| الشاعر اليمني عبد الله البردوني | |
|
|
|
كاتب الموضوع | رسالة |
---|
bassam65 عضو ماسي
عدد المساهمات : 3455 نقاط : 20299 تاريخ التسجيل : 11/11/2009 العمر : 59 الموقع : سوريا
| موضوع: رد: الشاعر اليمني عبد الله البردوني الثلاثاء يناير 05, 2010 3:49 am | |
| هو ... و هي لا قيتها و هي تهواني و أهواها | فما أحيلى تلاقينا و أحلاها | و ما ألذّ تدانيها و أجملها | و ما أخفّ تصابيها و أصباها | فهي الربيع المغنّي و هي بهجته | و هي الحياة و معنى الحبّ معناها | و إنّها في ابتسامات الصبا قبل | سكرى تفيض بأشهى السكر ريّاها | و فتنة من شباب الحسن رقّمها | فنّ الصّبا و حوار الحبّ غناها | لاقيتها و أغاريد الهوى بفمي | تشدو و تشدو و تستوحي محيّاها | غازلتها فتغاضت لحظة ودنت | و عنونت بابتسامات الرضا فاها |
| |
|
| |
bassam65 عضو ماسي
عدد المساهمات : 3455 نقاط : 20299 تاريخ التسجيل : 11/11/2009 العمر : 59 الموقع : سوريا
| موضوع: رد: الشاعر اليمني عبد الله البردوني الثلاثاء يناير 05, 2010 3:51 am | |
| حيرة الساري طال الطريق ، و قلّ الزاد ، و همّ الركب بالرحيل ، و أين ؟ و كيف ؟ كانت اللّيلة عاقرا لم تلد فجرا ، و سياط المطر تضرب العابرين و أجنحة العفاريت تتشابك و تحوم ، و الطريق الوحل يتخبّط بالمتعبين . | و نادى الشيخ : قد أظلمت فقف ، أعتم الوادي وضلّ الدليل ! و نادى الشيخ : | صاحبي غامت حوالينا النواحي | أيّ مغدى تبتغي أيّ مراح | قف بنا حتّى يمرّ السيل من | دربنا المحفوف بالشّر الصراح | أين تمضي ؟ و القضا مرتقب | و متاح و الرجا غير متاح | و الدجا الأعمى يغطّي دربنا | برؤى الموتى و أشلاء الأضاحي | أين تمضي ؟ و إلى أين بنا | جدّت الظلما فدع حمق المزاح | أظلم الدرب حوالينا فقف | ريثما تبدو تباشير الصباح | *** | و هنا نادى على الدرب فتى | صديقه بين اقتراب و انتزاح | يحمل المصباح في قبضته | و ينادي الركب من خلف الجراح | فتلفّتنا إليه فانطوى | صوته بين الروابي و البطاح | واحتوى الصمت الندا واضطربت | حول مصباح الفتى هوج الرياح | *** | يا رفيقي هذه ليلتنا | عاقر سكرى بآثام السفاح | و العفاريت عليها موكب | يرتمي في موكب شاكي السلاح | و الأعاصير تدوّي في الربا | و تميت العطر في صدر الأقاح | و غصون الروض عرّاها الهوا | ورمى عن جيدها كلّ وشاح | و الرياض الجرد لهفي لم تجد | لطف أنسام و لا نجوى صداح | نام عنها الفجر و الطير فلا | همس منقار و لا خفق جناح | *** | يا رفيقي في السرى هل للسرى | آخر ؟ هل لظلام الدرب ماحي ؟ | تلك كأس العمر جفّت و هوت | و هوانا في شفاه الكأس صاحي | هل وراء العمر عمر شائق ؟ | هل وراء اليأس ظلّ من نجاح ؟ | أيّ ركب من هنا يسري و ما | باله يسري إلى غير فلاح | و طريق السفر شوك و دم | يصرح الهول به ساحا بساح | تعب الركب و كلّ الدرب من | ضجّة السفر و ضوضاء التلاحي | " حيرة الساري " متى يغفي ؟ متى | يستريح الدرب من ركب الكفاح ؟ |
| |
|
| |
bassam65 عضو ماسي
عدد المساهمات : 3455 نقاط : 20299 تاريخ التسجيل : 11/11/2009 العمر : 59 الموقع : سوريا
| موضوع: رد: الشاعر اليمني عبد الله البردوني الثلاثاء يناير 05, 2010 3:52 am | |
| مدرسة الحياة ماذا يريد المرء ما يشفيه | يحسو روا الدنيا و لا يرويه | و يسير في نور الحياة و قلبه | ينساب بين ضلالة و التيه | و المرء لا تشقيه إلاّ نفسه | حاشى الحياة بأنّها تشقيه | ما أجهل الإنسان يضني بعضه | بعضا و يشكو كلّ ما يضنيه | و يظنّ أن عدوّه في غيره | و عدوّه يمسي و يضحي فيه | غرّ و يدمي قلبه من قلبه | و يقول : إن غرامه يدميه | غرّ و كم يسعى ليروي قلبه | بهنا الحياة و سعيه يظميه | يرمي به الحزن المرير إلى الهنا | حتّى يعود هناؤه يرزيه | و لكم يسيء المرء ما قد سرّه | قبلا و يضحكه الذي يبكيه | ما أبلغ الدنيا و أبلغ درسها | و أجلّها و أجلّ ما تلقيه | و من الحياة مدارس و ملاعب | أيّ الفنون يريد أن تحويه | بعض النفوس من الأنام بهائم | لبست جلود الناس للتمويه | كم آدمي لا يعدّ من الورى | إلاّ بشكل الجسم و التشبيه | يصبو فيحتسب الحياة صبيّة | و شعوره الطفل الذي يصبيه | *** | قم يا صريع الوهم واسأل بالنهى | ما قيمة الإنسان ما يعليه | واسمع تحدّثك الحياة فإنّها | أستاذة التأديب و التّفقيه | وانصب فمدرسة الحياة بليغة | تملي الدروس و جلّ ما تمليه | سلها و إن صمتت فصمت جلالها | أجلى من التصريح و التنويه |
| |
|
| |
bassam65 عضو ماسي
عدد المساهمات : 3455 نقاط : 20299 تاريخ التسجيل : 11/11/2009 العمر : 59 الموقع : سوريا
| موضوع: رد: الشاعر اليمني عبد الله البردوني الثلاثاء يناير 05, 2010 3:55 am | |
| ليلة الذكريات دعيني أنم لحظة يا هموم | فقد أوشك الفجر أن يطلعا | و كاد الصباح يشقّ الدجا | و لم يأذن القلب أن أهجعا | دعيني أنم غفوة | عسى أجد الحلم الممتعا | دعيني أطلّ عليّ الصباح | و ما زلت في أرقي موجعا | و ما زال يتعبني مضجعي | و يضني تقلّبي المضجعا | لك الله يا ليلة الذكريات | و لي ، ما أمرّ و ما أفزعا |
| |
|
| |
bassam65 عضو ماسي
عدد المساهمات : 3455 نقاط : 20299 تاريخ التسجيل : 11/11/2009 العمر : 59 الموقع : سوريا
| موضوع: رد: الشاعر اليمني عبد الله البردوني الثلاثاء يناير 05, 2010 4:02 am | |
| سكرة الحب كم أغنّيك آه كم | أسفح الروح في النغم | و أناجيك و الدجا | بيننا تائه أصم | و الوجود الكبير في | سكرة الصمت و الظلم | و أنادي كأنّني | معدم يسأل العدم | *** | و أناجي يا ربّة الحسن و الأشـ | واق حولي مدلّهات صوادي | و خيالي يسمو بأجنحة الحبّ | بعيدا إلى وراء البعاد | و معانيك نغمة ردّدتها | نغماتي على فم الآباد | و صلاة تفجّر الطهر في محـ | راب حبّي و السحر في إنشادي | و الهوى في فمي نشيد نديّ | و صلاة قدسيّة في فؤادي | و أنا في هواك أمضي بجوع الـ | حبّ و الأغنيات مائي وزادي | فاستثيري شجون حبّي وزيدي | في جنوني ، و حرقتي واتّقادي | فجنون الغرام عقل جديد | طائر في مسابح الوحي شادي | أنا أهواك للمعاني فزيديـ | ني غراما يذيب قلب الجماد | *** | وافعمي مهجتي هوى | ملهبا ثائر الضرم | واشعليني صبابة | و املئي خاطري حمم | و اجهدي في تألّمي | لذّة الحبّ في الألم | عذّبيني و عذّبي | فعذاب الهوى حكم | *** | أضرمي لوعتي تفه بالأغاني | و الحوار الأنيق زاهي البيان | فأجلّ الغرام وجد بلا وصـ | ل و شوق تموت فيه الأماني | و صبيني أو فاهجريني فحسبي | منك فنّ الهوى و حلم التداني | أنا حسبي من الهوى أن يحسّ الـ | قلب فيه قلبا من الحبّ ثاني | إنّما شرعه القلب و الطبـ | ع فزيدي صبابتي و افتتاني | و انتفاض الغرام في الروح معنى الر | وح معني الحياة في الإنسان | ما أمرّ الهوى و أحلى معانيـ | ه و أسمى صبابة الفنان | أنا لولاك ما انتزفت شبابي | نغما خالدا خلود المعاني | لا و لا ذبت في فم الحبّ شدوا | قدسيّ الصدى نديّ الحنان | *** | و نشيدا متيّما | مغرم الصوت و الصدى | يحتسبه الهوى كما | تحتسي الزهرة الندى | كلّما استنطق الجوى | صمت أوتاره شدا | و تندى عواطفا | عاشقات و غرّدا | *** | و تغنّى كأنّه الفجر يبثّ | الصباح شكوى اللّيالي | فاسمعي لوعتي بأنفاس أوتا | ري فإنّي سكبت فيها انفعالي | و احتسي من كئوس حبّي لحونا | وارقصي رقصة الصبا و الدلال | و اسكريني يا هالة الحبّ بالحـ | ب و بالسحر من كئوس الجمال | سكرة القلب بالهوى سكره الأز | هار بالعطر و النّدى و الظلال | سكرة الحبّ سكرة الفجر بالأنـ | وار سكر القلوب بالآمال | أنا من عشت في هواك أغنيّـ | ك و أروي الغرام للأجيال | و معاني هواك في ثغر لحني | بسمات بيض كأزهى اللآلي | كالشّذا في فم الربيع المندّى | كالمنى في خواطر الأطفال |
| |
|
| |
bassam65 عضو ماسي
عدد المساهمات : 3455 نقاط : 20299 تاريخ التسجيل : 11/11/2009 العمر : 59 الموقع : سوريا
| موضوع: رد: الشاعر اليمني عبد الله البردوني الثلاثاء يناير 05, 2010 4:06 am | |
| لا تسل عنّي لا تسل عنّي و لا عن ألمي | فلقد جلّ الأسى عن كلمي | و تعايا صوتي المجروح في | عنفوان الألم المضطرم | ضقت بالصمت وضاق الصمت بي | بعد ما ضاقت عروقي بدمي | فدع التسآل عمّا بي فقد | ألجمت هيمنة الصمت فمي | و تهاديت كأنّي أمل | يرتمي فوق بساط العدم | و دمي يصرخ في جسمي كما | تصرخ الثكلى ببيت المأتم | و أراني آه مهزوم المنى | و أنا أحنو على المنهزم | أرحم المحروم إحساسا و لم | تدر كفّي كيف شكل الدرهم | و أنا أحنو على العاني و بي | حسرة العاني وجوع المعدم | و أنا في عزلتي السودا و في | قلبي الدامي قلوب الأمم | و تآويه الحيارى تلتقي | في أحاسيسي و في روحي الظمي | آه كم وقّعت آلامي على | عودي الباكي جريح النغم | و عبرت العمر مخنوق الإبا | مطلق الحسّ حبيس القدم | قلق اليقظة مذعور الكرى | ذاهل الفكر شريد الحلم | حائر الخطو كأنّي مذنب | ميّت الغفران حيّ الندم | و كأنّي قصّة مبهمة | في حنايا كبرياء الظلم | و ضجيج صامت تكنفه | لجة الآلام و اللّيل العمي | و على صدري توابيت الشقا | كالعفاريت الحيارى ترتمي | كلّما ساءلت نفسي من أنا | صمتت عنّي صموت الصنم | لا تسل عنّي فآلام الورى | بضلوعي كاللّهيب النهم | و غنا شعري بكا عاطفتي | و تباكي جرحى المبتسم |
| |
|
| |
bassam65 عضو ماسي
عدد المساهمات : 3455 نقاط : 20299 تاريخ التسجيل : 11/11/2009 العمر : 59 الموقع : سوريا
| موضوع: رد: الشاعر اليمني عبد الله البردوني الأربعاء يناير 06, 2010 2:15 am | |
| تائه كان عملاقا شاخ في فجر ميلاده ، و كاد أن يحتضر في ربيع العمر ، فتراه على بقيّة الأنفاس ، يتراءى كالظّل الحزين على صفحة الماء الراكد ، نصف عمره حلم آت ، و نصف ذكريات ، يدور في محوره كطيف الأمس في أهداب الذكريات ، فهو متاهة الظنون حلم تقلبه أجفان الظلم تائه | تائه كالرّجا | في زوايا السجون | كخيال اللّقا | حول وهم الجفون | كرياح الضحا | في صخور الحزون | كانين الشّتا | فوق صمت الغصون | كطيوف المسا | في متاه العيون | وحدة يرتمي | خلف طيف الفتون | بين خفق الرؤى | و ضجيج السكون | آه يا قلبه | حرّقتك الشجون | جفّ خمر الهوى | في كئوس اللّحون | ظاميء يرتوي | بسراب الظنون | ماله هان أو | ماله لا يهون | كفّنت صوته | و صداه السنون | و اختفى ظلّه | في غبار القرون | كوعود المنى | في الزمان الخؤون . |
| |
|
| |
bassam65 عضو ماسي
عدد المساهمات : 3455 نقاط : 20299 تاريخ التسجيل : 11/11/2009 العمر : 59 الموقع : سوريا
| موضوع: رد: الشاعر اليمني عبد الله البردوني الأربعاء يناير 06, 2010 2:17 am | |
| يا شباب الفدى في الجنوب أفق وانطلق كالشعاع النديّ | و فجّر من اللّيل فجر الغد | وثب يابن أمّي وثوب القضا | على كلّ طاغ و مستعبد | و حطّم ألوهيّة الظالمـ | ين و سيطرة الغاصب المفسد | و قل للمضلّين باسم الهدى | تواروا فقد آن أن نهتدي | و هيهات يبقى الشباب | جريح الإبا أو حبيس اليد | سيحيا الشباب و يحيى الحمى | و يفني عداة الغد الأسعد | و يبني بكفّيه عهدا جديدا | سنّيا و مستقبلا عسجدي | و عصرا من النور عدل اللّوا | طهور المنى أنف المقصد | *** | فسر يابن أمّي إلى غاية | سماويّة العهد و المعهد | إلى غدك المشتهى حيث لا | تروح الطغاة و لا تغتدي | فشقّ الدجا يا أخي واندفع | إلى ملتقى النور و السؤدد | و غامر و لا تحذرنّ الممات | فغري بك الحذر المعتدي | ولاق الردى ساخرا بالردى | ومت في العلا موت مستشهد | فمن لم يمت في الجهاد النبيل | يمت راغم الأنف في المرقد | و إن الفنا في سبيل العلا | خلود . شباب البقا . سرمدي | و ما الحرّ إلا المضحي الذي | إذا آن يوم الفدى يفتدي | وحسب الفتى شرفا أنّه | يعادي على المجد أو يعتدي | أخي يا شباب الفدى طال ما | خضعنا لكيد الشقا الأسود | و مرّت علينا سياط العذاب | مرور الذباب على الجلمد | فلن نخضع اليوم للغاصبين | و لم نستكن للعنا الأنكد | سنمشي سنمشي برغم القيود | ورغم وعود الخداع الردي | فقد آن للجور أن يبتهي | وقد آن للعدل أن يبتدي | وعدنا الجنوب بيوم الجلاء | و يوم الفدى غاية الموعد | سنمشي على جثث الغاصبين | إلى غدنا الخالد الأمجد | و ننصبّ كالموت من مشهد | و ننقضّ كالأسد من مشهد | و نرمي بقافلة الغاصبين | إلى العالم الآخر الأبعد | فتمسي غبارا كأنّ لم تعش | بأرض الجنوب و لم توجد | أخي يا شباب الفدى في الجنوب | أفق وانطلق كالشعاع الندي |
| |
|
| |
bassam65 عضو ماسي
عدد المساهمات : 3455 نقاط : 20299 تاريخ التسجيل : 11/11/2009 العمر : 59 الموقع : سوريا
| موضوع: رد: الشاعر اليمني عبد الله البردوني الأربعاء يناير 06, 2010 2:18 am | |
| الربيع و الشعر وافاك مجتمع البلاد فرنّما | وصبا إليك مسبّحا و متيّما | و تدافعت ( صنعا ) إليك كأنّها | حسناء مغرمة تغازل مغرما | وهفت إليك كأنّها مسحورة | ملتاعة الأعصاب ملهبة الدما | ورأت ولي العهد فازدانت به | فكأنّها قبس يسيل تضرّما | و ترقّصت ربواتها الفرحى كما | رقصت على الأفلاك أقمار السما | لقيت وليّ العهد دنياها كما | لقي العطاش الجدول المترنّما | وصبت نواحيها وجنّ جنونها | فرحا و كاد الصمت أن يتكلّما | و تجاذبتك هضابها و سهولها | شغفا كما جذب الفقير الدرهما | نظرت بنور البدر فجر حياتها | ورأت به الأمل الحبيب مجسّما | بدر مطالعه القلوب و نوره | يوحي إلى الأوطان أن تتقدّما | فكأنّه فجر يفيض أشعة | جذلا و فردوس يفيض تبسّما | و كأنّه وهج إلاهيّ السنا | و منابر تمحو دياجير العمى ! | و كأنّه بفم الربيع نشيده | خضراء نقّشها الصباح و نمنما | وروى فم التاريخ سحر جمالها | فكرا مجنّحة ووحيا محكما | و كأنّه قلب يذوب تأوّها | للبائسين و يستفيض ترحّما | فإذا رأى متألّما شاهدته | متوجّعا ممّا به متألّما | حتّى تراه لكلّ عين ماسحا | عبراتها و لكلّ جرح بلسما | و أحقّ أبناء البسيطة بالعلا | من شارك العاني و آسى المعدما | و أذلّ أهل الأرض قلبا من رأى | عبث الظلوم و ذلّ عنه و أحجما | و إذا تسامى طأطأ رأسه | متهيّبا و كفاه أن يتظلّما | أمحمد من أنت ؟ أنت عدالة | و صبابة حرّى باحشاء الحمى | و عواطف تندى و إنسانية | عصما توشّجت السمو الأعصما | ولدتك آفاق المعالي و العلا | شعلا كما تلد السماء الأنجما | غنّاك شعري و الربيع و صفوة | أهدي إليك زهوره و العندما | حيّاك ميلاد الربيع بطيّه | و شدتك أشعاري نشيدا ملهما | فاسلم تقبّلك القلوب و ترتوي | من فيض بهجتك الأماني و الظّما . |
| |
|
| |
bassam65 عضو ماسي
عدد المساهمات : 3455 نقاط : 20299 تاريخ التسجيل : 11/11/2009 العمر : 59 الموقع : سوريا
| موضوع: رد: الشاعر اليمني عبد الله البردوني الأربعاء يناير 06, 2010 2:19 am | |
