| بدر شاكر السياب | |
|
|
|
كاتب الموضوع | رسالة |
---|
الهادي الزغيدي مدير الموقع
عدد المساهمات : 4023 نقاط : 24071 تاريخ التسجيل : 08/11/2009 العمر : 49 الموقع : تونس
| موضوع: رد: بدر شاكر السياب الجمعة ديسمبر 04, 2009 10:36 pm | |
| يوم ارتوى الثأر بشراك هذا الذلة انقشعا **وانفك عن ساعيك القيد وانقطعا
ازلزل الشر ما خلفت زاوية** يندس فيها ولا أبقيت منتجعا
يا أمة ما انهوى عن صدرها صنم **الا وأوصى لدانمنه فافترعا من كل جازي يد بالزاد تطعمه **غلا ومن آكل الثدي الذي رضعا هاك اسمعي الصور والموتى اذا انبعثوا** فاليوم كل سيجزى بالذي صنعا الله أكبر ما أمهلت طاغية** الا لكي يحصد النار التى زرعا
جيل من الأعين الغضبى وقافلة **من غيظ جيلين في ميعادك اجتمعا وانحط منها على الباغي وزمرته **ظل تخطى اليه السور والقلعا كالسيل من حمم والنار من ظلم **والموت لو كان يحوي ذلك الفزعا
ما رعب قابيل اذ يعدو فتتبعه **عينا أخيه المسجى حيثما نزعا
شق الثرى عنه من لحظيهما شبح **أزجى عليه الدم المطلول فاتسعا
يوما بأوفى من الرعب الذي فجأت** نكبأؤه الصرصر الطاغوت فامتقعا
يوم اشتفى كل قلب كان فاجمعه** وزلزل القصر حتى مال وانصدعا
وامتد من حيث ولى باع محتجز **واسود من حوله الفولاذ والتمعا
في موقف تنفس الشحاذ ذلتها** فيه الأمير الذي من جوعها شبعا
وزمرة من لصوص كل ما جمعت** ما رد عنها قضاء الشعب أو دفعا
أنزلت بالثورة البيضاء عاليها **سفلا وعاجلت منها الرأس فاقتطعا
لم يرتو الثأر من جلاد أمته** حتى وان جندلته النار وانصرعا
فاقتض من جيفة الجلاد مجتزيا** منها عداد الضحايا من دم دفعا
هذا الذي كل ثكلى فهو مشكلها **والمستحل الضحايا ليته ارتعدا
والسارق النور من عيني أطفأه **و الجاعل النوم في مهد ابنني وجعا بالأمس كنا سبايا دون سدته** فاليوم نعطيه ما أعطى وما منعا
ما قطعته الجموع الثائرات ولا** أدمته الا بما أدمى وما قطعا
لم يكذب الجيش الا ظن شرذمة **خالته في كل ما تبغى له تبعا والجيش ما كان الا سور أمته** والرافع الجور عنها كلما وقعا
ان تعل وان تمس بنائبة **مسته أدهى وان نادت به سمعا
والجيش ما كان الا سر قائده **هذا الذي حرر الأعناق اذ طلعا
عبد الكريم الذي أجرى بثورته** ماء ونورا كغيم ممطر لمعا
أمسرى وبغداد تحت الليل غافية** في سجنها وسهيل بعد ما طلعا فما تنفس أو كاد الصباح نها** الا وقد حطم الأوثان واقتلعا
في ثورة عاد منها الشعب منتصرا** والحق مزدهرا والبغي منصرعا
حتى ازدهى كل شبر في العراق ففي** مينائه اليوم نور الفجر قد سطعا | |
|
| |
الهادي الزغيدي مدير الموقع
عدد المساهمات : 4023 نقاط : 24071 تاريخ التسجيل : 08/11/2009 العمر : 49 الموقع : تونس
| موضوع: رد: بدر شاكر السياب الجمعة ديسمبر 04, 2009 10:40 pm | |
| أنشودة المطر عيناكِ غابتا نخيلٍ ساعةَ السحَرْ ، أو شُرفتان راح ينأى عنهما القمر . عيناك حين تبسمان تورق الكرومْ وترقص الأضواء ... كالأقمار في نهَرْ يرجّه المجذاف وهْناً ساعة السَّحَر كأنما تنبض في غوريهما ، النّجومْ ... وتغرقان في ضبابٍ من أسىً شفيفْ كالبحر سرَّح اليدين فوقه المساء ، دفء الشتاء فيه وارتعاشة الخريف ، والموت ، والميلاد ، والظلام ، والضياء ؛ فتستفيق ملء روحي ، رعشة البكاء ونشوةٌ وحشيَّةٌ تعانق السماء كنشوة الطفل إِذا خاف من القمر ! كأن أقواس السحاب تشرب الغيومْ وقطرةً فقطرةً تذوب في المطر ... وكركر الأطفالُ في عرائش الكروم ، ودغدغت صمت العصافير على الشجر أنشودةُ المطر ... مطر ... مطر ... مطر ... تثاءب المساء ، والغيومُ ما تزالْ تسحُّ ما تسحّ من دموعها الثقالْ . كأنِّ طفلاً بات يهذي قبل أن ينام : بأنَّ أمّه – التي أفاق منذ عامْ فلم يجدها ، ثمَّ حين لجّ في السؤال قالوا له : "بعد غدٍ تعودْ .. " لا بدَّ أن تعودْ وإِنْ تهامس الرفاق أنهَّا هناكْ في جانب التلّ تنام نومة اللّحودْ تسفّ من ترابها وتشرب المطر ؛ كأن صياداً حزيناً يجمع الشِّباك ويلعن المياه والقَدَر وينثر الغناء حيث يأفل القمرْ . مطر .. مطر .. أتعلمين أيَّ حُزْنٍ يبعث المطر ؟ وكيف تنشج المزاريب إِذا انهمر ؟ وكيف يشعر الوحيد فيه بالضّياع ؟ بلا انتهاء – كالدَّم المراق ، كالجياع ، كالحبّ ، كالأطفال ، كالموتى – هو المطر ! ومقلتاك بي تطيفان مع المطر وعبر أمواج الخليج تمسح البروقْ سواحلَ العراق بالنجوم والمحار ، كأنها تهمّ بالشروق فيسحب الليل عليها من دمٍ دثارْ . أَصيح بالخليج : " يا خليجْ يا واهب اللؤلؤ ، والمحار ، والرّدى ! " فيرجعُ الصّدى كأنّه النشيجْ : " يا خليج يا واهب المحار والردى .. " أكاد أسمع العراق يذْخرُ الرعودْ ويخزن البروق في السّهول والجبالْ ، حتى إِذا ما فضَّ عنها ختمها الرّجالْ لم تترك الرياح من ثمودْ في الوادِ من أثرْ . أكاد أسمع النخيل يشربُ المطر وأسمع القرى تئنّ ، والمهاجرين يصارعون بالمجاذيف وبالقلوع ، عواصف الخليج ، والرعود ، منشدين : " مطر ... مطر ... مطر ... وفي العراق جوعْ وينثر الغلالَ فيه موسم الحصادْ لتشبع الغربان والجراد وتطحن الشّوان والحجر رحىً تدور في الحقول ... حولها بشرْ مطر ... مطر ... مطر ... وكم ذرفنا ليلة الرحيل ، من دموعْ ثم اعتللنا – خوف أن نلامَ – بالمطر ... مطر ... مطر ... ومنذ أنْ كنَّا صغاراً ، كانت السماء تغيمُ في الشتاء ويهطل المطر ، وكلَّ عام – حين يعشب الثرى – نجوعْ ما مرَّ عامٌ والعراق ليس فيه جوعْ . مطر ... مطر ... مطر ... في كل قطرة من المطر حمراءُ أو صفراء من أجنَّة الزَّهَرْ . وكلّ دمعةٍ من الجياع والعراة وكلّ قطرة تراق من دم العبيدْ فهي ابتسامٌ في انتظار مبسم جديد أو حُلمةٌ تورَّدتْ على فم الوليدْ في عالم الغد الفتيّ ، واهب الحياة ! مطر ... مطر ... مطر ... سيُعشبُ العراق بالمطر ... " أصيح بالخليج : " يا خليج .. يا واهب اللؤلؤ ، والمحار ، والردى ! " فيرجع الصدى كأنَّه النشيج : " يا خليج يا واهب المحار والردى . " وينثر الخليج من هِباته الكثارْ ، على الرمال ، : رغوه الأُجاجَ ، والمحار وما تبقّى من عظام بائسٍ غريق من المهاجرين ظلّ يشرب الردى من لجَّة الخليج والقرار ، وفي العراق ألف أفعى تشرب الرَّحيقْ من زهرة يربُّها الفرات بالنَّدى . وأسمع الصدى يرنّ في الخليج " مطر .. مطر .. مطر .. في كلّ قطرة من المطرْ حمراء أو صفراء من أجنَّةِ الزَّهَرْ . وكلّ دمعة من الجياع والعراة وكلّ قطرةٍ تراق من دم العبيدْ فهي ابتسامٌ في انتظار مبسمٍ جديد أو حُلمةٌ تورَّدت على فم الوليدْ في عالم الغد الفتيّ ، واهب الحياة . " ويهطل المطرْ .. | |
