| الشاعر إيليا أبو ماضي | |
|
|
|
كاتب الموضوع | رسالة |
---|
bassam65 عضو ماسي
عدد المساهمات : 3455 نقاط : 20326 تاريخ التسجيل : 11/11/2009 العمر : 59 الموقع : سوريا
| موضوع: رد: الشاعر إيليا أبو ماضي السبت يناير 16, 2010 4:39 am | |
| هديتي إلى مدارس الشعب بالاسكندرية ما للهموم الطارقات ومالي | أسهرنني ورقدن عن أوجالي | أمسين ملء جوانحي ما نابني | خطب ولا خطر الغرام ببالي | أهوى وقد عبث المشيب بمفرقي | ليس الغواية للكبير البالي | ما ثم داء يستطار له الكرى | ما ثم غير كآبة وملال | أرعى الشواقب في الظّلام كأنها | زهر الحدائق أو نثير لآلي | وكأنّما شوك القتاد بمضجعي | وكأنّ حشو وسادتي بلبالي | حتى إذا عكفت علّي وساوسي | ونبا الفراش نزعت للتّجوال | فخرجت كالمنشور بعد مماته | وركبت متن اللّيل غير مبال | وذهبت أخترق المسالك مدلجا | وكأنما أطلقت من أغلال | أسعى وما غاية أسعى لها | سعيي إلى أمل من الآمال | فاستوقفتني ضجة في حانة | حبست مقاعدها على الجهّال | حلموا على الصّهباء يرتشفونها | كالطّير حول مصفّق سلسال | في غفلة العذّال في غسق الدّجى | إنّ السعادة غفلة العذّال | نهب الكؤوس عقولهم ونضارهم | نهب المدير الخادع الختّال | أمسى يسوق إليهم آجالهم | وحتوفهم في صورة الجريال | شرّ الشراب الخمر يصبح صبّها | قيد الضّنى ويبيت رهن خبال | يا سالب الأرواح بعض ترفّق | يكفيك أنّك سالب الأموال | لا تدفعنّ تلك النفوس إلى الرّدى | إنّ النفوس وإن صغرن غوالي | وإذا بمخمور يتيه معربدا | خبل به ما ذاك تيه دلال | حيران مضطرب الخطى فكأنما | قد راح يمشي فوق جمر صال | متخمّط في سيره، متأوّد | كالغصن بين صبا وبين شمال | عقد الشراب لسانه ولقد يرى | طلقا وفك مجامع الأوصال | فكبا كما يكبوا الجواد على الثّرى | شدّت عليه فوادح الأثقال | وتقدّم الشّرطي يمشي نحوه | مشي الفخور بنفسه المختال | متلفتّا عن جانبيه كعاشق | متلفّت حذر الرقيب القالي | ورأيته وبنانه في جيبه | فعلمت سرّ تلفّت المحتال | لا تعجبوا مما أحدثكم به | كم تحت ذاك الثّوب من نشّال | ثمّ انثنى متبسّما وإذا فتى | غضّ الإرهاب ممزّق السّربال | وافى فحرّكه فألقى جثة | همدت فأجفل أيّما إجفال | وحتى عليه يضمّه ودموعه | تنهلّ مثل العارض الهطّال | وأتى ذويه نعيه فتألّبوا | والغيد تعول أيّما إعوال | أرخصن ماء الجفن ثمّ أذلته | ولقد يكون الدّمع غير مذال | ولقد شهدت صغاره في حيرة | من أمرهم، لهفي على الأشبال | لا يفقهون الحزن غير تأوّه | ما الحزن غير تأوه الأطفال | ما كنت أعلم قبلما حفوا به | أنّ الشقيّ الجدّ ربّ عيال | أسفي عليه مضرّجا لم تمتشق | يده الحسام ولم يسر لقتال | أودى ضحية جهله كم بائس | أودى شهيد الجهل والاهمال | فرجعت مصدوع الفؤاد أبثكم | شجوي وأندب حاله العمّال | باتوا من الأرزاء بين مخالب | من دونهن مخالب الرئبال | خطران من جهل وفقر ماالردى | غير اجتماع الجهل ولاقلال | فخذوا بناصرهم فإنّ حياتهم | في مأزق حرج من الأهوال | ما أجدر الّجهلاء أن يتعلّموا | فالعلم مصدر هيبة وجلال | فاسعوا لنشر العلم فيهم إنّما | فضل الغمام يبين في الامحال | إنّ الجهول إذا تعلّم واهتدى | بثّ الهدى في صحبه والآل | يا قوم إن لم تسعفوا فقراءكم | فلم ادّخاركم إذن للمال | هلاّ رضيتم بالمحامد قنية | إنّ المحامد قنية المفضال | أو لستم أبناء من سارت بهم | في المكرمات روائع الأمثال | جودا فغير الحمد غير ملّد | ما المال إنّ المال طيف خيال | هيهات ما يبقى ولو عدد الحصى | أنّى يدوم وربه لزوال |
| |
|
| |
bassam65 عضو ماسي
عدد المساهمات : 3455 نقاط : 20326 تاريخ التسجيل : 11/11/2009 العمر : 59 الموقع : سوريا
| موضوع: رد: الشاعر إيليا أبو ماضي السبت يناير 16, 2010 4:42 am | |
| الكأسان كان على خوان ربّ المال | كأسان : من خمر ومن زلال | هاتيك في الحمرة مثل العندم | وتلك في بياضها كالدّرهم | فقالت السّلاقة الثّرثاره | عندي حديث فاسمعي يا جاره | أنا التي تخضع لي الرّؤوس | أنا التي يعبدني المجوس | كم قائد أضحكت منه جنده | وسيّد حكمت فيه عبده! | وملك أسقطت عنه التّاجا | وساكن هيجنه فهاجا | وزوجة علّمتها الخيانه | ووالد أنسيته الأمانه | وحدث خدعته فانخدعا | حتّى إذا شبّ عضّ الإصبعا | إنّ الغنى والصّيت والذّكاء | متى أرد صيّرتها هباء | فسمع الماء فهاج غضبا | وقال: مهلا ، بلغ السّيل الزّبى | إن تفخري، يا جارتي، بالشّرّ | فإنّ بالفعل الجميل فخري | أنا الذي تغسل بي الكلوم | ويرتوي الظّامىء والمحموم | يحبّني المالك والمملوك | والسيّد المطاع والصّعلوك | حيث أكون جاريا يكون | الورد والأقاح والنّسرين | إنّ المروج الخضر لا يحييها | غير وجودي حولها وفيها | كم سرت في الوادي وفي الغدير | على شبيه الدّر والكافور | وجلس العشّاق حولي في السّحر | عللى بساط العشب في ضوء القمر | كم اشتهوا، إذ سمعوا خريري، | لو أنّني أسير في الصّدور | أنا الذي لولاه مات النّاس | والطّير والأسماك والأغراس | يا خمر كم ذا تدّعين الفضلا | وبالمياه تقتلين قتلا | وأمّك الكرمة يا صهباء | ما وجدت في الأرض لولا الماء! |
| |
|
| |
bassam65 عضو ماسي
عدد المساهمات : 3455 نقاط : 20326 تاريخ التسجيل : 11/11/2009 العمر : 59 الموقع : سوريا
| موضوع: رد: الشاعر إيليا أبو ماضي السبت يناير 16, 2010 4:44 am | |
