعي أنت لي أوفى صديق | لم أر كاليأس يغري بالبكاء | لا ولا كالدمع يفشي المستهام | فاستعينوا بالبكا يا تعساء | كلّما اشتدت بكم تار الهيام | خلت قلبي بالأسى منفردا | وأنا وحدي صريع المحن | وتوهّمت الأسى لن يجدا | سكنا في غير قلبي المثخن | وظننت الدّهر مهما حقدا | سوف لا يفجعني في وطني | فإذا تلك المغاني في شقاء | وإذا كلّ فؤاد في ضرام | ذهبت كلّ ظنوني في الهواء | وتوّلت مثل أضغاث المنام | لا تأمني إن أنا لمت القضا | ولم الدّهر الّذي أخنى علّي | لم تدع فيّ اللّيالي غرضا | والضّنى لم يبق مني غير في | لا تسلني: أيّ خطب عرضا | في الحشا وجد وفي المقول عيّ | قلّ غربي سالب السّيف المضاء | والشّذى الزّهرة والعقد النّظام | وإذا ما غلب اليأس الرّجاء | هانت الشّكوى ولم يجد الكلام | بصرت لكن مثلما شاء الكمد | شاعرا من مقلتي أرتجل | صدّ ما كان بنفسي عنه صد | وتجافاني الكلام المرسل | عقد الحزن لساني فانعقد | أيّ سيف ما اعتراه الفلل؟ | بي هموم كلّما لاح الضّياء | ضربت فوق عيوني بلثام | وشجون كلّما جنّ المساء | قطعت بين جفوني والمنام | لا أرى غير خيالات تسير | مهطعات عن يساري واليمين | فوق أرض من دماء وسعير | في فضاء من هموم وشجون | عجبا ... أين ابتسامات الثّغور | ما لقومي كلّهم باك حزين | كلّ ما أسمع نوح وبكاء | كلّ ما أبصر ((صرعى ورمام)) | زلزلت زلزالها هذي السّماء | أم ترى فضّت عن الموتى الرّجام | وقع الأمر الّذي لا يدفع | وجنى الجاني على تلك الرّبوع | واحتواها نهم لا يشبع | فاحتوى سكّانها خوف وجوع | فهي إمّا دمنة أو بلقع | وهم إمّا قتيل أو صريع | إن شكت قالت على الدّنيا السّلام | عبث الإنسان فيها والقضاء | آه من جور اللّيالي والطّغام | ربّ طفل طاهر ما أثما | مات موت الآثم المجرم | كان مّمن يرتجي لو سلما | للعلى لكنّه لم يسلم | كوكب ما كاد يبدو في السّما | طالعا حتّى اختفى كالحلم | غاض مثال الماء في الأرض العراء | ما عهدت البدر مثواه الرّغام | هكذا أودت به ريح الشّتاء | زهرة لم تنفتح عنها الكمام | ربّ شيخ أقعدته الحادثات | ومشى ((الأبيض)) في لّمته | وثناه الضّعف عن حمل القناة | وعن السّابق في حلبته | كان من قبل حلول الكارثات | آمنا كالنّسر في وكنته | لاهيا يذكر أيّام الصّباء | ولياليه وفي الثّغر ابتسام | حكم العاني عليه بالفناء | وأبى المقدور إلاّ أن يضام | وفتى كالغصن ريّان نضير | تحلم الخود به إذ تحلم | وتراه للهوى بين البدور | فتراه فوقّهنّ الأنجم | ألمعيّ الذّهن والقلب الكبير | ملك في بردتيه ضيغم | بات لا يقوى على حمل الرداء | منكباه وهو في العشرين عام | ما به عجز ولا داء عياء | غير أنّ الجوع قد هدّ العظام | وصغار مثل أفراخ القطا | يتضاغون من الجوع الشّديد | وهنت أعصابهم لما سطا | والطّوى يوهن عزمات