|
| |
الهادي الزغيدي مدير الموقع
عدد المساهمات : 4023 نقاط : 24071 تاريخ التسجيل : 08/11/2009 العمر : 49 الموقع : تونس
| موضوع: رد: بدر شاكر السياب الجمعة ديسمبر 04, 2009 10:42 pm | |
| في المستشفى كمستوحد أعزل في الشتاء و قد أوغل الليل في نصفه أفاق فأوقظ عين الضياء و قد خاف من حقنه أفاق على ضربة في الجدار هو الموت جاء و أصغى أذاك انهيار الحجار أم الموت يحسو كؤوس الهواء لصوص يشقون دربا إليه مضوا ينقبون الجدار و ظل يعد انهيار التراب ووقع الفؤوس على مسمعيه يكاد يحس التماع الحراب و حزاتها فيه يا للعذاب و ما عنده غير محض انتظار هو الموت عبر الجدار كذاك انكفأت أعض الوساد و أسلمت للمشرط القارس قفاي المدمى بلا حارس بغير اختياري طبيبي أراد لقد قص مد المجس الطويل لقد جره الآن أواه عاد و لا شيء غير انتظار ثقيل ألا فاخرقوا يا لصوص الجدار فهيهات هيهات مالى فرار | |
|
| |
الهادي الزغيدي مدير الموقع
عدد المساهمات : 4023 نقاط : 24071 تاريخ التسجيل : 08/11/2009 العمر : 49 الموقع : تونس
| موضوع: رد: بدر شاكر السياب الجمعة ديسمبر 04, 2009 10:44 pm | |
| نسيم من القبر نسيم الليل كالآهات من جيكور يأتيني فيبكيني بمب نفثته أمي فيه من وجد و أشواق تنفس قبرها المهجور عنها قبرها الباقي على الأيام يهمس بي تراب في شراييني ودوزد حيث كان دمي و أعراقي هباء من خيوط العنكبوب و أدمع الموتى إذا ادكروا خطايا في ظلام الموت ترويني مضى أبد و ما لمحتك عيني ليت لي صوتا كنفح الصور يسمع وقعه الموتى هو المرض تفك منه جسمي وانحنت ساقي فما أمشي و لم أهجرك إني أعشق الموتا لأنك منه بعض أنت ماضي الذي يمض إذا ما اربدت الآفاق في يومي فيهديني أما رن الصدى في قبرك المنهار من دهليز مستشفى صداي أصيح من غيبوبة التخدير أنتقض على ومض المشارط حين سفت من دمي سفا و من لحمي أما رن الصدى في قبرك المنهار و كم ناديت في أيام سهدي أو ليلليه أيا أمي تعالي فالمسي ساقي و اشفيني يئن الثلج و الغربان تنعب من طوى فيه و بين سريري المبتل حتى القاع بالأمطار و قبرك تهدر الأنهار و تصطخب البحار إلى القرار يخضها الإعصار أما حملت إليك الريح عبر سكينة الليل بكاء حفيدتيك من الطوى و حفيدك الجوعان لقد جعنا و في صمت حملنا الجوع و الحرمان و يهتك سرنا الأطفال ينتحبون من ويل أفي الوطن الذي آواك جوع ؟ أيما أحزان تؤرق أعين الأموات لا ظلم و لا جور عيونهما زجاج للنوافذ يخنق الألوان هناك لكل ميت منزل بالصمت مستور و لكنا هنا عصفت بنا الأقدار من ظل إلى ظل و من شمس إلى شمس يغيب النور على شرفات بيت ضاحكات ثم يشرق و هي أطلال و يخفق حيث كركر أمس أطفال صرير للجنادب هامسات إنه المقدور تصدع برج بابل منه و انهدمت صخور السور أما حملت إليك الريح عبر سكينة الليل بكاء حفيدتيك من الطوى يعلو من السهل | |
|
| |
الهادي الزغيدي مدير الموقع
عدد المساهمات : 4023 نقاط : 24071 تاريخ التسجيل : 08/11/2009 العمر : 49 الموقع : تونس
| موضوع: رد: بدر شاكر السياب الجمعة ديسمبر 04, 2009 10:47 pm | |
| سلوى ظلام الليل أوتار يدندن صوتك الوسنان فيها و هي ترجف يرجع همسها السعف و ترتعش النجوم على صداه يرن قيثاره بأعماق السماء ظلام هذا الليل اوتار و كم عبر الخليج ألي و الأنهار و الترعا يدغدغ بيض أشرعة يهيم وراءها القمر و ينشج بينها المطر وأوغل في شعاب البرق يرجف كلما لمعا ليحمل من قرارة قلبك ا لآلام و الفزعا أشم عبيرك الليلي في نبراتك الكسلى يناديني و يدعوني ألى نهدين يرتعشان تحت يدي و قد حلا عرى الأزرار من ذاك القميص و يملأ الليلا مشاعل في زوارق في عرائش في بساتين شذى الليمون يصرع كل ظل في دواليها أراك على السريسر و أنت بين الليل و الفجر يكاد النجم في الشباك و المصباح في الخدر يمسها النعاس و أنت رنبقة حواشيها ينبهها هتاف الديك يعبر ضفة النهر و يهمس بي صدى سلوى تغني كل سلوى في خيالي تكشف الأضواء عنها و هي تبتسم صديقة كل فحل من سدوم في يد قلم يسطر في الجريدة انها تهوى و لا تهوى هي امرأتان في امرأه و يسرب في دمي ضرم و جارتنا الصببية في حرير النوم تنسرب يشف الثوب عن نهديت طو ديين كم رجفا من الأحلام تحت يد تعصر بردها لهب لها من فورة العذراء عطر يرتخي يثب يمازج نفخ ما نفخ الحشيش يسيل مرتجفا وألمح في سماء الصيف عبر تماوج الشجر سماوة لندن المنهل فيها الثلج كالمطر و نافذة تعلق في الظلام زجاجها الألق و مدفأة وراء الليل تحترق و أسمع من يحدث عن هوى سلوى و يرقب طلعة السحر و أشعلت الظهيره نارها في الشارع الممتد بين حدائق النارج و العنب و أصدت في رحاب المترل الخالي خطى سلوى و أرخيت الستائر يا لشلال من الألوان و الخدر البرود و مسها لهبي فارعش كل عرق في صباها كل ما عصب و يزرع ألف غاب للنخيل غناؤك المكسال ترقرقت الجداول بينهن و أزهر الليمون و أنسام الربيع تمر تنثر زهره في مائها السلسال كما حمل الوجوه ألي ماء غنائك المكسال و يحملني النعاس ألى جزائر في مدى محزون | |
|
| |
الهادي الزغيدي مدير الموقع
عدد المساهمات : 4023 نقاط : 24071 تاريخ التسجيل : 08/11/2009 العمر : 49 الموقع : تونس
| موضوع: رد: بدر شاكر السياب الجمعة ديسمبر 04, 2009 11:00 pm | |
