الكلمـــــة الحـــــرّة
الكلمـــــة الحـــــرّة
الكلمـــــة الحـــــرّة
هل تريد التفاعل مع هذه المساهمة؟ كل ما عليك هو إنشاء حساب جديد ببضع خطوات أو تسجيل الدخول للمتابعة.

الكلمـــــة الحـــــرّة

منتدى ثقافي عام
 
الرئيسيةأحدث الصورالتسجيلدخول

 

 موسوعة الشاعر محمود درويش

اذهب الى الأسفل 
3 مشترك
انتقل الى الصفحة : الصفحة السابقة  1, 2, 3 ... 7, 8, 9, 10, 11  الصفحة التالية
كاتب الموضوعرسالة
سلمى
عضو مميز
سلمى


عدد المساهمات : 502
نقاط : 16440
تاريخ التسجيل : 13/11/2009
الموقع : الجزائر

موسوعة الشاعر محمود درويش - صفحة 8 Empty
مُساهمةموضوع: رد: موسوعة الشاعر محمود درويش   موسوعة الشاعر محمود درويش - صفحة 8 I_icon_minitimeالجمعة يناير 08, 2010 2:07 am




صيف وشتاء



لا جديد ، الفصولُ هنا اثنانِ :

صَيْفٌ طويل كمئذنة في أقاصي المدى.

و شتاءٌ كراهبةٍ في صلاة خشوعْ.

وأَمَّا الربيعْ

فلا يستطيع الوقوف على قدميه

سوى للتحية: أَهلاً بكم

في صعود يسوعْ.

وأَمَّا الخريف،

فليس سوى خُلْوةٍ

للتأمُّل في ما تساقط من عمرنا

في طريق الرجوعْ.

فأين نسينا الحياةَ ؟ سألت الفراشةَ

وهي تحوِّم في الضوء

فاحترقتْ بالدموع !


الرجوع الى أعلى الصفحة اذهب الى الأسفل
سلمى
عضو مميز
سلمى


عدد المساهمات : 502
نقاط : 16440
تاريخ التسجيل : 13/11/2009
الموقع : الجزائر

موسوعة الشاعر محمود درويش - صفحة 8 Empty
مُساهمةموضوع: رد: موسوعة الشاعر محمود درويش   موسوعة الشاعر محمود درويش - صفحة 8 I_icon_minitimeالجمعة يناير 08, 2010 2:13 am




غيمة ملونة



وأَنا أَغسل الصحون، أمتلئ بفراغ

منعش وأَملأ الوقت بفقاعات الصابون.

لماء الحنفيَّة إيقاعٌ يفتقر إلى آلة

موسيقية. أُصاحبه بصفير متقطّع، و بمقطع

من أغنية شائعة لا شخصية لها. أَلهو

بالرغوة الشبيهة بغيمة تلمع فيها ألوانٌ

موسميَّةٌ وتنطفئ . أُمْسِك الغيمةَ بيديّ

وأوزِّعها على الصحون والكؤوس والفناجين

والملاعق والسكاكين. تَنْتَفِخُ الغيمة كُلَّما

سالت عليها قطراتُ الماء. أحفِنها وأُطيِّرها

في الهواء فتضحك لي، و أزداد امتلاء

بفراغي. لا أفكِّر بشيء كأني ظهيرة

لا مبالية. لكن صُوَر ذكريات محايدة

تهبط من مكان بعيد إلى حوض الماء،

ذكريات لا تجرح و لا تفرح، كنزهة في

حرش صنوبر، أو كانتظار حافلة تحت

المطر، فأغسلها بحرصِ مَنْ يحمل إناء من

بلّور أدبي. وحين أتأكد من أنها لم تنكسر

تعود سالمةً إلى مصادرها الأولى في

حرش صنوبر، و أبقى هنا. أَلهو برغوة

الصابون، و أسهو عمَّا ليس موجوداً. أنظر

برضا إلى ذهني الصافي كزجاج المطبخ، وإلى

خُلُوِّ قلبي من الشوائب كصحن مغسول بعناية.

وحين أحسّ بأني امتلأت تماماً بالفراغ

المنعش، أملأ الفراغ بكلمات لا تخصّ

أحداً سواي : بهذه الكلمات !


الرجوع الى أعلى الصفحة اذهب الى الأسفل
سلمى
عضو مميز
سلمى


عدد المساهمات : 502
نقاط : 16440
تاريخ التسجيل : 13/11/2009
الموقع : الجزائر

موسوعة الشاعر محمود درويش - صفحة 8 Empty
مُساهمةموضوع: رد: موسوعة الشاعر محمود درويش   موسوعة الشاعر محمود درويش - صفحة 8 I_icon_minitimeالجمعة يناير 08, 2010 2:15 am




ربيع سريع



مَرَّ الربيعُ سريعاً

مثل خاطرةٍ

طارت من البالِ-

قال الشاعر القَلِقُ


في البدء، أَعجبه إيقاعُهُ

فمشى سطراً فسطراً

لعلَّ الشكل ينبثقُ


وقال: قافيةٌ أخرى

تساعدني على الغناء

فيصفو القلبُ و الأُفُقْ


مَرَّ الربيع بنا

لم ينتظر أَحداً

لم تنتظرنا "عصا الراعي"

ولا الحَبَقَ


غنّي، ولم يجد المعنى

وأَطربَهُ

إيقاع أُغنية ضاقت بها الطُرُقُ


وقال: قد يُولَدُ المعنى

مصادفةً

وقد يكون ربيعي...ذلك القَلَقُ !


