| الشاعر إيليا أبو ماضي | |
|
|
|
كاتب الموضوع | رسالة |
---|
bassam65 عضو ماسي
عدد المساهمات : 3455 نقاط : 20326 تاريخ التسجيل : 11/11/2009 العمر : 59 الموقع : سوريا
| موضوع: رد: الشاعر إيليا أبو ماضي الأربعاء يناير 13, 2010 3:28 am | |
| وقال المرء في غفلاته وسباته | والدّهر كالرئبال في وثباته | والعمر ظلّ والزمان يجدّ في | إخفائه، والمرء في إثباته | والحرب لا تنفكّ بينهما ، ولا | ينفكّ هذا المرء في حسراته | لا تعجبوا من جهله وغروره | وتعجّبوا إن حال عن حالاته | يسعى ولا يدري إلى حيث الرّدى | وكذا الفراش يحوم حول مماته | وتحبّب الدّنيا إليه نفسه | فيطيعها والنفس من إفاته | ويضيرها إفلاته من قيدها | وسعادة الإنسان في إفلاته | يلقى الضّراغم غير مكترث بها | فإذا سطت ضربت على سطواته | ما قاتل البطل النجيد غضنفر | إن الغضنفر من عصى شهواته |
| |
|
| |
bassam65 عضو ماسي
عدد المساهمات : 3455 نقاط : 20326 تاريخ التسجيل : 11/11/2009 العمر : 59 الموقع : سوريا
| موضوع: رد: الشاعر إيليا أبو ماضي الأربعاء يناير 13, 2010 3:30 am | |
| موت العبقري في رثاء العلامة المرحوم سليمان البستاني | كلّ ميت مهما علا في حياتة | كلّ ثاو تحت الثرى من لداته | لا حدود ولا مقاييس في الموت | تساوى الجميع في ساحاتة | حاصد حقله الوجود ، وما الأحياء | إلاّ كشوكة ونباته | من نجا منه وهو في روحاته | إنما قد نجا إلى غدواته | ليس زرع الغصّات منه الثأر | ليس حصد اللذات من لذّاته | إنه يسلب الغواية كالرشد، | فليس التمييز من عاداته | لا تقل : ما وراؤه؟ ذاك سر | خبأته الحياة في ظلماته | ربّ قبر نمشي عليه وفيه | شهوات تربي على ذراته | كلّ ذي رغبة دنت أو تسامت | سوف يمضي يوما بلا رغباته | ليس عمر الفتى وإن طال إلاّ | ما حوته الحياة من مكرماته | يعظ النابغ الخلائق حيّا | إنما موته أجلّ عظاته | ظهر الموت للعيون جديدا | أمس في بطشه وفي فتكاته | وهو ترب الإنسان منذ استوى في الأرض حيا مشى على خطواته | ما الردى بالحديث في الناس لكن | نكتة العلم ضاعفت روعاته | فقد الخلق واحدا من بيته | وأضاع القريض خير حماته | شاعر، كان يرقض الدهر أحيانا ، | ويبكي حينا على نغماته | ذهب الساحرون والسحر باق | في عيون المهى وفي كلماته | منشىء رقّ لفظه كسجاياه | ورقّ الجمال في جنباته | توّج ((الضاد)) بالملاحة حتى | خالها القوم بعض مخترعاته | نقل الأعصر الخوالي إلينا | في كتاب ، للّه من معجزاته | فرأينا ((هومير)) ينشد فينا | شعره مثل واحد من رواته | كان في دولة السيوف وزيرا | أبمعيا، ودولة في ذاته | ما بكينا الرفات لّما بكينا | كم رفات في الأرض مثل رفاته | بل بكينا لأننا قد حرمنا | بالمنون المزيد من آياته | راعنا أنّ يزول عنّا ، وإنّا | لم نطق أن نطيل حبل حياته | قد أردنا حمل البشائر للعلم | فكنّا لأهله من نعاته | إنّ في ((مصر)) و((الشآم)) دويّا | ما سمعنا قبل يوم وفاته | وأحسّ ((العراق)) حين أتاه | النعي طعم الرّدى بماء ((فراته)) | و((بلبنان)) رجفة تتمشى | في ينابيعه وفي نسماته | فتّح الموت حين أغمض عينيه | عيون الورى على حسناته | فهو ماض له جلاله آت | من فتوحاته ومن غزواته | والفتى العبقريّ يولد إذ يولد | في مهده، ويوم مماته |
| |
|
| |
bassam65 عضو ماسي
عدد المساهمات : 3455 نقاط : 20326 تاريخ التسجيل : 11/11/2009 العمر : 59 الموقع : سوريا
| موضوع: رد: الشاعر إيليا أبو ماضي الأربعاء يناير 13, 2010 3:32 am | |
| ليس السر في السنوات قل للذي أحصى السنين مفاخرا | يا صاح ليس السرّ في السنوات | لكنه في المرء كيف يعيشها | في يقظة ، أم في عميق سبات | قم عدّ آلاف السنين على الحصى | أتعدّ شبة فضيلة لحصاة؟ | خير من الفلوات ، لا حدّ لها ، | روض أغنّ يقاس بالخطوات | كن زهرة ، أو نغمة في زهرة، | فالمجد للأزهار والنغمات | تمشي الشهور على الورود ضحوكة | وتنام في الأشواك مكتئبات | وتموت ذي للعقم قبل مماتها | وتعيش تلك الدهر في ساعات | تحصى على أهل الحياة دقائق | والدهر لا يحصى على الأموات | ألعمر ، إلاّ بالمآثر، فارغ | كالبيت مهجورا وكالمومات | جعل السنين مجيدة وجميلة | ما في مطاويها من الحسنات |
| |
|
| |
bassam65 عضو ماسي
عدد المساهمات : 3455 نقاط : 20326 تاريخ التسجيل : 11/11/2009 العمر : 59 الموقع : سوريا
| موضوع: رد: الشاعر إيليا أبو ماضي الأربعاء يناير 13, 2010 3:34 am | |
| فقيد الوطنية رثى بها فقيد المنابر الطيب الذكر المغفور له مصطفى باشا كامل. | ............. | بكيت ولكن بالدموع السخينة | وما نفذت حتى بكيت بمهجتي | على كامل الأخلاق والنّدب مصطفى | فقد كان زين العقل زين الفتوّة | نعاه لنا الناعي فكادت بنا الدّنى | تميد لّهول الخطب خطب المروءة | وذابت قلوب العالمين تلهّفا | وسالت دموع الحزن من كلّ مقلة | أجل قد قضى في مصر أعظم كاتب | فخلّف في الأكباد أعظم حسرة | ولو كان يفدى بالنفوس من الرّدى | جعلنا فداه كلّ نفس أبية | فتى مات غضّ العمر لم يعرف الخنا | ولم ينطوي في نفسه حبّ ريبة | وقد كان مقداما جريئا ولم يكن | ليغي الرّدى غير النفوس الجريئة | وكان جوادا لا يضنّ بحاجة | لذلك أعطى روحه للمنّية | سلام على مصر الأسيفة بعده | فقد أودعت آماله جوف حفرة | خطيب بلاد النيل مالك ساكنا | وقد كنت تلقي خطبة إثر خطبة؟ | تطاولت الأعناق حتى اشرأبّت | فهل أنت مسديها ولو بعض لفظة؟ | نعم كنت لولا الموت فارج كربها | فيا للرّدى من غاشم متعنّت | تفطّرت الأكباد حزنا كأنّما | مماتك سهم حلّ في كلّ مجة | وما حزنت أم لفقد وحيدها | بأعظم من حزني عليك ولوعتي | تناديك مصر الآن يا خير راحل | ويا خير من يرجى لدفع الملّمة | عهدتك تأبى دعوة غير دعوتي | فمالك تأبى( مصطفى) كلّ دعوة؟ | فقد تك ريانا فيا طول لهفتي | لقد كنت سيفي في الخطوب وجنّتي | أجل طالما دافعت عن مصر مثلما | يدافع عن مأواه نحل الخليّة | فأيقظها من رقدة بعد رقدة | وأنهضتها من كبوة تلو كبوة | وقوّيت في أبنائها الحبّ نحوها | وكنت لهم في ذاك أفضل قدوة | رفعت لواء الحقّ فوق ربوعها | فضم إليه كلّ ذي وطنيّة | لئن تك أترعت القلوب محبة | فإنّك لم تخلق لغير المحبّة | فنم آمنا وفيت قومك قسطهم | فيا طالما ناموا وأنت بيقظة | سيبقي لك التاريخ ذكرا مخلدا | فقد كنت خير الناس في خير أمّة | عليك من الرّحمن ألف تحية | ومن أرض مصر ألف ألف تحيّة |