| المجنون أطار عني النوم صوت في الدجى | كأنه دمدمة الشّلال | يصرخ، والريح تردّد الصدى | في أذن الفضاء والتلال | يا ليل هنيهة قبالي | تر البرايا وأر الليالي | أنا الشادي ، أنا الباكي، | أنا العاري، أنا الكاسي | أنا الخمرة والدنّ، | أنا الساقي، أنا الحاسي | خلعت ثوبا لم تفصّله يدي | وهمت في الوادي بلا سريال | وخلتني انطلقت من سلاسلي | وخلصت ذاتي من الأوحال | فلم أزل أرسف في أغلالي | ولم أزل في حندس المحال | فما أبكي من الغربة | عن جار وعن خدن | فقد يرجع جيراني | وتبقى غربتي عني | عرفت في النهار كل مقبل | ومدبر، وما عرفت حالي | واستترت عني السهول والربى | تحت الدجى ، والبحر ذو الأهوال | لكنما لم تستتر_ آمالي | عني ولا نقصي ولا كمالي | ولا ضعفي، ولا عزمي ، | ولا قبحي، ولا حسني | فكم أهرب من نفسي | وما لي مهرب مني | فقلت من هذا ؟ فقال صحبي | موسوس يهذي من الخيال | يأوي إلى الأدغال في نهاره | كأنه جزء من الأدغال | وفي الدجى له صراخ عال | كأنه والليل في نضال | كأن الليل يوثقه | بأغالا وأمراس | ويضرب جسمه العاري | بسوط الظالم القاسي | ما أن رآه أحد إلاّ رآه | شاخص الطرف إلى الأعالي | كأنما يرقب ركبا صاعدا | أو هابطا وليس غير الآل | كأنما يخشى على الهلال | وسائر الشهب من الزوال | فصاح الصوت : ما أرجوه | في نفسي وما أحذر | فهما رحب الأفق | فنفسي الأفق الأكبر | ليس جلال الليل ما أدهشني | وإنما أدهشني جلالي | ولا جمال الشهب ما حيّرني | وإنما حيّرني جمالي | إن كان بي شوق إلى وصال | فإنّما شوقي إلى خيالي | توشّحت الضحى والليل | في أنسي وفي حزني | فما زاد الدجى خوفي | ولا زاد الضحى أمني | لم هاجر الناس فأصناف الورى | من السلاطين إلى الموالي | إلى ذوي العلم ، إلى أهل الغنى | من واصل وهاجر وسال | وحاضر وسابق وتال | في قبضتي ((اليمنى)) بلا جدال | تلاقى الأحمق الجاهل | والعالم في كفي | ومن كان له إلف | ومن كان بلا إلف | وفي يدي ((الشمال)) أشكال المنى | وصور اليقين والضلال | وكلّ ما لعاقل أو جاهل | من لذة أو ألم قتّال | وسائر الأمور والأحوال | وكلّ شيء قال شخص : ذا لي | وكان الليل قد أزمع | أن يحدو مطاياه | فساد الصمت في الوادي | كأن الموت يغشاه | فسرت والفجر دليلي باحثا | في الغاب والسفوح والتلال | فلم أجد غير صريع هامد | منطرح في جانب الشّلال | ((لا شيء)) في قبضته الشمال | وليس في اليمنى سوى ((صلصال)) |
| |
|
| |
bassam65 عضو ماسي
عدد المساهمات : 3455 نقاط : 20326 تاريخ التسجيل : 11/11/2009 العمر : 59 الموقع : سوريا
| موضوع: رد: الشاعر إيليا أبو ماضي الإثنين يناير 18, 2010 4:28 am | |
| تأملات ليت الذي خلق الحياة جميلة | لم يسدل الأستار فوق جمالها | بل ليته سلب العقول فلم يكن | أحد يعلّل نفسه بمنالها | للّه كم تغري الفتى بوصالها | وتضنّ حتى في الكرى بوصالها | تدنيه من أبوابها بيمينها | وتردّه عن خدرها بشمالها | كم قلت هذا الأمر بعض صوابها | فوجدته بالخير بعض محالها | ولكم خدعت بآلها وذمته | ورجعت أظمأ ما أكون لآلها | قد كنت أحسبني أمنت ضلالها | فإذا الذي خمّنت كلّ ضلالها | إنّ النفوس تغرّها آمالها | وتظلّ عاكفة على آمالها | حتى رأيت الشمس تلقي نورها | في الأرض فوق سهولها وجبالها | ورأيت أحقر ما بناه عنكب | متلففا ومطوّقا بحبالها | مثل الفصور العاليات قبابها | ألشامخات على الذّرى بقلالها | فعلمت أنّ النفس تخطر في الحلى | والوشى مثل النفس في أسمالها | ليست حياتك غير ما صوّرتها | أنت الحياة بصمتها ومقالها | ولقد نظرت إلى الحمائم في الربى | فعجبت من حال الأنام وحمالها | للشوك حظّ الورد من تغريدها | وسريكه من بعد إعرالها | تشدو وصائدها يمدّ لها الردى | فاعجب لمحسنه إلى مغنالها | فغبطتها في أمنها وسلامها | ووددت لو أعطيت راحة بالها | وجعلت مذهبها لنفسي مذهبا | ونسجت أخلاقي على منوالها | من لجّ في ضيمي تركت سماءه | تبكي علّي بشمسها وهلالها | وهجرت روضته فأصبح وردها | لليأس كالأشواك في أذغالها | وزجرت نفسي أن تميل كنفسه | عن كوثر الدنيا إلى أوحالها | نسيانك الجاني المسيء فضيلة | وخمود نارجدّ في إشعالها | فاربأ بنفسك والحياة قصيرة | أن تجعل الأضغا ن من أحمالها | زمن الشباب رحلت غير مذّمم | وتركت للحسرات قلبي الوالها | دّبت عقاربها إليه تنوشه | ورمت بقاياه إلى أصلالها | لم يبق من لذّاته ألاّ الرؤى | ومن الصبابة غير طيف خيالها | ومن الكؤوس سوى صدى رنّاتها | والراح غير خمارها وخيالها | يا جنّة عوجلت عن أثمارها | ولذاذة عربت من سربالها | ما عليها شيء سوى اضمحلالها | والذنب للأقدار في اضمحلالها | ومليحة في وجهها ألق الضحى | والسحر والصهباء | قالت: أينسى النازحون بلادهم ؟ | ما هاج حزن القلب غير سؤالها | الأرض ، سوريّا، أحبّ ربوعها | عندي ، ولبنان أعزّ جبالها | والناس أكرمهم علّي عشيرها | روحي الفداء لرهطها ولآلها! | والشهب أسطعها التي في أفقها | ليس الجلال الحقّ غير جلالها | وأحبّ غيث ما همى في أرضها | حتى الحيا الباكي على أطلالها | مرح الصّبا الجذلان في أسحارها | ومنى الصّبا الولهان في آصالها | إني لأعرف ريحها من غيرها | بنوافح الأشذاء في أذيالها | تلك المنازل كم خطرت بساحها | في ظلّ ضيغمها وعطف غزالها | وشذوت مع أطيارها ، وسهرت مع | أقمارها، ورقصت مع شلاّلها | وسجدت للإلهام مع صفصافها | وضحكت للأحلام مع وزّالها | وملأت عقلي حديث شيوخها | وأخذت شعري من لغى أطفالها | تشتاق عيني قبل يغمضها الردى | لو أنها اكتحلت ولو برمالها | مرّت بي الأعوام تقفو بعضها | وثب القطا تعدو إلى آجالها | وتعاقبت صور الجمال فلم يدم | في خاطري منها سوى تمثالها |
| |
|
| |
bassam65 عضو ماسي
عدد المساهمات : 3455 نقاط : 20326 تاريخ التسجيل : 11/11/2009 العمر : 59 الموقع : سوريا
| موضوع: رد: الشاعر إيليا أبو ماضي الإثنين يناير 18, 2010 4:30 am | |
| ابن الليل
أشرف البدر على الغابة في إحدى اليالي فرأى الثعلب يمشي خلة بين الدوالي كلما لاح خيال ، خاف من ذاك الخيال واقشعرّا ورأى ليثا مسورا واقفا عند الغدير كلما استشعر حسا ملاّ الوادي زئير فإذا بالماء يجري خائفا عند الصخور مكفهرّا ورأى البدر ابن آوى يتهادى في الفضاء كمليك حوله الشهب جنود وإما قال: لو كنت رفيق البدر ، أو بدر السماء أو خياله عشت حرا جيرتي الشهب ولي الظلماء مركب آمنا، ألعب بالبرق وطورا بي يلعب لا أبالي سطوة الراعي ولا الكلب المجرّب وصياله غير أن الليث لما أبصر البدر الضحوكا قال: يا ابن اليل مهما أشتهى لا أشتهيكا أنت وضّاح ولكن قاحل لا صيد فيكا أو حيالك لك هذا الأفق ، لكن هو أيضا للكواكب إنما لو كنت ليثا ذا نيوب ومخالب لم تعث في وجهك الوضّاح ألحاظ الثعالب صن جمالك عبد من أغاني الزنوج في أميركا فوق الجميّزة سنجاب والأرنب تمرح في الحقل وأنا صيّاد وثّاب لكن الصيد على مثلي محظور إذ أنّي عبد والديك الأبيض في القنّ يختال كيوسف في الحسن وأنا أتمنّى لو أنّي أصطاد الديك ولكنّي لا أقدر إذ أنّي عبد وفتاتي في تلك الدار سوداء الطلعة كالقار سيجيء ويأخذها جاري يا ويحي من هذا العار أفلا يكفي أنّي عبد؟ | |
