| الشاعر إيليا أبو ماضي | |
|
|
|
كاتب الموضوع | رسالة |
---|
bassam65 عضو ماسي
عدد المساهمات : 3455 نقاط : 20317 تاريخ التسجيل : 11/11/2009 العمر : 59 الموقع : سوريا
| موضوع: رد: الشاعر إيليا أبو ماضي الثلاثاء يناير 12, 2010 10:55 pm | |
| الحسن لا يشرى ولا يستجلب سَفَرَتْ فقلت لها أهذا كوكب | قالت أجل وأين مني الكوكب؟ | وتبسّمت فرأيت رئما ضاحكا | عن لؤلؤ لكنّه لا يوهب | وتمايلت فالسمهري مصمم | ورنت فأبصرت السّهام تصوّب | أنشبت ألحاظي بورد خدودها | لّما رأيت لحاظها بي تنشب | قد كلمت قلبي ولم ترفق به | واللّحظ لو درت المليحة مخلب | بيضاء ناصعة كأن جبينها | صبح وطرتّها عليه غيهب | يا طالما اكتسب الحرير ملاحة | منها ويكسب غيرها ما يكسب | ولطاما بعض النساء حسدنَها | ولطالما حسد السليم الأجرب | بين الطلاء وبينهنّ قرابة | مشهورة عنها الجميلة تنكب | إنّ الملاحة عندها عربية | وجمال هاتيك الدّمى مستعرب | قل للغواني إنّها خلقت كذا | الحسن لا يشرى ولا يستجلب | فإذا بلغتنّ الجمال تطريا | فاعلمن أنّ بقاءه مستعصب | هيهات ما يغني الملاح الحسن إن | كانت خلائقهنّ لا تستعذب | إني بلوت الغانيات فلم أجد | فيهن قطّ مليحة لا تكذب | وصحبتهنّ فما استفدت سوى الأسى | ما يستفاد من الغواني يتعب | وخيرتهنّ فما لبكر حرمة | ترعى وأعذر من رأيت الثّيب | لا يخدعنك ضعفهنّ فإنّما | بالضعف أهلكت الهزير الأرنب |
| |
|
| |
bassam65 عضو ماسي
عدد المساهمات : 3455 نقاط : 20317 تاريخ التسجيل : 11/11/2009 العمر : 59 الموقع : سوريا
| موضوع: رد: الشاعر إيليا أبو ماضي الثلاثاء يناير 12, 2010 10:58 pm | |
| أهلها عرب أقاح ذاك أم شنب | وريق ذاك أم ضرب | ووجه ذاك أم قمر | وخد ذاك أم ذهب | جمال غير مكتسب | وبعض الحسن يكتسب | ثكلت الظرف، عاذلتي | أهذا الحسن يجتنب؟ | عددت لها العيوب وليس | إلاّ الظّرف والأدب | فتاة بين مبسمها | وبين عقودها نسب | لواحظها نمتها الهند | لكن أهلها عرب | مرنّحة إذا خطرت | رأيت الغصن يضطرب | مشت وونت روادفها | فكاد الخصر ينقضب | يسر العاذلون إذا | نأت ويعودني الوصب | ويصطخبون إن قربت | وعندي يحسن الطّرب | فأبكى كلّما ضحكوا | وأضحك كلّما غضبوا! |
| |
|
| |
bassam65 عضو ماسي
عدد المساهمات : 3455 نقاط : 20317 تاريخ التسجيل : 11/11/2009 العمر : 59 الموقع : سوريا
| موضوع: رد: الشاعر إيليا أبو ماضي الثلاثاء يناير 12, 2010 11:15 pm | |
| شاعر الدير ألقيت في حفلة تكريم الشاعر مسعود سماحة | ---------------------- | عادت رياض القوافي وهي حالية | وكان صوّح فيها الزهر والعشب | واسترجعت دولة الأقلام نخوتها | وكان أدركها الإعياء والتعب | بشاعر عبقريّ في قصائده | عطر، وخمر رائق عجب | فاشرب بروحك خمرا كلّها أرج | واشق بروحك عطرا كلّه طرب | وامرح بدنيا جمال من تصوّره | فإنها السحر إلا إنه أدب | والبس مطارف حاكتها براعته | تبقى عليك ويبلى الخزّ والقصب | كم درة يتمنّى البحر لو نسبت | إليه باتت إلى مسعود تنتسب | لو أنها فيه لم تهتج غواربه | لكنها لسواء فهو يصطخب | فلا جناح إذا ما قال شاعرنا | للبحر _ يا بحر أغلى الدرّ ما أهب! | يا شاعر ((الدير)) كم هلهات قافية | غنى الرواة بها واختالت الكتب | طلاقة الفجر فيها وهو منبثق | ورقّة الماء فيها وهو منكسب | مرت على هضبات الدير هائمة | فكاد يورق فيها الصّخر والحطب | إذا تساقي الندامى الراح صافية | كانت قوافيك في الرّاح التي شربوا | فأنت في ألسن الأشباح إن نطقوا | وأنت في همم الشّبان إن وثبوا | مسعود عيدك والشهر الجميل معا | قد أقبلا ، وأنا في الأرض أضطرب | يحزّ في نفسي أني اليوم مبتعد | وأنت من حولك الأنصار والصّحب | ألبيد (( والناس)) ما بيني وبينكم | ليت المهامه تطوي لي فأقترب | ما كان أسعدني لو كنت بينكم | كيما يؤدي لساني بعض ما يجب | لصاحب أنا تيّاه بصحبته | وشاعر طالما تاهت به العرب |
| |
|
| |
bassam65 عضو ماسي
عدد المساهمات : 3455 نقاط : 20317 تاريخ التسجيل : 11/11/2009 العمر : 59 الموقع : سوريا
| موضوع: رد: الشاعر إيليا أبو ماضي الثلاثاء يناير 12, 2010 11:18 pm | |
| شكوى فتاة نظمها بلسان أرغمها ذووها على الاقتران برجل طاعن في العمر | -------------------- | لي بعل ظنّه الناس أبي | صدّقوني أنه غير أبي | واعدلوا عن لوم من لو مزجت | ما بها بالماء لم يُستعذبِ | ربّ لوم لم يفد إلا العنا | كم سهام سدّدت لم تصب؟ | يشتكي المرء لمن يرثي له | ربّ شكوى خفّفت من نصب | ... | زعموا أن الغواني لِعَبٌ | إنما اللعبة طبعا للصبي | وأنا ما زلت في شرخ الصّبا | فلماذا فَرّطَ الأهلونَ بي؟ | ليَ قَدٌّ وجمالٌ يزدري | ذاك بالغُصنِ وذا بالكَوْكَبِ | قد جرى حبّ العُلى مجرى دمي | فهي سُوّلي والوفا من مشربي | أنا لو يعلم أهلي درّة | ظُلمت في البيع كالمخشلبِ | أخدوا الدينار مني بدلا | أتراني سلعة للمكسبِ؟ | لا، ولكن راعهم عصر به | ساد في الفتيان حبّ الذّهبِ | ليس للآداب قدرٌ بينهم | آه لو كان نضارا أدبي! | حسبوني حين لازمت البكا | طفلة أجهل ما يدري أبي | ثمّ بالغول أبي هدّدني | أين من غول المنايا مهربي؟ | أشيب لو أنّه يخشى الدّجى | شابَ ذعراً منه رأس الغيهب | ليت ما بيني وبين النوم من | فرقةٍ بيني وبين الأشيبِ | يا له فظا كثير الحزن لا | يعرف الأنس قليل الطّربِ | يُخضِبُ الشّعر ولكن عبثا | ليس تَخفى لغة المستغربِ | قل لأهل الأرض لا تخشوا الرّدى | إنّه مشتغل في طلبي | ولمن يعجب من بغضي له | أيها الجاهل أمري اتّئب | إنما الغصن إذا هبّ الهوا | مال للأغصان لا للحطبِ | وإذا المرء قضى عصر الصّبا | صار أولى بالرّدى من مذهبي |
| |
|
| |
bassam65 عضو ماسي
عدد المساهمات : 3455 نقاط : 20317 تاريخ التسجيل : 11/11/2009 العمر : 59 الموقع : سوريا
| موضوع: رد: الشاعر إيليا أبو ماضي الثلاثاء يناير 12, 2010 11:22 pm | |