| فجران من ساحة الأصنام و الأوثان | من مسرح الطاغوت و الطّغيان | من غابة الوحشية الرعنا و من | دنيا القتال و موطن الأضغان | من عالم الشر المسلّح حيث لا | حكم لغير مهنّد و سنان | بزغت تباشير السعادة و الهدى | بيضا كطهر الحبّ في الوجدان | و أهلّ من أفق الغيوب على الدنى | فجران فجر هدى و فجر حنان | يا فرحة العليا أهلّ محمد | و عليه سيما المجد كالعنوان | و أطلّ من مهد البراءة . و السما | و الأرض في كفّيه تعتنقان | *** | ماذا ترى الصحرا ؟ أنوارا سائلا | أم أنّه حلم على الأجفان | فتحت نواظرها فضجّ سكونها | مالي أرى ما لا ترى عينان | و تلفّتت ربوات مكّة في السنا | حيرى تكابد صمتها و تعاني | و تكاد لولا الصّمت تسأل جوّها | ماذا ترى و متى التقى فجران ؟ | و تيقّظ الغافي يرى مالا ترى | في الوهم روح الملهم الفنّان | نزل البسيطة بالسلام محمد | كالنصر عند مخافة الخذلان | يا صرعة الطاغوت أشرق بالهدى | رجل الهداية و الرسول الباني | فإذا الجزيرة فرحة و صبابة | و الجو عرس و الحياة أغاني | و إذا العداوة وحدة و أخوّة | و البغض حبّ و النفور تداني | هتفت شفاه البعث فانتفض الثرى | و تدافع الموتى من الأكفان | زخرت و ضجّت بالحياة قبورها | واهتاجت الأرواح في الأبدان | و تلاقت الدنيا يهنّيء بعضها | بعضا فكل الكائنات تهاني | *** | ولد الرسول من الرسول و من رأى | طفلا له عليا الخلود مغاني | يسعى إلى العليا و تسعى نحوه | فكأنّ بينهما هوى و أماني | من ذلك الطفل الذي عصم الدما | و حمى الضعيف من القويّ الجاني | و تناجت الأكباد حوله جلاله | بالحبّ الحور و الولدان | *** | من ذلك الطفل الفقير يشعّ من | عينيه تاريخ و سفر معاني | ما شأن هذا الطفل ما آماله ؟ | فوق المنى و الشأن و السلطان | هذا اليتيم و سوف يغدو وحده | رجل الخلود وواحد الأزمان | و تحقّق الأمل الجميل و أينعت | روح النبوّة في أجلّ كيان | حمل الرسالة وحده و مضى على | حدّ السيوف و ألسن النيران | عبر المهالك و السلام سلاحة | يدعو إلى الحسنى ، إلى الإحسان | و إلى الأمانه و البراءة و التقى | و محبّة الإنسان للإنسان | و إلى التآخي و التصافي و الوفا | و البرّ و العيش الظليل الهاني | فتجاوبت حوليه أحقاد العدا | و تفجّرت في الدرب كالبركان | فمشى على نار الحقود كأنّه | يمشي على الأزهار و الغدران | و عدا الحقيقة حوله تجتاحهم | همجيّة دمويّة الألوان | و غواية تصبي الغويّ كأنّها | شيطانه توحي إلى شيطان | و محمد يلقي الأشعة ها هنا | و هنا و يفتح الوسنان | فطغت أعاديه عليه فردّهم | بالآيتين : الصبر و الإيمان | واقتاد معركة الفدى متفانيا | إن الجهاد عقيدة و تفاني | و الحقّ لا تحميه إلاّ قوّة | غضبى كألسنة اللّهيب القاني | و الأرض أم الناس ميدان الوغى | و العاجزون فريسة الميدان | و المجد حظّ مدرّب و مسلّح | و الموت حظّ الأعزل المتواني | رفع الرسول لوا النبوّة بالهدى | و حمى الهدى بالرمح و الفرسان | و غزا البلاد سهولها ووعورها | بالقوّتين : السيف و القرآن | و تراه إن لمست يداه بقعة | نشأت على الإصلاح منه يدان | و إذا أتت قدماه أرضا أطلعت | خطواته فجرا بكل مكان | إن الزعامة قوّة و عداله | و شجاعة سمحا و قلب حالي | *** | يا خير من حمل الرسالة و التقى | في عزم روح في أرقّ جنان | ذكراك آيات الزمان كأنّها | أنشودة العليا بكل زمان | *** | أمحمّد خذ بنت فنّي إنّها | أخت الزهور بريئة الألحان | و عليك ألف تحيّة من شاعر | في كلّ عضو منه قلب عاني |
| |
|
| |
bassam65 عضو ماسي
عدد المساهمات : 3455 نقاط : 20299 تاريخ التسجيل : 11/11/2009 العمر : 59 الموقع : سوريا
| موضوع: رد: الشاعر اليمني عبد الله البردوني الأربعاء يناير 06, 2010 2:22 am | |
| إلى قارئي من القبر من حشرجات التراب | على الجمر من مهرجان الذباب | و من حيث كان يدقّ القطيع | طبول الصلاة أمام الذئاب | و يهوي كما يرتمي في الصخور | قتيل على كتفيه ... مصاب | و من حيث كانت كؤوس الجراح | تزغرد بين شفاه الحراب | و من حيث يحسو حنين الربى | غبار المنى و نجيع السراب | و من حيث يتلو السؤال السؤال | و يبتلع الذعر وهم الجواب | عزفت اصفرار الرماد العجوز | ليحمرّ فيه طفور الشباب | و حرّقت أنفاسي المطفئات | و أطفأتها بالحريق المذاب | *** | أتشتمّ يا قارئي في غناي | دخان المغنّي و شهق الرباب ؟ | و تسمع فيه أنين الضياع | تبعثره عاصفات الضباب | فإنّ حروفي اختلاج السهول | و شوق السواقي ، و خفق الهضاب | و شوق الرحيق بصدر الكروم | إلى الكأس و الثلج في كلّ باب | و خوف المودّع غيب النوى | و سهد المنى في انتظار الإياب | أنا من غزلت انتحار الحياة | هنا شفقا من زفير العذاب | و لحّنته سحرا يحتسي | رؤى الفجر بين ذراعي كتاب | و تنبض فيه عروق السكون | و يمتدّ في ثلجة الالتهاب | و يتّقد الشوق في مقلتيه | و يظمأ في شفتيه العتاب |
| |
|
| |
bassam65 عضو ماسي
عدد المساهمات : 3455 نقاط : 20299 تاريخ التسجيل : 11/11/2009 العمر : 59 الموقع : سوريا
| موضوع: رد: الشاعر اليمني عبد الله البردوني الأربعاء يناير 06, 2010 2:23 am | |
| في طريق الفجر أسفر الفجر فانهضي يا صديقه | نقتطف سحره و نحضن بريقه | كم حنّنا إليه و هو شجون | في حنايا الظلام حيرى غريقه | و تباشيره خيالات كأس | في شفاه الرؤى ، و نجوى عميقه | و ظمئنا إليه و هو حنين | ظاميء يرعش الخفوق شهيقه | واشتياق يقتات أنفاسه الحمر | و يحسو جراحه ... و حريقه | وذهول كأنّه فيلسوف | غاب في صمته يناجي الحقيقة | و طيوف كأنّها ذكريات | تتهادى من العهود السحيقه | واحتضنّا أطيافه في مآقينا | كما يحضن العشيق العشيقه | و هو حبّ يجول في خاطرينا | جولة الفكر في المعاني الدقيقة | و التقينا نريق دمع المآقي | فأبت كبرياؤنا أن نريقه | واحترقنا شوقا إليه و ذبنا | في كؤوس الهوى لحونا رقيقة | وانتظرناه و الدجى يرعش الحلم | على هجعة القبور العتيقة | و السري وحشة و قافلة السّـ | فر يخاف الرفيق فيها رفيقه | و ظلام لا ينظر المرء كفّيـ | ه و لا يسعد الشقيق شقيقة | هكذا كان ليلنا فتهادى | فجرنا الطلق فلحياة طليقه | *** | فانظري " يا صديقتي " رقصة الفجر | على خضرة الحقول الوريقة | مهرجان الشروق يشدو و يندى | قبلات على شفاه الحديقة | فانهضي نلثم الشروق المغنّي | و نقبّل كؤوسه ورحيقه | و اخطري يا صديقتي في طريق الـ | فجر كالفجر ، كالعروس الأنيقه | واذكري أنّنا نعشنا صباه | وحدنا ؛ على خطاه الرشيقه | و سكبنا في مهده دفء قلبيـ | نا و أحلامنا العذارى المشوّقه | نحن صغنا أضواءه من هوانا | و فرشنا بالأغنيات طريقه | و شدونا في دربه كالعصافـ | ير … و شدو الغرام فيض السليقه | لن نطيق السكوت فالصمت للمسيـ | ت و تأبى حياتنا أن نطيقه | *** | نحن من نحن ؟ نحن تاريخ فكر | و بلاد في المكرّمات عريقه | سبقت وهمّها إلى كلّ مجد | و انتهت منه قبل بدء الخليقه | فابتسمي : عاد فجرنا و هو يتلو | للعصافير من دمانا وثيقه . |
| |
|
| |
bassam65 عضو ماسي
عدد المساهمات : 3455 نقاط : 20299 تاريخ التسجيل : 11/11/2009 العمر : 59 الموقع : سوريا
| موضوع: رد: الشاعر اليمني عبد الله البردوني الأربعاء يناير 06, 2010 2:24 am | |