|
| |
bassam65 عضو ماسي
عدد المساهمات : 3455 نقاط : 20326 تاريخ التسجيل : 11/11/2009 العمر : 59 الموقع : سوريا
| موضوع: رد: الشاعر إيليا أبو ماضي الإثنين يناير 18, 2010 4:31 am | |
| في السفينة تسير بنا عجل | وإن شاءت على مهل | وتسعى سعي مشتاق | بلا قلب ولا عقل | وتمشي في عباب الماء | مشي الصّل في الرّمل | فما تعبس للحزن | ولا تضحك للسهل | أبت تعرف الشّكوى | من التّرحال والحلّ | فطورا في قرار اليمّ | للغامض تستجلي | وآونة تناجيها | دراري الأفق بالوصل | وأحيانا تواني سيرها | ساكنة الظّلّ | وللموج حواليها | زئير اللّيث ذي الشّبل | ركبناها ونار الشّوق | في أحشائها تغلي | فيا للّه حتّى السّفن | مثلي ما لها مسل | فلا تعجب إذا أعجب | من أطوارها مثلي | فما أعرف مركوبا | سوى الأفراس والإبل | وما أعلم قبل الآن | أنّ الطّود ناق لي | تركنا ((غادة الشّرق)) | إلى ((لبنان))ذي الفضل | فمن وطن إلى وطن | ومن أهل إلى أهل |
| |
|
| |
bassam65 عضو ماسي
عدد المساهمات : 3455 نقاط : 20326 تاريخ التسجيل : 11/11/2009 العمر : 59 الموقع : سوريا
| موضوع: رد: الشاعر إيليا أبو ماضي الإثنين يناير 18, 2010 4:32 am | |
| مداعبة نبّئت أنك تعشق التمثيلا | عشقا يمثّل في حشاك فصولا | وتكاد من فرط الصبابة والجوى | أن تهجر المشروب والمأكولا | عللّت نفسك بالمحال فأصبحت | في غمرة وغدوت أنت عليلا | والنفس تقنع بالقيل فحبّذا | لو أنت صيّرت القيل السولا | تأبى المراسح أن تنيلك ودّها | إنّ المراسح لا تحبّ ثقيلا |
| |
|
| |
bassam65 عضو ماسي
عدد المساهمات : 3455 نقاط : 20326 تاريخ التسجيل : 11/11/2009 العمر : 59 الموقع : سوريا
| موضوع: رد: الشاعر إيليا أبو ماضي الإثنين يناير 18, 2010 4:33 am | |
| تلك المنازل تلك المنازل ... كيف حال مقيمها | إنّا قنعنا بعدها ....برسومها | تمشي على صور الطيور لحاظنا | نشوى ، كمن يصغى إلى ترنيمها | و نكاد نعشق في الأزاهير الدمى | أزهارها ، و نحسّ نفخ شميمها | نشتاقها ، في بؤسنا و نعيمنا | و نحبّها ، في بؤسها و نعيمها | لولا الخيال يعين أنفسنا لمّا | سكنت ، و لم يهدأ صراخ كلومها | و لكان شهد الأرض في أفواهنا | و هو اللّذيذ أمرّ من زقّمها | يا حاملا في نفسه و حديثه | أحلام أرزتها و لطف نسيمها | حدّث بنيها شيخهم و فتاهمو | عن ليث غابتها و ظبي صريمها | خبّرهم أنّ الكواكب لم تزل | تحنو على العشّاق بين كرومها | ما زال بلبلها يغنّي للربى | و السّحر تنفثه لواحظ ريمها | و الريح تلتقط الشّذى و تذيعه | من شيحها طورا و من قيصومها | و هضابها يلبسن عسجد شمسها | حينا ، و أحيانا لجين نجومها | و الفجر يرقص في السهول و في الذرى | متمهّلا فتهشّ بعد وجوهما | إن بدّلت منها التخوم فإنّها | ما بدّلت و الله غير تخومها | حدّثهم عن ليلها و نجومها | و عن الهوى في ليلها و نجومها | و عن الشّطوط الحالمات بعوده | للغائبين ، و رجعة لنعيمها | و عن الروابي الشاخصات إلى السما | ألعالقات رؤوسها بغيومها | فكأنّها سحب هوت من حالق | ورست على وجه الثّرى بهمومها | و عن الحياة جميلها و قبيحها ، | و عن النفوس صحيحها و سقيمها | و عن الألى ملكوا فلم يتورّعوا | عن سلب أعزلها و ظلم يتيمها | و عن الثعابين التي في أرضها ، | و عن الذئاب العصل خلف تخومها | ألجاهليّة ، آه من أصنامها | بوركت ، يا من جدّ في تحطيمها | و الطائفيّة أنت أوّل معول | في سورها ، ثابرعلى تهديمها | حتّى تعود وواحد أقنومها | و يحلّ روح الله في أقنومها | قل للشبيبة أن تبين وجودها | و تعزّ أنفسها بهون جسومها | كم ذا تشعّ و لا تضيء علومها | سرج الظلام إذن جليل علومها | يا واحد منها يحمّل نفسه | آلام عانيها وليل سليمها | إن أكرمتك نفوسنا في ليلة | فلكم قضيت العمر في تكريمها |
| |
|
| |
bassam65 عضو ماسي
عدد المساهمات : 3455 نقاط : 20326 تاريخ التسجيل : 11/11/2009 العمر : 59 الموقع : سوريا
| موضوع: رد: الشاعر إيليا أبو ماضي الإثنين يناير 18, 2010 4:34 am | |
| ستعود دنيانا أحب وأجملا أنس حين مشت إلّي | لما رأتني باسما متهللا | قالت_ أتطرب والمنايا حوّم | في الأرض كيف رمت أصابت مقتلا؟ | أنظر ، فقد خلت البيوت من الشباب | ولا جمال لمنزل منهم خلا | فسألتها _ أو ليس من أجمل العلى | وهنائنا خاضوا الوغى ؟ قالت _ بلى | يا هذه ، أإذا بكيت لبعدهم | يتبسمون ؟ أجابت الحسناء_ لا | كفّي الملام إذن فما أنا جاهل | ما تعلمين، وكيف لي أن أجهلا | لكن بعثت الفكر في آثارهم | في البحر ، في الأجواء ، في عرض الفلا | فرأيت نور المجد فوق بنودهم | ورأيتهم يمشون من نصرإلى... | سدّوا على الباغي المسالك كلّها | فالموت إن ولى وإن هو أقبلا | فإذا شممت اليوم رائحة الدماء | وطالعت عيناك آثار البلى | فاستبشري ، فغدا إذا التقع انجلى | ستعود دنيانا أحبّ وأجملا |
| |
|
| |
bassam65 عضو ماسي
عدد المساهمات : 3455 نقاط : 20326 تاريخ التسجيل : 11/11/2009 العمر : 59 الموقع : سوريا
| موضوع: رد: الشاعر إيليا أبو ماضي الإثنين يناير 18, 2010 4:35 am | |
| قنبلة الفناء إذا سحقت أرضنا القنبلة | كما يسحق الحجر الخردله | وقوّض مفعولها الراسيات | فصارت غبارا له جلجه | ودبّ الفنا في ذوات الجناح | وغلغل في النّبت فاستاصله | وفي الماشيات وفي الزاحفات | عليها إلى آخر السلسه | فلا زهر يأرج في روضة | ولا ديك يصدح في مزبله | وضاع الزمان ومقياسه | وأشبه آخره أوله | ولم يبق حيّ على سطحها | وأصبح عزريل لا شغل له | فذلك خطب يهول النفوس | تصوره قبل أن تحمله | ولكنّ أمرا يعزي الجميع | إذا سحقت أرضنا القنبلة | فلن يدع الموت حيا | يلوم سواه على هذه المقتله! |
| |
|
| |
bassam65 عضو ماسي
عدد المساهمات : 3455 نقاط : 20326 تاريخ التسجيل : 11/11/2009 العمر : 59 الموقع : سوريا
| موضوع: رد: الشاعر إيليا أبو ماضي الإثنين يناير 18, 2010 4:36 am | |
| قنبلة الفناء إذا سحقت أرضنا القنبلة | كما يسحق الحجر الخردله | وقوّض مفعولها الراسيات | فصارت غبارا له جلجه | ودبّ الفنا في ذوات الجناح | وغلغل في النّبت فاستاصله | وفي الماشيات وفي الزاحفات | عليها إلى آخر السلسه | فلا زهر يأرج في روضة | ولا ديك يصدح في مزبله | وضاع الزمان ومقياسه | وأشبه آخره أوله | ولم يبق حيّ على سطحها | وأصبح عزريل لا شغل له | فذلك خطب يهول النفوس | تصوره قبل أن تحمله | ولكنّ أمرا يعزي الجميع | إذا سحقت أرضنا القنبلة | فلن يدع الموت حيا | يلوم سواه على هذه المقتله! |