الأسود | أرأيت العقد إمّا انفرطا | هكذا دمعهم فوق الخدود | زهقت أرواحهم في شكل ماء | للأسى ، للّه ما أقسى الحمام | يا رعى اللّه نفوس الشّهداء | وسقى أحداثهم صوب الغمام | أيّها الجالون عن ذاك الحمى | إنّ في ذاك الحمى ما تعلمون | ضيم في أحراره واهتضما | ووقفتم من بعيد تنظرون | لا؛ ومن شاء لنا أن ننعما | ما كذا يجزي الأب البّر البنون | كلكم يا قوم في البلوى سواء | لا أرى في الرّزء لبنانا وشام | في ربى لبنان قومي الأصفياء | وبأرض الشّام أحبابي الكرام | اللّيالي غاديات رائحه | بالدّواهي وأراكم تضحكون | ما اتّعظتم بالسّنين البارحه | لا ولا أنتم غدا متّعظون | يا لهول الخطب!.. يا للفادحه | أمة تفنى وأنتم تلعبون | فادفنوا أضغانكم يا زعماء | يبعث اللّه من القبر الوئام | وابسطوا أيديكم يا أغنياء | أبغض السّحب إلى الصّادي الجهام |
| |
|
| |
bassam65 عضو ماسي
عدد المساهمات : 3455 نقاط : 20317 تاريخ التسجيل : 11/11/2009 العمر : 59 الموقع : سوريا
| موضوع: رد: الشاعر إيليا أبو ماضي الثلاثاء يناير 19, 2010 4:32 am | |
| صوت من سورية صوت من سوريا الجميلة | صوتك لالعذب الرخيم | ضاحك مثل الخميلة | لا عب مثل النسيم | * | يا أخا الورقاء | فالغنا شعر السماء | فهو في الغصن تئنّ | وهو في النجم بهاء | صوت سوريا الجميلة | صوتك العذب الرخيم | ضاحك مثل الخميلة | لاعب مثل النسيم | * | غنّنا حتّى نميلا | مثل أغصان الأراك | كم بنا صبا عليلا | لا يداويه سواك ؟ | صوت سوريا الجميلة | صوتك العذب الرخيم | ضاحك مثل الخميلة | لاعب مثل النسيم | * | أيّها المحزون هيّا | واسمع اليوم الكنار | ساجعا سجعا شجيّا | ذاكرا تلك الديار | صوت سوريا الجميلة | صوتك العذب الرخيم | ضاحك مثل الخميلة | لاعب مثل النسيم | * | ليتنا كنّا طيورا | حول عين أو غدير | نرشف الماء نميرا | نلقط الحبّ النثير | صوت سوريا الجميلة | صوتك العذب الرخيم | ضاحك مثل الخميلة | لاعب مثل النسيم | * | موطن نهوى سهوله | مثلما نهوى رباه | الصّبا فيه عليله | تتداوى بنداه | * | كم بدا البدر ضحوكا | راقصا فوق الكروم | واستوى اللّيل ممليكا | لابسا تاج النّجوم | صوت سوريا الجميلة | صوتك العذب الرخيم | ضاحك مثل الخميلة | لاعب مثل النسيم |
| |
|
| |
bassam65 عضو ماسي
عدد المساهمات : 3455 نقاط : 20317 تاريخ التسجيل : 11/11/2009 العمر : 59 الموقع : سوريا
| موضوع: رد: الشاعر إيليا أبو ماضي الثلاثاء يناير 19, 2010 4:33 am | |