| أمنية إلاهة أحبّ إله في صباه إلاهة | جرى السحر في أعطافها والترائب | تمنّت عليه آية لم يجىء بها | إله سواه في العصور الذواهب | ليمسي على الأرباب أجمع سيّدا ، | وتمسي تباهي كلّ ذات ذوائب | وكان إلها جامحا متضرّما | هوى، فأتى بالمعجزات الغرائب | كسا الأرض بالزهر البديع لأجلها | ورصّع آفاق السما بالكواكب | وما زال حتى علّم الطير ما الهوى | فحنّت وغنّت في الذّرى والمناكب | وأنشأ جنات وأجرى جداولا | ومدّ المروج الخضر في كلّ جانب | وشاء، فشاع العطر في الماء والضّيا | وفي كلّ صوت أو صدى متجاوب | ومسّ الضّحى فارفضّ تبرا على الربى | وسال عقيقا في حواشي السباسب | وقال لأحلام البحار تجسّدي | مواكب ألوان وجيش عجائب | فكانت لآل في الشطوط ، وفي الفضا | غيوم، وموج ضاحك في الغوارب | ولما رأى الأشياء أحسن ما ترى | وتّمت له دنيا بغير معايب | دعاها إليه كي تبارك صنعة | ولم يدر أنّ الحبّ جمّ المطالب | فقالت له : أحسنت! أحسنت مبدعا | فيا لك ربّا عبقريّ المواهب | ولكنّ لي أمنية ما تحقّقت | إذا لم تنلنيها فما أنت صاحبي! | ****** | فدنياك هذي على حسنها | وسحر مشاهدها والصور | تشاركني سائر الآلهات | لذاذاتها ونساء البشر | أريد دنيا فيها شعاع | يبقي أذا غابت النجوم | أريد دنيا تحسّ نفسي | فيها نفوسا بلا جسوم | أريد خمرا بلا كؤوس | من غير ما تنبت الكروم | أريد عطرا بلا زهور | يسري وإن لم يكن نسيم | وزادت فقالت: أريد أنينا | يشوّش روحي ولا محتضر | وماء يموج ولا جدول، | ونارا بلا حطب تستعر | فأطرق ذاك الاله الفتيّ | وفي نفسه ألم مستتر | وقال امهليني ثلاث ليال | أذلّل فيها المراد العسر! | وراح يجوب رحاب الفضاء | يحدوه شوق ويدعوه سر | فسال مع الشمس فوق الربى | وغلغل في الحندس المعتكر | وأصغى إلى نسمات المروج | وأصغى إلى نفحات الزّهر | وبعد ثلاث ليال أتاها | فظنته جاء لكي يعتذر | فقال وجدت الذي تطلبين | لدي شاعر ساحر مبتكر | وأخرج خيطا قصير المدى | بلون التراب ولين الشّعر | فلما رأته عراها الأسى | وغوّر إيمانها واندثر | فصاحت بغيط: أتسخر مني؟ | إذن فاحمل العار، او فانتحر! | أجاب رويدّك ، يا ربّتي | فما في التعجّل إلاّ الضرر! | وشدّ إلى آلة خيطه | ودغدغه صامتا في حذر | ففاضت خمور ، وسالت دموع، | وشعّت بروق، ولاحت صور! | فصاحت به وهي مدهوشة: ألا إنّ ذا عالم مختصر! | فيا ليت شعري ماذا يسمّى؟ | فقال لها: إن هذا الوتر! |
| |
|
| |
bassam65 عضو ماسي
عدد المساهمات : 3455 نقاط : 20317 تاريخ التسجيل : 11/11/2009 العمر : 59 الموقع : سوريا
| موضوع: رد: الشاعر إيليا أبو ماضي الثلاثاء يناير 12, 2010 11:27 pm | |
| أنا حرّ ومذهب كلّ حرّ مذهبي | ما كنت بالغاوي ولا المتعصب | أني لأغضب للكريم ينوشه | من دونه وألوم من لم يغضب | وأحبّ كلّ مهذب ولو أنّه | خصمي، وأرحم كلّ غير مهذب | يأبى فؤادي أن يميل إلى الأذى | حبّ الأذية من طباع العقرب | لي أن أردّ مساءة بمساءة | لو انني أرضى ببرق خلب | حسب المسيء شعوره ومقاله | في سرّه : يا ليتني لم أذنب | أنا لا تغشّني الطيالس والحلى | كم في الطيالس من سقيم أجرب؟ | عيناك من أثوابه في جنّة | ويداك من أخلاقه في سبسب | وإذا بصرت به بصرت بأشمط | وإذا تحدثه تكشّف عن صبي | إني إذا نزل البلاء بصاحبي | دافعت عنه بناجذي وبمخلبي | وشددت ساعده الضعيف بساعدي | وسترت منكبه العريّ بمنكبي | وأرى مساوئه كأني لا أرى | وأرى محاسنه وإن لم تكتب | وألوم نفسي قبله إن أخطأت | وإذا أساء إلّي لم أتعتّب | مقترب من صاحبي فإذا مشت | في عطفه الغلواء لم أتقرب | أنا من ضميري ساكن في معقل | أنا من خلالي سائر موكب | فإذا رآني ذو الغباوة دونه | فكما ترى في الماء ظلّ الكواكب |
| |
|
| |
bassam65 عضو ماسي
عدد المساهمات : 3455 نقاط : 20317 تاريخ التسجيل : 11/11/2009 العمر : 59 الموقع : سوريا
| موضوع: رد: الشاعر إيليا أبو ماضي الثلاثاء يناير 12, 2010 11:31 pm | |
| هدايا العيد خرج الناس يشترون هدايا | العيد للأصدقاء والأحباب | فتمنّيت لو تساعفني الدنيا | فأقضي في العيد بعض رغابي | كنت أهدي، إذن ، من الصبر أرطا | لا إلى المنشئين والكتّاب | وإلى كلّ نابغ عبقريّ | أمّة أهلها ذوو ألباب | وإلى كلّ شاعر عربيّ | سلّة من فواكه الألقاب | وإلى كلّ تاجر حرم التوفيق | زقّين من عصير الكذاب | وإلى كلّ عاشق مقلة تبصر | كم من ملاحة في التراب | وإلى الغادة الجميلة ((مرآة)) | تربها ضمائر العزّاب | وإلى الناشىء الغرير مرآنا | وإلى الشيخ عزمة في الشباب | وإلى معشر الكسالى قصورا | من لجين وعسجد في السحاب | علّني أستريح منهم فقد صاروا | كظلّي في جيئتي وذهابي | وإلى ذي الغنى الذي يرهب | الفقر ازدياد الذي به من عذاب | كلّما عدّ ماله مطمئنا | أبصر الفقر واقفا بالباب | وإلى الصاحب المراوغ وجها | أسودا حالكا كوخه الغراب | فإذا لاح فرّت الناس ذعرا | من طريق المنافق الكذّاب | وإلى المؤمنين شيئا من الشكّ | وبعض الإيمان للمرتاب | وإلى من يسبّني في غيابي | شرفا كي يصونه من سبابي | وإلى حاسدي عمرا طويلا | ليدوم الأسى بهم مما بي | وإلى الحقل زهرة وحلاه | من ندى لامع ومن أعشاب | فقبيح أن نرتدي الحلل القشب | وتبقىء الرّبى بغير ثياب | لم يكن لي الذي أردت فحسي | أنني بالمنى ملأت وطابي | ولو انّ الزمان صاحب عقل | كنت أهدي إلى الزمان عتابي |
| |
|
| |
bassam65 عضو ماسي
عدد المساهمات : 3455 نقاط : 20317 تاريخ التسجيل : 11/11/2009 العمر : 59 الموقع : سوريا
| موضوع: رد: الشاعر إيليا أبو ماضي الثلاثاء يناير 12, 2010 11:34 pm | |
| في القفر سئمت نفسي الحياة مع الناس، | وملّت حتى من الأحباب | وتمشت فيها الملالة حتى | ضجرت من طعامهم والشراب | ومن الكذب لابسا بردة الصدق، | وهذا مسربلا بالكذاب | ومن القبح في نقاب جميل | ومن الحسن تحت ألف نقاب | ومن العابدين كلّ إله | ومن الكافرين بالأرباب | ومن الواقفين كالأنصاب | ومن الساجدين للأنصاب | ومن الراكبين خيل المعالي | ومن الراكبين خيل التصابي | والألى يصمتون صمت الأفاعي | والألى يهزجون هزج الذباب | صغرت حكمة الشيوخ لديها | واستخفّت بكلّ ما للشباب | قالت أخرج من المدينة للقفر | ففيه النجاة من أوصابي | وليك الليل راهي، وشموعي | الشهب، والأرض كلها محرابي | وكتابي الفضاء أقرأ فيه | سورا ما قرأتها في كتاب | ----------- | وصلاتي الذي تقول السواقي | وغنائي صوت الصّبا في الغاب | وكؤوسي الأوراق ألقت عليها | الشمس ذوب النّضار عند الغياب | ورحيقي ما سال من مقلة الفجر | على العشب كاللّجين المذاب | ولتكحّل يد المساء جفوني | ولتعانق أحلامه أهدابي | وليقبّل فم الصباح جبيني | وليعطّر أريجه جلبابي | ولأكن كالغراب رزقي في الحقل ، | وفي السفح مجثمي واضطرابي | ساعة في الخلاء خير من الأعوام | تقضى في القصر والأحقاب | يا لنفسي فإنها فتنتي | بالحديث المنمّق الخلاّب | فإذا بي أقلى القصور ، وسكناها ، | وأهلى القصور ذات القباب | فجرت العمران تنفض كفّي | عن ردائي غباره وإهابي | وتركت الحنى وسرت وإياها | وقد ذهّب الأصيل الروابي | نهتدي بالضحى، فإن عسعس الليل | جعلنا الدليل ضوء الشهاب | وقضينا في الغاب وقتا جميلا | في جوار الغدران والأعشاب | تارة في ملاءة من شعاع | تارة في ملاءة من ضباب | تارة كالنسيم نمرح في الوادي، | وطورا كالجدول المنساب | في سفوح الهضاب والظلّ فيها، | ومع النور وهو فوق الهضاب | إنما نفسي التي ملت العمران | ملّت في الغاب صمت الغاب | فأنا فيه مستقل طليق | وكأني أدبّ في سرداب | علمتني الحياة في القفر أني ، | أينما كنت ، ساكن في التراب | وسأبقى ما دمت في قفص الصّلصال عبد المنى أسير الرغاب | خلت أني في القفر أصبحت وحدي | فإذا الناس كلّهم في ثيابي! |