| |
|
| |
bassam65 عضو ماسي
عدد المساهمات : 3455 نقاط : 20326 تاريخ التسجيل : 11/11/2009 العمر : 59 الموقع : سوريا
| موضوع: رد: الشاعر إيليا أبو ماضي الإثنين يناير 18, 2010 4:37 am | |
| فتح اورشليم للّه ما أحلى البشير وقوله | سقط الهلال إلى الحضيض ودالا | بشرى نسينا كلّ شيء قبلها | النّاس والدّولات والأجيالا | ردّت على الشّيخ المسنّ شبابه | وعلى الحزين اليائس الآمالا | وعلى الصّديق صديقه ، وعليهما | أبويهما؛ وعلى الأب الأطفالا | لو سلوم الخلق الّذي وافى بها | بذلوا له الأرواح والأموالا | من مبلغ الأبطال عني أنّني | أهوى القروم الصّيد والأبطالا | بالأمس قطّعت الجزيرة قيدها | ورمت بوجه الغاشم الأغلالا | واليوم ودّعت المظالم أختها | ومشيت تجر ذبولها إدلالا | أبنات أورشليم ضمّخن الثّرى | بالطّيب واملأن الدّروب جمالا | حتّى يمرّ الفاتحون فإنّهم | كشوا الأذى عنكنّ والإذلالا | فاخلعن أثواب الكآبة والأسى | وألبسن من نور الضّحى سربالا | وانفخن بالبسمات كلّ سيمذع | خاض العجاج ووجهه يتلالا | هذا مجال للفتى أن يزدهي | فيه ، وللحسناء أن تختالا | يا قائد الصّيد الغطارفة الألى | تحنى الرؤوس ، لذكرهم ، إخلالا | ظنّ المغول جنودهم تحميهم | والقرد يحسنه أبوه غزالا | فتألّبوا وتهدّدوا وتوّعدوا | حتّى طلعت فأجفلوا إجفالا | ذعر الطّيور سطا عليهم باشق | وبنات آوى أبصرت رئبالا | كم حجفل بعثوا إليك مع الدّجى | لاقاه جيشك ، والصّباح ، فزالا | طاردتهم فوق الجبال وتحتها | كالليث يطرد دونه الأوعالا | فملأت هاتيك الأباطح والرّبى | بجسومهم وملأتهم أهوالا | وحميت إلاّ السّهد عن أجفانهم | ومنعت إلاّ عنهم الأوجالا | ساقوا إليك مثنهم وألوفهم | فرقا وسقت إليهم الآجالا | وصنعت من أسيافهم ودروعهم | لرقابهم وزنودهم أغلالا | لو لم تساقطهم إليك جبالهم | عند الضحى زلزلتها زلزالا | إن يأمنوا وجدوا المنايا يمنة | أو يأسروا وجدوا الجيوش شمالا | وشكت خيولك في اليادين الوجى | فجعلت أرؤسهم لهنّ نعالا | ورأوك قد عرّضت صدرك للظّبى | عند الحصون فعرّضوا الأكفالا | هنّئت بالنّصر المبين فإنه | نصر يعزّ على سواك منالا | هذي القلوب نسجتها لك أحرفا | لو أستطيع صنعتها تمثالا | أرضيت موسى والمسيح وأحمدا | والنّاس أجمع والإله تعالى |
| |
|
| |
bassam65 عضو ماسي
عدد المساهمات : 3455 نقاط : 20326 تاريخ التسجيل : 11/11/2009 العمر : 59 الموقع : سوريا
| موضوع: رد: الشاعر إيليا أبو ماضي الإثنين يناير 18, 2010 4:38 am | |
| كتابي وسائلة: أيّ المذاهب مذهبي | وهل كان فرعا في الديانات أم أصلا | وأيّ نبيّ مرسل أقتدي به | وأيّ كتاب منزل عندي الأغلى؟ | فقلت لها : لا يقتني المرء مذهبا، | وإن جلّ ، إلاّ كان في عنقه غلاّ | فما مذهب الإنسان إلاّ زجاجة | تقيّده خمرا وتضبطه خلاّ | فإن كان قبحا لم يبدّله لونها | جمالا، ولا نبلا إذا لم يكن نبلا | أنا آدميّ كان يحسب أنه | هو الكائن الأسمى وشرعته الفضلى | وأنّ له الدنيا التي هو بعضها | وأنّ له الأخرى إذا صام أو صلّى | أمنّ على الصّادي إذا ما سقيته | وألزمه شكري، ولست أنا الوبلا | وأزهى إذا أطمعت جوعان لقمة | كأني خلقت الحبّ والحقل والحقلا | تتلمذت لإنسان في الدّهر حقبة | فلّقتني غيّا، وعلّمني جهلا | نهاني عن قتل النّفوس وعندما | رأى غرّة منّي تعلّم بي القتلا! | وذّم إلّي الرقّ ثم استرقّني | وصوّر ظلما فيه تمجيده عدلا | وكاد يريني الإثم في كلّ ما أرى | وكلّ نظام غير ما سنّ مختلا | فصار الورى عندي عدوّا وصاحبا | وأنقسم صنفين علياء أو سفلى | وصرت أرى بغضا ، وصرت أرى هوى، | وصرت أرى عبدا ، وصرت أرى مولى | ويا ربّ شرّ خلته الخير كلّه | ويا ربّ خير خلته نكبة جلّى | إلى أن رأيت النجم يطلع في الدجى | لذي مقلة حسرى وذي مقلة جذل | وشاهدت كيف النهر يبذل ماءه | فلا يبتغي شكرا ولا يدّعي فضلا | وكيف يزين الطلّ وردا وعوسجا | وكيف يروّي العارض الوعر والسهلا | وكيف تغذّي الأرض ألأم نبتها | وأقبحه شكلا كأحسنه شكلا | فأصبح رأبي في الحياة كرأيها | وأصبحت لي دين سوى مذهبي قبلا | وصار نبيّ كلّ ما يطلق العقلا | وصار كتابي الكون لا صحف تتلى | فديني كدين الرّوض يعبق بالشذى | ولو لم يكن فيه سوى اللص منسلا | فليست تخوم المالكيه تخومه | وإنّ له إن يعلموا غيرهم أهلا | فكم هشّ للأنسام والنور والندى | وآوى إليه الطير والذرّ والنملا | وكم بعثته للحياة من البلى | قريحة فنّان فأورق واخضلاّ | وأصبح يجلى ((طيفه)) في قصيدة | وفي رقعة أو لوحة ((وهو)) لا يجلى | وديني الذي اختار الغدير لنفسه | ويا حسن ما اختار اغدير وما أحلى! | تجيء إليه الطير عطشى فترتوي | وإن وردنه الإبل لم يزجر الإبلا | ويغتسل الذئب الأثيم بمسائه | فلا إثم ذا يمحي ، ولا طهر ذا يبلى! | وديني كدين الشّهب تبدو لعاشق | وقال، وفيها ما يحبّ وما يقلى | فما استترت كيما يضلّ مسافر | ولا بزغت كي يستنير الذي ضلاّ | وليس لها أن تمنع الناس ضوءها | ولو فتلوا منه لتكبيلها حبلا | وديني كدين الغيث إن سحّ لم يبل | أروى الأقاحي أم سقى الشوك والدّفلى | فلم يتخّير في الفضاء مسيره، | ولم ينهمر جودا ، ولم ينحبس بخلا | وإن لم أكن كالروض والنجم والحيا | فحسبي اعتقادي أنّ خطّتها المثلى | يرى النحل غيري اذ يرى النحل حائما | وأبصر قرص الشهد اذ أبصر النحلا | وألمح واحات من النخل في النوى | اذا حرف الإعصار من واحتي النخلا | وان أشرب الصهباء أعلم أنني | شربت بشاشات الزمان الذي ولّى | وما همسته الريح في أذن الثرى | وما ذرفت في الليل نجمته الشكلى | وغصّات من ماتوا على اليأس في الهوى | فيا شاربيها هل لمحتم دم القتلى؟ | وان مرّ طفل رأيت به الورى | من المثل الأدنى الى المثل الأعلى | فيا لك دنيا حسنها بعض قبحها | ويالك كونا قد حوى بعضه الكلاّ |
| |
|
| |
bassam65 عضو ماسي
عدد المساهمات : 3455 نقاط : 20326 تاريخ التسجيل : 11/11/2009 العمر : 59 الموقع : سوريا
| موضوع: رد: الشاعر إيليا أبو ماضي الإثنين يناير 18, 2010 4:42 am | |
| الشباب والحب الشباب والحب | بكيت الصّبا من قبل أن يذهب | فيا ليت شعري ما تقول اذا ولّى؟ | وهّمته يبقى اذا أنت صنته | عن الشفة الحمراء والمقلة الكحلا | وخلت الهوى جهلا فلم يكن الهدى | أخيرا سوى ا؟لأمر الذي خلته جهلا | خشيت عليه أن يطوحه الهوى | فألقاك هذا الخوف في الهوّة السفلى | أتلجم ماء النهر عن جريانه | مخاقة أن يفنى؟ اذن ، فاشرب الوحلا | سبيلى الصّبا مهما حرصت على الصبا | فدعه يذوق الحبّ من قبل أن يبلى | فما ديمة صبّت على الصخر ماءها | فما أنبتت زهرا ولا أطلعت بقلا | بأضيع من برد الشباب على امرىء | اذا استطعمته النفس أطعمها العذلا | فلا تك مثل الأقحوانة راعها | من الحقل أنّ تجنى فلم تكن الحقلا | وأعجبها الوادي فلاذت بقاعه | فجاء عليها السيل في الليل واستتلى | فما عانقت نور الكواكب في الدّجى | ولا لثمت فجرا ولا رشفت طلاّ | وزالت فلم يستشعر النور والندى | على فقدها غما كأن لم تكن قبلا | ولا تك كالصدّاح اذ خال أنه | اذا اذدخر الألحان أكسبها نبلا | فضنّ بها والشمس تنثر تبرها | وفضّتها والأرض ضاحكة جذلى | فلّما مضى نور الربيع عن الربى | ودبّ الى أزهارها الموت منسلاّ | تحفّز كي يشدو فلم يلق حوله | سوى الورق الهاوي كأحلامه القتلى |
| |
|
| |
bassam65 عضو ماسي
عدد المساهمات : 3455 نقاط : 20326 تاريخ التسجيل : 11/11/2009 العمر : 59 الموقع : سوريا
| موضوع: رد: الشاعر إيليا أبو ماضي الإثنين يناير 18, 2010 4:44 am | |
| فلسفة الحياة أيّهذا الشّاكي وما بك داء | كيف تغدو اذا غدوت عليلا؟ | انّ شرّ الجناة في الأرض نفس | تتوقّى، قبل الرّحيل ، الرّحيلا | وترى الشّوك في الورود ، وتعمى | أن ترى فوقها النّدى إكليلا | هو عبء على الحياة ثقيل | من يظنّ الحياة عبئا ثقيلا | والذي نفسه بغير جمال | لا يرى في الوجود شيئا جميلا | ليس أشقى مّمن يرى العيش مرا | ويظنّ اللّذات فيه فضولا | أحكم النّاس في الحياة أناس | عللّوها فأحسنوا التّعليلا | فتمتّع بالصّبح ما دمت فيه | لا تخف أن يزول حتى يزولا | وإذا ما أظلّ رأسك همّ | قصّر البحث فيه كيلا يطولا | أدركت كنهها طيور الرّوابي | فمن العار أن تظل جهولا | ما تراها_ والحقل ملك سواها | تخذت فيه مسرحا ومقيلا | تتغنّى، والصّقر قد ملك الجوّ | عليها ، والصائدون السّبيلا | تتغنّى، وقد رأت بعضها يؤخذ | حيّا والبعض يقضي قتيلا | تتغنّى ، وعمرها بعض عام | أفتبكي وقد تعيش طويلا؟ | فهي فوق الغصون في الفجر تتلو | سور الوجد والهوى ترتيلا | وهي طورا على الثرى واقعات | تلقط الحبّ أو تجرّ الذيولا | كلّما أمسك الغصون سكون | صفّقت الغصون حتى تميلا | فاذا ذهّب الأصيل الرّوابي | وقفت فوقها تناجي الأصيلا | فأطلب اللّهو مثلما تطلب الأطيار | عند الهجير ظلاّ ظليلا | وتعلّم حبّ الطلّيعة منها | واترك القال للورى والقيلا | فالذي يتّقي العواذل يلقى | كلّ حين في كلّ شخص عذولا | أنت للأرض أولا وأخيرا | كنت ملكا أو كنت عبدا ذليلا | لا خلود تحت السّماء لحيّ | فلماذا تراود المستحيلا ؟.. | كلّ نجم إلى الأقوال ولكنّ | آفة النّجم أن يخاف الأقولا | غاية الورد في الرّياض ذبول | كن حكيما واسبق إليه الذبولا | وإذا ما وجدت في الأرض ظلاّ | فتفيّأ به إلى أن يحولا | وتوقّع ، إذا السّماء اكفهرّت | مطرا يحيي السهولا | قل لقوم يستنزفون المآقي | هل شفيتم مع البكاء غليلا؟ | ما أتينا إلى الحياة لنشقى | فأريحوا ، أهل العقول، العقولا | كلّ من يجمع الهموم عليه | أخذته الهموم أخذا وبيلا | كن هزارا في عشّه يتغنّى | ومع الكبل لا يبالي الكبولا | لا غرابا يطارد الدّود في الأرض | ويوما في اللّيل يبكي الطّلولا | كن غديرا يسير في الأرض رقراقا | فيسقي من جانبيه الحقولا | تستحم النّجوم فيه ويلقى | كلّ شخص وكلّ شيء مثيلا | لا وعاء يقيّد الماء حتى | تستحل المياه فيه وحولا | كن مع الفجر نسمة توسع الأزهار | شمّا وتارة تقبيلا | لا سموما من السّوافي اللّواتي | تملأ الأرض في الظّلام عويلا | ومع اللّيل كوكبا يؤنس الغابات | والنّهر والرّبى والسّهولا | لا دجى يكره العوالم والنّاس | فيلقي على الجميع سدولا | أيّهذا الشّاكي وما بك داء | كن جميلا تر الوجود جميلا |
| |
|
| |
bassam65 عضو ماسي
عدد المساهمات : 3455 نقاط : 20326 تاريخ التسجيل : 11/11/2009 العمر : 59 الموقع : سوريا
| موضوع: رد: الشاعر إيليا أبو ماضي الإثنين يناير 18, 2010 4:45 am | |
| وردة وأميل يا ليتما خلق الزمان أميلا | إني أراه كالشّباب جميلا | ولّى، فودّعت السماء بهاءها | من بعده ،هوى النّهار عليلا | جنحت ذكاء إلى الغروب كأنما | تبغي رقادا أو تريد مقيلا | وتناثرت قطع السحاب كأنها | الجيش الملّهام إذا انثنى مفلولا | هذا وقد بسط السكون جناحه | والليل أمسى ستره مسدولا | قد بات كلّ مسهّد طوع الرّقاد، | وكلّ جفن بالكرى مكحولا | إلا مهفهفة بها نزل الهوى | ضعيفا ولكن لا يريد رحيلا | غيداء قد وصلت ذوائبها الثّرى | أني لأحسد ذلك الموصولا | تحكي المدامة رقة وقساوة | تحكي المهاة لواحظا وتليلا | ماء الحياء يجول في وجناتها | فكأنّ في تلك الكؤوس شمولا | والخدّ أبهج ما يكون موردا | والطرف أفتن ما يكون كحيلا | نظرت وربّ منية من نظرة | قد كان عنها ربّها مشغولا | فهوت وربّ هوى تنال به تامنى | وهوى ينال به الحمام نبيلا | والحبّ مصدره العيون وربّما | تخذ السماع إلى القلوب سيلا | فإذا عشقت فلا تلم أحدا سوى | عينيك ، إنّ من العيون قتولا | ودّت وقد نال الذّبول خدودها | لو أن في الشّوق المقيم ذبولا | وإذا تملّكت الصّبابة في امرىء | لم بجد عذل العاذلين فتيلا | سمعت دويا في الظّلام فهرولت | مذعورا بعد الوقوف طويلا | وأنين مختضر يقول قتلتني | ثكلتك أمّك لم أنل مأمولا | تعدو وتجذبها روادفها إلى | خلف فتجهد خضرها المتبولا | فكأنّ في ذاك الوشاح متّيما | وكأنّ في ذاك الإزار عذولا | تخذت من اللّيل المخّيم صاحبا | ومن الأنين إلى الأنين دليلا | تبغي الوّقوف على حقيقة أمره ، | تبغي حليلا لا تراه جليلا | وتدير في تلك البنان مسدّسا | تركت قذائفه السهام فضولا | في طرفه كمن الهلاك فلو رنا | طرف الزّمان إليه عاد كليلا | قد أسكنت أكر الرّصاص جفونه | فكأنّ أكبادا تجنّ غليلا | يحمي الضعيف من القوي وربّما | قتل الجبان به الفتى البهلولا | ومن الأسى لم تعرف الحسنار هل | قطعت ذراعا في السّرى أم ميلا | حتى إذا رأيت المراد وما رأت | إلا خيالا واقفا مجهولا | حسبته قاتل من تحبّ وأيقنت | أنّ الذي علقت به المقتولا | فدنت وأطلقت المسدّس نحو من | بصرت به عرضا فخرّ قتيلا | صرعت فتى صرع الرّقيب وجندلت | أسدا يخرّ له الهزير ذليلا | كالبدر حسنا ، كالغمام سماحة، | كالغصن غضّا، كالحسام صقيلا | ثبت الجنان قويّة، عف الإزارنقيّه ، | ما خان قطّ خليلا | هذا هو الدّنف الذي أرضى الهوى | فيها، وأغضب كاشحا وعذولا | ما نال بعد جهاده إلا الرّدى | والبدر يكسيه المسير أفولا | لم تعلم الحسناء أنّ قتيلها | من لم تر أبدا سواء جميلا | عرفت وذلك عندما طلع الضّحى | ورأت عيانا نعشه محمولا | لم يبلغوا القبر المعدّ لدفتيه | إلا وقد بلغ الرّدى العطبولا | يا صاحبي إن جزت في قبريهما | فاتل السّلام عليهما ترتيلا | من شاعر ما حرّك الغصن الهوا | إلا تذّكر وردة وإميلا |
| |
|
| |
bassam65 عضو ماسي
عدد المساهمات : 3455 نقاط : 20326 تاريخ التسجيل : 11/11/2009 العمر : 59 الموقع : سوريا
| موضوع: رد: الشاعر إيليا أبو ماضي الإثنين يناير 18, 2010 4:46 am | |
| كم تشتكي ( قالها في مهرجان بردجفيل) | - - - | كم تشتكي و تقول إنّك معدم | و الأرض ملكك و السماو الأنجم ؟ | و لك الحقول وزهرها و أريجها | و نسيمها و البلبل المترنّم | و الماء حولك فضّة رقراقة | و الشمس فوقك عسجد يتضرّم | و النور يبني في السّفوح و في الذّرى | دورا مزخرفة و حينا يهدم | فكأنّه الفنّان يعرض عابثا | آياته قدّام من يتعلّم | و كأنّه لصفائه و سنائه | بحر تعوم به الطّيور الحوّم | هشّت لك الدّنيا فما لك واجما ؟ | و تبسّمت فعلام لا تتبسّم | إن كنت مكتئبا لعزّ قد مضى | هيهات يرجعه إليك تندّم | أو كنت تشفق من حلول مصيبة | هيهات يمنع أن تحلّ تجهّم | أو كنت جاوزت الشّباب فلا تقل | شاخ الزّمان فإنّه لا يهرم | أنظر فما تطلّ من الثّرى | صور تكاد لحسنها تتكلّم | ما بين أشجار كأنّ غصونها | أيد تصفّق تارة و تسلّم | و عيون ماء دافقات في الثّرى | تشفي السقيم كأنّما هي زمزم | و مسارح فقتن النسيم جمالها | فسرى يدندن تارة و يهمهم | فكأنّه صبّ بباب حبيبة | متوسّل ، مستعطف ، مسترحم | و الجدول الجذلان يضحك لاهيا | و النرجس الولهان مغف يحلم | و على الصعيد ملاءه من سندس | و على الهضاب لكلّ حسن ميسم | فهنا مكان بالأريج معطّر | و هناك طود بالشّعاع مهمّم | صور و أيات تفيض بشاشة | حتّى كأنّ الله فيها يبسم | فامش بعقلك فوقها متفهّما | إنّ الملاحة ملك من يتفهّم | أتزور روحك جنّة فتفوقها | كيما تزورك بالظنون جهنّم ؟ | و ترى الحقيقة هيكلا متجسّدا | فتعافها لوساوس تتوهّم | يا من يحنّ إلى غد في يومه | قد بعت ما تدري بما لا تعلم | ... | قم بادر اللّذّات فواتها | ما كلّ يوم مثل هذا موسم | واشراب بسرّ حصن سرّ شبابه | وارو أحاديث المروءة عنهم | المعرضين عن الخنا ، فإذا علا | صوت يقول : "إلى المكارم" أقدموا | ألفاعلين الخير لا لطماعة | في مغنم ، إنّ الجميل المغنّم | أنت الغنيّ إذا ظفرت بصاحب | منهم و عندك للعواطف منجم | رفعوا لدينهم لواء عاليا | و لهم لواء في العروبة معلم | إن حاز بعض النّاس سهما في العلى | فلهم ضروب لا تعدّ و أسهم | لا فضل لي إن رحت أعلن فضلهم | بقصائدي ، إنّ الضحى لا يكتم | لكنّني أخشى مقالة قائل | هذا الذي يثني عليهم منهم | أحبابنا ما أجمل الدنيا بكم | لا تقبح الدّنيا و فيها أنتم |
| |
|
| |
bassam65 عضو ماسي
عدد المساهمات : 3455 نقاط : 20326 تاريخ التسجيل : 11/11/2009 العمر : 59 الموقع : سوريا
| موضوع: رد: الشاعر إيليا أبو ماضي الإثنين يناير 18, 2010 4:49 am | |
| بين الكأس و الطاس حمل الشّمس إلينا قمر | في سماء نحن فيها أنجم | شادن حكّمه الحسن بنا | و سوى الحسن بنا لا يحكم | أسبل الشّعر فيا عيني اسهري | إنّه ليل طويل مظلم | و احذري يا مهجتي منه فما | ذلك الأسود إلاّ أرقم | كاد أن يشبه جسمي خضرة | إنّما رقّته بي سقم | يتلظّى الخال في وجنته | أرأيتم كيف يصلى المغرم ؟ | صنم في خدّه النّار و في | كفّه ضرّتها تضرم | بنت كرم لم يهم فيها سوى | كلّ صبّ هام فيه الكرم | حبست في دنّها من قدم | ما لها ذنب و لكن ظلموا | حرّموها حينما خافوا عليه | ما سواهم فاسقني ما حرّموا | أنّها سرّ فشا بين الورى | و إذا السّر فشا لا يكتم |
| |
|
| |
bassam65 عضو ماسي
عدد المساهمات : 3455 نقاط : 20326 تاريخ التسجيل : 11/11/2009 العمر : 59 الموقع : سوريا
| موضوع: رد: الشاعر إيليا أبو ماضي الإثنين يناير 18, 2010 4:51 am | |
| الماهدون في المهجر ألا و بعون لو أنّها تتكلّم | لروت لنا قصص للعظام عنكم | و لحدّثتنا عن أعشاشكم | طرتم بأجنحة المنى إذ طرتم | يوم الفراق كظمتم آلامكم | و أخفّ من ألم الفراق جهنّم | و بكى الأحبّة حولكم و جفونكم | تعصى البكا ؛ حزن الجبابر أبكم | أيد تودّع موطنا و عشيرة | و مطامح خلف البحار تسلّم | ضاقت على أحلامهم تلك القرى | فاخترتم الدنيا الوساع لتحلموا | و غزوتم الآفاق لا زاد لكم | إلاّ الصّبا المتوثّب المتضرّم | كاللّيث ليس سلاح في السّرى | مخالبه التي لا تلثم | تتخيّلون البحر شقّ لتعبروا | و انداح بين الشّاطئين لتسلموا | و الدّرّ مخبوءا لكم في قاعة | كي تخرجوه و تغنموا ما شئتم | و الموج ‘ذ يطغى و يهدر حولكم | جوقا لطرد همومكم يترنّم | و إذا النجموم تألّقت تحت الدجى | خلتم لأجلكم تضيء الأنجم | و حسبتم شمّ الجبال سلالما | نصبت لكم كي تصعدوا فصعدتم | و الشمس منجم عسجد متكشّف | لذوي الطموح و أنتم أنتم هم | و لكم تلثّمت الحقائق بالرؤى | كالأرض يغشاها السراب الموهم | لتطلّ من أرواحنا أشواقها | فنطوف حول خدورها و نحوّم | لم تقنعوا كالخاملين بأنّكم | لكم شراب في الحياة و مطعم | لو أن تكون حياتكم كحياتهم | عبثا يموت به الوقار و يعدم | و تأففا في اللّيل و هو منوّر | و تبرّماا في الصّبح و هو تبسّم | لو أن يكون ترثكم كتراثهم | قصر عفا أو هيكل متردّم | و حديث أسلاف قد التحفوا الفنا | فهم سواء فقي القياس و جرهم | من يقترب من أمس يبعد عن غد | و يعش مع