الرجوع الى أعلى الصفحة اذهب الى الأسفل
سلمى
عضو مميز
سلمى


عدد المساهمات : 502
نقاط : 16440
تاريخ التسجيل : 13/11/2009
الموقع : الجزائر

موسوعة الشاعر محمود درويش - صفحة 8 Empty
مُساهمةموضوع: رد: موسوعة الشاعر محمود درويش   موسوعة الشاعر محمود درويش - صفحة 8 I_icon_minitimeالجمعة يناير 08, 2010 2:17 am




الحياة ... حتى آخر قطرة



وإن قيل لي ثانيةً : ستموت اليوم،

فماذا تفعل؟ لن أَحتاج الى مهلة للرد:

إذا غلبني الوَسَنُ نمتُ. وإذا كنتُ

ظمآنَ شربتُ. وإذا كنتُ أكتب، فقد

يعجبني ما أكتب وأتجاهل السؤال. وإذا

كنت أتناول طعام الغداء، أضفتُ إلى

شريحة اللحم المشويّة قليلاً من الخردل

والفلفل. وإذا كنتُ أُحلق، فقد أجرح

شحمة أذني. وإذا كنتُ أقبِّل صديقتي،

التهمتُ شفتيها كحبة تين. وإذا كنت

أقرأ قفزت عن بعض الصفحات. وإذا

كنتُ أقشِّر البصل ذرفتُ بعض الدموع.

وإذا كنتُ أمشي واصلتُ المشي بإيقاع

أبطأ. وإذا كنتُ موجوداً، كما أنا الآن،

فلن أفكِّر بالعدم. وإذا لم أكن موجوداً،

فلن يعنيني الأمر. وإذا كنتُ أستمع الى

موسيقى موزارت، اقتربتُ من حيِّز

الملائكة. وإذا كنتُ نائماً بقيتُ نائماً

وحالماً وهائماً بالغاردينيا. وإذا كنتُ

أضحك اختصرتُ ضحكتي الى النصف احتراماً

للخبر. فماذا بوسعي أن أفعل؟ ماذا

بوسعي أن أفعل غير ذلك، حتى لو

كنتُ أشجع من أحمق، وأقوى من

هرقل؟


الرجوع الى أعلى الصفحة اذهب الى الأسفل
سلمى
عضو مميز
سلمى


عدد المساهمات : 502
نقاط : 16440
تاريخ التسجيل : 13/11/2009
الموقع : الجزائر

موسوعة الشاعر محمود درويش - صفحة 8 Empty
مُساهمةموضوع: رد: موسوعة الشاعر محمود درويش   موسوعة الشاعر محمود درويش - صفحة 8 I_icon_minitimeالجمعة يناير 08, 2010 2:43 am




أثر الفراشة


أَثر الفراشة لا يُرَى

أَثر الفراشة لا يزولُ


هو جاذبيّةُ غامضٍ

يستدرج المعنى، ويرحلُ

حين يتَّضحُ السبيلُ


هو خفَّةُ الأبديِّ في اليوميّ

أشواقٌ إلى أَعلى

وإشراقٌ جميلُ


هو شامَةٌ في الضوء تومئ

حين يرشدنا الى الكلماتِ

باطننا الدليلُ


هو مثل أُغنية تحاولُ

أن تقول، وتكتفي

بالاقتباس من الظلالِ

ولا تقولُ ...


أَثرُ الفراشة لا يُرَى

أُثرُ الفراشة لا يزولُ !


الرجوع الى أعلى الصفحة اذهب الى الأسفل
سلمى
عضو مميز
سلمى


عدد المساهمات : 502
نقاط : 16440
تاريخ التسجيل : 13/11/2009
الموقع : الجزائر

موسوعة الشاعر محمود درويش - صفحة 8 Empty
مُساهمةموضوع: رد: موسوعة الشاعر محمود درويش   موسوعة الشاعر محمود درويش - صفحة 8 I_icon_minitimeالجمعة يناير 08, 2010 2:48 am




لم أكن معي



محدقاً إلى السقف، واضعاً يدي على خدِّي،

كمن يتلصَّص على فكرة بيضاء، أو يتربص

بإشراقة وحي. أَنْتَبِهُ بعد ساعات

إلى أنني لم أكن هناك في السَقف ولا هنا على المقعد،

ولم أفكر بشيء. كنت مستغرقاً في اللا شيء ...

في الفراغ الكلي الكامل، منفصلاً عن وجودي،

جاراً لعَدَمٍ غيرِ متطفِّل، وخالياً من الألم.

لم أحزن ولم أفرح، فلا شأن للاّ شيء بالعاطفة،

ولا شان له بالزمن. لم توقظني يَدُ ذكرى

واحدة من غيبوبة الحواس. ولم توقظني خشيةُ

الأقدار من نسيان الغد. إذ كنت، لسبب

ما، متأكداً من أنني سأحيا إلى الغد. لم

أسمع صوت المطر يكسِّر رائحةَ الهواء في

الخارج، ولا الناياتِ تحمل الداخل وترحل.

كنت لا شيء في حضرة اللا شيء. وكنت

هادئاً، آمناً, مطمئناً. فما أجمل أن

يكون المرء لا شيء، مرة واحدة، مرة

واحدة فقط ... لا أكثر!




الرجوع الى أعلى الصفحة اذهب الى الأسفل
سلمى
عضو مميز
سلمى


عدد المساهمات : 502
نقاط : 16440
تاريخ التسجيل : 13/11/2009
الموقع : الجزائر

موسوعة الشاعر محمود درويش - صفحة 8 Empty
مُساهمةموضوع: رد: موسوعة الشاعر محمود درويش   موسوعة الشاعر محمود درويش - صفحة 8 I_icon_minitimeالجمعة يناير 08, 2010 3:00 am




وجوه الحقيقة


ألحقيقةُ أُنثى مجازيّةٌ

حين يختلط الماءُ والنارُ

في شكلها


والحقيقةُ نسبيّةٌ

حين يختلط الدمُ بالدمِ

في ليلها


والحقيقةُ بيضاءُ ناصعةٌ

حين تمشي الضحيِّةُ

مبتورةَ القَدَمَيْنِ

على مهلها


و"الحقيقة شخصيَّةٌ"

في القصيدةِ

لاهِيَ ما هِيَ

أو عكسها

إنها ما تقطَّر من ظلِّها!