| |
|
| |
bassam65 عضو ماسي
عدد المساهمات : 3455 نقاط : 20317 تاريخ التسجيل : 11/11/2009 العمر : 59 الموقع : سوريا
| موضوع: رد: الشاعر إيليا أبو ماضي الثلاثاء يناير 12, 2010 11:37 pm | |
| يا رفاقي القصيدة التي ألقاها الشاعر في حفلة تكريم الدكتور ظافر الرفاعي وزير خارجية سوريا والدكتور فريد زين الدين سفير سوريا في واشنطن | ومندوبها الدائم في الأمم المتحدة. | ------------- | جعت والخبز وفير في وطابي | والسنا حولي وروحي في ضباب | وشربت الماء عذبا سائغا | وكأني لم أذق غير سراب | حيرة ليس لها مثل سوى | حيرة الزورق في طاغي العباب | ليس بي داء ولكني امروء | لست في أرضي ولا بين صحابي | مرّت الأعوام تتلو بعضها | للورى ضحكي ولي وحدي اكتئابي | كلما استولدت نفسي أملا | مدّت الدنيا له كفّ اغتصاب | أفلتت مني حلاوات الرؤى | عندما أفلت من كفي شبابي | بتّ لا الإلهام باب مشرع | لي ، ولا الأحلام تمشي في ركابي | أشتهى الخمر وكأسي في يدي | وأحس الروح تعرى في ثيابي | يا رفاقي حطموا أفداحكم | ليس في دني خمر لانسكاب | جفّ ضرع الشعر عندي وذوى | ولكم عاش لمري واحتلاب | أيها السائل عني من أنا | أنا كالشمس إلى الشرق انتسابي | لغة الفولاذ هاضت لغتي | لا يعيش الشدو في دنيا اصطخاب | لست أشكو إن شكا غيري النّوى | غربة الأجسام ليست باغتراب | أنا كالكرمة لو لم تغترب | ما حواها الناس خمرا في الخوابي | أنا كالسوسن لو لم ينتقل | لم يتوّج زهرة رأس كعاب | انا في نيويوريك بالجسم | وبالروح في الشرق على تلك الهضاب | في ابتسام الفجر، في صمت الدّجى ، | في أسى تشرين، في لوعة آب | أنا في الغوطة زهر وندى | أنا في ((لبنان)) نجوى وتصابي | ربّ هبني لبلادي عودة | وليكن للغير في الأخرى ثوابي | أيها الآتون من ذاك الحمى | يا دعاة الخير، يا رمز الشباب | كم هششنا وهششتم للمنى | وبكيتم وبكينا في الهضاب؟! | وأشتركنا في الجهاد أو عذاب | والتقينا في الحديث أو كتاب؟ | وعرفتم وعرفنا مثلكم | أنما الحقّ لذي ظفر وناب | كلّ أرض نام عنبا أهلها | فهي أرض لاغتصاب وانتساب | إنني ألمح في أوجهكم | دفقة النور على تلك الروابي | وأرى أشباح أعوام مضت | في كفاح ونضال ووثاب | وأرى أطياف عصر زاهر | طالع كالشمس من خلف الحجاب | ليته يسرع كي أبصره | قبل أن أغدو ترابا في التراب |
| |
|
| |
bassam65 عضو ماسي
عدد المساهمات : 3455 نقاط : 20317 تاريخ التسجيل : 11/11/2009 العمر : 59 الموقع : سوريا
| موضوع: رد: الشاعر إيليا أبو ماضي الثلاثاء يناير 12, 2010 11:41 pm | |
| أمنية المهاجر جعت والخبز وثير في وطابي | والسّنا حولي وروحي في ضباب | وشربت الماء عذبا سائغا | وكأني لم أذق غير سراب | محنة ليس لها مثل سوى | محنة الزّورق في طاغي العباب | ليس بي داء ولكني امرؤ | لست في أرضي ولا بين صحابي | مرّت الأعوام تتلو بعضها | للورى ضحكي ولي وحدي اكتئابي | كلّما استولدت نفسي أملا | مدّت الدّنيا له كفّ اغتصاب | أفلتت مني حلاوات الرؤى | عندما أفلت من كفّي شبابي | بت لا الألهام باب مشرع | لي ولا الأحلام تمشي في ركابي | أشتهي الخمر وكأسي في يدي | وأحس الروح تعري في ثيابي | ربّ هبني لبلادي عودة | وليكن للغير في الأخرى ثوابي | أيّها الآتون في ذاك الحمى | يا دعاة الخير ، يا رمز الشّباب | كم هششتم وهششنا للمنى | وبكيتم وبكينا في مصاب | واشتركنا في جهاد أو عذاب | والتقينا في حديث أو كتاب | وعرفتم وعرفنا مثلكم | أنّما الحقّ لذي ظفر وناب | كلّ أرض نام عنها أهلها | فهي أرض لاغتصاب وانتهاب | زعموا الأنسان بالعلم ارتقى | وأراه لم يزل أنسان غاب | أنه الثعلب مكرا وهو كالسّر | طان غدرا وحكيم كالغراب | يا رفاقي حطّموا أقداحكم | ليس في الدّنيا رحيق لانسكاب | جفّ ضرع الشّعر عندي وانطوى | ولكم عاش لمرعى واحتلاب | ........ | أيّها السائل عني من أنا | أنا كالشّمس ألى الشّرق انتسابي | لغة الفولاذ هاضت لغتي | لا يعيش الشدو في بحر اصطخاب | لست أشكو إن شكا غيري النّوى | غربة الأجسام ليست باغتراب | أنا في نيويورك بالجسم و بالرّ | وح في الشرق على تلك الهضاب | في ابتسام الفجر في صمت الدّجى | في أسى " تشرين " في لوعة " آب " | أنا في الغوطة زهر و ندى | أنا في لبنان نجوى و تصابي | أنّني ألمح في أوجهكم | دفقة النّور على تلك الرّوابي | و أرى أشباح أيّام مضت | في كفاح و نضال و وئاب | و أرى أطياف عصر باهر | طالع كالشّمس من خلف الحجاب | ليته يسرع كي أبصره | قبل أن أغدو تربا في تراب |
| |
|
| |
bassam65 عضو ماسي
عدد المساهمات : 3455 نقاط : 20317 تاريخ التسجيل : 11/11/2009 العمر : 59 الموقع : سوريا
| موضوع: رد: الشاعر إيليا أبو ماضي الثلاثاء يناير 12, 2010 11:45 pm | |
| الرأي الصواب يا نفس هذا منزل الأحباب | فانسي عذابك في النّوى و عذابي | و تهلّلي كالفجر في هذا الحمى | و تألّقي كالخمر في الأكواب | و لتمسح البشرى دموعك مثلما | يمحو الصباح ندى عن الأعشاب | و استرجعي عهد البشاشة و الرّضى | فالدهر عاد تضاحكا و تصابي | أنا بين أصحابي الذين أحبّهم | ما أجمل الدنيا مع الأصحاب | قد كنت مثل الطائر المحبوس في | قفص ، و مثل النجم خلف ضباب | يمتدّ في جنح الظلام تأوّهي | و يطول في أذن الزمان عتابي | و أهزّ أقلامي فترشح حدّة | و أسى ، و يندى بالدموع كتابي | حتى لقيتكم فبت كأنّني | لمسرّتي استرجعت عصر شبابي | ليس التعبّد أن تبيت على الطّوى | و تروح في خرق من الأثواب | لكنه إنقاذ نفس معذّب | من ربقة الآلام و الأوصاب | ليس التعبد عزلة وتنسكا | في الدير أو في الغاب | لكنه ضبط الهوى في عالم | فيه الغوايه جمّة الأسباب | و حبائل الشيطان في جنباته | و المال فيه أعظم الأرباب | هذا هو الرأي الصواب و غيره | مهما حلا للناس غير صواب |
| |
|
| |
bassam65 عضو ماسي
عدد المساهمات : 3455 نقاط : 20317 تاريخ التسجيل : 11/11/2009 العمر : 59 الموقع : سوريا
| |
| |
bassam65 عضو ماسي
عدد المساهمات : 3455 نقاط : 20317 تاريخ التسجيل : 11/11/2009 العمر : 59 الموقع : سوريا
| موضوع: رد: الشاعر إيليا أبو ماضي الثلاثاء يناير 12, 2010 11:54 pm | |
| العليقة
ذات شوك كالحراب أو كأظفار العقاب ربضت في الغاب كاللّص ، لفتك و استلاب تقطع الدّرب على الفلاح و المولى المهاب صنت عنها حرّ وجهي ، فتصدّت لثيابي كلما أفلتّ من ناب تلقّتني بناب فلها نهش الأفاعي ، و لها لسع الذئاب و أذاها في سكوني ، كأذاها في اضطرابي و هي كالقيد لساقي ، و لجيدي كالسّخاب فكأنّا في عناق ، لا نضال ووثاب ....... قلت : يا ساكنة الغاب ، و يا بنت التراب لا تلجّي في اجتذابي ، أو فلجّي في اجتذابي إن عودا فيه ماء ليس عودا لاحتطاب أنا في فجر حياتي ، أنا في شرخ شبابي الهوى ملء فؤادي ، و الصبى ملء إهابي و المنى تنبت في دربي و تمشي في ركابي أنا لم أضجر من العيش و لم أملل صحابي لم أزل ألمح طيف المجد حتى في السراب لم أزل استشعر اللّذة حتى في العذاب لم أزل أستشرف الحسن و لو تحت نقاب ...... ما بنفسي خشية الموت و لا منه ارتهابي أنا للأرض ، و إن طال عن الأرض اغترابي غير أنّي لم يزل ضرعي لمري و احتلاب لم أهب كلّ الذي عندي ، و لم يفرغ و طابي ...... أنا نهر لم أتمم بعد في الأرض انسيابي أنا روض لم أذع كلّ عبيري و ملابي أنا نجم لم يمزّق بعد جلباب الضباب أنا فجر لم تتوّج فضّتي كلّ الروابي لي رغاب لم تلد بعد فتبلى بالتباب ؟ و بنفسي ألف معنى لم يضمّن في كتاب ....... فإذا استنفدت ما في دنّ نفسي من شراب و إذا أنجم آمالي توارت في الحجاب و إذا لم يبق في غيمي ماء لانسكاب و إذا ما صرت كالعلّيق تمثال اكتئاب لا يرجيني محتاج ، و لا يطمع ساب فاجذبيني ... إن يكن منذي نفع للتراب | |
|
| |
bassam65 عضو ماسي
عدد المساهمات : 3455 نقاط : 20317 تاريخ التسجيل : 11/11/2009 العمر : 59 الموقع : سوريا
| موضوع: رد: الشاعر إيليا أبو ماضي الثلاثاء يناير 12, 2010 11:57 pm | |
| بين الضحك و اللّعب
أعطيت من أعشقها وردة من بعد أن أودعتها قلبي فجعلت تنثر أوراقها بأنمل كالعنم الرّطب لا تسألوا العاشق عن قلبه قد ضاع بين الضّحك و اللّعب *** لم أقطف الوردة من غصنها لو لم تكن كالخدّ في الأتّقاد و لم تمزّق هند أوراقها لولا اشتباه بينها و الفؤاد ! .. | |
|
| |
bassam65 عضو ماسي
عدد المساهمات : 3455 نقاط : 20317 تاريخ التسجيل : 11/11/2009 العمر : 59 الموقع : سوريا
| موضوع: رد: الشاعر إيليا أبو ماضي الثلاثاء يناير 12, 2010 11:59 pm | |
| تحيّة الشام حيّ الشآم مهندا و كتابا | و الغوطة الخضراء و المحرابا | ليست قبابا ما رأيت و إنّما | عزم تمرّد فاستطال قبابا | فالثم بروحك أرضها تلثم عصورا | للعلى سكنت حصى و ترابا | و اهبط على بردى يصفّق ضاحكا | يستعطف التلعات و الأعشابا | روح أطلّ من السماء عشية | فرأى الجمال هنا .. فحنّ ، فذابا | و صفا و شفّ فأوشكت ضفاته | تنساب من وجد به منسابا | با أدمع حور الجنان ذرفنها | شوقا ، و لم تملك لهنّ إيابا | بردى ذكرتك للعطاشى فارتووا | و بنى النهى فترشّفوك رضابا | مرت بك الأدهار لم تخبث ولم | تفسد وكم خبث الزمان وطابا | ****** | بأبي و أمّي في العراء موسّد | بعث الحياة مطامعا و رابا | لما ثوى في ميسلون ترنّحت | هضباتها و تنفّست أطيابا | و أتى النجوم حديثه فتهافتت | لتقوم حرّاسا له حجّابا | ما كان يوسف واحدا بل موكبا | للنور غلغل في الشموس فغابا | هذا الذي اشتاق الكرى تحت الثرى | كي لا يرى في جلّق الأغرابا | و إذا نبا العيش الكريم بماجد | حرّ رأى الموت الكريم صوابا | إنّي لأزهى بالفتى و أحبه | يهوى الحياة مشقّة و صعابا | و يضوع عطرا كلما شدّ الأسى | بيديه يعرك قلبه الوثّابا | و يسيل ماء إن حواه فدفد | و إذا طواه الليل شعّ شهابا | و إذا العواصف حجّبت وجه السما | جدل العواصف للسما أسبابا | و إذا تقوّض صرح آمال بنى | أملا جديدا من رجاء خابا | فابن الكوكب كلّ أفق أفقه | وابن الضراغم ليس يعدم غابا | ****** | عجبا لقومي و العدوّ ببابهم | كيف استطابوا اللّهو و الألعابا ؟ | و تخاذلت أسيافهم عن سحقه | في حين كان النصر منهم قابا | تركوا الحسام إلى الكلام تعلّلا | يا سيف ليتك ما وجدت قرابا | دنياك ، يا وطن العروبة ، غابة | حشدت عليك أراقما و ذئابا | فالبس لها ماء الحديد مطارفا | واجهل لسانك مخلبا أو نابا | لا شرع في الغابات إلاّ شرعها | فدع الكلام شكاية و عتابا | هذي هي الدنيا التي أحببتها | و سقيت غيرك حبّها أكوابا | و ضحكت مع أحلامها ، و بكيت في | آلامها ، و جرعت معها الصّابا | و أضلّ روحك في السرى و أضلّها | ما خلته ماء فكان سرابا | و نظرت ، و الأوصاب تنهش قلبها ، | فرأيت كلّ لذاذة أوصابا | شاء الظلوم خرابها فإذا الورى | لا يبصرون سوى نهاه خرابا | دنيا تألّق أمسها في يومها | فاستجمع الأنساب و الأحسابا | و سرى سناء الوحي من آفاقها | يغشى العصور و يغمر الأحقابا | ألحقّ ما رفعت به جدرانها | و الخير ما زانت به الأبوابا | فاستنطق التاريخ هل في سفره | مجد يضاهي مجدها الخلّابا ؟ | شابت حضارات ، و دالت و انطوت | أمم ، و مجد أميّة ما شابا | الأمس كان لها و إنّ لها غدا | تتلفّت الدنيا له إعجابا | غنّيت من قبل المحولة و العرا | أفلا تغنّي الروضة المخصابا ؟ | عطفت لياليها عليك بشاشة | فانس الليالي غربة و عذابا | وانشر جناحك فالفضاء منوّر | و املأ كؤوسك قد وجدت شرابا | فلشدو مثلك كوّنت ، و لمثلها | خلق الإله البلبل المطرابا | ****** | ليت الرياض تعيرني ألوانها | لأصوغ منها للرئيس خطابا | و أقول إنّي عاجز عن شكره | عجز الأنامل أن تلم عبابا | أشكو إلى نفسي العياء فتشتكي | مثلي ، و تصمت لا تحير جوابا | فلقد رأيت البحر حين رأيته | فوقفت مضطرب الرؤى هيّابا | أعميد سوريّا و كاشف ضرّها | خلقت يداك من الشيوخ شبابا | و بلابل كانت تئنّ سجينة | أطلقتها و أطرتها أسرابا | يا صاحب الخلق المصفّى كالنّدى | لو لم تكن بشرا لكنت سحابا | أمل الشبيبة في يديك وديعة | فارفع لها الأخلاق و الآدابا | فالجهل أنّي كان فهو عقوبة ، | و العلم أنّى كان كان ثوابا | يا ويح نفسي كم تطارني النّوى | و تهدّ منّي القلب و الأعصابا | ودّعت خلف البحر أمس أحبّة | و غدا أودّع ها هنا أحبابا |
| |
|
| |
bassam65 عضو ماسي
عدد المساهمات : 3455 نقاط : 20317 تاريخ التسجيل : 11/11/2009 العمر : 59 الموقع : سوريا
| موضوع: رد: الشاعر إيليا أبو ماضي الأربعاء يناير 13, 2010 3:11 am | |
| ريح الردى
عصفت ريح اردى بالمشعل فخبا *** أيّها النائم عنا و العيون في سهر نحن من بعدك أسرى للشجون و الكدر تشتكي أرواحنا ظلم المنون و القدر للسما ، للّيل ، للفجر الجليّ للرّبى *** للأقاحي الذابلات الذاية كالأماني للسواقي النائحات الباكية كالغواني سلب الدّهر حلاها الغالية في ثواني و بشاشات الزمان الأول و الصبا *** يا ربيعا من وفاء و كرم في بدن من رأى قبلك دنيا من شيم في كفن خلّصت روحك من سجن الألم و الشجن و مضى للبحر ماء الجدول طربا *** يا كريم الأصل قد زانك فعلك و صفاتك عشت للناس كأنّ الكلّ أهلك ولداتك لهم كلّ الذي تحوي و تملك و حياتك كنت في دنيا الضباب المسدل كوكبا *** عصفت ريح الردى بالمشعل فخبا فأذا كلّ قصور الأمل كالهبا | |
|
| |
bassam65 عضو ماسي
عدد المساهمات : 3455 نقاط : 20317 تاريخ التسجيل : 11/11/2009 العمر : 59 الموقع : سوريا
| موضوع: رد: الشاعر إيليا أبو ماضي الأربعاء يناير 13, 2010 3:13 am | |
| الرجل و المرأة يا ربّ قائلة و القول أجمله | ما كان من غادة حتى و لو كذبا | إلى م تحتقر الغادات بينكم | و هنّ في الكون أرقى منكم رتبا | كن لكم سببا في كلّ مكرمة | و كنتم في شقاء المرأة السّببا | زعمتم أنّهنّ خاملات نهى | و لو أردن لصيّرن الثّرى ذهبا | فقلت لو لم يكن ذا رأي غانية | لهاج عند الرّجال السخط و الصّخبا | لم تنصفينا و قد كنّا نؤمّل أن | لا تنصفينا لهذا لا نرى عجبا | هيهات تعدل حسناء إذا حكمت | فا الظلم طبع على الغادات قد غلبا | ****** | يحاربالرّجل الدنيا فيخضعها | و يفزع الدّهر مذعورا إذا غضبا | يرنو فتضطرب الآساد خائفة | فإن رنت حسن ظلّ مضطربا | فإن تشأ أودعت أحشاءه بردا | و إن تشأ أودعت أحشاءه لهبا | يفنى الليالي في همّ و في تعب | حذار أن تشكي من دهرها تعبا | و لو درى أنّ هذي الشهب تزعجها | أمسى يروع في أفلاكها الشّهبا | يشقى لتصبح ذات الحلى ناعمة | و يحمل الهمّ عنها راضيا طربا | فما الذي نفحته الغانيات به | سوى العذاب الذي في عينه عذبا ؟ | هذا هو المرء يا ذات العفاف فمن | ينصفه لا شكّ فيه ينصف الأدبا | عنّفته و هو لا ذنب جناه سوى | أن ليس يرضى بأن يغدو لها ذنبا |
| |
|
| |
bassam65 عضو ماسي
عدد المساهمات : 3455 نقاط : 20317 تاريخ التسجيل : 11/11/2009 العمر : 59 الموقع : سوريا
| موضوع: رد: الشاعر إيليا أبو ماضي الأربعاء يناير 13, 2010 3:15 am | |
| السيّد المجتبى سلام على السيّد المجتبى | كقطر الغمام و نشر الكبا | و يا مرحبا بأمير السلام | و قلّ له قولنا مرحبا | قدومك بدّد عنّا الأسى | كما يكشف القمر الغيهبا | و أحيا المنى في فؤاد الفتى | وردّ إلى الشيخ عهد الصّبى | كأنّي " بأيّار " خير الشهور | أتاه البشير بذاك النّبا | فوشّى الرّياض ، و حلّى الحقول ، | وزان الوهاد ، وزان الرّبى | و قال لأغصانه صفّقي | و للطير في الأرض أن تخطبا | و للنسمات تجوب البلاد | و تملأها أرجا طيّبا | ورنت بأذني أغاريدها | فقلت لكفّي أن تكتبا | فهذا القريض حفيف الغصون | و شدو الطيور ، و نفح الصبا | ****** | طلعات فطال خفوق الفؤاد | كأنّ به هزّة الكهربا | و ليس به هزّة الكهرباء | و لكن رأى التّائه الكوكبا | و ألقت إليك مقاليدها | نفوس تخيّرت الأنسبا | فيا صاحب الشّيم الباهرات | و يا من تحلّ لديه الحبّا | تقوّل عنك صغار النفوس | لأمر فما أدركوا مأربا | و من يسلب الشمس أنوارها | و من ذا الذي يمسك الصيبا ؟ | فأحسن إليهم و إن أخطأوا | و كن كالحيا يمطر السّبسبا | إذا لم تسامح و أنت الكريم | فمن ذا الذي يرحم المذنبا ؟ | ****** | لقد طرب التاج و الصولجان | و حقّ لهذين أن يطربا | فإن هنّأوك بما نلته | فإنّي أهنّي بك المنصبا |
| |
|
| |
bassam65 عضو ماسي
عدد المساهمات : 3455 نقاط : 20317 تاريخ التسجيل : 11/11/2009 العمر : 59 الموقع : سوريا
| موضوع: رد: الشاعر إيليا أبو ماضي الأربعاء يناير 13, 2010 3:18 am | |
| 1931 ليطرب من شاء أن يطربا | فلست بمستمطر خلّبا | عرفت الزمان قريب الأذى | فصرت إلى خوفه أقربا | و هذا الجديد أبوه القديم | و لا تلد الحيّة الأرنبا | أرى الكون يرمقه ضاحكا | كمن راء تيه كوكبا | و لو علم الخلق ما عنده | أهلّوا إلى الله كي يغربا | و لو علم العيد ما عندهم | أبى أن يمزّق عنه الخبا | ألا لا يغرّك تهليهم | و قولتهم لك يا مرحبا | فقد لبّسوك لكي يخلعوك | كما تخلع القدم الجوربا | و لوعون بالغدر من طبعهم | فمن لم يكن غادرا جرّبا | و كائن فتى هزّني قوله | أنا خدنك الصّادق المجتبى | أرافق من شكله ضيغما | يرافق من نفسه ثعلبا | هم القوم أصحبهم مكرها | كما يصحب القمر الغيهبا | أراني أوحد من ناسك | على أنّني في عداد الدبى | و أمرح في بلد عامر | و أحسبني قاطنا سبسبا | و قال خليلي : الهناء القصور | ىو كيف و قد ملئت أذؤبا | ألفت الهموم فلو أنّني | قدرت تمنّعت أن أطربا | كأنّ الجبال على كاهلي | كأنّ سروري أن أغضبا | و كيف ارتياح أخي غربة | يصاحب من همه عقربا | عتبت على الدهر لو أنّني | أمنت فؤادي أن يعتبا | ****** | و جدتك و الشّيب في مفرقي | وودّعني و أخوك الصّبي | فليس بكائي عاما خلا | و لكن شبابي الذي غيّبا | فيا فرحا بمجيء السنين | تجيء السنون لكي تذهبا | عجيب مشيبي قلب الأوان | و أعجب أن لا أرى أشيبا | فإنّ نوائب عاركتها | تردّ فتى العشر محدودبا | ويا بنت " كولمب " كم تضحكين | كأنّك أبصرت مستغربا | أليس البياض الذي تكرهين | يحبّبني ثغرك الأشنبا | فمن كان يكره إشراقه | فإنّي أكره أن يخضبا | أحبّك يا أيّها المستنير | و إن تك أشمتّ بي الرّبربا | و أهوى لأجلك لمع البروق | و أعشق فيك أقاح الرّبى | ****** | و يا عام هل جئتنا محرما | فنرجوك أم جئتنا محربا | تولّى أخوك وقد هاجها | أقلّ سلاح بنيها الظبى | يجندل فيها الخميس الخميس | و يصطرع المقنب المقنبا | إذا ارتفع الطرف في جوّها | رأى من عجاجتها هيدبا | وجيّاشه برقها رعدها | تدكّ من الشّاهق المنكبا | يسير بها الجند محموله | قضاء على عجل ركبا | يودّ الفتى أنّه هارب | و يمنعه الخوف أن يهربا | و كيف النجاة و مقذوفها | و يطول من الشرق من غرّبا ؟ | و لو أنّه فلو أنّ تهتانها | حيا أنبت القاحل المجدبا | فما المنجنيق و أحجاره | و ما الماضيات الرقاق الشبا ؟ | ****** | أإن شكت الأرض حرّ الصّدى | سقاها النجيع الورى صيّبا | فيا للحروب و أهوالها | أما حان يا قوم أن تشجبا | هو الموت آت على رغمكم | فألقوا المسدّس و الأشطبا | و للخالق الملك و المالكون | فلا تتبعوا فيكم أشعبا | ****** | و لم أنس مصرع " تيتانيك " | و مصرعنا يوم طار النبا | فمن شدّة الهول في صدقه | رغبنا إلى " البرق " أن يكذبا | ليالي لا نستطيب الكرى | و لا نجد الماء مستعذبا | و بات فؤادي ، به صدعها | و بتّ أحاذر أن يرأبا | و لي ناظر غرق مثلها | من الدّمع بالبحر مستوثبا | إذا ما تذكرتها هجت بي | أسى تتّقيه الحشا مخلبا | فأمسي على كبدي راحتي | أخاف مع الدّمع أن تسربا | خطوب يراها الورى مثلها | لذلك أشفق أن تكتبا | ****** | لقد نكب الشّرق نكباته | و حاول أن ينكب المغربا | و أشقى نفوس بني آدم | ليرضى السّراحين و الأعقبا | و لو جاز بين الضّحى و الدجى | لقاتل فيه الضّحى الغيهبا | لعلّلك تمحو جناياته | فننسى بك الذّنب و المذنبا | إذا كنت لا تستطيع الخلود | فعش بيننا أثرا طيّبا | فإنّك في إثره راحل | مشيت السّواك أو الهيدبى |