الموتى و يصبح منهم ! | و كرهتم أن تنقضي أيامكم | شكوى لمن يرثي و من لا يرحم | أو أن يبيت على احضيض مقامكم | و الدود يزحف فوقه و الأرقم | فنفرتم كالنحل ، ما من زهرة | فيها جنى ، إلاّ و فيها مغنم | في كلّ شطّ مارد ، في كلّ طود | قشعم ، في كلّ واد ضيغم | المجد مطلبكم و أنتم سهّد | و المجد حلمكم و أنتم نوّم | لا شيء صعب عندكم حتى الردى | ألصعب عند نفوسكم أن تحجموا | يا بضعة من أمّة | هي أمّة | فيكم جميع صفاتها و خلالها | و الروض يحويه عطورا قمقم | إنّ الألى الجهاد عليكم | علكوا مداركهم و لم يستطعموا ... | طلبوا السلامة في القعود ففاقهم | درك الثراء و بعد ذا لم يسلموا | هؤلاء دود القزّ أحسن منهم | و أجلّ في نظر الحياة و أفهم ! | قالوا كهول قد تصرّم عصرهم | ليت الشّباب من الكهول تعلّموا ! | إن لم تشيدوا كالأوائل " تدمرا " | أو " بعلبك ّ " فإنّكم لم تهدموا | و لكم غد و جماله و بهاؤه | و لكم من الأمس النفيس القيّم | *** | حدثت نفسي و القطار يخبّ بي | عجلان يخترق الدذجى و يدمدم | فسألها مستفهما ، لربما | سأل العليم سواه عمّا يعلم | ما أحسن الأيّام ؟ قالت : يومكم ! | و النّاس ؟ فابتدرت و قالت : أنتم | و الدور ؟ قالت : دوركم . و المال ؟ | قالت : إنّ أحسنه الذي أنفقتم | و الحسن ؟ قالت : كلّ ما أحببتم | و الأرض ؟ قالت : أينما استوطنتم | ما كان أكمل يومكم و أتمّه | لو لم يكن في مهد عيسى مأتم | و كذا الحياة ، قديمها وحديثها ، | ذكرى نسرّ بها و ذكرى تؤلم |
| |
|
| |
bassam65 عضو ماسي
عدد المساهمات : 3455 نقاط : 20326 تاريخ التسجيل : 11/11/2009 العمر : 59 الموقع : سوريا
| موضوع: رد: الشاعر إيليا أبو ماضي الإثنين يناير 18, 2010 4:55 am | |
| الى الشبان المتفرّجين يا أيّها الشّرق انظر إلى | القوم الذين شددت أزرك فيهم | ما زلت تكلأهم بطرف ساهر | يحيي الظلام و هم هجود نوّم | و الغرب يرنو خافا | أجدادهم و يودّ لو لم ينعموا | حتى إذا طرّت شواربهم و بات | من الشباب لهم طراز معلم | خرجوا عليك و أنت لا تدري و هم | لا يشعرون و لو دروا لتندّموا | يا طالما مثلوا لديك كأنّهم | أذد الشّرى فنسيت أنّك تحلم | ورجوت ما يرجوه كلّ أب لدى | أبنائه / أنّ العقوق مذمّم | و لطالما شدت القصور من المنى | خاب الرّجاء و ساء ما تتوهّم | ألهتهم الدّنيا فهذا بالطّلى | صبّ و هذا بالحسان متيّم | و الخمر فاتكة بناعم | ترف يكاد من النّسائم يسقم | قد أصبحوا وقفا على شهواتهم | يستسلمون لها و لا تستسلم | لم يفهموا معنى الحياة و كنهها | إنّ البليّة أنّهم لم يفهموا | فليقلعوا عن غيّهم إنّي أرى | خور الشيوخ بهم و لمّا يهرموا | قد قلّدوا الغربيّ في آفاقه | تقليده الشّرقيّ فيما يعصم | فتنتهم لغة الأعاجم إنّما | لغة الأعاجم منهم تتبرّم | أمسى الذي تهدى إليه لآليء | و كأنّما هو بالحجارة يرجم | لا تعذل الشعراء إن بخلوا به | إنّ القريض على الغبيّ محرّم | بتنا و بات الشّرق يمشي القهقرى | مع ذاك نحسب أنّنا نتقدّم |
| |
|
| |
bassam65 عضو ماسي
عدد المساهمات : 3455 نقاط : 20326 تاريخ التسجيل : 11/11/2009 العمر : 59 الموقع : سوريا
| موضوع: رد: الشاعر إيليا أبو ماضي الإثنين يناير 18, 2010 4:57 am | |
| أيّها القلم ماذا جنيت عليهم ، أّها القلم | و الله ما فيك إلاّ النّصح و الحكم | إنّي ليحزنني أن يسجنوك وهم | لولاك في الأرض لم تثبت لهم قدم | خلقت حرّرا كموج البحر مندفعا | فما القيود و ما الأصفاد و اللّجم ؟ | إن يحسبوا الطائر المحكّى في القفص | فليس يحبس منه الصوت و النّغم | الله في أمّة جار الزمان بها | يفنى الزمان و لا يفنى لها ألم | كأنّما خصّها بالذّلّ بارئها | أو أقسم الدهر لا يعلو لها علم | مهضومة الحقّ لا ذنب جنته سوى | أنّ الحقوق لديها ليس تنهضم | مرّت عليها سنون كلّها نقم | ما كان أسعدها لو أنّها نعم ؟ | عدّوا شكايتها ظلما و ما ظلمت | و إنّما ظلموها بالذي زعموا | ما ضرّهم أنّها باتت تسائلهم | أين المواثيق ، أين العهد و القسم ؟ | أما كفى أنّ في آذانهم صمما | حتّى أرادوا بأن ينتابها الصّمم ؟ | كأنّما سئموا أن لا يزال بها | روح على الدّه لم يظفر بها السّأم | فقيّدوها لعلّ القيد يكتها | و عزّ أن يسكت المظلوم لو علموا | و أرهقوا الصّحف و الأقلام في زمن | يكاد يعبد فيه الطرس و القلم | أن يمنعوا الصحف فينا بثّ لوعتنا | فكلّنا صحف في مصر ترتسم | إنّا لقوم لنا مجد سنذكره | ما دام فينا لسان ناطق و فم | كيف السبيل إلى سلوان رفعتنا | و هي التي تتمنّى بعضها الأمم ؟ | يأبى لنا العزّ أن نرضى المذلّة في | عصر رأينا به العبدان تحترم | للموت أجمل من عيش على مضض | إنّ الحياة بلا حريّة عدم |
| |
|
| |
bassam65 عضو ماسي
عدد المساهمات : 3455 نقاط : 20326 تاريخ التسجيل : 11/11/2009 العمر : 59 الموقع : سوريا
| موضوع: رد: الشاعر إيليا أبو ماضي الإثنين يناير 18, 2010 4:59 am | |
| أنفس العشّاق بالأمس بادرني صديق حائر يستفهم | أجهنّم نار ؟ كما زعم الهداة و علّموا ؟ | أم زمهرير قارس قاس و كون مظلم ؟ | فأحببته ، ما الزمهرير و ما اللّظى المتضرّم | بجهنّم ! .. لكنّما أن لا تحبّ جهنّم | يا صاحبي ، إنّ الخواء هو العذاب الأعظم | القلب إلاّ بالمحبّة منزل متردّم | هي للجراحة مرهم ، و هي للسعادة سلّم | هي في النجوم تألّق ، هي في الحياة ترنّم | هي أنفس العشّاق في غسق الدّجى تتبسّم |
| |
|
| |
bassam65 عضو ماسي
عدد المساهمات : 3455 نقاط : 20326 تاريخ التسجيل : 11/11/2009 العمر : 59 الموقع : سوريا
| موضوع: رد: الشاعر إيليا أبو ماضي الإثنين يناير 18, 2010 5:01 am | |
| عباد الذّهب ما ساء نفسي من الدنيا سوى نفر | لا خير فيهم و لكن شرّهم عمم | ماتت ضمائرهم فيهم أنانية | فليس تنشر حتى تنشر الرّمم | ساءت خلائقهم أو لا خلاق لهم | إلا الشّراهة و الإيثار و النّهم | إذا رأوا صورة الدينار بارزة | خرّوا سجودا إلى الأذقان كلّهم | قد أقسموا أنّهم لا يشركون به | بئس الإله و بئس القوم و القسم |
| |
|
| |
bassam65 عضو ماسي
عدد المساهمات : 3455 نقاط : 20326 تاريخ التسجيل : 11/11/2009 العمر : 59 الموقع : سوريا
| موضوع: رد: الشاعر إيليا أبو ماضي الإثنين يناير 18, 2010 5:03 am | |