| صراع الأشباح وحدي و مقبرة جواري | و الوهم و الأشباح داري | و الأفق بشرق بالدجى | و يلوك حشرجة الدراري | و الريح تزحف كالجنائز | في حشود من غبار | و النجم محمرّ الشعا | ع كأنّه أحلام ثار | و كأنّ عينيه تشهّي جاره | و حنين جار | و أنا أتيه ... كنجمة | حيرى ، تفتّش عن مدار | و كأنّني طيف " الفرزدق " | يجتدي ذكرى " نوار " | و أرود منزل غادة | كالصيف عاطرة المزار | و كأنّني أمشي على حرقي ؛ | و أشلاء اصطباري | و دنوت منها فانتشت | شفتاي ؛ واخضرّ افتراري | ورنت إليّ فتمتمت | ودنت ؛ و غابت : في التّواري | و أردت عذرا فانطوى | في خاطري الخجل اعتذاري | وهمست : أين فمي ؟ و ناري في دمي تقتات ناري | ورجعت أحمل في الحشا | حرقا ... كحيّات القفار | و أحاور الحسناء في صمتي | فيدنيها حواري | فأظنّها حولي رحيقا | في كؤوس من نضار | تبدو و تخفى كالطيوف ؛ و تستقرّ بلا قرار | و تكاد تقلع ثوبها | حينا و ترمي بالخمار | و أكاد أحضن ظلّلها | جسدا من الرّغبات عاري | و طفقت أزرع من رما | ل الوهم كرما في الصحاري | فدوت حيالي ضجّة | غضبى كدمدمة انفجار | و سعت إليّ غابة | تومي بأشداق الضواري | و عصابة برّاقة الألوان ، دامية الشّفار | تمشي فيحترق الحصا | و الريح تقذف بالشرار | و أحاطها ومض البروق ؛ فسجّلت أخزى اندحار | *** | و اللّيل يبتلع السّنى | و الخوف يرتجل الطواري | فتصارع الأشباح أشباحا | على شرّ انتصار | و هنا استجرت بساحر | بادي التقى نتن الإزار | يهذي و يقتاد النزيل | إلى لصيقات العثار | و يبيع ساعات الفجور | لكلّ بائعة و شاري | لصّ يتاجر بالخنا | و يزينه كذب الوقار | و يكاد ينفر بعضه | من بعضه أشقى نفار | و يثور إن ناوأته | في الإثم كالنمر المثار | و بلا انتظار كشّرت | في وجهه ( ذات السوار ) | فاهتاج و ابتدر العصا | ودوت كعاصفة الدمار | فانقضّ كالثور الذّبيح ؛ يخور ، يخنق بالخوار | و رمت به للموت يكنسه إلى دار البوار | و تهافت الجيران فاتّقد الشّجار على الشجار | فشردت عنه كطائر | ظمآن طار من الإسار | و الريح تبصقي و تروي للشّياطين احتقاري | *** | و كأنّ أنهار تناديني | و تنصب في المجاري | مأعبّ من عفن الرؤى | و حلا ووهما من عقار | و أفرّ من نفسي إلى نفسي | و أهرب من فراري | أهوى على ظلّي كما | يهوى الجدار على الجدار | و أسائل الأحلام عن | دنيا ترقّ على انكساري | *** | لا تسكتي : لم أنتحر | إنّي أقلّ من انتحاري | أنا من بحثت عن الردى | في كلّ رابية و غار | و نسيت مأتم زوجتي | و أبي وحشرجة احتضاري | *** | هل خلف آفاق المنى | دنيا أجلّ من انتظاري ؟ ! | خضراء طاهرة الجنى | و الرّي ، دانيه الثمار | و مواسم تندى و تولم للغراب ، و للهزار . | للقبّرات و للصقور ؛ و للعصافير الصغار | إنّي كبرت عن الهوى | و الزيف و الحبّ التجاري | و بصقت دنيا جيفه | تؤذي و تغري بالشّعار | و تصوغ من قذر الخطا | يا السود رايات الفخار | و مللت تيها ميّت الألوان ؛ مكروه الإطار | و سئمت أشباحا أدا | ريها ، و أشتمّ من أداري | و لعنت وجهي المستعا | ر و كلّ وجه مستعار | و هفت إليّ نسيمة | جذلى كآمال العذاري | كتبسمّ الأفراح في | مقل الصبيّات الغرار | *** | و تثاءب الفجر الجريح كمن يفيق من الخمار | وانشقّ أفق الغيب عن | عهد المروءات الكبار | و كأنّ دنيا أشرقت | كالحور من خلف السّتار | تلقي المحبّة عن يميني و البراءة عن يساري | و سرت حكايات المدينة كالخيالات السواري | ووجدتني أنهار وحدي و استفقت على انهياري | و نهضت و الدنيا كما | كانت تفاخر بالصغار | و تهاوت الدنيا | خلق افتناني و ابتكاري | فوددت لو ألقى كذاب اللّيل ؛ صدقا في النهار . |
| |
|
| |
bassam65 عضو ماسي
عدد المساهمات : 3455 نقاط : 20299 تاريخ التسجيل : 11/11/2009 العمر : 59 الموقع : سوريا
| موضوع: رد: الشاعر اليمني عبد الله البردوني الأربعاء يناير 06, 2010 2:25 am | |
| عتاب ووعيد لماذا لي الجوع و القصف لك ؟ | يناشدني الجوع أن أسألك | و أغرس حقلي فتجنيه أنـ | ت ؛ و تسكر من عرقي منجلك | لماذا ؟ و في قبضتيك الكنوز ؛ | تمدّ إلى لقمتي أنملك | و تقتات جوعي و تدعى النزيه ؛ | و هل أصبح اللّصّ يوما ملك ؟ | لماذا تسود على شقوتي ؟ | أجب عن سؤالي و إن أخجلك | و لو لم تجب فسكوت الجوا | ب ضجيج ... يردّد ما أنذلك ! | لماذا تدوس حشاي الجريح ؛ | و فيه الحنان الذي دلّلك | و دمعي ؛ و دمعي سقاك الرحيق | أتذكر " يا نذل " كم أثملك ! | فما كان أجهلني بالمصير | و أنت لك الويل ما أجهلك ! | غدا سوف تعرفني من أنا | و يسلبك النبل من نبّلك | *** | ففي أضلعي . في دمي غضّبة | إذا عصفت أطفأت مشعلك | غدا سوف تلعنك الذكريات | و يلعن ماضيك مستقبلك | و يرتدّ آخرك المستكين | بآثامه يزدري أوّلك | و يستفسر الإثم : أين الأثيم ؟ | و كيف انتهى ؟ أيّ درب سلك ؟ | *** | غدا لا تقل تبت : لا تعتذر | تحسّر هنا مأملك | و لا : لا تقل : أين منّي غد ؟ | فلا لم تسمّر يداك الفلك | غدا لن أصفّق لركب الظلام | سأهتف : يا فجر : ما أجملك ! |
| |
|
| |
bassam65 عضو ماسي
عدد المساهمات : 3455 نقاط : 20299 تاريخ التسجيل : 11/11/2009 العمر : 59 الموقع : سوريا
| موضوع: رد: الشاعر اليمني عبد الله البردوني الأربعاء يناير 06, 2010 2:28 am | |
| الجناح المحطم خطرة وانبى النذير وصاحا | الحريق الحريسق يطوي الجناحا | و تعالى صوت النذير و ألوى | آمل العمر وجهه و أشاحا | و دنا من هنا الحريق و أومى | بارق الموت من هناك و لاحا | ورنا السفر حوله ليس يدري | هل يرى الجدّ أم يحسّ المزاحا ؟ | تارة يرقب الخلاص و أخرى | يرقب اليأس و الهلاك المتاحا | و تعايا حينا يقلّب كفّيـ | ه و حينا يشدّ بالرّاح راحا | و إذا النار تحتوي مارد الجوّ | ويجتاحه الحريق اجتياحا | خطوة في الرحيل و اختصر الموت | مسافاته الطوال الفساحا | و أطاح الجناح بالركب في الجوّ | و أودي الجناح فيه و طاحا | من رآه في الهوّة الحيرى ؛ | و يستجدّ الربى و البطاحا | من رآه على الصخور رفاتا | و شظايا تعطي الرّماد الريّاحا | من رأى الصقر حين مدّ إلى النا | ر جناحا و للفرار جناحا | و هوى الطائر الكسير ودوّى | موكب الرعب ملأه و تلاحى | وارتمى يطرح الجناح المدمّى | مثلما يطرح القتيل السلاحا | *** | وانطوى الركب في السكون و أطفت | هجعة الرمل عزمه و الطّماحا | و انتهى عمره و هل كان إلاّ | في مدى النفس غدوة أو رواحا | خلع العمر فاطمأنّ و أغفى | واستراحت جراحة و استراحا | مات ، و الشعب بين جنبيه قلب | خافق يطعم الحنين الجراحا | و يضمّ البلاد خلف الحنايا | أمنيات و ذكريات ملاحا | لم يكد شعبه يذوق هناء | منه حتّى بكى و أبكى و ناحا | *** | أيّها الركب ! يا شهيد المعالي ! | هل رأيت الحياة شرّا صراحا ! | أم فقدت النجاح في العمر حتّى | رحت تبغي عند الممات النجاحا | عندما قبّل الثرى منك جرحا | أوراق الترب من دماه و فاحا | هكذا المجد تضحيات ؛ و غبن | عمر من لم يخض إلى المجد ساحا | إنّما الموت و الحياة كفاح | يكسب النصر من أجاد الكفاحا | لا استراح الجبان لا نام جفناه | و لا أدركت خطاه الفلاحا | إنّما الموت مرّة و الدم المهدور | يبقى على الزمان وشاحا | كم جبان خاف الردى فأتاه | و تخطّى ستاره واستباحا | و نفوس شحّت على الموت لكن | أيّ موت صان النفوس الشحاحا ؟ | كم مليك يأوي إلى القصر ليلا | ثمّ يأوي إلى التراب صباحا | *** | شرعه المجد أن تصارع في المجـ | د ؛ و تستلّ للصفاح صفاحا | أيّها الركب ! نم هنيئا ودعنا | نعتسف بعدك الخطوب الجماحا | ووداعا يا فتية اليمن الخضـ | را وداعا بحرقة الصدر باحا . |
| |
|
| |
bassam65 عضو ماسي
عدد المساهمات : 3455 نقاط : 20299 تاريخ التسجيل : 11/11/2009 العمر : 59 الموقع : سوريا
| موضوع: رد: الشاعر اليمني عبد الله البردوني الأربعاء يناير 06, 2010 2:29 am | |