| |
|
| |
bassam65 عضو ماسي
عدد المساهمات : 3455 نقاط : 20317 تاريخ التسجيل : 11/11/2009 العمر : 59 الموقع : سوريا
| موضوع: رد: الشاعر إيليا أبو ماضي الأربعاء يناير 13, 2010 3:19 am | |
| بردي يا سحب رضيت نفسي بقسمتها | فليراود غيري الشّهبا | كلّ نجم لا اهتداء به | لا أبالي لاح أو غربا | كلّ نهر لا ارتواء به | لا أبالي سال أو نضبا | ما غد ، يا من يصوره | لي شيئا رائعا عجبا | ما له عين و ل أثر | هو كالأمس الذي ذهبا | أسقني الصهباء إن حضرت | ثمّ صف لي الكأس و الحببا | ليس يرويني مقالك لي | أنّها العقيان منسكبا | إنّ صدقا لا أحسّ به | هو شيء يشبه الكذبا | لا ينجي الشاه من سغب | أنّ في أرض السّهى عشبا | ما على من لا يطيق يرى | نوّر الوادي أو اكتئبا | ما يفيد الطير في قفص | ضاق هذا الجوّ أو رحبا | ****** | برّدي ، يا سجي ، من ظمأي | واهطلي من بعد ذا ذهبا | أو فكوني غير راحمة | حمما حمراء لا سحبا | ولأكن وحدي لها هدفا | و لتكن نفسي لها حطبا | أنا من قوم إذا حزنوا | وجدوا في حزنهم طربا | و إذا ما غاية صعبت | هوّنوا بالترك ما صعبا |
| |
|
| |
bassam65 عضو ماسي
عدد المساهمات : 3455 نقاط : 20317 تاريخ التسجيل : 11/11/2009 العمر : 59 الموقع : سوريا
| موضوع: رد: الشاعر إيليا أبو ماضي الأربعاء يناير 13, 2010 3:20 am | |
| قصيدة الطبيعة روض إذا زرته كئيبا | نفّس عن قلبك الكروبا | يعيد قلب الخليّ مغرا | و ينسى العاشق الحبيبا | إذا بكاه الغمام شقّت | من الأسى زهرة الجيوبا | تلقى لديه الصّفا ضروبا | و لست تلقى له ضريبا | و شاه قطر الندى فأضحى | رداؤه معلما قشيبا | فمن غصون تميس تيها | و من زهور تضوع طيبا | و من طيور إذا تغنّت | عاد المعنّى بها طروبا | و نرجس كالرقيب يرنو | و ليس ما يقتضي رقيبا | و أقحوان يريك درّا | و جلّنار حكى اللّهيبا | و جدول لا يزال يجري | كأنّه يقتفي مريبا | تسمع طورا له خريرا | و تارة في الثرى دبيبا | إذا ترامى على جديب | أمسى به مربعا خصيبا | أو يتجنّى على خصيب | أعاده قاحلا جديبا | صحّ فلو جاءه عليل | لم يأت من بعده طبيبا | و كلّ معنى به جميل | يعلّم الشاعر النسيبا | أرض إذا زارها غريب | أصبح عن أرضه غريبا |
| |
|
| |
bassam65 عضو ماسي
عدد المساهمات : 3455 نقاط : 20317 تاريخ التسجيل : 11/11/2009 العمر : 59 الموقع : سوريا
| موضوع: رد: الشاعر إيليا أبو ماضي الأربعاء يناير 13, 2010 3:20 am | |
| لا يدرك الهرم النجوم ( قصيدة بعث بها الى صديقة الشاعر المرحوم مسعود سماحة) | ----- | يا شاعرا حلو المودّة في الحضور و في الغياب | شهد ولاءك و الأنام و لاؤهم شهد وصاب | أنا إن شكوت إليك منك ، و سال في كتبي العتاب | فحكايتي كحكاية الظمآن في قفر يباب | لم يروه لمع السراب فراح يستسقي السحاب | فهمي ، فكان الخير فيه للأباطح و الهضاب | " مسعود " أهون بالمشيب فما امّحى إلا الخضاب | ماذا عليك من الثلوج وفي ضلوعك حر آب | الكأس أجمل في النواظر إذ يرصّعها الحباب | إن شاب منك المفرقان فما أظنّ القلب شاب | لا تزعمنّ له المتاب فإنّ توبته كذاب | ما زال يخفق بالهوى ، و يفيض بالسحر العجاب | و يريك دنيا لا تحدّ ، ومن ورائك ألف باب | دنيا من اللّذات و الأفراح في دنيا عذاب | و يريك جنات الجمال و أنت في الطلل الخراب | * | أفتى القوافي الشاديات كأنّها أطيار غاب | إن قيل إنك صرت شيخا ، قل أجل شيخ الشباب | أترى إذا العنوان ضاع يضيع مضمون الكتاب | ألسيف ليس يعيبه مشي الخلوقة في القراب | و الخمر خمر في إناء من لجين أو تراب | و حياة مثلك ليس تدخل في قياس أو حساب | فغد زمانك مثل أمس و إن مضى عصر الشباب | لا يدرك الهرم النجوم و أنت في الدنيا شهاب | و إذا يعاب على المشيب فتى فمن ذا لا يعاب | أو كان يمدح بالسواد فمن ترى مدح الغراب | * | يا نفحة من شاعر | أرج الكتاب بها وطاب | الفجر أهدى لي السنا | و الروض أهدى لي الملاب |
| |
|
| |
bassam65 عضو ماسي
عدد المساهمات : 3455 نقاط : 20317 تاريخ التسجيل : 11/11/2009 العمر : 59 الموقع : سوريا
| موضوع: رد: الشاعر إيليا أبو ماضي الأربعاء يناير 13, 2010 3:23 am | |
| الناسكة
أبصرت في الحبل قبيل المغيب سنبلة في سفح ذاك الكئيب حانية مطرقة الرأس كأنما تسجد للشمس أو أنها تتلو صلاة المساء *** فملت عن راهبة الحقل وسرت لا ألوي على ضلّي ألتقط الحب وأذريه وتارة في النار ألقيه مستخرجا منه لجسمي غذاء *** قد غابت الشمس وراء القمم وسكت الطير الذي لم ينم لكنّ ناري لم تزل ترعج ولم ازل آكل ما تنضج يا حبذا النار ونعم الشواء *** وأنني في مرحي والدّد أذ صاح بي صوت بلا موعد ما الحبّ، يا هذا، ولا السنبل ما تأكل النار وما تأكل وأنما أسلافك الأصفياء *** لا بشر، لا طائر ماثل يا عجبا!نطق ولا قائل من أين جاء الصوت؟ لا أدري لكنّما ناسكةالبرّ قد رفعت هامتها للعلاء | |
|
| |
bassam65 عضو ماسي
عدد المساهمات : 3455 نقاط : 20317 تاريخ التسجيل : 11/11/2009 العمر : 59 الموقع : سوريا
| موضوع: رد: الشاعر إيليا أبو ماضي الأربعاء يناير 13, 2010 3:24 am | |
| يا صاح ! يا صاح كم تفّاحة غضّة | يحملها في الرّوض غصن رطيب | ناضجة ترتجّ في جوّها | مثل ارتجاج الشّمس عند المغيب | حرّضك الوجد على قطفها | لّما غفا الواشي ونام الرّقيب | لكن لأمر أدرى به | رجعت عنّها المستريب | تقول للنفس الطّموح اقصري | ما سرقه التفّاح شأن الأريب | * | وربّ صفراء كلون الضّحى | ينقي بها أهل الكروب الكروب | دارت على الشّرب بها غادة | كأنها ظي الكناس الرّبيب | في طرفك السّاجي هيام بها | وبين أحشائك شوق مذيب | لكن لأمر أنت أدرى به | رجعت عنها رجعت المستريب | تقول للنفس الطّموح اقصري | ما غرّ با لصّهباء يوما لبيب | أياك أياك وأكوابها | أخت الخنا هذي وأم الذنوب | وكم شفاه أرجوانّية | كأنها مخضوبة باللّهيب | ساعدك الدّهر على لثمها | ورشف ما خلف اللّهيب العجيب | لكن لأمر أنت أدرى به | رجعت عنها رجعة المستريب | تعنّف القلب على غيّة | وتعذل العين التي لا تنيب | قتلت نزعاتك في مهدها | ولم تطع في الحب حتّى الحبيب | * | والآن لّما انجاب عنك الصّبى | ولاح في المفرق ثلج المثيب | واستسلم القلب كما استسلمت | نفسك لليأس المخوف الرّهيب | أراك للحسرة تبكي كما | يبكي على النّائي الغريب الغريب | تودّ لو أنّ الصّبى عائد | هيهات قد مرّ الزّمان القشيب | * | خلّ البكا يا صاحي والأسى | اللّيل لا يقصيه عنك النّحيب | لا خير في الشّيء انقضى وقته | ما لقتيل حاجة بالطّبيب!!! |
| |
|
| |
bassam65 عضو ماسي
عدد المساهمات : 3455 نقاط : 20317 تاريخ التسجيل : 11/11/2009 العمر : 59 الموقع : سوريا
| موضوع: رد: الشاعر إيليا أبو ماضي الأربعاء يناير 13, 2010 3:26 am | |
| الطلاسم
جئت، لا أعلم من أين، ولكنّي أتيت ولقد أبصرت قدّامي طريقا فمشيت وسأبقى ماشيا إن شئت هذا أم أبيت كيف جئت؟ كيف أبصرت طريقي؟ لست أدري! أجديد أم قديم أنا في هذا الوجود هل أنا حرّ طليق أم أسير في قيود هل أنا قائد نفسي في حياتي أم مقود أتمنّى أنّني أدري ولكن... لست أدري! وطريقي، ما طريقي؟ أطويل أم قصير؟ هل أنا أصعد أم أهبط فيه وأغور أأنا السّائر في الدّرب أم الدّرب يسير أم كلاّنا واقف والدّهر يجري؟ لست أدري! ليت شعري وأنا عالم الغيب الأمين أتراني كنت أدري أنّني فيه دفين وبأنّي سوف أبدو وبأنّي سأكون أم تراني كنت لا أدرك شيئا؟ لست أدري! أتراني قبلما أصبحت إنسانا سويّا أتراني كنت محوا أم تراني كنت شيّا ألهذا اللّغو حلّ أم سيبقى أبديّا لست أدري... ولماذا لست أدري؟ لست أدري! البحر: قد سألت البحر يوما هل أنا يا بحر منكا؟ هل صحيح ما رواه بعضهم عني وعنكا؟ أم ترى ما زعموا زوار وبهتانا وإفكا؟ ضحكت أمواجه مني وقالت: لست أدري! أيّها البحر، أتدري كم مضت ألف عليكا وهل الشّاطىء يدري أنّه جاث لديكا وهل الأنهار تدري أنّها منك إليكا ما الذّي الأمواج قالت حين ثارت؟ لست أدري! أنت يا بحر أسير آه ما أعظم أسرك أنت مثلي أيّها الجبار لا تملك أمرك أشبهت حالك حالي وحكى عذري عذرك فمتى أنجو من الأسر وتنجو؟ .. لست أدري! ترسل السّحب فتسقي أرضنا والشّجرا قد أكلناك وقلنا قد أكلنا الثّمرا وشربناك وقلنا قد شربنا المطرا أصواب ما زعمنا أم ضلال؟ لست أدري! قد سألت السّحب في الآفاق هل تذكر رملك وسألت الشّجر المورق هل يعرف فضلك وسألت الدّر في الأعناق هل تذكر أصلك وكأنّي خلتها قالت جميعا: لست أدري! برفض الموج وفي قاعك حرب لن تزولا تخلق الأسماك لكن تخلق الحوت الأكولا قد جمعت الموت في صدرك والعيش الجميلا ليت شعري أنت مهد أم ضريح؟.. لست أدري! كم فتاة مثل ليلى وفتى كأبن الملوح أنفقا السّاعات في الشّاطىء ، تشكو وهو يشرح كلّما حدّث أصغت وإذا قالت ترنّح أخفيف الموج سرّ ضيّعاه؟.. لست أدري! كم ملوك ضربوا حولك في اللّيل القبابا طلع الصّبح ولكن لم نجد إلاّ الضّبابا ألهم يا بحر يوما رجعة أم لا مآبا أم هم في الرّمل ؟ قال الرّمل إني... لست أدري! فيك مثلي أيّها الجبّار أصداف ورمل إنّما أنت بلا ظلّ ولي في الأرض ظلّ إنّما أنت بلا عقل ولي ،يا بحر ، عقل فلماذا ، يا ترى، أمضي وتبقى ؟.. لست أدري! يا كتاب الدّهر قل لي أله قبل وبعد أنا كالزّورق فيه وهو بحر لا يجدّ ليس لي قصد فهلل للدهر في سيري قصد حبّذا العلم، ولكن كيف أدري؟.. لست أدري! إنّ في صدري، يا بحر ، لأسرار عجابا نزل السّتر عليها وأنا كنت الحجابا ولذا أزداد بعدا كلّما أزددت اقترابا وأراني كلّما أوشكت أدري... لست أدري! إنّني ،يا بحر، بحر شاطئاه شاطئاكا الغد المجهول والأمس اللّذان اكتنفاكا وكلانا قطرة ، يا بحر، في هذا وذاك لا تسلني ما غد، ما أمس؟.. إني... لست أدري! الدير: قيل لي في الدّير قوم أدركوا سرّ الحياة غير أنّي لم أجد غير عقول آسنات وقلوب بليت فيها المنى فهي رفات ما أنا أعمى فهل غيري أعمى؟.. لست أدري! قيل أدرى النّاس بالأسرار سكّان الصوامع قلت إن صحّ الذي قالوا فإن السرّ شائع عجبا كيف ترى الشّمس عيون في البراقع والتي لم تتبرقع لا تراها؟.. لست أدري! إن تك العزلة نسكا وتقى فالذّئب راهب وعرين اللّيث دير حبّه فرض وواجب ليت شعري أيميت النّسك أم يحيي المواهب كيف يمحو النّسك إثما وهو إثم؟.. لست أدري! أنني أبصرت فيّ الدّير ورودا في سياج قنعت بعد النّدى الطّاهر بالماء الأجاج حولها النّور الذي يحي ، وترضى بالديّاجي أمن الحكمة قتل القلب صبرا؟.. لست أدري! قد دخلت الدّير عند الفجر كالفجر الطّروب وتركت الدّير عند اللّيل كاللّيل الغضوب كان في نفسي كرب، صار في نفسي كروب أمن الدّير أم اللّيل اكتئابي؟ لست أدري! قد دخلت الدّير استنطق فيه الناسكينا فإذا القوم من الحيرة مثلي باهتونا غلب اليأس عليهم ، فهم مستسلمونا وإذا بالباب مكتوب عليه... لست أدري! عجبا للنّاسك القانت وهو اللّوذعي هجر النّاس وفيهم كلّ حسن المبدع وغدا يبحث عنه المكان البلقع أرأى في القفر ماء أم سرابا؟.. لست أدري! كم تمارى ، أيّها النّاسك، في الحق الصّريح لو أراد اللّه أن لا تعشق الشّيء المليح كان إذ سوّاك بلا عقل وروح فالّذي تفعل إثم ... قال إني ... لست أدري! أيّها الهارب إنّ العار في هذا الفرار لا صلاح في الّذي تفعل حتّى للقفار أنت جان أيّ جان ، قاتل في غير ثار أفيرضى اللّه عن هذا ويعفو ؟.. لست أدري! بين المقابر: ولقد قلت لنفسي، وأنا بين المقابر هل رأيت الأمن والرّاحة إلاّ في الحفائر؟ فأشارت : فإذا للدّود عيث في المحاجر ثم قالت :أيّها السّائل إني... لست أدري! أنظري كيف تساوى الكلّ في هذا المكان وتلاشى في بقايا العبد ربّ الصّولجان والتقى العاشق والقالي فما يفترقان أفبذا منتهى العدل؟ فقالت ... لست أدري! إنّ يك الموت قصاصا، أيّ ذنب للطّهاره وإذا كان ثوابا، أيّ فضل للدعاره وإذا كان يوما وما فيه جزاء أو جساره فلم الأسماء إثم أو صلاح؟.. لست أدري! أيّها القبر تكلّم، واخبرني يا رمام هل طوى أحلامك الموت وهل مات الغرام من هو المائت من عام ومن مليون عام أبصير الوقت في الأرماس محوا؟.. لست أدري! إن يك الموت رقادا بعده صحو طويل فلماذا ليس يبقى صحونا هذا الجميل؟ ولماذا المرء لا يدري متى وقت الرّحيل؟ ومتى ينكشف السّرّ فيدري؟.. لست أدري! إن يك الموت هجوعا يملأ النّفس سلاما وانعتاقا لا اعتقالا وابتداء لا ختاما فلماذا أعشق النّوم ولا أهوى الحماما ولماذا تجزع الأرواح منه؟.. لست أدري! أوراء القبر بعد الموت بعث ونشور فحياة فخلود أم فتاء ودثور أكلام النّاس صدق أم كلام الناس زور أصحيح أنّ بعض الناس يدري؟.. لست أدري! إن أكن أبعث بعد الموت جثمانا وعقلا أترى أبعث بعضا أم ترى أبعث كلاّ أترى أبعث طفلا أم ترى أبعث كهلا ثمّ هل أعرف بعد الموت ذاتي؟.. لست أدري! يا صديقي، لا تعللّني بتمزيق السّتور بعدما أقضي فعقلي لا يبالي بالقشور إن أكن في حالة الإدراك لا أدري مصيري كيف أدري بعدما أفقد رشدي... لست أدري! القصر والكوخ: ولقد أبصرت قصرا شاهقا عالي القباب قلت ما شادك من شادك إلاّ للخراب أنت جزء منه لكن لست تدري كيف غاب وهو لا يعلم ما تحوي؛ أيدري؟.. لست أدري! يا مثالا كان وهما قبلما شاء البناة أنت فكر من دماغ غيّبته الظلمات أنت أمنية قلب أكلته الحشرات أنت بانيك الّذي شادك لا ... لا... لست أدري! كم قصور خالها الباني ستبقى وتدوم ثابتات كالرّواسي خالدات كالنّجوم سحب الدّهر عليها ذيله فهي رسوم مالنا نبني وما نبني لهدم؟.. لست أدري! لم أجد في القصر شيئا ليس في الكوخ المهين أنا في هذا وهذا عبد شك ويقين وسجين الخالدين اللّيل والصّبح المبين هل أنا في القصر أم في الكوخ أرقى؟ لست أدري! ليس في الكوخ ولا في القصر من نفسي مهرب أنّني أرجو وأخشى، إنّني أرضى وأغضب كان ثوبي من حرير مذهب أو كان قنّب فلماذا يتمنّى الثوب عاري؟.. لست أدري! سائل الفجر: أعند الفجر طين ورخام؟ واسأل القصر ألا يخفيه، كالكوخ، الظّلام واسأل الأنجم والرّيح وسل صوب الغمام أترى الشّيء كما نحن نراه؟.. لست أدري! الفكر: ربّ فكر لاح في لوحة نفسي وتجلّى خلته منّي ولكن لم يقم حتّى تولّى مثل طيف لاح في بئر قليلا واضمحّلا كيف وافى ولماذا فرّ منّي؟ لست أدري! أتراه سابحا في الأرض من نفس لأخرى رابه مني أمر فأبى أن يستقرّا أم تراه سرّ في نفسي كما أعبر جسرا هل رأته قبل نفسي غير نفسي؟ لست أدري! أم تراه بارقا حينا وتوارى أم تراه كان مثل الطير في سجن فطارا أم تراه انحلّ كالموجة في نفسي وغارا فأنا أبحث عنه وهو فيها، لست أدري! صراع وعراك: إنّني أشهد في نفسي صراعا وعراكا وأرى ذاتي شيطانا وأحيانا ملاكا هل أنا شخصان يأبى هذا مع ذاك اشتراكا أم تراني واهما فيما أراه؟ لست أدري! بينما قلبي يحكي في الضّحى إحدى الخمائل فيه أزهار وأطيار تغني وجداول أقبل العصر فأسى موحشا كالقفر قاحل كيف صار القلب روضا ثمّ قفرا؟ لست أدري! أين ضحكي وبكائي وأنا طفل صغير أين جهلي ومراحي وأنا غضّ غرير أين أحلامي وكانت كيفما سرت تسير كلّها ضاعت ولكن كيف ضاعت؟ لست أدري! لي إيمان ولكن لا كأيماني ونسكي إنّني أبكي ولكن لا كما قد كنت أبكي وأنا أضحك أحيانا ولكن أيّ ضحك ليت شعري ما الذي بدّل أمري؟ لست أدري! كلّ يوم لي شأن ، كلّ حين لي شعور هل أنا اليوم أنا منذ ليال وشهور أم أنا عند غروب الشمس غيري في البكور كلّما ساءلت نفسي جاوبتني: لست أدري! ربّ أمر كنت لّما كان عندي أتّقيه بتّ لّما غاب عنّي وتوارى أشتهيه ما الّذي حبّبه عندي وما بغّضنيه أأنا الشّخص الّذي أعرض عنه؟ لست أدري! ربّ شخص عشت معه زمناألهو وأمرح أو مكان مرّ دهر لي مسرى ومسرح لاح لي في البعد أجلى منه في القرب وأوضح كيف يبقى رسم شيء قد توارى؟ لست أدري! ربّ بستان قضيت العمر أحمي شجره ومنعت النّاس أن تقطف منه زهره جاءت الأطيار في الفجر فناشت ثمره ألأطيار السّما البستان أم لي؟ لست أدري! رب قبح عند زيد هو حسن عند بكر فهما ضدّان فيه وهو وهم عند عمرو فمن الصّادق فيما يدّعيه ، ليت شعري ولماذا ليس للحسن قياس؟ لست أدري! قد رأيت الحسن ينسى مثلما تنسى العيوب وطلوع الشّمس يرجى مثلما يرجى الغروب ورأيت الشّر مثل الخير يمضي ويؤوب فلماذا أحسب الشرّ دخيلا؟ لست أدري! إنّ هذا الغيث يهمي حين يهمي مكرها وزهور الأرض تفشي مجبرات عطرها لا تطيق الأرض تخفي شوكها أو زهرها لا تسل : أيّهما أشهى وأبهى؟ لست أدري! قد يصير الشوك إكليلا لملك أو نبّي ويصير الورد في عروة لص أو بغيّ أيغار الشّوك في الحقل من الزّهر الجنّي أم ترى يحسبه أحقر منه؟ لست أدري! قد يقيني الخطر الشّوك الذي يجرح كفّي ويكون السّمّ في العطر الّذي يملأ أنفي إنّما الورد هو الأفضل في شرعي وعرفي وهو شرع كلّه ظلم ولكن ... لست أدري! قد رأيت الشّهب لا تدري لماذا تشرق ورأيت السّحب لا تدري لماذا تغدق ورأيت الغاب لا تدري لماذا تورق فلماذا كلّها في الجهل مثلي ؟ لست أدري! كلّما أيقنت أني قد أمطت السّتر عني وبلغت السّر سرّي ضحكت نفسي مني قد وجدت اليأس والحيرة لكن لم أجدني فهل الجهل نعيم أم جحيم؟ لست أدري! لذة عندي أن أسمع تغريد البلابل وحفيف الورق الأخضر أو همس الجداول وأرى الأنجم في الظلّماء تبدو كالمشاعل أترى منها أم اللّذة منّي... لست أدري! أتراني كنت يوما نغما في وتر أم تراني كنت قبلا موجة في نهر أم تراني كنت في إحدى النّجوم الزّهر أم أريجا ، أم حفيفا ، أم نسما؟ لست أدري! فيّ مثل البحر أصداف ورمل ولآل في كالأرض مروج وسفوح وجبال فيّ كالجو نجوم وغيوم وظلال هل أنا بحر وأرض وسماء؟ لست أدري! من شرابي الشّهد والخمرة والماء الزّلال من طعامي البقل والأثمارواللّحم الحلال كم كيان قد تلاشى في كياني واستحال كم كيان فيه شيء من كياني؟ لست أدري! أأنا أفصح من عصفورة الوادي وأعذب؟ ومن الزّهرة أشهى ؟ وشذى الزّهرة أطيب؟ ومن الحيّة أدهى ؟ ومن النّملة أغرب؟ أم أنا أوضع من هذي وأدنى؟ لست أدري! كلّها مثلي تحيا، كلّها مثلي تموت ولها مثلي شراب ، ولها مثلي قوت وانتباه ورقاد، وحديث وسكوت فيما أمتاز عنها ليت شعري؟ لست أدري! قد رأيت النّمل يسعى مثلما أسعى لرزقي وله في العيش أوطار وحق مثل حقي قد تساوى صمته في نظر الدّهر ونطقي فكلانا صائر يوما إلى ما ... لست أدري! أنا كالصّهباء ، لكن أنا صهباي ودّني أصلها خاف كأصلي ، سجنها طين كسجني ويزاح الختم عنها مثلما ينشّق عني وهي لا تفقه معناها، وإني... لست أدري! غلط القائل إنّ الخمر بنت الخابيه فهي قبل الزق كانت في عروق الدّاليه وحواها قبل رحن الكرم رحم الغاديه إنّما من قبل هذا أين كانت؟ لست أدري! هي في رأي فكر ، وهي في عينّي نور وهي في صدري آمال ، وفي قلبي شعور وهي في جسمي دم يسري فيه ويمور إنّما من قبل هذا كيف كانت؟ لست أدري! أنا لا أذكر شيئا من حياتي الماضية أنا لا أعرف شيئا من حياتي الآتيه لي ذات غير أني لست لأدري ماهيه فمتى تعرف ذاتي كنه ذاتي؟ لست أدري! إنّني جئت وأمضي وأنا لا أعلم أنا لغز ... وذهابي كمجيتي طلسم والّذي أوجد هذا اللّغز لغز أعظم لا تجادل ذا الحجا من قال إنّي ... لست أدري! | |
|
| |
| الشاعر إيليا أبو ماضي | |
|