| |
|
| |
bassam65 عضو ماسي
عدد المساهمات : 3455 نقاط : 20326 تاريخ التسجيل : 11/11/2009 العمر : 59 الموقع : سوريا
| موضوع: رد: الشاعر إيليا أبو ماضي الأربعاء يناير 13, 2010 3:36 am | |
| مزح في جد رأيت غلاما مليح الرّواء | تلوح النّباهة في مقلته | فقلت، تجنّى علينا الشتاء | وقد نفد الفحم مع كثرته | فهل من دواء لهذا البلاء | لديك؟ أجاب، اقفلوا المدرسه! | فقلت، صغير يحبّ الفضاء | ويكره ما ليس من فطرته! | وأبصرت لصّا على الزّاويه | كثير التّلفّت نحو القصور | فقلت، منازلنا خاليه | من الفحم ، والفحم نار ونور | فقال، لياليكم الدّاجيه | تزول ولكن بهدم السّجون! | فقلت، شقّي من الأشقياء | يجاهد من أجل حرّيته! | وعدت إلى رجل موسر | له شهرة وله منزله | فقلت، سريّ كلام السّريّ | إذا وقع النّاس في مشكله | فما هو رأيك ؟ قال اقصر | مع البرد لا تنفع الولوله! | فأدركت أنّ فتى الأغنياء | ضنين يخاف على ثروته! | وأبصرت شخصا كثير الحذر | فرحت أبثّ له لوعتي | فحملق حتّى رأيت الشّرر | يطير سراعا إلى مهجتي | وصاح، هي الحرب أصل الخطر | فردّوا الحسام إلى غمده! | فقلت، عدوّ قليل الحياء | يحاذر شرّا على دولته! |
| |
|
| |
bassam65 عضو ماسي
عدد المساهمات : 3455 نقاط : 20326 تاريخ التسجيل : 11/11/2009 العمر : 59 الموقع : سوريا
| موضوع: رد: الشاعر إيليا أبو ماضي الأربعاء يناير 13, 2010 3:38 am | |
| عبد اللّه البستاني يا ميّتا فيه جمال الحياة | ما حاز منك اللحد إلاّ الرفات | أنت الفتى الباقي بآثاره | ما أنت بالمرء إذا مات مات! | وكيف يمتدّ إليك الردى | وذاتك الحسناء في ألف ذات؟ | إذا اختفى في الورد لون الضحى | فالذنب ذنب الأعين الناظرات | يصوّح الزهر ويبقى الشّذى | ويذهب المرء وتبقى الصفات | يا نائما أغفى عن الترّهات | إنّي وجدت الموت في الترّهات | أإن مضى الشيء تقول انقضي | إذن، فمن أين تجيء الحياة؟ | أليس دنيا الصحو دنيا الكرى | ومثل ظلّ العيش ظلّ الممات؟ | تقسّم الأشياء أفهامنا | وليست النخلة إلاّ النواة | وفي الغد الأمس ولكنّنا | للجهل قلنا الدهر ماض وآت | بعض الردى فيه نجاة الفتى | وربّما كان الرّدى في النجاة | يا قرويّا عظمت نفسه | حتى ترضّتها نفوس العتاة | وحسدته الصيد في كوخه | وحسدت قريته العاصمات | تلك السجايا لم تزل بيننا | ساطعة كاالأنجم الزاهرات | وعلمك الزاخر باق لنا | ما بقيت في الأرض أمّ اللغات | في أنفس الناس وألبابهم | وفي بطون الير الخالدات | وفي تلاميذك أهل الحجى | والأدب الجم الجميل السّمات | من شاعر كالروض أشعاره | تسمع همس الحبّ فيه الفتاة | وسامر تحسب أقواله | مسروقة من مقل الغانيات | وكاتب تشرق ألفاظه | كالدّرر المختارة المنتقاة | وصحب أخلاقهم كالمنى | يروون عنك الحكم الغاليات | لم يخترمك الموت يا دوحة | باسقة قد خلّفت باسقات | يا حجّة الفصحى ودهقانها | وبحرها الطامي وشيخ الثقات | ((ألضاد)) من بعدك في مأتم | حاضرها والأعصر الغابرات | فليس في لبنان غير الأسى | وليس غير الحزن حول الفرات | فمن يعزّي جبلا واحدا | عزّى الرواسي في جميع الجهات | سلختها سبعين من أجلها | في عالم الطّرس ودنيا الدواة | ألناس من حولك في قيلهم | وأنت كالعابد وقت الصلاة | غنيت بالضاد وأسرارها | عن الغواني والطّلا والسقاة | أنت الذي ردّ إليها الصبا | إنّ الهوى يجترح المعجزات | فاختلجت أوضاعها بالمنى | وجال ماء الحسن في المفردات | ولهجت باسمك آفاقها | وردّدته في البوادي الحداة | وحنّت النوق إلى سمعه | وطربت من ذكره الصافنات | فيا شبابا يطلبون العلى | إنّ العلى للأنفس الماضيات | ويا فقيرا يتمنّى الغنى | هلاّ تمنّيت غنى المكرمات؟ | ويا سراة يبذلون اللّهى | هذا فقير كان يعطي السراة! | من روحه لا فيض أمواله | إنّ هبات الروح أسمى الهبات | لا يقتضي قاصده حمده | ويشكر العافي الذي قال: هات | وإن مضى العافون عن بابه | سارت عطاياه وراء العفاة | فكان كالكوكب يمشي على | ضيائه الرّكب وذئب الفلاة | وكان كالغيث إذا ما همى | أصاب في الأرض الحصى والنبات | وكان كالينبوع يرتاده | ذو الشيم الحسنى وذو السيّئات | وكالفضاء الرّحب في حلمه | يضطرب البازي به والقطاة | يا صاحب ((البستان)) نم آمنا | فإنّ الموت زوال الشكاة | ما غاب ماء غاب تحت الثّرى | فأطلع النبت وأحيا الموات |
| |
|
| |
bassam65 عضو ماسي
عدد المساهمات : 3455 نقاط : 20326 تاريخ التسجيل : 11/11/2009 العمر : 59 الموقع : سوريا
| موضوع: رد: الشاعر إيليا أبو ماضي الأربعاء يناير 13, 2010 3:40 am | |
| الشباب أبو المعجزات سلام عليكم رجال الوفء | وألف سلام على الوافيات | ويا فرح القلب بالناشئين | ففي هؤلاء جمال الحياة | هم الزهر في الأرض إذ لا زهور | وشهب إذ الشهب مستخفيات | إذا أنا أكبرت شأن الشباب | فإنّ الشباب أبو المعجزات | حصون البلاد وأسوارها | إذا نام حرّاسها والحماة | غد لهم وغد فيهم | فيا أمس فاخر بما هو آت | ويا حبّذا الأمهات اللواتي | يلدن النوابغ والنابغات | فكم خلدت أمة بيراع | وكم نشأت أمة في دواة | أنا شاعر أبدا تائق | إلى الحسن في الناس والكائنات | أحبّ الزهور ، وأهوى الطيور، وأعشق ثرثرة الساقيات | ورقص الأشعة فوق الروابي، | وضحك الجداول والقهقهات | تطالع عيناي في ذا المكان | روائع فاتنه ساحرات | كأن الفضاء وفيه الطيور | بحور بها سفن سابحات | كأن الزهور ترقرق فيها | سقسط الندى أعين باكيات | ومن بلبل ساجع لمغنّ، | ومن زهرة غضة لفتاة | فما أجمل الصيف في الخلوات | وأروع آياته البينات | نضا الستر عن حسنات الوجود | وكانت كأسراره المضمرات | وأحيا رغائبنا الذابلات | فعاشت وكانت كأرض موات | ففي الأرض سحر، وفي الجوّ عطر، | فيا للكريم ، ويا للهبات | أمامكم العيش حرّ رغيد | ألا فاغنموا العيش قبل الفوات |
| |
|
| |
bassam65 عضو ماسي
عدد المساهمات : 3455 نقاط : 20326 تاريخ التسجيل : 11/11/2009 العمر : 59 الموقع : سوريا
| موضوع: رد: الشاعر إيليا أبو ماضي الأربعاء يناير 13, 2010 3:41 am | |