| البدر الآفل أبعدك يعرف الصّبر الحزين | وقد طاحت بهجته المنون ؟ | رمتك يد الزمان بشرّ سهم | فلمّا أن قضيت بكى الخؤون | رماك و أنت حبّه كلّ قلب | شريف ، فالقلوب له رنين | و لم يك للزمان عليك ثار | و لم يك في خلالك ما يشين | و لكن كنت ذا خلق رضيّ | على خلق لغيرك لا يكون | و كنت تحيط علما بالخفايا | و تمنع أن تحيط بك الظنون | كأنّك قد قتلت الدّهر بحثا | فعندك سرّه الخافي مبين | حكيت البدر في عمر و لكن | ذكاؤك لا تكوّنه قرون | عجيب أن تعيش بنا الأماني | و أنّا للأماني نستكين | و ما أرواحنا إلاّ أسارى | و ما أجسادنا إلاّ سجون | و ما الكون مثل الكون فان | كما تفنى الدّيار كذا القطين | لقد علقتك أسباب المنايا | وفيّا لا يخان و لا يخون | أيدري النعش أيّ فتى يواري | و هذا القبر أيّ فتى يصون ؟ | فتى جمعت ضروب الحسن فيه | و كانت فيه للحسنى فنون | فبعض صفاته ليث و بدر | و بعض خلاله شمم و لين | أمارات الشّباب عليه تبدو | و في أثوابه كهل رزين | ألا لا يشمت الأعداء منّا | فكلّ فتى بمصرعه رهين | ... | أيا نور العيون بعدت عنّا | و لمّا تمتليء منك العيون | و عاجلك الحمام فلم تودّع | و بنت و لم يودّعك القرين | و ما عفت الوداع قلى و لكن | أردت و لم يرد دهر ضنين | فيا لهفي لأمّك حين يدوّي | نعيّك بعد ما طال السّكون | و لهف شقيقك النّائي بعيدا | إذا ما جاءه الخبر اليقين | ستبكيك الكواكب في الدّياجي | كما تبكيك في الرّوض الغصون | و يبكي أخوة قد غبت عنهم | و أمّ ثاكل و أب حزين | فما تندى لنا أبدا ضلوع | عليك ، و ما تجفّ لنا شؤون | قد ازدانت بك الفتيان طفلا | كما يزدان بالتّاج الجبين | ذهبت بزينه الدّنيا جميعا | فما في الدهر بعدك ما يزين | و كنت لنا الرجاء فلا رجاء | و كنت لنا المعين فلا معين | أبعدك ، يا أخي ، أبغي عزاء | إذا شلّت يساري و اليمين ؟ | يهون الرزء إلاّ عند مثلي | بمثلك فهو رزء لا يهون | عليك تقطّع الحسرات نفسي | و فيك أطاعني الدّمع الحرون | فملء جوانحي حزن مذيب | و ملء محاجري دمع سخين | و ما أبقى المصاب على فؤادي | فأزعم أنّه دام طغين | يذود الدمع عين عيني كراها | و تأبى أن تفارقه الجفون | لقد طال السّهاد و طال ليلي | فلا أدري الرّقاد متى يكون | كأنّ الصبح قد لبس الدّياجي | عليك أسى لذلك ما يبين | جزاك الله عنّا كلّ خير | و جاد ضريحك الغيث الهتون |
| |
|
| |
bassam65 عضو ماسي
عدد المساهمات : 3455 نقاط : 20317 تاريخ التسجيل : 11/11/2009 العمر : 59 الموقع : سوريا
| موضوع: رد: الشاعر إيليا أبو ماضي الثلاثاء يناير 19, 2010 4:34 am | |
| يا جارتي قالت لجارتها يوما تسائلها | عنّي ، و في طرفها الوسنان أشجان | ما بال الفتى في الدّار معتزلا | كما توحّد نسّاك و رهبان | يأتي المساء عليه و هو مكتئب | و يرجع اللّيل عنه و هو حيران | يمرّ بالقرب منّا لا يكلّمنا | و للحديث مجال ، و هو ملسان | و إن نكلّمه لا يفقه مقالتنا | إلاّ كما يفقه التّسبيح سكران | إذا تبسّم ، لا تبدو نواجده | و إن بكى ، فله نزع و إرنان | كأنّما كلّ عضو فيه بركان | فلا ابتسام ذوات الغنج يطربه | و لا