| خذيني خذيني أطر في أعالي السماء صدى غنوة كركرات سحابة خذيني فإن صخور الكآبة تشد بروحي إلى قاع بحر بعيد القرار خذيني أكن في دجاك الضياء و لا تتركيني لليل القفار إذا شئت أن لا تكوني لناري وقودا فكوني حريقا إذا شئت أن تخلصي من إساري فلا تتركيني طليقا خذيني إلى صدرك المثقل بهمّ السنين خذيني فإني حزين و لا تتركيني على الدرب وحدي أسير إلى المجهل وكانت دروبي خيوط اشتياق ووجد وحب إلى منزل في العراق تضيء نوافذ ليل قلبي إلى زوجة كان فيها هنائي و كانت سمائي كواكبها ترسم الدرب دربي وهبت عليها رياح سموم تبعثر خيطان تلك الدروب البعيدة فعادت جذى كل تلك النجوم صلبت عليها و عادت مسامير نعش و عادت دروبي دربا إذا جئت أمشي رماني إليك كوزن يقود القصيدة فوا لهف قلبي عليك ودرب رماني إليك أما تعلمين بأني تشهّيتك البارحة أشم رداءك حتى كأني سجين يعود إلى داره يتنشّق جدارنها هنا صدرها قلبها كان يخفق كان التمني يدغدغه يشعل الشوق فيه إلى غيمة رائحة لأرض الحبيب ستنضح أركانها بذوب نداها تشتهيك البارحة فقيلت ردن الرداء هنا ساعداها هنا إبطها يا لكهف الخيال و مرفأ ثغري إذا لا جرفته رياح ابتهال ودحرجه مد شوق ملح وقد حار فيه السؤال تحبيني أنت ؟ هل تخجلين ؟ أم استترفت شوقك الكبرياء فلم يبق إلا ابتسام الرثاء ؟ أترثين لي أم ترى تشفقين على قلبك انهدّ تحت الصليب المعلّق في صخرة الكبرياء نباح الكلاب المبعثر في وشوشات النخيل ينبه في قلبي الذكريات العتاق و يربط دقات قلبي بأرض العراق لأسمع بابا فيطفأ حبي و تبرد نار الغليل و أعدو على الدرب سدت خطاي عليه نوافذ بيتي تجمّد فيها الضياء تغربت عنه و عدت إليه . | |
|
| |
الهادي الزغيدي مدير الموقع
عدد المساهمات : 4023 نقاط : 24071 تاريخ التسجيل : 08/11/2009 العمر : 49 الموقع : تونس
| موضوع: رد: بدر شاكر السياب الجمعة ديسمبر 04, 2009 11:02 pm | |
| متى نلتقي ألايأكل الرعب منا الضلوع أذا ما نظرنا ألى ظل تينه فلاحت لنا من ظلام قلوع تهدهدها غمغمات حزينه ألايأكل الرعب منا الضلوع ألاتتحجر منا العيون أذا لاح في الليل ظل البيوت هزيلا كما ينسج العنكبوت ألا تتحجر منا العيون و يلمع فيها بريق الجنون و بألامس كنا يذيب العناق دما في دم كنوز ونارسناواحتراق يجولان في مترل مظلم و لكن ما بيننا كان بحر تغنيك امواحه العاتيه سنرعاك من قلعة شد منها حديدوصخر فما الحب هدم لجدرانك العاليه ولكن ما بيننا كان بحر وصحراء تنشج فيها النجوم و لا نلتقي في دجى او صباح تموت على رملها عاصفات الرياح و تأكل عين الدليل التخوم وصحراء تنشج فيها النجوم وطارت بي الريح عبر البحار ألى الليل و الثلج و المجهل فصرنا الا واقع لا نحار بألغازه فاسألي و طارت بي الريح عبر البحار أما من لقاء لنا في الزمان بلى حينما تفهمين اللقاء فيأوى ألى اللوحة المغرقان يشدانها يرفعان الدعاء ألانجنا يا اله الدعاء ألايأكل الرعب منا الضلوع أذا ما نظرنا ألى ضل تينه فلاحت لنا من ضلام قلوع تهدهدها غمغمات حزينه ألايأكل الرعب منا الضلوع | |
|
| |
الهادي الزغيدي مدير الموقع
عدد المساهمات : 4023 نقاط : 24071 تاريخ التسجيل : 08/11/2009 العمر : 49 الموقع : تونس
| موضوع: رد: بدر شاكر السياب الجمعة ديسمبر 04, 2009 11:08 pm | |
| ذبول أزهار الدفلى لذع الأوام أزاهر الدفل** فذوت كما يذوي سنا المقل
كانت تعير النهر حمرتها** فيضيء فيه الموج كالشعل
كانت تعير النهر حلتها** فيسير في وشى من الحلل
كم زينت بالأمس لبته** بقلائد المرجان و القبل
و اليوم أطفىء نورها و خبا** فكأنها لم تند أو تمل
و اليوم أصبح عقدها بددا** فرأيت جيد النهر في عطل
و لكم مررت بزهرة ذبلت** فبكيت حين بكيتها أملي و سقيتها بالراحتين كما **تسقي السحابة تربة الطلل فتراعشت في غصنها و هوت** و مضى النسيم بها على عجل
يا عين أين أزاهر الدفل **مري بجانب نهرها و سلى
لرجوت لو دامت غضارتها** وصل التي وعدت فلم تصل
قد كان وشك ذبولها أجلا** للملتقى ففجعت بالأرجل
و لكنت آمل أن أقبلها** و اعب خمرة حسنها الثمل
أما و قد ذبلت فلا أمل** لي باللقاء فكيف بالقبل | |
|
| |
الهادي الزغيدي مدير الموقع
عدد المساهمات : 4023 نقاط : 24071 تاريخ التسجيل : 08/11/2009 العمر : 49 الموقع : تونس
| موضوع: رد: بدر شاكر السياب الجمعة ديسمبر 04, 2009 11:13 pm | |
| و الأمس شعرها شعري مرت فلامس شعرها شعري** فاذا الهوى بجوانحي يسري مرت ولم أرها سوى نبأ** عذب البشائر ذاع في صدري القلب يعرفها بمشيتها** بالظل بالأنفاس بالعطر
يا ليت شعرينا اذ اعتنقا **عقدا فما انفرطا مدى الدهر
بل ليت مسرعة الخطى وقفت** ووقفت حتى ساعة الحشر أشكو الغرام لها فتبسم لي** وتلين ان أسمعتها شعري
أدعوك واسمك لست أعرفه** دعوات حر ضاق بالأسر
آنست منك تطلعا ملكت** نظراته الجماح من فكري
أفغن هوى ما كان من تظرء** أم كان لهوا عاجل المر بوحي بسرك لا بل اتئدي** أخشى الأسى ان بحت بالسر فدعي الفؤاد يعيش مغتبطا** جذلان ما بين الرؤى الزهر
يا ليتني وقد ابتعدت مدى **قبلت ما لامست من شعري بل ليت ما لامست منه غدا** حمراء مشرقة من الزهر
تكسين شعرك من مفاتنها **ثوبا من الألاء والنشر | |
|
| |
الهادي الزغيدي مدير الموقع
عدد المساهمات : 4023 نقاط : 24071 تاريخ التسجيل : 08/11/2009 العمر : 49 الموقع : تونس
| موضوع: رد: بدر شاكر السياب السبت ديسمبر 05, 2009 7:01 pm | |
| وداع اريقي على ساعدي الدموع **و شدي على صدري المتعب فهيهات ألا أجوب الظلام** بعيدا إلى ذلك الغيهب
فلا تهمسي / غاب نجم السماء** ففي الليل أكثر من كوكب ** وهل كان حلم بغير انتهاء** و هل كان لحن بلا آخر ؟
لكي تحسبي أن هذا الغرام** أبيد الرؤى ... خالد الحاضر و أنا سنبقى نعد السنين** مواعيد في ظله الدائر ؟ ** على مقلتيك ارتماء عميق** و ذكرى مساء تقول ارجع! نداء بعيد الصدى كالنجوم **يراها حبيبان في مخدع !
يكاد اشتياقي يهز الحجاب** و تومي ذراعي : هيا معي!! ** سأمضي ... فلا تحلمي بالإياب** على وقع اقدامي النائية
و لا تتبعيني إذا ما التفت** ورائي إلى الشمعة الخابية
يرنحها في يديك النحيب **فتهتز من خلفك الرابية ** ستنسين هذا الجبين الحزين** كما انحلت الغيمة الشاردة و غابت كحلم وراء التلال** بعيداً.. سوى قطرة جامدة
ستنثرها الريح عما قليل **و تشربها التربة الباردة ** ورب اكتئاب يسيل الغروب** على صمته الشاحب الساهم وأغنية في سكون الطريق** تلاشت على هدأة العالم
أثارا صدى تهمس الذكريات **إذا ماانتهى همسة الحالم ** غداً.. حين يبلى وراء الزجاج** كتاب عليه اسمي الذابل
و تنفض كفاك عنه الغبار** و يخلو بك المخدع القاحل
سيلقاك و جهي خلال السطور** كما يسطع الكوكب الآفل ** إذا ما قرأن اللقاء الاخير** تمنيت, في غفلة هاربة ,
لو استرجعت قبضتاك السنين** لو استرجعت ليلة ذاهبة!
و لكن شيئاً حواه الجدار **تحدى أمانيك الكاذبة ** تلفت عن غير قصد هناك** فأبصرت.. بالانتحار الخيال!
حروفا من النار..ماذا تقول ؟** لقد مر ركب السنين الثقال و قد باح تقويمهن الحزين** بأن اللقاء المرجى..محال!! | |
|
| |
الهادي الزغيدي مدير الموقع
عدد المساهمات : 4023 نقاط : 24071 تاريخ التسجيل : 08/11/2009 العمر : 49 الموقع : تونس
| موضوع: رد: بدر شاكر السياب السبت ديسمبر 05, 2009 7:03 pm | |
| ذهبت ذهبت فاستحال بعدك النهار كأنه الغروب كأنما سحبت من خيوطه النّضار و ظلّل المدارج انكسار و مثلها انكسرت غام في خيالي الجنوب ينوء بالخريف تعرب الكروم و الجداول انطفأن و الحفيف يموت في ذرى النخيل و الدروب بصمتها انتظار كحل عينيك سواد نار تشب من قلبك من براعم النهود يهتف بي إذا نظرت : أنت في استعار يا أيها البركان من ورود أواه لو أشدّ عينيك إلى النهار إلى غد فوق دمي يحوم أي سماء أشعلتها رعشة النجوم و أثقل الظلام فيها من ندى المطر نظرت من قرارها إليّ كالغيوم تكن في اربدادها الزهر يا نظرة تخطفتني ريحها السموم إلى الضفاف الخضر من نهر غرقت فيه أشعليني أطفئي اللهيب يا نظرة يشد قلبي بالسما وتر يعزف مرّها عليه غنوة القمر . | |
|
| |
الهادي الزغيدي مدير الموقع
عدد المساهمات : 4023 نقاط : 24071 تاريخ التسجيل : 08/11/2009 العمر : 49 الموقع : تونس
| موضوع: رد: بدر شاكر السياب السبت ديسمبر 05, 2009 7:05 pm | |
| سفر أيوب ( 4 ) يا ربّ أيوب قد أعيا به الداء في غربة دونما مال و لا سكن يدعوك في الدّجن يدعوك في ظلموت الموت أعباء ناد الفؤاد بها فارحمه إن هتفا يا منجيا فلك نوح مزّق السّدفا عني أعدني إلى داري إلى وطني ** أطفال أيّوب من يرعاهم الآنا ضاعوا ضياع اليتامى في دجى شات يا رب أرجع على أيوب ما كانا جيكور و الشمس و الأطفال راكضة بين النخيلات و زوجة تتمرّى و هي تبتسم أو ترقب الباب تعدو كلّما قرعا لعله رجعا مشاءة دون عكّاز به القدم ** في لندن الليل موّت نزعه السّهر و البرد و الضّجر و غربة في سواد القلب سوداء يا ربّ يا ليت أنّي لي إلى وطني عود لتلثمني بالشمس أجواء منها تنفّست روحي طينها بدّني و ماؤها الدم في الأعراق ينحدر يا ليتني بي من في تربها قبروا ** لأنه منك حلو عندي المرض حاشا فلست على ما شئت أعترض و المال ؟ رزق سيأتي منه موفور هيهات أن يذكر الموتى وقد نهضوا من رقدة الموت كم مص الدماء بها دود ومدّْ بساط الثلج ديجور إني سأشفى سأنسى كلّ ما جرحا قلبي و عرّى عظامي فهي راعشة و الليل مقرور و سوف أمشي إلى جيكور ذات ضحى . | |
|
| |
الهادي الزغيدي مدير الموقع
عدد المساهمات : 4023 نقاط : 24071 تاريخ التسجيل : 08/11/2009 العمر : 49 الموقع : تونس
| موضوع: رد: بدر شاكر السياب السبت ديسمبر 05, 2009 7:07 pm | |
| أسمعه يبكي أسمعه يبكي يناديني في ليلي المستوحد القارس يدعو أبي كيف تخلّيني وحدي بلا حارس غيلان لم أهجرك عن قصد الداء يا غيلان أقصاني إني لأبكي مثلما أنت تبكي في الدجى وحدي ويستثير الليل أحزاني فكلما مرّ نهار و جاء ليل من البرد ألفيتني أحسب ما ظلّ في جيبي من النقد أيشتري هذا القليل الشفاء ؟ سأطرق الباب على الموت في دهليز مستشفى في البرد و الظلماء و الصمت سأطرق الباب على الموت في برهة طال انتظاري بها في معبر من دماء و أرسل الطرفا فلا أرى إلا الدجى و الخواء يا ويلتي إن يفتح الباب فأبصر الأموات من فرجته يدعونني مالك ترتاب بالموت ؟في هجعته ما يعدل الدنيا و ما فيها دفء نعاس خدر و ارتخاء أوشك أن أعبر في برزخ من جامدات الدماء تمتدّ نحوي كفّها كف أمي بين أهليها لا مال في الموت و لا فيه داء ثم تسدّ الباب كفّ الطبيب تجرح في جسمي و هاتفا باسمي أسمع صوتا ناعسا قد أجيب فيهزم الموت على صوتي وربما استسلمت للموت . | |
|
| |
الهادي الزغيدي مدير الموقع
عدد المساهمات : 4023 نقاط : 24071 تاريخ التسجيل : 08/11/2009 العمر : 49 الموقع : تونس
| موضوع: رد: بدر شاكر السياب السبت ديسمبر 05, 2009 7:08 pm | |
| هرم المغني بالأمس كنت إذا كتبت قصيدة فرح الدم فأغمغم و أهيم ما بين الجداول و الأزاهر و النخيل أشدو بها أترنّم زاد لروحي منذ سقسقة الصباح إلى الأصيل زاد و لكن عنه قد صدفت تجوع و لا تريد ما ينعش الآمال فيها هي حشرجات الروح أكتبها قصائد لا أفيد منها سوى الهزء المرير على ملامح قارئيها ** هرم المغنّي هدّ منه الداء فارتبك الغناء بالأمس كان إذا ترنّم يمسك اللّيل الطروب بنجومه المترنحات فلا تخر على الدروب و اليوم يهتف ألف آه لا يهز مع المساء سعف النخيل و لا يرجح زورق العرس المحلّى بعيون أرام و دفلى و درابك ارتعدت حناجرها فأرعدت الهواء ** هرم المغني فاسمعوه برغم ذلك تسعدوه و لتوهموه بأن من أبد شبابا من لحون و هوى ترقرق مقلتاه له و ينفح منه فوه هو مائت أفتبخلون عليه حتى بالحطام من الأزاهر و الغصون أصغوا إليه لتسمعوه يرثي الشباب و لا كلام سوى نشيج بالعيون سلم على إذا مررت أتى و سلّم صدّقوه هرم المغنّي فارحموه | |
|
| |
الهادي الزغيدي مدير الموقع
عدد المساهمات : 4023 نقاط : 24071 تاريخ التسجيل : 08/11/2009 العمر : 49 الموقع : تونس
| موضوع: رد: بدر شاكر السياب السبت ديسمبر 05, 2009 7:10 pm | |
| نداء الموت يمدّون أعناقهم من ألوف القبور يصيحون بي أن تعال نداء يشق العروق يهزّ المشاش يبعثر قلبي رمادا أصيل هنا مشعل في الظلال تعال اشتعل فيه حتى الزوال جدودي و آبائي الأولون سراب على حد جفني تهادى وبي جذوة من حريق الحياة تريد المحال وغيلان يدعو أبي سر فإني على الدرب ماش أريد الصّباح و تدعو من القبر أمّي بنيّ احتضنّي فبرد الردى في عروقي فدفّئ عظامي بما قد كسوت ذراعيك و الصدر و احم الجراح جراحي بقلبك أو مقلتيك و لا تحرفن الخطى عن طريقي و لا شيء إلا إلى الموت يدعو و يصرخ فيما يزول خريف شتاء أصيل أفول وباق هو الليل بعد انطفاء البروق و باق هو الموت أبقى و أخلد من كل ما في الحياة فيا قبرها افتح ذراعيك إني لآت بلا ضجّة دون آه | |
|
| |
الهادي الزغيدي مدير الموقع
عدد المساهمات : 4023 نقاط : 24071 تاريخ التسجيل : 08/11/2009 العمر : 49 الموقع : تونس
| موضوع: رد: بدر شاكر السياب السبت ديسمبر 05, 2009 7:11 pm | |
| ربيع الجزائر سلاما بلاد اللظى و الخراب و مأوى اليتامى و أرض القبور أتى الغيث و انحلّ عقد السحاب فروى ثرى جائعا للبذور و ذاب الجناح الحديد على حمرة الفجر تغسل في كل ركن بقايا شهيد و تبحث عن ظامئات الجذور و ما عاد صبحك نارا تقعقع غضبى و تزرع ليلا و أشلاء قتلى و تنفث قابيل في كلّ نار يسفّ الصديد و أصبحت في هدأة تسمعين نافورة من هتاف لديك يبشّر أن الدّجى قد تولى و أصبحت تستقبلين الصباح المطلاّ بتكبيرة من ألوف المآذن كانت تخاف فتأوي إلى عاريات الجبال تبرقع أصداءها بالرمال بماذا ستستقبلين الربيع ؟ ببقيا من الأعظم البالية لها شعلة رشّت الدالية تعير العناقيد لون النجيع وفي جانبي كل درب حزين عيون تحدّق تحت الثرى تحدق في عورة العاجزين لو تستطيع الكلام لصبّت على الظالمين حميما من اللعنات من العار من كل غيظ دفين ربيعك يمضغ قيح السلام بيوتك تبقى طوال المساء مفتّحة فيك أبوابها لعل المجاهد بعد انطفاء اللهيب و بعد النوى و العناء يعود إلى الدار يدفن تحت الغطاء جراحا يفرّ إليه الصغار ترفرف أثوابها يصيحون بابا فيفطر قلب المساء و ماذا حملت لنا من هديّة غدا ضاحكا أطلعته الدماء و كم دارة في أقاصي الدروب القصيّة مفتحة الباب تقرعه الريح في آخر الليل قرعا فتخرج أم الصغار و مصباحها في يد أرعش الوجد منها يرود الدجى ما أنار سوى الدرب قفر المدى و هي تصغى و ترهف سمعا و ما تحمل الريح إلا نباح الكلاب البعيد فتخفت مصباحها من جديد و لما استرحنا بكينا الرفاق هماس لأنييس عبر القرون وها أنت تدمع فيك العيون و تبكين قتلاك نامت وغى فاستفاق بك الحزن عاد اليتامى يتامى ردى عاد ما ظنّ يوما فراق سلاما بلاد الثكالى بلاد الأيامى سلاما سلاما . | |
|
| |
الهادي الزغيدي مدير الموقع
عدد المساهمات : 4023 نقاط : 24071 تاريخ التسجيل : 08/11/2009 العمر : 49 الموقع : تونس
| موضوع: رد: بدر شاكر السياب السبت ديسمبر 05, 2009 7:13 pm | |
| شباك وفيقة -2 أطلي فشّباكك الأزرق سماء تجوع تبينته من خلال الدموع كأني بي ارتجف الزورق إذا انشق عن وجهك الأسمر كما انشق عن عشتروت المحار و سارت من الرغو في مئزر ففي الشاطئين اخضرار و في المرفأ المغلق تصلّي البحار كأني طائر بحر غريب طوى البحر عند المغيب و طاف بشبّاكك الأزرق يريد التجاء إليه من الليل يربدّ عن جانبيه فلم تفتحي ولو كان ما بيننا محض باب لألقيت نفسي لديك و حدقت في ناظريك هو الموت و العالم الأسفل هو المستحيل الذي يذهل تمثّلت عينيك يا حفرتين تطلان سخراً على العالم على ضفة الموت بوّابتين تلوحان للقادم و شبّاكك الأزرق على ظلمة مطبق تبدّي كحبل يشدّ الحياة إلى الموت كيلا تموت شفاهك عندي ألذّ الشفاة و بيتك عندي أحبّ البيوت و ماضيك من حاضري أجمل هو المستحيل الذي يذهل هو الكامل المنتهي لا يريد و لا يشتهي أنه الأكمل ففي خاطري منه ظل مديد و في حاضري منه مستقبل * * ترى جاءك الطائر الزنبقي فحلقت في ذات فجر معه و ألقى نعاس الصباح النقي على حسك المشتكى برقعة و فتحت عينيك عند الأصيل على مدرج أخضر و كان انكسار الشعاع الدليل إلى التل و المنزل المرمر هناك المساء اخضرار نحيل من التوت و الظل و الساقية و في الباب مدّ الأمير الجميل ذراعيه يستقيل الآتية : أميرتي الغالية لقد طال منذ الشتاء انتظاري ففيم التأني وفيم الصدود ؟ * * و هيهات أن ترجعي من سفار و هل ميّت من سفار يعود ؟ | |