الرجوع الى أعلى الصفحة اذهب الى الأسفل
سلمى
عضو مميز
سلمى


عدد المساهمات : 502
نقاط : 16440
تاريخ التسجيل : 13/11/2009
الموقع : الجزائر

موسوعة الشاعر محمود درويش - صفحة 8 Empty
مُساهمةموضوع: رد: موسوعة الشاعر محمود درويش   موسوعة الشاعر محمود درويش - صفحة 8 I_icon_minitimeالجمعة يناير 08, 2010 3:03 am




كما لو كان نائما



صحا من النوم دفعةً واحدة. فتح النافذة

على ضوء فاتر و سماء صافية و هواء معافى.

تحسَّس جسده، عضواً عضواً، فوجده

سليماً. نظر إلى الوسادة ولم يرَ شعراً

تساقط في الليل. نظر إلى الملاءة

ولم يرَ دماً. فتح جهاز الترانزستور

ولم يسمع خبراً عن قتلى جدد في العراق

وغزة وأفغانستان. ظنَّ أنه نائم. فَرَكَ

جفنيه أمام المرآة و تعرَّف إلى وجهه

بسهولة. هتف: أنا حيّ. مشى إلى

المطبخ لإعداد القهوة. وضع ملعقةً من

العسل في كأس الحليب الخالي من الدَّسَم.

رأى على الشرفة كناريّاً زائراً يقف على

حوض زهور نسي أن يسقيها. قال

للكناريّ: صباح الخير، و نثر حوله فتات

خبز. طار الكناريّ وحطَّ على فَنَنِ شجيرة

وغنَى. مرة أخرى، ظن أنه نائم. نظر

إلى المرآة ثانية و قال: أنا هو. استمع

إلى نشرة أخبار جديدة. لا قتلى جدداً في

أي مكان. فرح بهذا الصباح الشاذ.

قاده الفرح إلى طاولة الكتابة وفي باله

سطر واحد: "أنا حي بالرغم من أنني

لا أشعر بالألم". كان ممتلئاً بشغف الإنشاد

لصفاءٍ بِلَّوْريّ هبط عليه من مكان بعيد: من

مكانه هذا! وحين جلس إلى طاولة الكتابة

وجد السطر مكتوباً على ورقة بيضاء: "أنا

حيٌّ على الرغم من أنني لا أشعر بالألم".

لم يظن هذه المرة من أنه نائم. كان متأكداً

من ذلك!

الرجوع الى أعلى الصفحة اذهب الى الأسفل
سلمى
عضو مميز
سلمى


عدد المساهمات : 502
نقاط : 16440
تاريخ التسجيل : 13/11/2009
الموقع : الجزائر

موسوعة الشاعر محمود درويش - صفحة 8 Empty
مُساهمةموضوع: رد: موسوعة الشاعر محمود درويش   موسوعة الشاعر محمود درويش - صفحة 8 I_icon_minitimeالجمعة يناير 08, 2010 3:09 am




موسيقى مرئية



وأنا أستمع إلى الموسيقى، تنفتح حولي

حدائق، فتصير النغمةُ زهرةً أسمعها بعينيّ.

للصوت صورة، وللصورة صوت متدرِّج

متموِّج ...أَبعد من مجاز أدبي. يَخْرُجُ

القرنفل من أحواضه، و ينتشر على طاولات

المطاعم الراقية لتعويض الغريب عن خسارة

منسية، أو للإمعان في تدريب المُنْتَظِرِ على

مفاجآت القادم. وليس على النرجس من

حَرَجٍ إن أطال الاستماع إلى أغنية الفرح

في الماء، وظنَّها أغنية مديحه. أَمَّا

الزنبق الأبيض، إذا اتسع الصالون

لرائحته الشاسعة اللاذعة، فإن خواطره

تضلِّلني، على عكس البنفسج الذي يوقفني

على تقاطع صوتين يتداخلان و يذوبان في

تشابه الدموع بين عرس و جنازة... وعلى

عكس شقائق النعمان المكتفية بغناء الهامش

الفسيح على سفوح الرَعَويَّات. كل هذا

لأقول: إن الوردة الحمراء موسيقى مرئية.

وإن الياسمين رسالة حنين من لا أَحد

إلى لا أحد!


الرجوع الى أعلى الصفحة اذهب الى الأسفل
سلمى
عضو مميز
سلمى


عدد المساهمات : 502
نقاط : 16440
تاريخ التسجيل : 13/11/2009
الموقع : الجزائر

موسوعة الشاعر محمود درويش - صفحة 8 Empty
مُساهمةموضوع: رد: موسوعة الشاعر محمود درويش   موسوعة الشاعر محمود درويش - صفحة 8 I_icon_minitimeالجمعة يناير 08, 2010 3:22 am




الطريق إلى (أين)


[إلى سركون بولص]


أَلطريقُ طويلٌ إلى أين؟ مرتفعاتٌ

ومنخفضاتٌ. نهارٌ وليلٌ على الجانبين.

شتاء قصير وصيف طويل. نخيلٌ

وسرورٌ، وعبادُ شمسٍ على الجانبين.

محطَّاتُ كازٍ، مقاهٍ، ومستوصفاتٌ،

وشرطةُ سير على الجانبين. و سجنٌ

صغير، ودكّانُ تبغ وشاي، ومدرسةٌ

للبنين، وأقبيةٌ للبنات، وأجهزةٌ

لقياس المُناخ، ولافتةٌ للأجانب: أهلاً

بكم في الطريق إلى أين؟ مرتفعات

ومنخفضات. وآثار موتى رأوا موتهم

واقفاً في الطريق، فألقوا عليه التحيَّة.

قال: إلى أين؟ قالوا: إلى (أَين) !

نمشي كأنَّا سوانا. كأنَّ هناك / هنا

بين بين. كأن الطريق هو الهدف

اللانهائيُّ، لكنْ إلى أين نمضي، ومن

أين نحن إذن؟ نحن سُكَّان هذا

الطريق الطويل إلى هدف يحمل اسماً

وحيداً: إلى (أين) ؟


الرجوع الى أعلى الصفحة اذهب الى الأسفل
سلمى
عضو مميز
سلمى


عدد المساهمات : 502
نقاط : 16440
تاريخ التسجيل : 13/11/2009
الموقع : الجزائر

موسوعة الشاعر محمود درويش - صفحة 8 Empty
مُساهمةموضوع: رد: موسوعة الشاعر محمود درويش   موسوعة الشاعر محمود درويش - صفحة 8 I_icon_minitimeالسبت يناير 09, 2010 12:45 am




فكاهة الخلود


للمقابر هيبة الهواء وسطوة الهباء. تشيع

صديقك ممدوح, وتنتظر دورك ...

تنقلك روائح الزهور الذابلة وحفيف الأشجار

إلى البعيد ... إلى ما وراء الشيء ... إلى عنوانك

الأخير في ناحية من نواحي العدم. لكنك

تفكر في ما هو أبسط : ألقبور مراتب.

فمنها ما يبدو لك أنه راحة النائم. ومنها

ما يحرم النائم من التطلع إلى سمائه

المدفونة. ومنها, كالمحاذية لساحة التروكاديرو

في باريس, ما يجعل النائم جزءاً من وتيرة

الحياة. فهو قريب من المقاهي والمتاحف

ومواعيد الأحياء. الحياة في متناول قبره

الرخامي. وحوله من تنوع الزهر والشجر

والطير والبشر ما يغنيه عن الخروج إلى

نزهة, بعدما أنفق مدخراته لامتلاك

خصوصية هذا العنوان الدائم. ومن القبور

ما يجعل العدم مادة مرئية, كتلك

القبور المرمية في الصحراء بعيداً عن

الشجر والماء. لا أنيس للنائم الذي

يحترق في حرّ الصيف ويتجمد من البرد

في الشتاء. كأنه يواصل الموت بلا

نهاية, حيث يخلو الموت من استعارة النوم.

لكن الذين يشرفون على تشييد قبورهم،

وتأثيثها بصورهم، لا يفكرون براحة النوم

قريباً من صداقة الأحياء، إنما يفكرون

بتدريب التاريخ على القراءة. ويفكرون

بما هو أصعب: برشوة الخلود. دون

أن يعلـموا أن الخلود لا يزور القبور.

وأنه يحب الفكاهة !


الرجوع الى أعلى الصفحة اذهب الى الأسفل
سلمى
عضو مميز
سلمى


عدد المساهمات : 502
نقاط : 16440
تاريخ التسجيل : 13/11/2009
الموقع : الجزائر

موسوعة الشاعر محمود درويش - صفحة 8 Empty
مُساهمةموضوع: رد: موسوعة الشاعر محمود درويش   موسوعة الشاعر محمود درويش - صفحة 8 I_icon_minitimeالسبت يناير 09, 2010 12:46 am




اللامبالي


لا يـبالي بشيء . إذا قطعوا الماء

عن بيته قال : لا بأس ! إن الشتاء

قريب. وإن أوقفوا ساعة الكهرباء

تثاءب : لا بأس ، فالشمس تكفي.

وإن هددوه بتخفيض راتبه قال: لا

بأس ! سوف أصوم عن الخمر

والتبغ شهراً. وإن أخذوه إلى السجن

قال : ولا بأس، أخلو قليلاً إلى النفس

في صحبة الذكريات

وإن أرجعوه إلى بيته قال:

لا بأس ! فالبيت بيتي.

وقلت له مرة غاضباً : كيف تحيا غداً ؟

قال: لا شأن لي بغدي. إنه فكرة

لا تراودني. وأنا هكذا هكذا : لن

يغيرني أي شيء، كما لم أغير أنا

أي شيء ... فلا تحجب الشمس عني !

فقلت له : لستُ اسكندر المتعالي

ولستَ ديوجين

فقال : ولكن في اللامبالاة فلسفة،

إنها صفة من صفات الأمل !




عدل سابقا من قبل سلمى في السبت يناير 09, 2010 12:49 am عدل 1 مرات
الرجوع الى أعلى الصفحة اذهب الى الأسفل
سلمى
عضو مميز
سلمى


عدد المساهمات : 502
نقاط : 16440
تاريخ التسجيل : 13/11/2009
الموقع : الجزائر

موسوعة الشاعر محمود درويش - صفحة 8 Empty
مُساهمةموضوع: رد: موسوعة الشاعر محمود درويش   موسوعة الشاعر محمود درويش - صفحة 8 I_icon_minitimeالسبت يناير 09, 2010 12:48 am




اللوحة والإطار


إذا انكسر إطار اللوحة، بسبب هزة

أرضية خفيفة، تحمل اللوحة إلى صانع

أطر ماهر، فيضع لها إطاراً ربما أجمل.

أما إذا تشوهت اللوحة بسبب خلل

فني أصلي، وبقي إطارها سليماً، فلن

تحتاج إليه إلا إذا نقص الحطب في

المدفأة. كذلك هي الفكرة: إذا انكسر

إطارها وجدت لها إطاراً أقوى وأصلب.

أما إذا انكسرت الفكرة، فلن يكون إطارها

السليم غير ذكرى حزينة، تحتفظ بها كما

يحتفظ راع خائب بجرس كبش من قطيعه

افترسته الذئاب !


الرجوع الى أعلى الصفحة اذهب الى الأسفل
سلمى
عضو مميز
سلمى


عدد المساهمات : 502
نقاط : 16440
تاريخ التسجيل : 13/11/2009
الموقع : الجزائر

موسوعة الشاعر محمود درويش - صفحة 8 Empty
مُساهمةموضوع: رد: موسوعة الشاعر محمود درويش   موسوعة الشاعر محمود درويش - صفحة 8 I_icon_minitimeالسبت يناير 09, 2010 12:50 am




ثلج


تـكثَّـفَ الــهــواءُ الأبـيـض، وتــبــاطـأ وانــتــشــر

كـالـقـطـن المنـفـوش في الـفـضـاء. وحـين لامــس

جـَسَــدَ الـلـيــل أضـاءه مــن كــل نـاحـيـة. ثــلــج.

انـقـطـع الـتـيـار الـكـهـربـائـي، فـاعـتـمـدت عـلى

ضــوء الـثـلـج لأهـتـدي إلــى الممــر، الــفــاصـل

الموسيـقـي، بـين جـدارين، فـإلى الغرفة المجاورة

لشـجـــرات الـنخـيـل السـت الـواقـفـات كـراهـبات

عـلـى كـتـف الـوادي. فـَرَحٌ شِـبـْهُ مـيـتـافـيـزيـقـي

يـأتـيـني مـن كـُلِّ ما هـو خـارجي، وأَشكـر الـريح

الـتـي جـاءت بالـثـلـج مـن أقـالـيـم لا تـصـل إلـيهـا

إلا الـروح. لـو كـنـتُ غـيري لاجتهـدت في وصف

الـثــلــج. لـكــنـي إذ أنـخـطـفُ فـي هـذا الــعـشــب

الـكـونيّ الأبـيض، أتـخـفـف مـن نفـسي فـلا أكـون

أنـا، ولا أكــون غــيـري، فـكـلانـا ضـيـفـان عـلى

جــوهــر أبـيــض، مـــرئــي وواســـع الــتـأويـــل.

وحـين عـاد الـتـيار الـكـهـربـائـي، أطـفـأت الضوء

وبـــقــيـت واقــفــا أمــام الــنـافـذة لأرى كــم أنـا

هـــنـــاك... طــيــفـــاً فــي مـــا وراء الــثـــلـــج !


الرجوع الى أعلى الصفحة اذهب الى الأسفل
سلمى
عضو مميز
سلمى


عدد المساهمات : 502
نقاط : 16440
تاريخ التسجيل : 13/11/2009
الموقع : الجزائر

موسوعة الشاعر محمود درويش - صفحة 8 Empty
مُساهمةموضوع: رد: موسوعة الشاعر محمود درويش   موسوعة الشاعر محمود درويش - صفحة 8 I_icon_minitimeالسبت يناير 09, 2010 12:52 am



عدوي

قال لي ، بعدما كسر الكأس:

لاتصف الشعرَ، يا صاحبي، بالجميل

ولا بالقويّ ،

فليس هنالك شعر قويّ وشعر جميل

هنالك شعر يُصِيُبكَ، سرّاً

بعدوى الكتابة والانفصام، فتهذي

وتخرج ذاتك منك إلى غيرها ... وتقول :

أنا هو هذا وهذا، ولست أنا. وتطيل

التأمل في الكلمات . وحين تجس لها

نبضها ، تشرئب وتهمس في أذنيك :

اقترب وابتعد، واغترب واتّحد. ويسيل

حليب من الليل. تشعر أنك طفلٌ

سيولد عما قليل !


الرجوع الى أعلى الصفحة اذهب الى الأسفل
سلمى
عضو مميز
سلمى


عدد المساهمات : 502
نقاط : 16440
تاريخ التسجيل : 13/11/2009
الموقع : الجزائر

موسوعة الشاعر محمود درويش - صفحة 8 Empty
مُساهمةموضوع: رد: موسوعة الشاعر محمود درويش   موسوعة الشاعر محمود درويش - صفحة 8 I_icon_minitimeالسبت يناير 09, 2010 12:53 am



حوض خزامى


محتشمة متكتمة, على طيبك, كحوض

خزامى, تجلسين قبالة مطالعي. وأصابعي

تحك أصابعي, فيسقط فنجان قهوتي ــ

ذريعتي وخديعتي, لتقربي طيبك مني,

وألمّه مع شظايا الهال ... فلا يصل. لأن

رائحة الخزامى لا تنتقل من خدرها الحذر

إلى المنتظر سخاء المخفي. أكثر من

حاسة فاقدة الصبر تشرئب إلى ما سيهب

من جهتك المتقشفة المنصرفة إلى صون

بكارة الرائحة الملتفة بأوراق الكثافة. أدنو

منك كمقبل على مغامرة, كمدبر عن خوفه.

أمدّ يديّ إلى حوض الخزامى. أفركها وأحضنها

وأشمها وأضمها, ولا تقولين شيئاً. كأنك

حقاً خزامى ... تؤخذ رائحتها باليدين !


الرجوع الى أعلى الصفحة اذهب الى الأسفل
سلمى
عضو مميز
سلمى


عدد المساهمات : 502
نقاط : 16440
تاريخ التسجيل : 13/11/2009
الموقع : الجزائر

موسوعة الشاعر محمود درويش - صفحة 8 Empty
مُساهمةموضوع: رد: موسوعة الشاعر محمود درويش   موسوعة الشاعر محمود درويش - صفحة 8 I_icon_minitimeالسبت يناير 09, 2010 12:54 am



أكثر وأقل


حتى لو لم تكوني ما أنت عليه من حضور

باهر، سأكون أنا ما أنا عليه من غياب

فيك ... باطن وظاهر. شفاف حضورك بلوري

أرى ما وراءه من حدائق، فأخطف إلى

متاهات عليا لا يبلغها خيال تبهجه سعة

المجاز ويخرجه فقر الكلام المتداول. أقول

ما أقول لك بلغة تفتقر إلى كثافة العسل

وخفة الفراشة ... في حضرة هذا الممكن المتمكن

من رفع المصادفة إلى مرتبة الإعجاز. فإلى

أين يأخذنا صمتك المضفي على الكلام الغامض

إغواء التورية؟ كأني لم أكتب من قبل,

ولم أحفظ ما كتبت لك في سري. وشفّاف

حضورك, فلا أدري إن كانت روحك تسكن

جسدك, أم أن جسدك يلبس روحك

ويشعّ لؤلؤة في عتمتي. يختلط عليّ

الشكل والجوهر, فأرى الشكل جوهراً،

والجوهر شكل الكمال. وأباريك في الصمت

لئلا تزلّ بي كلمة فأسقط على ما كنته

قبلك من ارتجال متعثر.لا, لست

شاعراً ينتظر قصيدته في ما تنثرين من

إيماءات,أنت وأنا ــ إن كان لنا أن

نجتمع في عبارة واحدة كما نحن هنا في

غرفة واحدة ــ ضيفان خفيفان على ما يسبق المعنى

من غيوم, ممتلئان بحنين الطير إلى شجر الليل, بلا

فكرة عن غد لا يعدنا بغير الأمل. فأحضر وتغيبين.

وأنظر إلى غيابك يهيل عليّ سماء ما. حتى

لو لم تكوني ما أنت عليه من غياب. سأكون

أنا ما أنا عليه من حضور. كأنك معي.

كأني في حاجة أكثر إلى ما هو أقلّ !


الرجوع الى أعلى الصفحة اذهب الى الأسفل
سلمى
عضو مميز
سلمى


عدد المساهمات : 502
نقاط : 16440
تاريخ التسجيل : 13/11/2009
الموقع : الجزائر

موسوعة الشاعر محمود درويش - صفحة 8 Empty
مُساهمةموضوع: رد: موسوعة الشاعر محمود درويش   موسوعة الشاعر محمود درويش - صفحة 8 I_icon_minitimeالسبت يناير 09, 2010 12:56 am



أغبط كل ما حولك


أغبط حواسي. للهواء لون الغاردينيا...

ولرائحتك على كتفي أقواس نصر و ضحك.

أغبط الخناجر المسالمة النائمة في أغمادها

أمامك على المنضدة, في انتظار أشارة

منك لقتلي. أغبط المزهرية, تستغني عن

وردها الأصفر بما تغدقين عليها من قرمز

الشفتين الجائعتين إلى جوعي. وأغبط اللوحة

المحدقة إليك بضراعة: أنظري إلي أطول

لأكمل ما ينقصني من بحيرات وبساتين كرز.

وأغبط أعشاب السجادة تشرئب إلى حجلة

تهبط إليها من عل, والى حجلة تستريح على

الركبة, فيسخن رخام الغرفة وخيالي.

وأغبط المكتبة المضطربة المكتئبة لخلوها من

كتاب شهواني في مديح ربوتين عاجيتين صغيرتين

مكشوفتين أمامها على هياج الجيتارات, ومغلقتين

بموجة حرير يتنهد, وأغبط أصابعي تلتقط

ما يفيض عن حاجة يديك إلى حوار الضوء

والظل وحركة الملعقة في فنجان الشاي,

وتحريك الملح في جسد يحن إلى عاصفة

لتأجيج نار النشيد: يا هذه الأشياء لميني وضميني

لأغبط ذكرياتي عنك في ما

بعد. وأغبط لساني الذي يناديك باسمك

بحرص من يحمل أربع كؤوس كريستال بيد

واحدة. أتذوق حروف أسمك, حرفاً حرفاً,

كفواكه موسيقية. ولا أشرب الماء معها لأحفاظ على

مذاق الدراق وعلى عطش حواسي ...

وأغبط خيالي يحتضنك ويسكنك ويقبّلك

ويدللك ويطويك ويرخيك ويدنيك ويقصيك

ويرفعك وينزلك، ويخضعك ويخضع لك,

ويفعل ما لا أفعل !



الرجوع الى أعلى الصفحة اذهب الى الأسفل
سلمى
عضو مميز
سلمى


عدد المساهمات : 502
نقاط : 16440
تاريخ التسجيل : 13/11/2009
الموقع : الجزائر

موسوعة الشاعر محمود درويش - صفحة 8 Empty
مُساهمةموضوع: رد: موسوعة الشاعر محمود درويش   موسوعة الشاعر محمود درويش - صفحة 8 I_icon_minitimeالسبت يناير 09, 2010 12:59 am



قلّي كوكبا


هل كل هذا أنت؟

غامضة وواضحة

وحاضرة و غائبة معا ...

عيناك ليل حالك ... ويضيئني

ويداك باردتان ترتجفان

لكن، توقدان الجمر في جسدي

وصوتك نغمة مائية ... وتذبيني في الكأس

أنت كثيفة و شفيفة، و عصيّة و أليفة

عذراء، أم لابنتين :

قصيدتي

وقصيدة أودى بصاحبها خيال قاصر!

هل كل هذا أنت؟

صيف في الشتاء، وفي الخريف ربيع نفسك

تكبرين و تصغرين على وتيرة نايك السحري

يخضر الهواء على مهبك

يضحك الماء البعيد إذا نظرت إلى السحاب

و يفرح الحجر الحزين إذا مررت بكعبك العالي ...