ابنه الحان تصيبه و لا الحان | أماله أمل حلو يلذّ به | كما تلذّ بمرأى النّور أجفان | أماله جيرة في الأرض يألفهم | يا جارتي ، كان لي أهل و جيران | فنبّت الحرب ما بيني و بينهم | كما تقطّع أمراس و خيطان | فاليوم كلّ الذي في مهجتي ألم | و كلّ ما حولهم بؤس و أحزان | و كان لي أمل إذا كان لي وطن | فيه لنفسي لبانات و خلّان | فجرّدته اللّيالي من محاسنه | كما يعرّى من الأشجار بستان | فلا المغاني التي أشتاق رؤيتها | تلك المغاني ، و لا السّكان سكّان | لو المروءة تدري أيّ فاجعة | بالشام ، ناح عليها الإنس و الجان | و لو يبثّ بنو لوعتهم | لاهتزّت الأرض لمّا اهتزّ لبنان | قالت : شكوت الذي بالخلق كلّهم | و ما كذبتك إنّ الحرب طوفان | تساوت الناس في البلوى ، فقلت لها | هيهات ، ما هان قوم مثلما هانوا | أمن يموت و لا ستر يظلّله | كمن عليه أكاليل و تيجان ؟ | قالت ، و يا ويح نفسي من مقالتها | كفكف دموعك ، بعض الحزن أهوان | لو كان قومك أهلا للحياة لما | ماتوا و في أرضهم ترك و ألمان | و كلّ من لا يرى في الذّلّ منقصة | لا يستحقّ بأن يبكيه إنسان | كفّي ملامك يا حسناء و اتّئدي | فإنّ مدح ذوي العدوان عدوان | و أنت من أمّة تأبى خلائقها | أن يقتل الطّير في الأقفاص سجّان | و إنّ قومي طيور غير كاسرة | سطت عليها شواهين و عقبان | لا تحسبي أنّني أبكي لمصرعهم | فكلّنا للرّدى شيب و شبّان | لكن بكيت من الباغي يعذّبهم | و هم شيوخ و أطفال و نسوان | ورحت أشكو إليها و هي ساهية | لكنّما قلبها الخفّاق يقظان | حتّى انتهيت فصاحت و هي مجهشة | يا ليت ما قلته زور و بهتان | بل ليتني لم أسائل عنه جارتنا | بل ليت قلبي إذ ساءلت صوّان | ياليت شعري و هذي الحرب قائمة | هل تنجلي و لنا في الشّام إخوان ؟ | و هل تعود إلى لبنان بهجته | و هل أعود و في لبنان نيسان ؟ | فأسمع الطير تشدو في خمائله | و أبصر الحقل فيه الشّيخ و البان ؟ | بني بلادي ، و لا أدعو بخيلكم | غير البخيل له قلب ووجدان | بني بلادي ، و لا أدعو جبانكم | ما للجبان و لا لي فيه إيمان | بني بلادي ، و كم أدعو ...! أليس لكم | كسائر الخلق أكباد و آذان ؟ | لا تضحكوا و بأرض الشّام نائحة | و لا تناموا و في لبنان سهران ! |
| |
|
| |
bassam65 عضو ماسي
عدد المساهمات : 3455 نقاط : 20317 تاريخ التسجيل : 11/11/2009 العمر : 59 الموقع : سوريا
| موضوع: رد: الشاعر إيليا أبو ماضي الثلاثاء يناير 19, 2010 4:36 am | |
| امتنان ما لقلبي يلجّ في الخفقان | لا أنا عاشق و لا أنا جان | أبتغي أن أقول شيءا فيعصاني | لساني ، و السحر تحت لساني | أنا كالطائر الذي اندفق السحر | عليه فغصّ بالألحان | أو كفلك في البحر أوفى عليها | عارض بعد عارض هتّان | غلبتني عواطف الصّحب حتّى | صرت في حاجة إلى ترجمان | أين في موكب القريض لوائي | قد طواه بيانهم و طواني | أيّها المادحون خمري رويدا | منكم الخمرة التي في دناني | من أنا ؟ ما صنعت ؟ كي تعصبوا بالتاج | رأسي و أيّ شأن شأني ؟ | لا افتخار لنحلة حقلا | فعادت من زهرة بالمجّاني | أنا من روضكم قطفت أزاهيري ، | و من بحركم غرفت جماني | إن أكن فرقدا فأنتم سمائي | أو هزارا فأنتم بستاني | أيّ بدع إن أخرج الحقل للناس | صنوف النبات في نيسان ؟ | ليس لي من قصائدي غير أوزان ، | و ليست أصيلة أوزاني | أصدق الشعر في الحياة و فيكم | ليس غير الأظلال في ديواني | ... | ما هو الشعر ؟ . إنّني ما رأيت | اثنين إلاّ وفيه يختصمان | قال قوم " وحيّ ينزّله الله | " و قوم " نفث من الشيطان " | ضلّ هذا وذا ، فما حفز الانسان | شيء للشعر كالإنسان | يعشق المرء ذاته في سواه | و يحبّ " الإنسان " في الأكوان | أنا من أجله بنيت قصوري | و فرشت الدروب بالرّيحان | أنا من أجله سكبت خموري | وشددت الأوتار في عيداني | أنا من أجله رجعت من الروضة | في راحتيّ بالألوان | و استعرت التهليل من جدول | الوادي ، و ضحك الرضى من الغدران | و من الشمس في الأئل | و الإصباح ذوب اللّجين و العقيان | و حملت الجلال من أرض ( سوريا ) | إليه و السحر من لبنان ) | نحن أهل الخيال أسعد خلق | الله في حالة الحرمان | كم زهدنا بثروة من نضار | قنعنا بثروة من أماني | وانطوينا موكب من ضياء | و سطعنا في غمرة من دخان | نتراءى على الصعيد صعاليك | و لكن أرواحنا في العنان | إن ظمئنا وعزّ أن نرد الماء | روانا تصوّر الغدران | و إذا غابت النجوم اهتدينا | بالرؤى ، بالرجاء ، بالإيمان | لا يعدّ الورى علينا اللّيالي | نحن قوم نعيش في الأزمان | ... | ردّ عنّي الكؤوس ، يا أيّها السّاقي ، | فروحي نشوى بخمر المعاني | بالقوافي ( جداولا ) من وفاء | و الأغاني ( خمائلا ) من حنان | زهد الناس حين دارت عليهم | بالتي في كؤوسهم و القناني | ... | أيّها اللّيل أنت أبهى من الفجر | و إن كنت أسود الطيلسان | بالوجوه الزهراء ، بالأنفس السمحاء ، | من يعرب و من غسّان | بملوك البيان ، بالأدب الرائع ، | بالمنشدين ، بالألحان | بالغواني ، فديتهنّ ، فأسمي الشعر | و الفنّ في الحياة الغواني | هذه الشمس هل رأى الناس | وجها مثلما في البهاء و اللّمعان | تتجلّى لنا على اليسر و العسر | و نمشي في نورها الفتّان | قد نسينا شعاعها و سناها | عندما أشرقت وجوه الحسان | قسّم الدهر - أنت ، يا ليل ، شطر | من حياتي ، و العسر شطر ثان | أنت عصر مستجمع في سويعات ، | ودنيا رحيبة في مكان | قد تلاقت فيك القلوب على الحبّ | تلاقي الأجفان بالأجفان | لا تقولوا دقائق و ثوان | ذاهيات فالعمر هذي الثّواني | ... | أنا ما عشت سوف أذكر بالشّكر | جميل الرّفاق و الأخوان | و إذا متّ في غد فسيأتيكم | ثنائي من ظلمة الأكفان |
| |
|
| |
bassam65 عضو ماسي
عدد المساهمات : 3455 نقاط : 20317 تاريخ التسجيل : 11/11/2009 العمر : 59 الموقع : سوريا
| موضوع: رد: الشاعر إيليا أبو ماضي الثلاثاء يناير 19, 2010 4:37 am | |
| ذكرى إنّي امرؤ لا شيء يطرب روحه | و يهزّها كالزهر و الألحان | أللّحن من قمريّة أو منشد | و الزهر في حقل و في بستان | هذا يحرّك بي دفين صبابتي | و يهزّ ذاك مشاعري و كياني | يهوى الملاحة ناظري صورا ترى | و أحبّها في مسمعيّ أغاني | و أحبّها نورا جميلا صافيا | متألّقا في النفس و الوجدان | و أحبّها سحرا يرفّ مع النّدى | و يموج في الألوان كالألوان | و أحبّها ذكرى تطيف بخاطري | لأخ هويت ، و غادة تهواني | أو مجلس للحبّ في ظلّ الصبا | إنّ الحياة جميعها هذان | أو في خيال منازل أشتاقها | كم من جمال في خيال مكان | و لقد نظرت إليكم فكأنّما | أنا في الربيع و في ربى لبنان | أصغي إلى النسمات تروي للربى | ما قالت الأشجار للغدران | و إلى السّواقي و هي تنشد للصبا | و الحبّ ، في الفتيات و الفتيان | و إلى الأزاهر كلّما مرّت بها | عذراء ذات ملاحة و بيان | متهامسات : ما نظنّ ( فلانة ) | أحدا بها أولى من ( ابن فلان) | يا ليت ينثرنا الغرام عليها | من قبل ينثرنا الخريف الجاني " | ألفت مجاورة الأنام فأصبحت | و كأنّها شيء من الإنسان | فإذا نظرت إليها متأمّلا | شاهدت حولك وحدة الأكوان |
| |
|
| |
bassam65 عضو ماسي
عدد المساهمات : 3455 نقاط : 20317 تاريخ التسجيل : 11/11/2009 العمر : 59 الموقع : سوريا
| موضوع: رد: الشاعر إيليا أبو ماضي الثلاثاء يناير 19, 2010 4:38 am | |
| معركة بورغاس هذي الوغى مشبوبة النيران | مشدودة الأسباب والأقران | شابت مفارقها وكانت طفلة | عذراء منذ دقائق وثوان | طوى السّلام فليس ينشر بعدها | أو يبعث الملحود في الأكفان | شقوا الطّروس وحطّموا أقلامكم | أليوم يوم شواجر المرّان | هانت على الصّمصام كلّ يراعة | ما لليراعة في الحروب يدان | يا صاحبي ليس الوغى من مذهبي | هاتيك وسوسة من الشّيطان | فالنّاس إخوان وليس من النّهى | أن يفتك الإخوان بالإخوان | لو تعقل الأجناد أنّ ملوكها | أعداؤها انقلبت على التيجان | قوم إذا شاؤوا الصّعود لمطلب | تخذوا مراقيهم من الأديان | أو إن كرهت الحرب كنت يراعة | وإذا قتلت أخاك غير جبان؟ | إن كان قتل النّفس غير محرم | ما الفرق بين المرء والحيوان؟ | الحرب مجلبة الشّقاوة للورى | والحرب يعشقها بنو الإنسان | لمن الخميس خوافق راياته | متماسك الأجزاء كالبنيان | متألب كاللّيل جنّ سواده | مستوفز كالقدر في الغيان | متدّفق كالسّيل في الغدرا | متدفّع كالعاصف المرتان | تتنزلزل الأطواد من صدماته | وتظّل منه الأرض في رجفان | عجلان يكتسح البلاد وأهلها | إنّ الشّقىّ العاجز المتواني | في كلّ سرج ضيغم متحفّز | في كفّه ماضي الشّباة يمان |