|
| |
الهادي الزغيدي مدير الموقع
عدد المساهمات : 4023 نقاط : 24071 تاريخ التسجيل : 08/11/2009 العمر : 49 الموقع : تونس
| موضوع: رد: بدر شاكر السياب السبت ديسمبر 05, 2009 7:16 pm | |
| رسالة من مقبرة من قاع قبري أصيح حتى تئن القبور من رجع صوتي و هو رمل و ريح من عالم في حفرتي يستريح مركومة في جانبيه القصور و فيه ما في سواه إلا دبيب الحياة حتى الأغاني فيه حتى الزّهور و الشمس إلا أنها لا تدور و الدّود نخار بها في ضريح من عالم قي قاع قبري أصيح لا تيأسوا من مولد أو نشورا النور من طين هنا أو زجاج قفل على باب سور النور في قبري دجى دون نور النور في شباك داري زجاج كم حدّقت بي خلفه من عيون سوداء كالعار يجرحن بالأهداب أسراري فاليوم داري لم تعد داري و النور في شبّاك داري ظنون تمتص أغواري و عند بابي يصرخ الجائعون في خبزك اليومي دفء الدّماء فاملأ لنا في كل يوم و عاء من لحمك الحي الذي نشتهيه فنكهة الشمس فيه و فيه طعم الهواء و عند بابي يصرخ الأشقياء أعصر لنا من مقلتيك الضياء فإننا مظلمون و عند بابي يصرخ المخبرون و عر هو المرقى إلى الجلجلة و الصخر يا سيزيف ما أثقله سيزيف إن الصخرة الآخرون لكنّ أصواتا كقرع الطبول تنهلّ في رمسي من عالم الشمس هذي خطى الأحياء بين الحقول في جانب القبر الذي نحن فيه أصداؤها الخضراء تنهلّ في داري أوراق أزهار من عالم الشمس الذي نشتهيه أصداؤها البيضاء يصدعن من حولي جليد الهواء أصداؤها الحمراء تنهل في داري شلال أنوار فالنور في شبّاك داري دماء ينضحن من حيث التقى بالصخور في فوهة القبر المغطاة سور هذا مخاض الأرض لا تيأسي بشراك يا أجداث حان النشور بشراك في وهران أصداء صور سيزيف ألقى عنه عبء الدّهور و استقبل الشمس على الأطلس آه لوهران التي لا تثور | |
|
| |
الهادي الزغيدي مدير الموقع
عدد المساهمات : 4023 نقاط : 24071 تاريخ التسجيل : 08/11/2009 العمر : 49 الموقع : تونس
| موضوع: رد: بدر شاكر السياب السبت ديسمبر 05, 2009 7:18 pm | |
| نهاية -1- أضيئي لغيري فكل الدروب سواء على المقلة الشاردة سأمضي إلى مجهل لا أؤوب فإن عادت الجثة البارده فألقي على الأعين الخاويات طيب السماء لعل الرؤى الخابيات إذا مس أطرافهن الضياء يخبرن عن ذلك المجهل: عن الريح و الغاب و الجدول أضيئي لها يا نجوم ! ** -2- سأهواك حتى نداء بعيد تلاشت على قهقهات الزمان بقاياه في ظلمة في مكان و ظل الصدى في خيالي يعيد سأهواك حتى سأهوى نواح كما أعولت في الظلام الرياح سأهواك حتى سـ.... يا للصدى أصيخي إلى الساعة النائية سأهواك حتى بقايا رنين تحدين دقاتها العاتية تحدين حتى الغدا سأهواك ما أكذب العاشقين ! سأهوا نعم تصدقين ** -3- ظلام و تحت الظلام المخيف ذراعان تستقبلان الفضاء أبعد اصفرار الخريف تريدين ألا يجيء الشتاء؟ لقاء و أين الهوى يا لقاء؟! عويل من القرية النائية وشيح ينادى فتاة الغريق بهذا الطريق و ذلك الطريق و يمشي إلى الضفة الخالية يسائل عنه المياه و يصرخ بالنهر يدعو فتاه و مصباحه الشاحب يغني سدى زيته الناضب محال يراه و يحنو على الصفحة القاتمة يحدق في لهفة عارمه فما صادفت مقلتاه سوى وجهه المكفهر الحزين ترجرجه رعشة في المياه تغمغم لا لن تراه ** -4- أحقا نسيت اللقاء الأخير أحقا نسيت اللقاء ... ؟ أكان الهوى حلم صيف قصير خبا في جليد الشتاء خبا في جليد و ظل الصدى في خيالي يعيد خبا في جليد خبا في جليد و يا رب حلم يهيل الزمان عليه الرؤى و السنين الثقال فتمضي و يبقى شحوب الهلال يلون بالأرجوان شحوب النجوم وصمت القمر ويومض في كل حلم جديد شحوب الهلال و ظل الشجر وطيف الشراع البعيد ؟
| |
|
| |
الهادي الزغيدي مدير الموقع
عدد المساهمات : 4023 نقاط : 24071 تاريخ التسجيل : 08/11/2009 العمر : 49 الموقع : تونس
| موضوع: رد: بدر شاكر السياب السبت ديسمبر 05, 2009 7:20 pm | |
| ارم ذات العماد من خلل الدخان من سيكاره من خلل الدخان من قدح الشاي وقد نشر وهو يلتوي ازاره ليحجب الزمان والمكان حدثنا جد أبي فقال يا صغار مقامرا كنت مع الزمان نقودي الأسماك لا الفضة والنضار والورق الشباك والوهار وكنت ذات ليله كأنما السماء فيها صدا وقار أصيد في الرميله في خورها العميق أسمع المحار موسوسا كأنما يبوح للحصى وللقفار بموطن اللؤلؤة الفريده فأرهف السمع لعلي أسمع الحوار وكان من ندى الخريففي الدجى بروده تدب منها رعشة في جسدي فأسحب الدثار وانفرج الغيم فلاحت نجمة وحيده ذكرت منها نجمتي البعيده تنام فوق سطحها وتسمع الجرار تنضح يا وقع حوافر على الدروب في عالم النعاس ذاك عنتر يجوب دجى الصحارى ان حي عبلة المزار فسرت والسماء وجهتي ولا دليل أرقب نجمها الوحيد والشعاع يخفت أو يؤج مانعا ومانحا وكالشراع ترفع أو تحطه الرياح في الصراع أسرت ألف خطوة أسرت ألف ميل لم أدر الا أنني أمالمني السحر الى جدار قلعة بيضاء من حجر كأنما الأقمار منذ ألف عام كانت له الطلاء كأنما النجوم في المساء سلن عليه ثم فاض حوله الظلام وسرت حول سورها الطويل أعد بالخطى مداه مثل سندباد يسير حول بيضة الرخ ولا يكاد يعود حيث ابتدأ حتى تغيب الشمس غشى نورها سواد حتى اذا ما رفع الطرف رأى وما رأى حتى بلغت في الجدار موضع العماد تقوم فيه كالدجى بوابة رهيبه غلفها الحديد مد حولها نحيبه أراه بالعيون لا تحسه المسامع وقفت عندها أدق يا صدى أراجع أنت من المقابر الغريبه أحس في الصدى برودة الردى أشم فيه غفن الزمان والعوالم العجيبه من ارم وعاد وحين كل ساعدي وملني الوقوف في الظلام كناسك كعابد يرفضه الاله في معبده يظل لا ينام ولا يريد الماء والطعام يصيح كن على الهوى مساعدي يا رافع السماء يا موزع الغمام جلست عند بابها كسائل ذليل جلست أسمع الصدى كأنه العويل يلهث خلف حائط من حجر ثقيل كان بين دقة ودقة يمر ألف عام وما أجاب العدم الخواء وحين أوشك الصباح يهمس الضياء نعست نمت واستفقت مر ألف جيل الشمس والفلاه والغيم والسماء وكل ما أراه هنالك حيث كان سورها المياه تشع في الخليج وقال جدنا ولج في النشيج ولن أراها بعد ان عمري انقضى وليس يرجع الزمان ما مضى سوف أراها فيكم فأنتم الأريج بعد ذبول زهرتي فان رأى ارم واحدكم فليطرق الباب ولا ينم ارم في خاطري من ذكرها ألم حلم صباي ضاع آه ضاع حين تم وعمري انقضى | |
|
| |
الهادي الزغيدي مدير الموقع
عدد المساهمات : 4023 نقاط : 24071 تاريخ التسجيل : 08/11/2009 العمر : 49 الموقع : تونس
| موضوع: رد: بدر شاكر السياب السبت ديسمبر 05, 2009 7:22 pm | |
| القصيدة و العنقاء جنازتي في الغرفة الجديدة تهتف بي أن أكتب القصيدة فأكتب ما في دمي و أشطب حتى تلين الفكرة العنيدة و غرفتي الجديدة واسعة أوسع لي من قبري إذا اعتراني تعب من يقظة فالنوم منها أعذب ينبع حتى من عيون الصّخر حتى من المدفأة الوحيدة تقوم في الزاوية البعيدة ** و ترفع الجنازة اليابسة المهدّمه من رأسها ترنو إلى الجدران و السقف و المرآة و القناني ما للزوايا مظلمة كأنهنّ الأرض للإنسان تريد أن تحطّمه بالمال و الخمور و الغواني و الكذب في القلب و في اللسان تريد أن تعيده للغابة البليدة وصفحة المرآة ما لها تطلّ خاوية ما أثمرت بغانية بالشفة المرجان تنيرها كالشفق العينان و بالنهود العرية كهذه المرآه ستصبح الأرض بلا حياة و في الليالي الداجية في ذلك السكون ليس فيه إلا الرياح العاوية سيفرغ الله من الأموات و يسحب الموت و يغفو فيه مثل دثار الليالي الشاتية ** و هكذا الشاعر حين يكتب القصيدة فلا يراها بالخلود تنبض سيهدم الذي بنى يقوّض أحجارها ثم يملّ الصمت والسكونا و حين تأتي فكرة جديدة يسحبها مثلّ دثار يحجب العيونا فلا ترى إن شاء أن يكونا فليهدم الماضي فالأشياء ليس تنهض إلا على رمادها المحترق منتثرا في الأفق وتولد القصيدة | |
|
| |
الهادي الزغيدي مدير الموقع
عدد المساهمات : 4023 نقاط : 24071 تاريخ التسجيل : 08/11/2009 العمر : 49 الموقع : تونس
| موضوع: رد: بدر شاكر السياب السبت ديسمبر 05, 2009 7:24 pm | |
| لقاء و لقاء لست أنت التي بها تحلم الروح و لست التي أغني هواها كان حب يشد حولي ذراعيك و يدني من الشفاة الشفاها و اشتياق كأنما يسرق الروح فما في العيون إلا صداها! و انتهينا فقلت إني سأنساه و غمغمت سوف ألقى سواها ** أمس طال اللقاء حتى تثاءبتِ و شاهدت في يديك الملالا في ارتخاء النسيج تطويه يمناك و عيناك ترمقان الشمالا في الغياب الطويل و المقعد المهجور ترمي يدي عليه الظلالا في الشفاه البطاء تدنو من الكوب و ترتد ثم تلقى سؤالا ** التقينا أهكذا يلتقي العشاق؟ أم نحن وحدنا البائسان؟ لا ذراعان في انتظاري على الباب و لا خافق يعد الثواني في انتظاري و لا فم يعصر الأزمان في قبلة و لا مقلتان تسرقان الطريق و الدمع من عيني والداء و الأسى من كياني ** قد سئمت اللقاء في غرفة أغضى على بابها اكتئاب الغروب : الضياء الكسول و المزهريات تراءى بهن خفق اللهيب كالجناح الثقيل في دوحة صفراء في ضفة الغدير الكئيب ** و احتشاد الوجوه مثل التماثل احتواهن معبد مهجور سمرت قبلة التلاقي على ثغري فعادت كما يطل الأسير من كوى سجنه إلى بيته النائي كما يخفق الجناح الكسير للغدير البعيد كالموجة الزرقاء جاشت فحطمتها الصخور! ** عز حتى الحديث بين الأحاديث و حتى التقاؤنا بالعيون في فؤادي الشقي مثل الأعاصير و في ساعدي مثل الجنون التقينا ؟ أكان شوقي للقياك اشتياقيا إلى الضياء الحزين واحتشاد الوجوه في الغرفة الجوفاء و الشاي و الخطى و اللحون ** الخطى و اللحون من فجوة الباب تسللن و الضياء الضئيلا و الأزاهير تشرب النور في بطء و يعكسنه ابتسامًا ذليلاً كابتساماتي الحيارى و إطراقي برأسي و قد ذكرت الحقولا و الغناء الطروب و المعبر المغمور بالنور و الشذى و النخيلا ** لست أنت التي بها تحلم الروح و لكنه الغرام المضاع: الخطى العابرات في النور و الأنداء و الشط و الضحى و الشراع التقينا يد تمد إلى أخرى و للنور في الشفاة التماع ترقص القبلة المرجاة فيه ثم يدنو فم و تطوي ذراع! ** لست أنت التي بها تحلم الروح-ولكنه انتظار اللقاء انتظار التي تحلم بها الروح إذا لفها اكتئاب المساء و استبد الحنين و انثالت الأصداء من كل ضفة قمراء لا تراها العيون في عالم ناء و من كل باب كوخ مضاء ** إنها الآن في انتظاري تجيل الطرف حيرى على امتداد الطريق و المساء الكئيب قد ماج بالأصداء تنساب من مكان سحيق اتبعينا.. فإن في الشاطئ النائي شراعا يهيم بالتصفيق و الحبيب المجهول ناداك و امتدت ذراعاه في انتظار عميق | |
