عندما يكون العُهر ثقافة

عندما يكون العُهر ثقافة



* العُهر : هو في شكله واحد مهما اختلفت ممارساته وتنوعت أفكاره ، و تمذهبت تفسيراته .

* العُهر : هو الممارسة اللاأخلاقية للفكر الإنساني المبني على الفضيلة والقيم والعادات والتقاليد المجتمعية والأسرية الفاضلة.

* أشكال العُهر : هي كثيرة ومنوعة ومتفرعة ، ناهيك عن العُهر المتمثل بالفاحشة هناك أشكال توازيه في المنطق والمعنى وهنا أتفرد بالعُهر الأخلاقي الذي يشكل أكبر الخطر المؤدي إلى فساد مجتمع بأكمله .

* العُهر الأخلاقي : هو الممارسة الفاضحة في إباحية الأخلاق الرديئة من التفرد باصطناع الأحداث السيئة بحق الآخرين أو المجتمع والترويج لها على أنها حقيقة ، ثم الجرأة المتغطية بالوقاحة الكلامية للتواري عن جلاء هذا العُهر وإظهار حقيقته.

*مسببات العُهر الأخلاقي: أيضاًهي متشعبة أختصرها بالآتي :
... على المستوى الفردي ...
ـ محيط الأسرة الذي نشأ فيه الفرد وغياب المربي التربوي الذي ينشئ الفرد على الفضيلة وحب الخير ونبذ الطرق المؤدية للشر ثم زرع أواصر القيم المتمثلة بالعقيدة والقيم الفاضلة .
ـ البيئة التي ترعرع فيه الفرد في سنوات شبابه ومدى تأثره بالأخلاقيات العامة لهذه البيئة ، فإن كانت بمستوى الفضيلة يكون الفرد أقرب إليها وإن كان عكس ذلك فهو إليها أقرب .

ـ الحالة النفسية المريضة الناتجة عن عنصر الانتقام من حالة أصابت صاحبها ولم تستطع الانتقام لذاتها فأصبحت الحالة مرضية تُمارس أو حالات الشعور بالنقص ناتجة عن عدم انسجام مع وسطها المحيط نتيجة خلل ما اعتراها هذه الحالة يتوجب عليها أمور عُقدية نفسية يترتب عليها خلق شخصية متقلبة ذات مواصفات خطيرة تؤدي للعُهر الأخلاقي والذي بدوره يٌخرج صاحبه لدائرة أبعد من العُهر الأخلاقي إلى دائر العُهر العام بكافة صوره وأشكاله .
ـ توارث من الطفولة ناتج عن تفكك أسري عميق استشرى لدى أفراد الأسرة عامة وبالتالي أصبح أفرادها محيطون بالانحلال الخُلقي ثم استباحة الانحلال الخُلقي المؤدي للرذيلة وبالتالي للعُهر الأخلاقي .

...على المستوى الجماعي ...
ـ يكون بممارسة جماعية للعُهر الأخلاقي تجمعهم مسببات الفشل والانحلال والانتقام والرذيلة الأخلاقية.
ـ يثمثل بباطنية فكرية خطيرة تعبر عن ظاهر يعبر عن مُثل أخلاقية لكن الممارسة تعكس الرذيلة الفكرية التي يتشبث بها هؤلاء على كافة المستويات والممارسات { حالة إنفصام } .
ـ الخواء الفكري المتمثل بضياع الهوية الفكرية لديهم فيتخبطوا في صنع هوية قائمة على التقليد والتنطّع الكلامي دون وجود قضية ثقافية أو فكرية تجمعهم ، فيكون الشذوذ الفكري لديهم الذي يعطيهم مبرر العُهر الأخلاقي { جامعهم وموحدهم }.

خلاصة القول : العُهر الأخلاقي ثقافة أصبح يستشري في مجتمعاتنا العربية نتيجة التأثر بالحضارات الوافدة وعدم فهمها وقراءتها بشكلها الصحيح ، ونتيجة حتمية من الصراع بين النفس وبين الذات الإنسانية ، ونتيجة منطقية لانحراف ممارس بشكل فردي لمسبباته المنوعة ، وهو نتيجة لابد منها لثقافة اضمحلال يتأثر بها الفرد من سوء فهم وإدراك لعوامل الثقافة التي ترقى بالفرد إلى المستوى الأعلى من الرُقيّ الأخلاقي ، وهي نتيجة الضلال السلوكي عن عُقد نفسية حادّة تصيب الفرد في حالة ربما تكون في مرحلة متأخرة من العمر مآلها إلى تغيير فيزيولوجي وسيكولوجي لم يسيطر عليها صاحبها رافضاً الرضوخ لمتطلبات السن الذي أصبح يدنو من أرذل العمر .