| الشاعر إيليا أبو ماضي | |
|
|
|
كاتب الموضوع | رسالة |
---|
bassam65 عضو ماسي
عدد المساهمات : 3455 نقاط : 20326 تاريخ التسجيل : 11/11/2009 العمر : 59 الموقع : سوريا
| موضوع: رد: الشاعر إيليا أبو ماضي الجمعة يناير 15, 2010 3:56 am | |
| مرآة الغرب سلام عليها طفلة و فتيّة | كزهر الربى البسّام باكره القطر | كعاب تلاقى الحسن و الفضل عندها | كما يلتقي في الصفحة السّطر و السطر | لها صولة الأبطال إن حمس الوغى | و فيها حياء البكر عمّا به وزر | و فيها من الشيخ الحكيم وقارة | و فيها من الخود الملاحة و الطهر | ألا إنّ حسنا لا يرافقه النّهى | و إن دام يوما لا يدوم له قدر | .... | هي الروض فيه النبت و الندّ و الندى | و فيه الشوادي المطرباتك و الزهر | هي الشمس تبدو كل يوم جديدة | يروح بها ليل و يأتي بها فجر | لكلّ فتاة خدرها و سوارها | و لكنّ هذي كلّ قلب لها خدر | يريد سناها الطيّ و النشر رونقا | و يخلق حتّى المصحف الطيّ و النشر | أنيس الفتى إن غاب عنه أنيسه | و أنجمه إن غابت الأنجم الزهر | و سفر تلذّ المرء محتوياته | إذا لم يكن في البيت ناس و لا سفر | إذا رضيت فالنور في كلماتها | و إن غضبت فهي الأسنّة و الجمر | و في كلّ حرب يعقد الحقّ فوقها | أكاليل نصر يشتهي مثلها البدر | و لا غرو إن عزّت وهان خصومها | فللحقّ مهما جعجع الباطل ، النصر | فكم مرجف أغراه فيها سكوتها | فلمّا أهابت كاد يقتله الذعر | و كم كاشح غاو أراد بها الأذى | ثنى طرفه عنها و في نفسه الضرّ | لها في ربوع الشرق جيش عرمرم | و أعوانها في الغرب ليس لهم حصر | و لو كان في المرّيخ أرض و أمّة | لكان لها في أرضه عسكر مجر | لتسحب ذيول الفخر تيها فوحدها | يحقّ لها ما بين أترابها الفخر | و لا غرو إن أهدى لها الشعر وحيه | فيا طالما سارت و سار بها الشهر | و لا غرو إن صغنا لها النثر حلية | " ففي عنق الحسناء يستحسن الدرّ " | و إن يكن الأحرار من نصرائها | فكم نصر الأحرار صاحبها الحرّ | أديب عفيف قلبه و يراعه | بغيض إليه الطيش و الفيش و الهجر | ثمان و عشر و هو يخدم قومه | ألا حبّذا تلك الثّمانيّ و العشر | ففي العسر لم يجهر بشكوى لسانه | و في اليسر لم يلعب بأعطافه الكبر | وشرّ المزايا أن يصيبك حادث | و تجهر بالشكوى و في وسعك الصّبر | أهذا كمن يمسي و يضحي معربدا | و قدّمه طبل و من خلفه زمر ؟ | أهذا كمغتاب يروح و يغتدي | و في نطفة شرّ و في صمته شرّ ؟ | أهذا كمفطور على الشرّ و الأذى | أحاديثه نكر و أعماله نكر ؟ | أهذا كأفعى همّها نفث سمّها | و نهش الذي تلقى و لو أنّه صخر | أكمن إلى الوزر عامدا | و يضحك مختالا إذا مسّه الوزر ؟ | أهذا الذي قد حارب المكر جهده | كمن شاب فوداه و ديدنه المكر ؟ | إذا الدهر لم يعرف لكلّ مكانه | إذن قل لأهل الدهر قد فسد الدهر |
| |
|
| |
bassam65 عضو ماسي
عدد المساهمات : 3455 نقاط : 20326 تاريخ التسجيل : 11/11/2009 العمر : 59 الموقع : سوريا
| موضوع: رد: الشاعر إيليا أبو ماضي الجمعة يناير 15, 2010 3:58 am | |
| حديث موجة عندي لكم نبأ عجيب شيّق | سأقصّه و عليكم تفسيره | إنّي رأيت البحر أخرس ساهيا | كالشيخ طال بما مضى تفكيره | فسألت نفسي حائرا متلجلجا | يا ليت شعري أين ضاع هديره ؟ | " بالأمس " قالت موجة ثرثارة | و مضت ، فأكملت الحديث صخوره : | بالأمس مرّ بنا فتى من قومكم | رقّت شمائله ودقّ شعوره | مترنّح من خمرة قدسيّة | فيها الهوى و فتونه و فتوره | مترفّق في مشيه يطأ الثّرى | و كأنّما بين النجوم مسيره | يلهو بأوتار الكمنجة و الدجى | مرخيّة فوق العباب ستوره | يهدي إلى الوطن القديم سلامه | و يناشد الوطن الذي سيزوره | فشجا الخضمّ نشيده و هتافه | فسها ، فضاع هديره وزئيره | أعرفتموه ؟ ... إنّه هذا الفتى | هذا الذي سحر الخضمّ مروره | " داود " و المزمار في نغماته ، | و " الموصليّ " و معبد و سريره | يا ضيفنا / و الأنس أنت رسوله | و بشيره ، و الفنّ أنت أميره | لو شاع في الفردوس أنّك بيننا | لمشت إلينا سافرات حوره | ذهب الربيع و جئتنا فكأنّما | جاء الربيع زهوره و طيوره | ألفن هشّ إليك في أمرائه | و تفتّحت لك دوره و قصوره | إنّ الجواهر بالجواهر أنسها | أمّا التراب فبالتراب حبوره | يا شاعر الألحان إنّي شاعر | أمسي ضئيلا عند نورك نوره | أسمى الكلام الشعر إلاّ أنّه | أسماه ما أعيا الفتى تصويره | و أحبّ أزهار الحدائق وردها | و أحبّ من ورد الرياض عبيره | أنت الفتى لك في النسيم حفيفه | و لك الغدير صفاؤه و خريره | ألقوم صاغية إليك قلوبهم | و اللّيل منصته إليك بدوره | و بهذه الأوتار سحر جائل | متململ كالوحي حان ظهوره | إن كنت لا تهتاجه و تثيره | فمن الذي يهتاجه و يثيره ؟ | دغدغ بريشتك الكمنجة ينطلق | و يدبّ في أرواحنا تأثيره | وامش بنا في كلّ لحن فاتن | كالماء يجري في الغصون طهوره | أدر على الجلّاس أكواب الهوى | في راحتيك سلافه و عصيره | فيخفّ في الرجل الحليم و قاره | و يراجع الشيخ المسنّ غروره | و تنام في صدر الشّجي همومه | و يفيق في قلب الحزين سروره | هذي الجموع الآن شخص واحد | لك حكمة و كما تشاء مصيره | إن شئت طال هتافه و نشيده | أو شئت دام نواحه وزفيره | إنّا و هبناك القلوب و لم نهب | إلّا الذي لك قبلنا تدبيره ! |
| |
|
| |
bassam65 عضو ماسي
عدد المساهمات : 3455 نقاط : 20326 تاريخ التسجيل : 11/11/2009 العمر : 59 الموقع : سوريا
| موضوع: رد: الشاعر إيليا أبو ماضي الجمعة يناير 15, 2010 4:07 am | |
| شاعر الشهور " أيّار " ، يا شاعر الشهور | و بسمة الحبّ في الدهور | و خالق الزهر في الروابي | و خالق العطر في الزهور | و باعث الماء ذا خرير | و موجد السحر في الخرير | و غاسل الأفق و الدراري | و الأرض بالنور و العبير | لقد كسوت الثّرى لباسا | أجمل عندي من الحرير | ما فيك قرّ و لا هجير | ذهبت بالقرّ و الهجير | فلا ثلوج على الروابي | و لا غمام على البدور | أتيت فالكون مهرجان | من اللّذاذات و الحبور | أيقظت في الأنفس الأماني | و الابتسامات في الثغور | و كدت تحيي الموتى البوالي | و تنبت العشب في الصخور | و تجعل الشوك ذا أريج | و تجعل الصخر ذا شعور | فأينما سرت صوت بشرى | و كيفما ملت طيف نور | تشكو إليك الشتاء نفسي | و ما جناه من الشرور | كم لذّع الزّمهرير جلدي | و دبّ حتى إلى ضميري | فلذت بالصوف أتّقيه | فاخترق الصوف كالحرير | و كم ليال جلست وحدي | منقبض الصدر كالأسير | يهتزّ مع أنملي كتابي | و يرجف الحبر في السطور | تعول فيها الرياح حولي | كنائحات على أمير | و الغيث يهمي بلا انقطاع ، | و الرعد مستتبع الزئير | و اللّيل محلولك الحواشي | و صامت البدء و الأخير | و الشهب مرتاعة كطير | مختبئات من الصقور | في غرفتي موقد صغير | لله من موقدي الصغير ! | يكاد ينقدّ جانباه | من شدّة الغيظ لا السعير | لولا لظاه رقصت فيها | بغير دفّ على سريري | و ساعة وجهها صفيق | كأنّه وجه مستعير | أبطأ في السير عقرباها | فأبطأ الوقت في المسير | حتّى كأنّ الزمان أعمى | يمشي على الشوك في الوعور | كنّا طوينا المنى و قلنا : | ما للأماني من نشور | فلو يزور الصدور حلم | عرّج منها على قبور | لقد تولّى الشتاء عنّا | فصفّقي ، يا منى و طيري ! |
| |
|
| |
bassam65 عضو ماسي
عدد المساهمات : 3455 نقاط : 20326 تاريخ التسجيل : 11/11/2009 العمر : 59 الموقع : سوريا
| موضوع: رد: الشاعر إيليا أبو ماضي الجمعة يناير 15, 2010 4:17 am | |
| قتل نفسه تأمّل في أمسه الدابر | فكاد يجنّ من الحاضر | أهاج التذكّر أشجانه | و كم للسعادة من ذاكر . | فتى كان أنعم من جاهل | فأصبح أتعس من شاعر | أضاع الغنى و أضاع الصحاب | و ربّ مريض بلا زائر | و يا طالما أحدقوا بالفتى | كما تحدق الجند بالظافر | فلما انقضى مجده أعرضوا | و ما الناس إلا مع القادر | و ما الناس إلا عبيد القوي | فكن ذاك أو كن بلا شاكر | أشدّ من الدهر مكرا بنوه | فويل لمن ليس بالماكر | فكن بينهم خاتلا غادرا | و لا تشتك الغدر من غادر | تعيس تعانقه النائبات | عناق الحبائل للطائر | كثير الهموم بلا ناصر | كسير الفؤاد بلا جابر | قضى ليله ساهيا ساهرا | إلى كوكب مثله ساهر | يفتّش عن آفل في الثّرى | و ما كان في الأفق بالسافر | و تالله يجدي فتى بائسا | كلام المنجّم و الساحر | و لمّا تولّت دراري السماء | و غاب الهلال عن الناظر | بكى ، ثمّ صاح أحتّى النجوم | تصدّ عن الرجل العاثر ؟ | إلى م أعاند هذا الزمان | عناد السفينة للزاجر | و أدعو و ما ثمّ من سامع ، | و أشكو ، و لكن إلى ساخر | و أرجو الوفاء و تأبى النفوس | و أنّى الولادة للعاقر | سئمت الحياة فليت الحمام | يعيد إلى أصله سائري | فتنطلق النّفس من سجنها | و يسجن تحت الثّرى ظاهري | وزاد سواد الدّجى يأسه | وقد كاد يسفر عن باهر | فشاء التخلّص من دهره | الخؤون ، و من عيشه الحازر | فأغمد في صدره مديه | أشدّ مضاء من الباتر | و كم مثله قد قضى نحبه | شهيد التّأمل في الغابر |
| |
|
| |
bassam65 عضو ماسي
عدد المساهمات : 3455 نقاط : 20326 تاريخ التسجيل : 11/11/2009 العمر : 59 الموقع : سوريا
| موضوع: رد: الشاعر إيليا أبو ماضي الجمعة يناير 15, 2010 4:18 am | |
| بنت الدوالي هات اسقني بالقدح الكبير | صفراء لون الذهب المصهور | كأنّها في كؤوس البلّور | شعلة نار في بقايا نور | * | عجبت للكأس التي تحويها | كيف استقرّت و الحياة فيها | لو لم يدرها بيننا ساقيها | دارت على القوم بلا مدير | * | هات اسقنيها مثل عين الديك | صافية تنهض بالصّعلوك | حتّى يرى التّيه على الملوك | و لا يبالي سطوة الأمير | * | بنت الدّوالي ضرّة الرضاب | أخت التّصافي زوجة السحاب | أنت ، و إن لام الورى شرابي | في الخالدين : القرّ و الهجير | * | أشربها بل أشرب الإكسيرا | تخلق في شاربها السّرورا | فقل لمن يحسبها غرورا | ما العيش إلاّ ساعة الغرور |
| |
|
| |
bassam65 عضو ماسي
عدد المساهمات : 3455 نقاط : 20326 تاريخ التسجيل : 11/11/2009 العمر : 59 الموقع : سوريا
| موضوع: رد: الشاعر إيليا أبو ماضي الجمعة يناير 15, 2010 4:20 am | |
| مسرح العشاق من سحر من مجيري | يا ضرّة الرّشا الغرير | جسم كخصرك في النحو | ل ، و مثل جفنك في الفتور | أصبحت أضأل من هلا | ل الشكّ في عين البصير | محق الضّنى جسدي فيت | من الهلاك على شفير | و مشى الرّدى في مهجتي | الله في النفس الأخير | جهل النّطاسي علّتي | لله من جهل الخبير | كم سامني جرع الدّوا | ء و كم جرعت من المرير | دع ، أيّها الآسي ، يدي | الحبّ يدرك بالشعور | يدري الصّبابة و الهوى | من كان في البلوى نظيري !.. | *** | لو تنظرين إليّ كالمي | ت المسجّى في سريري | يتهامس العوّاد حو | لي كلّما سمعوا زفيري | و أظنّهم قد أدركوا | لا أدركوا ما في ضميري | فأبيت من قلقي عليك | كأنني فوق السّعير | و أدرت طرفي في الحضو | ر لعلّ شخصك في الحضور | فارتدّ يعثر بالدمو | ع تعثّر الشيخ الضرير | قد زارني من لا أحب (م) | و أنت أولى أن تزورني | صدّقت ما قال الحوا | سد فيّ من هجر و زور | و أطعت بي حتّى العدى | و ضننت حتّى باليسير | أمّا خيالك ، يا بخيلة ، | فهو مثلك في النفور | روحي فداؤك و هي لو | تدرين تفدي بالكثير | تيهي على العاني كما | تاه الغنيّ على الفقير | أنا لا أبالي بالمصير | و أنت أدرى بالمصير | أهواك رغم معنفي | و يلذّ نفسي أن تجوري | ليس المحبّ بصادق | حتّى يكون بلا غدير | *** | كم ليلة ساهرت فيها النجم | أحسبه سميري | و الشّهب أقعدها الونى | و اللّيل يمشي كالأسير | أرعى البدور و ليس لي | من حاجة عند البدور | متذكّرا زمن الصّبى | زمن الغواية و الغرور | أيّام أخطر في المجا | مع و المعاهد كالأمير | أيّام في يدي | أيّام نجمي في ظهور | لمع الفتير بلمّتي | و يل الشباب من القتير | *** | لا بالغوير و لا النّقا | كلفي و لا أهل الغوير | أرض ( الجزيرة ) كيف حا | لك بعد وقع الزمهرير | نزل الشّتاء فأنت ملعب | كلّ ساقيه دبور | و تبدّلت تلك العرا | ص من النّضارة بالدّثور | أمسيت كالطّلل المحيل | و كنت كالرّوض النّضير | آها عليك و آه كيف | نأتك ربّات الخدور | المائسات عن الغصو | ن السافرات عن البدور | الذّاهبات مع النّهو | د الذاهبات مع الصدور | الحاسرات عن السوا | عد و الترائب و النحور | القاسيات على القلو | ب الجانيات على الخصور | المالكات على اللآ | ليء في القلائد و الثغور | الضاحكات من الدّلا | ل اللّاعبات من الحبور | الآخذات قلوبنا | في زيّ طاقات الزهور | بيض نواعم كالدمى | يرفلن في حلل الحرير | مثل الحمائم في الودا | عه و الكواكب في السّفور | من كلّ ضاحكة | كأنّ بوجهها وجه البشير | أنّى أدرت الطّرف فيها | جال في قمر منير | *** | يا مسرح العشّاق ، كم | لي فيك من يوم مطير | تنسى البريّة عنده | يوم الخورنق و السّدير | و لكم هبطتك و الحبيبة | فازعين من الهجير | في زورق بين الزّوا | رق كالحمامة في الطّيور | متمهّل في سيره | و الماء يسرع في المسير | و الشمس إبّان الضحى | و الجوّ صاف كالغدير | و لكم وثبنا في التلا | ل و كم ركضنا في الوعور | و لكم أصحنا للحفيف | و كم شجينا بالخرير | و لكم جلسنا في الرياض | و كم نشقنا من عبير | و لكم تبرّدنا بما | ء نهيرك الصافي النمير | طورا ننام على النبا | ت و تارة فوق الحصير | لا نتّقي عين الرّقي | ب و لا نبالي بالغيور | فكأنّها و كأنّني الأبوان | في ماضي العصور | حسدت عليّ من الإنا | ث كما حسدت من الذكور | ظنّ الأنام الظنو | ن و ما اجترحنا من نكير | قد صان بردتها الحيا | ء ، و صانني شرفي و خيري | *** | و مطيّة رجراجة | لا كالمطيّة و البعير | ما تأتلي في سيرها | صخّابة لا من ثبور | تجري على أسلاكها | جرى الأراقم في الحدور | طورا ترى فوق الجسو | ر و تارة تحت الجسور | آنا على قمم و آ | نا في كهوف كالقبور | ترقى كما ترقى ( المصا | عد ) ثمّ تهبط كالصخور | فإذا علت حسب الورى | أنّا نصعّد في الأثير | و إذا هوت من حالق | هوت القلوب من الصدور | و الركب بين مصفّق | و مهلّل جذل قرير | أو خائف متطيّر | أو صارخ أو مستجير | هي في التّقلّب كالزّما | ن و إنّما هي للسرور | و مدارة في الجو | يحسبها الجهول بلا مدير | لو شئت نيل النجم منها | ما صبوت إلى عسير | مشدودة لكنّها | أجرى من الفرس المغير | زفّافة زفّ الرئا | ل تسف إسفاف النسور | و لها حفيف كالرّيا | ح و هدرة لا كالهدير | كالأرض في دورانها | و لكالمظلّة في النشور | القوم فيها جالسو | ن على مقاعد من وثبر | و الريح تخفق حولهم | و كأنّما هم في قصور | و الجمع يهتف كلّما | مرّت على الحشد الغفير | *** | و لكم تأمّلنا الجمو | ع تموج كالبحر الزّخور | يمشي الخطير مع الحق | ير كأنّما هو مع خطير | و ترى المهاة كأنّها | ليث مع اللّيث الهصور | متوافقون على التبا | ين كالقبيل أو العشير | لا يرهبون يد الخطو | ب كأنّما هم خلف سور | يمضي النهار و نحن | نحسب ما برحنا في البكور | أبقيت يا زمن الحرو | ر بمهجتي مثل الحرور | ولّت شهور كنت أر | جو أن تخلّد كالدّهور | و أنت شهور بعدها | ساعاتها مثل الشهور | ليست حياة المرء في الد | نيا سوى حلم قصير | و أرى الشباب من الحيا | ة لكاللّباب من القشور | ذهب الربيع ذهابه | و أتى الشّتاء بلا نذير | و تبدّد العشّاق مثل | تبدّد الورق النثير | رضى المهيمن عنهم | و الله يعفو عن كثير |
| |
|
| |
bassam65 عضو ماسي
عدد المساهمات : 3455 نقاط : 20326 تاريخ التسجيل : 11/11/2009 العمر : 59 الموقع : سوريا
| موضوع: رد: الشاعر إيليا أبو ماضي الجمعة يناير 15, 2010 4:21 am | |
| الذئاب الخاطفة ما بالهم نقضوا العهود جهارا | و تعمّدوا الإيذاء و الإضرارا ؟ | و استأسدوا لمّا رأوا ليث الشّرى | عاف الزئير و قلّم الأظفارا | داروا به و الشّر في أحداقهم | ذا يدّعي حقّا و ذلك ثارا | لؤم لعمر أبيك لم ير مثله | التاريخ منذ استقرأ الأخبارا | و خيانة ما جاءها القوم الألى | تخذوا مع الوحش القفار ديارا | أمسى يحرّض عاهل الألمان عن | أمسى يحرّض في الخفا البلغارا | أمعاشر الإفرنج ليس شهامة | ما تفعلون إذا أمنتم عارا | أمن المروءة أن يساء جوارنا | في حين أنّا لا نسيء جوارا ؟ | أمن المروءة أن يطأطيء تاجه | ملك ليملك في الثرى أشبارا ؟ | ألبغي مرتعه وخيم فاعلموا | و الظلم يعقب للظلوم دمارا | إن تحرجوا الرئبال في عرينه | يذر السّكوت و يركب الأخطارا | و كما علّمتم ذلك الجيش الذي | يأبى و يأنف أن يرى خوّارا | فالويل للدنيا إذا نفض الكرى | و الويل للأيّام إمّا ثارا | إنّي أرى ليلا يخيّم فوقنا | لا ينجلي حتّى يشبّ النارا | فحذار ثمّ حذار من يوم به | يجري النجيع على الثرى أنهارا | يوم تباع به النفوس رخيصة | يوم يقصّر هوله الأعمارا | يوم يكون به الجميع عساكرا | و الكلّ يدخل في الوغى مختارا |
| |
|
| |
bassam65 عضو ماسي
عدد المساهمات : 3455 نقاط : 20326 تاريخ التسجيل : 11/11/2009 العمر : 59 الموقع : سوريا
| موضوع: رد: الشاعر إيليا أبو ماضي الجمعة يناير 15, 2010 4:22 am | |
| الأسرار يا ليتني لصّ لأسرق في الضحى | سرّ اللطافة في النسيم الساري | و أجسّ مؤتلق الجمال بإصبعي | في زرقة الأفق الجميل العاري | و يبين لي كنه المهابة في الرّبى | و السر في جذل الغدير الجاري | و السحر في الألوان و الأنغام وا | لأنداء و الأشذاء و الأزهار | و بشاشة المرج الخصيب ، ووحشة | الوادي الكئيب ، وصولة التّيار | و إذا الدجى أرخى عليّ سدوله | أدركت ما في الليل من أسرار | فلكم نظرت إلى الجمال فخلته | أدنى إلى بصري من الأشفار | فطلبته غإذا المغالق دونه | و ‘ذا هنالك ألف ألف ستار | باد و يعجز خاطري إدراكه | و فتنتي بالظاهر المتواري ! |
| |
|
| |
bassam65 عضو ماسي
عدد المساهمات : 3455 نقاط : 20326 تاريخ التسجيل : 11/11/2009 العمر : 59 الموقع : سوريا
| موضوع: رد: الشاعر إيليا أبو ماضي الجمعة يناير 15, 2010 4:26 am | |
| إذا إذا جدّفت جوزيت على التجديف بالنار | و إن أحببت عيّرت من الجاره و الجار | و إن قامرت أو راهنت في النادي أو الدار | فأنت الرجل الآثم عند الناس و الباري | ... | و إن تسكر لكي تنسى هموما ذات أوقار | خسرت الدين و الدنيا و لم تربح سوى العار | ... | و إن قلت : إذن فالعيش أوزار بأوزار | و إنّ الموت أشهى لي إذا أقض أوطاري | و أسرعت إلى السيف أو السّمّ أو النار | لكي تخرج من دنيا ذووها غير أحرار |
| |
|
| |
bassam65 عضو ماسي
عدد المساهمات : 3455 نقاط : 20326 تاريخ التسجيل : 11/11/2009 العمر : 59 الموقع : سوريا
| موضوع: رد: الشاعر إيليا أبو ماضي الجمعة يناير 15, 2010 4:28 am | |
| أم القرى أبصرتها ، و الشمس عند شروقها | فرأيتها مغمورة بالنار | و رأيتها عند الغروب غريقه | في لجّة من سندس و نضار | و رأيتها تحت الدجى ، فرأيتها | في بردتين : سكينة ووقار | فتنبّهت في النفس أحلام الصبى | و غرقت في بحر من التّذكار | ... | نفسي لها من جنّة خلّابة | نسجت غلائلها يد الأمطار | أنّى مشيت نشقت مسكا أزفرا | في أرضها و سمعت صوت هزار | ... | ذات الجبال الشّامخات إلى العلا | يا ليت في أعلى جبالك داري | لأرى الغزالة قبل سكان الحمى | و أعانق النّسمات في الأسحار | لأرى رعاتك في المروج و في الربى | و الشّاء سارحة مع الأبقار | لأرى الطيور الواقعات على الثرى | و النحل حائمة على الأزهار | لأساجل الورقاء في تغريدها | و تهزّ روحي نفحة المزمار | لأسامر الأقمار في أفلاكها | تحت الظّلام إذا غفا سمّاري | لأراقب " الدلوار " في جريانه | و أرى خيال البدر في " الدلوار " | ... | بئس المدينة إنّها سجن النّهى | و ذوي النّهى ، و جهنّم الأحرار | لا يملك الإنسان فيها نفسه | حتّى يروّعه ضجيج قطار | وجدت بها نفسي المفاسد و الأذى | في كلّ زاوية و كلّ جدار | لا يخدعنّ الناظرين برجها | تلك البروج مخابيء للعار | لو أنّ حاسد أهلها لاقى الذي | لاقيت لم يحسد سوى " بشّار " | غفرانك اللّهم ما أنا كافر | فلم تعذّب مهجتي بالنّار ؟ | ... | لله ما أشهى القرى و أحبّها | لفتى بعيد مطارح الأفكار | إن شئت تعرى من قيودك كلّها | فانظر إلى صدر السّماء العاري | و امش على ضوء الصّباح ، فإن خبا | فامش على ضوء الهلال السّاري | عش في الخلا تعش خليّا هانئا | كالطّير ... حرا ، كالغدير الجاري | عش في الخلاء كما تعيش طيوره | الحرّ يأبى العيش تحت ستار ! | ... | شلّال " ملفرد " لا يقرّ قراره | و أنا لشوقي لا يقرّ قراري | فيه من السيف الصقيل بريقه | و له ضجيج الجحفل الجرّار | أبدا يرش صخوره بدموعه | أتراه يغسلها من الأوزار ؟ | فاذا تطاير ماؤه متناثرا | أبصرت حول السفح شبه غبار | كالبحر ذي التّيار يدفع بعضه | و يصول كالضرغام ذي الأظفار | من قمّة كالنهد ، أيّ فتى رأى | نهدا يفيض بعارض مدرار ؟ | فكأنّما هي منبر و كأنّه | " ميراب " بين عصائب الثوّار | من لم يشاهد ساعة و ثباته | لم يدر كيف تغطرس الجبّار | ما زلت أحسب كلّ صمت حكمة | حتّى بصرت بذلك الثرثار | أعددت ، قبل أراه ، وقفة عابر | لاه فكانت وقفة استعبار ! .. | ... | يا أخت دار الخلد ؛ يا أم القرى ، | يا ربّة الغابات و الأنهار | لله يوم فيك قد قضّيته | مع عصبة من خيرة الأنصار | نمشي على تلك الهضاب ودوننا | بحر من الأغراس و الأشجار | تنساب فيه العين بين جداول | و خمائل و مسالك و ديار | آنا على جبل مكين راسخ | راس ، و آنا فوق جرف هار | تهوي الحجارة تحتنا من حالق | و نكاد أن نهوي مع الأحجار | لو كنت شاهدنا نهرول من عل | لضحكت منّا ضحكة استهتار | الريح ساكنة و نحن نظنّنا | للخوف مندفعين مع إعصار | و الأرض ثابتة و نحن نخالها | تهتزّ مع دفع النسيم السّاري | مازال يسند بعضنا بعضا كما | يتماسك الروّاد في الأسفار | ويشدّ هذا ذاك من أزراره | فيشدّني ذيّاك من أزراري | حتى رجعنا سالمين و لم نعد | لو لم يمدّ الله في الأعمار | و لقد وقفت حيال نهرك بكرة | و الطير في الركنات و الأوكار | متهيّبا فكأنّني في هيكل | و كأنّه سفر من الأسفار | ما كنت من يهوى السكوت و إنّما | عقلت لساني رهبة الأدهار | مرّ النسيم به فمرّت مقلتي | منه بأسطار على أسطار | فالقلب مشتغل بتذكاراته | و الطرف مندفع مع التيّار | حتى تجلّت فوق هاتيك الربى | شمس الصباح تلوح كالدّينار | فعلى جوانبه وشاح زبرجد | و على غراربه و شاح بهار | لو أبصرت عيناك فيه خيالها | لرأيت مرآة بغير إطار | يمّمته سحرا و أسراري معي | و رجعت في أعماقه أسراري ! .. | ... | إنّي حسدت على القرى أهل القرى | و غبطت حتّى نافخ المزمار | ليل و صبح بين إخوان الصّفا | ما كان أجمل ليلتي و نهاري ! |
| |
|
| |
bassam65 عضو ماسي
عدد المساهمات : 3455 نقاط : 20326 تاريخ التسجيل : 11/11/2009 العمر : 59 الموقع : سوريا
| موضوع: رد: الشاعر إيليا أبو ماضي الجمعة يناير 15, 2010 4:31 am | |
| بنت القفر أدرها قهوة كعصير بكر | تجلّت في الكؤوس بكفّ بكر | كأنّ المسك يغلي حين تغلي | و يجري في الأواني حين تجري | تعيد إلى الضعيف قوى و تهدي | إليه غبطة و صفاء فكر | تعشّقها الشعوب فكلّ شعب | أعدّ لها الثغور و كلّ قطر | تلوّح حبّها في كلّ كوخ | و لاح حبابها في كلّ قصر | يضوع عبيرها برمال نجد | و يعبق عطرها بقصور مصر | تمشّى عنبرا في كلّ أنف | و تنزل قرقفا في كلّ ثغر | و يزري طعمها حلوا و مرا | بما في الأرض من حلو و مر | *** | و سمراء إذا زارت صباحا | أحبّ إليّ من بيض و سمر | يحوك لها البخار رداء ند | و يكسوها الحباب و شاح در | كسرت الدنّ من عهد بعيد | فأمست بعد خمر الدنّ خمري | فإن حلّت قواك جيوش ضعف | و هالك عبء همّ مسبطر | عليك بقهوة رقّت وراقت | كشعرك لا يجاري أو كشعري |
| |
|
| |
bassam65 عضو ماسي
عدد المساهمات : 3455 نقاط : 20326 تاريخ التسجيل : 11/11/2009 العمر : 59 الموقع : سوريا
| موضوع: رد: الشاعر إيليا أبو ماضي الجمعة يناير 15, 2010 6:37 am | |
| ( مسعود ) - - - | شربناها على سرّ القوافي | و سرّ الشاعر السمح الأبرّ | سقانا قهوتين " بغير من " | عصير شجيرة و عصير فكر | فنحن اثنان سكران لحين | على أمن ، و سكران لدهر | فمن أمسى يهيم ببنت قصر | فإنّا هائمون ببنت قفر | إذا حضرت فذلك يوم سعد | و إن غابت فذلك يوم قهر | لها من ذاتها ستر رقيق | كما صبغ الحياء جبين بكر | إذا دارت على الجلّاس هشّوا | كأنّ كؤوسها أخبار نصر | و نرشفها فنرشف ريق خود | و ننشقها فننشق ريح عطر | و لا نخشى من الحكام حدا | و عند الله لم نوصم بوزر | فما في شربها إثم و نكر | و شرب الخمر نكر أيّ نكر | و ليست تستخفّ أخا و قار | و بنت الدنّ بالأحلام تزري | و تحفظ سرّ صاحبها مصونا | و بنت الكرم تفضح كلّ سرّ | و للصهباء أوقات ، و هذي | شراب الناس في حرّ وقرّ | و تصلح أن يطاف بها مساء | و تحسن أن تكون شراب ظهر | فلو عرفت مزاياها الغواني | لعلّق حبّها في كلّ نحر | كأنّ حبوبها خضرا و صفرا | فصوص زمرد و شذور تبر | كأنّ الجنّ قد نفثت رؤاها | على أوراقها في ضوء فجر | ألست ترى إليها كيف تطغى | و كيف تثور إن مسّت بجمر | كأنّ نخيل مصر قد حساها | و إلاّ ما اهتزاز نخيل مصر ؟ | جلوت بها من الأكدار ذهني | كما أنّي غسلت هموم صدري | و ما هي قهوة تطهى و تحسى | و لكن نفحة من روح حرّ | حوى في شعره عبث ابن هاني | وزاد عليه فلسفة المعرّي | فيا لك شاعرا لبقا لعوبا | كأنّ يراعه أنبوب سحر | يفيض سلاسة في كلّ لفظ | و يجري رقة في كلّ سطر | حوت دار " السمير " هديّتيه | و تحوي هذه الأوراق شكري |
| |
|
| |
bassam65 عضو ماسي
عدد المساهمات : 3455 نقاط : 20326 تاريخ التسجيل : 11/11/2009 العمر : 59 الموقع : سوريا
| موضوع: رد: الشاعر إيليا أبو ماضي الجمعة يناير 15, 2010 6:38 am | |
| لبنان إثنان أعيا الدهر أن يبليهما | لبنان و لأمل الذي لذويه | نشتاقه و الصيف فوق هضابه | و نحبّه و الثلج في واديه | و إذا تمدّ له ذكاء حبالها | بقلائد العقيان تستغويه | و إذا تنقّطه السماء عشيّة | بالأنجم الزهراء تسترضيه | و إذا الصّبايا في الحقول كزهرها | يضحكن ضحكا لا تكلّف فيه | هنّ اللّواتي قد خلقن لي الهوى | و سقيتني السحر الذي أسقيه | هذا الذي صان الشّباب من البلى | و أبى على الأيّام أن تطويه | ... | و لربّما جبل أشبّهه به | مسترسلا مع روعة التشبيه | فأقول يحكيه ، و أعلم أنّه | مهما سما هيهات أن يحكيه | يا لذّة مكذوبة يلهو بها | قلبي و يعرف أنّها تؤذيه | إنّي أذكّره بذيّاك الحمى | و جماله و إخالني أنسيه | و إذا الحقائق أحرجت صدر الفتى | ألقى مقالده إلى التمويه | وطني ستبقى الأرض عندي كلّها | حتّى أعوذ إليه أرض التيه | سألوه الجمال فقال : هذا هيكلي | و الشعر قال : بنيت عرشي فيه | الأرض تستجدّي الخضمّ مياهه | و كنوزه و البحر يستجديه | يمسي و يصبح و هو منطرح على | أقدامه طمعا بما يحويه | أعطاه بعض وقاره حتّى إذا | استجداه ثانية سخا ببنيه | لبنان صن كنز العزائم واقتصد | أخشى مع الإسراف أن تفنيه | ... | غيري يراه سياسة وطوائفا | و يظلّ يزعم أنّه رائيه | و يروح من إشفاقه يبكي له | لبنان أنت أحقّ أن تبكيه | لا يسفر الحسن النزيه لناظر | ما دام منه الطّرف غير نزيه | ... | قل للألى رفعوا التخوم | ضيّقتم الدّنيا على أهليه | و لمن يقولون الفرنج حماته | الله قبل سيوفهم حاميه | ... | يا صاحبي ، يهنيك أنّك في غد | ستعانق الأحباب في ناديه | و تلذّ بالأرواح تعبق بالشّذى | و تهزّك الأنغام من شاديه | إن حدّثوك عن النعيم فأطنبوا | فاشتقته لا تنس أنّك فيه ! |
| |
|
| |
bassam65 عضو ماسي
عدد المساهمات : 3455 نقاط : 20326 تاريخ التسجيل : 11/11/2009 العمر : 59 الموقع : سوريا
| موضوع: رد: الشاعر إيليا أبو ماضي الجمعة يناير 15, 2010 6:39 am | |
| العاشق المخدوع أبصرتها في الخمس و العشر | فرأيت أخت الرئم و البدر | عذراء ليس الفجر والدها | و كأنّها مولودة الفجر | بسّامة في ثغرها درر | يهفو إليها الشاعر العصري | و لها قوام لو أشبّهه | بالغصن باء الغصن بالفخر | مثل الحمامة في وداعتها | و كزهرة انّسرين في الطهر | مثل الحمامة غير أنّ لها | صوت الهزار و لفتة الصقر | ... | شاهدتها يوما وقد جلست | في الرّوض بين الماء و الزهر | ويد الفتى " هنري " تطوّقها | فحسدت ذاك الطّوق في الخصر | و حسدت مقلته و مسمعه | لجمالها و كلامها الدرّي | أغمضت أجفاني على مضض | و طويت أحشائي على الجمر | و خشيت أنّ الوجد يسلبني | حلمي ، و يغلبني على أمري | فرجعت أدراجي أغالبه | باليأس آونة و بالصّبر | ثمّ انقضى عام و أعقبه | ثان و ذاك السرّ في صدري | فعجبت ، منّي كيف أذكرها | و قد انقضى حولان من عمري | خلت اللّيالي في تتابعها | تزري بها عندي فلم تزر | زادت ملاحتها فزدت بها | كلفا ، و موجدة على " هنري " | ... | و سئمت داري و هي واسعة | فتركتها و خرجت في أمر | فرأيت فتيان الحمى انتظموا | كالعقد ، أو كالعسكر المجر | يتفكّهون بكلّ نادرة | و على الوجوه علائم البشر | ساروا فأعجبني تدفّقهم | فتبعتهم أدري و لا أدري | ما بالهم ؟ و لأية وقفوا ؟ | لمن البناء يلوح كالقصر | أوّاه ! هذي دار فاتنتي | من قال ما للشمس من خدر | و عرفت من " فرجين " جارتها | ما زادني ضرّا على ضرّ | قد كان هذا يوم خطبتها | يا أرض ميدي ! يا سما خرّي | و رأيت ساعدها بساعده | فوددت لو غيّبت في قبر | و شعرت أن الأرض واجفة | تحتى ، و أنّ النار في صدري | و خشيت أنّ الوجد يسلبني | حلمي و يغلبني على أمري | فرجعت أدراجي أغالبه | اليأس آونة و بالصّبر | ... | قالوا : الكنيسة خير تعزية | لمن ابتلي في الحبّ بالهجر | فنذرت أن أقضي الحياة بها | و قصدتها كيما أفي نذري | لازمتها بدرين ما التفتت | عيني إلى شمس و لا بدر | أتلو أناشيد النبيّ ضحى | و أطالع الإنجيل في العصر | حينا مع الرهبان ، آونة | وحدي ، و أحيانا مع الحبر | في الغاب فوق العشب مضطجعا | في السّفح مستندا إلى الصّخر | في غرفتي ، و الريح راكدة | بين المغارس ، و الصّبا تسري | حتى إذا ما القلب زايلة | تبريحه ، و صحوت من سكري | و سلوتها و سلوت خاطبها | و ألفت عيش الضنك و العسر | عاد القضاء إلى محاربتي | ورجعت للشكوى من الدهر | ... | في ضحوة وقف النسيم بها | متردّدا في صفحة النهر | كالشاعر الباكي على طلل | أو قاريء حيران في سفر | و الشمس ساطعة و لامعة | تكسو حواشي النهر بالتبر | و الأرض حالية جوانبها | بالزّهر من قان و مصفرّ | فكأنّها بالعشب كاسية | حسناء في أثوابها الخضر | و علا هتاف الطير إذ أمنت | بأس العقاب و صوله النسر | تتلو على أهل الهوى سورا | ليست بمنظوم و لا نثر | يحنو الهزار على أليفته | و يداعب القمريّة القمري | و انساب كلّ مصفّق عذب | و اهتزّ كلّ مهفهف نضر | فتذكّرت نفسي صبابتها | ما أولع المهجور بالذّكر | أرسلت طرفي رائد فجرى | و جرى على آثاره فكري | حتى دوى صوت الرئيس بنا | فهرعت و الرهبان في إثري | و إذا بنا نلقى كنيستنا | بالوافدين تموج كالبحر | و إذا " بها " و إذا الفتى هنري | في حلّة بيضاء كالفجر | تمشي بين ذي أدب | حلو ، و بين مليحة بكر | رفع الرئيس عليها يده | و أنا أرى و يدي على صدري | يا قلب ذب ! يا مهجتي انفطري | يا طرف فض بالأدمع الحمر | أغمضت أجفاني على مضض | و طويت أحشائي على الجمر | و خشيت أنّ الوجد يسلبني | حلمي ، و يغلبني على أمري | فرجعت أدراجي أغالبه | باليأس آونة و بالصبر | و خرجت لا ألوي على أحد | و رضيت بعد الزّهد بالكفر | ... | أشفقت من همّي على كبدي | و خشيت من دمعي على نحري | فكلفت بالصهباء أشربها | في منزلي ، في الحان ، في القفر | أبغي الشفاء من الهموم بها | فتزيدني وقرا على وقر | و تزيدني و لعا بها و هوى | و تزيدني حقدا على هنري | قال الطبيب و قد رأى سقمي : | لله من فعل الهوى العذري | ما لي بدائك يا فتى قبل | السحر محتاج إلى سحر | و مضى يقلّب كفّه أسفا | و لبثت كالمقتول في الوكر | ما أبصرت عيناي غانية | إلاّ ذكرت إلى الدمى فقري | ... | و سئمت داري و هي واسعة | فتركتها و خرجت في أمر | فرأيتها في السوق واقفة | و دموعها تنهلّ كالقطر | في بردة كاللّيل حالكة | لهفي على أثوابها الحمر | فدنوت أسألها وقد جزعت | نفسي ، وزلزل حزنها ظهري | قالت : قضى هنري ! فقلت : قضى | من كاد لي كيدا و لم يدر | لا تكرهوا شرّا يصيبكم | فلربّ خير جاء من شرّ | رهفا هواها بي فقلت لها : | قد حلّ هذا الموت من أسري | قالت : و من أسري ! فقلت : إذن | لي أنت ؟ قالت : أنت ذو الأمر | فأدرت زندي حول منكبها | و لثمتها في النحر و الثّغر | و شفيت نفسي من لواعجها | و تأرت بالتصريح من سرّي | ثمّ انثنيت بها على عجل | باب الكنيسة جاعلا شطري | و هناك باركني و هنّأني | من هنّأوا قبلي الفتى هنري | ... | من بعد شهر مرّ لي معها | أبصرت وضح الشيب في شعري | ما كنت أدري قبل صحبتها | أنّ المشيب يكون في شهر | فكرت في هنري و كيف قضى | فوجدت هنري واضح العذر | يا طالما قد كنت أحسده | و اليوم أحسده على القبر |
| |
|
| |
bassam65 عضو ماسي
عدد المساهمات : 3455 نقاط : 20326 تاريخ التسجيل : 11/11/2009 العمر : 59 الموقع : سوريا
| موضوع: رد: الشاعر إيليا أبو ماضي الجمعة يناير 15, 2010 6:40 am | |
| أنا هو كانت قبيل العصر مركبة | تجري بمن فيها من السّفر | ما بين منخفض و مرتفع | عال ، و بين السّهل و الوعر | و تخطّ بالعجلات سائرة | في الأرض إسطارا و لا تدري | كتبت بلا حبر و عزّ على | الأقلام حرف دون ما حبر | سيّارة في الأرض ما قتئت | كالطّير من وكر إلى وكر | تأبى و تأنف أن يلمّ بها | تعب ، و أن تشكو سوى الزّجر | حملت من الركاب كلّ فتى | حسن الرّواء و كلّ ذي قدر | يتحدّثون فذاك عن أمل | آن ، و ذا عن سالف العمر | يتحدّثون و تلك سائرة | بالقوم لا تلوي على أمر | فكأنّما ضربت لها أجلا | أن تلتقي و الشمس في خدر | حتى إذا صارت بداحية | ممدودة أطرافها صفر | سقطت من العجلات واحدة | فتحطّمت إربا على الصّخر | فتشاءم الركّاب و اضطربوا | مما ألمّ بهم من الضّر | و تفرّقوا بعد انتظامهم | بددا و كم نظم إلى نثر | و الشّمس قد سالت أشعّتها | تكسو أديم الأرض بالتّبر | و الأفق محمرّ كأنّ به | حنقا على الأيّام و الدّهر | قد كان بين الجمع ناهدة | الثديين ذات ملاحة تغري | تبكي بكاء القانطين و ما | أسخى دموع الغادة البكر | و قفت و شمس الأفق غاربة | تذري على كالورد ، كالقطر | شمسان لولا أنّ بينهما | صلة لما بكتا من الهجر | و تدير عينيها على جزع | كالظّبي ملتفتا من الذّعر | و إذا فتى كالفجر طلعته | بل ربما أربى على الفجر | وافى إليها قائلا عجبا | ممّ البكاء شقيقة البدر ؟ | قالت أخاف اللّيل يدهمني | ما أوحش اظلماء في القفر ! | و أشدّ ما أخشاه سفك دمي | بيد الأثيم اللّصّ ذي الغدر | " هنري " اللّعين و ما الفتى هنري | إلاّ لبن أمّ الموت لو تدري | رصد السبيل فما تمرّ به | قدم و لا النسمات إذ تسري | وا شقوتي إنّ الطريق إلى | سكني على مستحسن النكر | إنّي لأعلم إنّما قدمي | تسعى حثيثا بي " القبر | قال الفتى هيهات خوفك لن | يجديك شيئا ربّة الطهر | فتشجهي و عليّ فاتّكلي | فأنا الذي يحميك من هنري | قالت أخاف من الخؤون على | هذا الشباب الناعم النّضر | فأجابها لا تجزعي و ثقي | أنّي على ثقة من النّصر | عادت كأن لم يعرها خلل | تخد القفار سفينة البرّ | و اللّيل معتكر يجيش كما | جاشت هموم النّفس في الصدر | فكأنّه الآمال واسعة | و البحر في مدّ و في جزر | و كأنّ أنجمه و قد سقطت | دمع الدّلال و ناصع الدّر | و البدر أسفر رغم شامخة | قد حاولت تطويه كالسّر | ألقى أشعّته فكان لها | لون اللّجين و لؤلؤ الثّغر | فكأنّه الحسناء طالعة | من خدرها أو دمية القصر | و كأنّما جنح الظّلام جنى | ذنبا فجاء البدر كالغدر | و ضحت مسالك للمطيّة قد | كانت شبيه غوامض البحر | فغدت تحاكي السّهم منطلقا | في جريها و الطيف إذ يسري | و القوم في لهو و في طرب | يتناشدون أطايب الشّعر | حتى إذا صارت بمنعرج | و قفت كمنتبه من السّكر | فترجّلت " ليزا " و صاحبها | و مشت و أعقبها على الأثر | و استأنفت تلك المطيّة ما | قد كان من كرّ و من فر | مشت المليحة و هي مطرقة | ما ثمّ من تيه و لا كبر | أنّى تتيه و قد أناخ بها | همّ و بعض الهمّ كالوقر | لم تحتسي خمرا و تحسبها | ممّا بها نشوى من الخمر | في غابة تحكي ذوائبها | في لونها و اللّف و النّشر | ضاقت ذوائبها فما انفجرت | إلاّ لسير الذّئب و النمر | كاللّيلة الليلاء ساجية | و لربّ ليل ساطع غرّ | قد حاول القمر المنير بها | ما حاول الإيمان في الكفر | تحنو على ظبي و قسورة | أرأيتم سرين في صدر ؟ | صقر وورقاء ، و من عجب | أن تحتمي الورقاء بالصّقر | هذا و أعجب أنّها سلمت | منه على ما فيه من غدر | ظلّت تسير و ظلّ يتبعها | ما نمّ من إثم و لا وزر | طال الطريق و طال سيرها | لكنّ عمر اللّيل في قصر | حتّى إذا سفر الصّباح و قد | رفع الظّلام و كان كالسّتر | و الغاب أوشك أن يبوح بها | و به ، بلا حذر ، إلى النّهر | نظرت إليه بمقلة طفحت | سحرا ووجه فاض بالبشر | قالت له لم يبق من خطر | جمّ نحاذره و لا نذر | أنظر فإنّ الصّبح أوشك أن | يمحو ضياء الأنجم الزّهر | و أراه دبّ إلى الظّلام فهل | هذا دبيب الشّيب في الشّعر | و أسمع ، فأصوات الطيور علت | بين النّقا و الضال و السّدر ؟ | قال الفتى أو كنت في خطر ؟ | قالت له عجبا ألم تدر ؟ | فأجابها ما كان في خطر | من كان صاحبه الفتى هنري | فتقهقرت فزعا فقال لها | لا تهلعي واصغي إلى حرّ | ما كنت بالشّرير قطّ و لا | الرّجل الذي يرتاح للشّرّ | لكنّني دهر يجوز على | دهر يجوز على بني الدّهر | بل إنّني خطر على فئة | منها على خطر ذوي الضّر | قتلوا أبي ظلما فقتلهم | عدل و حسبي العدل أن يجري | لا سلم ما بيني و بينهم | لا سلم بين الهرّ و الفأر | سيرون في الموت منتقما | لا شافع في الأخذ بالثّأر | تالله ما أنساك يا أبتي | أبدا و لا أغضي على وتر | قالت لقد هيّجت لي شجنا | فإليك ما قد كان أمري | بعث المليك إلى أبي فمضى | و أخي معا توّا إلى القصر | فإذا أبي في القبر مرتهن | و إذا أخي في ربقة الأسر | يا ساعديّ بترتما ويد | الدهر الخؤون أحق بالبتر | نابي و ظفري بتّ بعدكما | وحدي بلا ناب و لا ظفر | و يلاه من جور الزّمان بنا | و الويل منه لكلّ مغترّ | و كأنّنا و الموت يرتع في | أرواحنا مرعى و مستمري | لما انتهت و إذا به دهش | حيران كالمأخوذ بالسّحر | شاء الكلام فناله خرس | كلّ البلاغة تحت ذا الحصر | و كذلك الغيداء أذهلها | ميل إلى هذا الفتى الغرّ | قالت أخي و الله | و اقتربت | و إذا به ألقى عباءته | برح الخفاء بها عن الجهر | صاحت أخي فيكتور وا طربي | روحي ، شقيقي ، مهجتي ، ذخري | و تعانقا ، فبكى فرحا | إنّ البخار نتيجة الحرّ | و تساقطت في الخدّ أدمعها | كالقطر فوق نواضر الزّهر | ... | قل للألي يشكون دهرهم | لا بدّ من حلو و من مرّ | صبرا إذا جلل أصابكم | فالعسر آخره إلى اليسر |
| |
|
| |
bassam65 عضو ماسي
عدد المساهمات : 3455 نقاط : 20326 تاريخ التسجيل : 11/11/2009 العمر : 59 الموقع : سوريا
| موضوع: رد: الشاعر إيليا أبو ماضي الجمعة يناير 15, 2010 6:41 am | |
| فنون الوصف كأنّي في روض أرى الماء جاريا | أمامي ، و فوقي الغيم يجهد بالنشر | توهّمته هما فقلت له انجلي | فإنّ همومي ضاق عن وسعها صدري | بربّك سر حيث الخلي فإنّني | فتى لا أرى غير المصائب في دهري | فأقشع حتّى لم أشكّ بأنّه | أصاخ إلى قولي و ما شكّ في أمري | رعى الله ذيّاك الغمام الذي رعى | عهودي و أولاني الجميل ولم يدر | تظلّلت بالأشجار عند اختفائه | و يا ربّ ظلّ كان أجمل من قطر | جلست أبثّ الزّهر سرّا كتمته | عن الناس حتّى صرت أخفى من السّرّ | و لمّا شكوت الوجد تمايلت | كأنّ الذي أشكوه ضرب من الخمر | و أدهشها صبري فأدهشني الهوى | دهشت لأنّ الزّهر أدهشها صبري | و لمّا درت أنّي محبّ متيّم | بكت و بكائي كلّ ضاحك مفتر | عجبت لها تبكي لمّا بي و لم يكن | عجيبا على مثلي البكاء من الصخر | كأنّي بدر ، و الزهور كواكب ، | و ذا الروض أفق ضاء بالبدر و الزهر | كأنّي و قد أطلقت نفسي من العنا | مليك لي الأغصان كالعسكر المجر | فما أسعد الإنسان في ساعة المنى | و ما أجمل الأحلام في أوّل العمر ؟ | و هاتفه قد أقلقتني بنوحها | فكنت كمخمور أفاق من السّكر | ترى روّعت مثلي من الدّهر بالفرا | ق ، أم بدّلت مثلي من اليسر بالعسر | بكيت و لو لم أبك مما بكت له | بكيت لمّا بي من سقام و من ضرّ | و نهر إذا والى التجعّد ماؤه | ذكرت الأفاعي إذ تلوي على الجمر | تحيط به الأشجار من كلّ جانب | كما دار حول الجيد عقد من الدّر | و قد رقمت أغصانها في أديمه | كتابا من الأوراق ، سطرا على سطر | كأنّ دنانير تساقط فوقه | و ليس دنانير سوى الورق النّضر | كأنّي به المرآة عند صفائها | تمثّل ما يدنو إليها و لا تدري | فما كان أدرى الغصن بالنظم و النثر ؟ | و ما كان أدرى الماء بالطّيّ و النّشر | ذر المدح و التشبيب بالخمر و المهى | فإنّي رأيت الوصف أليق بالشعر | و ما كان نظم الشّعر دأبي و إنّما | دعاني إليه الحبّ و الحبّ ذو أمر | و لي قلم كالرّمح يهتزّ في يدي | إلى الخير يسعى و الرّماح إلى الشّر | و تفتك هاتيك الأسنّة في الحشى | و يحيي الحشى إن راح بفتك بالخير | إذا ما شدا بالطرس أذهب شدوه | هموم ذوي الشّكوى ووقر ذوي الوقر | تبختر فوق الطرس يسحب ذيله | فقالوا به كبر ، فقلت عن الكبر | لكلّ من الدنيا حبيب و ذا الذي | أشدّ به أزري و يعلو به قدري | و يبقى به ذكرى إذا غالني الرّدى | حسب الفتى ذكر يدوم إلى الحشر |
| |
|
| |
bassam65 عضو ماسي
عدد المساهمات : 3455 نقاط : 20326 تاريخ التسجيل : 11/11/2009 العمر : 59 الموقع : سوريا
| موضوع: رد: الشاعر إيليا أبو ماضي الجمعة يناير 15, 2010 6:43 am | |
| غرامية عيناك و السّحر الذي فيهما | صيرتاني شاعرا ساحرا | علّمتني الحبّ و علّمته | بدر الدّجى ، و الغصن ، و الطاّئرا | إن غبت عم عيني و جنّ الدّجى | سألت عنك القمر الزاهرا | و أطرق الروضة عند الضحى | كما أناجي البلبل الشاعرا | و أنشق الوردة في كمّها | لأنّ فيها أرجا عاطرا | يذكّر الصبّ بذاك الشذا | هل تذكرين العاشق الذاكرا ؟ | كم نائم في وكره هانيء | نبّهته من وكره باكرا ؟ | أصبح مثلي تائها حائرا | لمّا رآني في الرّبى حائرا | وراح يشكو لي و أشكو له | بطش الهوى ، و الهجر ، و الهاجرا | و كوكب أسمعته زفرتي | فبات مثلي ساهيا ساهرا | زجرت حتى النوم عن مقلتي | و لم أبال اللائم الزاجرا | يا ليت أنّي مثل ثائر | كيما تقول المثل السائرا |
| |
|
| |
bassam65 عضو ماسي
عدد المساهمات : 3455 نقاط : 20326 تاريخ التسجيل : 11/11/2009 العمر : 59 الموقع : سوريا
| موضوع: رد: الشاعر إيليا أبو ماضي الجمعة يناير 15, 2010 6:44 am | |
| عيناك عيناك و السّحر الذي فيهما | صيّرتاني شاعراّ ساحرا | علّمتني الحبّ و علّمته | بدر الدّجى و الغصن و الطاّئرا | إن غبت عم عيني و جنّ الدّجى | سألت عنك القمر الزاهرا | و أطرق الروضة عند الضحى | كيما أناجي البلبل الشاعرا | و أنشق الوردة في كمّها | لأنّ فيها أرجا عاطرا | يذكّر الصبّ بذاك الشذا | هل تذكرين العاشق الذاكرا ؟ | كم نائم في وكره هانيء | نبّهته من وكره باكرا ؟ | أصبح مثلي تائها حائرا | لمّا رآني في الرّبى حائرا | وراح يشكو لي و أشكو له | بطش الهوى و الهجر و الهاجرا | و كوكب أسمعته زفرتي | فبات مثلي ساهيا ساهرا | زجرت حتى النوم عن مقلتي | و لم أبال اللائم الزاجرا | يا ليت أنّي مثل ثائر | كيما تقول المثل السائرا |
| |
|
| |
bassam65 عضو ماسي
عدد المساهمات : 3455 نقاط : 20326 تاريخ التسجيل : 11/11/2009 العمر : 59 الموقع : سوريا
| موضوع: رد: الشاعر إيليا أبو ماضي الجمعة يناير 15, 2010 6:45 am | |
| الشاعر قالت وصفت لنا الرحيق و كوكبها | و صريعها و مديرها و العاصرا | و الحقل و الفلّاح فيه سائرا | عند المسا يرعى القطيع السائرا | ووقفت عند البحر يهدر موجه | فرجعت بالألفاظ بحرا هادرا | صوّرت في القرطاس حتى الخاطرا | فخلبتنا و سحرت حتى الساحرا | و أريتنا في كلّ قفر روضة | و أريتنا في كلّ روض طائرا | لكن إذا سأل امروء عنك امرءا | أبصرت محتارا يخاطب حائرا | من أنت يا هذا ؟ فقلت لها : أنا | كالكهرباء أرى خفيّا ظاهرا | قالت : لعمرك زدت نفسي ضلّة | ما كان ضرّك لو وصفت الشاعرا ؟ | ... | فأجبتها : هو من يسئل نفسه | عن نفسه في صبحه و مسائه | و العين سرّ سهادها و رقادها | و القلب سرّ قنوطه و رجائه | فيحار بين مجيئه و ذهابه | و يحار بين أمامه وورائه | و يرى أفول النجم قبل أفوله | و يرى فناء الشيء قبل فنائه | و يسير في الرّوض الأغنّ فلا ترى | عيناه غير الشوك في أرجائه | إن نام لم ترقد هواجس روحه | و إذا استفاق رأيته كالتائه | ما إن يبالي ضحكنا و بكاءنا | و يخيفنا في ضحكه و بكائه | كالنار يلتهم العواطف عقله | فيميتها و يموت في صحرائه | ... | قالت : أتعرف من وصفت ؟ فقلت : من ؟ | قالت : وصفت الفيلسوف الكافرا | يا شاعر الدنيا و فيك حصافة | ما كان ضرّك لو وصفت الشاعرا ؟ | ... | فقلت : هو امروء يهوى العقارا | كما يهوى مغازلة العذارى | إذا فرغت من الرّاح الدنان | توهّم أتنّما فرغ الزّمان | يعاقرها على ضوء الدّراري | فإن غربت ، على ضوء النّهار | و يحسب مهرجان النّاس مأتم | بلا خمر ، و جنّتهم جهنّم | ملول لا يدوم على ولاء | و لكن لا يدوم على عداء | أخو لبّ و لكن لا إرادة | وذو زهد و لكن بالزهاده | يميل إلى الدّعابة و المزاح | و لو بين الأسنّة و الصّفاح | و يوشك أن يقهقه في الجنازة | و يرقص كالعواصف في المفازه | إذا بصرت به عين الأديب | فقد وقعت على رجل مريب | يعنّفه الصّحاب فلا ينيب | و يزجره المشيب فلا يتوب | فقالت : جئت بالكم البديع | و لكن ما وصفت سوى " الخليع " | ... | و خفت إعراضها عنّي فقلت : إذن | هو الذي أبدا يبكي من الزمن | كأنّما ليس في الدنيا سواه فتى | معرّض لخطوب الدّهر و المحن | يشكو السّقام و ما في جسمه مرض | و السّهد و هو قريب العهد بالوسن | و الهجر ، و هو بمرأى من أحبّته | و الأسر ، و هو طليق الروح و البدن | و لا يرى حسنا في الأرض يألفه | أو يشتهيه و كم في الأرض من حسن | ينوح في الرّوض و الأشجار مورقه | كما ينوح على الأطلال و الدمن | فقاطعتني : و قالت : قد بعدت بنا | ما ذي الصفات الشاعر الفطن | ... | قلت : مهلا إذا ضللت و عذرا | ربّما أخطأ الحكيم و ضلّا | هو من ترسم الجمال يداه | فنراه في الطرس أشهى و أحلى | لوذعيّ الفؤاد يلعب بالأل | باب لعبا إن شاء أن يتسلى | و يرينا ما ليس يبقى سيبقى | و يرينا ما ليس يبلى سبيلي | يطبع الشّهب للأنام نقودا | و هو يشكو الإملاق كيف تولّى | أفما ذا من تبتغين و أبغي | و صفه ؟ قالت المليحة : كلا ! .. | ... | يا هذه إنّي عييت بوصفه | و عجزت عن إدراك مكنوناته | لا تستطيع الخمر سر صفاتها | و الروض وصف زهوره و بناته | هو من نراه سائرا فوق الثرى | و كأنّ فوق فؤاده خطواته | إن ناح فالأرواح في عبراته | و إذا شذا فالحبّ في نغماته | يبكي مع النائي على أوطانه | و يشارك المحزون في عبراته | و تغيّر الأيام قلب فتاته | و يظلّ ذا كلف بقلب فتاته | هو من يعيش لغيره و يظنّه | من ليس يفهمه يعيش لذاته !!! |
| |
|
| |
bassam65 عضو ماسي
عدد المساهمات : 3455 نقاط : 20326 تاريخ التسجيل : 11/11/2009 العمر : 59 الموقع : سوريا
| موضوع: رد: الشاعر إيليا أبو ماضي الجمعة يناير 15, 2010 6:46 am | |
| في القطار سرى يطوي بنا الأميال طيّا | كما تطوي السّجلّ أو الإزارا | فلم ندر وجنح اللّيل داج | أبرقا ما ركبنا أم قطارا | بنا و به حنين و اشتياق | و لولا ذان ما سرنا و سارا | و لكنّا و سعنا الشّوق ذرعا | و ضاق به فصعّده بخارا | و سمّينا الذي يخفيه وجدا | و سمّينا الذي يخفيه نارا | غفا صحبي و بعضهم تغافى | و لم أذق الكرى إلاّ غرارا | جلست أراقب الجوزاء وحدي | كما قد يرقب السّاري المنارا | يسير بنا القطار و نحن نرجو | لو اختصر الطّريق بنا اختصارا | و أقسم لو أحدّثه بما بي | لحلّق في الفضاء بنا و طارا | إلى البلد الأمين إلى كرام | يراعون المودّة و الجوارا | إلى المزداد ودّهم لدينا | إذا زدنا صفاتهم اختبارا | إذا سترت نحبّتها قلوب | فحبّي لا أطيق له استتارا | فيا إخواننا في كلّ أمر | أصيخوا كي أخاطبكم جهارا | طويناها سباسب شاسعات | تسير الواخدات بها حيارى | و لولا أن تسير بنا إليكم | و كائبنا مشيناها اختيارا | لننقل من " نويورك " لكم تحايا | تحاكي في لطافتها العقارا | و ننقل عنكم أخبار صدق | تحاكي النّدّ في الرّوض انتشارا | سمعنا بالهزار و نحن قوم | كما نهوى الغنا نهوى الهزار | لديكم كوكب و بنا ظلام | و أنتم تكرهون لنا العثارا | جعلنا رسمه في كلّ ناد | و صيّرنا القلوب له إطارا | أجل ، هذا الذي نبغيه منكم | و نرجو لا اللّجين و لا النّضار | أتيناكم على ظمأ لأنّا | عرفنا فيكم السّحب الغزارا | و أنتم معشر طابوا نفوسا | و أخلاقا كما كرموا نجارا | بفيتم في سلام و اغتباط | تضيء وجوهكم هذي الدّيارا |
| |
|
| |
bassam65 عضو ماسي
عدد المساهمات : 3455 نقاط : 20326 تاريخ التسجيل : 11/11/2009 العمر : 59 الموقع : سوريا
| موضوع: رد: الشاعر إيليا أبو ماضي الجمعة يناير 15, 2010 6:48 am | |
| معركة شمولبو دبّت و قد أرخى الظّلام ستارا | و لطالما كتم الدّجى الأسرارا | سفن هي الأطواد لولا سيرها | أعهدتم جبلا مشى أو سارا ؟ | كالطّير أسرابا و لكن إن عدت | تنت الرّياح و تسبق الأطيارا | مثل الكواكب في النّظام و إنّها | لكما الكواكب تبعث الأنوارا | هي كالمدائن غير أنّ نزيلها | أبدا بها يتوقّع الأخطارا | و أظنّها فقدت حبيبا أو أخا | و لذلك ارتدّت السواد شعارا | تغشى المياه لعلّ ما في قلبها | يطفى ، فتزداد الضّلوع أوارا | و تميد حتّى لا يشكّ بأنّها | سكرى و لم تذق السّفين عقارا | و تسرّ إن رأت الثّغور كأنّها | المقرور أبصر بعد جهد نارا | و بوارج قد سيّرت كالجحفل | الجرّار تحمل جحفلا جرّارا | حملت أناسا كالقرود ، و جوههم | صفراء يحكي لونها الدّينارا | فطس الأنوف ، قصيرة قاماتهم | هيهات لا تتجاوز الأشبارا | قد قادها ( طوغو ) فقاد ذلولة | تهوى الصّعاب و تعشق الأسفارا | في قبله نار و في أحشائها | مثل الذي في نفسه قد ثارا | ما زال يدفعها البخار فترتمي | كالسّهم أطلق في الفضاء فسارا | طورا ترها في السّحاب و تارة | في القاع يوشك جرمها يتوارى | حتى دنت من ثغر شمولبو الذي | جمع الألى لم يعرفوا ما صارا | نفر من الرّوس الذين سمعت عن | أفعالهم فيما مضى الأخبارا | من كلّ مغوار إذا زار الوغى | زار الحمام الفارس المغوارا | ما كان غير ( الفارياج ) لديهم | و سفينة أخرى أخفّ دثارا | قال العدوّ لهم ، و قد داناهم ، | و كفى بما وافى به إنذارا | " أمّا القتال فتلحقون بمن مضوا | أو تحسنون فتؤخذون أسارى " | كان الجواب قذائفا نارية | تهوى الورود و تكره الإصدارا | مثل الرّجوم إذا هوت لكنّها | لا تعرف الأخيار و الأشرارا | و أقلّها خطبا فكيف أشدّها | لو نالت الجبل الأشمّ انهارا | حفّت بهم سفن العداوة و أحدقت | حتى لدكت إخالها أسوارا | ما بين بارجة و طرّاد إلى | نسّافة و الكلّ يقذف نارا | ملأ دخانها و ذكاء | احتجبت ، و ما برح النّهار نهارا | و الجوّ أظلم و اكفهرّ أديمه | حتى على السّماء ستارا | و البحر خضّب بالدّماء و أصبحت | أمواجه و هي اللّجين نضارا | ذا و القنابل لم تزل منهلّة | منها تحاكي الصّيّب المدرارا | و المركبان " الفارياج " و أختها | في هبوة لا يعرفان قرارا | ‘حداهما ظفرت بها مقذوفة | فكأنّ صاعقة أصابت دارا | فهوت بمن فيها ، و قد فتحت لها | الأمواج صدرا يكتم الأسرارا | هبطت وزاد هبوطها المتقاتل | ين على مداومة الوغى إصرارا | لكنّما الأخرى أصيب بالأذى | حتى غدت لا تملك التسيارا | فرأى الفتى ربّانها أن يفتدي | الجند الكرام من الممات فرارا | قد فرّ بعضهم و لكن جلّهم | طلبوا الفرار من الفرار خيارا | أودوا بها نسفا ، و ماتوا عندها | غرقا ، و يأبى الباسلون العارا | هذي حكايتهم أسطرها لكم | لا درهما أبغى و لا دينارا | فلئن أفادتكم فخير جاء من | شرّ ، و إلاّ فلتكن تذكارا |
| |
|
| |
bassam65 عضو ماسي
عدد المساهمات : 3455 نقاط : 20326 تاريخ التسجيل : 11/11/2009 العمر : 59 الموقع : سوريا
| موضوع: رد: الشاعر إيليا أبو ماضي الجمعة يناير 15, 2010 6:48 am | |
| باخرة الإغاثة سيري تراعيك النّجوم السّاهرة | ليلا ، و عين الشّمس عند الهاجره | فلأنت عند الشّرق أجمل باخره | تجري إليه بها المياه الزّجرة | يا ليت أنّي فيك أو إيّاك | سيري تداعب فوقك الرّيح العلم | و الطف البحر الخضمّ إذا احتدم | بوركت باخرة و بورك من علم | فيك الخلاص لساكني تلك الأكم | يا ليت أنّي فيك أو إيّاك | في الشرق أحباب على جمر الغضا | نقم الزّمان عليهم بعد الرضى | هجروا الكرى و تطلّعوا نحو الفضا | يتوقّعونك كلّما بوق أضا | سيري فإنّ الحرب في مسراك | بيروت ... يا بنت البخار الجارية | فإذا سئلت من البقايا الباقية | قولي إنّ الحياة الهانية | لم تنسا سكّان تلك النّاحية | أمّا الدّليل ، فحسبنا إيّاك ! . |
| |
|
| |
bassam65 عضو ماسي
عدد المساهمات : 3455 نقاط : 20326 تاريخ التسجيل : 11/11/2009 العمر : 59 الموقع : سوريا
| موضوع: رد: الشاعر إيليا أبو ماضي الجمعة يناير 15, 2010 6:49 am | |
| الشاعر و الأمة خير ما يكتبه ذو مرقم | قصة فيها لقوم تذكره | ... | كان في ماضي اللّيالي أمّة | خلع العزّ عليها حبره | يجد النّازل في أكفانها | أوجها ضاحكة مستبشرة | و يسير الطرف من أرباضها | في مغان حاليات نضره | لم يقس شعب إلى أمجادها | مجده الباذج إلاّ استصغره | همّها في العلم تعلي شأنه | بينها ، و الجهل تمحو أثره | ما تغيب الشمس إلاّ أطلعت | للورى محمده أو مأثره | فتمنّى الصّبح تغدو شمسه | و تمنّى اللّيل تغدو قمره | و مشى الدّهر إليها طائعا | فمشت تائهة مفتخره | ... | كان فيها ملك ذو فطنة | حازم يصفح عند المقدره | بعشق الأمر الذي تعشقه | فاذا ما استنكرته استنكره | بلغت في عهده مرتبة | لم تنلها أمّة أو جمهرة | فاذا أعطت ضعيفا موثقا | أشفقت أعداؤه أن تخفره | و إذا حاربها طاغية | كانت الظاّفرة المنتصره | مات عنها ، فأقامت ملكا | طائش الرأي كثير الثّرثره | حوله عصبة سوء ، كلّما | جاء إدّا أقبلت معتذره | حسّنت في عينيه آثامه | و إليه نفسه المستكبره | و تمادى القوم في غفلتهم | فتمادى في الملاهي المنكره | زحزح الأمّة عن مركزها | و طوى رايتها المنتشره | و رأت فيها اللّيالي مقتلا | فرمتها فأصابت مدبره | فهوت عن عرشها منعفره | مثلما ترمي بسهم قبّره | ... | كان فيها شاعر مشتهر | ذو قواف بينها مشتهره | كلّما هزّت يداه وترا | هزّ من كلّ فؤاد وتره | تعس الحظّ ، و هل من | شاعر في أمّة محتضره ؟ | يقرأ النّاظر في مقلته | ثورة طاهرة مستتره | ما يراه النّاس إلاّ واقفا | في مغاني قومه المندثر | حائرا كالريّح في أطلالها | باكيا و السّحب المنهمره | و هي في أهوائها لاهية | و كذلك الأمة المستهتره | ما رأت مهجته المنفطره | لا ولا أدمعه المنحدرة | فشكاه الشّعر مما سامه | و شكاه اللّيل ممّا سهره | ثمّ لمّا عبث اليأس | مزّق الطّرس وشجّ المحبره | ... | مرّ يوما فرأى أشباحا | جلسوا يبكون عند المقبرة | قال ما لكم ؟ ... ما خطبكم | أيّ كنز في الثرى أو جوهره ؟ | و من الثاوي الذي تبكونه | قيصر أم تبّه ، أم عنترة ؟ | قال شيخ منهم محدوب | و دموع اليأس تغشى بصره | إنّ من نبكيه لو أبصره | قيصر أبصر فيه قيصره | كيف يا جاهل لا تعرفه | وحداة العيس تروي خبره ؟ | هو ملك كان فينا و مضى | فمضت أيّامنا المزدهرة | و لبثنا بعده في ظلم | داجيات فوقنا معتكره | و الذي كان بنا " معرفة " | لصروف الدّهر أمسى " نكره " | فانتهى التّاج إلى معتسف | لم يزل بالتّاج حتى نثّره | كلّ ما تصبو إليه نفسه | معصر أو خمرة معتصره | مستهين باللّيالي و بنا | مستعين بالطّغام الفجره | كلّما جاء إليه خائن | واشيا قرّبه و استوزره | فإذا جاء إليه ناصح | شكّ في نيّته فانتهره | مستبد باذل في لحظة | ما ادّخرناه له و ادّخره | يهب المرء و ما يملكه | و على الموهوب أن بستغفره | هزأ الشّاعر منهم قائلا : | بلّغ السّوس أصول الشّجره | رحمة الله على أسلافكم | إنّهم كانوا تقاة بررة | رحمة الله عليهم إنّهم | لم يكونوا أمّة منشطره | إنّ من تبكون يا سادتي | كالذي تشكون فيكم بطره | إنّما بأس الألى قد سلفوا | قتل النّهمة فيه و الشّرة | فاحبسوا الأدمع في آماقكم | و اتركوا هذي العظام النّخره | لو فعلتم فعل أجدادكم | ما قضى الظالم منكم وطره | ما لكم تشكون من محتكم | رضتم ألسنكم أن تشكره ؟ | و جعلتم منكم عسكره | و حلفتم أن تطيعوا عسكره ؟ | كيف لا يبغى و يطغى آمر | يتّقي أشجعكم أن ينظره ؟ | ما استحال الهرّ ليثا إنّما | أسد الآجام صارت هرره | و إذا اللّيث وهت أظفاره | أنشب السّنور فيه ظفره !! |
| |
|
| |
bassam65 عضو ماسي
عدد المساهمات : 3455 نقاط : 20326 تاريخ التسجيل : 11/11/2009 العمر : 59 الموقع : سوريا
| موضوع: رد: الشاعر إيليا أبو ماضي الجمعة يناير 15, 2010 6:50 am | |
| أيلول الشاعر ألحسن حولك في الوهاد و في الذرى | فانظر ، ألست ترى الجمال كما أرى ؟ | " أيلول " يمشي في الحقول و في الربى | و الأرض في أيلول أحسن منظرا | شهر يوزّع في الطبيعة فنّه | شجرا يصفّق أو سنا متفجّرا | فالنور سحر دافق ، و الماء شعر | رائق ، و العطر أنفاس الثرى | لا تحسب الأنهار ماء راقصا | هذي أغانيه استحالت أنهرا | وانظر إلى الأشجار تخلع أخضرا | عنها ، و تلبس أحمرا أو أصفرا | تعرى و تكسى في أوان واحد | و الفنّ في ما ترتديه و في العرا | فكأنّما نار هناك خفيّة | تنحلّ حين تهمّ أن تستشعرا | و تذوب أصباغا كألوان الضحى | و تموج ألحانا و تسرى عنبرا | صور و أطياف تلوح خفيفة | و كأنّها صور نراها في الكرى | لله من " أيلول " شهر ساحر | سبق الشّهور و إن أتى متأخّرا | من ذا يدبّج أو يحوك كوشيه | أو من يصوّر مثلما قد صوّرا ؟ | لمست أصابعه السّماء فوجهها | ضاح ، و مرّ على التراب فنوّرا | ردّ الجلال إلى الحياة وردّني | من أرض نيويورك إلى أمّ القرى |
| |
|
| |
bassam65 عضو ماسي
عدد المساهمات : 3455 نقاط : 20326 تاريخ التسجيل : 11/11/2009 العمر : 59 الموقع : سوريا
| موضوع: رد: الشاعر إيليا أبو ماضي الجمعة يناير 15, 2010 6:51 am | |
| لوس انجيلوس أنا لست في دنيا الخال و لا الكرى | و كأنّني فيها لروعة ما أرى | يا قوم هل هذي حقائق أم رؤى | و أنا ؟ أصاح أم شربت مخدّرا ؟ | لا تعجبوا من دهشتي و تحيّري | و تعجّبوا إن لم أكن متحيرا | كيف التفتّ رأيت آية شاعر | لبق تعمّد أن يجيد ليبهرا | مسحت بإصبعها الحياة جفونه | فرأى المحاسن ، فانتقى و تخيّرا | ما " لوس انجلوس " سوى أنشودة | الله غنّاها فجنّ لها الورى | خلع الزّمان شبابه في أرضها | فهو اخضرار في السفوح و في الذرى | أخذت من المدن العواصم مجدها | و جلالها ، و حوت حلاوات القرى | هي واحة للمتعبين ، و جنّة | للعاشقين ، و ملعب لذوي الثرى | كفّنت في نيويورك أحلام الصبا | و طويتها ، و حسبتها لن تنشرا | لكنّني لمّا لمحت زهورها | شاهدت أحلامي تطلّ من الثرى | تتنفّس الهضبات في رأد الضّحى | تبرا ، و في الآصال مسكا أذفرا | فالسّحر في ضحك النّدى مترقرقا | كالسّحر في رقص الضّياء معطّرا | قل للألى و صفوا الجنان و أطنبوا | ليست جنان الخلد أعجب منظرا | كلّ الفصول هنا ربيع ضاحك | فإذا ترى شهرا رأيت الأشهرا | إن كنت تجهل ما حكايات الهوى | فاتنصت لوشوشة النّسيم إذا سرى | وانظر إلى الغبراء تنبت سندسا | و تأمّل الغدران تجري كوثرا | و اشرب بعينيك الجمال فإنّه | خمر بغير يد الهوى لن تعصرا | حاولت وصف جمالها فكأنّني | ولد بأنمله يحوش الأبحرا | و استنجدت روحي الخيال فخانني ، | و كبا جواد فصاحتي و تعثّرا | أدركت تقصيري وضعفي عندما | أبصرت ما صنع الإله وصورا | إنّي شهدت الحسن غير مزيّف | بئس الجمال مزيفا و مزوّرا | أحببت حتّى الشوك في صحرائها | و عشقت حتى نخلها المتكبّرا | أللابس الورق اليبيس تنسكا | و المشخرّ إلى السماء تجبّرا | هو آدم الأشجار أدركه الحيا | لمّا تبدّى عرية فتسترا | إبن الصحارى قد تحضّر و ارتقى | يا حسنة متبديا متحضرا | و قفت ترقبه ليلة | مثل حظّ الأدباء الشّعرا | تكتم الظّلماء من لألأها | أيّ بدر في الظلام استترا ؟ | أرسلت نحو لفتة | أذكرت تلك الدّراري القمرا | و إذا بالبدر قد مزّق عن | وجهه برقعه ثمّ انبرى | فأضاء الجوّ و الأرض معا | نوره الفضّيّ لمّا ظهرا | فرنت عن فاتر و ابتسمت | عن نظيم قد أكنّ الدّررا | ثمّ يا حبيبي مرحبا | لا رآك الطّرف إلاّ نيّرا | قف قليلا أو كثيرا معسى | نورك الباهر يجلو البصرا | إن تغب فالصّبح عندي كالدّجى | و الدّجى إن جئت بالصّبح ازدرى | لم تحبّ السّير ليلا فإذا | ذرّ قرن الشّمس عانقت الكرى ؟ | أتخاف الشمس أم أنت كذا | تعشق اللّيل و تهوى السهرا ؟ | ثمّ ناجت نفسها قائلة | أترى أبلغ منه وطرا ؟ | ليت لي أجنحة بل ليتني | نجمة أتبعه أنّى سرى | و همّ البعض فقالوا درهم | ما أرى الدّرهم إلاّ حجرا | و لقد أضحكتي زعمهم | أنّه يشبه في الحجم الثّرى | زعموا ما زعموا لكنّما | هو عندي لعبة لا تشترى | و بدت غياض البرتقال فأشبهت | جلباب خوذ بالنضار مزرّرا | من فوقها انتشر الضذياء ملاءه | من فوقه جوّ صفا و تبلورا | و كأنّما تلك القصور على الربى | عقد لغانية هوى و تبعثرا | لمّا تراءت من بعيد خلتها | سفنا ، و خلت الأرض بحرا أخضرا | نفض الصّباح سناه في جدرانها | و أتى الدّجى فرأى مناثر للسرى | متألّقات كابتسامات الرّضى | تنسيك رؤيتها الزّمان الأعسرا | أنا شاعر ما لاح طيف ملاحة | إلاّ و هلّل للجمال و كبّرا | وزعت نفسي في النفوس محبّة | لا شاكيا ألما و لا متضجّرا | و مشيت في الدنيا بقلب يابس | حتّى لقيت أحبّتي فاخضوضرا | قد كنت أحسبني كيابا ضائعا | فإذا أنا شخص يعيش مكرّرا | فكأنّي ماء الغمام إذا انطوى | في الأرض ردّته نباتا مثمرال | ما أكرم الأشجار في هذا الحمى | فيها لقاصدها البشاشة و القرى | تقري الفقير على خصاصة حالة | كرما ، كما تقري الغنيّ لموسرا | ألبذل ديدنها سواء جئتها | متقدّما أم جئتها متأخّرا | فكأنّها منكم تعلّمت الندى | كما تغيث الناس إن خطب عرا |
| |
|
| |
| الشاعر إيليا أبو ماضي | |
|