| وقال ينقد أحدهم لما سكت حسبت أنك تاج | هيهات إنّي كالمنون أفاجي | تاللّه تطمع بالسلامة بعدما | ألقاك جهلك في يد الأمواج | إن كان داخلك الغرور فإنّه | ما انفكّ في البسطاء والسّذاج | إني أنا الأسد الهصور بسالة | ويل لقوم حاولوا إحراجي | حاولت أن تهتاجني عن مربضي | لتنال ذكرا ، خبت يا ذا الرّاجي | عار إذا أنشبت فيك مخالبي | إذ ليس من خلقي افتراس نعاج | وظننت أنّك بالغ شأوي إذا | رمت القريض فما ظفرت بحاج | إنّ القوافي كالخرائد منعة | وتفوقها في نبذ كلّ مداج | والشعر تاج لو عامت ولم تكن | مّمن يليق بحمل هذا التاج | خذها مثّقفة إذا وقعت على | جبل لأزعج أيّما إزعاج | أنا خير من قال القوافي مادحا | أنا خير من قال القوافي هاجي | قد كنت أزهد في الهجا لو لم يكن | لك يا مريض العجب، خير علاج |
| |
|
| |
bassam65 عضو ماسي
عدد المساهمات : 3455 نقاط : 20326 تاريخ التسجيل : 11/11/2009 العمر : 59 الموقع : سوريا
| موضوع: رد: الشاعر إيليا أبو ماضي الأربعاء يناير 13, 2010 3:42 am | |
| لارفعن للسما احتجاجي
جاء الشّتاء جيئة المفاجي كأنّما قد كان في الرّتاج فجمد السائل في الزجاج واكتست الأرض بمثل العاج فامتنع المرعى على النّعاج وامتنع الحبّ على الدّجاج وامتنع الّسير على النّواحي ربّ جواد لاحق هملاج معود الإلجام والإسراج والوخد والذّميل والإهماج أصبح مثل العرق في اختلاج متعرجا في غير ذي انعراج لو هاجه الرّاكب بالكرباج لما مشى به سوى اعوجاج لولا الجليد طار بالمهتاج مثل البراق بفتى المعراج وحطّه والشّمس في الأبراج لكنّه منه على الزّجاج وأمسك النّاس عن اللجاج أما ترى نداءهم تناجي كأنّما الجموع في الملاجي على ((منى)) مواكب الحجّاج ورغب المثري عن الدّيباج إلى اللّباس الخشن النّساج وكان أن جيء له يالتّاج أعرض عنه وارم الأوداج وانقبض النّهر عن الهياج وكان مثل الزّاخر العجّاج يصارع الأمواج بالأمواج يا مسبح الإوز والدّرّاج كيف غدوت موطىء الأحداج ومعبر الخلق إلى الخراج مالي والصّبح على انبلاج أخبط كالعشواء في الدّياجي إذا أردت السّير في منهاجي طال عثاري فيه وانزلاجي كأنّني أمشي على زجاج محتذيا بالزّئبق الرّجراج خيّل لي ، لشدّة ارتجاجي أنّ دمي يرتج في أوشاجي أرى الدّنى ضيّقة الفجاج ولم تضق ، لكنّما احتياجي إلى طريق واضح الشّجاج أسلك فيه غير ما انزعاج وحاجتي بالكوكب الوّهاج كحاجة الأعمى الى سراج! إنّ لجّ هذا القرّ في إحراجي لأرفعنّ للسّما احتجاجي! | |
|
| |
bassam65 عضو ماسي
عدد المساهمات : 3455 نقاط : 20326 تاريخ التسجيل : 11/11/2009 العمر : 59 الموقع : سوريا
| موضوع: رد: الشاعر إيليا أبو ماضي الأربعاء يناير 13, 2010 3:43 am | |
| الغراب والبلبل قال الغراب وقد رأى كلف الورى | وهيامهم بالبلبل الصّدّاح | لم لا تهيم بي المسامع مثله | ما الفرق بين جناحه وجناحي؟ | إني أشدّ قوى وأمضي مخلبا | فعلى م نام النّاس عن تمداحي؟ | ... | أمفرق الأحباب عن أحبابهم | ومكدّر اللّذّات واالأفراح | كم في السّوائل من شبيه للطّلا | فعلى م ليس لها مقام الرّاح؟ | ليس الخطوط من الجسوم وشكلها | السرّ كلّ السرّ في الأرواح | والصّوت من نعم السّما ولم تكن | ترضى السّما إلاّ عن الصدَّاحِ | حَكّم القضاء فإن نقمت على القضا | فاضرب بعنقك مدية الجراحِ |
| |
|
| |
bassam65 عضو ماسي
عدد المساهمات : 3455 نقاط : 20326 تاريخ التسجيل : 11/11/2009 العمر : 59 الموقع : سوريا
| موضوع: رد: الشاعر إيليا أبو ماضي الأربعاء يناير 13, 2010 3:44 am | |
| السر في الأرواح
قال الغراب وقد رأى كلف الورى وهيامهم بالبلبل الصّدّاح لم لا تهيم بي المسامع مثله ما الفرق بين جناحه وجناحي؟ إني أشدّ قوى وأمضي مخلبا فعلى م نام النّاس عن تمداحي؟ أمفرق الأحباب عن أحبابهم ومكدّر اللّذّات واالأفراح كم في السّوائل من شبيه للطّلا فعلى م ليس لها مقام الرّاح؟ ليس الحظوظ من الجسوم وشكلها السرّ كلّ السرّ في الأرواح والصّوت من نعم السّماء ولم تكن ترضى السّما إلاّ عن الصّلاح حكم القضاء فإن نقمت على القضا فاضرب بعنقك مدية الذبّاح!!! | |
|
| |
bassam65 عضو ماسي
عدد المساهمات : 3455 نقاط : 20326 تاريخ التسجيل : 11/11/2009 العمر : 59 الموقع : سوريا
| موضوع: رد: الشاعر إيليا أبو ماضي الأربعاء يناير 13, 2010 3:45 am | |
| الكأس الباقية دمعة على جبران جبران | ---------- | أيّها الشاعر الذي كان يشدو | بين ضاح من الجمال وضاحك | جلل أن يصيدك القدر الأعمى | ويمشي مقصّه في جناحك | موكب الشعر تائه في فضاء | ليس فيه سوى حطيم سلاحك | والبساتين ، والبلابل فيها | تتغنّى، حزينة لرواحك | قنعت بالنواح منك فلّما | زال عاشت بذكريات نواحك | والدجى ، والنجوم تسطع فيه، | واجم حسرة على مصباحك | تلمس العين أينما لمسته | جمرات التياحنا والتياحك | قد تولّت جلالة السحر عنه | واضمحلّت مذ صار غير وشاحك | هبطت ربّة الحياة لكي تكب | خمر الجمال في أقدامك | فإذا أنت في السرير مسجّى | صامت كالطيوف في ألواحك | فتولّت مذعورة تلطم الوجة | ويبكيك، يا قتيل سماحك! | سبقتها إلآهة الموت كي تخظى | ولو باليسير من أفراحك | ويحها! ويح حبّها من أثيم | طردتنا ولم تقم في ساحك | أيبست روضك الجميل ، ولم تظفر | بغير التّراب من أدواحك | ذهب الموت بالكؤوس جميعا | غير كأس ملأتها من جراحك |
| |
|
| |
bassam65 عضو ماسي
عدد المساهمات : 3455 نقاط : 20326 تاريخ التسجيل : 11/11/2009 العمر : 59 الموقع : سوريا
| موضوع: رد: الشاعر إيليا أبو ماضي الأربعاء يناير 13, 2010 3:46 am | |
| هاتها هاتها في القدح | نسمة في شبح | هاتها فالنّفس في | حاجة للفرح | واسقنيها كوثرا | وعلّي اقترح | إن تكن قد حرّمت | فعلى المستقبح | هي في سفرتها | طلعة المفتضح | وهي في حمرتها | كخديد المستحي | وهي في شدّتها | ثورة المجترح | وهي في رقّتها | خاطرا لم يلح | أتراها شفقا | كللت بالصّبح | أم هي الوجنات قد | ذوبت في قدح؟ |
| |
|
| |
bassam65 عضو ماسي
عدد المساهمات : 3455 نقاط : 20326 تاريخ التسجيل : 11/11/2009 العمر : 59 الموقع : سوريا
| موضوع: رد: الشاعر إيليا أبو ماضي الأربعاء يناير 13, 2010 3:47 am | |
