الكلمـــــة الحـــــرّة
الكلمـــــة الحـــــرّة
الكلمـــــة الحـــــرّة
هل تريد التفاعل مع هذه المساهمة؟ كل ما عليك هو إنشاء حساب جديد ببضع خطوات أو تسجيل الدخول للمتابعة.

الكلمـــــة الحـــــرّة

منتدى ثقافي عام
 
الرئيسيةأحدث الصورالتسجيلدخول

 

 الشاعر اليمني عبد الله البردوني

اذهب الى الأسفل 
2 مشترك
انتقل الى الصفحة : الصفحة السابقة  1, 2, 3, 4, 5, 6, 7, 8, 9, 10  الصفحة التالية
كاتب الموضوعرسالة
bassam65
عضو ماسي
bassam65


عدد المساهمات : 3455
نقاط : 20299
تاريخ التسجيل : 11/11/2009
العمر : 59
الموقع : سوريا

الشاعر اليمني عبد الله البردوني - صفحة 4 Empty
مُساهمةموضوع: رد: الشاعر اليمني عبد الله البردوني   الشاعر اليمني عبد الله البردوني - صفحة 4 I_icon_minitimeالأربعاء يناير 06, 2010 2:47 am

لا تقل لي



لا تقل لي : سبقتني و لماذالا أوالي وراءك الإنطلاقا ؟
لم أسلبقك في مجال التدنّيو التلوّي : فكيف أرضي اللّحاقا ؟
أنا إن لم يكن قريني كريمافي مجال السباق عفت السباقا
لا تقل : ضاع في الوحول رفاقيو أضاعوا الضمير و الأخلاقا
لم أضيّع أنا ضميري و خلقيو كفاني أنّي خسرت الرفاقا
لا تقل كنت صاحبي فادن منّيلست أشري و لا أبيع نفاقا
لا تقل لي أين التقينا ؟ و لا أينافترقنا ، فنحن لم نتلاقى ؟
قد نسيت اللّقاء يوما و إنّيلست أدري متى نسيت الفراقا ؟
لا تذوّق صراحتي فهي مرّإنّما من تذوق المرّ ذاقا
الرجوع الى أعلى الصفحة اذهب الى الأسفل
bassam65
عضو ماسي
bassam65


عدد المساهمات : 3455
نقاط : 20299
تاريخ التسجيل : 11/11/2009
العمر : 59
الموقع : سوريا

الشاعر اليمني عبد الله البردوني - صفحة 4 Empty
مُساهمةموضوع: رد: الشاعر اليمني عبد الله البردوني   الشاعر اليمني عبد الله البردوني - صفحة 4 I_icon_minitimeالأربعاء يناير 06, 2010 2:49 am

الطريق الهادر



هتاف هتاف و ماج الصدىو أرغى هنا و هنا أزبدا
وزحف مريد يقود السناو يهدي العمالقة المرّدا
تلاقت مواكبه موكبايمدّ إلى كلّ نجم يدا
عمائمة من لهيب البروقو أعينه من بريق الفدا
أفاق فناغت صبايا مناهعلى كلّ أفق صبا أغيدا
و هبّ ودوّى فضجّ السكونورجّعت الريح ما ردّدا
و غنّى على خطوه شارعودرب على خطوه زغردا
و منعطف لحّنت صمتهخطاه و منعطف غرّدا
مضى منشدا و ضلوع الطريقصنوع توقّع ما أنشدا
و أقبل يسترجع المعجزاتو يستنهض الميت و المقعدا
و يبدو مداه فيمضي العنيديحاول أن يسبق الأعندا
فتطغى مشاهده كالحريقو يقتحم المشهد المشهدا
و يرمي هنا و هناك الدخانو يوحي إلى الجوّ أن يرعدا

***
هو الشعب طاف بإنذارهعلى من تحدّاه و استعبدا
وشقّ لحودا تعبّ الفسادو تنجرّ تبتلع المفسدا
و أوما بحبّات أحشائهإلى فجره الخصب أن يولدا
أشار بأكباده فالتقتحشودا مداها وراء المدى
وزحفا يجنّح درب الصباحو يستنفر الترب و الجلمدا
و ينتزع الشعب من ذابحيهو يعطي الخلود الحمى الأخلدا
و يهتف : يا شعب شيّد علىجماجمنا مجدك الأمجدا
وعش موسما أبديّ الجنىو عسجد بإبداعك السرمدا
و كحّل جفونك بالنيّراتوصغ من سنى فجرك المرودا
لك الحكم أنت المفدى العزيزعلينا و نحن ضحايا الفدا

***
ودوّى الهتاف : " اسقطوا يا ذئاب "و يا راية الغاب ضيعي سدى
وكرّ شباب الحمى فالطريقربيع تهادى و فجر بدا
ومرّ يضيء الحمى كالشموعيضيء توهجها معبدا
ويزجي عذارى بطولاتهفيشحّ الجرح و السؤددا
و يغشى على الظلم أبراجهفيزري به و بما شيذدا
و يكسر في مفّ طاغي لبحمىحساما بأكباده مغمدا
و تندى خطاه دما فائرايذيب دما كاد أن يجمدا
و يلقي على كلّ درب فتىدعته المروءات فاستشهدا
يدني إلى الموت حكما يخوضمن العار مستنقعا أسودا
و يجترّ أذيال " جنكيزخان "و يقتات أحلامه الشردا
و يحدو ركاب الظلام الأثيمفيبلغ الصمت رجع الحدا
و يحسو النّجيع و لا يرتويفيطغى ؛ و يستعذب الموردا
رأى الشعب صيدا فأنحى عليهوراض مخالبه واعتدى
فهل ترتجيه ؟ و من يرتجيمن الوحش إصلاح ما أفسدا ؟
و هل تجتدي ملكا شرّهسخيّ اليدين ... عميم الجدا ؟
و حكما عجوزا حناه المشيبو ما زال طغيانه أمردا
تربّى على الوحل من بدئهو شاخ على الوحل حيث ابتدا
فماذا يرى اليوم ؟ جيلا يمورو يهتف " لا عاش حكم العدا "

***
زحفنا إلى النصر زحف اللّهيبو عربد إصرارنا عربدا
و دسنا إليه عيون الخطوبو أهدابها كشفار المدى
طلعنا على موجات الظلامكأعمدة الفجر نهدي الهدى
و نرمي الضحايا و نسقي الحقولدما يبعث الموسم الأرغدا
لنا موعهد من وراء الجراحو ها نحن نستنجز الموعدا
وهل يورق النصر إلاّ إذاسقى دمنا روضه الأجردا
أفقنا فشبت جراحاتناسعيرا على الذلّ لن يخمدا
رفعنا الرؤوس كأنّ النجومتخرّ لأهدابنا سجّدا
و سرنا نشقّ جفون الصباحو ننضج في مقلتيه الندى
فضجّ الذئاب ، من الطافرون ؟و كيف ؟ و من أيقظ الهجذدا
و كيف استثار علينا القطيع ؟و من ذا هداه ؟ و كيف اهتدى ؟
هنا موكب أبرقت سحبهعلينا وحشد هنا أرعدا
وهزّ القصور فمادت بناو أشغل من تحتنا المرقدا
و كادت جوانحنا الواجفاتمن الذعر أن تلفظ الأكبدا

***
فماذا رأت دولة المخجلات ؟قوى أنذرت عهدها الأنكدا
بمن تحتمي ؛ واحتمت بالرصاصو عسكرت اللّهب الموقدا
و لحّنت الغدر أنشودةمن النار تحتقر المنشدا
و نادت بنادقها في الجموعفأخزى المنادي جواب الندا
و هل ينفد الشعب إن مزّقتهقوى الشر ؟ هيهات أن ينفدا
فردّت بنادقها و الحسيسإذا ملك القوّة استأسدا
و جبن القوى أن تعدّ القوىلتستهدف الأعزل المجهدا
و أردى السلاح لأردى الأنامو أجوده ينصر الأجودا
و يوم البطولات يبلو السلاحإا كان وغدا حمى الأوغدا
فأيّ سلاح حمى دولةتغطّي المخازي بأخزى ردا ؟
و تأتي بما ليس تدري الشرورو لا ظنّ " إبليس " أن يعهدا
لمن وجدت ؟ من أشذّ الشذوذ و من أغبن أن الغبن أن توجدا
بنت من دم الشعب عرشا خضيباورضّت جماجمه مقعدا
و أطفت شبابا أضاءت مناهفأدمى السنا حكمها الأرمدا
وسل كيف مدّت حلوق الردىإليه فأعيا حلوق الردى ؟
و كم فرشت دربه بالحرابفراح على دمه ... واغتدى
وروّى التراب المفدّى دمامضيئا يصوغ الحصى عسجدا
و عاد إلى السجن يذكي النجومعلى ليلة فرقدا فرقدا
و يرنو فينظر خضر لالرؤىكما ينظر الأعزب الخرّدا
فتختال في صدره موجةمن الفجر تهوى المدى الأبعدا
و يهمس في صمته موعدإلى الشعب لا بدّ أن تسعدا
سينصبّ فجر و يشدو ربيعو يخضوضر الجدب أنّى شدا
فهذي الروابي و تلك السهولحبالى و تستعجل المولدا
الرجوع الى أعلى الصفحة اذهب الى الأسفل
bassam65
عضو ماسي
bassam65


عدد المساهمات : 3455
نقاط : 20299
تاريخ التسجيل : 11/11/2009
العمر : 59
الموقع : سوريا

الشاعر اليمني عبد الله البردوني - صفحة 4 Empty
مُساهمةموضوع: رد: الشاعر اليمني عبد الله البردوني   الشاعر اليمني عبد الله البردوني - صفحة 4 I_icon_minitimeالأربعاء يناير 06, 2010 2:50 am

حوار جارين



خطرات و أمنيات عذارىجنّحت و همّه فرّق و طارا
و سرى في متاهة الصمت يشدومرّة للسرى و يصغي مرارا
و يناجي الصدى و يومي إلى الطيفو يستنطق الربى و القفارا
و تعايا كطائر ضيّع الوكر ، و أدمىالجناح ... و المنقارا
ليس يدري أين المصير و لكنساقه وهمّه الجموح فسارا
و هنا ضجّ " يا منى " أين نمضيو إلى أيّ غاية نتبارى ؟
و الطريق الطويل أشباح موتعابسات الوجوه يطلبن ثارا
موحش يحضن الفراغ على الصمتكما تحضن الرياح الغبارا
تأكل الشمس ظلّها في مواميهكما يأكل الغروب النهارا

***
أين يا ليلتي إلى أين أسري ؟و المنايا تهيّء الأظفارا
و الدجى ها هنا كتاريخ سجّانو كالحقد في قلوب الأسارى
يتهادى كهودج من خطاياحار هادية القفار و حارا
و يهزّ الرؤى كما هدهد السكّيرسكّيره تعاني الخمارا
و الرؤى تذكر الصباح المندّىمثلما يذكر الغريب الديارا
و هي ترنو إلى النجوم كما ترنو البغايا إلى عيون السكارى
و الأعاصير تركب القمم الحيرىكما يركب الجبان الفرارا