| أبو غازي أبو غازي السلام عليك منّا | و عفوا أيّها الملك الهمام | فما ضاق الكلام بنا ، و لكن | وجدنا الحزن أرخصه الكلام | و خطبك لا يفيه دمع باك | فموتك من بني العرب يبكي الغمام | و نحن أحقّ أن نبكي و نرثى | فموتك من بني العرب انتقام | خبا نبراسنا ، و اللّيل داج ، | و كنت حسامنا ، فنبا الحسام ! | كأنّك قد وترت الموت قدما | وهابك في كنانتك السّهام | فدبّ إليك مثل اللّصّ ليلا | و كان الموت ليس له ذمام | طوى الدنيا نعيّك في ثوان | فريع البيت و البلد الحرام | و " دجلة " كالطّين له أنين | و في " بردى " التياع و اضطرام | ورحنا بين مصعوق وساه | كمن صرعت عقولهم المدام | كأنّ الأرض قد قد مادت و فضّت | عن الموتى الصفائح و الرّجام | فمن للبيض و الجرد المذاكي ؟ | و " فيصل " بات يحويه الرّغام | و من للحقّ ينشره لواء | به للنّاس هدي و اعتصام | توارى المجد في كفن و لحد | و غابت في التراب منّى عظام | مضى وحديثه في الناس باق | كعمر الشّمس ليس له انصرام | فيا جدثا حواه لست قبرا | و لكن أنت في الدنيا وسام | *** | حياتك " يا أبا غازي " حياة | كفصل الصّيف : زهر و ابتسام | وقد تحصى الكواكب و الأقا | حي و لا تحصى أياديك الجسام | مددت إلى منى العرب الغوافي | يدا ، فتفتّقت عنها الكمام | و أمسى بندهم و له خفوق | و أمسى عقدهم و له نظام | و كم أسقمت جسمك كي يصحّوا | و حالفت السّهاد و هم نيام | و كم جازيت عن شرّ بخير | و كم جازاك بالغدر الأنام | خذلت فما عتبت على صديق | و لم تحنق وقد كثر الملام | و كم قد فزت في حرب و سلم | فلم يلعب بعطفيك العرام | خلائق من له عرق كريم | و خطّة من له قلب عصام | خذوا الخلق الرفيع من الصحا | ري ، فإنّ النفس يفسدها الزحام | و كم فقدت جلالتها قصور | و لم تفقد مروءتها الخيام | *** | و قالوا اندك عرشك في دمشق | كأنّ العرش أخشاب تقام | و كيف تهدّ سدّتك العوالي | و لم يسلبكها الموت الزؤام ؟ | فما كان انتصارهم علاء | و لا كان انكسارك فيه ذام | إذا لم تنصر الأرواح ملكا | فأحسن ما حوى جثث وهام | و ما زالت لك الأرواح فيها | و ما زالت عشيرتك الشآم | تصفّق لاسمك الأمواه فيها | و يهتف في خمائلها الحمام | و بذكر أهلها تلك السجايا | فيشرق من تذكّرها الظلام | و ليس أحبّ من حرّ مؤاس | إلى شعب يساء و يستضام | *** | فقل للساخطين على اللّيالي | و من سكنوا على يأس و ناموا | سينحسر الضباب عن الروابي | و يبدو الورد فيها فيها و الخزام | و يصفو جوّنا بعد انكدار | و يسقى أرضنا المطر الرّهام | و نرجع أمّة ترجى و تخشى | و إن كره الزعانف و الطّغا |
| |
|
| |
bassam65 عضو ماسي
عدد المساهمات : 3455 نقاط : 20326 تاريخ التسجيل : 11/11/2009 العمر : 59 الموقع : سوريا
| موضوع: رد: الشاعر إيليا أبو ماضي الإثنين يناير 18, 2010 5:06 am | |
| مصر و الشام البلبل السجين يا ربّ بلا سناء | كأنّما بدره يتيم | مشى به اليأس في الرّخاء | كأنّه النار و الهشيم | * | ليت الدّجى رقّ للمحبّ | أو ليت لي مهجة حجر | أقضّ هذا الفراش جنبي | كأنّ في مضجعي الإبر | هل بك يا نجم مثل كربي ؟ | أم أنت من طبعك السّهر ؟ | سهرت شوقا إلى ذكاء ؟ | أم عندك المقعد المقيم ؟ | أبكي و تصغي إلى البكاء | يا ربّ ! هل تعشق النجوم ؟ | * | قد نال فرط السّهاد منّي | و اشتاق طرفي إلى الهجوع | و قرّح الجفن ماء جفني | في الحبّ ما فاض من دموعي | و شاب رأسي من التّجنّي | ياليت ذا الشّيب في الولوع | لعلّ في سلوتي شفائي | هيهات . داء الهوى قديم | ما يحسب الناس في ردائي ؟ | في بردتي هيكل رميم ! | * | قد طال يا ليل فيك صبري | و أشبهت ساعك القرونا | فقل لهذي النجوم تسري | أو إسأل الصّبح أن يبينا | و إن تشأ أن تكون قبري | فكن كما شئت أن تكونا | في سكون إلى البلاء | قد يألف العلّة السّقيم | من كان في قبضة الهواء | هان على نفسه النّسيم ! | * | قرّب بين الضّنى و جسمي | ما أبعد النّوم عن جفوني | يا ليل فيك الرّقاد خصمي | يا ليل ما فيك من معين | سوى شج همّه كهمّي | ينشد و اللّيل في سكون ! | أيمرح البوم في الخلاء | و تمسك البلبل الهموم ؟ | هذا ضلال من القضاء | فلا تلمني إذا ألوم | * | سا سيّد المنشدين طرّا | و صاحب المنطق المبين | لو كنت بوما أو كنت نسرا | ما بتّ في أسرك المهين | خلقت لما خلقت ، حرّا | فزجّك الحسن في السّجون | و أطلق البوم في الفضاء | زعم الورى أنّه دميم | و أنّه غير ذي رواء | و لا له صوت الرّخيم ! | * | تيّمك الروض فيه حتّى | تخذت باحاته مقاما | رأيت فيه النعيم بحتا | و لم تر عنده الأناما | مدّوا الأحابيل فيه شتّى | أقلّها يجلب الحماما | لو كنت كالبوم في الجفاء | ما صادك المنظر الوسيم | أصبحت تبكي من الشّقاء | ليضحك الآسر المضيم ! | * | و المرء وحش فإن ترقّى | أصبح شرا من الوحوش | فخفه حرّا و خفه رقّا | و خفه ملكا على العروش | فالشرّ في الناس كان خلقا | و أيّ طير بغير ريش ؟ | ما قام فيهم أخو وفاء | يحفظ عهدا و لا رحيم | فكلّ مستضعف مرائي | و كلّ ذي قوّة غشوم ! | * | إن كان للوحش من نيوب | فالناس أنيابهم حديد | ما كان ، و الله ، للحروب | لولا بنو آدم وجود | لو امّحى عالم الخطوب | لقام منهم لها معيد | قد نسبوا الظلم للسماء | و كلّهم جائر ظلوم | لم يخل منه أخو الثّراء | و لا الفتى البائس العديم | * | أعجب ما في بني التراب | قتالهم فوقه عليه | قد صيّر و الأرض كالكتاب | و انحشروا بين دفّتيه | و استعجلوا الموت بالعذاب | و كلّهم صائر إليه | ما خاب داع إلى العداء | و لم يفز ناصح حكيم | ما رغب الناس في الفناء | لكنّما ضاعت الحلوم !! | * | لو لم يك الظلم في الطّبائع | ما استنصر العاجز العداله | لو عدلت فيهم الشرائع | ما استحدثوا للقتال آله | عجبت للقاتل المدافع | جزاؤه الموت لا محاله | لكنّما سافكو الدماء | يوم الوغى قادة قروم | و هكذا المجرم الدائي | في عرفهم فاتح عظيم ! | * | أقبح من هذه الضّلاله | أن يحكم الواحد الألوفا | و يدّعي الفضل و النّباله | من يسلب العامل الرّغيفا | يا قوم ما هذه الجهالة | قد حان أن تنصفوا الضّعيفا | فراقبوا ذمّة الإخاء | و لتنس أحقادها الخصوم ! | لا تتبعوا سنّة البقاء | فإنّها سنّة ظلوم ! |
| |
|
| |
| الشاعر إيليا أبو ماضي | |
|