| إلى الفاتح .. (ألا نبي)) ، لو طبعنا الشّمس يوما | وقلّدنا سيفا صفيحا | ورصّعناه بالشّهب الدّراري | لما زدناك فخرا أو مديحا | لأنّك أشجع الأبطال طرا | وأعظم قادة الدّنيا فتوحا | إذا ما مرّ ذكرك بين قوم | رأيت أشدهم عيّا فصيحا | فكم داويت سوريّا مريضا | وكم أسقيت تركيا صحيحا | وكم قد صنت في بيروت عرضا | وكم أمّنت في الشّهباء روحا | غضبت على ((الهلال)) فخرّ ذعرا | ولحت له فحاذر أن يلوحا | عصفت بهم فأمسى كلّ حصن | لخيل النّصر ميدانا فسيحا | مشت بك همّة فوق الثّريّا | فزلزلت المعاقل والصّروحا | من الوادي إلى صحراء سينا | إلى أن زرت ذيّاك الضّريحا | إلى بحر الجليل إلى دمشق | تطارد دونك التّركي القبيحا | فكان الجند كلّهم يشوعا | وكانت كلّ سوريّا ((أريحا)) | فإن يكن المسيح فدى البرايا | فإنّك أنت أنقذت المسيحا! |
| |
|
| |
bassam65 عضو ماسي
عدد المساهمات : 3455 نقاط : 20326 تاريخ التسجيل : 11/11/2009 العمر : 59 الموقع : سوريا
| موضوع: رد: الشاعر إيليا أبو ماضي الأربعاء يناير 13, 2010 3:48 am | |
| دودة وبلبل نظرت دودة تدبّ على الأرض | إلى بلبل يطير ويصدح | فمضت تشتكي إلى الورق الساقط | في الحقل أنها لم تجنّح | فأتت نملة إليها وقالت | اقنعي واسكتي فما لك أصلح | ما تمنيت إذ تمنّيت إلا | أن تصيري طيرا يصاد ويذبح | فالزمي الارض فهي أحنى على الدود، | وخليّ الكلام فالصمت أريح |
| |
|
| |
bassam65 عضو ماسي
عدد المساهمات : 3455 نقاط : 20326 تاريخ التسجيل : 11/11/2009 العمر : 59 الموقع : سوريا
| موضوع: رد: الشاعر إيليا أبو ماضي الأربعاء يناير 13, 2010 3:49 am | |
| أنا وهي جلست إليها والترام بنا يعدو | إلى حيث لا واش هناك ولا ضدّ | قد انتظت هذي القطارات في الثّرى | كأن الثّرى وتلك لها عقد | بلى، هي عقد بل عقود ، ألا ترى | على الأرض أسلاكا تدور فتمتدّ؟ | يسير فيطوي الأرض طيا كلأنّما | دواليبة أيدي، كأنّ الثذرى يرد | فكالطود إلاّ أنّ ذيّاك ثابت | وكالريح إلا أن هاتيك لا تبدو | توهّمته من سرعة السّير راكدا | وأنّ الدّنى فيمن على ظهرها تعدو | تحوم عليه المركبات كأنه | مليك وتلك المركبات له جند | تقصر عنه الرّيح إما تسابقا | فكيف تجاربه المطهّمة الجرد؟ | على أنه في كفّ عبد زمامه | فيا من رأى ملكا يصرفه عبد | كأني به ، يا صاح، دار ضيافة | يغادر وفد ويقصده وفد | خلوت بمن أهوى به رغم عاذلي | ولم يك غير القرب لي ولها قصد | فسار بنا في الأرض وخدا كأنما | درى أنّ ما نبغيه منه هو الوخد | فما راعني واللّه إلا وقوفه | فقد كنت أخشى أن يفاجئنا وغد | ولما انتهى من سيره وإذا بنا | على شاطىء البحر الذي ما له حد | هناك وقفنا والشّفاة صوامت | كأن بنا عيّا وليس بنا وجد | سكتنا ولكنّ العيون نواطق | أرق حديث ما العيون به تشدو | سكرنا ولا خمر ولكنّه الهوى | إذا اشتدّ في قلب امرىء ضعف الرشد | فقالت وفي أجفانها الدمع جائل | وقد عاد مصفرّا على خدّها الورد | ألا حبّذا ، يا صاحبي، الموت ههنا | إذا لم يكن من تذوّق الرّدى بدّ | فيالك من فكر مخيف وهائل | ويا لك من مرآى يرقّ له الصّلد | فقلت لها إني محب لكلّ ما | تحبين ، إن السمّ منك هو الشّهد | فقالت أمن أجلي تحنّ إلى الردى؟ | دع الهزل إنّ المرء حليته الجد | فقلت لها لو كنت في الخلد راتعا | ولست معي واللّه ما سرّني الخلد | فإن لم يكن مهد إليك يضمّني | فيا حبّذا ، يا هند ، لو ضمّنا لحد | فقالت لعمر الحقّ إنك صادق | فدمت على ود ودام لك الودّ | فلو لم أكن من قبل أعشق حسنها | لهمت بها واللّه حسبي من بعد |
| |
|
| |
bassam65 عضو ماسي
عدد المساهمات : 3455 نقاط : 20326 تاريخ التسجيل : 11/11/2009 العمر : 59 الموقع : سوريا
| موضوع: رد: الشاعر إيليا أبو ماضي الأربعاء يناير 13, 2010 3:50 am | |
| حكاية قديمة وربّت أمريكيّة خلت ودّها | يدوم، ولكن ما لغانية ودّ | صبوت إلى هند فلمّا رأيتها | سلوت بها هندا وما صنعت هند | وأوحت لها عيناي أنّ صبابة | تلجلج في صدري وأحذر أن تبدو | فألقت إلى أترابها وتبسّمت | أعي سكوت الصّب أم صمته عمد؟ | فقلت سلام اللّه ، قالت وبرّه | فقلت : أهزل ذلك القول أم جدّ | وأمسكت أنفاسي وأزهقت مسمعي | ففي نفسي جزر وفي مسمعي مدّ | فقالت وددنا لو عرفنا من الفتى | وما يبتغيه ؟ قلت ما يبتغي العبد؟ | قتيل ولكن ثوبه كفن له | وكلّ مكان يتريح به لحد | فإن لم يكن من نظرة ترأب الحشا | فردّي عليه قلبه وبه زهد | فضرّج خدّيها احمرار كأنّما | تصاعد من قلبي إلى خدّها الوجد | وقرّبها منّي وقرّبني الهوى | إلى أن ظننّا أنّنا واحد فرد | وكهرب روحينا فلمّا تنهدت | تنهّدت حتّى كاد صدري ينهد | وكان حديث خلت أنّي حفظته | فأذهلني عنه الّذي كان من بعد | أمرت فؤادي أن يطيع فؤادها | فيبكي كما تبكي وتشدو كما تشدو | وقلت لنفسي هذه منتهى المنى | وهذا مجال الشّكر إن فاتك الحمد | فإن ترعني عنها ، وفيك بقيّة ، | فما أنت نفسي إنّما أنت لي ضدّ | ومرّت ليال والمنى تجذب المنى | وقلبي ، كما شاءت ، يلين ويشتدّ | نروح ونغدو واللّيالي كأنها | وقوف لأمر لا تروح ولا تغدو | رأى الدّهر سدّا حول قلبي وقلبها | فما زال حتّى صار بينهما السّدّ | خدعت بها والحرّ سهل خداعه | فلا طالعي يمن ولا كوكبي سعد | وكنا تعاهدنا على الموت في الهوى | فما لبثت إلاّ كما يلبث الورد | كأنّي ما ألصقت ثغري بثغرها | ولا بات زندي وهو في جيدها عقد | ولم نشتمل بالليل والحيّ نائم | ولم نستتر بالرّوض واللّيل ممتدّ | ولا هزّنا شدو الحمائم في الضّحى | ولا ضمّنا بيت ولم يحونا برد | أإن لاح في فودي القتير نكرتني | أيزهد في الصّمصام إن خلق الغمد | لئن كان لون الشّعر ما تعشقينه | فدم أبيضا مادمت يا شعري الجعد | فلا تشمتي منّي فلست بمأمن | ولا تزهدي فيه، فليس به زهد | هو الفاتح الغازي الذي لا تردّه | عن الفاتح الغازي قلاع ولا جند | فلو كان غير الشّيب عني صرفته | ولكنّ حكم اللّه ليس له ردّ | وإن تعرضي عن مفرقي وهو أبيض | فيا طالما قبلته وهو مسودّ | شفى اللّه نفسي لا شفى اللّه نفسها | ولا غاب عن أجفانها الدّمع والسّهد | ولا قدّها غصن ولا خيزرانة | ولا خصرها غور ولا ردفها نجد | ولا وجهها شمس ولا شعرها دجى | ولا صدّها حرّ ولا وصلها برد | أحبّ إلى نفسي الرّدى من لقائها | وأجمل في عينّي من وجهها القرد | فإن تلمس الثّوب الّذي أنا لابس | قددت بكفّي الثوب من قبل ينقدّ | وإن تقرب الدّار التي أنا ساكن | هجرت مغانيها ولو أنّها الخلد | فإن كان غيري لم يزل دينه الهوى | فإني ، ولا أخشى الملامة ، مرتدّ!! |
| |
|
| |
bassam65 عضو ماسي
عدد المساهمات : 3455 نقاط : 20326 تاريخ التسجيل : 11/11/2009 العمر : 59 الموقع : سوريا
| موضوع: رد: الشاعر إيليا أبو ماضي الأربعاء يناير 13, 2010 3:51 am | |
| المدخل وقعت نحلة على الأقحوان | فإذا في القفير شهد | ومشت بعدها على الأغصان | دودة فالغصون جلرد | وهمي الغيث في الحقول ففيها | شجر وارف وزهر | وأصاب الرمال كي يحييها | فهما ميّت وقبر | أنا غيث ، فإن وجدتك حقلا | فأنا العشب والشجر | غير أني ، إذا لقيتك رملا، | لست شيئا حتى المطر | وأنا الأقحوان سيّان عندي | عشت يوما أو بعض يوم | لا أبالي الفناء إن كان مجدي | في فنائي أو مجد قومي | إن تغب في فراشة ألواني | فأنا زهرة تطير | وإذا انحلّ في الشعاع كيانب | فأنا في الضّحى عبير | جنّبوني الفناء في الديدان | إنه المصرع الكربه | وانعدام الأريج والألوان | واندثار لا مجد فيه | كن شعاعا يبين فيه كياني | لا ظلاما ولا رغام | ولأعش في الشعاع بضع ثوان | فهي خير من ألف عام |
| |
|
| |
bassam65 عضو ماسي
عدد المساهمات : 3455 نقاط : 20326 تاريخ التسجيل : 11/11/2009 العمر : 59 الموقع : سوريا
| موضوع: رد: الشاعر إيليا أبو ماضي الأربعاء يناير 13, 2010 3:54 am | |
| الزمان يمشي الزمان بمن ترقب حاجة | متثاقلا كالخائف المتردّد | حتى ليحسبه أسيرا موثقا | ويراه أبطأ من يح مقعد | ويخال حاجته التي يصبو لها | في دارة الجوزاء أو في الفرقد | ويكون ما يرجوه زورة صاحب | ويكون أبعد ما يرجّى في غد | فإذا تولّى النفس خوف في الضحى | من واقب تحت الدجى أو معتد | طارت بها خيل الزمان ونوقه | نحو الزمان المدلهمّ الأسود | فكأنها محمولة في بارق، | أو عارض، أو عاصف في فدفد | ويكون أقصر ما يكون إذا الفتى | مدّت له الدنيا يد المتودّد | فتوسط اللذّات غير منفّر | وتوسد الأحلام غير منكّد | فإذا لذيذ العيش نغبة طائر | وإذا طويل الدهر خطرة مرود | وإذا الفتى لبس الأسى ومشى به | فكأنما قد قال للزمن اقعد | فإذا الثواني أشهر، وإذا الدقائق | أعصر ، والحزن شيء سرمدي | وإذا صباح أخي الأسى أو ليله | متجدد مع همه المتجدّد | فهو الورى وأذلّهم أنّ الورى | متعلل، أو طامع ، أو مجتد | جعلوا رغائبهم قياس زمانهم | والدهر أكبر أن يقاس بمقصد | وقلت في نفسي الرغائب والمنى | فقهرته بتجرّدي وترّهدي | يشكو الذي يشكو السهاد جفونه | أو لم يكن ذا ناظر لم يسهد | إن كان شيء للنفاد أعده | فيما انقضى ومضى وإن لم ينفد | ما أن رأيت الكحل في حدق المهى | إلاّ لمحت الدود خلف الأثمد | من ليس يضحك والصباح مورّد | لم يكتئب والصبح غير مورّد | سيّان أحلام أراها في الكرى | عندي ، وأشياء اشتملت يدي | أنا في الزمان كموجة في زاخر | أنا فيه إن يزيد وإن لم يزيد | مهما تلاطم فهو ليس بمغرقي، | أو مخرجي منه، ولا بمبدّدي | هيهات ما أرجو ولا أخشى غدا | هل أرتجي وأخاف ما لم يوجد | والأمس فيّ فكيف أحسبه انتهى | أفما رأيت الأصل في الفرع الندي؟ | قبل كبعد حالة وهميّة | أمسي أنا، يومي أنا، وأنا غدي |
| |
|
| |
bassam65 عضو ماسي
عدد المساهمات : 3455 نقاط : 20326 تاريخ التسجيل : 11/11/2009 العمر : 59 الموقع : سوريا
| موضوع: رد: الشاعر إيليا أبو ماضي الأربعاء يناير 13, 2010 4:02 am | |
| [size=16]الفيلسوف المجنح يا أيّها المغرّد في الضحى | أهواك إن تنشد وإن لم تنشد | الفنّ فيك سجيّة لا صنعة | والحبّ عنك كالطبيعة سرمدي | فإذا سكتّ فأنت لحن طائر | وإذا نطقت فأنت غير مقلّد | للّه درّك شاعرا لا ينتهي | من جيّد إلا صبا للأوجود | مرح الأزهار في غنائك والشّذى | وطلاقة الغدران والفجر الندي | وكأنّ زورك فيه ألف كمنجة | وكأنّ صدرك فيه ألف مردّد | كم زهرة في السفح خادرة المنى | سكنت على يأس سكون الجلمد | غنّيتها ، فاستيقظت وترنّحت | وتألّقت كالكوكب المتوقّد | وجرى الهوى فيها وشاع بشاشة | من لم يحب فإنه لم يولد | وكأنّني بك حين تهتف قائل | للزهر : إنّ الحسن غير مخلّد | فاستنفدي في الحبّ أيام الصّبا | واسترشديه فهو أصدق مرشد | واستشهدي فيه، فمن سخر القضا | أن لا تذوقيه وأن تستشهدي! | يا فيلسوفا قد تلاقى عنده | طرب الخلّي وحرفة المتوجّد | رفع الربيع لك الأرائك في الربى | وكسا حواشيها برود زبرجد | أنت المليك له الضياء مقاصر | وتعيش عيش الناسك المتزهد | مستوفزا فوق الثرى، منتقلا | في الدّوح من غصن لغصن أملد | متزودا من كلّ حسن لمحة | شأن المحبّ الثائر المتمرّد | وإذا ظفرت بنفحة وبقطرة | فلقد ظفرت بروضو وبمورد | تشدو وتبهت حائرا مترددا | حتى كأنك حين تعطي تجتدي | فكأنما لك موطن ضيّعته | خلف الكواكب في الزمان الأبعد | وطن جميل كنت فيه سيّدا | فمضى ودام عليك همّ السيّد | طورت عنه إلى الحضيض فلم تزل | متلفتا كالخائف المتشرد | يبدو لعينك في العتيق خاليه | وتراه في ورق الغصون الميّد | صور معدّدة لغير حقيقة | كالآل لاح لمعطش في فدفد | فتهمّ أن تدنو إليه وتنئني | حتى كأنك خائف أن تهتدي | وكأنه حلم يصحّ مع الكرى | فإن انتهت من الكرى يتبدّد | كم ذا تفتّش في السفوح وفي الذّرى | عنقاء أقرب منه للمتصيّد | يا أيها الشادي المغرّد في الضحى | أهواك إن تنشد وإنلم تنشد | طوباك إنك لا تفكّر في غد | بدء الكآبة أن نفكّر في غد | إن كنت قد ضيّعت إلفك إنني | أبكي على إلفني الذي لم يوجد |
[/size] | |
|
| |
bassam65 عضو ماسي
عدد المساهمات : 3455 نقاط : 20326 تاريخ التسجيل : 11/11/2009 العمر : 59 الموقع : سوريا
| موضوع: رد: الشاعر إيليا أبو ماضي الأربعاء يناير 13, 2010 4:03 am | |