***
إليه ، يا ليلتي و ما أكبر الأخطار قالت : لا تحتسبها كبارا !
قال من الوجود أقوى من الأخطار ؟ قالت : من يركب الأخطارا !
و تهادى يرجو المفاز و تغشىدربه غمرة فيخشى العثارا
قلق بعضه يحاذر بعضاويداه تخشى اليمين اليسارا
حائرا كالظنون في زحمة الشكّو كاللّيل في عيون الحيارى

***
و لوى جيده فأومى إليهقبس شعّ لحظة و توارى
فرأى في بقيّة النور شخصاكان يعتاده صديقا وجارا
قدماه بين التعثّر و الوحلو دعواه تقطف الأقمارا
فتدانى من جاره و رآهمثلما ينظر الفقير النضارا
و دعاه إلى المسير فألوىرأسه وانحنى يطيل الإزارا
و ثنى عطفه وضجّ وأرغىو تعالى ضجيجة و أشارا
فانحنى جاره و قال : أجنبيهل ترى صحبتي شنارا و عارا
أنت مثلي معذّب فكلاناصورة للهوان تخزي الإطارا
فاطّرح بهرج الخداع و مزّقعن محيّاك وجهك المستعارا
كلّنا في الضياع و التيه فانهض :و يدي في يدك نرفع منارا
قال : أين الهوان ؟ فاذكر أباناإنّه كان فارسا لا يجارى
إنّنا لم نهن و أجدادنا الفرسانكانوا ملء الزمان فخارا
إنّنا لم نهن أما كان جدّاناالحسيبان " حميرا " و " نزارا "

***
فانتخى جاره و قال : و ما الأجداد ؟سل عنهم البلى و الدمارا
فخرنا بالجدود فخر رمادراح يعتزّ أنّه كان نارا
قد يسرّ الجدود منك و منّيأن يرونا في جبهة المجد غارا

***
و هنا أصغيا إلى أنّه الأوراقو الريح تعصف الأشجارا
فإذا بالشروق ينخر في اللّيلكما ينخر اللّهيب الجدارا
و تمادى الحوار في العنف حتّىأسكتت ضجّة الصباح الحوارا
و تراءى الصباح يحتضن السحركما تحضن الكؤوس العقارا
و بنات الشذى تحيّي شروقاشاعريّا يعنقد الأفكارا
و الصبا ترعش الزهور فتوميكالمناديل في أكفّ العذارى .
الرجوع الى أعلى الصفحة اذهب الى الأسفل
bassam65
عضو ماسي
bassam65


عدد المساهمات : 3455
نقاط : 20299
تاريخ التسجيل : 11/11/2009
العمر : 59
الموقع : سوريا

الشاعر اليمني عبد الله البردوني - صفحة 4 Empty
مُساهمةموضوع: رد: الشاعر اليمني عبد الله البردوني   الشاعر اليمني عبد الله البردوني - صفحة 4 I_icon_minitimeالأربعاء يناير 06, 2010 2:55 am

سلوى



سلوى و يهمس في ندائيأمل كأغنية الضياء
سلوى و يرتدّ الصدىبجوابها : يا لانتشائي
أيّ المنى تخضرّ فيجدبي و تزهر بالهناء
و تعيد " تموزا " و تغزلمن أشعّته ردائي
من ذا إزائي ؟ هل هناسلوى ؟ " فنيسان " إزائي
يشدو أمامي بالشذىو يزنبق الذكرى ورائي
سلوى ؛ و أصغي ؛ واسمهابفمي ربيع من غناء
و ذا صداها في هوايمواسم بيض العطاء
و أعود أصغي و الصدىيدنو و يوغل في التنائي

***
فأفيق أبني في مهبّالريح عشا من هباء

و عواصف المأساة تطفئني فيحترق انطفائي
و أنا أغنّيه لأنّ تحرّقيعطر ... البقاء

و الصمت حولي كالضغائن في عيون الأدنياء
و السهد أفكار معلّقةبأهداب الفضاء
و اللّيل بحر من دخانشاطئاه من الدماء
جوعان يبتلع الرؤىو يمجّ دمع الأشقياء

يهذي كما يروي المشعوذ معجزات الأنبياء
و يعبّ من دمالذكرى جحيميّ الإناء
و أنا هناك روايةللحزن تبحث عن " روائي "
أبكي على سلوى أناجيهاأغنّيها ... بكائي
و أعيد فيها مأتميأو أبتدي فيها عزائي
وحدي أناديها ؛ و عفوانلتقي : في لا لقاء
تبدو و تغرب فجأةكالحلم يدنو و هو نائي
أو تنثني جذلى كفجرىالصيف في صحو الهواء
و تسيل في وهمي رحيقامن عناقيد السماء

و هناك أبتديء الرحيق فينتهي قبل ابتدائي

فأعود أحتضن الشّقاء لأنّني أمّ الشقاء

و مواكب الأشباح في جوّي كحيّات العراء
كتثاؤب الأحزان فيمقل اليتامى الأبرياء
و الظلمة الخرساء تفنىقريتي قبل الفناء
و تشدّ أعينها و توصيهابصبر الأغبياء
فيتاجر الحرمان فيهابالصلاة و بالدعاء
بالحوقلات ، و بالأنينو حشرجات الكبرياء
و يبيع أخلاق الرجالو يشتري عرض النساء

***
و أنا كأهلي : ميّتأحيا كأهلي بادّعائي

و أعيش في أوهام سلوى و الأسى زادي و مائي
أشدو لتعذيبيتشدو البلابل للشتاء
و الموعد المسلول يبسمكابتسامات المرائي
و يعيد لحنا نائحاكسعال أمّي في المساء
فتلمّ بي أطياف سلوىكالصبيّات الوضاء
و ترفّ حولي موسماأسخى و أوسع من رجائي
الرجوع الى أعلى الصفحة اذهب الى الأسفل
bassam65
عضو ماسي
bassam65


عدد المساهمات : 3455
نقاط : 20299
تاريخ التسجيل : 11/11/2009
العمر : 59
الموقع : سوريا

الشاعر اليمني عبد الله البردوني - صفحة 4 Empty
مُساهمةموضوع: رد: الشاعر اليمني عبد الله البردوني   الشاعر اليمني عبد الله البردوني - صفحة 4 I_icon_minitimeالأربعاء يناير 06, 2010 3:07 am

أنا و أنت



يا ابن أمّي أنا و أنت سواءو كلانا غباوة و فسوله
أنت مثلي مغفّل نتلقّىكلّ أكذوبة بكلّ سهولة
و نسمّي بخل الرجال اقتصاداو البراءات غفلة و طفوله
و نسمّي شراسة الوحش طغيانا ووحشيّة الأناس بطوله
و نقول الجبان في الشرّ أنثىووفير الشرور وافى الرجوله
و نرى أصل " عامر " تربة الأرض و " سعدا " نرى النجوم أصوله
فننادي هذا هجين و هذافرقديّ الجدود الخؤولة
نزعم الإنتقام حزما و عزماو شروب النجيع الفحولة

***
يا ابن أمّي شعورنا لم يزل طفلاو ها نحن في خريف الكهولة
كم شغلنا سوق النفاق فبعناواشترينا بضاعة مرذوله
لا تلمني و لم ألمك لماذا ؟يحسّ الجهل في البلاد الجهوله .
الرجوع الى أعلى الصفحة اذهب الى الأسفل
bassam65
عضو ماسي
bassam65


عدد المساهمات : 3455
نقاط : 20299
تاريخ التسجيل : 11/11/2009
العمر : 59
الموقع : سوريا

الشاعر اليمني عبد الله البردوني - صفحة 4 Empty
مُساهمةموضوع: رد: الشاعر اليمني عبد الله البردوني   الشاعر اليمني عبد الله البردوني - صفحة 4 I_icon_minitimeالأربعاء يناير 06, 2010 3:11 am

وحدة الشاعر



حلم الآتي و ذكرى الغابرمسرح الشعر و دنيا الشاعر
ذكريات الأمس تغريه كمايفتن المهجور طيف الهاجر
و الغد المأمول في أشواقهصورة من كلّ حسن باهر
صورة كالوعد من أحلى فمكابتسامات اللّقاء العاصر
و كعيني طفلة ترنو إلىمقلتي طفل كسول الناظر

***
عالم الشاعر ذكرى و منىو حنين كالجحيم الهادر
يقطف الأحلام و الذكرى كمايقطف العنقود كفّ العاصر
أيّ ذكر ؟ أيّ شوق عادنيفإذا قلبي جناحا طائر
و إذا الدنيا بكفّي معزفساحر في كفّ شاد ماهر
تارة أشدو و أصغي تارةلروايات الزمان الساخر
فيقصّ الدهر من دنيا أبيذكرا تخجل وجه الذاكر
و أنا أحمل ذكراه ... كمايحمل المظلوم سوط الجائر
و أغنّي عزّ أجدادي الأولىفخروا بالعجز فخر لاقادر
و من الأجداد ؟ ما شرعتهم ؟شرعة الوحش الغبيّ الكاسر
و مخازيهم تراث خالدورثوه كابرا عن كابر
كيف أنسى الأمس و اليوم ابنهو الغد الآتي وليد الحاضر !
و أنا ابن الشعر قلبي عالممن حنين و حنان غامر
ترتمي الأدهار حولي مثلمايرتمي موج العباب المآثر
والدنا في عزلتي هائمةكهوى " ليلى " و طيف " العامري "
وحدتي صمت يغني ورؤى منعصا " موسى " و عجل " السامري "
من شذوذ الطفل من زهو الفتىمن أسى الشيخ الفقير العاثر
من خيالات الشياطين و منحكمة الرسل ودجل الساحر
من ضراعات المساكين و منخيلاء المستبد القاهر
من هوى التاجر في الربح و منشبح الإفلاس حول التاجر
من شكاوى عاشق يمشي علىقلبه نحو الحبيب ... نافر
وحدتي وحي و دنيا من هدىو ضلال ويقين حائر
و حنان وانتظار خائفورجاء كابتسام الغادر
وهوى يضحك للطيف كمايضحك الروض لعين الزائر
وحدتي أرجوحة من فكردائرات كالشروق الدائر
و بنات الفنّ حولي زمركرياحين الربيع الزاهر
و أنا كالراغب المحروم فيموكب الغيد المثير السافر
أشتهي تلك فتدنو أختهامن يديّ كالأبيّ الصاغر
حلوة تدنو و تخفى حلوةكالسنى خلف الظلام العاكر
هذه تعطي و لا أسألهاو أناجي تلك نجوى الخاسر
و لعوب أجتدي نفحتهاو هي تأبى خاطري
و عدها يبعث ذكرى " حاتم "ووفاها صورة من " مادر "
كم تناديني فتغري لوعتيو تولّى كالحبيب ... الماكر
و الدجى مقبرة تغفو علىحلم النعش و نوح القابر
قلق الصمت كرؤيا مومسهجعت بين ذراعي فاجر
كأماني ظالم يرنو إلىمقلتيه شبح من ثائر
خائف يسري و في أعطافهصلف الطاغي وتيه الكافر
و تضيع الشهب في موكبهكخيالات المريض الساهر
ودخان الحقد في أهدابهكالخطايا فوق عرض عاهر
يخطر الشيطان فيه و علىشفتيه قهقهات الظافر
و خفوق الصمت ينبي أنّ فيسرّه ضوضاء زحف طافر
و الرؤى تشتفّ من خلف الربىمطلع اليوم الهتوف الزاخر
و تبثّ الغيب شكوى توبةتتشهّى بسمة من غافر
و أنا وحدي أناغي هاتفامن فم الوحي الشذيّ الطاهر
و هدوء الكوخ يستفسرنيهل أغنّي للفراغ السادر ؟
قلت إنّي شاعر ، في وحدتيألف دنيا من طيوف الشاعر
الرجوع الى أعلى الصفحة اذهب الى الأسفل
bassam65
عضو ماسي
bassam65


عدد المساهمات : 3455
نقاط : 20299
تاريخ التسجيل : 11/11/2009
العمر : 59
الموقع : سوريا

الشاعر اليمني عبد الله البردوني - صفحة 4 Empty
مُساهمةموضوع: رد: الشاعر اليمني عبد الله البردوني   الشاعر اليمني عبد الله البردوني - صفحة 4 I_icon_minitimeالأربعاء يناير 06, 2010 3:14 am

لقيتها



أين اختفت من أيّ أفق سامي ؟أين اختفت عنّي و عن تهيامي ؟
عبثا أناديها و هل ضيّعتهافي اللّيل أم في زحمة الأيّام ؟
أم في رحاب الجوّ ضاعت ؟ لا : فكمبثّيت أنسام الأصيل غرامي
ووقفت أسأله و قلبي في يدييرنو إلى شفق الغروب الدامي
و أجابني صمت الأصيل ,,, و كلّماأقنعت وجدي ... زاد حرّ ضرامي

***
و إذا ذكرت لقاءها ورحيقهالاقيت في الذكرى خيال الجام
و ظمئت حتّى كدت أجرع غلّتيو أضجّ في الآلام أين حمامي
و غرقت في الأوهام أنشد سلوةو نسجت فردوسا من الأوهام

***
و أفقت من وهمي أهيم ... وراءهاعبثا و أحلم أنّها قدّامي
و أظنّها خلفي فأرجع خطوةخلفي ... فتنشرها الظنون أمامي
و أكاد ألمسها فيبعد ظلّهاعنّي ... و تدني ظلّها أحلامي
و أعود أنصت للسكينة و الربىو حكاية الأشجار و الأنسام
و أحسّها في كلّ شيء صائتو أحسّها في كلّ حيّ ... نامي
في رقّو الأزهار في همس الشذىفي تمتمات الجدول ... المترامي

***
فتّشت عنها اللّيل و هو متيّمألكأس في شفتيه و هو الظامي
و الغيم يخطر كالجنائز و الدجىفوق الربى كمشانق الإعدام
و سألت عنها الصمت و هو قصيدةمنثورة تومي إلى النظام
ووقفت و الأشواق ترهف مسمعابين الظنون كمسمع النمّام
و النجم كأس عسجديّ ... ملؤهخمر تحنّ إلى فم " الخيّام "
و همست أين كؤوس إلهامي و فيشفتيّ أكواب من الإلهام

***
و الريح تخبط في السهول كأنّهاحيرى تلوذ بهدأة الآكام
و كأنّ موكبها ... قطيع ضائعبين الذئاب يصيح : أين الحامي ؟
و تلاحقت قطع الظلام كأنّهافي الجوّ قافلة من الإجرام
و تلفّت الساري إلى الساري كمايتلفّت الأعمى إلى المتعامي
و أنا أهيم وراءها يجتاحنيشوق وتقتاد الظنون زمامي
و سألت ما حولي و فتّشت الرؤىو غمست في جيب الظلام هيامي
فتّشت عنها لم أجدها في الدناورجعت و الحمّى تلوك عظامي

***
و أهجت آلامي و حبّي فالتظتو لقيتها في الحبّ و الآلام
و تهيّأت لي في التلاقي مثلماتتهيّأ الحسناء للرسّام
و تبرّجت لي كالطفولة غضّةكفم الصباح المترف البسّام
و جميلة فوق الجمال ووصفهو عظيمة أسمى من الإعظام
تسمو كأجنحة الشعاع كأنّهافي الأفق أرواح بلا أجسام
لا : لا تقل لي : سمّها فجمالهافوق الكناية فوق كلّ أسامي
إنّي أعيش لها و فيها إنّهاحبّي وسرّ بدايتي و ختامي
و أحب!ها روحا نقيّا كالسنىو أحبّها جسما من الآثام
و أحبّها نورا و حيرة ملحدو أحبّها صحوا و كأس مدام
و أريدها غضبي و إنسانيّةو شذود طفل واتّزان عصامي

***
دعني أغرّد باسمها ما دام فيقدحي ثمالات من الأنغام
فتّشت عنها و هي أدنى من منىقلبي : و من شوقي و حرّ أوامي
و لقيتها يا شوق أين لقيتها ؟عندي هنا في الحبّ و الآلام
الرجوع الى أعلى الصفحة اذهب الى الأسفل
bassam65
عضو ماسي
bassam65


عدد المساهمات : 3455
نقاط : 20299
تاريخ التسجيل : 11/11/2009
العمر : 59
الموقع : سوريا

الشاعر اليمني عبد الله البردوني - صفحة 4 Empty
مُساهمةموضوع: رد: الشاعر اليمني عبد الله البردوني   الشاعر اليمني عبد الله البردوني - صفحة 4 I_icon_minitimeالأربعاء يناير 06, 2010 3:16 am

جريح



لا تسل عن أنينه و سهادهإنّ في جرحه جراح بلاده
إنّ في جرحه جراحات شعبراكد الحسّ حيّه كجماده
ثائر يحمل البلاد قلوبافي حشاه و شعلة في اعتقاده
وهب الشعب قلبه ودماهو أحاسيسه و صفو وداده
فهو أصواته إذا ضجّ في النّـاس و نجوى ضميره في انفراده
إنّه ثائر يريد و يسموفوق طاقاته ... سموّ مراده
أوقد الحقد في حناياه ثاراعاصفا يستفزّ نار زناده
فمضى و العناد في مقليتهصارخ ، و الجحيم في أحقاده
و تلقى الرصاص من كلّ فجّو هو ما زال في جنون عناده
كلّما أومأ الفرار إليهأمسكت قبضة الوغى بقياده
و تحدّى الحتوف حتّى تلظّتحوله و انتهت بقايا عتاده

***
عاد كالسيف حاملا من دماهشفقا يخبر الدنا عن جلّاده
و الجراح التي تراها عليهكالعناوين في سجلّ جهاده
وارتمى في الفراش و التأر فيهساهر ينذر الوغى بمعاده
لم ينم لحظة و إن نام هزّتذكريات الوغى سكون وساده
و تلظّت فيه الجراح فأوهتجسمه وانطفى حماس اعتداده
يسأل الصمت و المنى كيف يشفيكبرياء الجراح من جلّاده
فهو بين الطموح و العجز و الأشـواق كالصقر في يدي صيّاده

***
لا تلمه إذا شكا إنّ شكواهو أنّاته دخان اتّقاده
إنّ أنفاسه غبار و جمرمن شظايا فؤاده ورماده
كلّما قابل آه ! أو صعّد الأنفـاس شاهدت قطعة من فؤاده
و إذا صاح جوعه في الحنايافرقات المنى بقيّة زاده
عمره المدلهمّ سجن وينكيجرحه أنّ عمره في ازدياده
فهو يشقى في يقظة العين بالعشب و يشقى بحلمه في رقاده
ملّ طول الحياة لا نال منهاما يرجّي و لا دنا من حصاده
و الشقيّ الشقيّ من ملّ طولالعمر و العمر لم يزل في امتداد ه
الرجوع الى أعلى الصفحة اذهب الى الأسفل
لجين
عضو



عدد المساهمات : 21
نقاط : 15768
تاريخ التسجيل : 31/12/2009
العمر : 36

الشاعر اليمني عبد الله البردوني - صفحة 4 Empty
مُساهمةموضوع: الشاعر عبدالله البردوني   الشاعر اليمني عبد الله البردوني - صفحة 4 I_icon_minitimeالأربعاء يناير 06, 2010 7:42 pm

"أنا "...


ما بين ألوان العنا ء و بين حشرجة المنى

ما بين معترك الجرا ح و بين أشداق الفنا

ما بين مزدحم الشرور أعيش وحدي هاهنا

لم أدر ما السلوى ؟ و لم أطعم خيالات الهنا

الحبّ و الحرمان زا دي و الغذاء المقتني

***

وحدي هنا خلف الوجود وخلف أطياف السنا

و هنا تبنّتني الحياة و ما الحياة و ما هنا

أنا من أنا ؟ الأشوا ق والحرمان و الشكوى أنا

أنا فكرة و لهى معانيـ ها التضنّي و الضنى

أنا زفرة فيها بكاء الـ فقر آثام الغنى

***

أهوى و ألقى غير ما أهوى، فماذا أشتهي ؟

لا أسعد المهوى و لا جوع الهواية ينتهي

أنا حيرة المحروم تنـ تحر المنى في صمته

***

و أنا حنين تائه بين المحبّة والشقا

أظمأ و أظمأ للجما ل وأين منّي المستقى

***

يا قلب هل تلقى المرا د وما المراد و ما اللّقا

عمري تمرّغ في اللّهيـ ب ولذّة أن يحرقا

لا فارق اللّهب الرما د ولا الرماد تفرقا

***

فمتى متى يطفي الفنا الـ موعود عمري الأحمقا

كيف الخلاص و لم يزل روحي بجسمي موثقا

لا الموت يختصر الحيا ة و لا انتهى طول البقا

لا القيد مزّقه السجـ ين و لا السجين تمزّقا

حيران لم يطق الحيا ة و لم يطق أن يزهقا

***

يا آسر العصفور رفـ قا بالجناح المكسور

سئم الركود و لم يزل في قبضة الشوك الغرام

درن التراب مجسّد في الشيخ، في ثوب الصبي
الرجوع الى أعلى الصفحة اذهب الى الأسفل
bassam65
عضو ماسي
bassam65


عدد المساهمات : 3455
نقاط : 20299
تاريخ التسجيل : 11/11/2009
العمر : 59
الموقع : سوريا

الشاعر اليمني عبد الله البردوني - صفحة 4 Empty
مُساهمةموضوع: رد: الشاعر اليمني عبد الله البردوني   الشاعر اليمني عبد الله البردوني - صفحة 4 I_icon_minitimeالخميس يناير 07, 2010 2:48 am

حين يشقى الناس



أنت ترثي كلّ محزون و لمتلق من يرثيك في الخطب الألدّ
و أنا يا قلب أبكي إن بكتمقلة كانت بقربي أو ببعدي
و أنا أكدى الورى عيشا علىأنّني أبكي لبلوى كلّ مكد
حين يشقى الناس أشقى معهمو أنا أشقى كما يشقون وحدي !
و أنا أخلو بنفسي و الورىكلّهم عندي و مالي أيّ عندي
لا و لا لي في الدّنا مثوى و لامسعد إلاّ دجا اللّيل و سهدي
لم أسر من غربة إلاّ إلىغربة أنّكى و تعذيب أشدّ
متعب وركبي قدميو الأسى زادي و حمّى البرد بردي
و الدجا الشاتي فراشي ورداجسمي المحموم أعصابي و جلدي .
الرجوع الى أعلى الصفحة اذهب الى الأسفل
bassam65
عضو ماسي
bassam65


عدد المساهمات : 3455
نقاط : 20299
تاريخ التسجيل : 11/11/2009
العمر : 59
الموقع : سوريا

الشاعر اليمني عبد الله البردوني - صفحة 4 Empty
مُساهمةموضوع: رد: الشاعر اليمني عبد الله البردوني   الشاعر اليمني عبد الله البردوني - صفحة 4 I_icon_minitimeالخميس يناير 07, 2010 2:49 am

سائل



مررت بشيخ أصفر العقل و اليديدبّ على ظهر الطريق و يجتدي
ثقيل الخطى يمشي الهوينى بجوعهواحزانه مشي الضرير المقيّد
و يمضي و لا يدري إلى أين ينتهيو لم يدر قبل السير من أين يبتدي
و يزجي إلى الأسماع صوتا مجرّحاكئيبا كأحلام الغريب المشرّد
يمدّ اليد الصفرا إلى كلّ عابرو لم يجن إلاّ اليأس من مدّة اليد
فيلقي على الكفّ النحيل جبينهو يسأل هل في الأرض ظلّ لمسعد
هو الشرّ ملء الأرض و الشر طبعهاهو اشر ملء الأمس و اليوم و الغد
وهذا غبار الأرض آهات خيّبو هذا الحصى حبذات دمع مجمّد
رمى الشيخ فيما حوله نظرة الأسىومرّ كطيف المستكين المهدّد
فيا للفقير الشيخ يمشي على الطّوىو في مأتم الشكوى يروح و يغتدي
يظنّ أكفّ الناس تهوي بجودهاإليه و لم يبصر سوى وهمه الردي
و جوع يلوّي نفسه في ضلوعةفينساق لا يدري إلى أين يهتدي .
الرجوع الى أعلى الصفحة اذهب الى الأسفل
bassam65
عضو ماسي
bassam65


عدد المساهمات : 3455
نقاط : 20299
تاريخ التسجيل : 11/11/2009
العمر : 59
الموقع : سوريا

الشاعر اليمني عبد الله البردوني - صفحة 4 Empty
مُساهمةموضوع: رد: الشاعر اليمني عبد الله البردوني   الشاعر اليمني عبد الله البردوني - صفحة 4 I_icon_minitimeالخميس يناير 07, 2010 2:50 am

الشمس



أطلّت من الأفق بنت السماءمغلّفة بالشعاع الندي
ووشّت بساط الفضا بالسناو باللّهب البارد العسجدي
و بالوهج الدافيء المشتهيوبالمنظر السحري الأجود
فجنّت بها نشوات الصباو فاضت بصدر الضحا الأمرد
و أهدت سناها السماوي إلىرءوس الربا و اثرى الأوهد
إلى الطود و السهل و المنحنىإلى الماء و الطين و الجلمد
إلى الكوخ و القصر مهد الغنىإلى السوق و السجن و المعبد
ووزّعت النور في العالمـين و جادت على العبد و السيّد
على المترفين على البائـسين على المجتدى و على المجتدي
و أدّت رسالتها حرّةإلى أقرب الكون و الأبعد
جرى عدل بنت السما في الوجود حفيا بجيّده و الردي
و أنفقت النور أمّ الضحافزادت ثراء إلى سؤدد
و أربت جمالا وزادت سناونورا إلى نورها السرمدي
و طالت حياة فما تنتهيمن العمر إلاّ لكي تبتدي
و أعطت فدام سنا ملكهاجديد الصبى دائم المولد
و ما زادها كثر إنفاقهاسوى الترف الأكثر الأخلد

***
لقد ضرب الله أمثالهو من يضلّل الله لا يهتدي
الرجوع الى أعلى الصفحة اذهب الى الأسفل
bassam65
عضو ماسي
bassam65


عدد المساهمات : 3455
نقاط : 20299
تاريخ التسجيل : 11/11/2009
العمر : 59
الموقع : سوريا

الشاعر اليمني عبد الله البردوني - صفحة 4 Empty
مُساهمةموضوع: رد: الشاعر اليمني عبد الله البردوني   الشاعر اليمني عبد الله البردوني - صفحة 4 I_icon_minitimeالخميس يناير 07, 2010 2:52 am

أنا و الشعر



هاتي التآويه يا قيثارتي هاتيوردّدي من وراء اللّيل آهاتي
و ترجمي صوت حبّي للجمال ففينجواك – يا حلوة النجوى – صبابتي
قيثارتي صوت أعماقي عصرت بهاروحي و أفرغت في أوتارها ذاتي

***
قيثارتي أنت أمّ اشعر لم تلديإلاّ غنا الخلد أو لحن البطولات
أودعت نجواك آيات النبوغ فياقثارتي لقّني التاريخ آياتي
و غرّدي بخيالاتي العذاب فماحقيقة السحر إلاّ من خيالاتي
و شاعر الطبع موسيقى الغيوب إذاغنّى أرى الأرض أسرار السموات
قيثارتي إنّي ابن الشعر أنجبنيللخلد ، للعبقريّات الفتيّات
و للحياة و للدنيا و نضرتهاللحبّ للنور للزهر الصبيّات

***
وحدي مع الشعر هزّتني عواطفهفرقّصت عطفه النشوان رنّاتي
و شفّ لي خافي الدنيا و ألهمنيسحر الجمال و أسرار الجلالات
وهبّت للشعر إحساسي و عاطفتيو ذكرياتي و ترنيمي و أنّتي
فهو ابتسامي ودمعي و هو تسليتيو فرحتي و هو آلامي و لذّاتي
يفنى الفنا ! و أنا و الشعر أغنيةعلى فم الخلد يا رغم الفنا العاتي
أحيا مع الشعر يشدو بي و أنشدهو الخلد غاياته القصوى و غاياتي
الرجوع الى أعلى الصفحة اذهب الى الأسفل
bassam65
عضو ماسي
bassam65


عدد المساهمات : 3455
نقاط : 20299
تاريخ التسجيل : 11/11/2009
العمر : 59
الموقع : سوريا

الشاعر اليمني عبد الله البردوني - صفحة 4 Empty
مُساهمةموضوع: رد: الشاعر اليمني عبد الله البردوني   الشاعر اليمني عبد الله البردوني - صفحة 4 I_icon_minitimeالخميس يناير 07, 2010 2:53 am

بعد الحب



لا تسل كيف ابتدينالا ، و لا كيف انتهينا
لا تقل كيف انطوى الحبّو لا كيف انطوينا
ملعب دار بعمرينافولّى من لدينا
وانقضى الدور فعدناعنه من حيث أتينا
لا تسل كيف تنائيـنا و لا كيف التقينا

لا تقل كنّا و كان الشوق منّا و إلينا

هل شربنا خمرة الحب و هل نحن ارتوينا
آه لا خمر و لا حبّمتى كان و أينا
لاحت الكأس لثغريـنا وجفّت في يدينا

***

عندما لاح بريق الكأس ولّت بالبريق

وارتشفنا من رحيق الحبّ أطياف الرحيق
و تلاشي حلم الصّفوكأنفاس الغريق
هكذا كان تلاقيناعلى الدور الأنيق

***

وانتهى الدور و ها نحن انتهينا من صبانا
حيث طاف الحبّ كالوهمو كالوهم تفانى
وانطوى عنّا كما تطويالدياجير الدخانا
و تركنا في الرمال الحبّآثار خطانا
غير أنا قد نسيناأو تناسينا لقانا

و سألنا الوهم بعد الحبّ هل كنّا و كانا

أين منّا الملعب الطفل تناغيه منانا

***
ملعب درنا به حينافأصابانا و ملّا
ملعب ما كان أصفاه و ما أشهى و أحلى
غاب في الأمس فولّيناعن الأمس وولّى
و تسلّينا و من لميلق ما يهوى تسلّى
الرجوع الى أعلى الصفحة اذهب الى الأسفل
bassam65
عضو ماسي
bassam65


عدد المساهمات : 3455
نقاط : 20299
تاريخ التسجيل : 11/11/2009
العمر : 59
الموقع : سوريا

الشاعر اليمني عبد الله البردوني - صفحة 4 Empty
مُساهمةموضوع: رد: الشاعر اليمني عبد الله البردوني   الشاعر اليمني عبد الله البردوني - صفحة 4 I_icon_minitimeالخميس يناير 07, 2010 3:02 am

بين ليل و فجر



في هجعة اللّيل المخيف الشاتيو اجوذ يحلم بالصباح الآتي
و الريح كالمحموم تهذي و الدجىفي الأفق أشباح من الإنصات
و الشهب أحلام معلّقة علىأهداب تمثال من الظلمات
و الطيف يخبط في السكينة مثلماتتخبّط الأوهام في الشبهات
والظلمة الخرسا تلعثم بالرؤىكتلعثم المخنوق بالكلمات

***
في ذلك اللّيل المخيف مضى فتىقلق الثياب مروّع الخطوات
يمشي و ينظر خلفه و أمامهنظر الجبان إلى المغير العاتي
و يرى الحتوف إذا تلفّت أو رناو يحسّ أصداء بلا أصوات
و يعود بسأل نفسه ما خيفتي ؟ماذا أحسّ ؟ و أين أين ثباتي ؟
ماذا يخوّفني أنا رجل السرى ؟و أنا رفيق اللّيل و الفلوات
هل ليلتي غير اللّيالي ؟ أم أناغيري … أكاد الآن أنكر ذاتي
أين الصباح و أين منّي قريتي ؟و الرعب قدّماي و في لفتاتي

***
و هنا تراءت للمروّع عصبةكالذعر شيطانيّة اللّمحات
شعث كأهل إلاّ أنّ فينظراتهم همجيّة الشهوات
و تقلّبت مقل العصابة في الفتىو كأنّها تشويه بالنظرات
و تخيّلت " كيس النقود " فأبرقترغباتها في الأعين الشرهات
و تململت فيها الشراسة مثلمايتململ الزلزال في الهضاب
و التاع فيها الشرّ فاهالت علىذاك الفتى بالضرب و الطّعنات
فاستلّ خنجره و كسّر وحدهو حشيّة الوثبات بالوثبات
و تلفّتت تلك العصابة حولهافرأت بعين الوهم ظلّ سراه

***
و هناك لاذت بالفرار و أدبرتملعونه الروحات و الغدوات
و عدت يصادم بعضها بعضا كماتتصادم الآلات بالآلات
و جثا الفتى بين الجراح كمدنفيستنجد العوّاد بالزفرات
و تلكأت عند التوجّع روحهبين الممات و بين نصف حياة
وامتدّ في حضن الطريق وداؤهحيّ وصفرته من الأموات
و تداعت الأوجاع فيه و التظتفيه الجراح الحمر كالجمرات
و إذا تهيّأ للنهوض تثاءبتفيه الجراح تثاؤب الحيّات
و على يمين الدرب كوخ تلتقيفي صدره النكبات بالنكبات
بين القصور و بينه ميل و ماأدنى المكان و أبعد الرحمات !
يشكو إلى جيرانه فيصمّهمعنه ضجيج القصف و اللّذّات
كوخ إذا خطرت به ريح الدجىأومى إلى السكان بالرعشات
" سنوات يوسف " عمره وجدارهأبدا تنوء بأعجف السنوات
فيه العجوز و بنتها و غلامهايتذكّرون موارد الأقوات
فالحقل جدب ظاميء و سماؤهصحو تلوح كصفحة المرآة
و الأغنياء ، و هل ترقّ قلوبهم ؟لا ، إنّها أقسى من الصخرات
و تغلغلوا في الصمت فانتبهوا علىشبح ينادي الصمت بالأنّات
فإذا فتى قلق الملامح يختفيتحت الجراح الحمر و الخفقات
فمشى ثلاثتهم إليه وانثنوابالضّيف بين الدمع و الآهات
وروى لهم خبر العصابة أنّهاسدّت عليه الدرب بالهجمات
و تهيّجت فيه الجراح فصدّهاو تستّرت باللّيل كالحشرات
فدنت فتاة الكوخ تمسح وجههو تبلسم الأجراح بالدعوات
و تبلّ من دمه يديها إنّهاتشمّ فيه أعبق النفحات
و ترى به ما ليس تدري هل ترةسرّ القضا ؟ أم آية الآيات
فإذا الجراح تنام فيه و يشتفيو يردّ عمرا كان وشك فوات
وإزاءه ابنت الجميلة كلّهاروح سماويّ و طهر صلاة
يتجاوب الإغراء في كلماتهاكتجاوب الأوتار بالنغمات
أغفى الجريح على السكون و أغمضتأجفان من حوليه كفّ سبات
و الكوخ في حرق الأسى مترقّببشرى ترفّ عليه كالزهرات

***
و اللّيل تمثال سجين يرتجيفكّ القيود على يد النحّات
فبدا احمرار في الظلام كأنّهلعنات حقد في وجوه طغاة
و تسلّل السحر البليل على الربىكالحلم بين الصحو و الغفوات
يندى و ينثر في البقاع أريجهو يرشّ درب الفجر بالنّسمات
وصيت على الجبل الشموخ أشعّةمسحورة كطفولة القبلات
فكأنّما الجبل المعمّم بالسنىملك يهزّ الفجر كالرايات
رفع الجبين إلى العلا فتقبّلتفي رأسه الأضواء كالموجات
و تسلّق الأفق البعيد شموخهفترى عمامته من الهالات
و تلألأت فوق السفوح مباسمورديّة الأنفاس و البسمات
وانصبّ تيّار الشروق كأنّهشعل النبوّة في أكفّ هداه
و غزا الدروب فأجفلت قطّاعهاووجوههم تحمرّ بالصفعات
و تصايحت تلك العصابة ما أرى ؟هذي الجهات المشرقات عداتي
أين المفرّ ؟ و أين أطلب مهربا ؟و النور يسطع من جميع جهاتي
كيف القرار ؟ و ليس لي كهف و لادرب فيا لي ! ! يا لسوء مماتي !
و أفاق أهل الكوخ حين ثقوبهتومي إلى الأبصار بالومضات
فدنا ثلاثتهم يرون جريحهمفإذا الفتى في سكرة الفرحات
نفض النعاس وشدّ فيه جراحهو استقبل الدنيا بعزم أباه
ورمى إلى كفّ الغلام و أمّهبعض النقود و دعوة البركات
و صبا إلى كفّ الفتاة و قال : يا" نجوى " خذي نخب الزفاف و هاتي
و طوى الجراح وهبّ يقتاد السنىو يبشر الأكواخ بالخيرات
و يقود تاريخا و ينبت خطوةفجرا ينير مسالك القادات

***
فضح الصباح المجرمين فأصبحواأخبار جرم في فم اللّعنات
و تعالت الأكواخ تنظر أهلهايضعون " غار النصر " في الهامات "
لمس الربيع قلوبهم و حقولهمفاخضوضرت بالبشر و الثمرات
و الجوّ يلقي النور في الدنيا : كماتلقي السيول مناكب الربوات
و الزهر في وهن الشباب مفتّحفوق الغصون كأعين الفتيات
و الأفق يورق بالأشعّة و الندىو الأرض تمرح في حليّ نبات

***
و هنا انتهى دور الجرائم و ابتدىدور وريف الظلّ كالجنّات
فتجمّع الإخوان بعد تفرّقوانضمّ شمل الأهل بعد شتات
صرعت أباطيل الدجنّة يقظةأقوى من الإرهاب و القوّات
و الدجل يذهب كالجفاء و لم تدمإلاّ الحقيقة فوق كلّ عتاة

***
إنّ الحياة مآتم تفضي إلىعرس و أفراح إلى حسرات
لكنّها بخريفها و شتائهاو بصيفها .. حكم ودرس عظات
فاختر لسير العمر أيّة غايةإنّ الحقيقة غاية الغايات .
الرجوع الى أعلى الصفحة اذهب الى الأسفل
bassam65
عضو ماسي
bassam65


عدد المساهمات : 3455
نقاط : 20299
تاريخ التسجيل : 11/11/2009
العمر : 59
الموقع : سوريا

الشاعر اليمني عبد الله البردوني - صفحة 4 Empty
مُساهمةموضوع: رد: الشاعر اليمني عبد الله البردوني   الشاعر اليمني عبد الله البردوني - صفحة 4 I_icon_minitimeالخميس يناير 07, 2010 3:04 am

خطرات



قال لي : هل تحسّ حولك رعباو عجاجا كالنار طار وهبّا ؟
فكأنّ النجوم شهقات جرحيجمدت في محاجر الأفق تعبى

***
قلت : إنّ الطريق شبّ عراكاآدميّا في أجيف الغنم ... شبّا
فكأنّي أشتمّ في كلّ شبرميته تستثير كلبا ... و كلبا
أقوياء تفنى الضّعاف و تدعوخسّة الغالبين نصرا و كسبا

***
قال : إنّا نبكي الضعيف صريعاو نهني القويّ رغبا ورهبا
زعم المرء أنّه علّة الدنيافأشقى ما هبّ فيها و دبّا
واستباح ابنه و أردى أخاهو تولّى تراث قتلاه غصبا
فكأنّ الثرى رفات ضحايازوّرتها السنون طينا و عشبا

***
قلت : لا توقظ " المعرّي " فيلقى" أمّ دفر " أغوى خداعا و أصبى
ويرانا أخسّ من أن يثير الهجوأو نستحقّ نقدا و سبّا
لا تذكّر " أبا العلا " إنّ جيل اليوم أضرى من جيل أمس و أغبى

***
و هنا قال صاحبي : لا تعانىفترى ألمع المحاسن ذنبا
يا أخي : و الهوى يصمّ و يعمىكيف ترضى الهوى دليلا وركبا ؟
فتأمّل تجد صراعا … كريماو صراعا جمّ النذالات خبّا
و قتيلا يغفو و يسهر ثاراو شهيدا يندى سلاما و حبّا
و دما في الثرى تجمّد جمراو دما في السماء أرقّ شهبا
و نفاحا أخزى هجوما و ترباسمّدته الدماء فاخضرّ خصبا

***
و ذكرنا أنّا نسير و أغفىجهدنا و الطريق ما زال صعبا
دربنا كلّه عجاج و ريحكفّنت جوّه رمادا و حصبا
و ظلام تألّه الشرّ فيهو تمطّى شيطانه فتنبّى
و صراع إن أطفأ الضعف حرباشبّ حقد الرماد حربا فحربا

***
كيف نسري ؟ وراءنا عاصف يطـغى ؛ وقدّامنا أعاصير نكبا
يتلهّى بخطونا عبث الريحين ،دفعا إلى الأمام وجذبا
قلت : ليت الممات ينهي خطاناقال : ما كلّ من دعى الموت لبّى
يا رفيقي : ألموت شرّ ... و أدهىمنه ... و أنّا نريده و هو يأبى

***
قال لي : لا تقف : تقوّ بزنديفمضينا نشدّ بالجنب جنبا
واتحدنا جنبا كأنّا اختلطناو جمعنا القلبين في الجنب قلبا
فاهتدى سيرنا كأنّا فرشنالخطانا مباسم الفجر دربا
وانتشى جوّنا انتشاء النّدامىو أدار النجوم أكواب صهبا
يشعل الحبّ من دجى الأفق فجرايسفح العطر في طريق الأحبّا

***
و نظرنا في الأفق وهو بقايامن ظلام محمرّة الوجه غضبى
و خيال السّنى يجرّب عينيهفيطوي هدبا و يفتح هدبا
و سألنا : فيم التعادي ؟ و فيمانخضب اللّيل بالجراحات خضبا ؟
و لماذا نجني المنايا ... بأيدينا ؛و نرمي الحياة في الترب تربا ؟
و الروى أخوة ففيم التعادي ؟و هو أخزى بدءا و أشأم عقبى ؟
أمّنا الأرض " يسعد الأمّ " أنتلقى بنيها صبّا يعانق صبّا
الرجوع الى أعلى الصفحة اذهب الى الأسفل
bassam65
عضو ماسي
bassam65


عدد المساهمات : 3455
نقاط : 20299
تاريخ التسجيل : 11/11/2009
العمر : 59
الموقع : سوريا

الشاعر اليمني عبد الله البردوني - صفحة 4 Empty
مُساهمةموضوع: رد: الشاعر اليمني عبد الله البردوني   الشاعر اليمني عبد الله البردوني - صفحة 4 I_icon_minitimeالخميس يناير 07, 2010 3:05 am

مروءات العدو



يخوّفني بالنهب و القتل ناقمعليّ و هل لي ما أخاف عليه ؟
إذا رام نهبي لم يجد ما يرومهو إن رام موتي فالمصير إليه
إذا سلّ روحي سلّني من يد الشقاو خلّصني من شرّه بيديه
و أطلقني من سجن عمري فقاتليعدوّ ، مروءات الصديق لديه
الرجوع الى أعلى الصفحة اذهب الى الأسفل
bassam65
عضو ماسي
bassam65


عدد المساهمات : 3455
نقاط : 20299
تاريخ التسجيل : 11/11/2009
العمر : 59
الموقع : سوريا

الشاعر اليمني عبد الله البردوني - صفحة 4 Empty
مُساهمةموضوع: رد: الشاعر اليمني عبد الله البردوني   الشاعر اليمني عبد الله البردوني - صفحة 4 I_icon_minitimeالخميس يناير 07, 2010 3:08 am

مصرع طفل



كيف انتهى من قبل أن يبتديهل تنطفي الروح و لم توقد ؟
و كيف أنهى السير من لم يرحفي دربه المجهول أو يغتدي ؟
وافى من الديجور يحبو إلىكهف السكون النازح الأسود
ألقى به المهد إلى قبرهلم يقترب منه و لم يبعد

***
ما باله خفّ إلى موته ؟هل كان و الموت على موعد ؟
ما أقصر الشوط و أدنى المدىما بين عهد اللّحد و المولد !
يا من رأى الطفل يعاني الردىو يرفع الكفّ كمن يجتدي !
كأنّه في خوفه ... يحتميبكفّه من صوله المعتدي !
و كلّما انهال عليه انطوىيلوذ بالثوب ... و بالمرقد
و تارة يرنو إلى أمّهو تارة يلقي يدا في يد
و مرّة يرجو أبا مشفقاو مرّة يرنو إلى العوّد

***
يهوى أبوه لو يذود القضاعنه و تهوى الأمّ لو تفتدي
يا من شهدت الطفل في موتهألم تمت من روعة المشهد ؟ !

***
ياصائد العصفور رفقا بهفلم يخض جوا و لم يصعد
أتى يغنّي الروض لكنّهلم ينشق الروض و لم ينشد
طفل كعصفور الروابي طوىردا الصبا من قبل أن يرتدي
أهلّ في بدء الصبا فانطفىلم يهد حيران و لم يهتد
و نام في حضن الهنا مبعداعن الأعادي و عن الحسّد
عن ضجّة الدنيا و أشرارهاو عن غبار العالم المفسد
تدافع الطفل إلى قبرهفنام تحت الصمت كالجلند
ما أسعد الطفل و أهنى الكرىعلى سكون المرقد المفرد !

***
هنا ثوى الطفل و أبقى أبايبكي و أمّا في البكا السرمدي
تقول في أسرارها أمّه :لو عاش سلوى اليوم ، ذخر الغد !
لو عاش لي يا ربّ ، لو لم يمتأو ليته يا ربّ ، لم يوجد

***
هل خاف هذا الطفل جهد السرىفاختزل الدرب و لم يجهد ؟
ما باله جفّ وريّ الصباحوليه و العيش الظليل الندي ؟ !
مضى كطيف الفجر لم يقتطفمن عمره غير الصبا الأرغد
لم يطعم الدنيا و لم يدر مافي سوقها من جيّد أو ردي
حبّا من المهد إلى لحدهلم يشقّ في الدنيا و لم يسعد
فهاك يا " عبد العزيز " الرثاشعرا حزين الشدو و المنشد
يبكي كما تبكي و في شجوهتعزيه عن طفلك الأوحد .
الرجوع الى أعلى الصفحة اذهب الى الأسفل
bassam65
عضو ماسي
bassam65


عدد المساهمات : 3455
نقاط : 20299
تاريخ التسجيل : 11/11/2009
العمر : 59
الموقع : سوريا

الشاعر اليمني عبد الله البردوني - صفحة 4 Empty
مُساهمةموضوع: رد: الشاعر اليمني عبد الله البردوني   الشاعر اليمني عبد الله البردوني - صفحة 4 I_icon_minitimeالخميس يناير 07, 2010 3:09 am

بعد الضياع



إلى من أسير ؟ أهاض المسيرقواي و أدمى جناحي الكسير
ةو كيف المسير و دربي طويلطويل وجهدي قصير قصير ؟ !
فكنت كفرخ أضاع الجناحو تدعوه أشواقه أن يطير
و لي أمنيات كزهر القبوريموت و يرعشه الزمهرير
أجرّ خطاي فأخشى العثارو تجتاحني رغبة كالسعير
فحينا أهبّ كطفل لعوبو حينا أدبّ كشيخ حسير
و آونة أرتمي في الجراحكما يرتمي في القيود الأسير
و تدفعني وحشة الذكرياتو تثني خطاي طيوف المصير

***
أمامي غيوب و سرّ رهيبو خلفي عذاب و ماض مرير
إلى أين أمضي و هل أنثني ؟أمامي خطير و خلفي خطير
هنا هزّني من وراء المنىنداء كضحك الصبيّ الغرير
كخفق الأماني كنجوى غديرشذى الصدى زنبقيّ الخرير
فجئت إليك كمن يلتجيإلى واجه من جحيم الهجير
ورفّ عليّ هواك الحنونرفيف الربيع الشذيّ الخضير
فلا تسألي من هداني إليك ؟هداني إليك صباك النضير
أتخفين عنّي و حولي شذاكيوشّي الدروب و يغشى الأثير
فأقبلت في الطيب أمشي إليكعلى ألف أغنية من عبير
و لمّا التقينا احتضنّا الهوىكما يحضن الفجر صدر الغدير
و غنّاك حبّي فلاقى لديكصدى ناعما مترفا كالحرير
و ناديت فيك هوى أوّلاو ناديت فيّ الحبيب الأخير

***
و سرنا جميعا يدا في يدنغنّي كثيرا و نبكي كثير
و طاب لنا منزل واحدصغير كعشّ الهزار الصغير
و لم تسأليني : أعندي سرير ؟لأنّ المحبّة أحنى سرير
و هل لي سرير أنا شاعرشعوري غنيّ وجيبي فقير ؟
و حسبي أنا من عطايا الوجودشعور غنيّ و فكر منير
إذا كان همّي شراب وقوتفما الفرق بيني و بين الحمير
خلقت حنونا لكلّ الأنامبأرجاء قلبي قرار قرير
أعزّي الفقير و أرثي الغنيّعلى عجزه و أهنّي القدير
أعزّي الجميع و أهوى الجميعو محتقر الناس أدنى حقير
و أستلهم الدمع و الأغنياتو نوح النعيّ و صوت البشير

***
أنا شاعر يا " ابن العمّ " ليمن الحبّ نبع شهيّ غزير
و شعر رقيق كحلم الصباحعلى مقل الياسمين المطير
فحسبي و حسبك ديوان شعرو بيت صغير و حبّ كبير
وكأس من الشوق و الذكرياتو أغنية من شذاك المثير
إذا قرّت النفس لذّ المقامو ساوى التراب الفراش الوثير
فقد يتعس الجدب كوخ المقلو تشقي الرفاهة قصر الأمير
يضيق الفقير و يشقى الغنيّفلا ذاك بدع و لا ذا نكير
فذا يشتهي لم يجد بلغةو هذا يعاف الغذاء الوفير
و يخفي وراء الطلاء الأنيقصدوع الحنايا و خزي الضمير
فومض السعادة من حولهكومض الأشعّة حول الضرير
فكم مترف مبتلى بالألوفو كم كادح هانيء باليسير

***
لنا يا " ابنه العمّ " من حبّناحنان يغنّي و عيش غضير
و فنّ يضمّ هوانا ... كمايضمّ السميرة أشهى سمير
و يحتضن الحبّ و الأمنياتكما تحضن الكأس كفّ المدير
إليك انتهت رحلتي في الضياع فأنسيتني هولها المستطير
فلقياك كالظلّ بعد الهجيرو كالنصر بعد الجهاد العسير
الرجوع الى أعلى الصفحة اذهب الى الأسفل
bassam65
عضو ماسي
bassam65


عدد المساهمات : 3455
نقاط : 20299
تاريخ التسجيل : 11/11/2009
العمر : 59
الموقع : سوريا

الشاعر اليمني عبد الله البردوني - صفحة 4 Empty
مُساهمةموضوع: رد: الشاعر اليمني عبد الله البردوني   الشاعر اليمني عبد الله البردوني - صفحة 4 I_icon_minitimeالخميس يناير 07, 2010 3:13 am

يوم المعاد



يا أخي يا ابن الفدى فيما التماديو فلسطين تنادي و تنادي ؟
ضجّت المعركة الحمرا … فقم:نلتهب ..ز فالنور من نار الجهاد
و دعا داعي الفدى فلنحترقفي الوغى ، أو يحترق فيها الأعادي

***
يا أخي يا ابن فلسطين التيلم تزل تدعوك من خلف الحداد
عد إليها , لا تقل : لم تقتربيوم عودي قل : أنا " يوم المعاد "
عد و نصر العرب يحدوك و قل :هذه قافلتي و النصر حادي
عد إليها رافع الرأس و قل :هذه داري ، هنا مائي وزادي
و هنا كرمي ، هنا مزرعتيو هنا آثار زرعي و حصادي
و هنا ناغيت أمّي و أبيو هنا أشعلت بالنور اعتقادي
هذه مدفأتي أعرفهالم تزل فيها بقايا من رماد
و هنا مهدي ، هنا قبر أبيوهنا حقلي و ميدان جيادي
هذه أرضي لها تضحيتيو غرامي و لها وهج اتّقادي
ها هنا كنت أماشي إخوتيو أحيّي ها هن أهل ودادي
هذه الأرض درجنا فوقهاو تحدّينا بها أعدى العوادي
و غرسناها سلاحا و فدىو نصبنا عزمنا في كلّ وادي
و كتبنا بالدّما تاريخناودما قوم الهدى أسنى مداد
هكذا قل : يا ابن " عكّا " ثمّ قل :ها هنا ميدان ثاري و جلادي
يا أخي يا ابن فلسطين انطلقعاصفا وارم العدى خلف البعاد
سر بنا نسحق بأرضي عصبةفرّقت بين بلادي و بلادي
قل : " لحيفا " استقبلي عودتناوابشري ها نحن في درب المعاد
و اخبري كيف تشهّتنا الربىأفصحي كم سألت عنّا النوادي !
قل : لإسرائيل يا حلم الكرىزعزعت عودتنا حلم الرقاد
خاب " بلفور " و خابت يدهخيبة التجّار في سوق الكساد
لم يسع ، لا لم يسع شعب أناقلبه و هو فؤاد في فؤادي
قل : " بلفور " تلاقت في الفدىأمّة العرب و هبّت للتفادي

***
وحّد الدرب خطانا و التقتأمّتي في وحدة أو في اتّحاد
عندما قلنا : اتّحدنا في الهوىقالت الدنيا لنا : هاكم قيادي
و مضينا أمّة تزجي الهدىأينما سارت و تهدجي كلّ عادي .
الرجوع الى أعلى الصفحة اذهب الى الأسفل
bassam65
عضو ماسي
bassam65


عدد المساهمات : 3455
نقاط : 20299
تاريخ التسجيل : 11/11/2009
العمر : 59
الموقع : سوريا

الشاعر اليمني عبد الله البردوني - صفحة 4 Empty
مُساهمةموضوع: رد: الشاعر اليمني عبد الله البردوني   الشاعر اليمني عبد الله البردوني - صفحة 4 I_icon_minitimeالخميس يناير 07, 2010 3:14 am

المنتحر



لفظ الروح فاطمأنّت ضلوعهوانطفى شوقه و نام ولوعه
وقع المتعب الكئيب على الموتفماذا جرى وكيف وقوعه ؟
جفّت الكأس في يديه و أشتىفيه وادي المنى و مات ربيعه
حار في الموت و الحياة ... كراعضاع تحت الدجى و ضاع قطيعه
كلّما ساءل الدجى أين يمضيلجّ في الصمت واستفاض خشوعه
وانحنى كالعجوز وانساق كالمخـمور و امتدّ في السكون هزيعه

***
لا تسل ذلك الفتى : كيف صاحالجرح فيه ؟ و كيف صمّ سميعه
كيف أسرار قلبه أيّ سرّكان يطوي و أيّ سرّ يذيعه ؟
همّ بالموت و الظنون توارىحوله الخوف تارة و تشيعه
و تلكّا فدار في ذهنه " سقراط "هذا اسمه و هذا لموعه
ذلك الفيلسوف لم يدر هل أحأسن صنعا أم كيف ساء صنيعه ؟ !
جرعة الكأس أنهت العمر فيهفانتهى أصل شرّه و فروعه
و تلكّا الفتى و حار ، أيشريمن يد الموت عمره أم يبيعه ؟
أومأت كفّه إلى خنجر الموتو أومى إلى الحياة نزوعه

***
ليس يدري أيّ الأمرّين أحلىسعيه نحو حتفه أم رجوعه ؟
طاوع الخنجر الأصمّ يديهحين كادت يمينه لا تطيعه
و توارى في صدره خنجر الموتفضجّ الحشا وفارت صدوعه
و التوى حوله الردى كالأفاعيوتلوّى كالأفعوان صريعه
و تراخت على الفراش يداهثمّ أغفى و في يديه نجيعه

***
متعب طال عمره و شقاهو تمادت جراحة و دموعه
طالما شبّ من دماه شموعاللهوى فانطفى الهوى و شموعه
حين لم يستطع بلوغ مناهمات : و الموت كلّ ما يستطيعه
وانطوى عمره الطويل فألقىقيده و انتهى شقاه و جوعه
وانزوى حيث لا يحسّ صديقايجتبيه و لا عدوّا يروعه

***
نول المضجع الأخير فلانتقسوة الشرب و استراح ضجيعه
أسكت القبر فيه كلّ ضجيجواحتواه سكونه و هجوعه
إنّما القبر مضجع يستويالعالم فيه رفيعه ووضيعه
نافقت بيننا الحياة فهذاحلّ كوخا و ذاك طالت ربوعه
يا ظالم الحياة ما أعدل القبرتساوى فيه الوجود جميعه !

***
لا تلم ذلك الفتى حين أردىنفسه فالشقا الطويل شفيعه
و انتحار المضيم أخصر للضيّمو أجدى من أن يطول خضوعه
مزّق العمر ضيّعه العمرو حمق حفظ الفتى ما يضيعه
كم شوت روحه الضلوع ويومالفظ الروح فاطمأنّت ضلوعه
الرجوع الى أعلى الصفحة اذهب الى الأسفل
bassam65
عضو ماسي
bassam65


عدد المساهمات : 3455
نقاط : 20299
تاريخ التسجيل : 11/11/2009
العمر : 59
الموقع : سوريا

الشاعر اليمني عبد الله البردوني - صفحة 4 Empty
مُساهمةموضوع: رد: الشاعر اليمني عبد الله البردوني   الشاعر اليمني عبد الله البردوني - صفحة 4 I_icon_minitimeالخميس يناير 07, 2010 3:15 am

بين ذهاب و معاد



تلفّتت كالسارق الخائفإلى العشيق اللّاهث الراجف
مذعورة ترتاع من خطوهامن الخيال الكاذب الطائف
شرشفها المذعور كالغصن فيجوّ الخريف الأصفر العاصف
تمشي و يمشي إثرها و الدجىحوليهما كالراهب العاكف
وانطلقت وانقضّ في إثرهاكالبرق في إيماضه الخاطف

***
حتّى احتوى شخصيهما مخدعغضّ كأفراح الصبا الوارف
فاللّيل رقص عابث كالصباو معزف يشدو بلا عازف
ولاح وهمان لعينيهماكواقف ريصغي إلى واقف
فقنّعت وجهيهما صفرةكذكريات المذنب الآسف
و أعتم الجوّ فلم يخشياعلى ستار الحبّ من كاشف
و أنصت اللّيل ولم يستمعإلاّ شكاوى عمره التالف
كأنّه شيخ على وجههمقبرة من عهده السالف
شيخ له وجه كدجل الرؤىولحية تدعو يد الناتف
أصغى فلم يسمع سوى غيمةو ثرثرات المطر الواكف
و خطو فلّاح هناك انحنىيمحو بقايا العرق النازف

***
هنا اطمأنّت واطمأنّ الفتىإلى اللّقاء الصاخب القاصف
و حدّقت في مجه محبوبهاتحديقة الظامي إلى الغارف
ووسوست ما سرّ إطراقهو ما ورا إطراقه العارف ؟ !
هل أذهلته فتنتي أم أناأسعى وراء الموعد الآزف ؟
هل أجتديه ؟ آه أم ألتجيإلى سلاحي المدمع الذارف ؟ !
أم لا ينمّ الوجه عن قلبه ؟أم حبّه كالدرهم الزائف ؟
لا : لم يكن : إنّي أرى قلبهفي عينه كالشّره الواجف
عيناه في عينيّ لكن متىيدني فمي من فمه الراشف ؟
و أومأت في ثغرها بسمةإيماءة الزهر إلى القاطف
فضجّ في أحشاءه موكبمن الحنين الدافق الجارف
فضمّها حتّى ارتمت و ارتمىعلى السرير الناعم العاطفي
فضمّ سكّيرا و سكّيرهو شدّ مشغوفا إلى شاغف

***
و عاد و الفجر وراء الدجىلمح كهجس الخاطر الكاسف
و فجأة أومت بنان السنىأيماءة الحسن ؟إلى الواصف
و أقبل الفجر و في جيدهقلادة من جرحه الراعف
فالدرب في إشراقه جدولمزغرد في جدول هاتف
و كبرياء البعث أهزوجةعلى شفاه الموكب الزاحف
الرجوع الى أعلى الصفحة اذهب الى الأسفل
bassam65
عضو ماسي
bassam65


عدد المساهمات : 3455
نقاط : 20299
تاريخ التسجيل : 11/11/2009
العمر : 59
الموقع : سوريا

الشاعر اليمني عبد الله البردوني - صفحة 4 Empty
مُساهمةموضوع: رد: الشاعر اليمني عبد الله البردوني   الشاعر اليمني عبد الله البردوني - صفحة 4 I_icon_minitimeالخميس يناير 07, 2010 3:16 am

بشرى النبوءة



بشرى من الغيب ألقت في فم الغاروحيا و أفضت إلى الدنيا بأسرار
بشرى النبوّة طافت كالشذى سحراو أعلنت في الربى ميلاد أنوار
و شقّت الصمت و الأنسام تحملهاتحت السكينه من دار إلى دار
و هدهدت " مكّة " الوسنى أناملهاو هزّت الفجر إيذانا بإسفار

***
فأقبل الفجر من خلف التلال و فيعينيه أسرار عشاق و سمار
كأنّ فيض السنى في كلّ رابيةموج و في كلّ سفح جدول جاري
تدافع الفجر في الدنيا يزفّ إلىتاريخها فجر أجيال و أدهار
واستقبلت طفلا في تبسّمهآيات بشرى و إيماءات إنذار
و شبّ طفل الهدى المنشود متّزرابالحقّ متّشحا بالنور و النار
في كفّه شعلة تهدي و في فمهبشرى و في عينه إصرار أقدار
و في ملامحه وعد و في دمهبطولة تتحدّى كلّ جبّار

***
و فاض بالنور فاغتم الطغاة بهو اللّصّ يخشى سطوع الكوكب الساري
و الوعي كالنور يخزي الظالمين كمايخزي لصوص الدجى إشراق أقمار
نادى الرسول نداء العدل فاحتشدتكتائب الجور تنضي كلّ بتّار
كأنّها خلفه نار مجنّحةتعدو قدّامه أفواج إعصار
فضجّ بالحقّ و الدنيا بما رحبتتهوي عليه بأشداق و أظفار
و سار و الدرب أحقاد مسلّخةكأنّ في كلّ شبر ضيغما ضاري
وهبّ في دربه المرسوم مندفعاكالدهر يقذف أخطار بأخطار

***
فأدبر الظلم يلقي ها هنا أجلاو ها هنا يتلقّى كفّ ... حفّار
و الظلم مهما احتمت بالبطش عصبتهفلم تطق وقفة في وجه تيّار
رأى اليتيم أبو الأيتام غايتهقصوى فشقّ إليها كلّ مضمار
وامتدّت الملّة السمحا يرفّ علىجبينها تاج إعظام و إكبار

***
مضى إلى الفتح لا بغيا و لا طمعالكنّ حنانا و تطهيرا لأوزار
فأنزل الجور قبرا وابتنى زمناعدلا ... تدبّره أفكار أحرار

***
يا قاتل الظلم صالت هاهنا و هنافظايع أين منها زندك الواري
أرض الجنوب دياري و هي مهد أبيتئنّ ما بين سفّاح و سمسار
يشدّها قيد سجّان و ينهشهاسوط ... ويحدو خطاها صوت خمّار
تعطي القياد وزيرا و هو متّجربجوعها فهو فيها البايع الشاري
فكيف لانت لجلّاد الحمى " عدن "و كيف ساس حماها غدر فجّار ؟
وقادها وعماء لا يبرّهمفعل و أقوالهم أقوال أبرار
أشباه ناس و خيرات البلاد لهميا للرجال و شعب جائع عاري
أشباه ناس دنانير البلاد لهمووزنهم لا يساوي ربع دينار
و لا يصونون عند الغدر أنفسهمفهل يصونون عهد الصحب و الجار
ترى شخوصهم رسميّة و ترىأطماعهم في الحمى أطماع تجّار

***
أكاد أسخر منهم ثمّ تضحكنيدعواهم أنّهم أصحاب أفكار
يبنون بالظلم دورا كي نمجّدهمو مجدهم رجس أخشاب و أحجار
لا تخبر الشعب عنهم إنّ أعينهترى فظائعهم من خلف أستار
الآكلون جراح الشعب تخبرناثيابهم أنّهم آلات أشرار
ثيابهم رشوة تنبي مظاهرهابأنّها دمع أكباد و أـبصار
يشرون بالذلّ ألقابا تستّرهملكنّهم يسترون العار بالعار
تحسّهم في يد المستعمرين كماتحسّ مسبحة في كفّ سحّار

***
ويل وويل لأعداء البلاد إذاضجّ السكون وهبّت غضبة الثار !
فليغنم الجور إقبال الزمان لهفإنّ إقباله إنذار إدبار

***
و الناس شرّ و أخيار و شرّهممنافق يتزيّا زيّ أخيار
و أضيع الناس شعب بات يحرسهلصّ تستره أثواب أحبار
في ثغره لغة الحاني بأمّتهو في يديه لها سكّين جزّار !
حقد الشعوب براكين مسمّمةوقودها كلّ خوّان و غدّار
من كلّ محتقر للشعب صورتهرسم الخيانات أو تمثال أقذار
و جثّة شوّش التعطير جيفتهاكأنّها ميته في ثوب عطّار

***
بين الجنوب و بين العابثين بهيوم يحنّ إليه يوم " ذي قار "

***
يا خاتم الرسل هذا يومك انبعثتذكراه كالفجر في أحضان أنهار
يا صاحب المبدأ الأعلى ، و هل حملترسالة الحقّ إلاّ روح مختار ؟
أعلى المباديء ما صاغت لحاملهامن الهدى و الضحايا نصب تذكار
فكيف نذكر أشخاصا مبادئهممباديء الذئب في إقدامه الضاري ؟ !
يبدون للشعب أحبابا و بينهمو الشعب ما بين طبع الهرّ و الفار
مالي أغنّيك يا " طه " و في نغميدمع و في خاطري أحقاد ثوّار ؟
تململت كبرياء الجرح فانتزفتحقدي على الجور من أغوار أغواري

***
يا " أحمد النور " عفوا إن ثأرت ففيصدري جحيم تشظّت بين أشعاري
" طه " إذا ثار إنشادي فإنّ أبي" حسّان " أخباره في الشعر أخباري
أنا ابن أنصارك الغرّ الألى قذفواجيش الطغاة بجيش منك جرّار
تظافرت في الفدى حوليك أنفسهمكأنّهنّ قلاع خلف أسوار
نحن اليمانين يا " طه " تطير بناإلى روابي العلا أرواح أنصار
إذا تذكّرت " عمّارا " و مبدأهفافخر بنا : إنّنا أحفاد " عمّار "
" طه " إليك صلاة الشعر ترفعهاروحي و تعزفها أوتار قيثار
الرجوع الى أعلى الصفحة اذهب الى الأسفل
bassam65
عضو ماسي
bassam65


عدد المساهمات : 3455
نقاط : 20299
تاريخ التسجيل : 11/11/2009
العمر : 59
الموقع : سوريا

الشاعر اليمني عبد الله البردوني - صفحة 4 Empty
مُساهمةموضوع: رد: الشاعر اليمني عبد الله البردوني   الشاعر اليمني عبد الله البردوني - صفحة 4 I_icon_minitimeالخميس يناير 07, 2010 3:17 am

مغني الهوى



لا تسخري يا أخت بالشاعرتكفيه بلوى دهره الساخر
رفقا بغرّيد الهوى إنّهينوح نوح الطائر .. الحائر
يبكي بترديد الأغاني و ماللحنه و الحبّ ... من آخر
فلا تضيقي بمغنّي الهوىو هل يضيق الروض بالطائر ؟
تذكّري خلف النوى عاشقايلقاك في وجدانه الذاكر
أومى إلى كفّ الهوى قلبهإيماءه العنقود للعاصر
محرّق الأنفاس تسري بهظنونه حول الدجى اعابر

***
و اللّيل وادي الحبّ تنثال منسكونه الذكرى على الساهر
و تلتقي الأشجان في جوّهمواكبا في موكب سادر
تمرّ بالأشواق أطيافهكما تمرّ الغيد ... بالعاهر
و تستثير النائمين الرؤىو تضحك الأوهام للسامر
كم شاق هذا اللّيل خلّا إلىخلّ و مطواعا إلى نافر
و جالت الأحلام فيه كمايجول سرّ الحبّ في الخاطر
و ضمّ مشتاق مشوقا بهو حنّ ملهوف إلى زائر

***
سل الدجى عن طيف " ليلى " و كمحيّاه " مجنون بني عامر "
و سله عن أخبار أهل الهوىمن أبعد الماضي إلى الحاضر
فإنّه رحّالة الدهر ... كمسرى الهوى في ركبه السائر
مسافر بسري و يطوي السرىعلى جناح الفلك الدائر
رحّالة الأزمان يزجي إلىمستقبل الدهر صدى الغابر

***
كم في حنايا اللّيل سرّ و ماأكتمه للسرّ ... و الظاهر !
ينساق في الصمت و في صمتهحنين مهجور إلى هاجر
وشوق مفتون إلى فتنهووجد مسحور إلى ساحر
وحقد مظلوم على ظالموضغن مأسور على آسر

***
يا أخت : هل ألقى إليك الدجىأشواق قلب بالشّقا زاخر ؟
يستولد الأمال لكن كمايستولد العنّين من عاقر

***
يا ربّة الحسن هنا نغرميصغي لنجوى طيفك العاطر
معذّب تاريخه قصّةحيرى كقلب التاجر الخاسر
رقّي عليه إنّه كلّهقلب شجيّ الشعر و الشاعر
الرجوع الى أعلى الصفحة اذهب الى الأسفل
bassam65
عضو ماسي
bassam65


عدد المساهمات : 3455
نقاط : 20299
تاريخ التسجيل : 11/11/2009
العمر : 59
الموقع : سوريا

الشاعر اليمني عبد الله البردوني - صفحة 4 Empty
مُساهمةموضوع: رد: الشاعر اليمني عبد الله البردوني   الشاعر اليمني عبد الله البردوني - صفحة 4 I_icon_minitimeالخميس يناير 07, 2010 3:18 am

شاعر الكأس و الرشيد



لو تسامت عقولنا عن هوانالهدينا و قدنا الزمانا
و لسرنا و خطونا يلد الفجرالمغنّي ... و ينبت الريحانا
لو تلظّت قلوبنا بسنى الحبّلما عانت العيون الدخانا
لو كبحنا غرورنا لملأنامن عطايا الوجود وسع منانا
فعطايا الحياة أوسع منآمال أبنائها و أسخى حنانا
لو ملكنا الهدى لمل سلّ كفّخنجرا راعفا و أدمى سنانا
كيف يستلّ روح بعضألنحيى مآتما واضطغانا ؟
و نسمّي لصّ الحياة شجاعاو نسمّي عفّ اليدين جبانا

***
نحن غرس الإله يحصده اللهلماذا تعيث فيه ... يدانا ؟
ما لنا نسبق الحمام إليناو هو أمضى يدا و أحنى بنانا ؟
و نخاف العدى وحين نعاديهل درينا أنّا خلقنا عدانا ؟
لو نفضنا شرورنا لرأيناأوجه الخير في الضّياء عيانا
نحن نبدي عيوبنا حين نرميبالخطايا فلانة أو فلانا
نحن لو لم نكن أصول الخطاياما رأينا ظلالها في سوانا
كم سألنا التفتيش عن جبفة الأثـم و سرنا و الإثم يحدو خطانا !
و هتكنا مخابيء الإثم في الحيّو عدنا نفتّش الأكفانا

***
لا تنم : يا " أبا نواس " أماكنت أثيما في لهوة ... يتفانى ؟
أوما كنت أظرف الناس في القصـف و أعلى . الغواة فنّا و شانا ؟
فهتكنا عنك الستار كأنّ لميخطر الإثم بيننا عريانا
هل تخوّفت غضبة السوط في الدنـيا و هل ذقت في القبور الأمانا ؟
لست أدري . ماذا لقيت ، لماذاغبت في الصمت لم تحرّك لسانا ؟
إن تمت هيكلا فقد عشت أفـكارا و أورقت في الشفاه بيانا
أين منك الردى ؟ و أقوى من الأحـياء ميت يسهد .. الأذهانا
عشت عصرا و لم يزل كلّ عصريتساقى فجورك الفنّانا
تلك ألحانك الظوامي كؤوستتغنّى فتكسر الندمانا
لكأنّي ألقاك في لحنك الظمآنروحا ملحّنا ... و كيانا
و ذهول الإلهام يرعش عينيككما ترعش الصبا الأقحوانا
و أحسّ " الرشيد " ينزل دنياهكما ينزل الصباح الجنانا
و تغنّيه و هو ينتزف الكأسو يسقي المدلّلات الحسانا
و الندامى الصباح بين يديهو كؤوس تنأى و أخرى تدانى
و المليحات مهرجان من الحسنيغنّي من الهوى مهرجان
و هو يلهو لهو الشجيّ و يمضيفي جنون الهوى يعرّي القيانا
فترى في النديّ ألف ربيعينثر العطر و السنى ألوانا
و صباحا من الحسان العرايامغرما يعزف الهوى ألحانا
و خصورا تميد بين زنودبضّة الخصورر اللّدانا
و صدورا نهدى تضمّ صدوراواحتضانا غضّا يلفّ احتضانا
و الجمال العريان يطغي المحبّينو يهوى الجنون و الطغيانا

***
ما ترى يا " أبا نوّاس " ؟ ترىالأكواب ملأى و تحتسي الحرمانا
تتشهّى مدامة … لم تجدهافتغنّي خيالها الفتّانا
لو وجدت الرحيق ما ذبت شجواو تحرّقت في المنى أشجانا
شاعر الحبّ يهجره المحـبوب يفتنّ في الحنين افتنانا
عشت تبكي على المدام وتذروفي هوى الكأس دمعك الهتّنا
و تنادي الهناء في كلّ وهمو تهنّي البساط و الصولجانا

***
بدعة الذلّ أن تحنّ و تبكيو تغنّي " الرشيد " و " و الخيزرانا "
ملك يرضع الدنان كما يهوىو أنت الذي تغنّي الدنانا
و " الأمين " النديم يمنعك الخمرو يحسو و تنحني ظمآنا
و هو في القصر يحتسي عرق الشعبو يروي القيان و الغلمانا
يملأ من دموع اليتامىو يغنّي على نشيج الحزانى
و يرى أنّه أمين على الدينو إن ضيّع الرشاد و خانا
كيف دين الإله ظلوميتحدّى الإله و الإنسانا ؟
يدّعي عصمة الملائكة الطهرو يأتي ما يخجل الشّيطانا

***
هكذا يا " أبا نواس " تلوّىحولك الشعب في الجراح وهانا
كيف مرّغت وجهك الحرّ في الذّلّو أسلست للطغاة العنانا ؟
و تغنّيت " للأمين " فأصغىو تراخى في غيّه و توانى
و تخيّرت " للرشيد " بحوراقلّدت جيده الغلظ جمانا
و هززت " الخصيب " فاهتزّ جنـباه و ذوّبت مقلتيك فلانا
و تباكيت بين كفّيه كالطفلفيا للشموخ كيف استكانا ؟ !

***
كيف ألقاك يا أخا الكأس فيالمدح ذليلا و مطرقا خجلانا ؟
تسأل الصمت كيف حلّت قوافيك من الذلّ و لانفاق مكانا ؟
أفترضى للفنّ أخزى مكان ؟إنّ للفنّ حرمة وصيانا
و ألاقيك في ترنّمك الخمريربيعا مرنّما ... جذلانا
تعزف العطر و الفتون المندّىو تهزّ الشباب و العنفوانا

***
لا تقل لي : كيف القينا ؟ و قل لي :بارك الفنّ و الخيال لقانا !
شاعر الكأس قرّب الطيف عهدينافكيف اتّفاقنا ؟ كيف كانا ؟
بعد العهد بيننا فادّكرناواختصرنا بالذكريات الزمانا
واعتنقنا على النوى و التقينانتشاكى من الأسى ما عنانا
أنا أشقى كما شقيت و لكن :لا تتمتم ... و أيّنا أشقانا ؟
لا تسلني : فمحنتي أن لي في الـيأس أهلا و في الأسى إخوانا
نحن من نحن ؟ مزهران منالشوق كلانا العذاب كلانا
" شاعر الكأس و الرشيد " وداعاوسلاما يشذيك آنا فآنا
الرجوع الى أعلى الصفحة اذهب الى الأسفل
 
الشاعر اليمني عبد الله البردوني
الرجوع الى أعلى الصفحة 
صفحة 4 من اصل 10انتقل الى الصفحة : الصفحة السابقة  1, 2, 3, 4, 5, 6, 7, 8, 9, 10  الصفحة التالية
 مواضيع مماثلة
-
» الشاعر عمر أبو ريشة
» الشاعر عبد العزيز المقالح
» الشاعر حافظ إبراهيم
» الشاعر أمل دنقل
» الشاعر ابراهيم طوقان

صلاحيات هذا المنتدى:لاتستطيع الرد على المواضيع في هذا المنتدى
الكلمـــــة الحـــــرّة :: منتدى الكتب و المخطوطات-
انتقل الى: