ظاهرة التدين عند الشباب: كيف ننظر لها؟
صفحة: 1/4
تتفق التيارات المختلفة في العالم العربي والإسلامي على تأكيد تزايد القيم الدينية والعودة لكثير من مظاهر السلوك الملتزم مع التعاليم الإسلامية عند شرائح الشباب.
هذا مع ملاحظتنا للاختلافات بين الظروف والأمكنة والأزمنة وتنوعها في إطار عالمنا الإسلامي الواسع.
وقد أجريت دراسة على الشباب السوري، طبقت على عينة من الشباب العامل المنتج، والشباب الجامعي في مدينة دمشق، وقورنت استجابات هؤلاء الشباب مع عينة من الآباء حول كثير من المعتقدات والاتجاهات المتعلقة ببعض عناصر العقيدة الإسلامية والإيمان بدور الدين الإسلامي في نهوض الأمة، ونشرت نتائج هذه الدراسة عام 2000 في العدد 59، المجلد 19 من مجلة النهج التي تصدرها وزارة الثقافة السورية تحت عنوان: "البنية الاعتقادية في ثقافة الشباب السوري، دراسة ميدانية في مدينة دمشق".
وقد أظهرت نتائج هذه الدراسة إشارات دالة حول رصد المعتقدات الدينية والتدين السلوكي في المجتمع الدمشقي، باعتباره نموذجاً من نماذج المجتمع السوري.
تألفت عينة الدراسة من 200 شاب جامعي، و200 شاب عامل، و200 من الآباء، وقد قدم الباحث الذي أجرى الدراسة نتائج دراسته بالتفصيل.
لعل أكثر ما يلفت النظر فيها أنه في مجموعة الآباء كان 58.5% يرون تطبيق الشريعة الإسلامية كاملة، و 27% يرون تطبيقها في بعض الأمور الخاصة بالجانب الاجتماعي (الزواج والطلاق والميراث ....)، و 13.5% يرون استحالة تطبيقها.
وفي عينة الشباب العامل كان 42% يرون التطبيق الكامل، و 32.5% يرون التطبيق في بعض الأمور الاجتماعية، و 22.5% يرون استحالة التطبيق.
أما عينة الشباب الجامعي فكان 52% منهم يرون التطبيق الكامل، و 21.5% يرون التطبيق في بعض الأمور الاجتماعية، و26% يرون استحالة التطبيق.
هذه النسبة المذكورة هي لجانب من الجوانب التي بحثتها هذه الدراسة، وهو تطبيق الشريعة الإسلامية، أما الحكم النهائي الذي بناه الباحث على مجمل نتائج الدراسة فهو أن "ثقافة الشباب السوري تميل باتجاه الفكر اللاعقلاني الغيبي، وبالتالي وجود شرخ عميق في مسيرة الفعل الاجتماعي، وما يعكسه في المشروع النهضوي المستقبلي في مرحلة تاريخية تتسم بالانفتاح على العالم بما جمعه عصر العولمة".