| |
|
| |
bassam65 عضو ماسي
عدد المساهمات : 3455 نقاط : 20317 تاريخ التسجيل : 11/11/2009 العمر : 59 الموقع : سوريا
| موضوع: رد: الشاعر إيليا أبو ماضي الثلاثاء يناير 19, 2010 4:39 am | |
| البغضاء لا تبغض ((الرّوس)) لكن لا تحبّهم | فحربنا حرب أقران لأقران | ولا ((الفرنسيس)) ما هم بالعداة لنا | لكنّهم غير أصحاب وإخوان | إنّا نبادلهم والنّع منسدل | لكنّهم بطعن ونيرانا بنيران | وذي بيارقنا في ((الفوج)) خافقة | وجيشنا ظافر في كلّ ميدان | قلوبنا ليس فيها غير موجدة | ذو الشّيب فيها وفحم الشّعز سيّان | نهوى ونحن جموع لا عداد لها | كواحد وكذا نقلى كإنسان | عدوّنا واحد؛ الكلّ يعرفه | ذاك الحسود الخبيث الماكر الشّاني | تردّنا عنه أمواج يلوذ بها | سميكة كالنّجيع اليابس القاني | أرى به، وهو في الطّوفان مختبىء | طوفان غيظ توارى خلف طوفان | قد أصبح الماء يحميه ويمنعه | الويل للماء منّا إنّه جان | قفوا أمام القضاء العدل كلكم | وليحلفنّ يمينا كل ألماني | غليظة كالحديد الصّلب ، صارمة | كالموت ، تبقّى لأزهار وأزان | أن نبغض البغض لا تبلى مرائره | ولا يقاس ولا يحصى بميزان | وان نردّده في كلّ ناحية | وأن نكرّره تكرير ألحان | وأن نعلّم منّا كلّ ذي كبد | أن يبغض القوم في سرّ وإعلان | بغضا إلى نسلينا بالإرث منتقلا | إلى بنيهم ومن جيل إلى ثاني | عدوّنا واحد، الكلّ يعرفه | ذاك الحسود الخبيث الماكر الشّاني | إنكلترا!! | ألا اسمعوا أيّها الألمان واعتبروا | فأنتم أهللا ألباب وأذهان | ... في حقل جلس الوّاد كلّم | كمحكم العقد أو مرصوص بنيان | وقام واحدهم والكأس في يده | كأنّها قبس أو عين غضبان | فقال: يا قوم ((هذا سرّ يومكم)) | ألا اشربوا ؛ إنّ اليوم سرّان | مقالة فعلت في الجمع فعلتها | فأصبحوا وكأنّ الواحد اثنان | ما ضربة السّيف من ذي مرّة بطل | ومستطير اللّظى من قلب صوّان | ولا السّفينة في التّيار جارية | ولا الشهاب هوى في إثر شيطان | أمضى وأنفذ منها وهي خارجة | من فيه كالسّهم من أحشاء مرتان | فضاء من كان في الكأس التي ارتفعت | ومن يريد ويعني القائل العاني؟ | إنكلترا!! | بني بريطانيا نادوا جموعكم | واستصرخوا الخلق من إنس ومن جان | وابنوا المعاقل والأسوار من ذهب | واستأجروا الجند من بيض وعبادن | مروا أساطيلكم في البحر ترصدنا | وترصد البحر من موج وحيتان | تاللّه لا ذي ولا هذي تردّ يدا | إذا رمت دكت البنيان والباني | لا نبغض الرّوس لكن لا نحبّهم | فحربنا حرب أقران لأقران | ولا الفرنسيس ، ما هم بالعداة لنا | لكنّهم غير أصحاب وإخوان | إنّا نبادلهم والنّقع منسدل | طعنا بطعن ونيرانا بنيران | نأتي ويأتون والهيجاء قائمة | بكل ماض وفتّاك وطعّان | لكنّما في غد يرخي السّلام على | هذي الوغى وعليهم سترنسيان | ويمّحي كلّ بغض غير بغضكم | فإنّه آمن من كلّ نقصان | حقد القلوب عليكم لا يزول وإن | زلتم وزلنا وزال العالم الفاني | في الأرض بغضكم والماء مثلهما | والبغض في الحرّ مثل البغض في العاني | الكوخ يبغضكم والقصر يبغضكم | وكلّ ذي مهجة منّا ووجدان | نهوى ونحن جموع لا عداد لها | كواحد وكذا نقلى كأنسان | عدوّنا واحد؛ الكلّ يعرفه | ذاك الحسود الخبيث الماكر الشّاني | إنكلترا!! |
| |
|
| |
bassam65 عضو ماسي
عدد المساهمات : 3455 نقاط : 20317 تاريخ التسجيل : 11/11/2009 العمر : 59 الموقع : سوريا
| موضوع: رد: الشاعر إيليا أبو ماضي الثلاثاء يناير 19, 2010 4:41 am | |
| في سبيل الاصلاح حيّا الصّبا عني ربى لبنان | حيث الهوى ومراتع الغزلان | ورعى المهيمن ساكنيه فإنّهم | في خير أرض خيرة السكّان | قوم صفت أخلاقهم ووجوههم | فالحسن مجموع إلى الإحسان | لهم الأيادي البيض والشّيم التي | لو مثلت كانت عقود جمان | شيم الكرام قصائد في الكون غرّ ، | وهى في شيم الكرام معان | قوم إذا زار الغريب بلادهم | جعلوه منهم في أجل مكان | إن خفت شرّ طوارق الحدثان فاقصدهم، | تخفك طوارق الحدثان | لو أنّ في كيوان دار إقلتي | لهجرت كيوانا إلى لبنان | قيّدت قلبي في هواه فلم أعد | أهوى السّوى إذ ليس لي قلبان | والحبّ تجمل في الشبيبة والصّبى | كجمال زهر الرّوض في نيسان | هو جنّة الخلد التي منّى بها | رسل الهدى قدما بني الإنسان | خلت الدّهور ولا يزال كأنّما | بالأمس شادته يد الرحمن | يا ساكنيه تحية من نازح | إن التحيّة لهي جهد العاني | أصبحتم فوق الممالك رقعة | لولا وجود معاشر(الغربان) | قوم قد اتخذوا الديانة بينكم | شركا لصيد الأصفر الرّتان | فتظاهر بالزّهد حتى أوشكت | تخفى دخائلهم على اليقظان | وتفنّنوا بالمكر حتى أصبحوا | وغبّيهم أدهى من الشيطان | ضربوا على الشّعب الرّسوم شراهة | حسب التعيس ضرائب السّلطان | كفروا بنعمته التي أسداهم | ورموه بالإحاد والكفران | ولقد تفانوا في انتهاك حقوقه | وهو المحبّ رضاهم المتفاني | حتّى حسبنا أنه ينحطّ عن | كسل ، ولم قطّ بالكسلان | لكنّه يسعى ويذهب سعيه | للقّس والشّماس والمطران | لولا احترامي مذهبا عرفوا به | لكشفت مستوارتهم ببيان | فتنّهبوا إن كنتم في غفلة | فالدّهر بالمرصاد للغفلان | إنّ الأبالس حين أعيا أمركم | جاءتكم في صورة الرّهبان | فحذرا من أن تخدعوا بلباسهم | فهم الضّواري في لباس الضّان | من يتبع العميان حبّا بالهدى | لا يأمننّ تعثّر العميان | ** | فجعل قوم يلومونه على ذلك فقال: | - - - | إن كان لي ذنب وهم غفرانه | آثرت أن أبقى بلا غفران | أو كنت في النيران حيث لديهم | منها النجاة رضيت بالنيران | أشهى إلى من الذّل الرّدى | لا يرتضي بالذّل غير جبان |
| |
|
| |
| الشاعر إيليا أبو ماضي | |
|