أهذا ... كل هذا أنت؟

قلي كوكبا أو كوكبين لكي أصدق

أنك أمراة تجسُّ،

ولستِ موسيقى تكسرني كحبة بندق

قلي قليلا، واستقلي عن مجازك

كي أضمك من جهاتك

ماعدا الجهة التي أشرعتها للريح...


الرجوع الى أعلى الصفحة اذهب الى الأسفل
سلمى
عضو مميز
سلمى


عدد المساهمات : 502
نقاط : 16440
تاريخ التسجيل : 13/11/2009
الموقع : الجزائر

موسوعة الشاعر محمود درويش - صفحة 8 Empty
مُساهمةموضوع: رد: موسوعة الشاعر محمود درويش   موسوعة الشاعر محمود درويش - صفحة 8 I_icon_minitimeالسبت يناير 09, 2010 1:01 am



مواعيد سرية



أغلقت النوافذ واسدلت الستائر. مسحت

الغبار عن المرآة والمنضدة ونظارتي، وشذبت

زهور المزهرية، واخترت ليليات شوپان،

ونزعت سلك الهاتف لئلا تحرجني صديقتي

بسؤال عما أفعل الليلة. فكيف أقول لها

إني على موعد سري مع نفسي ؟ هجست

بأن الليل، كالعالم، لم يعد مكانا آمنا ...

وانتظرت بلا قلق موعدي. صببت نبيذا

أحمر في كأسين. وفكّرت بلا تركيز في ما

سأقول لزائرتي - نفسي. وحدست بطريقتها

الخاصة في تعريتي ونزع أقنعتي، وبسؤالها

الساخر : منذ متى لم نلتق ؟ سأقول

لها : منذ امتلأتِ بي وامتلأت بك، ولجأتِ

إلى صورتي عنك، ولجأت إلى صورتك عني.

ستسألني : لماذا إذن لم تنس أن تنساني ؟

سأقول لها : لئلا تسرقني المصادفات من

الممكنات في طريقي إلى مجهولك. ستقول لي :

لا أفهمك. سأقول : ولا أنا. لم يعد العالم مكانا آمنا،

أحتاج إليك حلاصا ... لماذا

تأخّرتِ عن الموعد ؟ ستسألني : أي موعد ؟

سأقول لها : هذا الموعد - عل نسيت ؟ لكنني

لا أسمع جوابا، وأتطلع إلى كأسها فلا

أجدها. شربت كأسي وثملت وقلت : أنا

وحدي في ثيابي. أعدت تشغيل الهاتف،

واتصلت بصديقتي متوسلا : تعالي إليّ. فقالت :

لا أستطيع الخروج من البيت، لأنني على

موعد سرّيّ مع ... نفسي !


الرجوع الى أعلى الصفحة اذهب الى الأسفل
سلمى
عضو مميز
سلمى


عدد المساهمات : 502
نقاط : 16440
تاريخ التسجيل : 13/11/2009
الموقع : الجزائر

موسوعة الشاعر محمود درويش - صفحة 8 Empty
مُساهمةموضوع: رد: موسوعة الشاعر محمود درويش   موسوعة الشاعر محمود درويش - صفحة 8 I_icon_minitimeالسبت يناير 09, 2010 1:03 am



قالت له



((الليل تاريخ الحنين, وأنت ليلي)) ــ

قلتَ لي, وتركتني

وتركت لي ليلي وليلك باردين ...

وسوف يوجعني الشتاء وذكرياتك

سوف يوجعك الهواء معطراً بزنابقي

لا بأس !

سوف أحب أوّل عابر

يبكي على امرأة رمته إلى الهباء كما فعلت

سنعتني [ أنا والغريب] بليلنا ونضيئه.

سنؤثث الأبد الصغير... سننتقي

[ أنا والغريب] سريرنا وشعورنا بعناية.

ولربما نتلو معاً [ أنا والغريب]

قصيدة الحب التي أهديتني :

(( الليل تاريخ الحنين

وأنتِ ليلي)) !


الرجوع الى أعلى الصفحة اذهب الى الأسفل
سلمى
عضو مميز
سلمى


عدد المساهمات : 502
نقاط : 16440
تاريخ التسجيل : 13/11/2009
الموقع : الجزائر

موسوعة الشاعر محمود درويش - صفحة 8 Empty
مُساهمةموضوع: رد: موسوعة الشاعر محمود درويش   موسوعة الشاعر محمود درويش - صفحة 8 I_icon_minitimeالسبت يناير 09, 2010 2:28 am




عطس


الإحباط هو ما يلي الإحساس الزائف

بالسعادة التي تشبه العطس بسبب

رائحة البنزين . أسعدني أني عطست،

لكن ذلك لا يصلح لاختراع ذكرى

أستعيدها. وحين أسأل : ما هي السعادة ؟

أتفــــلســف بلا فلسفة. ولا أحاول أن

أتصوف بحــثـاً عنها في الماوراء. قد

أجدها مصادفة، وقد لا أجدها. لكني

لا أبحث عنها بقدر ما أبحث عن جواب

يعزيني ويســلـيني. وكلما تساءلت : هل

أنا الليـلـة سعيد ؟ خجلت من سذاجتي،

وفتحت النافذة لأرى أحوال السماء، لأن

البرد أيضا يجعلني أعطس، ولأن النجوم

كــلمــات في طريقها إليّ، هكذا تأتي

هنيهة السعادة من خارجي. فالفرح

ليس أكثر من ورقة يانصيب رابحة

لا تلزمنا بغير تقديم الشكر للمصادفة.

هل حياتي هي تغاضي العدم

عني الآن ؟ حين كتبت هذا السؤال،

انقطع التيار الكهربائي، وشعرت بالبرد

دون أن، أعطس !

