يقول عالم النفس المتخصص في رموز الحركات والتواصل اللفظي وغير اللفظي جوزيف ميسينجر، إن الأم تتلاعب بعواطف ابنها لكي تضمن الغلبة عليه، وذلك مثلاً عندما تقول له «أنت ولد شرير، لم أعد أحبك». كأن الأم تختبئ وراء السلطة المطلقة التي تمتكلها: حق الحياة والموت على ولدها، وذلك بطريقة خالية من أي حذق أو مهارة، وتبدو كأنها تعلم أنه من دون حب الأم أو بديل منه، يحكم على الطفل بالموت.
ويضيف ميسينجر، أن الأم عندما تتهم ابنها بالسوء تنسب إليه قيمة أخلاقية داخلية، وهي بذلك تحكم على شخصية الطفل ككل وترفضها، وتضعف بذلك رابط الثقة الذي يجمعها بابنها، ويبني الولد عن نفسه صورة تتلخص بما يأتي: «لست جديراً بأن تحبني أمي لأنني ولد شرير!». وهذا ما يدفع الولد إلى أن يفقد احترامه لذاته، وقد يفعل الولد كل ما في وسعه لاستعادة حب أمه، وقد يلجأ إلى تصرّفات سيئة، فالأم هي التي تشجع من غير أن تدري تصرفات ولدها العدوانية.
ينتقد ميسينجر إنكار الأم للعاطفة السلبية التي يكنّها الولد الأكبر لأخيه الصغير، ففي اللحظة التي يعبر بها الفتى عن مشاعره، يُعبر عن الغضب والكره اللذين يشعر بهما تجاه هذا الأخ الصغير، وهو بذلك لا يعلن الحرب على شقيقه، فإذا قالت الأم «هذا أخوك الصغير وأنت تحبه» فإنها تدعو ابنها إلى أن يكذب بدلاً من التعبير عن مشاعره الحقيقية إذا كانت سلبية، وقد يتحوّل الغضب المكبوت عند الأخ الأكبر إلى حقد وغضب بارد، وما إن تدير الأم ظهرها، فسيستغل الأخ الأكبر الوضع لأذية أخيه.
حلا ماضي