| عيد النهى في اليوبيل الذهبي لمجلة المقتطف | ------------- | قل للحمائم في ضفاف الوادي | يا ليتكن على شغاف فؤادي | لترين كيف تبعثرت أحلامه | وجرت به الآلام خيل طراد | كانت تشعّ على جوانبه المنى | فخبت وبدّل جمرها برماد | أسعدنه، فعسى يخفّ ولوعه | إنّ الشجي أحقّ بالإسعاد | ذهب الصبا وبقيت في خسراته | ليت الأسى مثل الصبا لنفاد | إنّ الشباب هو الغني فإذا مضى | وأقمت لا ينفكّ فقرك بادي | أمسيت أنظر في الحياة فلا أرى | إلا سوادا آخذا بسواد | ألقى تقابلني النجوم تخاوصت | فكأنما هي أعين الحسّاد | ما ثمّ من ذكرى إذا خطرت على | قلبي استراح سوى خيال الوادي | أفلا تزال الشمس تصبغ وجهه | بالورس آونة وبالفرصاد | أفلا يزال يذوب في أمواجه | ذهب الأصيل وفضّة الآراد؟ | لهفي إذا ورد الرفاق عشيّة | وذكرت أني لست الزوّاد | وإذا الحمام شدا وصفّق موجه | أن لا أصفقّ للحمام الشادي | وإذا النخيل تطاولت أظلاله | أن لا يكون مظلّتي ووسادي | وإذا الكواكب رصّعت آفاقه | أن لا يكون لرعيهنّ سهادي | ذقت الهوى وعرفته في شطه | إن الهوى للمرء كالميلاد | لا تدرك الأكباد سرّ وجودها | حتى يجول الحبّ في الأكباد | ما عشت لم يمسس جوانحك الهوى | لم ندر ما في العيش من أمجاد | لا تبصر العين الرياض وحليها | إلاّ على ضوء الصباح الهادي | وطنان أشواق ما أكون إليهما | مصر التي أحببتها وبلادي | ومواطن الأرواح يعظم شأنها | في النفس فوق مواطن الأجساد | حرصي على حبّ ((الكنانة)) دونه | حرص السجين على بقايا الزاد | بلد الجمال خفيّة وجليّه | والفنّ من مستطرف وتلاد | عرضت مواكبها الشعوب فلم أجد | إلاّ بمصر نضارة الآباد | كم من دفين في ثراها لم يزل | كالحي ذا مقة وذا أحقاد | ومشيّد ، للناس إذ يغثونه | من كلّ أرض خشية العبّاد | عاش الجدود وأثّلوا ما أثّلوا | واليوم ينبعثون في الأحفاد | ألمسبغين على النوابغ فضلهم | كالفجر منبسطا على الأطواد | أبناء مصر الناهضين تحية | كودادكم إن لم أقل كودادي | من شاعر كلف بكم وبأرضكم | أبدا يوالي فيكم ويعادي | إن تكرموا شيخ الصحافة تكرموا | أسنى الكواكب في سماء الضاد | خلع الشباب على الكنانة مطرفا | هو كالربيع على ربى ووهاد | ما زال يقحم في الجهالة نوره | حتى تقاصر ليلها المتمادي | بصحيفة نور العيون سوادها | وبياضها من ناصع الأجياد | ينبوع معرفة ،وهيكل حكمه، | ووعاء آداب ، وكنز رشاد | أغلى المواهب والعقول رأيتها | سكنت قصور مهارق ومداد | ذكر المجاهد في الحقيقة خالد | ويزول ربّ السيف والأجناد | لولا جبابرة القرائح لم يسر | في الأرض ذكر جبابر القوّاد | ما ذلّلت سبل المعالي أمّة | إلا بقوة مصلح أو هادي | ((صرّوف)) يسألك الأنام فقل لهم | كم في حياتك ساعة استشهاد | طلع القنوط عليك من أغواره | فرددت طائره وجأشك هادي | ومضيت تستقصي الحياة وسرّها | في كلّ عاقلة وكلّ جماد | حتى لكدت تحسّ هاجسة المنى | وتبين كم في النفس من أضداد | أنت الذي أسرت به عزماته | والدرب غامضة على الروّاد | والليل آفات على أغوارها | والهول أنجاد على الأنجاد | إنّ الحقائق أنت ناشر بندها | في حين كان العلم كالإلحاد | والعقل في الشرقّي من أوهامه | كالنسر في الأوهاق والاصفاد | تشقى متى تشقى الشعوب بجهلها | وتعزّ حين تعز بالأفراد | ألساهرين الليل مثل نجومه | فكأنهم للدهر بالمرصاد | ألباذلين نفوسهم لم يسألوا | وعلى النفوس مدارع الفولاد | خفضوا جناحهم وتحت برودهم | همم الملوك وصولة المرّاد | لهم الزمان قديمه وحديثه | ما الناس في الدنيا سوى الآحاد | أنّ الأنام على اختلاف عصورهم | جعلوا لأهل العلم صدّر النادي | ما العيد للخمسين بل عيد النهى | وفنونه والخاطر الوقّاد | عيد الحصافة والصحافة كلّها | في مصر ، في بيروت، في بغداد | ما العيش بالأعوام كم من حقبة | كالمحو في عمر السواد العادي | ألعمر ، إلاّ بالمآثر، فارغ | كالقفر طال به عناء الحادي | وسوى حياة العبقريّ نقيسها | فتقاس بالآجال والآماد |
| |
|
| |
bassam65 عضو ماسي
عدد المساهمات : 3455 نقاط : 20326 تاريخ التسجيل : 11/11/2009 العمر : 59 الموقع : سوريا
| موضوع: رد: الشاعر إيليا أبو ماضي الأربعاء يناير 13, 2010 4:04 am | |
| يا بلادي مثلما يكمن اللّظى في الرّماد | هكذا الحبّ كامن في فؤادي | لست مغرى بشادن أو شاد | أنا صبّ متيّم ببلادي | يا بلادي عليك ألف تحيّة | هو حبّ لا ينتهي والمنيّة | لا ولا يضمحلّ والأمنيّة | كان قبلي وقبل الشّجيّه | كان من قبل في حشا الازليّه | وسيبقى ما دامت الأبديّه! | خلّياني من ذكر ليلى وهند | واصرفاني عن كل قدّ وخدّ | كلّ حسناء غير حسناء عندي | أو أرى وجدها بقومي كوجدي | لا حياء في الحبّ والوطنيّه | كلّ شيء في هذه الكائنات | من جماد وعالم ونبات | وقديم وحاضر أو آت | صائر للزوال أو للممات | غير شوقي إليك يا سوريّه | أنت ما دمت في الحياة حياتي | فإذا ما رجعت للظلمات | واستحالت جوارحي ذرّات | فلتقل كلّ ذرة من رفاتي | عاش لبنان ولتعش سوريّه | ولتقل كلّ نفحة من ندّ | ولتقل كلّ دمعة في خدّ | ولتّقل كلّ غرسة فوق لحدي | وليقل كلّ شاعر من بعدي | عاش لبنان ولتعش سوريّه | ربّ ليل سهرته للصبّاح | حائرا بين عسكر الأشباح | ليس لي مؤنس سوى مصباحي | ونداء الملاّح للملاّح | وصراخ الزّوارق اللّيليّة | تتهادى في السّير كالملكات | أو كسرب النّعام في الفلوات | مقبلات في النّهر أو رائحات | تحت ضوء الكواكب الزّاهرات | فوق ماء كالبردة اليمنيّه | تتمشّى في صفحتيه النّسائم | فترى الموج فيه مثل الأراقم | يتلوّى ،وتارة كالمعاصم | كلف الماء بالنّسيم الهائم | ليتني كنت نسمة شرقيّه | هجع النّاس كلهم في المدينه | وتولّت على ((نويورك))السّكينة | وجفوني، بغمضها، مستهينه | لا ترى غير طيف تلك الحزينه | لست أعني بها سوى سوريّه | ذاك ليل قطعته أتأمّل | رسمها الصّامت الذي ليس يعقل | وبناني مع خاطري تتنقل | بين هذا الحمى وذاك المنزل | والرّبى والخمائل السّندسيّه | ههنا رسم منزل اشتهيه | ههنا مربع أحبّ ذويه | ههنا رسم معهد كنت فيه | مع رفاقي أجرّ ذيل التّيه | في الضّحى ، في الأصيل، بعد العشيّه | كم تطلعت في الخطوط الدّقيقه | ولثمت الطّرائق المنسوقه | قنعت بالخيال نفسي المشوقه | ليت هذا الخيال كان حقيقه | فعذابي في لذّتي الوهميّه | يا رسوما قد هيّجت اشواقي | طال ، لو تعلمين، عهد الفراق | أين تلك الكؤوس ، أين السّاقي؟ | أين تلك الأيّام، أين رفاقي؟ | أيا أحلامي الحسان البهيّه؟ | يارسوم الرّبوع والأصحاب | بحياتي عليك بالأحباب | أخبرني فقد عرفت مصابي | أترى عائد زمان التّصابي | أم طوته عنّا الأبديّه؟ | سبقتني دنيا أرادت لحافي | فأنا الآن آخر في السّباق | نصف عمري نصفي الباقي | كرثاء الأوراق للأوراق | يبس الأصل والفروع نديّه | ما تراني إذا تغنّى الشّادي | ومضى في الغناء والإنشاد | فأطار الأسى عن الأكباد | أحسب العود في يديه ينادي | أيّها القوم أنقذوا سوريّه! | وإذا ما جلست تحت الظّلام | أرقب البدر من وراء الغمام | رنّ في مسمعي فهزّ عظامي | شبه صوت يقول للنوّام | أيّها القوم أنقذوا سوريّه! | وإذو ما ذهبت في البستان | بين زهر الخزام والأقحوان | أسمع الهاتفات في الأفنان | قائلات وللكلام معان | أيّها القوم أنقذوا سوريّه! | وإذا ما وقفت عند الغدير | حيث تمشي الطّيور خلف الطّيور | خلت أنّ الأمواه ذات الخرير | قائلات معي لأهل الشّعور | أيّها القوم أنقذوا سوريّه! | ما لقومي وقد دهتها الدّواهي | بالذي يطفىء النّجوم الزّواهي | ويثير (الحماس) في الأمواه | قعدوا بين ذاهل أو لاه | أين أين الحفيظة العربيّه؟ | هي أمّ لكم وأنتم بنوها | حفظت عهدكم فلا تنكروها | أنتم أهلها وأنتم ذووها | لا تعينوا بالصّمت من ظلموها | ذاك علم على النّفوس الأبيّه | كن نبيا يستنزل الإلهاما | كن مليكا يصدر الأحكاما | كن غنيا ، كن قائدا ، كن إماما | كن حياة،كن غبطة، كن سلاما | لست مني أو تعشق الحريّه!!! | شوق يروح مع الزّمان ويغتدي | والشّوق ، إن جدّدته يتجدّد | دع عنك نصحي بالتّبلّد ساعة | يا صاح، قد ذهب الأسى بتبلّدي | ما زاد في أسف الحزين وشجوه | شيء كقولك للحزين تجلّد | ما زلت أعصيه إلى أن هاجني | ذكر الحمى فعصيت كلّ منفّد | وأطار عن جفني الكرى وأطارني | عن مرقدي مشي الهموم بمرقدي | في جنح ليل مثل حظّي حالك | كالبحر ساج ... مقفر كالفدفد | أقبلت أنظر في النّجوم مصعدا | عيني بين مصوب ومصعد | أو واجف أو راجف مترجرج | أو ظافر أو حائر متردّد | يمشين في هذا الفضاء وفوقه | وكأنّما يمشين فوق الأكبد | والبدر منبعث الشّعاع لطيفه | صاف كذهن الشّاعرالمتوقّد | ما زال ينفذ في الدّجى حتّى استوى | فيه ، فيا لك أبيضا في أسود | والشهب تلمع في الرّفيع كأنّها | أحلام أرواح الصّغار الهجّد | ينظرون عن كثب إليه خلسة | نظر الملاح إلى الغرير الأمرد | فعجبت مّمن نام ملء جفونه | والكون يشهد مثل هذا المشهد | ورأيتني فوق الغمام محلقا | في الأفق ما بين السّهاوالفرقد | فسمعت صوتا من بعيد قائلا | يا أيّها السّاري مكانك تحمد | ما دمت في الدّنيا فلا تزهد بها | فأخو الزّهادة ميت لم يلحد | لا تقنطنّ من النّجاح لعثرة | ما لا ينال اليوم يدرك في غد | كم آكل ثمرا سقاه غيره | دمه ، وكم من زارع لم يحصد | لو كان يحصد زرعه كلّ امرىء | لم تخلق الدّنيا ولم تتجدّد | بالذكر يحيا المرء بعد مماته | فانهض إلى الذكر الجميل وخلّد | فلئن ولدت ومتّ غير مخلّد | أثرا فأنت كأنّما لم تولد | حتّى م في لا شيء يقتتل الورى | إنّ الحمام على الجميع بمرصد | طاشت حلوم المالكين ، فذاهل | لا يستفيق وحائرلا يهتدى | وأفقت ، إذ قطع الكلام مكلّمي | فنظرتني فإذا أنا لم أصعد | ما للكواكب لا تنام ولا تني | قد طال سهدك يا كوكب فارقدي | كم تنظرين إلى الثّرى من حالق | ما في الثّرى لأخي الأسى من مسعد | أو تريني عندما اشتّدّ الدّجى | واشتدّ دائي نام عني عوّدي | حتّى لقد كاد القريض يعقّني | ويصون عنّي ماءه وأنا الصّدى | أمسي أهمّ به ويظلع خاطري | فكأنّما أنا ماتح من جلمد | لا تسألني لم سهدت فإنّني | لو كان في وسعي الكرى لم أسهد | صرفت يد البلوى يدي عن أمرها | ما خلت أمري قطّ يخرج من يدي | في أضلعي نار أذابت أضلعي | ومشت إلى كبدي ولّما تخمد | أخشى على الأحشاء من كتمانها | وأخاف أن أشكو فيشمت حسّدي | ومليحة لا هند من أسمائها | كلاّ، وليست كالحسان الخرّد | نشز الجواري والإماء تمردّدت | وونت فلم تنشز ولم تتمرّد | في النّفس منها ما بها من دهرها | أزكى السّلام عليك أرض الموعد | يا ليت شعري كم أقول لها انهضي | وتقول أحداث الزّمان لها اقعدي | ليس الذي لاقته هينا إنّما | حمل الأذى هين على المتعوّد! |
| |
|
| |
bassam65 عضو ماسي
عدد المساهمات : 3455 نقاط : 20326 تاريخ التسجيل : 11/11/2009 العمر : 59 الموقع : سوريا
| موضوع: رد: الشاعر إيليا أبو ماضي الخميس يناير 14, 2010 3:57 am | |
| أنت والكأس أنت والكأس في يدي | فلمن أنت في غد؟ | فاستشاطت لقولتي | غضبا في تمرّد | وأشاحت بوجهها | وادّعت أنّني ردي! | كاذب في صبابتي | ماذق في تودّدي | قلت: عفوا ، فإنّها | سورة من معربد | وجرى الصلح، والتقى | ثغرها ثغري الصدى | أذعن القلب طائعا | بعد ذاك التمرّد | فنعمنا هنيهة | بالولاء المجدّد | بين ماء مصفّق | وهزار مغرّد | ثمّ عادت وساوسي | فأنا في تردّد | راعها منّي السكوت | فذّمت تبلّدي | قالت: الحبّ سرمد | قلت: لا شيء سرمدي | أتحبّينني إذا | زال مجدي وسؤددي؟ | فأجابت لفورها | أنت ، لا المجد،مقصدي | قلت: هل تحفظين عهدي | إذا ضاع عسجدي؟ | فأجابت برقّة | أنت، ما عشت ، سيّدي | كنت كالشمس في الغنى | أم فقيرا كجدجد | حسنا... قلت ضاحكا: | يا ملاكي وفرقدي | إنّما هل يدوم لي | حبّك المشرق الندى | إن حتى الدهر قامتي | ومحا الشيب أسودي | وانطوى رونق الصّبا | مثل برق بفدفد؟ | قالت : الشكّ آفة الحبّ | فانبذه تسعد | ليس حبّيك للصّبا | لست فيه بأوحد | بل لما فيك من صفات ، | ومن طيب محتد | قلت: والشكّ رائح | في صميري ومغتد: | وإذا غالني الحمام | وأصبحت في غد | جثّة لفّها الثرى | بالظلام المؤبّد | ليس فيها لصاحب | أرب أو لحسّد | وسرى الدود حولها | يتغذّى ويعتدي | ومررت الغداة بي | فمررت بجامد | ونظرت فلم تري | غير عظم مجرّد | بعثرته يد البلى | كنافايات موقد | هل تحبّينني إذن | لخلالي ومحتدي؟ | ويك ! صاحت ودمعها | كجمان مبدّد | كم تظنّ الظنون بي | أيّها الزائغ اهتد | أشهد الصبح فائضا | في مروج الزبرجد | أشهد الليل لابا | طلبان التمرّد | أشهد الغيث معطيا، | أشهد الحقل يجتدي | وذوات الجناح من | باغم أو مغرّد | والأزاهير والشّذى | في وهاد وأنجد | أشهد الأرض والسما | أشهد اللّه موجدي | سوف أحيا كما ترى | الهوى والتوجّد | فأناجيك في الضحى | وهو أمراس عسجد | وأناجيك في المسا | والأصيل المورّد | في الربى تخلع الجمال | برودا وترتدي | والسواقي لها غناء | كألحان معبد | والعصافير أقبلت | نحوها للتبرّد | أسهر الليل وحشة | بفؤاد مشدّد | وإذا نمت نمت كي | يطرق الطيف مرقدي | فيظلّ الهيام بي | ينتهي حيث يبتدي | ويحزن تنهّت | فاستجاشت تنهّدي | فاعتنقنا سويعة | مثل جفني مسهّد! | أفلت الأمس هاربا | وغد؟ ليس من غد! | صرت وحدي وليس لي | أربّ في التّوحّد | يا نديمي إلى الكؤوس ، | ويا منشد انشد | زد لي الخمر كلّما | قلت: ((يا صاحبي زد)) | لا تقل أيّ موسم | ذا، فذا يوم مولدي! | أنا، ما زلت في الحياة ، | لي شبابي وسؤددي | ولجيني وعسجدي، | وخلالي ومحتدي | إنّما ((تلك)) أخلفت | قبل ليلين موعدي | لم تمت... لا ، وإنّما | أصبحت في سوى يدي! | آفة الحبّ أنّه | في قلوب وأكبد | فهو كالنار لم تدم | في هشيم لوقد |
| |
|
| |
bassam65 عضو ماسي
عدد المساهمات : 3455 نقاط : 20326 تاريخ التسجيل : 11/11/2009 العمر : 59 الموقع : سوريا
| موضوع: رد: الشاعر إيليا أبو ماضي الخميس يناير 14, 2010 3:58 am | |
| متى يذكر الوطن النوم جلست وقد هجع الغافلون | أنكر في أمسنا والغد | وكيف استبدّ بنا الظالمون | وجاروا على الشيخ والأمرد | فخلت اللواعج بين الجفون | وأنّ جهنم في مرقدي | وضاق الفؤاد بما يكتم | فأرسلت العين مدرارها | ذكرت الحروب وويلاتها | وما صنع السيف والمدفع | وكيف تجور على ذاتها | شعوب لها الرتبة الأرفع | وتخضب بالدم راياتها | وكانت تذمّ الذي تصنع | فباتت بما تهدم | صروح العلوم وأسرارها | نساء تجود بأولادها | على الموت، والموت لا يرحم | وجند تجود بأكبادها | على الأرض ، والأرض لا تعلم | وتغدو الطيور بأجسادها | فإن عطشت فالشراب الدم | وفي كلّ منزلة مأتم | تشقّ بها الغد أزرارها | لقد شبع الذئب والأجدل | وأقفرت الدور والأربع | فكم يقتل الجحفل | ويفتك بالأروع الأروع | ولن يرجع القتل من قتلوا | ولن يستعيد الذي ضيعوا | فبئس الألى بالوغى علموا | وبئس الألى أجّجوا نارها | أمن أجل أن يسلم الواحد | تطلّ الدماء وتفنى الألوف؟ | ويزرع أولاده الولد | لتحصدهم شفرات السيوف؟ | أمور يحار بها الناقد | وتدمي فؤاد اللبيب الحصيف | فيا ليت شعري متى يفهم | معاني الحياة وأسرارها | وحوّلت طرفي إلى المشرق | كما جتمعت حول نفسي الغموم | فأسندت رأسي إلى مرفقي | وقلت ، وقد غلبتني الهموم | بربك، أيتها الأنجم | متى تضع الحرب أوزارها؟ | كما يقتل الطير في الجنة | ويقتنص الظبي في السبب | كذلك يجنى على أمتي | بلا سبب وبلا موجب | فحتام تؤخذ بالقوة | ويقتصّ منها ، ولم تذنب؟ | وكم تستكين وتستسلم | وقد بلغ السيل زنارّها | وسيقت إلى النّطع سوق الغنم | مغاورها ورجال الأدب | وكل امرئ لم يمت بالخذم | فقد قتلوه بسيف السغب | فما حرّك الضيم فيها الشمم | ولا رؤية الدم فيها الغضب | تبدّلت الناس والأنجم | ولما تبدّل أطوارها | أرى الليث يدفع عن غيضته | بأنيابه وبأظفاره | ويجتمع النمل في قريته | إذا خشيء الغدر من جاره | ويخشى الهزار على وكنته | فيدفع عنها بمنقاره | فلا الكاسرات ولا الضيغم | ولا الشاة تمدح جزّارها | عجبت من الضاحك اللاعب | وأهلوه بين القنا والسيوف | يبيتون في وجل ناصب | فإن نصبوا ألجئوا للكهوف | وممن يصفقّ للضارب | وأحبابه يجرعون الحتوف | متى يذكر الوطن النّوم | كما تذكر الطير أوكارها؟ |
| |
|
| |
bassam65 عضو ماسي
عدد المساهمات : 3455 نقاط : 20326 تاريخ التسجيل : 11/11/2009 العمر : 59 الموقع : سوريا
| موضوع: رد: الشاعر إيليا أبو ماضي الخميس يناير 14, 2010 3:59 am | |
| في الليل جلست وقد هجع الغافلون | أفكر في أمسنا والغد | وكيف ، استبد بنا الظّلمون | وجاروا على الشّيخ والأمرد | فخلت اللّواعج بين الجفون، | وأنّ جهّنم في طرقدي | وضاق الفؤاد بما يكتم | فأرسلت العين مدرارها | ذكرت الحروب وويلاتها | وما صنع السّيف والمدفع | وكيف تجور على ذاتها | شعوب لها الرّتبة الأرفع | وتخضب بالدّم راياتها | وكانت تذمّ الذي تصنع | فباتت بما شيّدت تهدم | صروح العلوم وأسوارها | نساء تجود بأولادها | على الموت، والموت لا يرحم | وجند تذود بأكبادها | عن الأرض ، والأرض لا تعلم | وتغدو الطّيور بأجسادها | فإن عطشت، فالشّراب الدّم | وفي كلّ منزلة مأتم | تشقّ به الغيد أزرارها | لقد شبع الذئب والأجل | وأقفرت الدّور والأربع | فكم يقتل الجحفل الجحفل | ويفتك بالأروع الأروع | ولن يرجع القتل من قتلوا | ولن يستعيدوا الّذي ضيّعوا | فبئس الألى بالوغى علّموا | وبئس الألى أجّجوا نارها | أمن أجل أن يسلم الواحد | تطلّ الدّماء وتفنى الألوف؟ | ويزرع أولاده الوالد | لتحصدهم شفوات السّيوف؟ | أمور يحار بها النّاقد | وتدمي فؤاد اللّبيب الحصيف | فيا ليت شعري ، متى نفهم | معاني الحياة وأسرارها؟ | وحوّلت طرفي إلى المشرق | فلم أر غير جيال الغيوم | تحوم علىبدره المشرق | كما اجتمعت حول نفسي الغموم | فأسندت رأسي إلى مرفقب | وقلت وقد غلبتني الهموم | بربّك، أيّتها الأنجم،متى تضع الحرب أوزارها؟ | كما يقتل الطير في الجنّة | ويتنص الظّي في السّبسب | كذلك يجنى على أمّتي | بلا سبب وبلا موجب | فحتأم تؤخذ بالقوّة | ويقتصّ منها ولم تذنب؟ | وكم تستكيين وتستسلم | وقد بلغ السّيل زنّارها؟ | وسيقت إلى النّطع سوق النّعم | مغاويرها ورجال الأدب | وكلّ امرىء لم يمت بالخذم | فقد قتلوه بسيف السّغب | فما حرّك الضّيم فيها الشمم | ولا روية الدّم فيها الغضب | تبدّلت النّاس والأنجم | ولّما تبدّل أطوارها | أرى اللّيث يدفع عن غيضته | بأنيابه وبأظفاره | ويجتمع النّمل في قريته | إذا خشي الغدر من جاره | ويخشى الهزار على وكنته | فيدفع عنها بمنقاره | فلا الكاسرات ، ولا الضّيغم | ولا الشّاة تمدح جزّارها | عجبت من الضّاحك اللاّعب | وأهلوه بين القنا والسّيوف | يبيتون في وجل ناصب | فإن أصبحوا لجأوا للكهوف | ومّمن يصفقّ للضّارب | وأحبابه يجرعون الحتوف | متى يذكر الوطن النّوم | كما تذكر الطّير أوكارها؟ |
| |
|
| |
| الشاعر إيليا أبو ماضي | |
|