الرجوع الى أعلى الصفحة اذهب الى الأسفل
سلمى
عضو مميز
سلمى


عدد المساهمات : 502
نقاط : 16440
تاريخ التسجيل : 13/11/2009
الموقع : الجزائر

موسوعة الشاعر محمود درويش - صفحة 8 Empty
مُساهمةموضوع: رد: موسوعة الشاعر محمود درويش   موسوعة الشاعر محمود درويش - صفحة 8 I_icon_minitimeالسبت يناير 09, 2010 2:30 am




مديح النبيذ



أَتأمَّل النبيذ في الكأس قبل أَن أذوقه/

أتْركُهُ يتنفَّس الهواء الذي حُرم منه سنين.

اختنق ليحمي الخصائص. وتخمَّر في سُبَاته،

و ادَّخَر الصيفَ لي و ذاكرةَ العنب/.

أتركُهُ ينتقي لونه المُسَمَّى، خطأً، أحمر.

فهو مزيج من قُرْمُزيّ تشرَّب غيمة خفيفة

السواد. لون لا لون له إلا اسمه :

نبيذيّ، لنرتاح من مراوغة الوصف ./

و أترُكُهُ يحترم رائحته، الرائحةَ المتكبرة

المتعالية كالمُحْصَنَات من النساء. إن شئتَ

أن تَشُمَّها فلا تأتي هي إليك. عليك أنت

أن تتأكَّد من طهارة يدك و خلوِّها من

العطر، ثم تمدَّها بلينٍ عاطفيّ إلى الكأس

كأنها تقترب من نَهْد. تقرِّبُ الكأس

من أَنفك بأناة نحلة، فتبعثرك رائحةٌ

عميقة سريّة: رائحةُ اللون التي تُدْخِلُكَ

إلى أَدْيِرَةٍ قديمة./ وأَتركه يستجمع

خواطر مذاقه إلى أن نكون، أنا و هو،

جاهِزَيْن عطشاً لاستقبالِ وَحْيٍ بالفم.

لا أَتعجَّل ولا أَتمهل، فكلاهما كسر في

إيقاع المتعة. أُقرِّبُ الكأس من شفتيّ

بخفر المتسوِّل قبلةً أولى من امرأةٍ

غامضة العواطف. أرتشف جرعة خفيفة.

و أَنظر إلى أَعلى بعينين نصف مغمضتين

إلى أن يسري سُلافُ نشوةٍ في شراييني.

و تنفتح شهيَّتي على ما يليق بالنبيذ من

حاشِيةٍ ملكية. هو النبيذ يرفعني إلى مرتبة

أعلى، لا هي سماوية، و لا هي أرضية.

و يقنعني بأنَّ في وسعي أن أكون شاعراً،

و لو لمرة واحدة !


الرجوع الى أعلى الصفحة اذهب الى الأسفل
سلمى
عضو مميز
سلمى


عدد المساهمات : 502
نقاط : 16440
تاريخ التسجيل : 13/11/2009
الموقع : الجزائر

موسوعة الشاعر محمود درويش - صفحة 8 Empty
مُساهمةموضوع: رد: موسوعة الشاعر محمود درويش   موسوعة الشاعر محمود درويش - صفحة 8 I_icon_minitimeالسبت يناير 09, 2010 2:32 am




على أعالي السرو



قالت له : هل أنت من كتب القصيدة ؟

قال : لا أدري. حلمتُ بأننـي حيٌ

فقالت: ثم ماذا ؟

قال: صدّقت المنام, وطرت من فرحي

إليك إليك

قالت: ثم ماذا؟

قال: حين نطقت باسمك ردّد الوادي

الصدى, واغرورقت عيناي بالرؤيا

فقالت: ثم ماذا ؟

قال: لم أحلم بما هو أكثر

المرآة صافية أمامي. أنت أنت

كما رأيتك حالماً. وأنا أنا

قالت: وماذا بعد ؟

قال لها: الحياة قصيرة وجميلة ...

هل أنت من كتبت قصيدتيَ الأخيرة لي ؟

فقالت: لا. أنا شبح

فقال: أنا كذلك, ربما تتسامر الأشباح

كالأرواح

قالت: أين نحن الآن؟

قال: على أعالي السرو ...!

الرجوع الى أعلى الصفحة اذهب الى الأسفل
سلمى
عضو مميز
سلمى


عدد المساهمات : 502
نقاط : 16440
تاريخ التسجيل : 13/11/2009
الموقع : الجزائر

موسوعة الشاعر محمود درويش - صفحة 8 Empty
مُساهمةموضوع: رد: موسوعة الشاعر محمود درويش   موسوعة الشاعر محمود درويش - صفحة 8 I_icon_minitimeالسبت يناير 09, 2010 2:33 am




وجهة نظر



ألفارق بين النرجس وعباد الشمس هو

الفرق بين وجهتي نظر: الأول ينظر إلى

صورته في الماء، ويقول: لا أنا إلاّ

أنا. والثاني ينظر إلى الشمس ويقول :

ما أنا إلا ما أعبد.

وفي الليل، يضيق الفارق، ويتسع

التأويل!


الرجوع الى أعلى الصفحة اذهب الى الأسفل
 
موسوعة الشاعر محمود درويش
الرجوع الى أعلى الصفحة 
صفحة 8 من اصل 11انتقل الى الصفحة : الصفحة السابقة  1, 2, 3 ... 7, 8, 9, 10, 11  الصفحة التالية
 مواضيع مماثلة
-
» شعراء - قصائد صوتية
» موسوعة الشاعر بشارة الخوري **الاخطل الصغير**
» موسوعة الشاعر نزار قباني
» موسوعة الشاعر / خليل مطران
» موسوعة الشاعر/أحمد بلحاج آية وارهام

صلاحيات هذا المنتدى:لاتستطيع الرد على المواضيع في هذا المنتدى
الكلمـــــة الحـــــرّة :: منتدى الكتب و المخطوطات-
انتقل الى: