الكلمـــــة الحـــــرّة
الكلمـــــة الحـــــرّة
الكلمـــــة الحـــــرّة
هل تريد التفاعل مع هذه المساهمة؟ كل ما عليك هو إنشاء حساب جديد ببضع خطوات أو تسجيل الدخول للمتابعة.

الكلمـــــة الحـــــرّة

منتدى ثقافي عام
 
الرئيسيةأحدث الصورالتسجيلدخول

 

 وجهة نظر في الفكر العربي المعاصر

اذهب الى الأسفل 
كاتب الموضوعرسالة
bassam65
عضو ماسي
bassam65


عدد المساهمات : 3455
نقاط : 20893
تاريخ التسجيل : 11/11/2009
العمر : 59
الموقع : سوريا

وجهة نظر في الفكر العربي المعاصر Empty
مُساهمةموضوع: وجهة نظر في الفكر العربي المعاصر   وجهة نظر في الفكر العربي المعاصر I_icon_minitimeالسبت نوفمبر 14, 2009 8:57 pm


وجهة نظر في الفكر العربي المعاصر - رائد عيد

--------------------------------------------------------------------------------


"التطعيم" في الثقافات, ظاهره صحية قديمة قدم التاريخ
وله وجهان :
تطعيم داخلي
وتطعيم خارجي
أما التطعيم الداخلي :
فيعتمد على استخدام لفظ في غير محله الصحيح بالمقاربه لخلق دلاله لفظيه جديده تساعد في التعبير أو ترقى به ليستقيم البيان فيأتي السياق مجازيا بالكنايه أو الاستعاره ليعبر عن شىء مألوف بصيغه مدهشه أو غير مألوفه ويعتبر من أرقى أنواع الإبداع في الفنون الكتابيه وخصوصا الشعر.
والأمثال الشعبيه استخدمت هذا الضرب استخداما غزيرا على مر التاريخ في الأدب العربي
فساعدت إلى حد كبير في تطور اللغه العربيه وترقيها
ويحضرني الآن مثال من شعر امرئ القيس أحدث تحولا حقيقيا في بيان اللفظ فعد من أشهرها على الإطلاق ولما تزل إرهاصاته تعتلج إلى الآن مذ ذاك وذلك بقوله:
"وقد أغتدي والطير في وكناتها
بمنجرد ((قيد الأوابد)) هيكل"
فالتعبير هنا كناية مجازيه عن سرعة الفرس وقدرته على المناوره والالتفاف وفطنته في شل حركة الآبده "الطريده" وكأنه يقيدها فلا تقدر على الفرار
فإذا بحثت في اللغه عن لفظ مرادف يستوعب هذه الصفات معا فأنا على يقين تام بأنك ستعود بخفي حنين .
وقد استخدم هذا التعبير بغزاره بعد ذلك وطور على حسب السياق
فقيل : قيد شعره , وقيد أنمله وإلى ما هنالك
وكثيرة جدا الأمثله فلا حصر لها على هذا الفن الراقي الذي كثيرا ما يساعد في التعبير ويرقى به وباللغه العربيه بدلا من استجداء الثقافات واللغات الأخرى للوصول إلى الوجه الآخر من التطعيم
التطعيم الخارجي:
وهو استخدام لفظ بديل أجنبي للتعبير
وقد ماع به لسان العرب للأسف الشديد في العقود المنصرمه حتى أصبح تقمصا لا مجرد تطعيم
إن كان على مستوى اللفظ أو حتى في البناء الفكري للنصوص المعاصره
وهذا إن دل على شيء إنما يدل على الذوبان الفكري للثقافه العربيه في "قناني" الثقافات المجاوره للأسف الشديد
ويعود السبب الرئيس في هذا التحول الخطير الذي أربك مجتمعاتنا, إلى الهوه السحيقه الحاصله بين المثقف العربي من جهه وبين العامه من الجهة المقابله
فما إن يصبح الفرد في مجتمعنا على قدر من العلم حتى ينكب على الثقافات الأخرى مسحورا بها ناسيا أو متناسيا ثقافته الأم وحتى وصلت الحاله مع بعض مثقفينا للأسف الشديد إلى الاستهزاء والسخريه وحتى إعلان الحرب على "جمود" اللغه العربيه أمام "انفتاح" اللغات الأخرى
وهذا ما انعكس على العلاقه الفكريه سلبا بين المثقفين والعامه في مجتمعنا فأصبح كل منهم في واد ويغنى على ليلاه
بعدما كانوا في الماضي يدا واحده وقلبا واحدا وفكرا واحدا
رحم الله أيام غزية إن غوت !!!!
والمضحك المبكي في الموضوع أن "مثقفينا" والقائمين على البناء الفكري والتربوي في مجتمعنا وقعوا في مطب الغراب الذي قلد الطاووس "مع بعد التشبيه ولكن الحاله اقتضت"
فعندما نجد شدة التعصب في الثقافات الأخرى لا نجد عندهم سوى الاسترسال في التقليد عن غير غرض سوى التبجح والمكابره والتعالي على العامه ليظلوا قابعين في أبراجهم العاجيه يترنمون على أنغام التصفيق والآه و ال"يا عيني" من بعضهم
فكيف للعامه أن يفهموا ما جادت به قرائحهم الغراء ?!!!!
فإذا لم نجد من سبيل لردم هذه الهوة والوصول إلى لغه تقنع العامه قبل المثقف في آدابنا وتحافظ على البناء السليم للغتنا العربيه
فكريا وبنيويا فإننا حتما على شفير الهاويه

الرجوع الى أعلى الصفحة اذهب الى الأسفل
 
وجهة نظر في الفكر العربي المعاصر
الرجوع الى أعلى الصفحة 
صفحة 1 من اصل 1
 مواضيع مماثلة
-
» الفكر الإسلامي والنقد الأكاديمي المعاصر
» حداثة الفكر العربي: غربة الزمان والمكان
» الشعر المعاصر
» الفكر مصدراً
» لصوص الفكر

صلاحيات هذا المنتدى:لاتستطيع الرد على المواضيع في هذا المنتدى
الكلمـــــة الحـــــرّة :: المنتدى العام-
انتقل الى: