الهادي الزغيدي مدير الموقع
عدد المساهمات : 4023 نقاط : 24071 تاريخ التسجيل : 08/11/2009 العمر : 49 الموقع : تونس
| موضوع: ثقافة الإختلاف الثلاثاء نوفمبر 10, 2009 9:07 pm | |
| ثقافة الإختلاف بالرغم من أن المجتمع يعيش التنوّع و التعدد و الاختلاف و التناقض على المستوى
الطبقي و السياسي و الفكري ، فكثرت النظريات و تعددت الآراء و تنوّعت الأحزاب
و تناقضت الميول و الرغبات و الأحلام و التطلعات ، فأصبح الانسان يعيش مع من
يتعارض معه في الرأي و يتنافس معه في المجال السياسي و الاجتماعي .
و بالرغم من أن الدساتير و القوانين و منظمات حقوق الانسان تسمح
بالاختلاف و التعدد و التناقض إلا أن مجتمعنا للأسف مازال يعيش الأحادية ،
فيعتبر كل فرد أن الذي يختلف معه أو ينافسه أو يتصارع معه صراعا
فكريا و ايديولوجيا عدوّا له يجب نفيه و طمسه من الوجود. و يعتمد
لهذه الغاية شتى السبل و الطرق مثل نعته بالتطرف و التعصب
و الالحاد و الجهل ....
لقد تحوّل الاختلاف عندنا إلى مصدر للفتن و الصراعات الدموية
و شرّع للأنظمة الحاكمة قمع الآراء المعارضة و الأصوات المختلفة
معها ، و شرّع كذلك للاستعمار تغذية الصراعات الداخلية و الحروب
الطائفية و العرقية عند الشعوب التي لا تؤمن بثقافة الاختلاف
لمزيد نهبها و استغلال خيراتها و تغييب وعيها. و هذا يؤكد افتقارنا
لثقافة يؤمن أفرادها بالاختلاف و التعدد ، و يؤكد أيضا أن الواقع بتطوّره
تجاوز الوعي به و هو مظهر من مظاهر التخلف و الانحطاط. فمتى
يأتي اليوم الذي يدافع فيه الانسان عن ثقافة الاختلاف و يحارب من
أجل وجود من يختلف معه في الرأي ؟
إن الدين الاسلامي فتح باب الاجتهاد و أخرجنا من العصبية القبلية ، فمن اجتهد
و أصاب فله أجران و من اجتهد و لم يصب فله أجر واحد ، و النص القرآني صالح
لكل زمان و مكان شرط تفسيره و تأويله بما يتماشى مع التطور الذي يشهده
العصر ، لذلك فإن المسؤولية التي حمّلنا الله إياها كبيرة جدا و تفرض علينا احترام
الانسان و تفسح لنا مجالا للاختلاف شرط أن نتوحد جميعا في طاعته.
فهل أنتم مع ثقافة الاختلاف ؟ أم أنكم تعارضون هذه الثقافة ؟ و ما هي الأسباب
التي تجعلكم مع أو ضدّ ثقافة الاختلاف ؟
و في انتظار آرائكم
لكم مني أعطر تحية و سلام
عدل سابقا من قبل الهادي الزغيدي في الجمعة نوفمبر 27, 2009 12:28 am عدل 1 مرات | |
|
bassam65 عضو ماسي
عدد المساهمات : 3455 نقاط : 20893 تاريخ التسجيل : 11/11/2009 العمر : 59 الموقع : سوريا
| موضوع: رد: ثقافة الإختلاف الخميس نوفمبر 26, 2009 10:35 pm | |
| لا يمكن لاي مجتمع او مجموعة ان تتطور او تتقدم دون الوعي بثقافة الاختلاف واحترام مكونات المجتمع على اختلاف انماطها ومشاربها لان ضد ثقافة الاختلاف هي التعصب والفرقة والفكر الهدام
لذا على الجميع تعلم لغة الحوار وتربية النشأ عليها لانها ابجدية الحياة والتفاهم والعيش المشترك | |
|
الهادي الزغيدي مدير الموقع
عدد المساهمات : 4023 نقاط : 24071 تاريخ التسجيل : 08/11/2009 العمر : 49 الموقع : تونس
| موضوع: رد: ثقافة الإختلاف الجمعة نوفمبر 27, 2009 6:32 pm | |
| الأخ العزيز بسام أولا : كل عام و أنت بخير .