| لا تسألي لا تسألي يا أخت أين مجالي ؟ | أنا في التراب و في السماء خيالي | لا تسأليني أين أغلالي سلي | صمتي و إطراقي عن الأغلال ؟ | أشواق روحي في السماء و إنّما | قدماي في الأصفاد و الأوحال | و توهمي في كلّ أفق سلبح | و أنا هنا في الصمت كالتمثال | أشكو جراحاتي إلى ظلّي كما | يشكو الحزين إلى الخلّي السّالي | *** | و اللّيل من حولي يضجّ و ينطوي | في صمته كالظالم المتعالي | يسري و في طفراته ووقاره | كسل الشيوخ و خفّة الأطفال | و تخاله ينساق و هو مقيّد | فتحسّه في الدرب كالزلزال | و أنا هنا أصغي و أسمع من هنا | خفقات أشباح من الأهوال | ورؤى كألسنة الأفاعي حوّما | ومخاوفا كعداوة الأنذال | و أحسّ قدّامي ضجيج مراقد | و تثائب الآباد و الآزال | و تنهّدا قاقا كأنّ وراءه | صخب الحياة و ضجّة الأجيال | و الطيف يصغي للفراغ كأنّه | لصّ يصيخ إلى المكان الخالي | و كأنّه " الأعشى " يناجي " ميّة " | و يلملم الذكرى من الأطلال | و الشهب أغنية يرقرقها الدجى | في أفقه كالجدول السلسال | و الوهم يحدو الذكريات كمدلج | يحدو القوافل في بساط رمال | و الرعب يهوي مثلما تهوي على | ساح القتال جماجم الأبطال | *** | و هنا ترقبت انهياري مثلما | يترقّب الهدم الجدار البالي | و سألت جرحي هل ينام ضجيجه ؟ | و أمرّ من ردّ الجواب سؤالي ! | و أشدّ مما خفت منه تخوّفي | و أشقّ من وعر الطريق كلالي ! | و أخسّ من ضعفي غروري بالمنى | و اليأس يضحك كالعجوز حيالي ! | و أمضّ من يأسي شعوري أنّني | حيّ الشهيّة ؛ ميّت الآمال | أسري كقافلة الظنون و أجتدي | شبح الظلام و أهتدي بضلالي | و أسير في الدرب الملفّح بالدجى | و كأنّني أجتاز ساح قتال | و أتيه و الحمّى تولول في دمي | و ترتّل الرعشات في أوصالي | *** | لا تسأليني عن مجالي : في الثرى | جسدي وروحي في الفضاء العالي | و سألتها : ما الأرض ؟ قالت إنّها | فلوات أوحاش وروض صلال | إن كنت محتالا قطفت ثمارها | أولا : فانّك فرصة المحتال | و أنا هنا أشقى و أجهل شقوتي | و أبيع في سوق الفجور جمالي | *** | و العمر مشكلة و نحن نزيدها | بالحلّ إشكالا إلى إشكال | لا حرّ في الدنيا فذو السلطان في | دنياه عبد المجد و الأشغال | و الكادح المحروم عبد حنينه | فيها : وربّ المال عبد المال | و الفارغ المكسال عبد فراغه | و السفر عبد الحلّ و الترحال | و اللّصّ عبد اللّيل و الدجّال في | دنياه عبد نفاقه الدجّال | لا حرّ في الدنيا و لا حريّة | إنّ التحرّر خدعة الأقوال | الناس في الدنيا عبيد حياتهم | أبدا عبيد الموت و الآجال | *** | و سألتها ما الموت ؟ قالت : إنّه | شطّ الخضمّ الهائج الصوّال | و سكونه الحاني مصير مصائر | و هدوؤه دعة و عمق جلال | مالي أحاذره و أخشى قوله | و أنا أجرّ وراءه أذيالي ؟ ! | أنساق في عمري إليه مثلما | تنساق أيّامي إلى الآصال | *** | و سألتها : فرنت و قالت : لا تسل ، | دعني عن المفصول و المفضال ! | أسكت ! فليس الموت سوقا عنده | عمر بلا ثمن ، و عمر غالي !! |
| |
|
| |
bassam65 عضو ماسي
عدد المساهمات : 3455 نقاط : 20299 تاريخ التسجيل : 11/11/2009 العمر : 59 الموقع : سوريا
| موضوع: رد: الشاعر اليمني عبد الله البردوني الأربعاء يناير 06, 2010 2:30 am | |
| عذاب و لحن لمن أرعش الوتر المجهدا | و أشدو و ليس لشدوي مدى ؟ | و أنهي الغناء الجميل البديع | لكي أبدا الأحسن الأجودا | و أستنشد الصمت وحدي هنا | و أخيلتي تعبّر السرمدا | فأسترجع الأمس من قبره | و أهوى غدا قبل أن يولدا | و أستنبت الرمل بالأمنيات ؛ | زهورا ، و أستنطق الجلمدا | و حينا أنادي و ما من مجيب | و حينا أجيب و ما من ندا | و أبكي و لكن بكاء الطيور | فيدعوني الشاعر المنشدا | *** | لمن أعزف الدمع لحنا رقيقا | كسحر الصبا كابتسام الهدى ؟ | لعينيك نغّمت قيثارتي | و أنطقتها النغم الأخلدا | أغنّيك وحدي و ظلّ القنوط ؛ | أمامي و خلفي كطيف الردى | و أشدو بذكراك لم تسألي | لمن ذلك الشدو أو من شدا ؟ | كأن نكن نلتقي و الهوى | يدلّل تاريخنا الأمردا | و حبّي يغنّيك أصبى اللّحون ؛ | فيحمرّ في وجنتيك الصدى | و نمشي كطفلين لم نكترث | بما أصلح الدهر الدهر أو أفسدا | و نزهو كأنا ملكنا الوجود ؛ | و كان لنا قبل أن يوجدا | و ملعبنا جدول من عبير | إذا مسّه خطونا ... غرّدا | و أفراحنا كشفاه الزهور ؛ | تهامسها قبلات الندى | أكاد أضمّ عهود اللّقاء ؛ | و ألثمها مشهدا مشهدا | و أجترّ ميلاد تاريخنا | و أنتشق المهد و المولدا | و أذكر كيف التقينا هناك ؛ | و كيف سبقنا هنا الموعدا ؟ | و كيف افترقنا على رغمنا ؟ | و ضعنا : و ضاع هوانا سدى | حطّمنا الكؤوس و لم نرتوي | و عدت أمدّ إليها اليدا | و أخدع بالوهم جوع الحنين ؛ | كما يخدع الحلم الهجّدا | أحنّ فأقتات ذكرى اللّقا | لعلّي بذكراه أن أسهدا | و أقتطف الصفو من وهمه | كما يقطف الواهم الفرقدا | أتدرين أين غرسنا المنى ؟ | و كيف ذوت قبل أن نحصدا ؟ | تذكّرت فاحترت في الذكريا | ت و حيّرت أطيافها الشرّدا | إذا قلت : كيف انتهى حبّنا ؟ | أجاب السؤال : و كيف ابتدا ؟ | فأطرقت أحسو بقايا البكا | ء و قد أوشك الدمع أن ينفدا | و أبكى مواسمك العاطرا | ت و أيّامها الغضّة الخرّدا | و من فاته الرغد في يومه | مضى يندب الماضي الأرغدا | *** | أصيخي إلى قصّتي إنّني | أقصّ هنا الجانب الأنكدا | أمضّ الأسى أن تجوز الخطوب | و أشكو فلا أجد المسعدا | و أشقى و يشقى بي الحاسدون | و ما نلت ما يخلق الحسّدا | علام يعادونني ! لم أجد | سوى ما يسرّ ألدّ العدا ! | حياتي عذاب و لحن حزين | فهل لعذابي و لحني مدى ؟ |
| |
|
| |
bassam65 عضو ماسي
عدد المساهمات : 3455 نقاط : 20299 تاريخ التسجيل : 11/11/2009 العمر : 59 الموقع : سوريا
| موضوع: رد: الشاعر اليمني عبد الله البردوني الأربعاء يناير 06, 2010 2:32 am | |
| قصّة من الماضي خذها فديتك يا شقيقي | ذكرى أرقّ من الرحيق | و ألذّ من نجوى الهوى | بين العشيقة و العشيق | خذها أرقّ من السنى | في خضرة الروض الوريق | واذكر تهادينا على | كوخ الطفوله و الطريق | و أنا و أنت كموثقين ؛ | نحنّ في القيد الوثيق | نمشي كحيرة زورق | في غضّبة اللّج العميق | و نساجل الغربان في الوديان أصوات النعيق | و إذا ذكرت لي الطعام | ؛ أكلت أنفاسي وريقي | *** | أيّام كنّا نسرق الرمان | في الوادي السحيق | و نعود من خلف الطريق | و ليلنا أحنى رفيق ! | و نخاف وسوسة الرياح ؛ | و خضرة الطّيف الرشيق | حتّى نوافي بيتنا ... | و الأهل في أشقى مضيق | فيصيح عمّي والشراسة ؛ في محيّاه الصفيق | و هناك جدّتنا تناغينا | مناغاة الشفيق | تهوي الحياة و عمرها | أوهى من الخيط الدقيق | و أبي و أمّي حولنا | بين التنهّد و الشهيق | يتشاكيان من الطوى | شكوى الغريق إلى الغريق | شكواهما صمت كما | يشكو الذّبال من الحريق | و يحدّقان إلى السكون ؛ ورعشة الكوخ العتيق | و اللّيل ينصت للضفادع ؛ و هي تهذي بالنقيق | و الشهب تلمع كالكؤوس ؛ على شفاه من عميق | *** | وجوارنا قوم لهم | إشراقة العيش الطليق | من كلّ غرّ يمز | بين الأغاني و النهيق | و تظنّه رجلا و خلف ثيابه وحش حقيقي | و تراه يزعم شخصـ | ين جوهر المسك الفتيق | يتحادثون عن النقود ؛ | حديث تجار الرقيق | يتخيّرون ملابسا | تصبي و تغري بالبريق | حتّى تراهم صورة | للزور و الجهل الأنيق | و نماذجا برّاقه | لأناقة الخزي العريق | *** | يمشون في نسيج الحرير ؛ فهم رجال من حرير | و كأنّهم مهن خلق نسّاج ؛ و خيّاط قدير | لولا خدّاع ثيابهم | كسدوا بأسواق الحمير | فقراء من خلق الرجال ؛ | و يسخرون من الفقير | و يسائلون مع الرجال ؛ | عن المشاكل و المصير | و مصيرهم بيت البغيذ ؛ | و بيت خمّار شهير | و هناك بنت غضّيه | أحلى من الورد المطير | ترنو و في نظراتها | لغة الدعارة و الفجور | و حدجيثها كالجدول | السلسال فضّي الخرير | حسناء تطرح حسنها | للمترفين ؛ و للأجير | فجمالها مثل الطبيعة ؛ | للنبيل .... و للحقير | في مشيها رقص الحسان ؛ | و خفّة الطفل الغرير | و يكاد يعشق بعضها | بعضا من الحسن المثير | أودى أبوها و هو في | إشراقه العمر القصير | كان امرءا يجد الضعيف ؛ يمينه أقوى نصير | يحنو و ينثر ... ماله | للطفل و الشيخ الكبير | يرعى الجميع فكلّـ | لب سماويّ الضمير | جادت يداه بما لديه ؛ و جاد بالنفس الأخير | فذوت صبيّته الجميلة ؛ كالزنابق في الفهجير | و بكت إلى أختي كما | يبكي الأسير إلى الأسير | و مشت على شوك المآسي | الحمر و اليتم المرير | و مضت تدوس الشوك ؛ و الرمضا على القلب الكسير | و الحزن في قسماتها | كالشك في قلب الغيور | تعرى فتكسوها الطبيعة | حلّة الحسن النظير | صبغت ملامحها الطبيعة | من سنا البدر المنير | من وقدة الصيف البهيج | و هدأة اللّيل الضرير | من خفّة الشجر الصبور ؛ على رياح الزمهرير | و من الأشعّة و الشذى | و صراحة الماء النمير | فتعانقت فيها المباهج ؛ | كالأشعّة ... و العبير | فجمالها قبل الحنين ؛ و صدرها أحنى سرير ! | *** | قل لي . أتذكر يا أخي | من تلك جارتنا الشهيّة ؟ | هي فوق فلسفة التراب | و غلظة الأرض الدنيّة | رحمت مجانين الغواية | فهي مشفقة غويّة | بنت الطبيعة فهي ظلّ الحبّ ؛ و الدنيا الشّذيّة | كانت ربيع الأمنيات ؛ | و أغنيات الشاعريّة | فانصت إليّ فلم تزل | من قصّة الماضي بقيّة | جاءت بها الذكرى ؛ و ما الذكرى ؟ خلود الآدميّة | حدّق ترى ماضيك فيها ، | فهي صورته الجليّة | أوّاه ! ما أشقى ذكيّ القلب ؛ في الأرض الغبيّه ! | *** | ما كان أذكى " مرشدا " | و أبرّ طلعته الزكيّه ! | كان ابتسامات الحزين ؛ | و فرحة النفس الشجيّة | عيناه من شعل الرشاد ، | و كلّه من عبقريّة | إن لم يكن في الأنبياء | فروحه المثلى نبيّة | قتلته في الوادي اللّصوص ؛ فغاب كالشمس البهيّة | كان ابن عمّي يزدريه ؛ | فلا يضيق من الزريّه | و من ابن عمّي ؟ جاهل | فظّ كليل الجاهليّة | يرنو إلينا ... مثلما | يرنو العقور إلى الضحيّة | نعرى ؛ و يسبح في النقود ؛ | و في الثياب القيصريّة | و نذوب من حرق الظماء | و عنده الكأس الرويّه | و الكأس تبسم في يديه ؛ كابتسامات الصبيّة | و الكرم في بستانه | يلد العناقيد الجنيّه | حتّى تزوّج أربعا | أشقته واحدة شقيّة | فكأنّ ثروته دخان | ضاع في غسق العشيّة | فهوى إلينا و التقينا ؛ | كالأسارى في البليّة | *** | و أتى الخريف و كفّه | تومي بأشداق المنيّة | و توقع الحيّ الفنا | فتغيّرت صور القضيّة | و تحرّك الفلك الدؤوب | فأقبلت دنيا رخيّة | و تضوّع الوادي بانسام الفراديس النديّة | قل لي : شقيقي هل ذكر | ت عهود ماضينا القصيّة | خذها فديتك قصّة | دفاته النجوى سخيّة | و إلى التلاقي يا أخي | في قصّة أخرى طريّة | و الآن أختم الكتا | ب ختامه أزكى تحيّة ! |
| |
|
| |
bassam65 عضو ماسي
عدد المساهمات : 3455 نقاط : 20299 تاريخ التسجيل : 11/11/2009 العمر : 59 الموقع : سوريا
| موضوع: رد: الشاعر اليمني عبد الله البردوني الأربعاء يناير 06, 2010 2:34 am | |
| نحن و الحاكمون أخي ؛ صحونا كلّه مآتم | و إغفاؤنا ألم أبكم | فهل تلد النور أحلامنا | كما تلد النور الزهرة البرعم ؟ | و هل تنبت الكرم وديانا | و يخضرّ في كرمنا الموسم ؟ | و هل يلتقي الريّ و الظامئو | ن ؛ و يعتنق الكأس و المبسم ؟ | لنا موعد نحن نسعى إليه | و يعاتاقنا جرحنا المؤلم | فنمشي على دمنا و الطريق ؛ | يضيّعنا و الدجى معتم | فمنّا على كلّ شبر نجيع ؛ | تقبله الشمس و الأنجم | *** | سل الدرب كيف التقت حولنا | ذئاب من الناس لا ترحم | و تهنا و حكّمنا في المتاه | سباع على خطونا حوّم | يعيثون فينا كجيش المغول | و أدنى إذا لوّح المغنم | فهم يقتنون ألوف الألوف | و يعطيهم الرشوة المعدم | و يبنون دورا بأنقاض ما | أبادوا من الشعب أو هدّموا | أقاموا قصورا مداميكها | لحوم الجماهير و الأعظم | قصورا من الظلم جدرانها | جراحاتنا أبيض فيها الدم | *** | أخي إن أضاءت قصور الأمير | فقل : تلك أكبادنا تضرم | وسل ؛ كيف لنّا لعنف الطغاة | فعاثوا هنا و هنا أجرموا ؟ | فلا نحن نقوى على كفّهم | و لا هم كرام فمن ألوم ؟ | إذا نحن كنّا كرام القلوب ؛ | فمن شرف الحكم أن يكرموا | و إن ظلمونا ازدراء بنا | فأدنى الدناءات أن يظلموا | و إن أدمنوا دمنا فالوحوش | تعب النجيع و لا تسأم | و إن فخروا بانتصار اللئام | فخذلاننا شرف مرغم | و سائلنا فوق غاياتهم | و أسمى ، و غاياتنا أعظم | فنحن نعفّ و هل إن رأوا | لأدناسهم فرصة أقدموا | و إن صعدوا سلّما للعروش | فأخزى المخازي هو السّلّم | *** | و ما حكمهم جاهليّ الهوى ؟ | تقهقه من سخفه الأيّم | و أسطورة من ليالي " جديس " | رواها إلى " تغلب " " جرهم " | و مطمعهم رشوة و الذباب أكول | إذا خبث المطعم | رأوا هدأة الشعب فاستذأبوا | على ساحة البغي و استضغموا | و كلّ جبان شجاع الفؤاد ؛ | عليك ؛ إذا أنت مستسلم | و إذعاننا جرّأ المفسدين | علينا و أغراهم المأثم | *** | أخي نحن شعب أفاقت مناه | و أفكاره في الكرى تحلم | و دولتنا كلّ ما عندها | يد تجتني وحشى يهضم | و غيد بغايا لبسن النضار | كما يشتهي الجيد و المعصم | و سيف أثيم يحزّ الرؤوس | و قيد و معتقل مظلم | و طغيانها يلتوى في الخداع | كما يلتوي في الدجى الأرقم | و كم تدّعي عفّة و الوجود | بأصناف خسّتها مفعم ! | و آثامها لم تسعها اللّغات | و لم يحو تصويرها ملهم | أنا لم أقل كلّ أوزارها | تنزّه قولي و عفّ الفم | تراها تصول على ضعفنا | و فوق مآتمنا تبسم | و تشعرنا بهدير الطبول | على أنّها لم تزل تحكم | و تظلم شعبا على علمه | و يغضبها أنّه يعلم | و هل تختفي عنه و هي التي | بأكباد أمّته تولم ؟ | و أشرف أشرافها سارق | و أفضلهم قاتل مجرم | *** | عبيد الهوى يحكمون البلاد | و يحكمهم كلّهم درهم | و تقتادهم شهوة لا تنام | و هم في جهالتهم نوّم | ففي كلّ ناحية ظالم | غبيّ يسلّطه أظلم | أيا من شعبتم على جوعنا | و جوع بنينا . ألم تتخموا ؟ | ألم تفهموا غضبة الكادحين | على الظلم ؟ لا بدّ أن تفهموا ؟ |
| |
|
| |
bassam65 عضو ماسي
عدد المساهمات : 3455 نقاط : 20299 تاريخ التسجيل : 11/11/2009 العمر : 59 الموقع : سوريا
| موضوع: رد: الشاعر اليمني عبد الله البردوني الأربعاء يناير 06, 2010 2:36 am | |
| كلّنا في انتظار ميلاد الفجر يا رفاق السرى إلى أين نسري | و إلى أين نحن نجري و نجري ؟ | دربنا غائم يغطّيه ليل | فكأنّا نسير في جوف قبر | دربنا وحشة و شوك ووحل | و سباع حيرى ؛ و حيّات قفر | و متاه تحيّر الصمت فيه | حيرة الشكّ في ظنون " المعرّي " | و الرؤى تنبري كظمآن تهوي | حول أشواقه خيالات نهر | و الدجى حولنا كمشنقة العمر | كوادي الشقا : كخيمات شرّ | راقد في الطريق يتّسد الصمـ | ت ؛ و يومي بألف ناب ، و ظفر | ذابل و النجوم في قبضتيه | ذابلات كالغيد في كفّ أسر | *** | يا رفاق السرى إلى كم نوالي | خطونا في الدجى إلى لا مقرّ ؟ | أقلق اللّيل و السكون خطانا | و خضبنا بجرحنا كلّ صخر | و غرسنا هذا الطريق جراحا | واجتنينا الثمار حبّات جمر | فإلى كم نسير فوق دمانا ؟ | أين أين القرار هل نحن ندري ؟ | كلّنا في السرى حيارى و لكن | كلّنا في انتظار ميلاد فجر | كلّنا في انتظار فجر حبيب | و انتظار الحبيب بصبى و يغري | يا رفاقي لنا مع الفجر وعد | ليت شعري متى يفي ؟ ليت شعري ! | *** | و هنا أدرك الفتور قوانا | و انتهى الزاد و انتهى كلّ ذخر | و مضينا كالطّيف نصغي فهزّت | سمعنا نغمة كرنّات تبر | فجرحنا السكون حتّى بلغنا | بيت حسنا يدعونها أخت عمرو | فقرتنا لحما و حسنا شهيّا | و حديثا كأنّه ذوب سحر | و ذهبنا و في دمانا حنين | جائع ينخر الضلوع و يفري | و طغى حولنا من السفح موج | من ضجيج كأنّه هول حشر | فإذا قرية تدير ضرابا | و تريش السهام حينا و تبري | فاقتربنا نستكشف الأمر لكن | أيّ كشف نحسبه أيّ أمر | أعين تقذف اللّظى و نفوس | مثخنات تنسلّ من كلّ صدر | و جسوم حمر تنوش جسوما | في ثياب من الجراحات حمر | و تهزّ الخناجر الحمر ... أيد | ترتمي كالنسور في كلّ نحر | وانطفت حومة الوغى فاندفعنا | في سرانا نلفّ ذعرا بذعر | ورحلنا و اللّيل في قبضة الأفـ | ق كتاب يروي أساطير دهر | و شددنا جراحنا وانطلقنا | و كأنّا نشقّ تيّار ... بحر | *** | هوّم الطيف حولنا فالتقينا | نحوه كالتفات سفر لسفر | و سمعنا همسا من الأمس يروي | قصّة الفاتحين من أهل " بدر " | فنصتنا للطّيف إنصات صبّ | لمحت يقصّ قصّة هجر | و سرى في السكون صوت ينادي | يا رفاق السرى و أحباب عمري | يا رفاقي تثاءب الشرق و انسلّت | عذاري الصباح من كلّ خدر | و العصافير تنفض الريش في الوكر | و تنفي النعاس من كلّ وكر | و كأنّ الشعاع أيد من الورد | المندّى . تهزّ أهداب زهر | و كأنّ الغصون أيدي الندامى | و شفاه الزهور أكواب خمر | و مضى سيرنا و قافلة الفجـ | ر تصبّ الهدى على كلّ شبر | فإذا دربنا رياض تغنّي | في السنا و الهوى زجاجات عطر | نحن في جدول من النور يجري | و خطانا تدري إلى أين تجري . |
| |
|
| |
bassam65 عضو ماسي
عدد المساهمات : 3455 نقاط : 20299 تاريخ التسجيل : 11/11/2009 العمر : 59 الموقع : سوريا
| موضوع: رد: الشاعر اليمني عبد الله البردوني الأربعاء يناير 06, 2010 2:37 am | |
| عيد الجلوس هذا الصباح الراقص المتأود | فتن مهفهفه و سحر أغيد | و مباهج ما إن يروقك مشهد | من حسنه حتّى يشوقك مشهد | الفجر يصبو في السفوح و في الربى | و الروض يرشف النّدى و يغرّد | و الزهر يحتضن الشعاع كأنّه | أمّ تقبّل طفلها و تهدهد | في مهرجان النور لاح على الملا | عيد يبلوره السنا ... و يورّد | فهنا المفاتن و المباهج تلتقي | زمرا تكاد من الجمال تزغرد | *** | عيد الجلوس أعر بلادك مسمعا | تسألك أين هناؤها ؟ هل يوجد ؟ | تمضي و تأتي و البلاد و أهلها | في ناظريك كما عهدت و تعهد | يا عيد حدّث شعبك متى | يروي ؟ و هل يروي و أين المورد ؟ | حدّث ففي فمك الضحوك بشارة | وطنيّة ؛ و على جبينك موعد | فيم السكوت و نصف شعبك ها هنا | يشقى .. و نصف في اشعوب مشرّد | يا عيد هذا الشعب ، ذلّ نبوغه | و طوى نوابغه السكون الأسود | ضاعت رجال فيه كأنّها | حلم يبعثره الدجى و يبدّد | *** | للشعب يوم تستثير جراحه | فيه و يقذف بالرقود المرقد | و لقد تراه في السكينة .. إنّما | خلف السكينة غضبة و تمرّد | تحت الرماد شرارة مشبوبة | و من الشرارة شعلة و توقد | لا ، ألم يلم ثأر الجنوب و جرحه | كالنار يبرق في القلوب و يرعد | لا ، لو يلم شعب ... يحرّق صدره | جرح على لهب العذاب مسّهد | شعب يريد و لا ينال كأنّه | ممّا يكابد في الجحيم .. مقيّد | *** | أهلا بعاصفة الحوادث ، أنّها | في الحيّ أنفاس الحياة تردّد | لو هزّت الأحداث صخرا جلمدا | لدوى و أرعد باللذهيب الجلمد | بين الجنوب و بين سارق أرضه | يوم نؤرّخه الدما و تخلّد ! | الشعب أقوى من مدافع ظالم | و أشدّ من بأس الحديد و أجلد | و الحقّ يثني الجبش و هو عرمرم | و يفلّ حدّ السيف و هو مهنّد | لا أمهل الموت الجبان و لا نجا | منه ؛ و عاش الثائر المستشهد | يا ويح شرذمة المظالم عندما | تطوي ستائرها و يفضحها الغد ! | و غدا سيدري المجد أنّا أمّة | يمنيّة شمّا ؛ و شعب أمجد | و ستعرف الدنيا و تعرف أنّه | شعب على سحق الطغاة معوّد | فليكتب المستعمرون بغيظهم | و ليخجلوا ، و ليخسأ المستعبد | *** | عيد الجلوس و هل نصّت لشاعر | هنّاك و هو عن المسرّة مبعد ؟ | فاقبل رعاك الله تهنئتي و إن | صرخ النشيد و ضجّ فيه المنشد | واعذر إذا صبغ التنهّد نغمتي | بالجرح فالمصدور قد يتنهّد |
| |
|
| |
bassam65 عضو ماسي
عدد المساهمات : 3455 نقاط : 20299 تاريخ التسجيل : 11/11/2009 العمر : 59 الموقع : سوريا
| موضوع: رد: الشاعر اليمني عبد الله البردوني الأربعاء يناير 06, 2010 2:38 am | |
| رحلة النجوم أين عشّي وجودلي و جناني ؟ | أين جوّي ؟ و أين برّ أماني ؟ | أين منّي بقيّة من جناحي ! | فرّ منّي الجواب ، ضاع لساني ! | غير أنّي أسائل الصمت عنّي | و انكسار الجواب يدمي حناني | هل أنا من هنا ؟ و هل لي مكان ؟ | أنا من لا هنا ، و من لا مكان | كم إلى كم أمشي ، و دربي ظنون | و مداه قاص عن الوهم دان ؟ | و سأبقى أسير في غير درب | من تراب ، دربي ظنون الأماني | و أعاني مرّ السؤال ، و يتلو | ه سؤال أمرّ ممّا أعاني | هل هنا موطني ؟ و أضغي : و هل | لي موطن غيره على الأرض ثاني ؟ | *** | وطني رحلة النجوم فأهلي | و أحبّائي النجوم الرواني | و دياري تيه الخيال وزادي | ذكرياتي و الأغنيات دناني | فليخنّي الزمان و الشعب إنّي | شعب شعبي ، أنا زمان الزمان | يتلاقى الزمان و الشعب في روحي | شجيّين يعرفان كياني | من أنا ؟ شاعر ، حريق يغنّي | و غنائي دمي ، دخان دخاني | فحياتي سرّ الحياة و شدوي | لحن ألحانها ، معاني المعاني | و ضياعي سياحة العطر في الريـ | ح ، و تيهي مزارع من أغاني . |
| |
|
| |
bassam65 عضو ماسي
عدد المساهمات : 3455 نقاط : 20299 تاريخ التسجيل : 11/11/2009 العمر : 59 الموقع : سوريا
| موضوع: رد: الشاعر اليمني عبد الله البردوني الأربعاء يناير 06, 2010 2:41 am | |
| زحف العروبة لبّيك وازدحمت على الأبواب | صبوات أعياد و عرس تصابي | لبّيك يابن العرب أبدع دربنا | فتن الجمال المسكر الخلّاب | فتبرّجت فيه المباهج مثلما | تتبرّج الغادات للعزّاب | واخضرّت الأشواق فيه و المنى | كالزهر حول الجدول المنساب | و مضى به زحف العروبة و الدنى | ترنو ، و تهتف عاد فجر شبابي | إنّا زرعناه منى و جماجما | فنما و أخصب أجود الإخصاب | و يحدّق التاريخ فيه كأنّه | يتلو البطولة من سطور كتاب | *** | عاد التقاء العرب فاهتف يا أخي | للفجر ، وارقص حول شدو ربابي | و اشرب كؤوسك واسقني نخب اللّقا | واسكب بقايا الدنّ في أكوابي | هذي الهتافات السكارى و المنى | حولي تناديني إلى الأنخاب | خلفي و قدّامي هتاف مواكب | و هوى يزغرد في شفاه كعاب | و الزهر يهمس في الرياض كأنّه | أشعار حبّ في أرقّ عتاب | و الجوّ من حولي يرنحه الصدى | فيهيم كالمسحورة المطراب | و الريح ألحان تهازج سيرنا | و الشهب أكواب من الأطياف | إنّا توحّدنا هوى و مصائرا | و تلاقت الأحباب بالأحباب | أترى ديار العرب كيف تضافرت | فكأنّ " صنعا " في " دمشق " روابي | و كأنّ " مصر " و " سوريّا " في مأرب " | علم و في " صنعا " أعزّ قباب | لاقى الشقيق شقيقه ، فاسألهما | كيف التلاقي بعد طول غياب ؟ | *** | اليوم ألقى في " دمشق " بني أبي | و أبثّ أهلي في الكنانة ما بي | و أبثّ أجدادي بني غسّان في | ربوات " جلّق " محنتي و عذابي | و أهيم و الأنسام تنشر ذكرهم | حولي فتنضح بالعطور ثيابي | و أهزّ في ترب " المعرّة " شاعرا | مثلي : توحّد خطبة و مصابي | و أعود أسأل " جلّقا " عن عهدها | " بأميّة " و بفتحتها الغلّاب | صور من الماضي تهامس خاطري | كتهامس العشّاق بالأهداب | *** | دعني أغرّد فالعروبة روضتي | ورحاب موطنها الكبير رحابي | " فدمشق " بستاني " و مصر " جداولي | و شعاب " مكّة " مسرحي و شعابي | و سماء " لبنان " سماي وموردي | " بردى " و دجلة و الفرات شرابي | رديار " عمّان " دياري ... أهلها | أهلي و أصحاب العراق صحابي | بل إخوتي و دم " الرشيد " يفور في | أعصابهم و يضجّ في أعصابي | *** | شعب العراق و إن أطال سكوته | فسكوته الإنذار للإرهاب | سل عنه سل عبد الإله و فيصلا | يبلغك صرعهما أتمّ جواب | لن يخفض الهامات للطاغي و لم | تخضع رؤوس القوم للأذناب | وطن العروبة موطني أعياده | عيدي ، و شكوى إخوتي أوصابي | فاترك جناحي حيث يهوى يحتضن | جوّ العروبة جيئتي و ذهابي | يا ابن العروبة شدّ في كفّي يدا | ننفض غبار الذلّ و الأتعاب | فهنا هنا اليمن الخصيب مقابر | ودم مباح واحتشاد ذئاب | ذكّره بالماضي عسى يبني على | أضوائه مجدا أعزّ جناب | ذكّره بالتاريخ واذكر أنّه | شعب الحضارة مشرق الأحساب | صنع الحضارة و العوالم نوّم | و الدهر طفل في مهود تراب | و مشى على قمم الدهور إلى العلا | و بني الصروح على ربى الأحقاب | و هدى السبيل إلى الحضارة و الدنى | في التيه لم تحلم بلمح شهاب | فمتى يفيق على الشروق و يومه | يبدو و يخفي كالشعاع الخابي | *** | يا شعب مزّق كلّ طاغ وانتزع | عن ساقيك مهابة الأرباب | واحذر رجالا كالوحوش كسوتهم | خلعا من " الأجواخ " و الألقاب | خنقوا البلاد وجورهم و عتوّهم | كلّ الصواب و فصل كلّ خطاب | لم يحسبوا للشعب لكن عنده | للعابثين به أشدّ حساب | صمت الشعوب على الطغاة و عنفهم | صمت الصواعق في بطون سحاب | فاحذر رجالا كالوحوش همومهم | سلب الحمى والفخر بالأسلاب | شهدوا تقدّمك السريع فأسرعوا | يتراجعون به على الأعقاب | لم يحسنوا صدقا و لا كذبا سوى | حيل الغبيّ و خدعة المتغابي | *** | قل للإمام : و إن تحفّز سيفه | أعوانك الأخيار شرّ ذئاب | يومون عندك بالسجود و عندنا | يومون بالأظفار و الأنياب | هم في كراسيهم قياصرة وهم | عند الأمير عجائز المحراب | يتملّقون و يبلغون إلى العلا | بخداعهم و بأخبث الأسباب | من كلّ معسول النفاق كأنّه | حسنا تتاجر في الهوى و ترابي | و غدا سيحترقون في وهج السنى | و كأنّهم كانوا خداع سراب | و تفيق "صنعاء " الجديد على الهدى | و الوحدة الكبرى على الأبواب |
| |
|
| |
bassam65 عضو ماسي
عدد المساهمات : 3455 نقاط : 20299 تاريخ التسجيل : 11/11/2009 العمر : 59 الموقع : سوريا
| موضوع: رد: الشاعر اليمني عبد الله البردوني الأربعاء يناير 06, 2010 2:42 am | |
| حديث نهدين كيف أنساه هل تناسيه يجدي ؟ | و هو و الذكريات و الشوق عندي | و هو أدنى من الأماني إلى القلب ؛ | و بيني و بينه … ألف بعد | واشتهاء العناق يحلم في جيدي | بانفاسه فيمرح عقدي | عندما يهبط الظلام أراه : | ماثلا في تصوّراتي و سهدي | آه إنّي أخال زنديه في قدّي | تشدّنني فيختال ... قدّي | فكأنّي أضمّه في فراشي | و هو يجني فمي و يقطف خدّي | ثمّ أصغي إلى الفراش فلا أسمع | إلاّ حديث نهد لنهد | حلم كاليقين يدنيه منّي ؛ | و خيال يخفيه عنّي و يبدي | فأرى طيفه أوانا حنونا | و أوانا في مقلتيه تعدّي | ليت أنّي أراه في صحوة الصبح | فما ضارعا يغنّي بحمدي | كلّما ذاب في الخشوع تأبّيت | وردّيت رغبتي شرّ ردّ | و تحدّيت ناظريه بإعراضي | وأشعلت حبّه بالتحدّي | و تجاهلته و قلبي يناديه | و جسمي يكاد يحرق بردي | ثمّ يجترّني و يجذب جسمي | حضنه جذب قاهر مستبدّ | و هنا : أحتويه بين ذراعيّ ، | و أطويه بين لحمي و جلدي | ليت لي ما رجوت أو ليتني أمـ | حوه ؛ منّي من ذكرياتي ووجدي | ليتني يا جهنّم الهجر أدري | من هواه و من تبدّل بعدي ؟ ! | ليته في الشجون مثلي مهجور | فيشتاقني و يذكر عهدي | و يعاني الجوى و يشقى كما أشـ | قى ، بأطيافه و ذكراه وحدي | *** | هكذا ترجمت مناها و اللّيـ | ـل عبوس ، كأنّه موج حقد | و الظلام الظلام في كلّ مرأى | قدر جاثم يخيف و يردي | صامت و العتوّ في مقلتيه | ظاميء كالسلاح في كفّ وغد | و الخيالات موكب من حيارى | تائه يهتدي و حيران يهدي | و حنين الصباح في خاطر الأنسام | كالعطر في براعم ورد . |
| |
|
| |
bassam65 عضو ماسي
عدد المساهمات : 3455 نقاط : 20299 تاريخ التسجيل : 11/11/2009 العمر : 59 الموقع : سوريا
| موضوع: رد: الشاعر اليمني عبد الله البردوني الأربعاء يناير 06, 2010 2:44 am | |
| هكذا أمضي سهدت و أوصاني جميل سهادي | فأهرقت في النسيان كأس رقادي | و سامرت في جفن السهاد سرائرا | لطافا كذكرى من عهود وداد | و نادمت وحي الفنّ أحسو رحيقه | و أحسّو و قلبي في الجوانح صادي | إذا رمت نوما قلقل الشوق مرقدي | و هزّت بنات الذكريات و سادي | و هازجني من أعين اللّيل هاتف | من السحر في عينيه موج سواد | له شوق مهجور ، و فتنه هاجر | و أسرار حيّ في سكون جماد | له تارة طبع البخيل ... و تارة | له خلق مطواع و طبع جواد | تدور عليه الشهب و سنى كأنّها | بقيّة جمر في غصون رماد | *** | لك الله يا بن الشعر كم تعصر الدجى | أغاريد عرس أو نحيب حداد | تنوح على الأوتار حينا و تارة | تغنّي وحينا تشتكي و تنادي | كأنّك في ظلّ السكينه جدول | يغنّي لواد أو ينوح لوادي | هو الشعر .. لي في الشعر دنيا حدودها | وراء التمنّي خلف كلّ بعاد | ألا فلتضق عنّي البلاد فلم يضق | طموحي و إن ضاقت رحاب بلادي | و لا ضاق صدري بالهموم لأنّها | بنات فؤاد فيه ألف فؤدا | ولا قهرت نفسي الخطوب و كم غدت | تراوحني أهوالها و تغادي | *** | قطعت طريق المجد و الصبر وحده | رفيقي ، و مائي في الطريق وزادي | و ما زلت أمشي الدرب و الدرب كلّه | مسارب حيّات و كيد أعادي | و لي في ضميري ألف دنيا من المنى | و فجر من الذكرى وروضة شادي | و لي من لهيب الشوق في حيرة السرى | دليل إلى الشأو البعيد و حادي | هو الصبر زادي في المسير لغايتي | و إن عدت عنها فهو زاد معادي | و لا : لم أعد عن غايتي ؛ لم أعد و لم | يكفكف عناد العاصفات عنادي | فجوري عليّ يا حياة أو ارفقي | فلن أنثني عن وجهتي و مرادي | فإنّ الرزايا نضج روحي و إنّها | غذاء لتاريخي ووري زنادي | *** | سأمضي و لو لاقيت في كلّ خطوة | حسام " يزيد " أو وعيد " زياد " | ألا عكذا أمضي و أمضي و مسلكي | رؤوس شياطين و شوك قتاد | ولو أخّرت رجلي خطاها قطعتها | و ألقيت في كفّ الرياح قيادي | فلا مهجتي منّي إذا راعها الشقا | و لا الرأس منّي إن حنته عوادي | و لا الروح منّي إن تباكت و إن شكا | فؤادي أساه فهو ليس فؤادي | هو العمر ميدان الصراع و هل ترى | فتى شقّ ميدانا بغير جهاد ؟ | ************************************************* | حين يصحو الشعب | جمادى الآخر 1379 ه ، قيلت هذه القصيدة قبل الثورة بثلاث سنوات . | أعذر الظلم و حمّلنا الملاما | نحن أرضعناه في المهد احتراما | نحن دلّلناه طفلا في الصبا | و حملناه إلى العرش غلاما | و بنينا بدمانا عرشه | فانثنى يهدمنا حين تسامى | و غرسنا عمره في دمنا | فجنيناه سجونا و حماما | *** | لا تلم قادتنا إن ظلموا | و لم الشعب الذي أعطى الزماما | كيف يرعى الغنم الذئب الذي | ينهش اللّحم و يمتصّ العظاما | قد يخاف الذئب لو لم يلق من | نلبه كلّ قطيع يتحامى | و يعفّ الظالم الجلّاد لو | لم تقلّده ضحاياه الحساما | لا تلم دولتنا إن أشبعت | شرّه المخمور من جوع اليتامى | نحن نسقيها دمانا خمرة | و نغنّيها فتزداد أواما | و نهنّي مستبدا ، زاده | جثث القتلى و أكباد الأيامى | كيف تصحو دولة خمرتها | من دماء الشعب و الشعب الندامى ؟ | *** | آه منّا آه ! ما أجهلنا ؟ ! | بعضنا يعمى و بعض يتعامى | نأكل الجوع و نستسقي الظما | و ننادي " يحفظ الله الإماما " | سل ضحايا الظلم تخبر أنّنا | وطن هدهده الجهل فناما | دولة " الأجواخ " لا تحنو و لا | تعرف العدل و لا ترعى الذماما | تأكل الشعب و لا يسري إلى | مقلتيها طيفه العاني لماما | و هو يسقيها و يظمى حولها | و يغذّيها و لم يملك طعاما | تشرب الدمع فيظميها فهل | ترتوي ؟ كلّا : و لم تشبع أثاما | عقلها حول يديها فاتح | فمه يلتقم الشعب التقاما | *** | يا زفير الشعب : حرّق دولة | تحتسي من جرحك القاني مداما | لا تقل : قد سئمت إجرامها | من رأى الحيّات قد صارت حماما ؟ | أنت بانيها فجرّب هدمها | هدم ما شيّدته أدنى مراما | لا تقل فيها قوى الموت و قل : | ضعفنا صوّرها موتا زؤاما | *** | سوف تدري دولة الظلم غدا | حين يصحو الشعب من أقوى انتقاما | سوف تدري لمن النصر إذا | أيقظ البعث العفاريت النياما | إنّ خلف اللّيل فجرا نائما | وغدا يصحو فيجتاح الظلاما | و غدا تخضرّ أرضي ، و ترى | في مكان الشوك وردا و خزامى |
| |
|
| |
| الشاعر اليمني عبد الله البردوني | |
|