الهادي الزغيدي مدير الموقع
عدد المساهمات : 4023 نقاط : 24071 تاريخ التسجيل : 08/11/2009 العمر : 49 الموقع : تونس
| موضوع: الغاز المصري لاسرائيل ومصائبه الثلاثاء أغسطس 02, 2011 6:23 pm | |
| الغاز المصري لاسرائيل ومصائبه رأي القدس 2011-08-01 الاوضاع وتطوراتها في جنوب سيناء لا تبشر بالخير بالنسبة الى المجلس الاعلى العسكري الحاكم في مصر، فالهجمات على خط انابيب الغاز المتجهة الى تل ابيب تكاثرت بصورة لافتة للانظار وبلغت رقما قياسيا (خمس هجمات في ستة اشهر)، ولعل ما هو أخطر من ذلك هو ما حدث في مدينة العريش عاصمة محافظة سيناء يوم السبت الماضي عندما هاجم اكثر من 150 ملثما يعتقد انهم من الاصوليين المتطرفين مخفر المدينة ومقرات رسمية اخرى رافعين الرايات السوداء، ومؤكدين سيطرتهم عليها، اي العريش، في مواجهة قوات امن بدت عاجزة تماما. السلطات المصرية اتهمت تنظيم جيش الاسلام الفلسطيني المقرب من القاعدة بالمشاركة في هذا الهجوم وقالت انها اعتقلت عشرة من اعضائه الى جانب العديد من العناصر الاسلامية المتطرفة من ابناء سيناء نفسها. المعضلة التي يواجهها المجلس العسكري متشعبة الابعاد، بعضها يعود الى اسباب محلية مصرية، وبعضها الآخر له علاقة مباشرة باتفاقات كامب ديفيد، وهناك بعد ثالث له علاقة مباشرة بمعبر رفح على الحدود المصرية مع قطاع غزة. استمرار تصدير الغاز المصري لاسرائيل وباسعار زهيدة اقل كثيرا من الاسعار العالمية يشكل مصدر توتير للرأي العام المصري الذي يعارض بيع غازه لاسرائيل من الاساس، واستيراد غاز من الخارج باسعار اعلى لسد العجز في احتياجاته المتزايدة، ولذلك فان عمليات التفجير المتكررة للانابيب هذه لا تحظى بمعارضة قوية من قبل ابناء الشعب المصري، او غالبيتهم الساحقة على وجه التحديد. حكومة الثورة المصرية تدفع ثمنا باهظا لسياسة نظام الرئيس مبارك الذي رضخ بالكامل للشروط الاسرائيلية حول اسعار الغاز، ولم يضغط مطلقا من اجل تعديل اتفاقات كامب ديفيد بما يسمح بزيادة عدد القوات المصرية، الامنية والعسكرية في سيناء. الرئيس المخلوع اخفى الحقائق كاملة عن الشعب المصري حول صفقات الغاز مع اسرائيل لان هناك احاديث مؤكدة عن عمولات ضخمة ذهبت الى جيوب المسؤولين الكبار في النظام، وعلى رأسهم نجلا الرئيس جمال وعلاء اللذان يقبعان حاليا خلف القضبان بتهم الفساد واهدار المال العام. الشعب المصري واحد من اكثر الشعوب العربية، ان لم يكن اكثرها معارضة للتطبيع مع اسرائيل، ويرى في خط انابيب الغاز هذا أحد الخطايا الكبرى لحكومته ويريد الغاء كل الاتفاقات بخصوصه، تماما مثلما يريد اغلاق السفارة الاسرائيلية في القاهرة وابعاد جميع من فيها، ولذلك فان حكومة الثورة مطالبة بان تستمع الى مطالب شعبها في هذا الصدد دون اي تردد. من الواضح ان هناك سوء ادارة لازمة انابيب الغاز هذه، احد اوجهها محاولة شراء ولاء بعض القبائل البدوية من خلال تقديم مبالغ كبيرة من المال لقادتها مقابل حماية خط الانابيب ومنع تفجيره مرة اخرى. وهذا اسلوب علاوة على كونه يشكل اهانة للدولة ويكشف عن ضعف هيبتها، فانه قد لا يوفر الحل المطلوب، اي حماية الخط، ومنع تفجيره مرة اخرى. قوات الامن المصرية هي التي يجب ان تكون صاحبة السلطة العليا والوحيدة في حفظ الامن في المنطقة، ولكن عندما تتقاعس هذه القوات عن اداء مهامها وتتنازل عن صلاحياتها لمصلحة قبائل او عشائر، فان هذا يعني حالة من الفلتان الامني قد يصعب السيطرة عليها في المستقبل القريب. التعاطي الرسمي المصري مع معبر رفح ومليوني فلسطيني محاصرين في قطاع غزة هو احد ابرز اخفاقات حكومة الثورة على صعيد حماية الامن القومي المصري، فعندما قامت الثورة كان اول قرار اتخذته حكومتها ومجلسها العسكري هو فتح معبر رفح بشكل طبيعي، الامر الذي ادى الى حالة من الارتياح في اوساط ابناء القطاع وتحسين العلاقة بين حركة 'حماس' المسيطرة عليه والسلطات المصرية، لكن بعد تراجع الحكومة عن هذا القرار، والسماح بعدد محدود من العبور يوميا جعل الكثيرين يلجأون الى الانفاق مجددا لتهريب البشر والسلاح معا. السلطات المصرية تواجه تحديا يهدد امنها القومي في سيناء وقطاع غزة، والطريقة الامثل لمواجهة هذا التحدي، تتمثل في عدم الرضوخ للضغوط الامريكية والاسرائيلية التي تطالب باحكام اغلاق المعبر واعادة الامور الى ما كانت عليه قبل الثورة المجيدة، وتعديل اتفاقات كامب ديفيد بما يسمح بتعزيز السيادة المصرية على سيناء وارسال مزيد من القوات المصرية اليها اذا لم يتأت الغاؤها فورا. | |
|