ثانيا : شكرا على اهتمامك بالموضوع ، فأنا أعرف مدى حرصك على تكريس
ثقافة الاختلاف .
ثالثا : لقد أصبت موطن الصواب عندما ذكرت أن ثقافة الإختلاف هي مسألة
تربوية تنطلق من الأسرة ذاتها مرورا بالمدرسة ثمّ المجتمع بصفة عامة ،
لأننا للأسف تربينا على الصوت الواحد و السلطة الواحدة و الكلمة الواحدة
التي لا تناقش و لا يمكن معارضتها ، و بالتالي فإننا فقدنا القدرة على النقد
و على الإبداع و على النظر للأشياء من وجهة نظر مغايرة . و تعودنا على
أن نعتبر الذي يختلف معنا عدوّا علينا محاربته و التصدي له . و لعل عدم
إيماننا بثقافة الإختلاف و عدم سعينا لتطبيقها و ممارستها هو سبب من
أسباب تخلفنا . فليس شرطا أن تكون معي و أن تتفق معي في نفس
الفكرة و الرأي لأدافع عنك و لأتشبث بوجودك و أتمسك بضرورة تعبيرك عن
رأيك . تحياتي إليك | |
|
bassam65 عضو ماسي
عدد المساهمات : 3455 نقاط : 20893 تاريخ التسجيل : 11/11/2009 العمر : 59 الموقع : سوريا
| موضوع: رد: ثقافة الإختلاف الأحد نوفمبر 29, 2009 4:34 am | |
| شكرا لك اخي الهادي
ان تكريس ثقافة الاختلاف هو نوع من الرقي الفكري الذي تتمتع به الامم الساعية الى التقدم والنجاح بالعمل طبعا لا بالكلام فقط وان تكريس الصوت الاوحد هو دلالة كبيرة على التخلف الفكري والعقم الثقافي الذي يعمل اعداء الامة من غرباء وانظمة على تكريسه لقمع الشعوب وسلب ارادتها | |
|
الهادي الزغيدي مدير الموقع
عدد المساهمات : 4023 نقاط : 24071 تاريخ التسجيل : 08/11/2009 العمر : 49 الموقع : تونس
| موضوع: رد: ثقافة الإختلاف الأربعاء ديسمبر 02, 2009 1:07 pm | |
| لا يمكن للإنسان أن يستفيد من رأي واحد و فكر واحد و منهج واحد
لأن ذلك يدفعه إلى الجمود الفكري و بالتالي الموت و نهاية الإنسان
الذي حباه الله بالعقل ليفكر و ليبدع و ليختلف مع غيره . لكن الكشكلة
ليست في الإختلاف بل في مدى قبول الناس للإختلاف ، إذ يعتبرون
أن كل من يخالفهم الرأي هو عدو يجب إقصاؤه بكل الطرق . و لا شكّ
أن هذه العقلية هي نتيجة تربية خاظئة لم تقم على أسس صحيحة
و لا يمكن أن تنتج غير التعصب للرأي الواحد و بالتالي تدفع كل فرد
للتفرّد بالرأي و إقصاء الآخرين .
يمكننا جميعا أن نتفق ، و لكن اتفاقنا ليس على نفس الأفكار و نفس
المنهج و إنما الإتفاق على الإختلاف و احترام الآراء المناقضة لآرائنا
و التفاعل معها تفاعلا إيجابيا عن طريق العوار غاية الوصول إلى الأرقى
و الأفضل . | |
|