|
| |
الهادي الزغيدي مدير الموقع
عدد المساهمات : 4023 نقاط : 24071 تاريخ التسجيل : 08/11/2009 العمر : 49 الموقع : تونس
| موضوع: رد: بدر شاكر السياب السبت ديسمبر 05, 2009 7:26 pm | |
| سوف أمضي سوف أمضي أسمع الريح تناديني بعيداً في ظلام الغابة اللفّاء .. والدّرب الطويل يتمطي ضجراً، والذئب يعوي، والأفول يسرق النجم كما تسرق روحي مقلتاك فاتركيني أقطع الليل وحيدا سوف أمضي فهي ما زالت هناك في انتظاري ** سوف أمضي. لا هدير السيل صخّابا رهيبا يغرق الوادي، ولا الأشباح تلقيها القبور في طريقي تسأل الليل إلى أين أسير كل هذا ليس يثنيني فعودي واتركيني ودعيني أقطع الليل غريبا إنها ترنو إلى الأفق الحزين في انتظاري ** سوف أمضي حوّلي عينيك لا ترني إليّا إن سحراً فيهما يأبى على رجلي مسيرا إن سراً فيهما يستوقف القلب الكسيرا وارفعي عني ذراعيك ... فما جدوى العناق إن يكن لا يبعث الأشواق فيّا ؟ اتركيني ها هو الفجر تبدى، ورفاقي في انتظاري . | |
|
| |
الهادي الزغيدي مدير الموقع
عدد المساهمات : 4023 نقاط : 24071 تاريخ التسجيل : 08/11/2009 العمر : 49 الموقع : تونس
| موضوع: رد: بدر شاكر السياب الأربعاء ديسمبر 09, 2009 3:04 pm | |
| صياح البط البري و ذرّى سكون الصباح الطويل هتافٌ من الديكِ لا يصدأُ وهزّ الصدى سعفات النخيل وأشرق شباكنا المطفأ . هتافٌ سمعناهُ منذ الصغر سمعناهُ حتى نموت يمرُّ على عتباتِ البيوت فيرسم أبوابها و الحُجَر ولا يهدأُ إلى أن تسير الحقول إلينا فنقطف منها الثمر وعند الضحى و انسكاب السماء على الطينِ و العشبة اليابسة، يشقُّ إلينا غصون الهواء صياحٌ ، بكاءٌ ، غناءٌ ، نداء يبشر شطآننا اليائسة بأن المطر على مهمه الريح مدّ القلوع هو البطُّ .. فلتهنأي يا شموع بموتٍ بهِ تعرفين الحياة بهِ تعرفين ابتسامَ الدموع : نذوراً تذوبين ، للأولياء . صياحٌ .. كأن الصياح ينشّل مما انطوى من رياح ، سهولا وراء السهول أزاهيرها في الدجى من نباح وعند النهار حزاما لقاح وختمية ما لها من ذبول ينشّر في شاطئ مشمس من القي الكثّ غاب له عذبات تطول. صياح كأجراس ماء .. كأجراس حقلٍ من النرجس يدندن و الشمس تصغي، يقول بأن المطر سيهطل قبل انطواء الجناح وقبل انتهاء السفر … 18 - 3 - 1962 | |
|
| |
الهادي الزغيدي مدير الموقع
عدد المساهمات : 4023 نقاط : 24071 تاريخ التسجيل : 08/11/2009 العمر : 49 الموقع : تونس
| موضوع: رد: بدر شاكر السياب الأربعاء ديسمبر 09, 2009 3:06 pm | |
| شناشيل ابنة الجلبي و أذكر من شتاء القرية النضاح فيه النور من خلل السحاب كأنه النغم تسرب من ثقوب العزف ارتعشت له الظلم و قد غنى صباحا قبل فيم اعد طفلا كنت ابتسم لليلي أو نهاري اثقلت اغصانه النشوى عيون الحور و كنا جدنا الهدار يضحك او يغني في ظلال الجوسق القصب و فلاحيه ينتظرون غيثك يا اله و أخوتي في غابة اللعب يصيدون الأرانب و الفراش و أحمد الناطور نحدق في ظلال الجوسق السمراءفي النهر و نرفع للسحاب عيوننا سيسيل بالقطر و أرعدت السماء فرن قاع النهر و ارتعشت ذرى السعف وأشعلهن و مض البرق أزرق ثم أاخضر ثم تنطفئ و فتحت السماء لغيثها المدرار بابا بعد باب عاد منه النهر و هو ممتلئ تكلله الفقائع عاد أخضر عاد أاسمر عص بالأنعام و اللهف و تحت النخل حيث تظل تمطر كل ما سعفه تراقصت الفقائع و هي تفجر انه الرطب تساقط في يد العذراء و هي تهز في لهفه بجذع النخلة الفرعاء تاج و ليدك الانوار ال الذهب سيصلب منه حب الاخرين سيبرئ الاعمى و يبعث في قرار القبر ميتا هذه التعب من السفر الطويل الى ظلام الموت يكسو عظمه اللحما و يوقد قلبه الثلجي فهو بحبه يثب و ابرقت السماء فلاح حيث تعرج النهر و طاف معلقا من دون اس يلثم الماء شناشيل ابنة الجلبي نور حوله الزهر عقود ندى من اللبلاب تسطع منه بيضاءا و اسية الجميلة كحل الاحداق منها الوجد و السهر يا مطرا يا حلبي عبر بنات الجلبي يا مطرا يا شاشا عبر بنات الباشا يا مطرا من ذهب تقطعت الدروب مقص هذا الهاطل المدرار قطعها و وراها و طوقت المعابر من جذوع النخل في الأمطار كغرقى من سفينة سندباد كقصة خضراء ارجأها و خلاها الى الغد أحمد الناطور وهو يدير في الغرفة كؤوس الشاي يلمس بندقيته و يسعل ثم يعبر طرفه الشرفه و يخترق الظلام و صاح يا جدي أخي الثرثار انمكث في ضلام الجوسق المبتل ننتظر متى يتوقف المطر و ارعدت السماء فطار منها ثمة انفجرا شناشيل ابنة الجلبي ثم تلوح في الافق ذرى قوس السحاب و حيث كان يسارق النظر شناشيل الجميلة لا تصيب العين الا حمرة الشفق ثلاثون انقضت و كبرت كم حب و كم وجد توهج في فؤادي غير اني كلما صفقت يدا الرعد مددت الطرف ارقب ربما ائتلق الشناشيل فأبصرت ابنة الجلبي مقبلة الى وعدي و لم ارها هواء كل اشواقي اباطيل و نبت دونما ثمر و لا ورد | |
|
| |
| بدر شاكر السياب | |
|