الهادي الزغيدي مدير الموقع
عدد المساهمات : 4023 نقاط : 24071 تاريخ التسجيل : 08/11/2009 العمر : 49 الموقع : تونس
| موضوع: اسرائيل عندما توزع اقنعة الغاز استعدادا للحرب الإثنين مارس 01, 2010 12:51 pm | |
| اسرائيل عندما توزع اقنعة الغاز
استعدادا للحرب رأي القدس تنقسم الآراء حول احتمالات الحرب في منطقة الشرق الاوسط، فهناك من يجادل بان الولايات المتحدة الامريكية المتورطة في حربين خاسرتين في العراق وافغانستان لا يمكن ان تخوض حربا ثالثة ضد ايران، وهناك رأي آخر يقول عكس ذلك، ويشدد على ان الحرب مقبلة لسبب بسيط وهو ان اسرائيل تعيش مأزقا، وتعاني من حالة خوف متنامية اثر هزائمها السابقة في لبنان وعدم حسمها للوضع الحالي في قطاع غزة، والحرب هي احد مخارجها الرئيسية او المرجحة. من الصعب الانحياز الى وجهة نظر واستبعاد الاخرى لكن تظل التوقعات باندلاع شرارة الحرب هي الاكثر ترجيحا بالنظر الى ما يجري في المنطقة حاليا من استعدادات في هذا الصدد. الادارة الامريكية الحالية لا تريد الحرب، لانها تكتوي من نيرانها في البلدين المذكورين اي في افغانستان والعراق، وتخسر مئات المليارات الى جانب العديد من ابنائها الذين يسقطون باعداد متزايدة يوميا خاصة في الاولى. ولكن السؤال الذي يطرح نفسه هو حول قدرتها على كبح جماح حليفها الاسرائيلي ومنعه من الاقدام على مغامرة عسكرية جديدة، سواء بالهجوم على لبنان او بالذهاب الى ما هو ابعد من ذلك ومهاجمة الاسد الايراني في عرينه. الاسرائيليون فاجأوا الولايات المتحدة بالحرب مرتين، الاولى عام 1956 عندما شاركوا في الهجوم على قناة السويس واحتلال سيناء بالتنسيق مع فرنسا وبريطانيا، والثانية عام 1967 عندما دمروا سفينة ليبرتي الامريكية في الحرب قبل عدوانهم على مصر وسورية والاردن فيما عرف بعد ذلك بحرب الايام الستة. في المرة الاولى، اي اثناء العدوان الثلاثي اجبرت الولايات المتحدة اسرائيل على سحب قواتها من سيناء، وفي المرة الثانية لم تتدخل لان النتائج جاءت كارثية على العرب حيث حققت القوات الاسرائيلية انتصارا كبيرا توج باحتلال سيناء والجولان علاوة على القدس والضفة الغربية. اسرائيل تقرع حاليا طبول الحرب علانية، وتجري مناورات عسكرية مكثفة منذ مطلع هذا العام، وتوزع اقنعة الغاز على مستوطنيها جميعا دون اي استثناء، ويقوم مسؤولوها بحركة تنقلات ولقاءات مسعورة في اكثر من عاصمة اوروبية وعالمية. بنيامين نتنياهو سافر الى موسكو لاقناع حكومتها بعدم بيع صواريخ اس 300 المضادة للطائرات لايران مقابل وقف تسليح اسرائيل لجورجيا، ويستعد للسفر الى واشنطن لتعبئة اللوبي اليهودي خلف اي عدوان اسرائيلي قادم ضد ايران، بما في ذلك الضغط على ادارة اوباما لمساندة مثل هذا الخيار. اما ايهود باراك وزير الدفاع فأجرى محادثات مكثفة مع نظيره الامريكي، تصدرها البرنامج النووي الايراني وكيفية التعاطي معه. ولا ننسى جولات افيغدور ليبرمان وزير الخارجية الاسرائيلي في اوروبا وتحريضه المكثف ضد ايران. المغامرة العسكرية الاسرائيلية المتوقعة، سواء في لبنان او في قطاع غزة او حتى في ايران نفسها لن تكون مأمونة العواقب، لان شروط الحروب تغيرت مثلما ان المنطقة نفسها تغيرت في السنوات العشر الماضية، فما كان سهلاً ومضموناً في بداية العقد الماضي لم يعد كذلك في بداية العقد الجديد. ويجوز القول ايضاً ان اعداء الامس مثل طالبان (افغانستان) وصدام حسين (العراق) ليسوا مثل اعداء اليوم مثل ايران وسورية وحزب الله، وحركات المقاومة اللبنانية والفلسطينية. افغانستان كانت تحكم من قبل نظام قبلي محدود التسليح، والعراق كان محاصراً لأكثر من 13 عاماً من العرب والامريكيين معاً، ولذلك جاءت النتائج الاولى مبهرة للانهيار السريع، ولكن المقاومة التي تلت هذين الانتصارين فاقت كل التوقعات. الجبهة الجديدة التي ستتصدى لاسرائيل اكثر تسليحاً، وربما اكثر استعداداً على مواجهة التحدي الاسرائيلي الامريكي الجديد. واجتماع دمشق الثلاثي الذي شارك فيه الرئيسان السوري والايراني علاوة على السيد حسن نصرالله يوم الخميس الماضي كان مؤشراً مهماً في هذا الخصوص. فللمرة الاولى نرى ثقة في النفس، ولغة جديدة تنطوي على الكرامة وعزة النفس، والرغبة في المواجهة، من خلال ما ورد في المؤتمر الصحافي الذي اعقب هذا اللقاء. اسرائيل تدرك جيداً ان الجبهة المقابلة تملك عشرات الآلاف من الصواريخ، والرغبة في الحاق اكبر قدر من الاذى بها، لانها ربما تكون آخر الحروب في المنطقة، وأقرب توصيف لها هي الحرب العالمية الثانية في اوروبا التي قادت الى الاستقرار والسلام الحاليين. لا نبالغ اذا قلنا ان اسرائيل ستكون الخاسر الاكبر سواء فازت او انهزمت، ففوزها، وهو ما نشك فيه، سيكون مكلفاً للغاية بشرياً وسياسياً واقتصادياً، وهزيمتها ربما تكون بداية العد التنازلي لنهايتها، وفي حالتي الفوز والخسارة ستكون مثخنة بجراح غائرة جداً. العالم لم يعد يتحمل اسرائيل ومغامراتها واعتداءاتها على الآخرين، والنتائج المترتبة عليها، ولذلك سيحاول منعها، واذا لم ينجح في ذلك، سيحملها المسؤولية، باختصار شديد الزمن الذي وضع فيه العالم اسرائيل فوق الجميع، بما في ذلك القوانين والاعراف الدولية بدأ العد التنازلي لاختفائه وتآكله، فقد طفح الكيل، بما في ذلك كيل اقرب اصدقاء اسرائيل واخلصهم. | |
|